• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / ملف الحج / خطب الحج
علامة باركود

خطبة: أدب الحج

خطبة: أدب الحج
الشيخ محمد بن إبراهيم السبر

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/7/2022 ميلادي - 4/12/1443 هجري

الزيارات: 9883

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أدب الحج


الحمد لله الذي فرَض على عباده حجَّ بيته الحرام، أحمَده سبحانه وأشكُره على نعمه وخيراته الجسام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك القدوس السلام، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أفضل من صلَّى وزكَّى وصام، وطاف بالبيت الحرام، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الكرام، وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

عباد الله، في هذه الأيام تتَّجه قلوبُ المسلمين وتتحرَّك أبدانُهم إلى بيت الله الحرام والمشاعر المقدسة؛ حيث أداء ركنٍ من أركان الإسلام ومبانيه العظام؛ قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 97].

 

فالحجُّ فريضةٌ على المستطيع، ثابتة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة إجماعًا قطعيًّا، فمن جحدها فقد كفر، ومن تركها تهاونًا فهو على خطر، وفيه من المنافع والحكم وإقامة ذكر الله وتوحيده ما لا يخفى على ذي بصيرة، ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ﴾ [الحج: 28].

 

والحج له آدابٌ وأخلاق ينبغي أن يتحلى بها الحاج حتى يكون حجه مبرورًا وسعيه مشكورًا، وأولها وأولاها تحقيق التقوى، فهي جماع الخير، والحجُّ فرصة عظمى للتزود من التقوى؛ كما قال تعالى: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197].

 

ومن أدب الحج أن يكون لوجه الله خالصًا؛ قال تعالى: ﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 196]، فلا رياء ولا سُمْعة، روى ابن ماجه عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: حَجَّ النبي صلى الله عليه وسلم على رَحْلٍ رَثٍّ، وقَطِيفة تُساوي أربعة دراهم، أو لا تُساوي، ثم قال: "اللهمَّ حَجَّة لا رِياءَ فيها، ولا سُمْعَة".


ومن أدب الحج أن يكون موافقًا للهدي النبوي استجابة لقوله صلى الله عليه وسلم: (لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ)، فيتربى المسلم على التزام السنة والاهتداء بها في جميع شؤونه: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].

 

أدب الحج الاتباع فلا غلوَّ ولا ابتداع، قَبَّلَ عمر رضي الله عنه الحجر الأسود وقال: «إنِّي أعلُم أنَّك حَجَرٌ ما تَنفعُ ولا تَضُرُّ، ولولا أنِّي رأيتُ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُقبِّلُك ما قَبَّلتُكَ»؛ متفق عليه.

 

فهو يقبِّل اتباعًا للسنة، لا رجاء للنفع، أو خوف الضر، فالعبادة لله وحده لا يجوز صرفها لغيره من دعاء واستغاثة وذبح ونذرٍ، ولا تعلق بغير الله من الخلق مهما كانوا، أو التبرك بالقبور أو الآثار المكانية والصلاة فيها، وهل وقع الشرك في بني آدم إلا بسبب الغلو في الصالحين، قال صلى الله عليه وسلم: "إياكم والغلو، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين".

 

ومن أدب الحج تعظيمُ حرمات الله وتوقير شعائره، فالحاج يتذكر حرمة الزمان والمكان، فالزمان هو الشهر الحرم، والمكان هو البلد الحرام، وكفى بذلك رادعًا عن الحرام، وزاجرًا عن انتهاك حدود الملك العلام، ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32].

 

معاشر الإخوة في الله، إن الله تعالى حرَّم ‫مكة منذ خلق السماوات والأرض، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [النمل: 91]، وقال سبحانه: ﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا ﴾ [البقرة: 125]، و‏قال صلى الله عليه وسلم: إن مكة حَرَّمَهَا الله تعالى، ولم يُحَرِّمْهَا الناس، فلا يحل لِامْرِئٍ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دمًا، ولا يعضد بها شجرة؛ متفق عليه، والحرم لا يقطع شوكه ولا شجره ولا يُنفِّر صيده ولا يَلتقط لقطته إلا بقصد التعريف، وقد توعد الله سبحانه من همَّ بعمل سوء في الحرم، ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [الحج: 25]، فلا يجوز شرعًا لأي حاج أن يضر نفسه أو يسعى لإيصال الضرر إلى الآخرين، من استغلال المناسك في إحداث الفوضى، أو رفع الشعارات السياسية والحزبية والنعرات القومية والتعصبات المذهبية، فكل هذه الأمور مخالفة لمقاصد شعيرة الحج وغايتها الأساسية التي أمرنا الله فيها بالخضوع والتذلل له جل جلاله.

 

ومن أدب الحج ضرورة الالتزام بالضوابط والإجراءات التي وضعتها سلطات الحج للتيسير على ضيوف الرحمن، وتسهيل أداء المناسك في أمن وسلامة، وعلى رأسها الالتزام بإجراءات التفويج والوسائل المرتبطة بذلك تحقيقًا لمصالح الحجاج، فطاعة ولي الأمر هي طاعة لله ولرسوله؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: (مَن أطَاعَنِي فقَدْ أطَاعَ اللَّهَ، ومَن عَصَانِي فقَدْ عَصَى اللَّهَ، ومَن يُطِعِ الأمِيرَ فقَدْ أطَاعَنِي، ومَن يَعْصِ الأمِيرَ فقَدْ عَصَانِي)؛ رواه البخاري.

 

ومن آدب الحج التحلي بالأخلاق والقيم الفاضلة؛ قال تعالى: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ﴾.

 

الحج ترويضٌ للنفس على الصبر والحلم، وإعراضٌ عن الجاهل، وتحمُّل المشقة في سبيل مرضاة الله، وضبطُ الجوارح وكفُّها عن الحرام، وبُعدٌ عن الفسوق والعصيان، صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من حج ولم يرفُث ولم يفسُق، عاد من حجه كيوم ولدته أمُّه".

 

ومن أدب الحج سعى المسلم في مصالح إخوانه من حجاج بيت الله الحرام بمواساتهم والإحسان إليهم بوجه طليق وكلام ليِّن، وإعانتهم بقدر المستطاع، كأن يرشد ضالهم، ويعلم جاهلهم، ونحو ذلك.

 

ومن أدب الحج الأخذُ بأسباب الوقاية والسلامة، وأخذ التطعيمات واللقاحات اللازمة، وتوقي حر الشمس، فالنبي صلى الله عليه وسلم ضُربت له خيمة بنمرة، فنزل بها وهو محرم، فالاستظلال من الشمس وتوقيها لا حرج فيه، ولا يدخل في نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن تغطية الرأس للمحرم؛ لأنه يقصد بذلك التغطية.

 

ومن أدب الحج لزوم السكينة، والتأني والخشوع عند أداء العبادات، فالنبي صلى الله عليه وسلم يَومَ عَرَفَةَ لما سَمِعَ ورَاءَهُ زَجْرًا شَدِيدًا، وضَرْبًا وصَوْتًا لِلْإِبِلِ، فأشَارَ بسَوْطِهِ إليهِم، وقال: "أيُّها النَّاسُ، علَيْكُم بالسَّكِينَةِ، فإنَّ البِرَّ ليسَ بالإِيضَاعِ"؛ رواه البخاري.

 

فالحاج منهي عن الإسراع لما يُفضي إليه من التزاحم والتدافع وأذية المسلمين، ومن ذلك إيذاؤهم بالتدخين، أو نحو ذلك.

 

بارك الله ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله وكفى، وسلامٌ على عباده الذين اصطفى، أما بعد:

فاتقوا الله حقَّ التقوى، واعلموا أن مِن نعم الله الواجب شكرها تيسيرَ الحج، وجعله آمنًا مستقرًّا، وتيسير أداء المناسك، ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [يونس: 58]، وواجب المسلمين استثمار وقتهم في هذه الأيام المعلومة والمعدودة في الإكثار من العمل الصالح والذكر والدعاء، فهي أيام طاعة وغفران ورحمة، فينبغي ألا تضيع سدًى.

 

اللهم سلِّم الحجاج والمعتمرين، وردَّهم لديارهم سالمين غانمين، وأدِم لبلاد الحرمين الشريفين أمنها واستقرارها، واحفَظها من كل سوء ومكروه، إنه قريب سميع مجيب الدعاء.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أدب الحجاج (أدب مقابلة الخلاف بالحجة)

مختارات من الشبكة

  • تأملات في الحج (10) ماذا بعد الحج؟! (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • تأملات في الحج (8) الحج بين الفضائل والبدائل (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فقه الحج (2) صفة حج التمتع (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة المسجد الحرام 13 / 12 / 1434 هـ - وصايا للحجاج في ختام الحج(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحج: الآداب والأخلاق(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • أنواع الخطابة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • آداب الحج والعمرة وزيارة المدينة المنورة (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • أنساك الحج وأيها أفضل(مقالة - ملفات خاصة)
  • الحج الأكبر (فضائل الحج، والحج على الفور)(مقالة - ملفات خاصة)
  • أركان وواجبات الحج وأحكام العمرة(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب