• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / خطب رمضان والصيام
علامة باركود

هل أنت من المتصدقين في رمضان؟ (خطبة)

هل أنت من المتصدقين في رمضان؟ (خطبة)
د. محمد جمعة الحلبوسي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/5/2019 ميلادي - 9/9/1440 هجري

الزيارات: 25202

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

هل أنت من المتصدِّقين في رمضان؟


الحمدُ للهِ الكريمِ المنَّانِ، الَّذِي خَصَّنَا بصيَامِ شهرِ رمضانَ، وأَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، القائلُ سبحانَهُ: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185]، وأَشْهَدُ أَنَّ سيدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ القائِل: ((الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ))[1]، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَى سيدِنَا محمدٍ وعلَى آلِهِ وصَحْبِهِ أجمعينَ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ.

 

أما بعد:

ها نحن نعيش في اليوم الخامس من أيام شهر رمضان المبارك، هذا الشهر الذي تعُمُّ فيه البركات، وتتنَزَّلُ فيه الرَّحمات، وتُضَاعَفُ فيه الحسنات، وتُغفَرُ فيه الزَّلَّات، وتُستجابُ فيه الدَّعوات، وتُفْتَحُ فيه أبوابُ الجنَانِ، وتُغلَقُ فيه أبوابُ النيرانِ.

 

فتعال معي أخي المسلم لنستمع سويًّا إلى ابن عباس رضي الله عنهما، وهو يُحدِّثنا عن عبادة من عبادات رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في رمضان، يُحدِّثنا عن حال النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر الكريم.

 

يقول ابن عباس رضي الله عنهما: "كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ، حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ كَانَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ"[2].

 

وهنا نتساءل لماذا لم يقُل ابنُ عباس رضي الله عنهما: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرم الناس؟ لماذا قال كان أجود الناس؟

ذاك لأن الجود أعلى مراتب الكَرَم، والنبي صلى الله عليه وسلم كان جوادًا، وكان أجود ما يكون في رمضان؛ ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يتصدَّق في شهر رمضان ما لا يتصدَّق في غيره من باقي الشهور، كان ينفق نفقة ويعطي عطاء مَنْ لا يخشى الفقر.

 

كان صلى الله عليه وسلم لا يملك شيئًا في بيته؛ بل كان يمرُّ عليه صلى الله عليه وسلم وعلى أهله الهلالُ ثم الهلالُ ثم الهلالُ ولا يوقد في بيتهم النار، طعامهم الأسودان: التمر والماء، وكان صلى الله عليه وسلم يربط الحجر على بطنه من شدَّة الجوع، ومع هذا كله كان جوده صلى الله عليه وسلم كله لله، وفي ابتغاء مرضاته، فإنه كان يبذل المال؛ إما لفقير أو محتاج، أو ينفقه في سبيل الله، وكان يُؤثِر على نفسه وأهله وأولاده، فيعطي عطاءً يعجِز عنه كسرى وقيصر، ويعيش في نفسه عيش الفقراء [3].

 

ثم تأمَّل معي: لماذا وصَفَ ابنُ عباس رضي الله عنهما جود النبي صلى الله عليه وسلم بالريح المرسلة؟

ذاك لأن الريح المرسلة لها ثلاث صفات:

الصفة الأولى: السرعة الشديدة؛ فإنفاق النبي صلى الله عليه وسلم لا حدَّ له ولا نهاية، فالنبيُّ صلى الله عليه وسلم في إنفاقه يكون في منتهى السرعة، لا يُفكِّر ولا يتردَّد أُنفقُ أم لا، أُخرجُ مالًا أم أنا بحاجة إليه.

 

والصفة الثانية: أنها مستمرة ومتعاقبة، فكذلك إنفاق النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يتوقَّف، ينفق في الليل والنهار.

 

والصفة الثالثة: أنها تعمُّ الجميع، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يُعطي الجميع، ولا يُميِّز فلانًا على فلان [4].

 

فأين الصائم الذي يتشبَّه برسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ أين مَنْ يُقلِّد النبي صلى الله عليه وسلم في سخائه وعطائه وجوده وخاصة خـلال شهـر رمضـان؟ أين من يُحيي هذه السُّنَّة، "كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّــاسِ بِالْخَيْـــرِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ"؟

 

نحن لو نظرنا إلى أكثر المسلمين في دنيا اليوم، تراه يشتري ما لذَّ وما طابَ من الطعام والشراب بآلاف الدنانير؛ ولكن إن جاءه فقيرٌ أو طُلِب منه مساعدةٌ في مشروع للفقراء، فتراه يُفكِّر ألف مرة قبل أن ينفق، وإذا أراد أن يتصدَّق تصدَّق بالقليل؛ ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كان كالريح المرسلة، ينفق نفقة ويعطي عطاء مَنْ لا يخشى الفقر.

 

أنا أدعوكم إلى إحياء هذه السنة المحمدية، فرمضان هو شهر التنافُس في الخيرات، والتزوُّد من الطاعات، وفيه تُعظَّم الأجور، وتُرفَع الدرجات، والصَّدَقة من أهم العبادات التي ينبغي للمسلم أن يكون له منها نصيبٌ في هذا الشهر، وهي في رمضان أفضل منها في غيره؛ فقد أخرج الترمذي من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئِلَ: فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ((صَدَقَةٌ فِي رَمَضَانَ))[5].

 

كان السلف الصالح رضي الله عنهم يحرصون على إطعام الطعام، ويُقدِّمونه على كثير من العبادات، وكان الواحد منهم لا يفطر وحده؛ بل يدعو كل يوم مسكينًا أو يتيمًا أو محتاجًا ليفطر معه، وإذا لم يجد خرج بطعامه إلى المسجد ليفطر مع الفقراء والمساكين؛ قال تعالى: ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ﴾ [الإنسان: 8 - 12]؛ أي: يطعمون الطعام مع حبِّ هذا الطعام لديهم، ومع حاجتهم إليه واشتهائهم له.

 

كان ابنُ عمر رضي الله عنهما يصوم ولا يفطر إلا مع المساكين، فإذا منعهم أهله عنه لم يَتَعَشَّ تلك الليلة! وكان إذا جاءه سائلٌ، وهو على طعامه أخذ نصيبه من الطعام، وقام فأعْطَاه السائلَ، فيرجع وقد أكل أهلُه ما بقيَ في الجَفْنَة، فيصبح صائمًا ولم يأكلْ شيئًا [6].

 

قال تعالى: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾ [آل عمران: 92].

 

لما نزلت هذه الآية بدا السباق بين الصحابة رضي الله عنهم، فكان كل واحد يبحث عن أحبِّ أمواله إليه؛ ليتصدَّق بها في سبيل الله؛ هذا زيد بن حارثة رضي الله عنه جاء بأحبِّ أمواله إليه (فرس له يقال لها: شبلة) فقال: يا رسول الله، هذا أحبُّ أموالي إليَّ، وإني أتصدَّقُ به في سبيل الله، فقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم[7].

 

وهذا أبو طلحة رضي الله عنه، وما أدراك من هو أبو طلحة؟! صحابي من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، يقول سيدنا أَنَس بْن مَالِكٍ رضي الله عنه: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ الأَنْصَارِ بِالْمَدِينَةِ مَالًا مِنْ نَخْلٍ، وَكَانَ أَحَبُّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرُحَاءَ، وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجِدِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ، قَالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾ [آل عمران: 92]، قَامَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾ [آل عمران: 92]، وَإِنَّ أَحَب أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاء، وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللهِ، فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ، قَالَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((بخٍ! ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ، وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الأَقْرَبِينَ))، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَبَنِي عَمِّهِ [8].

 

اسأل نفسك أيها المسلم، هل أنت من المتصدِّقين في رمضان؟ هل تفرح عندما يأتيك سائل يطلب منك مالًا؟ هل تشعُر بأن الفقير الذي يطرق بابَكَ لتنفق عليه، هو صاحب الفضل عليك؛ لأنه يحمل زادك إلى الآخرة؟

 

لقد كان سلفنا الصالح يفرحون بالسائل وبالفقير الذي يطرق بابهم، هذا سفيان الثوري كان ينشرح إذا رأى سائلًا على بابه، ويقول: "مرحبًا بمن جاء يغسل ذنوبي"، وكان الفضيل بن عياض يقول: "نعم السائلون؛ يحملون أزْوادَنا إلى الآخرة بغير أجرة! حتى يضعوها في الميزان بين يدي الله تعالى" [9].

 

بل كان سلفنا الصالح إذا أراد أحدُهم أن يتصدَّق أخفى صَدَقَتَه؛ حتى لا يعلم بها أحدٌ إلا الله عز وجل؛ لأن الصَّدَقة كلما أخفيْتَها، كانتْ أرجى في القبول عند الله تعالى.

 

هذا زين العابدين بن الحسن بن علي، كان يخرج كل يوم في الليل يضع السكر والأرز والطعام على أبواب المساكين فيعود ويقول للناس: لا ندري من الذي وضع لنا هذا الطعام، فلما مات زين العابدين انقطعت الأرزاق عن الناس، فعلموا أن الذي كان يضع الخير هو زين العابدين، وعندما كانوا يُغسِّلونه وجدوا في كتفه جرحًا غائرًا من كثرة ما كان يحمل كل يوم على كتفه للفقراء والمساكين [10]، أين نحن من هؤلاء؟

 

فيا أيها الصائم الكريم يا مَنْ ترغب في الثواب الجزيل من الله عز وجل:

تذكَّر أن شهر رمضان موسم المتصدِّقين، وفرصة سانحة للباذلين والمعطين، فالصيام يدعوك إلى إطعام الجائع، وإعطاء المسكين، وإتحاف الفقير.

 

تذكَّر أيها الصائم أن شربة ماء، أو مذقة لبن، أو حفنة تمر، أو قليلًا من الطعام والمال واللباس والفاكهة، تسديها إلى محتاج؛ هي طريقك إلى الجنة.

 

فهل فكَّرْتَ أن تُكتَبَ في سجلِّ المتصدِّقين في رمضان؟ هل فكَّرْتَ أن تكون من أهلها في رمضان؟

فهذه دعوة لك لتقرض ربَّكَ في الدنيا، فيكرم قرضك يوم تلقاه: ﴿ إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ ﴾ [التغابن: 17]، وتذكَّر أن الأموال والكنوز والقصور مآلها إلى الزوال والضياع، وليكن حداءك قولُ رسولك صلى الله عليه وسلم: ((ما نقصَتْ صَدَقةٌ من مال))[11].

نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا من المنفقين والمستغفرين بالأسحار، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


الخطبة الثانية

الحمد لله حمدَ الشاكرين كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والشكر لله على فضله وإنعامه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبدُالله ورسولُه، اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

من المسائل التي أردْتُ أن أنبِّه عليها:

المسألة الأولى: تأخير الصلاة بسبب النوم في رمضان: من الصائمين من يقــوم بتأخيـــر صلاتي الظهر والعصر عن وقتيـهما لغلبة النــوم، وهــذا من تضييــــع الصلــــوات عن وقتــــها، وقد توعَّـد الله تعالى على ذلك بوعيــــــدٍ شديـــدٍ، فقــال: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾ [مريم: 59].

 

قيل لابن مسعود رضي الله عنه: إن الله تعالى يُكثِر من ذكر الصلاة في القرآن: ﴿ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ﴾ [المعارج: 23] ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴾ [المعارج: 34]، ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ [الماعون: 4، 5]؛ قال: ذلك؛ أي: ذلك الوعيد على مواقيتها، قالوا: ما كنا نرى يا أبا عبدالرحمن إلا على تركها؟ قال: "تركها كفر"[12].

 

المسألة الثانية: تأخير الإفطار للصائم: بعض الصائمين لا يفطر إلا بعد انتهاء المؤذن أذانه احتياطًا، وهذا خطأ، فمتى تأكد من دخول الوقت، فعليه أن يفطر، وقد جاء الترغيب في التعجيل بالفطر، من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ((لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ))[13].

 

ومن المعلـوم أنَّ الصيام: هو الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجــر إلى غــروب الشمس، وهذا هو معنى قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ﴾ [البقرة: 187]؛ أي: إلى غروب الشمس؛ لأن غروب الشمس يتحقَّق به دخول الليل وانتهاء النهار.

 

أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول، فيتَّبِعُون أحْسَنَه.



[1] أخرجه مسلم، كتاب الطهارة - بَابُ: الْصَّلَوَات الْخَمْسِ وَالْجُمُعةِ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَان إِلَى رَمَضَانَ مُكفِّرَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ، برقم (233).

[2] أخرجه البخاري، كتاب: الصوم - باب: أَجْوَدُ مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَكُونُ فِي رَمَضَانَ، برقم (1902)، ومسلم، كتاب: الفضائل - بَابُ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ، برقم (2308).

[3] ينظر: لطائف المعارف؛ لابن رجب (ص: 165).

[4] ينظر: فتح الباري؛ لابن حجر: (1/ 30).

[5] أخرجه الترمذي، كتاب: الزكاة - بَابُ: مَا جَاءَ فِي فَضْلِ الصَّدَقَةِ:(2/ 45)، برقم (663)، وقال: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ.

[6] لطائف المعارف؛ لابن رجب (ص: 168).

[7] يُنظَر: حياة الصحابة؛ للكاندهلوي: (2/ 408).

[8] أخرجه البخاري، كتاب: الزكاة - باب: الزَّكَاةِ عَلَى الأَقَارِبِ: (1461).

[9] صلاح الأمة في علو الهمة؛ للدكتور سيد بن حسين العفاني: (2/ 622)

[10] حلية الأولياء وطبقات الأصفياء؛ لأبي نعيم الأصبهاني: (3/ 136).

[11] أخرجه مسلم، كتاب: الْبِرِّ وَالصِّلَةِ وَالْآدَابِ- بَابُ: اسْتِحْبَابِ الْعَفْوِ وَالتَّوَاضُعِ، برقم (2588).

[12] تعظيم قدر الصلاة؛ للمروزي (2/ 5)، وقال محقِّقه: سنده حسن.

[13] أخرجه مسلم، كتاب: الصيام - بَابُ: فَضْلِ السُّحُورِ وَتَأْكِيدِ اسْتِحْبَابِهِ، وَاسْتِحْبَابِ تَأْخِيرِهِ وَتَعْجِيلِ الْفِطْرِ، برقم (1098).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • زاد المتصدقين في القرآن الكريم والسنة النبوية

مختارات من الشبكة

  • جامع الصدقات له مثل أجر المتصدقين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل جمع الصدقات والعمل عليها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المتصدق على زانية وغني وسارق (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • البائعة المتصدقة والعامل المتصدق(مقالة - حضارة الكلمة)
  • المتصدق بعرضه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح حديث مثل البخيل والمتصدق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حديث: مثل البخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جنتان من حديد(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • شرح حديث أبي موسى الأشعري: الخازن المسلم الأمين .. أحد المتصدقين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • متصدق رغم أنفه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أسباب محبة الله تعالى عبدا ( المتصدقون سرا )(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب