• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / مقالات
علامة باركود

واجب أمة الإسلام نحو نبيها محمد عليه الصلاة والسلام

واجب أمة الإسلام نحو نبيها محمد عليه الصلاة والسلام
عبدالقادر دغوتي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/9/2025 ميلادي - 25/3/1447 هجري

الزيارات: 142

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

واجب أمة الإسلام

نحو نبيها محمد عليه الصلاة والسلام

 

بعث الله تعالى نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق؛ ليُخرج الناس من ظلمات الكفر والشرك، إلى نور الإيمان والتوحيد، وقد أدى عليه الصلاة والسلام مهمته على أكمل وجه، فبلَّغ الرسالة، ونصح الأمة، وبيَّن لها نهج الهدى والسعادة، وتركها على المحجَّة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.

 

ولا سبيلَ لأمَّة الإسلام لتنال ما أراد الله تعالى لها من الخيرية، والشهود الحضاري على الأمم، والفوز والفلاح في المعاش والمعاد، إلا بأن تقوم بما يجب عليها تجاه نبيها صلى الله عليه وسلم.

 

وواجبها نحو نبيها عليه الصلاة والسلام عظيم، يتجلَّى في أعمال متعددة، يُكمِل بعضها بعضًا، ويترتب بعضها على بعض، ويمكن إبراز أهم تجليات ذلكم الواجب في العناصر الآتية:

الواجب الأول: معرفة فضل وقدر نبيها صلى الله عليه وسلم:

فهو عليه الصلاة والسلام سيد الأنبياء والمرسلين، وخير خلق الله أجمعين، وقد خصَّه الله تعالى بآيات كثيرة من كتابه المبين، بيَّن فيها قدره وفضله، وذكر فيها من خصائصه وأخلاقه، ومكارمه ومحامده، وأثنى عليه، فكان القرآن الكريم أول وأوفى مصدر في التعريف بقدر وفضل نبينا عليه الصلاة والسلام.

 

نقرأ في كتاب ربنا مثلًا، قوله سبحانه وتعالى: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128]، وقوله جل وعلا: ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾ [الشرح: 1 - 4]؛ قال قتادة: "رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة، فليس خطيب ولا متشهِّد ولا صاحب صلاة، إلا يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله"[1].

 

ونقرأ قوله عز و جل: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا ﴾ [الأحزاب: 45، 46]، وقوله سبحانه وهو يقسم بعظيم قدر نبيه محمد عليه الصلاة والسلام: ﴿ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [الحجر: 72]، وقوله جل جلاله وهو يقسم له ليحقق مكانته عنده: ﴿ وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى * وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى * أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى * فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾ [الضحى: 1 - 11]؛ قال الإمام أبو الفضل: "تضمنت هذه السورة من كرامة الله تعالى له، وتنويهه به، وتعظيمه إياه، ستة وجوه؛ الأول: القسم له عما أخبره به من حاله؛ بقوله تعالى: ﴿ وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ﴾ [الضحى: 1، 2]؛ أي: ورب الضحى، وهذا من أعظم درجات المبرَّة، الثاني: بيان مكانته وحظوته لديه؛ بقوله تعالى: ﴿ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ﴾ [الضحى: 3]؛ أي: ما تركك وما أبغضك، وقيل: ما أهملك بعد أن اصطفاك، الثالث: قوله تعالى: ﴿ وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى ﴾ [الضحى: 4]، قال ابن إسحاق: أي: ما لك في مرجعك عند الله أعظم مما أعطاك من كرامة الدنيا، وقال سهل: أما ما ادخرتُ لك من الشفاعة والمقام المحمود فخير لك مما أعطيتك في الدنيا، الرابع: قوله تعالى: ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ﴾ [الضحى: 5]، وهذه آية جامعة لوجوه الكرامة، وأنواع السعادة، وشتات الإنعام في الدارين والزيادة، قال ابن إسحاق: يرضيه بالنصر في الدنيا والثواب في الآخرة، وقيل: يعطيه الحوض والشفاعة، ورُوي عن بعض آل النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ليس آية في القرآن أرجى منها، ولا يرضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدخل أحدٌ من أمته النار، الخامس: ما عدَّده تعالى من نِعمه، وقرره من آلائه قبله في بقية السورة من هدايته إلى ما هداه له، أو هداية الناس به على اختلاف التفاسير، ولا مال له فأغناه بما آتاه، أو بما جعل في قلبه من القناعة والغِنى، ويتيمًا فحدب عليه عمه وآواه إليه، وقيل: آواه إلى الله، وقيل: ﴿ يَتِيمًا ﴾: لا مثال لك، فآواك إليه، وقيل: المعنى: ألم يجدك فهدى بك ضالًّا، وأغنى بك عائلًا، وآوى بك يتيمًا، ذكَّره بهذه المنن، وأنه على المعلوم من التفسير لم يهمله في حال صغره وعيلته ويُتمه، وقبل معرفته به، ولا ودعه ولا قلاه، فكيف بعد اختصاصه واصطفائه؟ السادس: أمره بإظهار نعمته عليه، وشكر ما شرفه بنشره، وإشادة ذكره؛ بقوله تعالى: ﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾ [الضحى: 11]، فإن من شكر النعمة الحديثَ بها، وهذا خاص به عام لأمته"[2].

 

ونقرأ في كتاب ربنا تزكيته جل جلاله لنبيه صلى الله عليه وسلم، تزكية كاملة تامة، في كل شيء؛ فيقول وهو يزكيه في عقله: ﴿ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ﴾ [النجم: 2]، وفي صدقه فيقول: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ﴾ [النجم: 3]، وفي بصره، فيقول: ﴿ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ﴾ [النجم: 17]، وفي فؤاده فيقول: ﴿ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ﴾ [النجم: 11]، وفي خُلقه، فيقول: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].

 

هذا إضافة إلى ما أظهره الله تعالى في كتابه الكريم، من كرامات ومعجزات كثيرة، أجراها على يديه صلى الله عليه وسلم، ومن خصائص خصَّه بها.

 

فوجب على المسلمين جميعًا أن يسعوا في معرفة فضل وقدر ومكانة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، من خلال كتاب ربهم جل وعلا.

 

الواجب الثاني: معرفة سُنته وسيرته، وأخلاقه وآدابه صلى الله عليه وسلم:

فأما سنته عليه الصلاة والسلام؛ فهي السراج المنير، والطريق المستقيم، والمنهج القويم، للسير على هدًى، والفوز والفلاح في الآخرة والأولى، لكن للأسف الشديد، فإن كثيرًا من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم، صارت مغمورة في بطون الكتب، ومجهولة ومهجورة عند عدد كبير من المسلمين في زماننا هذا، فيحل بهم بسبب هذا الجهل والهجر شرٌّ كثير، ويفوتهم خير عظيم.

 

فوجب على المسلمين أن يهتموا بمعرفة وتعلم سنة نبيهم عليه الصلاة والسلام، ويبذلوا في سبيل ذلك أوقاتهم وأموالهم، ففي ذلك عزهم وفلاحهم.

 

وأما أخلاقه عليه الصلاة والسلام، فهي الميزان العدل الذي يجب أن يُعتمد لإقامة الوزن بالقسط، في الأقوال والأفعال، والأخلاق والأحوال، وهي محل الأسوة الحسنة لمن كان يريد الله، ويرجو ما عنده من خيرٍ في المعاش والمعاد.

 

وأخلاقه صلى الله عليه وسلم تتجلى في مختلِف العلاقات التي كانت تجمعه بالناس؛ أخلاقه باعتباره ابنًا وأبًا، وجَدًّا وزوجًا وأخًا، وجارًا وصاحبًا ورفيقًا في السفر، وتاجرًا وشريكًا، ودائنًا ومَدينًا، ومعلمًا وخطيبًا، وواعظًا وناصحًا، وقاضيًا وحاكمًا؛ إلخ.

 

وتتجلى أيضًا في مختلف الأحوال التي عاشها، والتي تجري على كل الناس؛ أخلاقه في الغِنى والفقر، وفي الصحة والمرض، وفي الغضب والرضا، وفي الحب والبغض، وفي السلم والحرب، ومع الصديق والعدو، والقريب والبعيد، والموافق ومع المخالف؛ إلخ.

 

وهو عليه الصلاة والسلام صاحب الخلق العظيم، بشهادة ربه الكريم؛ الذي قال سبحانه: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4]، كيف لا، وقد كان صلى الله عليه وسلم يتخلق بأخلاق القرآن الكريم؟ تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: ((كان خُلُقُه القرآنَ، يرضى برضاه، ويسخط بسخطه))[3].

 

وكل الأخلاق الحميدة التي تفرقت في البشر، مجموعة فيه عليه الصلاة والسلام؛ قال القاضي عياض رحمه الله: "وكان فيما ذكره المحققون مجبولًا عليها في أصل خِلقته وأول فطرته، لم تحصل له باكتساب ولا رياضة، إلا بجود إلهي وخصوصية ربانية، وهكذا لسائر الأنبياء، ومن طالع سيرهم منذ صباهم إلى مبعثهم، حقق ذلك"[4].

 

وأصل هذه الأخلاق الكريمة هو كمال العقل؛ قال القاضي عياض رحمه الله: "وأما أصل فروعها، وعنصر ينابيعها، ونقطة دائرتها، فالعقل الذي منه ينبعث العلم والمعرفة، ويتفرع عن هذا ثقوبُ الرأي، وجودة الفِطنة والإصابة، وصدق الظن، والنظر للعواقب ومصالح النفس، ومجاهدة الشهوة، وحسن السياسة والتدبير، واقتناء الفضائل، وتجنب الرذائل"[5].

 

فوجب على المسلمين أن يعرفوا أخلاق نبيهم عليه الصلاة والسلام، ويجتهدوا في التحلي بها ظاهرًا وباطنًا، فتحسن وتصلح أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم.

 

الواجب الثالث: محبته وتعظيمه صلى الله عليه وسلم:

فأما محبة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فهي من أعظم وأجَلِّ حقوقه على المسلمين، بل يجب أن يكون حبهم له أعظمَ من حبهم لأنفسهم وأولادهم، وأهلهم وآبائهم، وأموالهم، والناس أجمعين.

 

وإذا لم نُحقق هذه الدرجة من محبة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فإنَّا مُقصرون أشد التقصير في حقه صلى الله عليه وسلم؛ قال الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [التوبة: 24]؛ قال القاضي عياض رحمه الله: "فكفى بهذا حضًّا وتنبيهًا، ودلالة وحُجة على إلزام محبته، ووجوب فرضها، وعِظم خطرها، واستحقاقه لها صلى الله عليه وسلم؛ إذ قرَّع تعالى من كان ماله وأهله وولده أحبَّ إليه من الله ورسوله، وأوعدهم بقوله تعالى: ﴿ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ﴾ [التوبة: 24]، ثم فسَّقهم بتمام الآية، وأعلمهم أنهم ممن ضل ولم يهدِهِ الله"[6].

 

وإن تقديم محبته صلى الله عليه وسلم على كل محبوب، شرط لكمال الإيمان؛ فقد قال: ((فوالذي نفسي بيده، لا يؤمن أحدُكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين))[7].

 

ومن حقَّق هذه المحبة، نال شرف معيته صلى الله عليه وسلم في الجنة؛ فعن أنس رضي الله عنه: ((أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة فقال: متى الساعة؟ قال: وماذا أعددت لها؟ قال: لا شيء، إلا أني أحبُّ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فقال: أنت مع من أحببت، قال أنس رضي الله عنه: فما فرِحنا بشيء فرَحَنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: أنت مع من أحببت))[8].

 

وأما تعظيمه صلى الله عليه وسلم، فهو أعلى منزلة من محبته؛ لأن المحبوب لا يلزم أن يكون معظمًا؛ كالولد يحبه والدُه محبة تدعوه إلى تكريمه دون تعظيمه، بخلاف محبة الولد لأبيه، فإنها تدعوه إلى تعظيمه، والرجلُ يعظَّمُ لِما يتمتع به من الصفات العلية، ولما يحصل من الخير بسببه، أما المحبة فلا تحصل غالبًا إلا بوصول خيرٍ من المحبوب إلى من يحبه[9].

 

وإنما يجب علينا تعظيمه صلى الله عليه وسلم؛ لأسباب منها:

(أ) أن الله تعالى أمرنا بذلك؛ إذ قال: ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الفتح: 8، 9]، فقوله تعالى: ﴿ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ ﴾ [الفتح: 9]؛ أي: تُعزروا الرسول صلى الله عليه وسلم وتُعظموه، وتُجلوه وتقوموا بحقوقه كما كانت له المِنة العظيمة برقابكم، ﴿ وَتُسَبِّحُوهُ ﴾ [الفتح: 9]؛ أي: تسبحوا الله، فذكر الله في هذه الآية الحقَّ المشترك بين الله وبين رسوله، وهو الإيمان بهما، والمختص بالرسول وهو التعزير والتوقير، والمختص بالله؛ وهو التسبيح له والتقديس بصلاة أو غيرها[10].

 

(ب) لتعظيم الله سبحانه وتعالى له؛ إذ رفع قدره، وأعلى درجته، وأكرمه بأصناف الكرامات، كما مرَّ معنا في الحديث عن قدْرِ النبي صلى الله عليه وسلم عند ربه.

 

(ج) لأن محبته وتعظيمه من محبة الله وتعظيمه؛ قال ابن القيم رحمه الله: "وكل محبة وتعظيم للبشر، فإنما تجوز تبعًا لمحبة الله وتعظيمه، كمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيمه، فإنها من تمام محبة مُرسِله وتعظيمه، فإن أمته يحبونه لمحبة الله تعالى له، ويعظِّمونه ويُجلونه لإجلال الله له، فهي محبة لله من موجبات محبة الله، وكذلك محبة أهل العلم والإيمان، ومحبة الصحابة رضي الله عنهم وإجلالهم تابعٌ لمحبة الله ورسوله لهم"[11].

 

الواجب الرابع: طاعته واتباع سنته والتأسي به:

وهذا الواجب مترتب على ما تقدم؛ فإننا إذا عرَفنا قدرَ النبي صلى الله عليه وسلم، أحببناه وعظَّمناه وأطعناه، وتمسكنا بسنته، واقتفينا أثره، وتأسينا به في كل شيء؛ وتفصيل هذا في العناصر الآتية:

 

(أ) طاعته في كل أمر ونهي، وإيثار شرعه وحكمه على هوى النفس وموافقة الشهوة:

فطاعته صلى الله عليه وسلم واجبة، وهي من طاعة الله عز وجل؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((إذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم))[12] ، وهي طريق الهداية والرحمة والفوز بالجنة؛ قال الله تعالى: ﴿ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ﴾ [النور: 54]، وقال: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [آل عمران: 132]، وقال عليه الصلاة والسلام: ((كل أُمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا: يا رسول الله، ومن يأبى؟ قال: من أطاعني، دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى))[13].

 

(ب) اتباع سنته والتأسي به في كل شأن من شؤون الحياة:

قال ربنا سبحانه: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21]، وقال نبينا عليه الصلاة والسلام: ((فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عَضُّوا عليها بالنواجذ))[14] ، وقال: ((من اقتدى بي فهو مني، ومن رغب عن سنتي فليس مني))[15].

 

(ج) الحذر من مخالفة هديِه وسنته واتباعِ البدع:

مخالفة سُنة وهديِ رسول الله عليه الصلاة والسلام، من أسباب السقوط في الفتنة والتيه، والضلال، والشقاء في الدنيا والآخرة؛ قال الله تعالى: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63]، وقال جل وعلا: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾ [النساء: 115]، وفي الحديث أنه عليه الصلاة والسلام قال: ((فليُذادنَّ رجال عن حوضي كما يُذاد البعير الضالُّ، فأناديهم: ألَا هلمَّ، ألا هلم، فيُقال: إنهم قد بدلوا بعدك، فأقول: فسحقًا، فسحقًا، فسحقًا))[16].

 

(د) احترام مقامه، والتزام الأدب معه صلى الله عليه وسلم؛ ومن ذلك:

عدم جعل دعائه كدعاء غيره من الناس: قال الله تعالى: ﴿ لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ﴾ [النور: 63]؛ قال الشيخ السعدي رحمه الله: "أي: لا تجعلوا دعاء الرسول إياكم ودعاءكم للرسول، كدعاء بعضكم بعضًا، فإذا دعاكم فأجيبوه وجوبًا، حتى إنه تجب إجابة الرسول صلى الله عليه وسلم في حال الصلاة، وليس أحد إذا قال قولًا، يجب على الأمة قبول قوله والعمل به، إلا الرسول؛ لعصمته وكوننا مخاطبين باتباعه... وكذلك لا تجعلوا دعاءكم للرسول كدعاء بعضكم بعضًا، فلا تقولوا: (يا محمد) أو (يا محمد بن عبدالله)، كما يقول ذلك بعضكم لبعض، بل من شرفه وفضله وتميزه صلى الله عليه وسلم عن غيره، أن يُقال: يا رسول الله، يا نبي الله))[17].

 

عدم رفع الصوت فوق صوته: فإنَّ رفع الصوت فوق صوته صلى الله عليه وسلم فعلٌ قبيح، أنكره الله تعالى وجعله محبطًا للأعمال؛ قال عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ [الحجرات: 2]، فما الظن برفع الآراء ونتائج الأفكار على سنته وما جاء به؟[18]


عدم التقدم بين يديه بأمر أو نهي: قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [الحجرات: 1]، وهذا باقٍ إلى يوم القيامة ولم يُنسخ؛ إذ إن التقدم بين يدي سنته بعد وفاته، كالتقدم بين يديه في حياته، ولا فرق بينهما عند ذي عقل سليم؛ قال مجاهد: لا تفتاتوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال أبو عبيدة: تقول العرب: لا تقدِّمْ بين يدي الإمام وبين يدي الأب؛ أي لا تعجِّلوا بالأمر والنهي دونه، وقال غيره: لا تأمروا حتى يأمر، ولا تنهوا حتى ينهى[19].

 

حُب من أحبه النبي صلى الله عليه وسلم: فإن من مقتضى حبنا لنبينا صلى الله عليه وسلم أن نحب من أحبهم؛ وهم: آل بيته وأزواجه وصحابته رضي الله عنهم أجمعين، وأن نُبغض كل من أبغضهم ونعادي كل من عاداهم؛ فقد قال عليه الصلاة والسلام في حبه للحسن والحسين: ((اللهم إني أحبهما فأحبهما))[20] ، وقال في الحسن في رواية: ((اللهم إني أحبه فأحب من يحبه))[21] ، وقال في فاطمة: ((إنها بَضعة مني، يُغضبني ما أغضبها))[22] ، وقال لعائشة في أسامة بن زيد: ((أحبِّيه فإني أحبه))[23] ، وقال في أصحابه جميعهم: ((لا تسبوا أصحابي، فلو أنفق أحدكم مثل أُحُدٍ ذهبًا، ما بلغ مُد أحدهم ولا نصيفه))[24].

 

قال القاضي عياض: "ومن توقيره وبرِّه صلى الله عليه وسلم توقير أصحابه وبرهم، ومعرفة حقهم، والاقتداء بهم، وحسن الثناء عليهم، والاستغفار لهم، والإمساك عما شجر بينهم، ومعاداة من عاداهم، والإضراب عن أخبار المؤرخين، وجهلة الرواة، وضُلَّال الشيعة والمبتدعين القادحة في أحدٍ منهم، وأن يُلتمس لهم فيما نُقل عنهم من مثل ذلك فيما كان بينهم من الفتن أحسن التأويلات، ويخرج لهم أصوب المخارج، إذ هم أهلٌ لذلك، ولا يُذكر أحدهم بسوء، ولا يغمص عليه أمر، بل تُذكر حسناتهم وفضائلهم وحميد سيرهم، ويُسكت عما وراء ذلك..."[25].

 

حب ما يحبه النبي صلى الله عليه وسلم: ومن محبتنا للنبي صلى الله عليه وسلم، أن نحب كل ما يحبه، ونُبغض كل ما يُبغضه، فنُحب القرآن الكريم وسنته وهَدْيَه، ونحب العمل الصالح، وفعل الخيرات، ومحاسن الأخلاق، ونُبغض كل ما يبغضه من كفر وشرك، وفسق وبدعة وعصيان.

 

الإكثار من ذِكره والصلاة عليه: قال القاضي عياض: "ومن علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم، كثرة ذكره له، فمن أحب شيئًا أكثر ذكره"[26]، وأعظم ما نذكره به الصلاةُ عليه.

 

وقد أمرنا ربنا الكريم بالصلاة والسلام عليه؛ فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، وبشَّر نبينا صلى الله عليه وسلم بما في الصلاة عليه من أجر كبير ورفعٍ للدرجات، وفوز بشفاعته؛ فقال: ((من صلى عليَّ صلاة، صلى الله عليه عشر صلوات، وحطَّ عنه عشر خطيئات، ورفع له عشر درجات))[27] ، وقال: ((إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، وصلوا عليَّ؛ فإنه من صلى عليَّ مرة واحدة، صلى الله عليه عشرًا، ثم سلُوا لي الوسيلة؛ فإنها منزلة في الجنة، لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلَّت عليه الشفاعة))[28].

 

وفي المقابل ذمَّ النبي صلى الله عليه وسلم من لا يصلي عليه، فقال: ((رغم أنف رجل ذُكرتُ عنده فلم يصلَّ عليَّ))[29] ، وقال: ((البخيل الذي ذُكرتُ عنده فلم يصلِّ عليَّ))[30] ، وقال: ((من ذُكرتُ عنده فلم يصلِّ عليَّ، أُخطئ به طريق الجنة))[31] ، وقال: ((لا يجلس قوم مجلسًا لا يصلون فيه على النبي صلى الله عليه وسلم، إلا كان عليهم حسرة، وإن دخلوا الجنة، لِما يرون من الثواب))[32].

 

قال القاضي عياض: "اعلم أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فرض على الجملة، غير محدد بوقت؛ لأمر الله تعالى بالصلاة عليه، وحمل الأئمة والعلماء له على الوجوب، وأجمعوا عليه"[33].

 

خاتمة:

إذا كانت أمة الإسلام تعاني من بعض الآفات والعِلل التي تنخر جسدها، وتفتُّ في عضدها، وتنخر قواها، وتحط من قدرها، وتؤخرها عن مرتبتها، وتعوقها عن أداء مهمتها ووظيفتها، وتجعلها تابعة لا متبوعة، فإنما ذلك في تفريطها وتقصيرها في واجبها نحو نبيها ورسولها محمدٍ صلى الله عليه وسلم.

 

فمتى عرَفَت ذلك الواجب، وقامت به على أكمل وجه، تعافت وصلح حالها، وبلغت ما يليق بها من أسمى المراتب والمنازل. وكان في ذلك خير لها وللبشرية جمعاء.

 

والله المستعان، وصلِّ اللهم وسلم على سيدنا محمد النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 


[1] الشفا بتعريف حقوق المصطفى، القاضي عياض، تقديم وتح: طه عبدالرؤوف سعد، ص: 23، 24 بتصرف، مكتبة الصفا، القاهرة، ط: 1 (1423ه/2002م).

[2] الشفا، ص: 34، 35.

[3] صحيح مسلم، رقم الحديث: 746.

[4] الشفا، ص: 70، 71.

[5] الشفا، ص: 73.

[6] الشفا، ج: 2، ص: 15.

[7] صحيح البخاري، رقم الحديث: 15، وصحيح مسلم، رقم الحديث: 44.

[8] صحيح البخاري، رقم الحديث: 3688، وصحيح مسلم، رقم الحديث: 2639.

[9] حبيب الله محمد صلى الله عليه وسلم، الشيخ محمد حسين يعقوب، ص: 301، 302، المكتبة التوفيقية، ط: 1، 1433 - 2012م.

[10] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي، تح: محمد سيد عبدرب الرسول، ج: 3، ص: 207، دار أبي بكر، القاهرة، ط: 1، 1428ه - 2008م.

[11] جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام، الإمام ابن قيم الجوزية، تح: زائد بن أحمد النشيري، إشراف: بكر بن عبدالله أبو زيد، ص: 205، دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع، بدون تاريخ.

[12] صحيح البخاري، رقم الحديث: 7288، وصحيح مسلم، رقم الحديث: 1337.

[13] صحيح البخاري، رقم الحديث: 7280.

[14] سنن الترمذي، رقم الحديث: 2676، وصححه الألباني.

[15] صحيح البخاري، رقم الحديث: 5063، وصحيح مسلم، رقم الحديث: 1401.

[16] صحيح مسلم، رقم الحديث: 249.

[17] تيسير الكريم الرحمن، ج: 2، ص: 376.

[18] حبيب الله محمد صلى الله عليه وسلم، ص: 381.

[19] حبيب الله محمد صلى الله عليه وسلم، ص: 380، 381.

[20] صحيح البخاري، رقم الحديث: 3747.

[21] صحيح البخاري، رقم الحديث: 4749، وصحيح مسلم، رقم الحديث: 2422.

[22] صحيح البخاري، رقم الحديث: 3767.

[23] سنن الترمذي، رقم الحديث: 3138، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، رقم الحديث 3001.

[24] ر

[25] الشفا، ج: 2، ص: 38.

[26] الشفا، ج: 2، ص: 20.

[27] صححه الألباني في صحيح الجامع، رقم الحديث: 6359.

[28] صحيح مسلم، رقم الحديث: 384.

[29] صحيح مسلم، رقم الحديث: 2551.

[30] صححه الألباني في صحيح الترمذي، رقم الحديث: 2811.

[31] السلسلة الصحيحة، رقم الحديث: 2337.

[32] صححه الألباني في صحيح الجامع، رقم الحديث: 7624.

[33] الشفا، ج: 2، ص: 45.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • وعد الله لنبيه محمد عليه الصلاة والسلام بإرضائه في أمته
  • هل من خصائص النبي محمد عليه الصلاة والسلام أنه لا يورث دون غيره من الأنبياء؟

مختارات من الشبكة

  • يا معاشر المسلمين، زوجوا أولادكم عند البلوغ: تزويج الأولاد حق واجب فقهًا ونظاما(مقالة - موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر)
  • دعوة للإبداع والابتكار (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • 100 متطوع مسلم يجهزون 20 ألف وجبة غذائية للمحتاجين في مينيسوتا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • أساليب التربية في ضوء القرآن والتربية الحديثة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • اتقوا الأرحام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الاتحاد والاعتصام من أخلاق الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • واجب الأمة تجاه نبيها محمد صلى الله عليه وسلم(مقالة - ملفات خاصة)
  • واجبنا نحو القرآن : واجب التلاوة(مقالة - موقع الشيخ د. عبدالمجيد بن عبدالعزيز الدهيشي)
  • آداب النعمة وواجبنا نحوها (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفة مع كتاب (ليس للباقلاني) إجابة عن شيء من الشبه والإشكالات والدعاوى (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مركز تعليمي إسلامي جديد بمنطقة بيستريتشينسكي شمال غرب تتارستان
  • 100 متطوع مسلم يجهزون 20 ألف وجبة غذائية للمحتاجين في مينيسوتا
  • مسابقة الأحاديث النبوية تجمع أطفال دورات القرآن في بازارجيك
  • أعمال شاملة لإعادة ترميم مسجد الدفتردار ونافورته التاريخية بجزيرة كوس اليونانية
  • مدينة نابريجناي تشلني تحتفل بافتتاح مسجد "إزجي آي" بعد تسع سنوات من البناء
  • انتهاء فعاليات المسابقة الوطنية للقرآن الكريم في دورتها الـ17 بالبوسنة
  • مركز ديني وتعليمي جديد بقرية كوياشلي بمدينة قازان
  • اختتام فعاليات المسابقة الثامنة عشرة للمعارف الإسلامية بمدينة شومن البلغارية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 25/3/1447هـ - الساعة: 10:36
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب