برنامج دقيقة رمضانية (الموسم الأول) الحلقات (1-10)

برنامج دقيقة رمضانية (الموسم الأول)

الحلقات (1-10)[1]

الحلقة الأولى:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا كانَت أوَّلُ ليلةٍ من رمَضانَ صُفِّدتِ الشَّياطينُ ومَردةُ الجِنِّ وغلِّقت أبوابُ النَّارِ فلم يُفتَحْ منها بابٌ، وفُتِحت أبوابُ الجنَّةِ فلم يُغلَقْ منها بابٌ، ونادى منادٍ: يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِر، وللَّهِ عتقاءُ منَ النَّارِ وذلِك في كلِّ ليلةٍ)).

اللهم أعتق رقابنا من النار، واجعلنا يا رب في هذا الشهر من المقبولين.

أحبتي الكرام:

رمضانُ أقبلَ يا أولي الألباب فاستقبِلُوه بعد طول غياب عامٌ مضى من عمرنا في غفلةٍ فتنبَّهوا فالعمرُ ظِلُّ سحاب

الحلقة الثانية:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أتاكم شهرُ رمضانَ، شهرٌ مبارَكٌ، فرض اللهُ عليكم صيامَه، تُفتَحُ فيه أبوابُ الجنَّةِ، وتُغلَق فيه أبوابُ الجحيم، وتُغَلُّ فيه مَرَدَةُ الشياطينِ، وفيه ليلةٌ هي خيرٌ من ألف شهرٍ، من حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ)).

أحبتي الكرام، لقد أقبل شهر البركات، فأين المشمِّرون؟ أين خُطَّاب الجنة؟

يا سلعة الرحمن لست رخيصة بل أنت غالية على الكسلان يا سلعة الرحمن ليس ينالها في الألف إلا واحد لا اثنان يا سلعة الرحمن أين المشتري فلقد عرضت بأيسر الأثمان يا سلعة الرحمن هل من خاطب فالمهر قبل الموت ذو إمكان

الحلقة الثالثة:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)).

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الرَّجلَ إذا صلَّى معَ الإمامِ حتَّى ينصرفَ حُسِبَ لَه قيامُ ليلةٍ)).

أحبتي الكرام، حافظوا على صلاة التراويح في كل ليلة من رمضان، ولا تنصرفوا منها حتى ينهي الإمام صلاته؛ فإنكم إن فعلتم ذلك أدركتم قيام رمضان كله، وأدركتم قيام ليلة القدر التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)).

وتأملوا أحبتي في هذه الكلمة: ((إيمانًا واحتسابًا))؛ أي: إيمانًا بالله تبارك وتعالى، واحتسابًا للثواب عنده، كما قال تعالى:﴿ وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى ﴾ [الليل: 19 - 21].

الحلقة الرابعة:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((تَسَحَّرُوا؛ فإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً)).

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((نِعمَ سحورُ المؤمنِ التَّمرُ)).

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((السَّحورُ أكْلُه بَرَكةٌ، فلا تَدَعوه، ولو أنْ يَجرَعَ أحَدُكم جرْعةً من ماءٍ؛ فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ وملائكتَه يُصلُّونَ على المُتَسحِّرينَ)).

وعن العرباض بن سارية، قال: سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ وهو يَدعو إلى السَّحورِ في شهرِ رمضانَ المباركِ، وقال: ((هلمُّوا إلى الغداءِ المبارَكِ)).

أحبتي الكرام، احرصوا على أكلة السحر، وأيقظوا لها من كان نائمًا، قولوا لهم: كان رسول الله صلى الله عليه يقول: ((هلمُّوا إلى الغداءِ المبارَكِ)).

الحلقة الخامسة:

كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجوَد ما يَكونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضَانَ، فيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَن فطَّرَ صائمًا كانَ لَهُ مثلُ أجرِهِ، غيرَ أنَّهُ لا ينقُصُ من أجرِ الصَّائمِ شيئًا)).

والسؤال لكَ أخي الحبيب، ولكِ أختي الكريمة: كم صائمًا فطَّرتم اليوم؟

تذكَّروا أحبتي الكرام أن من جاد على الناس، جاد الله سبحانه وتعالى عليه بالعطاء والفضل؛ والجزاء من جنس العمل.

الحلقة السادسة:

لَمَّا رَجَعَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن حَجَّتِهِ قالَ لِأُمِّ سِنَانٍ الأنْصَارِيَّةِ: ((ما مَنَعَكِ مِنَ الحَجِّ؟)) قالَتْ: أبو فُلَانٍ- تَعْنِي زَوْجَهَا- كانَ له نَاضِحَانِ، حَجَّ علَى أحَدِهِمَا، والآخَرُ يَسْقِي أرْضًا لَنَا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فإنَّ عُمْرَةً في رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً مَعِي)).

أحبتي الكرام، أتذكرون حين كان المسجد الحرام مغلقًا دوننا بسبب الإجراءات الاحترازية المشددة المتعلقة بفيروس كورونا؟

ها هي أبواب المسجد الحرام مفتوحة أمامنا الآن، والناس يفدون إليه ﴿ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾ [الحج: 27]، فبادروا أحبتي الكرام بأداء عمرة في رمضان؛ فهي تعدل حجة مع إمام المرسلين ﴿ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾ [الأحزاب: 40]، وسيد ولد آدم أجمعين، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين.

الحلقة السابعة:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له: الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ منه أحَدٌ)).

لا شك أحبتي الكرام أن صيام أهل باب الريان يختلف عن صيام أولئك الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: ((رُبَّ صائمٍ ليسَ لَه من صيامِه إلَّا الجوعُ، ورُبَّ قائمٍ ليسَ لَه من قيامِه إلَّا السَّهرُ)).

قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به، فليسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ)).

وقال عليه الصلاة والسلام: ((إذَا كانَ يَوْمُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فلا يَرْفُثْ ولَا يَصْخَبْ، فإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ)).

الحلقة الثامنة:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يزالُ الدِّينُ ظاهرًا ما عجَّلَ النَّاسُ الفِطْرَ؛ لأنَّ اليَهودَ والنَّصارى يؤخِّرونَ)).

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فَصْلُ ما بيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الكِتَابِ، أَكْلَةُ السَّحَرِ)).

أحبتي الكرام، كونوا فخورين بدينكم، معتزين بإسلامكم، ولا تتشبهوا باليهود والنصارى والمشركين، فمن تشبه بقوم فهو منهم.

عجِّلوا الفطر وأخِّروا السحور، قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: "المشابهة في الظاهر تورث نوع مودة ومحبة وموالاة في الباطن، كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر".

اللهم ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 6، 7].

الحلقة التاسعة:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ حِينَ يَخْلُفُ من الطَّعَامِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ)).

وكانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا أفطرَ قالَ: ((ذَهَبَ الظَّمأُ وابتلَّتِ العُروقُ وثبَتَ الأجرُ إن شاءَ اللَّهُ)).

هنيئًا لكم أيها الصائمون، ثبت أجركم إن شاء الله، وقد قيل: إن مشقة الطاعة تَذهب ويَبقى ثوابها، وإن لذة المعصية تَذهب ويَبقى عقابها؛ فاستبشروا أحبتي الكرام.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ)).

قال تعالى: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58].

الحلقة العاشرة:

قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].

أحبتي الكرام، التقوى لبُّ الصيام، وهي ثمرته التي لأجلها فرض الله تعالى علينا الصيام، قال تعالى: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾.

فإن كنت ممن يتكاسل عن صلاة الفجر جماعة، أو مبتلى بالتدخين، أو النظر المحرم، أو العشق، أو العبث في اللحية بحلقها أو تقصير ما دون القبضة، وإن كنتِ ممن لا يلتزمْنَ بالحجابِ الشرعيِّ؛ فبادروا أحبتي الكرام إلى التوبة في هذا الشهر المبارك؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].

خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى واصنع كماش فوق أرْ ضِ الشوك يحذر ما يرى لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى