• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / مقالات
علامة باركود

آخر شهر رمضان في حياتي

آخر شهر رمضان في حياتي
فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/4/2022 ميلادي - 3/9/1443 هجري

الزيارات: 7270

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

آخر شهر رمضان في حياتي

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين؛ أما بعد:

فمع قدوم شهر رمضان المبارك، شهر الخيرات والرحمات والبركات، ما زال البعض غارقًا في بحار الغفلة والشهوات، مصرًّا على الذنوب والعصيان، مقيمًا على الآثام والعدوان، متماديًا في الجهالة والطغيان، متعرضًا لسخط الرحمن، قد تمكن من قلبه الشيطان، فأُلقي فيه الغفلة والنسيان، ثم هو يطمع في نعيم الخلد والجنان؛ قال بعض السلف: "آدم أخرج من الجنة بذنب واحد، وأنتم تعملون الذنوب وتكثرون منها وتريدون أن تدخلوا بها الجنة".


يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجبٍ
حتى عصى ربهُ في شهر شعبانِ
لقد أظلك شهر الصوم بعدهما
فلا تصيره أيضًا شهر عصيانِ

 

نعم، لا تجعل شهر رمضان شهرَ عصيان، بل اجعله بداية توبة ومنافسة في الخيرات، فالشياطين تُصفَّد وتُسلسل في رمضان؛ ليكون ذلك عونًا لك على مجاهدة نفسك، فاحذر من مكيدة شيطانية، وهي التسويف بالتوبة، فالتسويف من تزيين عدوك الشيطان الذي يريد أن تكون من أوليائه؛ قال جل وعلا: ﴿ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ﴾ [الكهف: 50]، فالعجب - كما قال بعض السلف - ممن عرف رباه ثم عصاه، وعرف الشيطان ثم أطاعه، ومن أطاع الشيطان، فهو معه في النار؛ قال الله عز وجل: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [فاطر: 6].

 

إن مما يعينك على مجاهدة نفسك أن تحدثها "أنَّ هذا هو آخر شهر رمضان في حياتك"، وأنك في رمضان القادم من الأموات، في قبرك وحيدًا تحت التراب.

 

إنك متى تيقنت من ذلك، فلن يكون صيامك وقيامك وسائر عبادتك مثلما كنت تفعل في السنوات الماضية؛ فحالنا لم يصل إلى حال أحد السلف الذي ذُكِر في سيرته، إنه لو قيل له: "إنك تموت غدًا لم يزد في عمله"، فبيننا وبين هذه الحال مراحل كثيرة، نسأل الله العفو والغفران.

 

إن الإنسان في هذه الحياة الدنيا لن يُعمر، ولن يبقى، وإن الساعات التي تمرُّ بالإنسان في هذه الدنيا كأنها لحظات، بل هي لحظات، لحظة تتلوها لحظة، وهكذا إلى أن يصل الإنسان إلى آخر نهايته، وهذا أمر يشعر به كل واحد منَّا؛ إذًا فلننتهز هذه الفرصة، لا سيما في المواسم، مواسم الخيرات التي جعلها الله لعباده كالأسواق التجارية، بل هي التجارة حقيقةً: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الصف: 10، 11]، علينا أن ننتهز هذه الفرصة ... فهناك أناس كانوا معنا في العام الماضي، الآن هم في قبورهم مرتهنون بأعمالهم، لا يملكون أن يزيدوا حسنة في حسناتهم، ولا ينقصوا سيئة من سيئاتهم، وهذا الذي مرَّ عليهم قطعًا سيمُرُّ علينا؛ إذًا، فانتهز الفرصة.

 

يا أبناء العشرين، كم مات من أقرانكم وتخلفتم!

يا أبناء الثلاثين، أصبتم بالشباب على قرب من العهد فما تأسفتم.

يا أبناء الأربعين، ذهب الصبا وأنتم على اللهو قد عكفتم.

يا أبناء الخمسين، تنصفتم المائة وما أنصفتم.

يا أبناء الستين، أنتم على معترك المنايا قد أشرفتم، أتلهون وتلعبون، لقد أسرفتم.

يا من كلما طال عمره، زاد ذنبه، يا من كلما ابيض شعره بمرور الأيام، اسود بالآثام قلبه.

إن العاقل ينذره باقتراب أجله الشيب، وسَلْبُ أقرانه بالموت.

عن وهب رحمه الله قال: "ينادي منادٍ: أبناء الستين، عدوا أنفسكم في الموتى".

 

وقال سفيان الثوري رحمه الله: "من بلغ سن رسول الله صلى الله عليه وسلم فليتخذ لنفسه كفنًا، وإن امرأً قد سار ستين حجة إلى منهل من ورده لـقريب".

 

كم نُوعَظ ولا نتعظ، ونُوقَظ ولا نتيقظ، فيا غيوم الغفلة عن القلوب تقشعي، ويا شموس التقوى والإيمان اطلعي، ويا قلوب الصائمين اخشعي، ويا أقدام المجتهدين اسجدي لربك واركعي، ويا عيون المتهجدين لا تهجعي، ويا ذنوب التائبين لا ترجعي.

 

نعم، لتذهب جميع الذنوب إلى غير رجعة، فخمص بطنك عن أكل الربا والحرام، واحبس لسانك عن الوقوع في أعراض الناس، وجماعة الإسلام، وغضَّ طرفك عما هو عليك من أعظم الآثام؛ وهو النظر إلى ما لا يحل لك من حرم الأنام.

 

امتثل ما أمرك به أحكم الحكام، وقُمْ بين يديه في الليل البهيم إذا هجع النُّوامُ، وتضرع إليه إذا ادلهمَّ الليل بدُجي الظلام، وحينئذٍ يصح لك القبول لشهر رمضان، وتفوز بالنعيم الأبدي في دار السلام، وتنجو من الأهوال والعذاب الغرام.

 

ليكن حالنا مثل حال أقوام إذا تُليت عليهم آيات الله جلت قلوبهم جلوة، وإذا صاموا صامت منه الألسنة والأسماع والأبصار.

 

إن في الطاعة العزة، وفي المعصية الذل؛ كان الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله يدعو ويقول: "اللهم أعزني بطاعتك، ولا تذلني بمعصيتك".


احذر مخالطة أهل المعاصي، ومن يحسن المعصية ويزينها ويدعو إليها من شياطين الإنس، وهو أضر من شياطين الجن؛ قال بعض السلف: "شياطين الجن نستعيذ بالله منه فينصرف، وشيطان الإنس لا يبرح حتى يوقعك في المعصية، فالعاصي مشؤوم على نفسه، وعلى غيره، فإنه لا يؤمن أن ينزل عليه عذاب فيعم الناس، خصوصًا من لم ينكر عليه عمله، فالبعد عنه متعين، وكذلك أماكن المعاصي وعقوباتها يتعين البعد عنها والهرب منها خشية نزول العذاب.

 

إن العدوى التي تهلك من قربها هي المعاصي، فمن قاربها وخالطها وأصر عليها هلك؛ فاحذرها؛ فإنها مشؤومة، عواقبها ذميمة، وعقوباتها أليمة، والقلوب المحبة لها سقيمة، والسلامة منها غنيمة، والعافية منها ليس لها قيمة، والبلية بها - لا سيما بعد نزول الشيب - داهية عظيمة.

 

جاهد نفسك في هذا الشهر للمسارعة والمسابقة إلى الخيرات؛ قال الحسن رحمه الله: "إذا رأيت من ينافسك في الدنيا، فنافسه في الآخرة".

 

وقال وهيب بن الورد رحمه الله: "إن استطعت ألَّا يسبقك إلى الله أحد، فافعل".

 

إن صاحب الهمة العالية والنفس الشريفة التواقة لا يرضي بالأشياء الدنيَّة الفانية، وإنما همته المسابقة إلى الدرجات الباقية الزكية التي لا تفنى، ولا يرجع عن مطلوبه، ولو تلفتْ نفسه في طلبه، ومن كان في الله تلفه كان على الله خلفه، قيل لبعض المجتهدين في الطاعات: لم تعذب هذا الجسد؟ قال: كرامته أريد.

 

وإذا كانت النفوس كبارًا
تعبت في مرادها الأجسامُ

فإن لم تسطع، فعليك بدوام التوبة وكثرة الاستغفار، فمن عجز عن مسابقة المحبين في ميدان مضمارهم، فلا يعجز عن مشاركة المذنبين في استغفارهم واعتذارهم.

 

وختامًا: فمهما كانت ذنوبك، فلا تيأس من رحمة الله، فإن كانت الرحمة للمحسنين، فالمسيء لا ييأس منها، وإن تكن المغفرة مكتوبة للمتقين، فالظالم لنفسه غير محجوب عنها، فيا أيها العاصي - وكلنا ذلك - لا تقنط من رحمة الله لسوء أعمالك، فكم يعتق من النار في هذه الأيام من أمثالك! فأحسن الظن بمولاك، وتب إليه؛ إنه لا يهلك على الله إلا هالك.

 

وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه، وتقبل منَّا صالح الأعمال.

 

المراجع:

1- بستان الواعظين؛ للإمام ابن الجوزي.

2- لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف؛ للحافظ ابن رجب.

3- اللقاءات الرمضانية؛ للعلامة محمد بن صالح العثيمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • فضل قراءة القرآن في شهر رمضان
  • فضائل شهر رمضان
  • التذكير بختام شهر رمضان
  • كيف نستقبل شهر رمضان
  • من فضائل شهر رمضان المبارك
  • العصر.. وشهر رمضان
  • كيف نستقبل شهر رمضان؟
  • عشرون وسيلة لاستثمار شهر رمضان
  • التوبة في شهر رمضان
  • التراحم في شهر رمضان
  • وصايا في شهر رمضان
  • هدي النبي في شهر رمضان
  • استقبال شهر رمضان (خطبة)
  • آخر ليلة من شهر رمضان
  • جاءكم شهر رمضان

مختارات من الشبكة

  • برنامج يومي للعشر الأواخر من شهر رمضان وجدول للعبادات في العشر الأواخر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أول العمل آخر الفكرة، وأول الفكرة آخر العمل(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مخطوطة البرهان في علامات مهدي آخر الزمان ( نسخة أخرى )(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • المجلد الرابع من صحيح البخاري، نسخة أخرى، من كتاب الأضاحي لآخر الكتاب(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • دليل الطالب لمرعي الكرمي، ناقص الآخر، آخره باب ميراث المطلقة(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • حديث: أخروهن من حيث أخرهن الله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الركن الخامس من أركان الإيمان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات مع آخر اللحظات لشهر رمضان (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • العشر الأواخر من شهر رمضان (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • شهر رمضان مدرسة الأخلاق والصبر: دروس عملية في التحمل والإحسان إلى الآخرين(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب