• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / الإنترنت (سلبيات وإيجابيات)
علامة باركود

القتل والانتحار لدى جيل الإنترنت: دراسة تحليلية نفسية

القتل والانتحار لدى جيل الإنترنت: دراسة تحليلية نفسية
عباس سبتي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/12/2020 ميلادي - 29/4/1442 هجري

الزيارات: 7185

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

القتل والانتحار لدى جيل الإنترنت

دراسة تحليلية نفسية

 

مقدمة:

قبل أكثر من عشر سنوات كنا ننادي بدراسة نفسيةِ وصفاتِ جيل الإنترنت الذي وُلد بعد الثمانينيات من القرن العشرين، وبعد ذلك أجرينا دراسة: "جيل الإنترنت: صفاته، أخلاقياته، 2015"، وعرفنا هذا الجيل وما يقوم به من أنشطة عبر الأجهزة المحمولة، وذكرنا بعض صفاته أو ما يعانيه بسبب انشغاله المفرط بهذه الأجهزة؛ مثل: إدمان استخدام الأجهزة المحمولة، وتعاطي المخدرات الرقمية Digital Drugs، والعنف أو التنمر الإلكتروني، واستعرضنا بعض هذه الصفات في تعليقات لنا عبر الصحافة المحلية؛ مثل أنه جيل ضائع، وجيل أناني، والإفراط بممارسة الألعاب الإلكترونية، جيل الإنترنت جيل عجيب للأسف يضيع وقته وجهده في أمور تافهة، وحب الشهرة، واستخدام لغة الاختصارات، والغش الإلكتروني باختبارات المدارس، وانتشار السمنة بين أفراد هذا الجيل، وحب الانتقام، وانتشار ظاهرة سيلفي بين أفراده، وعدم احترام قِيَمِ الدين والمجتمع.

 

في هذه الدراسة نشير إلى صفة من صفات أفراد هذا الجيل؛ وهي صفة القتل، لا سيما قتل أحد الوالدين، أو الأقرباء، أو انتحار القاتل، من أجل دراسة نفسية هؤلاء الأفراد، ومن ثَمَّ نعرف هل هذه الصفات التي يعانيها جيل الإنترنت صفات خاصة به، أو يشترك معه بقية الناس؛ سواء قبل عصر الإنترنت، أو في أثناء عصر الإنترنت؛ كي يحاول الباحثون ومن يَعْنِيهم الأمر دراسة نفسية أفراد جيل الإنترنت؛ كي يستطيعوا التعامل مع هذا الجيل؛ حيث إنه سيُمسك بزمام الأمور في مستقبل البشرية، وقد لا يكون لصالح البشرية.

 

عندما خُلق آدم خليفةً في الأرض، اعترضت الملائكة على أن هذا المخلوق أو من قبله يمارس القتل وسفك الدماء، فهل يعني ذلك وجود غريزة القتل والانتقام في هذا المخلوق البشري؟ استغلَّ صُنَّاع الألعاب الإلكترونية العنيفة هذه الغريزة في الأطفال والشباب في صنع الألعاب الإلكترونية التي تمتاز بالقتل وسفك الدماء والانتقام.

 

مفاهيم:

القتل: يُعرِّف القانون القتل بأنه قيام الإنسان بوضع حدٍّ لحياة إنسان آخر، ويتم ذلك بعدة طرق؛ منها الطعن، أو استخدام سلاح ناري أو أبيض، أو مواد سامة تؤدي إلى الموت.

 

غريزة القتل: اكتشفت دراسة علمية حديثة أن البشر تطوروا مع مرور الزمن، وهم لديهم مَيلٌ لقتل بعضهم بعضًا، مُوضحةً أن غريزة القتل عند البشر تزيد بمقدار ستة أضعاف من متوسط غريزة القتل الموجودة عند الثدييات.

 

الهرج: عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ بين يَدي السَّاعة الهرْجُ، قالوا: وما الهرْجُ؟ قال: القتلُ، إنَّهُ ليس بقَتْلِكم المشركين، ولكن قتل بعضكم بعضًا، حتى يقتل الرجلُ جارَهُ، ويقتل أخاهُ، ويقتل عمَّهُ، ويقتل ابن عمِّه، قالوا: ومعنا عُقُولُنا يومئذٍ؟ قال: إنَّهُ لتُنزعُ عُقُولُ أهل ذلك الزَّمان، ويُخلَّفُ لهُ هباءٌ من الناس، يحسبُ أكثرُهُم أنَّهُم على شيءٍ، وليسُوا على شيءٍ))؛ [رواه أحمد، وابن ماجه، والحاكم، وصححه على شرط الشيخين، وقال الألباني: إسناده صحيح، رجاله ثقات].

 

جيل الإنترنت: الجيل الذي وُلد في عصر الإنترنت خاصة بعد 1985م.

 

Patricide قتل الأب: هو فعل قتل الأب، أو قتل شخص هو والده أو زوج أمه، كلمة patricide مشتقة من الكلمة اللاتينية pater (الأب)، واللاحقة اللاتينية cida (القاطع أو القاتل).

 

A familicide قتل الأسرة: هو نوع من القتل أو الانتحار الذي يقتل فيه الجاني العديد من أفراد الأسرة المقربين في تتابع سريع، وغالبًا ما يكون الأطفال، أو الأقارب، أو الزوج، أو الأشقاء، أو حتى الوالدين، في نصف الحالات، يقتل القاتل نفسه أخيرًا في جريمة قتل وانتحار، إذا قُتل الوالدان فقط، فقد يُشار إلى الحالة أيضًا باسم قتل الأبوين، في حالة مقتل جميع أفراد الأسرة، يمكن الإشارة إلى الجريمة على أنها إبادة الأسرة؛ [موقع ويكيبيديا].

 

أمثلة لقتل الأقارب في عصر الإنترنت:

أدلى المتهم المصري بقتل والده بمشاركة اثنين من أصدقائه، بأقواله أمام نيابة حوادث جنوب القاهرة الكلية.

 

وأكد أن السبب الحقيقي وراء ارتكابه الواقعة هو اكتشافه أن والده كان يقوم بتصوير مقاطع فيديو لوالدته أثناء العلاقة الحميمية فيما بينهما، وعندما تصاعدت الخلافات بينهما، واتفقا على الانفصال، وطالبت والدته بحقوقها من مؤخر وخلافه، هدَّد الأب بنشر مقاطع الفيديو على يوتيوب، في مقابل تنازلها عن حقوقها.

 

وأضاف المتهم في أقواله أنَّ والده توعَّده بالحرمان من الميراث، عندما فضَّل أن يقف بجانب والدته، مشيرًا إلى أن المجني عليه قال له: "لقد تزوجت، وأنجبت ولدًا، وسأكتب له الورث كله".

 

وأوضح المتهم أنه أراد أن يأخذ حقه بيده، ويحرم زوجة والده منه، ويثأر لوالدته؛ حيث اتفقا مع أصدقائه على التخلص من والده قبل أن ينفِّذ وعده له بحرمانه من الميراث، وكذلك قبل أن يفضح والدته، ويخذله أمام أصدقائه؛ [الأنباء، 7/ 2/ 2017].

 

تعليق:

نشهد في عصر التكنولوجيا والإنترنت ازديادَ حوادثِ قتلِ الأرحام، ويمكن القول بأنه تتكرر هذه الحوادث كل يوم في أرجاء دول العالم، فهل آن لنا كباحثين دراسة قتل الأرحام بسبب تكرار الحوادث؟ وهل فكر المسؤولون بدول العالم بجدية بهذه الحوادث؛ من أجل الحد منها؟ إنها أسئلة تراودني، ويجب الإجابة عنها.

 

قدِم شابٌّ سوداني في العاصمة السودانية الخرطوم على قتل أبيه بضربه بالعصا في رأسه، خلال شهر رمضان الجاري.

 

وأوضحت تحقيقات الشرطة، وفقًا لِما ذكرت صحيفة (اليوم التالي) السودانية - أن مشاجرةً وقعت بين الابن وأبيه، تطورت إلى قيام الابن بضرب الأب بعصًا على رأسه؛ [الأنباء، 12/ 6/ 2017].

 

تعليق:

تتكرر حوادث قتل الأرحام في عصر الإنترنت أكثر من بقية العصور، وقد تكون هناك عوامل وراء ذلك بلا شك، لكن تغيير المفاهيم وضعف العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة الواحدة، واهتمام الإنسان بنفسه وتضخيمها؛ نتيجة ما تطرحها شبكة الإنترنت من مفاهيم الخصوصية، والنرجسية، والأنا - من أبرز العوامل في عصر الإنترنت.

 

قدِمت مراهقة أمريكية تُدعَى (أنا شرودر) تبلغ الخامسة عشرة من عمرها على قتل والدتها (بيغي) بواسطة سلاح ناري.

 

وفي التفاصيل أن الفتاة انتظرت عودة أمها من العمل، وطلبت منها وضع منشفة على وجهها، وما أن فعلت ذلك حتى أطلقت النار على رأسها.

 

وبعد ذلك أرسلت إلى صديقتها (راشيل هيلم) رسالة عبر فيسبوك، وأخبرتها بما حدث، إلا أن الأخيرة لم تصدق ما تقول، فأرسلت إليها صورة لجثة والدتها.

 

وانتقلت (راشيل) إلى منزل (أنا)، وحاولتا إخفاء معالم الجريمة، كما نقلتا الجثة إلى غرفة الأم، وذهبتا لتناول الطعام في أحد المطاعم.

 

وبعد مرور يومين، قررت الفتاتان إحراق المنزل قبل أن تخبِّئا أداة الجريمة، وهاتف (أنا) في إحدى المقابر.

 

إلا أن الصديقة أخبرت والديها بالأمر، أما (أنا) فقد نشرت عبر حساب والدتها على فيسبوك هذه الرسالة: "لا أعرف إذا كان بإمكانك رؤيتي في هذه اللحظة، لكن إذا كنت تستطيعين ذلك، أريد فقط أن تعلمي أنكِ كنتِ صديقتي المفضلة، كنت أريد أن أقول لكِ الكثير، وأن أفعل برفقتكِ الكثير، لم أكن دائمًا الابنة المثالية، وأنا آسفة لذلك، أحبكِ كثيرًا أمي، أريد فقط أن تعلمي أنني لن أنساكِ أبدًا".

 

واعترفت بجريمتها بعد توقيفها، وقالت للشرطة: إنها فعلت ذلك بعدما تصفحت مواقع تتحدث عن الأولاد الذين يقتلون آباءهم.

 

ووُجِّهت إليها تهمة القتل من الدرجة الأولى، والحريق بقصد الأذى وإخفاء الأدلة، لكن لم تُعرف حتى الآن التهم التي وُجِّهت إلى (راشيل)، وقد احتُجزت الفتاتان في مركز للأحداث، وستبدأ محاكمتهما في 8 أغسطس المقبل؛ [الأنباء، 19/ 7/ 2017].

 

تعليق:

سوف نقوم بالمستقبل القريب بإجراء دراسة عن قتل الأرحام على يد ذويهم، ولكن نريد أن نعلق هنا أن الدافع لارتكاب الجريمة هو التأثر بحوادث قتلٍ، قام بها الشباب ضد والديهم، وقد نُشرت في بعض مواقع الإنترنت، ومن ثَمَّ نسأل: ما دور رجال الشرطة في علاج هذه القضية؛ أي: هل سوف يغلقون هذه المواقع، أو إن ذلك خارج عن مسؤوليتهم، وعن إرادتهم؟ وهل هذه المواقع تقوم بنفس ما تقوم به لعبة الحوت الأزرق أو ما يسمى بـ"لعبة الانتحار"، والتي ما زالت تحصد أرواح المراهقين والشباب في أرجاء العالم، دون أن يحجب هذا الموقع المؤسس لهذه اللعبة الانتحارية؟ وأخيرًا: هل حان وقت القيام بثورة ضد هذه المواقع الإلكترونية التي تتحدى كل القوانين والتشريعات في العالم، بل وتساهم بالأعمال الإرهابية من خلال قتل الأبرياء من ذوي الأرحام وغيرهم، والأطفال، والمراهقين أو إن الأعمال الإرهابية مرتبطة فقط بالمسلمين المتطرفين؟

 

ارتكب مراهق فرنسي جريمة بشعة، حين قتل كامل أفراد عائلته؛ بسبب إدمانه لعبة إلكترونية.

 

وفي تفاصيل الحادثة أن الخادمة قطعت الواي فاي بالخطأ أثناء لعب المراهق لعبته الإلكترونية، فانتابته نوبةٌ من الغضب، أقدم خلالها على قتل كلِّ مَن في البيت، بما فيهم أخوه وأخته وأمه وأبوه، والعاملة المنزلية.

 

وعندما وصل البوليس إلى مكان الجريمة، وجدوه يلعب وأهله مقتولون حواليه، وقال للبوليس: انتظروا ريثما أُكمِل اللعب.

 

وكان زوج الخادمة من بلَّغ عن اختفاء زوجته، عندما تأخرت في العودة للمنزل، لتكتشف الشرطة أن الخادمة والأسرة ذهبوا جميعًا ضحية إدمان المراهق لعبة إلكترونية؛ [موقع الرسمة، 14/ 7/ 2020].

 

كشف مدير الطب الشرعي في الأردن الدكتور عدنان عباس أمس الاثنين، عن تفاصيل مقتل سيدة على يد ابنها المراهق فجر اليوم، في منطقة ماركا في عمان الشرقية، وفي التفاصيل، قال عباس في تصريح لصحيفة (الغد) الأردنية أن طفلًا يبلغ من العمر 14 عامًا طعن والدته البالغة من العمر 40 عامًا ثلاثين طعنة؛ [موقع صحيفة الغد الأردنية].

 

تعليق:

لا بد من دراسة خصائص نمو فترة المراهقة، وهذه الخصائص لا تُطرَح بشكل مدروس؛ بحيث يعرف المراهقون وأولياء أمورهم وأصدقاؤهم عنها؛ لأن أكثر المشكلات التي يعانيها المراهقون، وتجعلهم لا يتصرفون بشكل سليم مع بقية الناس، وبالأخص مع ذويهم؛ نتيجة الجهل بطبيعة مراحل نمو المراهق، وخصائص هذا النمو؛ [راجع مقالات عن فترة المراهقة في موقعنا المسار للبحوث التربوية والاجتماعية].

 

جرائم الشرف:

قتل شابٌّ أردني في العشرين من عمره أخته البالغة (14) عامًا؛ لأنها أنشأت حسابًا في فيسبوك، هذا وتكثر جرائم الشرف في البيئات القَبَلِيَّةِ والعشائرية.

 

قتل الأقارب على صفحات التاريخ:

نُشرت دراسة في مجلة نيتشر العلمية المتخصصة، وفيها حسب العلماء نسبة الوَفَيَات التي كانت ناجمة عن قتل البشر بعضهم بعضًا، فوجدوا أنه عندما تطور الإنسان لأول مرة باتجاه الإنسان المعاصر، بلغت نسبة هذه الوفيات 2% من إجمالي الوفيات بين البشر، هل معنى هذا أن غريزة العدوان والغضب أقوى عند الإنسان من الحيوانات المفترسة؟

 

النمور كحيوانات مفترسة، على الرغم من سمعتها الشرسة والدموية، فإنها تملك معدلات منخفضة جدًّا فيما يتعلق بقتال بعضها بعضًا حتى الموت، هذا المعدل يصل إلى 0.88% فقط لا غير؛ [موقع ساسة، 7/ 10/ 2016].

 

في هذا الموقع (ساسة) يشير الباحثون إلى أن إنسان العصر الحديث أكثر دموية من إنسان العصور الحجرية، فقد ارتفع معدل القتل بين البشر عند وصول كريستوفر كولومبوس إلى العالم الجديد عام 1492م، فقتل الملايين من الناس.

 

يحكي القرآن الكريم عن قتل ابن آدم أخيه: ﴿ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [المائدة: 30]، وهذا القتل حدث مع بداية حياة البشرية على الأرض، وكان من أسباب قتل قابيل لأخيه هابيل عاملُ الحسد.

 

في قصة إبراهيم وإسماعيل تمثَّل القتل في الابتلاء والصبر، والفداء بأعزِّ ما يملك الإنسان: النفس أو الولد.

 

كذلك قصَّ علينا القرآن قصة يوسف وإخوته في سورة يوسف؛ حيث ظن إخوة يوسف أنه أحب إلى أبيهم منهم، فاتفقوا على قتله أو أن يُبعدوه عن أبيه في مكان بعيد لا يراه أبوهم؛ ﴿ اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ ﴾ [يوسف: 9]، وقد اتفق أكثر المفسرين أن سبب محاولة قتل يوسف عاملُ الحسد أيضًا.

 

عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ، فَقِيلَ: كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ؟ قَالَ: الْهَرْجُ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ))؛ [رواه مسلم: (2908)].

 

روى ابن الأثير أن المتوكل العباسي قُتل على يد ابنه المنتصر باتفاق مع الأتراك؛ لأن المتوكل كان يحب ابنه المعتز أكثر، وقُتل معه وزيره الفتح بن خاقان عام 247هـ.

 

روى الطبري في تاريخه أنه بعد أن أخذ الأمين الخلافة العباسية، وأراد إسناد ولاية الحكم إلى ابنه بدلًا من أخيه المأمون، حسب وصية هارون الرشيد؛ ظهر الخلاف بين الأخوين، فجهَّز المأمون جيشًا، وأرسله إلى بغداد، وقتل أخاه الأمين.

 

إن مسألة قتل الإخوة من أكثر القضايا إثارةً في التاريخ العثماني؛ فقد منح دستور السلطان محمد الفاتح (1481) إعدام الأفراد الذكور من العائلة الحاكمة؛ تجنبًا لحصول حادثة الفوضى التي نشأت عن فترة خلوِّ العرش في عهد بايزيد الأول، وثمَّةَ ممارسات مختلفة لعملية قتل الإخوة على مدى الإمبراطورية العثمانية، مع الاعتبار أن معظمها كان يبدو شرعيًّا، إلا أن بعض عمليات الإعدام التي قد تمت من أجل التخلص من ثورة محتملة، كانت قد انتُقدت باعتبارها غير شرعية.

 

فإعدام أفراد الأسرة الحاكمة لأسباب سياسية لا يخصُّ العثمانيين؛ فلقد مارسه الساسانيون والرومان والبيزنطيون من قبل، بل وحتى الدولة الأندلسية المسلمة، ومع ذلك كان السبب الرئيسي لهذه الممارسة من قِبل هذه الممالك المختلفة الحفاظَ على العرش، بدلًا من الحفاظ على وحدة الدولة وحياة الشعب، ومن ناحية أخرى، يجب علينا تذكر أن هنالك الآلاف من الأرواح التي أُزهقت في حروب طويلة الأمد، في سبيل خلافة العرش في أوروبا.

 

على الرغم من وجود الدستور الذي سنَّهُ السلطان محمد الفاتح حول هذه المسألة، والذي نصُّهُ:

"وإن تيسرت السلطنة لأحد من أبنائي، فإنه ومن أجل المصلحة العامة يصحُّ له قتل إخوته، إن هذا قانون آبائي وأجدادي، وهو كذلك قانوني، ولقد جوَّز أكثر العلماء ذلك، فلْيُعْمَلْ بموجبه حالًا"، فهو لم يقدم الجديد في مسألة وراثة الحكم، ولكنه بيَّن أن الأمير الأكثر ذكاءً وقوة في الوصول للحكم قد ينجح في الوصول لإدارة البلاد في التغلب على إخوته الذين قد يدَّعون الحكم.

 

قتل الأقارب في الأساطير والثقافات:

قتل الأب هو نموذج شائع منتشر في العديد من الأديان والثقافات، وخاصة في الأساطير والدين في الثقافة اليونانية، يتم تضمين بعض الأمثلة الرئيسية لقتل الباتريك من ثقافات مختلفة على النحو التالي:

قُتل أبسو، في ملحمة الخلق البابلي إنما إيلش، على يد ابنه إيا في صراعه على التفوق بين الآلهة.


في أساطير شعب بلاد ما بين النهرين الحوريين المجاورين، قتل إله العاصفة تيشوب والده كوماربي، وأحيانًا بالاشتراك مع جده آنو في المعاملة بالمثل لمحاولة كوماربي لقتل الأبناء.

 

في ملحمة الخلق اليونانية، التي سُجلت لأول مرة في Hesiod's Theogony، كان كرونوس يشعر بالغيرة من قوة والده أورانوس كحاكم للكون، وهكذا قتل كرونوس والده، كرونوس بدوره أُطيح به من قِبل ابنه زيوس.

 

أوديب كان مقدَّرًا أن يقتل والده ملكًا، ويتزوج والدته، حاول والداه منع ذلك من خلال تركه رضيعًا على جانب الجبل، ووجده الراعي وقام بتربيته، بمجرد أن يكبر، يلتقي أوديب بوالده أثناء سفر والده، ولكن دون معرفة من هو، ينتهي به الأمر بقتله، ثم يتزوج والدته دون قصد، ليصبح ملكًا، وفي النهاية ليتمم النبوءة.

 

أسباب عامة لقتل الإنسان أخيه:

هناك أسباب عديدة لقتل الإنسان أخيه؛ منها: عامل الحسد كما في قصة قابيل وهابيل ابني آدم، وقصة يوسف وإخوته، وقتل بعض الأمراء أو الملوك لأقاربهم.

 

وفي الأساطير التي مرت علينا أن من أسباب قتل الأبناء لأقاربهم - لا سيما قتل الآباء - هو طلب الخلود والشهرة الأبدية، والسيطرة على الكون.

 

وفي التراث الإسلامي هناك أسباب لكثرة القتل بين الناس (الأقرباء والغرباء) كما في المرويات:

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ بين يَدي السَّاعة الهرْج، قالوا: وما الهرْجُ؟ قال: القتلُ، إنَّهُ ليس بقَتْلِكم المشركين، ولكن قتلُ بعضكم بعضًا، حتى يقتل الرجلُ جارَهُ، ويقتل أخاهُ، ويقتل عمَّهُ، ويقتل ابن عمِّه، قالوا: ومعنا عُقُولُنا يومئذٍ؟ قال: إنَّهُ لتُنزعُ عُقُولُ أهل ذلك الزَّمان، ويُخلَّفُ لهُ هباءٌ من الناس، يحسبُ أكثرُهُم أنَّهُم على شيءٍ، وليسُوا على شيءٍ))؛ [رواه أحمد، وابن ماجه، والحاكم، وصححه على شرط الشيخين، وقال الألباني: إسناده صحيح، رجاله ثقات]؛ جاء في شرح سنن ابن ماجه للسيوطي وعبدالغني الدهلوي: "معنى: ((يُنزع عقولُ أكثر ذلك الزمان))؛ لشدَّة الحرصِ والجهل، و(الهباء): الذرَّات التي تظهر في الكوة بشُعاع الشمس، والمراد ها هنا الحثالة من الناس"، ونزع العقل: يعني: ذهابه وزواله.

 

ذكر شرَّاحُ الحديث الجهل والحرص، وهي من الأسباب التي تَذهب وتَزول بها عقولُ المسلمين؛ فيقتل بعضهم بعضًا.

 

ذكروا الجهل: هو جهلٌ بالوعيد الأكيد والعذابِ الشديد، وذكروا الحرص على الدنيا: هو حرصٌ على المناصب، هذا يريد أن يكون نائبًا عن أسرته، وهذا يريد أن يكون شيخًا على قبيلته، وهذا يريد أن يكون رئيسًا على دولته، وإلى جانب العصبية القبلية هناك القتل والهرج بين القبائل، وأيضًا القتل بين أفراد القبيلة الواحدة، وهم من دمٍ واحد.

 

ومن أسباب هذا القتل: تعاطي المخدِّرات والمسكرات، وسائل الإعلام، مشاهدة المسلسلات والأفلام البوليسية والحروب والألعاب الإلكترونية العنيفة؛ [موقع الألوكة، سعد بن سلمان آل مجري، 2016].

 

هذا، وقد ذُكرت أسباب أخرى لهذا القتل؛ مثل: القتل بدافع الثأر كما يحدث ذلك في المجتمعات القبلية والعشائرية، وهناك القتل الانتقامي؛ وهو أن ينتقم الإنسان (القاتل) لنفسه عندما يؤذيه إنسان آخر (المقتول)، وهناك القتل الجماعي ويحدث في الحروب بين الدول، وقتل الإنسان نفسه (الانتحار) عندما يعاني من أزمة نفسية شديدة، والقتل السادي عندما يلتذُّ إنسان بقتل إنسان آخر، أو يشاهد منظرَ تعذيبِ الآخرين وحب رؤية الدماء، والقتل بدافع الشهوة؛ وهو عندما يقدم شابٌّ على قتل فتاة بعد اغتصابها؛ كي لا يُفتضح أمره، والقتل بدافع الشرف؛ عندما يقدم زوج على قتل زوجته عندما تخونه، والقتل من أجل التكسب؛ كما في حال القاتل المأجور.

 

التأكيد على "الأنا":

معظمنا - إن لم يكن جميعنا - يرغب في أن يُعمِّق إحساسه بذاته، وأن يكون محطَّ أنظار الجميع، وهي من أولويات الإنسان بلا شك.

 

يهدف المجرم في النهاية إلى تعميق الإحساس بالذات، فلولا (الأنا) والإحساس العالي بها، ما وُجدت جريمة، وهذا ما يدفع المجرمين إلى إذلال الضحية، وإلحاق أكبر ضرر أو تشويهه حتى بعد موته، وهو بذلك يحط من قدر الضحية، لا لشيء إلا ليرفع من قدره هو، حتى إن بعض جرائم الاغتصاب مثلًا لا يكون الدافع الجنسي هدفًا وحيدًا، بقدر ما يكون الهدف إذلال الضحية، والتأكيد على "الأنا"؛ [موقع ساسة، 19/ 9/ 2016].

 

مواقع تشجع على القتل:

استغلت داعش الألعاب الرقمية - وخصوصًا الألعاب القتالية وحرب الشوارع - لتجنيد الشباب وصغار السن، وغسل أدمغتهم بأن القتل هو الوسيلة الوحيدة للوصول إلى الغايات، ومهما كانت الضحية سواء الأب أو الأم أو الأشقاء، وحتى تكون اللعبة أكثر تشويقًا، فإنها تكون على مراحل يتم الانتقال بينها بعد أن يقتل اللاعب (الطفل) مجموعة من الشخصيات في اللعبة، إلى أن يصل إلى مرحلة يُطلَب من اللاعب أن يقتل أحد أفراد أسرته، حتى يمكن الانتقال إلى المرحلة الأخيرة، والفوز باللعبة، التي تتضمن بعض منها رايات وأعلام داعش، وفي هذا الصدد اتخذت وزارة الداخلية تدابير احترازية عدة لمنع انتشار هذه الألعاب، فقد أكد مدير العلاقات العامة والإعلام الأمني العميد عادل الحشاش لـ(الرأي) أن الوزارة خاطبت الجهات المختصة، ممثلة في وزارات التجارة والمواصلات والإعلام، وناشدتهم ضرورة متابعة ومراقبة محلات الألعاب، وتحذير أصحابها من بيع ألعاب تدعو إلى الفكر الضالِّ، والقتل والإرهاب، وكذلك الأفلام الخليعة وغيرها، مؤكدًا أن لوزارة المواصلات دورًا في مراقبة المواقع الإلكترونية، وحجب ما يضر المجتمع، مُشيدًا بدورها المتميز في ذلك؛ [الرأي، 3/ 7/ 2016].

 

تعليق:

حوادث قتل الابن لأحد أقاربه بدعوى من منظمة داعش لها أسباب؛ منها: المواقع المشبوهة في الإنترنت التي تدعو إلى الفكر المتطرف، كذلك الألعاب الإلكترونية العنيفة العامة أو التي تدعو إلى فكر داعش، ونناشد المسؤولين بتكثيف الجهود، والتعاون بين الجهات المعنية في مراقبة هذه المواقع، ومحاولة حجب الجانب الثالث المظلم للإنترنت؛ كي نحمي الأجيال من سلبيات مواقع الإنترنت.

 

أسباب قتل جيل الإنترنت لأقاربه:

مقدمة:

بين عامي 1999 و2000، كان هناك 909 ضحايا للقتل الجماعي في الولايات المتحدة (تم تعريفهم على أنهم 4 ضحايا خلال فترة 24 ساعة)، وقد حدث أكثر من نصفهم داخل عائلة مباشرة، على الرغم من أن حالات قتل العائلات نادرة نسبيًّا، إلا أنها أكثر أشكال القتل الجماعي شيوعًا، ومع ذلك، من الصعب إنشاء البيانات الإحصائية بسبب تناقضات التقارير.


يختلف فاميليسايد عن أشكال القتل الجماعي الأخرى في أن القاتل يقتل أفراد الأسرة، أو الأحباء، بدلًا من الأشخاص المجهولين، هذا له دلالة نفسية وديناميكية مختلفة، ولكن لا يتم التمييز دائمًا.

 

هناك دراسة أُجريت على 30 حالة في ولاية أوهايو أن معظم عمليات القتل كانت مدفوعة برغبة أحد الوالدين في وقف معاناة أطفالهم، وفقًا للمساهم في ABC News، والعميل السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي براد جاريت، فإن الأشخاص المسؤولين عن قتل عائلاتهم يميلون إلى أن يكونوا ذكورًا بيضًا في الثلاثينيات من العمر، وقد وقعت العديد من هذه الجرائم في أغسطس/ آب، قبل بدء المدرسة، مما قد يؤخر الكشف والتحقيق.

 

في أستراليا، تم إجراء دراسة لسبع حالات قتل عائلي أعقبها انتحار؛ حيث تم تحديد الانفصال الزوجي متبوعًا بالحضانة والنزاعات حول الوصول باعتبارها مشكلة، وتم العثور على بعض العوامل المشتركة مثل الخلاف الزوجي، والتعاسة، والعنف المنزلي، والاعتداء الجنسي، والتهديدات بإيذاء الذات أو الآخرين بدرجات متفاوتة، ولم يتضح ما الذي يمكن عمله فيما يتعلق بالوقاية.

 

شارك مدير مركز علم الجريمة التطبيقي بجامعة برمنجهام سيتي (ديفيد ويلسون) في كتابة دراسة مع اثنين من زملائه: "تصنيف ذكور أفراد الأسرة البريطانيين، 1980-2013"، درس فيه مبيدات العائلات البريطانية في تلك الفترة، وتم استخدام مقالات الصحف كمراجعَ، وخلصت الدراسة إلى أن معظم الجُناة من الذكور، والرجال الذين يقتلون عائلاتهم بأكملها عادة ما يفعلون ذلك؛ لأنهم يعتقدون أن زوجاتهم قد ارتكبت مخالفة، وأن الزوج بحاجة إلى معاقبة، ويشعرون أن أفراد الأسرة تسببوا في خيبة أمل، ويشعرون أن إخفاقاتهم المالية دمَّرت الهدف من تكوين أسرة، ولأنهم يرغبون في إنقاذ أسرهم من تهديد محتمل، هناك عدد أقل بكثير من النساء اللواتي يرتكِبْنَ جريمة قتل الأُسرة، وأولئك الذين يفعلون ذلك عادة ما يكون لديهم أسباب مختلفة.

 

جيل لاديني:

دراسة قام بها الأمريكي (ألين داوني) أستاذ الحاسب بجامعة أولين كوليدج عن علاقة الإنترنت بانحسار التدين بالولايات المتحدة، تحت عنوان: "الانتماء الديني ومستوى التعليم واستخدام الإنترنت"، وأهم النتائج:

1) ارتفاع نسبة من كان بلا انتماء ديني من 8% عام 1990 إلى 18% 2010.

 

2) هناك ارتباط قوي بين عدد ساعات استخدام الإنترنت، والميل إلى عدم الانتماء الديني.

 

في رسالة دكتوراة للأمريكية (تشيريل كايسي) حول العلاقة بين الدين والتكنولوجيا، فسَّرت هذه العلاقة أنها جاءت نتيجة ضعف السطوة المؤسسية على الخطاب الديني، بعد أن أتاح الإنترنت للباحثين عن "غذاء للروح" فضاءً بديلًا، يستطيعون من خلاله الحوار مع آخرين يشاركونهم نفس القلق الديني، ويبحثون أيضًا عن انتماء روحي ما، كما حدث للسلطة الدينية للكنيسة بعد ظهور الطباعة الحديثة في أوربا في القرن الخامس عشر.

 

استيقظت مدينة السويس شرق مصر صباح أمس الجمعة على جريمة بشعة؛ حيث قتل شاب والدته التي طالبته بالوضوء استعدادًا لصلاة الفجر.

 

وتلقى مدير أمن السويس بلاغًا بمقتل امرأة في العقد الخامس من عمرها، خنقًا في شقتها بمساكن حي السلام، وعلى الفور انتقلت قوة أمنية لمحل البلاغ؛ [الرأي، 28/ 1/ 2017].

 

تعليق:

تكثر حوادث قتل الأرحام في عصر الإنترنت، وذلك بعد تزايد أعداد جيل الإنترنت الذي لا يقيم بعضهم وزنًا لصلة الأرحام، بل ولا لقيم الدين والمجتمع، ولنا دراسة: "جيل الإنترنت: صفاته وأخلاقياته"، وكذلك مقالات مترجمة عن هذا الجيل في موقعنا المسار للبحوث التربوية والاجتماعية، وكذلك محاضراتنا في اليوتيوب حول جيل الإنترنت لتعرف المزيد عن أفراد جيل الإنترنت.

 

تغريدة:

تكثر حوادث قتل الأرحام في عصر الإنترنت، لماذا؟ هل بسبب ضعف إيمان بعض أفراد جيل الإنترنت، أو عدم الالتزام بقيم المجتمع والدين؟ فكِّر.

 

عدم احترام قيم الدين والمجتمع:

في تقرير مركز (بيو) للدراسات بالولايات المتحدة يشير إلى أن الأمريكان الذين تتراوح أعمارهم بين (18 - 29) سنة هم أقل تدينًا من غيرهم من كبار السن، وأن عددًا قليلًا من الشباب ينتمون إلى دين معين، وهم أكثر عددًا ممن أكبر منهم سنًّا، وهؤلاء الشباب هم أقل احتمالًا ليتبعوا دين آبائهم وأجدادهم، وأن ربع عدد أفراد جيل الألفية الذين سُمُّوا بهذا الاسم ممن وُلد بعد عام 1980م، وكبروا خلال عام 2000م لم ينتموا لأي ديانة، وفي الواقع جيل الألفية يشكلون بشكل ملحوظ جماعة بلا دين.

 

وفقًا لدراسة مجال التدين لعام 2007 التي أجراها مركز (بيو)، فإن أكثر من ضعفي الشباب ينبغي أن يتقبل المجتمع قضية الشذوذ الجنسي (زواج المثليين)، وقد أيد أوباما هذا الزواج؛ لكي يكسب آراء هذا الجيل في الانتخابات، كما وافق كبار السن ممن أعمارهم (65) فما فوق (63% مقابل 35%)، والشباب أكثر قبولًا لقضية الشذوذ ممن تتراوح أعمارهم بين (30 - 49 سنة)، ويمثلون (51%)، أو ممن تتراوح أعمارهم بين (50 - 64 سنة) ويمثلون (46%)، وتوجد اختلافات عمرية صارخة داخل كل المؤسسات التقليدية الكبرى، ومقارنة مع كبار السن في معتقداتهم، فإن نسبة كبيرة من الشباب قالوا بأنه يجب أن يقبل المجتمع قضية الشذوذ الجنسي...؛ [سبتي، جيل الإنترنت: صفاته... أخلاقياته، 2015].

 

تفضيل الصديق الافتراضي على أحد الوالدين:

تحت عنوان: الأجيال من الفجوة إلى الجَفْوة:

كتبت أمٌّ أمريكية على فيسبوك تقول بأن ابنتها التي حملتها تسعة أشهر في بطنها، وسهرت على تربيتها، الآن لا تريد أن تقبل طلبي لها بالصداقة على فيسبوك.

 

الأبناء يريدون أن يكونوا بلا قيود مع أصدقائهم الافتراضيين على فيسبوك، دون رقابة من الآباء والأسرة.

 

أخبار عن حالات انتحار الشباب؛ لأن آباءهم منعوهم استخدام فيسبوك، أو ينتحرون بسبب البلطجة الإلكترونية، وبسبب وابل من التعليقات الساخرة فلا يتحملون، وينتهي بهم الأمر إلى الانتحار.

 

أشارت دراسة جديدة من شركة (كاسبرسكي لاب) إلى أن ثلث المستهلكين على استعداد للتخلي عن أصدقائهم، مقابل هواتفهم الذكية، ومع هذا، أبدى 93% من هؤلاء استعدادهم للإفصاح عن رمز التعريف الشخصي الخاص بهواتفهم المتنقلة، عندما يطلب منهم ذلك، مما يُعرِّض أمن وسلامة "صديقهم الرقمي المفضل" للمخاطر؛ [القبس، 2/ 6/ 2016].

 

تعليق:

ذكرنا من صفات جيل الإنترنت أنه يفضل جهازه أو هاتفه على أي إنسان، مهما كان عزيزًا عليه، وقد يرجع ذلك إلى أن هذا الجيل قد تربى على أن الجهاز يمثل كل شيء له، بل هو روحه التي بين جنبيه؛ فكما أن الروح عزيزة وغالية للإنسان، ويفضلها على غيرها، أصبح الهاتف كذلك.

 

الإدمان على الألعاب الإلكترونية:

أعلنت الشرطة الأسترالية أن شابًّا يبلغ من العمر 20 عامًا في سيدني قد اتُّهم بالقتل، بعدما تردد عن طعنه والده حتى الموت، إثر شجار مُحتدِم حول استخدام الكمبيوتر، وأفادت الشرطة بأن الحادث وقع في وقت متأخر مساء أمس الأحد، وتُوفي الأب (56 عامًا) في أثناء نقله إلى المستشفى.

 

وقال مفتش الشرطة (كين هاردي) للصحفيين في سيدني: "أعتقد أن الابن كان يستخدمه (الكمبيوتر) بشكل اعتيادي، وعندما طلب منه والده تركه للجلوس على مائدة العشاء، استمر في استخدام الجهاز"؛ [الأنباء، 4/ 10/ 2016].

 

تعليق:

نسمع بين حين وآخر قتلَ الابن أباه أو أمه، أو قتل البنت أمها وأباها، وقتل الأم ابنها الصغير، وقتل وقتل...، ماذا حدث في هذا العصر (عصر الإنترنت)؟ أين ذهبت الرحمة؟ ولماذا اختفت مشاعر العطف والحنان والمودة بين أفراد الأسرة الواحدة؟ فنحن لا نسمع أو نقرأ عن هذا النوع من القتل إلا في صفحات التاريخ، وبشكل نادر، لكن هذا النوع كثُر في عصر الأجهزة المحمولة، لماذا؟ قلنا في تعليقات سابقة لنا: إن هذه الأجهزة تقوم بدور الشيطان الذي يزرع العداوة بين الناس، ويفصل بين الأزواج، ويحث على المحرمات من قتل وزنا...، وإذا لم يتربَّ الشباب على تبنِّي القيم والفضائل، فإنه سينصاع لأوامر الشيطان، وإذا أدمن الإنسان استخدام الأجهزة المحمولة، فإنه سيفضِّلها على نفسه وأسرته وأصدقائه.

 

الشعور بالملل والفراغ:

أ ف ب: كشفت السلطات المحلية الخميس أن الفتى الألماني الذي قتل 15 شخصًا الأربعاء قبل أن ينتحر - أعلن عن نواياه في رسالة على الإنترنت عشية الحادث.

 

وقال تيم كريتشمر (17 عامًا) في منتدى حوار: "ضقت ذرعًا بهذه الحياة الفارغة، كل يومٍ الأمور نفسها، الكل يسخر مني، ولا أحد يقر بقدراتي"، وأضاف: "لدي أسلحة هنا، صباح غدٍ سأزور مدرستي السابقة"؛ [موقع فرانس 24، 12/ 3/ 2009].

 

لم يجد أمريكي حلًّا للخروج من حالة الملل التي لازمته إلا بدفع الشرطة إلى مطاردته عبر مقاطعتين معرضًا حياته للخطر، باحثًا عن المتعة، وفقًا لمسؤولين في مكتب مأمور بولاية واشنطن؛ [الأنباء، 27/ 7/ 2016].

 

تعليق:

إنه جيل الإنترنت الذي تأثر بممارسة الألعاب الإلكترونية من أجل التسلية والمتعة، وهو جيل تربى على عدم احترام القانون، نتيجة تأثره بأجواء هذه الألعاب.

 

في تغريدة لنا: إنه جيل الإنترنت ليس له هدف في الحياة يحتاج إلى دراسة نفسيته.

 

وفي حادثة مماثلة قتل ثلاثة مراهقين لاعبَ بيسول أستراليًّا؛ لأنهم شعروا بالملل والضجر؛ نتيجة الفراغ القاتل؛ حيث اتفقوا أن من يمر في طريقهم، فسوف يُصوِّبون النار عليه؛ [القبس، 22/ 8/ 2013].

 

سلب العقل والتفكير:

المسجات خطر عند القيادة:

وكشف تقرير أصدره العام الماضي مجلس السلامة الوطنية أن 24% من حوادث السير في الولايات المتحدة ناجمة عن استخدام الهواتف الخلوية؛ [القبس، 13/ 6/ 2013].

 

تعليق:

الهواتف الغبية التي يستغرب البعض من هذا الاسم، إلا أنها في الحقيقة ليس وراءها سوى الحماقة والغباء وسلب التعقل من الإنسان، والدليل الآخر أن السلبيات التي رُصدت، ونرصدها كل يوم لا تلقى الاهتمام من قِبل مستخدمي هذه الهواتف، على الرغم من الأضرار التي يتعرضون لها كل يوم وحوادث الطرق أحد مصاديق هذه الأضرار، فمتى يعقل المستخدم؟ عندما يموت أو تصيبه عاهة ويصبح من فئة المعاقين.

 

دور الكاميرا شبيه بدور الشيطان:

واجهت شابة صينية شجاعة رجلًا كان يصورها خِلسة بهاتفه في أحد القطارات في مدينة نانجينغ الصينية، وأجبرته على إتلاف بطاقة ذاكرة الهاتف بأسنانه، وأخرجت الشابة هاتفها، وبدأت بتصوير الشاب وهو يتعرض للتوبيخ، وبعد أن تعرَّض لهذا الموقف المحرج، لاذ الرجل بالفِرار من محطة القطار على وجه السرعة، لكن الشرطة ألقت القبض عليه في وقت لاحق، بحسب ما ورد في صحيفة الدايلي ستار البريطانية؛ [الأنباء، 29/ 4/ 2016].

تعليق:

إلى متى سيظل الإنسان في غفلة من معرفة الهواتف المحمولة أصبحت عدوًّا له، كما لم يتعظ عندما أخبره تعالى أن الشيطان هو عدوه المبين؟ كذلك إلى متى يتعرض الإنسان إلى إهانات وكشف عوراته وعيوبه أمام الناس، وهو يستمر في غَيِّهِ، ويكرر نفس الأخطاء؟ أسئلة يجب أن يجيب عنها هذا الإنسان الغافل الغبي.

 

قال مراهق لبناني دخل عالم لعبة "الحوت الأزرق" المرعبة، التي دفعت العديد من الأشخاص حول العالم إلى الانتحار: إن المشرف على اللعبة طلب منه قتل شقيقه أو يقتلون أمه.

 

وأشار مصطفى الفار إلى أنه أدمن اللعبة لفترة، لكنه تمكَّن من الإفلات من براثنها في آخر لحظة، وقال: "دخلت في اللعبة بسبب الفضول وحب الاستكشاف، بعد أن سمعت أصدقائي يتحدثون عن دهاليزها".

 

وأضاف: "المشرف على اللعبة يُوزِّع تحديات مختلفة على المشاركين، تبدأ بطلبات بريئة، مثل رسم حوت على قصاصة من الورق، ثم يوسع قاعدة تحدياته لتصل إلى مراحل الصعوبة، مثل قطع الشفتين أو نحت الجسم وتشويهه".

 

وتابع المراهق: "كما طلب مني المشرف الاستماع إلى موسيقى غريبة، وتحداني بمشاهدة فيديو مرعب في منتصف الليل... وعقب مجموعة أسئلة وتحديات سألني إن كنت قادرًا على قتل شقيقي، وهددني إن لم أفعل فسيقتل أمي".

 

وأردف: "عندما رفضت أرسل لي عنوان سكني وتاريخ وفاتي، ما أدخلني في حالة هستيرية وبكاء حادٍّ... وبعد أن اكتشف والدي الموضوع، منعني من استخدام هاتفي لمدة شهر، وعرض حالتي على معالج نفسي".

 

وختم المراهق اللبناني بقوله: "أنصح كل طفل ومراهق بألَّا ينقادوا وراء مثل هذه الألعاب، التي من شأنها القضاء على حياتهم بكبسة زِرٍّ".

 

وتجتاح معظم دول العالم موجةٌ من الذعر بسبب "الحوت الأزرق" الإلكترونية، المُوجَّهة إلى المراهقين، وتدفعهم إلى الانتحار، وتتكون من تحديات لمدة خمسين يومًا، وفي التحدي النهائي يُطلب من اللاعب قتل نفسه.

 

وتسبَّبت اللعبة في حالات وفاة بين الأطفال والمراهقين حول العالم، وصولًا إلى الدول العربية؛ حيث سجلت 6 حالات وفاة؛ [الأنباء، 20/ 4/ 2018].

 

تعليق:

هذه أول حالة يُطلَب فيها من المراهق قتل شقيقه بدلًا من الانتحار، كذلك وكما نقول: إن دخول مواقع الإنترنت يجعل المستخدم يقدم بيانات شخصية عنه؛ مثل: عنوان السكن، ورقم الهاتف الذكي، وغير ذلك؛ لذا أقول: إن المواقع التي تعرض لعبة الحوت الأزرق لا تكتفي بحثِّ المراهق على الانتحار، وإنما بقتل أحد أفراد عائلته كما رصدنا الخبر في الأنباء (19/ 7/ 2017)، عندما قتلت مراهقة أمريكية أمَّها؛ حيث قالت للشرطة: إنها فعلت ذلك، بعدما تصفحت مواقع تتحدث عن الأولاد الذين يقتلون آباءهم، وقد علقنا على الخبر: "نسأل: ما دور رجال الشرطة في علاج هذه القضية؟ أي: هل سوف يغلقون هذه المواقع أو إن ذلك خارج عن مسؤوليتهم، وعن إرادتهم؟ وهل هذه المواقع تقوم بنفس ما تقوم به لعبة الحوت الأزرق أو ما يسمى بـ"لعبة الانتحار"؟

 

تغريدة:

هل تستطيع الدول إغلاق المواقع المشبوهة التي تحث على الانتحار، أو قتل أحد أفراد الأسرة، أو لا؟

 

المصادر:

1) تاريخ الطبري، ج: 6.

2) الكامل في التاريخ؛ لابن الأثير (عز الدين أبي الحسن علي بن محمد بن عبدالكريم بن عبدالواحد الشيباني]، دار صادر – بيروت (1399هـ – 1979م).

3) الغامري، خالد، نبوءة آمون... الإنترنت من الحروب الباردة إلى حروب الجيل الرابع وفتنة الأجيال.

4) مسلسل الدماء في تاريخ الخلفاء، أحمد صبحي منصور، نوفمبر 2018.

5) تاريخ قتل الإخوة في الإمبراطورية العثمانية، محمد عثمانلي، 2019.

6) دماء الخلفاء: النهايات الدامية لخلفاء المسلمين، الباحث وليد فكري، مدونته: www.walidfeckry.tumblr.com

7) الخلافة... تاريخ من القتل، رضا البهات، ديسمبر 2016، موقع المصري اليوم.

8) سبتي، عباس، دراسة جيل الإنترنت: جيل الإنترنت، صفاته... أخلاقياته، دراسة مكتبية.

9) جيل الألفية ينمو على نحو متزايد بلا دين، ترجمة سبتي، المسار للبحوث التربوية والاجتماعية.

10) تقرير التدين بين جيل الألفية، مدخل ونظرة عامة، ترجمة سبتي، المسار للبحوث التربوية والاجتماعية.

11) دراسة "أجيال الإنترنت في 2010"، ترجمة سبتي، المسار للبحوث التربوية والاجتماعية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • شباب (الإنترنت).. مخاطر ومحاذير
  • حسنات كقطرات المطر اغتنمها وأنت على الإنترنت
  • حكم تداول العملات بالإنترنت - الفوركس (FOREX)
  • حماية حقوق الملكية الفكرية عبر شبكة الإنترنت
  • تجنب مخاطر الإنترنت
  • لماذا يجب دراسة نفسية جيل الإنترنت؟
  • إتحاف الأخيار بالرد المختصر لشبهة محاولة النبي صلى الله عليه وسلم الانتحار
  • التباينات البيئية وتأثيرها على المبدع: دراسة تحليلية وصفية
  • الهارب كرواية وكقصة ما بين الدولار الأمريكي لروبرت بيرنز والخمسة صاغ المصرية لمحمد عبدالله الهادي!! "دراسة تحليلية نفسية"

مختارات من الشبكة

  • القتل رحمة، أو القتل بدافع الشفقة بين الإسلام والغرب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطورة الوقوع في القتل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ظاهرة قتل الأزواج والزوجات: أسبابها، والوقاية منها(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • كمبيوتر وإنترنت: حذار مقاتل الإنترنت؟ وكيف نخوض الإنترنت في معية الله؟(مقالة - ملفات خاصة)
  • أقسام الجناية على النفس(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • ابني أدمن ألعاب القتل الإلكترونية(استشارة - الاستشارات)
  • القتل والإباحية في ألعاب الحاسوب وخطر إدمانها(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • ضوابط في القتل في حوادث السيارات والصغار(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان)
  • أسباب معاصرة لجريمة القتل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الهند: وزير مسلم يستنكر القتل المتواصل للمسلمين بسبب اللحوم(مقالة - المسلمون في العالم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب