• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / ملف الحج / خطب الحج
علامة باركود

تأملات في الحج (4) السعي حركة وبركة (خطبة)

تأملات في الحج (5) نسائم العشر وقسم الفجر (خطبة)
خميس النقيب

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/6/2023 ميلادي - 5/12/1444 هجري

الزيارات: 6641

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تأملات في الحج (4)

السعي حركة وبركة


الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، الحمد لله اصطفى لحج بيته عبادًا، وجعل لهم مواسم وأعيادًا، ووطَّأ لهم على فراش كرامته ودادًا، وهيَّأ لهم عند بيته المحرم ذكريات وأمجادًا!


الحمد لله القاهر فوق عباده فلا يمانع، والحاكم بما يريد فلا يُدافع، والآمر بما يشاء فلا يُراجَع، الحمد لله كتب على نفسه البقاء، وكتب على خلقه الفناء، وقدَّر ما كان قبل أن يكون في اللوح والقلم، وخلق آدم وجعل من نسله العرب والعَجَم، جعل الدنيا دار فناء، والآخرة دار بقاء ﴿ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [الأعلى: 16، 17]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا نِدَّ له، ولا مِثْلَ له، مَن تكلَّم سَمِع نطقَه، ومَنْ سكَتَ عَلِم سِرَّه، ومَنْ عاش فعليه رِزْقُه، ومَنْ مات فإليه منقلبه ﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ﴾ [الشعراء: 227].


ونشهد أن سيدنا محمدًا عبدالله ورسوله، اعتزَّ بالله فاعَزَّه، وانتصر بالله فنَصَرَه، وتوكَّل على الله فكفاه، وتواضَعَ لله فشرح له صدره، ووضع عنه وِزْرَه، ويسَّر له أمْرَه، ورفع له ذكره، وذلَّل له رِقابَ عَدَوِّه، اللهُمَّ صَلِّي وسلِّم وبارك عليك يا رسول الله، وعلى أهلك وصحبك، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين!


أيها المسلمون، السعي حركة، والحركة بركة، والبركة صَدَقَة، والصَّدَقَة زيادة، والزيادة ريادة، والريادة سعادة، والسعادة جنة، كيف؟!

﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ﴾ [هود: 108].


وإذا تأملنا السعي بين الصفا والمروة، لوجدناه من الأهداف التي فُرض لأجلها الحج!


عباد الله، عندما تضيقُ الأمور بالإنسان حتى يظن أن لا مخرج منها، ولا مهرب لها، ولا أمل فيها، يأتي الفرج من الله سبحانه، من كان يعتقد أن هاجر -عليها السلام- التي كانت تركض بين الصفا والمروة بحثًا عن شربة ماء، سينفجر بين قدمي ابنها بئر زمزم؟! لا ليشرب إسماعيل الرضيع فحسب، وإنما لتشرب هي، ويشرب إبراهيم، وتشرب الأمة إلى يوم القيامة، هكذا يُبدِّل الله من حالٍ إلى حالٍ في طرفة عين.


وهكذا فإن الشدة بتراء لا دوام لها، والظلمة سوداء لا بقاء لها، والكُربة دهماء لا مكان لها.


وهكذا يقول ابن القيم: كلنا مرتْ بنا لحظات قاسية حسبناها نهاية المطاف، كل هذا أصبح اليوم مجرد ذكريات، فلا تيأس، وثِقْ بربك، فإن أعظم العبادة انتظار الفرج!


وصدق الله ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ﴾ [الطلاق: 1]، ‎وصدق من قال:

دع المقادير تجري في أعنَّتها
ولا تبيتن إلا خالي البال
بين غمضة عين وانتباهتها
يُغيِّر الله من حال إلى حال

 

أيها المسلمون، كيف لا؟! والسعي أخذ بالأسباب، وطرق للأبواب، وقرب من ربِّ الأرباب.


كيف لا؟! والسعي من أبهى المشاهد وأجملها؛ أن ترى الجموع على الصفا والمروة وهم يتضرعون إلى الله سبحانه، ويجأرون إليه بالدعاء.


كيف لا؟! والسعي سُجل في كتاب الله، يتعبد الناس به إلى يوم القيامة، موقف السيدة هاجر سجَّله القرآن تكريمًا لهذا العمل، وتخليدًا لهذا الصنيع ﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 158]


كيف لا؟! والسعي سبب من أسباب تفجير بئر زمزم، الماء المباركة، طعام طعم وشفاء سقم.


كيف لا؟! والسعي مبعث اليقين في الله، والتوكل عليه، والثقة في غوثه، واليقين في رحمته، حيث قالت هاجر لإبراهيم عليه السلام حين تركها والرضيع إسماعيل: إلى أين؟! إلى أين؟! إلى أين؟! فلم يرد، حتى قالت: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذن لن يضيعنا! وتعود الثقة من جديد!


كيف لا؟! وقد جاء على إثره الغوث من السماء، فقضى على الإحباط، وأنهى القنوط، وبعث الأمل في ربوع الأرض.


كيف لا؟! والسعيبين الصفا والمروة تحقيق الوعد، وتجديد العهد مع الله عز وجل، فيحثون السير سبعة أشواطٍ أيضًا بين جبلي الصفا والمروة، إذ يرتقون الصفا هاتفين بأعلى أصواتهم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له المُلك، وله الحمدُ، يُحيي ويُميتُ، وهو على كل شيءٍ قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبدَه، وهزمَ الأحزابَ وحده.


ثم يهتفون مثل ذلك أيضًا عندما يرتقون المروة.


كيف لا؟! وهم يسعون في كل شوط، سبع مرات متتاليات، ذهابًا وإيابًا، يرتقون جبلًا، ويهبطون واديًا، ويسيرون في سهل، يمشون تارة، ويُسرعون ثانية، بين الميلين الأخضرين، إلى أن ينتهوا من أشواطهم السبعة، داعين الله عز وجل ومُسبِّحين ومُلبـِّين، وكأنهم يُجَدِّدون عهدهم مع الله جل وعلا ويُؤكِّدون عليه.


كيف لا؟! والسعي إيمان مطلق بأن الخاتمة للمؤمنين، والعاقبة للمتَّقين العاملين، والنصر للمجاهدين الساعين، وإقامة منهج الله عز وجل، وانتهاء كل جبارٍ في الأرض يستعبد الناس، فيتحرَّر البشر من تسلُّط طواغيتهم، ويتوجَّهون إلى الله عز وجل ربهم وإلههم متساوون كأسنان المشط، يسودهم حكمه العادل، يسوسهم خيرهم دينًا وعزيمةً وكفاءةً وتقوى، وتتحقق كرامتهم من غير تفريقٍ بينهم، وتستمر بهم حال العدل والمساواة والتكريم إلى آخر الحياة!


كيف لا؟! فإذا كان الله تعالى قد اختصَّ موسى عليه السلام بجبل الطور، فإنَّ الله أكرم نبيَّه محمدًا بثلاثة جبال للمناجاة، وإجابة الدعاء: جبل الرحمة في عرفة، وجبلي الصفا والمروة في مكة، يسعى الساعي بينهما مستحضرًا فقره، وذله، وحاجته إلى الله في هداية قلبه وصلاح حاله وغفران ذنبه.


وأن يلتجئ إليه لتفريج ما هو به، متذكِّرًا طواف هاجر وسعيها بين الصفا والمروة، متذللة، خائفة، وجلة، مضطرة، طالبة الغوث من الله عز وجل بعدما نفد الماء والزاد.


كيف لا؟! وقد حقَّق الله سبحانه رجاءها، وكشف كربتها، وآنس غربتها، وفرَّج شدتها، وأجرى لها عين زمزم، وماؤها: "طعام طعم وشفاء سقم" كما أخبر الصادق الذي لا ينطق عن الهوى صلوات ربي وسلامه عليه.


كيف لا؟! وقد كان صدق السعي عند هاجر عليها السلام على ولدها إسماعيل، واجتهادها في سبيل أن تسقيه شربة ماء، وطلبها من الله ذلك لحظات مهمة من تاريخ علاقة الأم مع وليدها، أصبحت منارة يُهتدى بها إلى يوم القيامة، وشعيرة يقف عليها كل مسلم، يتمثلها، ويعيشها!


إنَّ الصدق في طلب تلك الشربة كان سببًا في عطاء إلهي، وفي سقي كل من تمثَّل تلك اللحظات الصادقة مع الله سبحانه، قال ابن عباس: وفيه أنَّ السعي مأخوذ من طواف هاجر أم إسماعيل في طلب الماء، وقول النبي: "فذلك سعي الناس بينهما".


تجد ذلك في القرآن حيث قال ربنا العظيم: ﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 158]، وفي السُّنة قال نبيُّنا الكريم: اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي.


كيف لا؟! والسعي هنا فرار إلى الله، إنه اللجوء إليه، والهرولة نحوه، والتوكُّل عليه، وعلى الإنسان ألَّا ينسى هذا المعنى، وهو يسعى في هذه الحياة.


وهذا يعلِّمنا صدق اللجوء إلى الله سبحانه، والتوسل إليه، والتوجه إليه، ويبشرنا إذا كنا صادقين بالقبول، وصدق الله تعالى ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62].


كيف لا؟! والسعي بعد الطواف ما هو إلا تَرَدُّد بين علمي الرحمة التماسًا للمغفرة والرضوان، وابتهاجًا برضا الرحمن، واقتداء بخُطى المصطفى العدنان، واستذكارًا للنبيين الكريمين ﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [البقرة: 127].


نتعلَّم من السعي أنَّ صدق التوجُّه والطلب في كل مجهوداتك وأمورك أيها الإنسان، مؤذن بتحقيق مقاصدك وغاياتك.


إن السعي الشديد بين العمودين الأخضرين المنصوبين في جدار المسعى في الأشواط السبعة مظهر من مظاهر القوة أمام الناس وخاصة أعداء الدين والمستبدين والمستهزئين، ومن ناحية أخرى من مظاهر الضعف والذل أمام رب الناس، لا سيَّما عند الاضطرار، وسعي الإنسان المكدود، وسعي الحاج المجهود، كناية عن اضطرارك في طلب حاجتك، ونوع من أنواع الفرار إلى الله في تحصيل المطلوب، ونيل المرغوب، وحركة الجسد هنا أعظم تعبير عن هذا الاضطرار.


ويعلمنا السعي كذلك أن تُحسِن الظَّنَّ بالله! وأن الخريف الذي اجتاح أيامك اليوم، ذاهبٌ دون عودة، شرِّع الأبواب فالربيع قادم، ستزهو حقول قلبك وتُزهر أوراقك فيه كأنها لم تذبل من قبل!


اللهم ارزقنا حجًّا مبرورًا وذنبًا مغفورًا وسعيًا مشكورًا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تأملات في الحج (1) الإحرام سلام واحترام
  • تأملات في الحج (2) "الطواف أطياف وألطاف" (خطبة)
  • تأملات في الحج (3) "طعام طعم وشفاء سقم" (خطبة)
  • تأملات في الحج (5) نسائم العشر وقسم الفجر
  • تأملات في الحج (6) عرفة إكمال وإتمام ووداع
  • تأملات في الحج (7) رمي الجمرات وذبح الأضحيات
  • تأملات في الحج (8) الحج بين الفضائل والبدائل (خطبة)
  • تأملات في الحج (9) مضى حج البيت وبقي رب البيت
  • تأملات في الحج (10) ماذا بعد الحج؟! (خطبة)
  • سنن السعي

مختارات من الشبكة

  • تأملات في مقاصد الحج(مقالة - ملفات خاصة)
  • تأملات إيمانية في الحج وشعائره (2)(مقالة - ملفات خاصة)
  • تأملات إيمانية في الحج وشعائره (1)(مقالة - ملفات خاصة)
  • تأملات في رحلة الحج (1)(مقالة - ملفات خاصة)
  • تأملات في أحوال الحجاج والمعتمرين(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة: تأملات في سورة العنكبوت(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تأملات في بعض آيات سورة النازعات (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تأملات في سورة الكهف (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تأملات في الحياة والممات (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • تأملات في دعاء السفر (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب