• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / العيد سنن وآداب / خطب
علامة باركود

خطبة عيد الأضحى المبارك لعام 1446هجرية (PDF)

وائل بن علي بن أحمد آل عبدالجليل الأثري

عدد الصفحات:13
عدد المجلدات:1

تاريخ الإضافة: 9/6/2025 ميلادي - 13/12/1446 هجري

الزيارات: 220

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تحميل ملف الكتاب

 

خطبة عيد الأضحى المبارك لعام 1446هجرية

 

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾[1].

 

﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءلونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾[2].

 

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾[3]. أما بعد:

 

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. وبعد:

فأهنئ جميع الحضور الكرام، وجميع الأمة الإسلامية في كل مكان، بهذه المناسبة العظيمة، وهي عيد الأضحى المبارك، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وكل عام وأنتم بخير.

 

عباد الله، إن الله تبارك وتعالى قد شرع الأضحية لعباده المؤمنين، وذلك في قوله تعالى: ﴿ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ﴾[4]، وفي قوله تعالى: ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾[5].

 

والأضحية هي اسم لما يذبح من بهيمة الأنعام في يوم النحر وأيام التشريق بشروط مخصوصة، كما قال تعالى: ﴿ لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَىمَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَام ﴾[6].

 

والأضحية عبادة عظيمة جداً لا يجوز صرفها لغير الله سبحانه وتعالى، كما قال الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾[7] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لعن الله من ذبح لغير الله»[8].

 

والأضحية هي سنة أبيكم إبراهيم -عليه السلام-، فإن الله تعالى قد أوحى إليه في منامه أن يذبح ولده إسماعيل -عليه السلام-، فاستجاب لأمر الله عز وجل، فكانت النتيجة أن الله تعالى فداه بذبح عظيم، ثم صارت سنة للمسلمين من بعده.

 

قال الله تعالى: ﴿ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ﴾[9].

 

وهذه الآيات قد اشتملت على كثير من الفوائد التي يجدر بنا معرفتها:

 

فمن هذه الفوائد؛ بيان أن رؤيا الأنبياء وحي من الله تبارك وتعالى، ولذلك فإن إبراهيم -عليه السلام- عندما رأى هذه الرؤيا كان يعلم أنها وحي من الله تعالى.

 

وقد ذكر أهل العلم أن رؤيا الأنبياء وحي من الله؛ وإذا اشتملت على أمر من الأمور فإنه يجب تنفيذه، لذلك امتثل إبراهيم -عليه السلام- في تحقيق ذلك، فحكى هذه الرؤيا لولده إسماعيل -عليه السلام-، قال أهل العلم: وذكر ذلك إبراهيم -عليه السلام- لولده ليكون أهون عليه في تطبيق ذلك.

 

ومن الفوائد أيضاً يا عباد الله: تحقيق الانقياد لله تبارك وتعالى، فإن إبراهيــــم -عليه السلام- عندما رأى ذلك امتثل أمر الله تبارك وتعالى وقص هذه الرؤيا على ولده إسماعيل -عليه السلام- فكان منه الآخر أنه امتثل لأمر الله تبارك وتعالى، فانظر هذا الأمر من الصعوبة بمكان على الوالد وعلى الولد، فالوالد امتثل لأمر الله تعالى، قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ﴾ أي استسلما لله تبارك وتعالى بالانقياد له وامتثال أمره خضوعاً وذلاً وإذعاناً لله تبارك وتعالى، ﴿ وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ﴾ أي أنه أضجعه كما تضجع البهيمة، فانظر إلى تحقيق هذا الانقياد لله تبارك وتعالى.

 

والانقياد لله تعالى من شروط تحقيق كلمة التوحيد يا عباد الله، والانقياد معناه تحقيق الطاعة لله تعالى خضوعاً وذلاً وإذعاناً له، وتحقيق الطاعة أي فعلها سواء كانت فرضاً أو سنة والبعد عن المعاصي يا عباد الله، هذا هو معنى الانقياد لله يا عباد الله، فجدير بنا أن نحقق هذا المعنى في حياتنا العملية حتى نحقق التوحيد بشروطه لله رب العالمين.

 

ومن هذه الفوائد أيضاً: قوة إيمان إبراهيم -عليه السلام-، وكذلك قوة إيمان إسماعيل -عليه السلام-، فإن هذا الأمر الذي كانا فيه هو من الصعوبة بمكان، ولا يقدر على فعله إلا من قوى الله إيمانه، كما هو شأن إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام-.

 

ومن الفوائد أيضاً: الرفق في عرض إبراهيم -عليه السلام- الأمر على ولده إسماعيل -عليه السلام- وأنه راعى الحكمة في ذلك مع ضبط النفس، وهذا يكون في الأمور الصعاب يا عباد الله، لذلك فإنه حري بنا أن نحافظ على تحقيق الرفق في أمورنا يا عباد الله، والله تبارك وتعالى قال: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾[10].

 

وقال تعالى: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾[11].

 

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ»[12].

 

ومن الفوائد أيضاً يا عباد الله: الصبر على أقدار الله المؤلمة، فإن هذا الأمر أمر عظيم جداً، فإن الله تعالى أمر نبيه إبراهيم -عليه السلام- أن يذبح ولده إسماعيل وهذا أمر عظيم، فإن الأولاد هم فلذة الأكباد، فهذا يعز جداً على قلب الوالد ومع ذلك امتثل أمر الله تبارك وتعالى فصبر على ذلك، وكذلك الابن كان مطيعاً لله تبارك وتعالى فقال الآخر ﴿ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾.

 

وأقدار الله تعالى على نوعين: إما أنها موافقة لما يحبه المرء ويرضاه، وإما أنها تكون غير موافقة لما يحبه ويرضاه، فإذا وقعت على غير ما يحب ويرضى؛ فإنها تكون مؤلمة، وحينئذ يجب أن يتحلى المرء بالصبر لله رب العالمين حتى يحظى بالأجر الوفير من الله تبارك وتعالى، أما الذي يجزع ولا يصبر فإنه لا يأخذ أجراً وينفذ قدر الله تبارك وتعالى.

 

ومن الفوائد أيضاً يا عباد الله: أن الفرج مع الكرب، فإن الله تبارك وتعالى لما ابتلى إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام- وصبرا على ذلك وامتثلا أمر الله تبارك وتعالى؛ فإن الله تعالى فرج عنهما، وذلك بأن فداه بذبح عظيم، وهذا أمر معلوم لمن حقق تقوى الله تبارك وتعالى، قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾[13] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسراً»[14].

 

ومن الفوائد أيضاً يا عباد الله: حسن خلق إبراهيم -عليه السلام- في عرضه الكلام على ولده إسماعيل، وكذلك حسن خلق إسماعيل في جوابه لأبيه -عليهما السلام-، فإن هذا الأمر نحن بحاجة عظيمة إلى تطبيقه يا عباد الله.

 

وحسن الخلق قد جاء الشرع بالترغيب فيه يا عباد الله، قال تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾[15] وهذا مدح للنبي صلى الله عليه وسلم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم»[16] وقال صلى الله عليه وسلم «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»[17].

 

ومن الفوائد أيضاً يا عباد الله: استنبط بعض أهل العلم من علماء الأصول؛ أن النسخ قد يقع قبل وقوع الحكم، أي قبل تحقيقه، فإن الله تعالى أمر إبراهيم -عليه السلام- بذبح ولده وقبل أن يحقق ذلك نسخ الله تعالى الحكم وفداه بذبح عظيم.

 

ومن الفوائد أيضاً يا عباد الله: حسن تربية إبراهيم -عليه السلام- لولده إسماعيل -عليه السلام- وهذا الأمر كان قائماً على طاعة الله تبارك وتعالى.

 

وهذا الأمر نحن بحاجة كبيرة إليه الآن في حياتنا العملية، فإن الظاهرة المنتشرة الآن أننا نجد كثيراً من الأبناء في سوء أدب كبير، ولا يتحلون بالأخلاق الفاضلة، بل وقعوا في سوء الأدب، وذلك بسبب تقصير الآباء في تربية الأبناء، وكذلك بسبب الابتعاد عن دين الله تبارك وتعالى، وهذا أمر مهم جداً للغاية، فإن الله تبارك وتعالى قال في كتابه الكريم: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾[18] قال أهل العلم: ﴿ قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾ أدبوهم وعلموهم، وقال بعضهم: علموهم تقوى الله تبارك وتعالى، إلى غير ذلك من الأقوال.

 

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا»[19].

 

فيجب علينا يا عباد الله أن نؤدب أبناءنا بأحكام الشريعة الإسلامية وآدابها الفاضلة، ولا نترك أولادنا مع أصدقاء السوء، فإن هذا أمر مذموم جداً يا عباد الله، وستحاسب عليه، وهذا أمر شنيع جداً سيندم عليه المرء يوم القيامة، كما قال الله تعالى: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَاوَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾[20] وقال تعالى: ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾[21].

 

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل»[22].

 

وقال بعض الشعراء:

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه      فكل قرين بالمقــارن يقتدي

وقال بعضهم:

واحـذر مصاحبة اللئيم فإنها     تعدي كما يعدي الصحيح الأجرب

وقال بعضهم أيضاً:

ولا تجــلس إلى أهــــل الدنايا    فإن خــلائق السفهاء تعدي

 

عباد الله، إن من الفوائد العظيمة في قصة إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام-؛ أن القرآن الكريم ذكر قصص السابقين لكي نأخذ منها الأحكام العظيمة والعظات والعبر حتى نستفيد من ذلك يا عباد الله.

 

عباد الله، إن هذا اليوم؛ يوم عيد الأضحى هو أفضل الأيام عند الله تبارك وتعالى، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن أفضل الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر»[23] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله»[24].

 

فينبغي علينا أن نحرص على ذكر الله تبارك وتعالى في هذه الأيام الفاضلة على وجه الخصوص، ومن ذلك المحافظة على التكبير المقيد دبر الصلوات المفروضة يا عباد الله.

 

عباد الله، إن هذا اليوم يوم عيد الأضحى قد وافق يوم الجمعة، وهذا يعني أنه اجتمع في يومنا هذا عيدان، وقد وافق العيد يوم الجمعة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مجمعون»[25].

 

واستنبط بعض أهل العلم من ذلك؛ أن الذي يحضر صلاة العيد فإنه يرخص له في ترك حضور الجمعة ويصليها ظهراً في بيته مع أهله، وهذه من الرخص التي ينبغي أن نعرفها في مثل هذا الوقت، وكثير من الفقهاء على أن المرء يصلي العيد ويصلي الجمعة أيضاً، ولكن أحببت أن أبيِن الرخصة حتى يترخص بها من يريد ذلك يا عباد الله.

 

عباد الله، إن عيد الأضحى يكون فيه الذبح لله تبارك وتعالى من بعد صلاة العيد إلى غروب شمس آخر يوم من أيام التشريق، وينبغي على المسلم أن يمتثل أمر الله تبارك وتعالى في قوله: ﴿ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ﴾[26] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «فكلوا وادخروا وتصدقوا»[27].

 

فجدير بِمن وفقه الله تعالى لفعل الأضحية أن لا ينسى الفقراء والمساكين في هذا اليوم العظيم، ومن لم يكن مضحياً وكان مستطيعاً للصدقة فلا ينسى الفقراء والمساكين في هذا اليوم العظيم يا عباد الله.

 

ونسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وعيدكم عيد مبارك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



[1] (سورة آل عمران آية: 102).

[2] (سورة النساء آية: 1).

[3] (سورة الأحزاب آية: 70 – 71).

[4] (سورة الحج آية: 36).

[5] (سورة الكوثر آية: 2).

[6] (سورة الحج آية: 34).

[7] (سورة الأنعام آية: 162-163).

[8] صحيح: رواه مسلم (1978).

[9] (سورة الصافات آية: 102-107).

[10] (سورة النحل آية: 125).

[11] (سورة فصلت آية: 34).

[12] صحيح: رواه مسلم (2594).

[13] (سورة الطلاق آية: 2-3).

[14] صحيح: رواه أحمد (2803) وابن أبي الدنيا في الفرج بعد الشدة (7) وابن أبي عاصم في السنة (315) والطبراني في الدعاء (41) والكبير (11243) وأبو نعيم في الحلية (1/314) والحاكم (6303) والقضاعي في مسند الشهاب (745) .

[15] (سورة القلم آية: 4).

[16] صحيح: رواه أحمد (25013، 25537) وأبو داود (4798) والطبراني في الأوسط (6283) وابن حبان (480) والحاكم (199، 200) وقال: صحيح على شرط الشيخين، والبيهقي في شعب الإيمان (7631، 7632) والقضاعي في مسند الشهاب (1017) والبغوي في شرح السنة (3501) وغيرهم، وصححه الألباني في تحقيقه على سنن أبي داود وفي الصحيحة (522، 795) والمشكاة (5082).

[17] صحيح: رواه مالك بلاغاً (1609) وأحمد (8952) وابن أبي شيبة (33936) والبخاري في الأدب المفرد (273) والبزار (8949) والحاكم (4221) وقال: صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه، والبيهقي في الكبرى (20819) والقضاعي في مسند الشهاب (1165) والخرائطي في مكارم الأخلاق (1) وقال ابن عبد البر: هو حديث صحيح متصل من وجوه صحاح عن أبي هريرة وغيره.

[18] (سورة التحريم آية: 6).

[19] متفق عليه: رواه البخاري (893، 5188، 5200، 7138) ومسلم (1829).

[20] (سورة الفرقان آية: 27-29).

[21] (سورة الزخرف آية: 67).

[22]- حسن: رواه أحمد (8028) وأبو داود (4833) والترمذي (2378) وحسنه الألباني في تحقيقه عليهما، وفي الصحيحة (927) وصحيح الجامع (3545).

[23] صحيح: رواه أحمد (19075) وأبو داود (1765) والنسائي في الكبرى (4083) وابن خزيمة (2866) وابن حبان (2811) والبيهقي في السنن الكبرى (10214) والبغوي في شرح السنة (1958).

[24] صحيح: رواه مسلم (1141).

[25] صحيح: رواه أبو داود (1073) وابن ماجه (1311) عن ابن عباس وأبي هريرة ، والبزار (8996) وابن الجارود (302) والبيهقي في الكبرى (6287، 6288) والحاكم (1064) وقال: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي، وصححه البوصيري في مصباح الزجاجة (1/155) طبعة دار العربية – بيروت، والألباني في تحقيقه على أبي داود وابن ماجه وفي صحيح الجامع (4365).

[26] (سورة الحج آية: 28).

[27] صحيح: البخاري (5569) ومسلم (1971).





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • عيد الأضحى فداء وفرحة (خطبة عيد الأضحى المبارك)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الأضحى المبارك لعام 1443 هجرية (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • خطبة عيد الأضحى المبارك لعام 1444 هجرية(كتاب - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الأضحى المبارك لعام ١٤٣٧ هجرية(كتاب - ملفات خاصة)
  • الأضحى في زمن الابتلاء (خطبة عيد الأضحى 1441هـ)(مقالة - موقع د. صغير بن محمد الصغير)
  • خطبة عيد الأضحى 1441هـ (الأضحى إرث إبراهيم)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • أيام الأضحى والنحر أيام تضحية وفداء وذكر (خطبة عيد الأضحى 1439هـ)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الأضحى المبارك لعام 1445هجرية (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • خطبة عيد الأضحى المبارك لعام 1446هـ(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبتا عيد الأضحى المبارك لعام 1443هـ(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/12/1446هـ - الساعة: 15:27
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب