• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / كورونا وفقه الأوبئة
علامة باركود

الحج زمن الأوبئة والمخاطر

الحج زمن الأوبئة والمخاطر
السيد مراد سلامة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/6/2021 ميلادي - 10/11/1442 هجري

الزيارات: 9278

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحج زمن الأوبئة والمخاطر


الخطبة الأولى

أما بعد:

فيا أيها الإخوة الأحباب ما زال ذلك البلاء الذي ضرب العالم يحصد كثيرًا من الأرواح ويوقع كثيرًا من المرضى، وما زال العالم يواجه ذلك البلاء العام بالإجراءات واللقاحات والتحذيرات من خطره ومن ضرره، وها هي مواسم الحج قد أقبلت وفي النفوس هيام وغرام ببيت الله الحرام، يعجز القلم عن وصف المشاعر الإيمانية والرّوحانية التي تنتاب الإنسان عندما يرى بيت الله الحرام، ولكن جاء الوباء وعم الخوف والهلع كثيرًا من الناس وأخذت الحكومات بالإجراءات الاحترازية للوقاية من ذلك المرض وذلكم من صميم الشرع الحنيف.

 

الحج ركن من أركان الإسلام:

اعلموا بارك الله فيك: أن فريضة الله على عباده بحج بيته الحرام من أعظم أركان الإسلام؛ قال تعالى: ﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 196]، وقال تعالى: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197].

 

وقال تعالى: ﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 96، 97].

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ، فَحُجُّوا»، فَقَالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَسَكَتَ حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَوْ قُلْتُ: نَعَمْ لَوَجَبَتْ، وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ"، ثُمَّ قَالَ: «ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ»[1].

 

هذه الفريضة الحج أحد أركان الإسلام الخمسة التي لا يقوم إلا بها ولا يكمل الإسلام إلا بتواجدها.

 

عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ"[2].

 

متى يسقط الحج؟

اعلموا بارك الله فيكم: أن الله تعالى قيد وجوب الحج في القران الكريم بالاستطاعة فقال سبحانه: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ﴾ [آل عمران: 97].

 

وَجْهُ الدَّلالَةِ: أنَّ اللهَ تعالى خصَّ المستطيعَ بالإيجابِ عليه، فيختَصُّ بالوجوبِ، وغيرُ المُستطيعِ لا يَجِبُ عليه

والاستطاعة هي ُ لغةً: هي الطَّاقَةُ والقُدرةُ على الشَّيءِ.

والاستطاعَةُ اصطلاحًا: المستطيعُ هو القادِرُ في مالِه وبدنه على أداء ذلك الركن العظيم.

 

واعلموا عباد الله: أن من السادة الغرر العلماء من عد المرض والخوف منه مانعا عن أداء الحج، قال الشيخ الفقيه أبو عبد الله محمد بن عبد الحق اليفرني التلمساني، وقد جعل الإمام مالك – رحمه الله تعالى- "لإحصار" من المرض و العدو، لأنه قال في ترجمة الباب الأول: "ما جاء فيمن أحصر بعدو"، و قال في ترجمة الثاني: "ما جاء فيمن أحصر بغير عدو"[3].

 

والمشهور عند أهل اللغة، الخليل وغيره، أن يقال للرجل الذي يمنعه الخوف أو المرض من التصرف: أحصر فهو محصر.

 

قال ابن عبد البر: "وقال جماعة من أهل اللغة: يقال: أحصر من عدو، ومن المرض جميعًا، وقالوا: حصر، وأحصر، بمعنى واحد، في المرض والعدو، ومعنى أحصر: حبس. واحتج من قال هذا من الفقهاء بقول الله عز وجل: ﴿ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ ﴾ [البقرة: 196]، وإنما أنزلت هذه في الحديبية، وكان حبسهم ومنعهم يومئذ بالعدو"[4].

 

ومن أسباب تعليق فريضة الحج قاعدة عظيمة أسسها الحبيب صلى الله عليه وسلم ألا وهي: "لا ضرر و لا ضرار"، وهذه بناء عليها، ذهب السادة الفقهاء إلى القول: بأن المصاب بالمرض المعدي – عموما – يسقط عنه فرض الحج. لأن تحقيق مصلحة المجتمع في السلامة من المرض، مقدمة على مصلحة الفرد في أداء فريضة الحج. كما أن الضرر لون من ألوان الظلم، والظلم قد حرمه الله في جميع كتبه، وعلى هذا فيمنع الضرر ابتداء، كما لا يجوز مقابلة الضرر بمثله، وهو الضرار، كما لو أضر شخص آخر في ذاته أو ماله، لا يجوز للشخص المتضرر أن يقابل ذلك الشخص بضرر، بل يجب عليه أن يسعى لرفع الضرر عنه بالطرق المشروعة.

 

وأصل القاعدة حديث أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا ضرر ولا ضرار»[5].

 

أيها أحباب:

اعلموا أنه إذا لم تسعفنا قواعد التيسير في محاصرة عدوى الفيروس، وبما يؤدي إلى ظن الهلاك للأنفس، فلا بد إذا من إعمال حكم الضرورة بضوابطها الشرعية من وجوب إزالة الضرر، لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا ضرر ولا ضرار في الإسلام»، فضلًا عن أنه تقدر الضرورة بقدرها، وأن يتحمل الضرر الأخف لدفع الضرر الأعظم، وكون الحاجة تنزل منزلة الضرورة، ومن ثم يمكن ظهور أثر هذه الضرورة في فريضة الحج في مواطن عديدة منها على سبيل المثال وليس الحصر: تحديد عدد الحجاج بما يحقق القدر المطلوب للتباعد، ومنع الحجاج من الخارج إعمالا لقوله صلى الله عليه وسلم «لا يورد ممرض على مصح[6]».

 

واعلموا انه قريب من هذه القاعدة، قاعدة: "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح" معناها: أن مصالح العباد لو اختلطت بالمفاسد، لألغيت تلك المصالح من أجل المفاسد، فما دام أن فوائد الحج ومنافعه على العبد ستختلط وتصطدم بمفسدة (عدوى كوفيد 19) وهذا فيه إلقاء بالنفس إلى التهلكة أيضا، فلا حرج على من وجب عليه، وأعد له عدته.

 

توقف رحلة الحج عبر التاريخ:

ولا عجب أيها الآباء من توقف الحج والعمرة العام الماضي وتحديد عدد الحجاج هذا العام فهذه ليست هي أول مرة في تاريخ الحج والعمرة بل شهد التاريخ مرات عديدة لتوقف هذه الرحلة المباركة لأسباب عديدة وإليكم طرفا منها:

 

كانت المرة الأولى بسبب القرامطة:

ففي أحداث سنة 930 ميلادية، الموافق لـ 317 هجرية، عاش المسلمون يومًا عصيبًا، إذ دخل أبو طاهر القرمطي، على رأس جيش كبير مكة المكرمة، في الوقت الذي كان فيه حجاج بيت الله الحرام يستعدون لأداء مناسك الحج، وقتل عدد كبيرًا.

 

وجاء في كتاب "من حوادث الإسلام": أن زعيم القرامطة " أمر بأن تدفن القتلى في بئر زمزم ودفن كثير منهم في أماكنهم بالمسجد الحرام، وهدم قبة زمزم وأمر بقلع باب الكعبة ونزع كسوتها عنها وشققها بين أصحابه، ثم أمر بعد ذلك بقلع الحجر الأسود فجاءه رجل فضربه بسلاحه، وهو يقول أين الطير الأبابيل أين الحجارة من سجيل؟ ثم قلع الحجر الأسود، وأخذوه إلى بلادهم".

 

حاول أمير مكة أن يمنع زعيم القرامطة من أخذ الحجر الأسود و"عرض عليه جميع ماله ليرد الحجر فأبي، فقاتله أمير مكة فقتله القرمطي وقتل أكثر أهل بيته".

 

يقول الذهبي، إنه في أحداث سنة 316 هجرية، "لم يحج أحد في هذه السنة خوفا من القرامطة"[7]؛ لأن القرامطة كانوا يعتقدون بأن شعائر الحج، من شعائر الجاهلية، ومن قبيل عبادة الأصنام، ووقتها دعا أبو طاهر القرمطي، سيوف أتباعه أن تحصد حجاج بيت الله قتلاً ونهبًا وسفكًا.

 

انتشار الأوبية تمنع كثيرًا من الناس حج بيت الله الحرام:

وفي كتاب "البداية والنهاية"، لابن كثير، أنه في سنة 357 هجرية، يقول إن داء الماشرى انتشر في مكة، فمات به خلق كثير، وفيها ماتت جمال الحجيج في الطريق من العطش ولم يصل منهم إلى مكة إلا القليل، بل مات أكثر من وصل منهم بعد الحج[8].

 

الغلاء سبب من أسباب انقطاع الحجاج عن بيت الله الحرام:

ففي سنة 390 هجرية، انقطع الحاج المصري في عهد العزيز بالله الفاطمي لشدة الغلاء.

وفى سنة 419 هجرية، لم يحج أحد من أهل المشرق، ولا من أهل مصر.

وفى سنة 421 هجرية، تعطل الحج أيضا، سوى شرذمة من أهل العراق، ركبوا من جمال البادية من الأعراب ففازوا بالحج.

وفي سنة 430، لم يحج أحد من العراق وخراسان، ولا من أهل الشام ولا مصر.

 

النزاع والحروب سبب من أسباب توقف الحج لفقدان الأمن والأمان:

أحداث سنة 492 هجرية، حل بالمسلمين ارتباك وفقدان للأمن في أنحاء دولتهم الكبيرة، بسبب النزاع المستشري بين ملوكهم.

قبل سقوط القدس في يد الصليبيين بخمس سنوات فقط، لم يحج أحد لاختلاف السلاطين.

في أحداث سنة 563 هجرية، فلم يحج المصريون لما فيه ملكهم من الويل والاشتغال بحرب أسد الدين.

وبعد ذلك لم يحج أحد من سائر الأقطار، عدا الحجاز من سنة 654 إلى سنة 658 هجرية.

في 1213 هجرية، توقفت رحلات الحج في أثناء الحملة الفرنسية لعدم أمان الطريق.

استغفر الله لي ولكم وللمسلمين والمسلمات فاستغفروه وتوبوا إليه إن ربي رحيم ودود.

 

الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى عَبْدِهِ المُصْطَفَى، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اجْتَبَى.

 

أَمَّا بَعْدُ:

لا تحزنوا واصبروا تؤجروا عل قدر نياتكم:

إلى من اشتاقت قلوبهم إلى بيت الله الحرام نقول: اعلموا أن حبيبنا صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن المرء يؤجر على نيته، عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "إنما الأعمال بالنيات، ‌وإنما ‌لكل ‌امرئ ‌ما ‌نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله؛ فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة يتزوجها؛ فهجرته إلى ما هاجر إليه"[9].

 

وقال ابن رجب - رحمه الله تعالى -: "وَقَوْلُهُ بَعْدَ ذَلِكَ: «وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» إِخْبَارٌ أَنَّهُ لَا يَحْصُلُ لَهُ مِنْ عَمَلِهِ إِلَّا مَا نَوَاهُ بِهِ، فَإِنْ نَوَى خَيْرًا حَصَلَ لَهُ خَيْرٌ، وَإِنْ نَوَى بِهِ شَرًّا حَصَلَ لَهُ شَرٌّ، وَلَيْسَ هَذَا تَكْرِيرًا مَحْضًا لِلْجُمْلَةِ الْأُولَى، فَإِنَّ الْجُمْلَةَ الْأُولَى دَلَّتْ عَلَى أَنَّ صَلَاحَ الْعَمَلِ وَفَسَادَهُ بِحَسَبِ النِّيَّةِ الْمُقْتَضِيَةِ لِإِيجَادِهِ، وَالْجُمْلَةُ الثَّانِيَةُ دَلَّتْ عَلَى أَنَّ ثَوَابَ الْعَامِلِ عَلَى عَمَلِهِ بِحَسَبِ نِيَّتِهِ الصَّالِحَةِ، وَأَنَّ عِقَابَهُ عَلَيْهِ بِحَسَبِ نِيَّتِهِ الْفَاسِدَةِ، وَقَدْ تَكُونُ نِيَّتُهُ مُبَاحَةً، فَيَكُونُ الْعَمَلُ مُبَاحًا، فَلَا يَحْصُلُ لَهُ ثَوَابٌ وَلَا عِقَابٌ، فَالْعَمَلُ فِي نَفْسِهِ صَلَاحُهُ وَفَسَادُهُ وَإِبَاحَتُهُ بِحَسَبِ النِّيَّةِ الْحَامِلَةِ عَلَيْهِ، الْمُقْتَضِيَةِ لِوُجُودِهِ، وَثَوَابُ الْعَامِلِ وَعِقَابُهُ وَسَلَامَتُهُ بِحَسَبِ النِّيَّةِ الَّتِي بِهَا صَارَ الْعَمَلُ صَالِحًا، أَوْ فَاسِدًا، أَوْ مُبَاحًا (انتهى)[10].

 

عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن رسول الله فيما يروِي عن ربِه تباركَ وتعالَى قال: "إنَّ الله كتبَ الحسناتِ والسَّيئاتِ، ثم بيَّنَ ذلك، فمن همَّ بحسنةٍ فلم يعملْها كتبَها الله عنده حسنةً كاملةً، وإنْ همَّ بها فعمِلَها كتبَها الله عزَّ وجلَّ عنده عشرَ حسناتٍ إلى سبعِ مائةِ ضعفٍ إلى أضعافٍ كثيرةٍ، وإنْ همَّ بسيئةٍ فلم يعملْها كتبَها الله عنده حسنةً كاملةً، وإنْ همَّ بها فعمِلَها كتبَها الله سيئةً واحدةً"[11].

 

عن سهل بن حُنَيف رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من سألَ الله الشهادةَ بصدقٍ، بلَّغَه الله منازلَ الشهداءِ، وإن ماتَ على فراشِه"[12].

 

قال العلماء: فيه استحبابُ نية الخير، ومعناه: تبليغُ من نوى خيرًا واعتقدَ فِعلَه، أجرَ ما نواه إن عاقَه عنه عائقٌ، تفضُّلًا من الله وأجرًا على نيتِه، وإن تفاوتت الرتبتان، فإن المشبَّه دون المشبَّه به.

 

هذا وصلوا وسلموا على نبيكم الرؤوف الرحيم بالمؤمنين...

 


[1] وأخرجه البخاري: 13 / 220 219 في الاعتصام، ومسلم (131)

[2] رواه البخاري: 8، 4515، ومسلم: 16.

[3] الاقتضاب في غريب الموطأ و إعرابه على الأبواب : 1/400-401

[4] الاستذكار : 4/170-171 كتاب الحج ، باب ما جاء فيمن أحصر بعدو.

[5] حَدِيثٌ حَسَنٌ، رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ [راجع رقم: 2341]، وَالدَّارَقُطْنِيّ [رقم: 4 /228]، وَغَيْرُهُمَا مُسْنَدًا. وَرَوَاهُ مَالِكٌ [2/746]

[6] أخرجه البخاري (فتح 12/ 356)

[7] «تاريخ الإسلام ت تدمري» (23/ 374):

[8] «البداية والنهاية ط هجر» (15/ 314):

[9] أخرجه البخاري (5/ 121 - 122).

[10] جامع العلوم والحكم [1 /65].

[11] أخرجه البخاري (6491)، ومسلم (131).

[12] أخرجه مسلم (1909)





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الموت بالأوبئة
  • خطبة: الهدي الإسلامي في الوقاية من الأوبئة
  • الأوبئة (8) الدعاء لرفع الوباء
  • من أحكام الأخطاء الطبية في ظل الأوبئة
  • الأوبئة (9) العبادة في الوباء
  • من أقوال السلف في الأوبئة والطواعين

مختارات من الشبكة

  • أنساك الحج وأيها أفضل(مقالة - ملفات خاصة)
  • الحج: الآداب والأخلاق(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • الحج الأكبر (فضائل الحج، والحج على الفور)(مقالة - ملفات خاصة)
  • أركان وواجبات الحج وأحكام العمرة(مقالة - ملفات خاصة)
  • الأوبئة (12) التنجيم والعرافة والكهانة في الأوبئة(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • طواف الإفاضة في الحج(مقالة - ملفات خاصة)
  • تأملات في الحج (10) ماذا بعد الحج؟! (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • تأملات في الحج (8) الحج بين الفضائل والبدائل (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح حديث: من حج هـذا البيت(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • ثبت الكتب والرسائل العلمية القرآنية المؤلفة في سورة الحج(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب