• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / ملف الحج / مقالات في الحج
علامة باركود

الحج عودة المغترب

الحج عودة المغترب
نورا عبدالغني عيتاني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/8/2018 ميلادي - 23/11/1439 هجري

الزيارات: 5818

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحج عودةُ المغترب


السفرُ مشقة مهما خفَّفتْ من حِدتها عواملُ التطور والتحضر، ووسائلُ العصر الحديثة، ومهما جرَّبت أن تُضفي عليها لمسةً سحريةً من متعةٍ وتغييرٍ واستجمام؛ إذ تكفي المسافرُ مَشقةَ تَعب الرُّوح، وألمها عند اقتلاعها من أرضها وجذرها ومَنبتها، ووضعها في عالمٍ آخر لا تَمُتُّ لهُ برابطٍ أو صلةٍ أو انتماء!

 

كل الدنيا قد تهونُ على الإنسانِ الأصيل صاحبِ الفطرةِ الصحيحةِ المتزنة، إلا أن يمضي بعيدًا تاركًا خلفه أرضا أنجبتْه، واحتضنتْه بين عروقها وربَّته، وسقتْه من بين يديها ماءً يُشبهه ويلائم تكوينَه وترابه الأول الذي منه اغتذى وتنفَّس، يروي عطشَه ويَسُدُّ حِرمانه، وإن كان الماء مشوبًا بكثير من المنغصِّات، فالأرضُ منبتُ الإنسان، وتُربتُه التي فيها نما، فكيف لنبتةٍ نُزِعتْ مِن تُربتها الأصلية أن تَقدِر على استكمال النمو والتفتُّح والعطاء في حيِّزٍ غير حيِّزها، ومناخٍ غير مناخها، وتُربة ليستْ لها؟ إنه الذوبان حقًّا!

 

لكن الله تعالى يَعلَم بحِكمته ما هو أفضل لنا، وما هو أنسبُ، الله سبحانه لم يُرِد لنا أن نتعلق بشخصٍ ولا بأرض، ولا بشيء عابر فانٍ، وهو يعلم ابتداءً أننا نتعلق بأشياءَ مثل هذه بفِطرتنا وطبيعتنا الإنسانية الضعيفة، ونميل إلى التعلق دومًا بأول أرض وطِئْناها ودُسنا ترابَها؛ لأنها تعني لنا الكثير؛ لذا كانت المشوبات والابتلاءات تأتي دومًا؛ لتُنفرنا من أرضنا وأوطاننا التي نُحبها ونهواها، وتقول لنا: سافروا، واسْعوا، وهاجروا، وابتعِدوا، فبلادُ الله واسعةٌ، واغترِبوا فإن بعض الاغتراب ولادةٌ أخرى جديدة بعد موت قسري مُحتَّمٍ.

 

وقد شاء الله سبحانه بحِكمته أن يكون آخرَ رُكنٍ من أركان الإسلام سفرٌ إليه وحدَه، وكأني بالحج خروج كاملٌ فعلي عن كل ما يتعلق به المرءُ من محسوساتٍ وملموساتٍ في أرض الدنيا، من أشخاصٍ وأشياء وأراضٍ عديدةٍ ومديدة، من كل زينةٍ ولذةٍ عابرة، أو مقيمةٍ ولو بشكلٍ شبهِ مؤقت، وإذ به سفرٌ من نوعٍ آخر، لا يُقصَد لحاجةٍ دنيوية ولا لمتعةٍ جسدية، بل هو الفرار إلى الوطن الأصل، والمنبت الأول والتربة النقية الأصيلة، إنه الفرار إلى الله؛ حيث مُتعة القلب والروح، والفوز بوِصاله، والتنعم بالقرب منه سبحانه، والعودة إلى الدار الرحيبة الواسعة، والنعيم الخالد الأبدي، والمنزل الأول والأخير، إنها العودة إلى الخالق الواحد الأحد.

 

هكذا نحنُ حين نولدُ ونُنثَرُ في الدنيا، في غربةٍ دائمة ومشقة وإرهاق، وحنينٍ واشتياقٍ دائم، وسفرنا إلى الحج هو أول توجُّه فعلي لنا لنقطة البداية، وأول اختبار ملموسٍ لطَعم العودة إلى بارئنا وحبيبنا الأعظم، فالحج مثالٌ مصغرٌ عن تلك العودة التي سنعودُها لا مَحالة، شِئنا ذلك أم أبَيْنا، سنعودها وسنلتقي به سبحانه، ويا فوزَ مَن تاقَ لهذه اللقيا، ويا نعيم من نالها!

 

الحج يُمثل الركن الخامس والأخير من أركانِ الإسلام؛ حيث تُستكمل أركانُ الدين كلُّها وتكتمل، ولعل في هذا أحد أهم أسباب نزول هذه الآية بالذات عند وقوف النبي صلى الله عليه وسلم في عرفة يوم الجمعة، حيث نزلت عليه الآية الكريمة: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3].

 

فلا غرابةَ أن يُبشر الرسول عليه الصلاة والسلام أمَّته باكتمال الفرائض والأحكام الكبرى للإسلام بعد إتمامه حَجةَ الوداع ووقوفه بعرفة - أعظم وأهم ركن في الحج - ولا غرابة أن يكون للحج هذه المكانة العظمى، كيف لا، وقد اجتمعت فيه كل أركان الإسلام؟ حيثُ نوحد الله ونشهد أن لا إله غيرُه، وأن محمدًا عبده ورسوله؛ حيثُ نُلبيه ونُكبره، ونَحمَده ونستعينه؛ حيث ندعوه ونصلِّي له، ونصوم بعرفة، ونضحِّي ونزكي؛ تقربًا إليه وطمعًا برحمتهِ ومغفرته، وبذا نكون قد استكملنا في الحج كلَّ جوانب الدينِ وجمعناها في طاقةٍ واحدة، طاقةٍ تجمعُ كل الطاقات، وتجدِّدها وتُحييها، هناك حيث نطوفُ حول كعبةٍ واحدة لرب واحدٍ أحد، هو ذا التوحيدُ والتسليم والاستسلام والانقيادُ الكلي، والطاعة القصوى التي يريدها الله لنا ويَبتغيها من العبادة؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [البينة: 5].

 

هي ذي اللذة الحقة والحرية الفعلية، وهل بعد هذا من لذةٍ أو حرية؟ هناك حيث نخلع كل ما علينا مِن زينة وأثقال وقيود وحبال مادية تَشدنا إلى أرض غربتنا، إلى الدنيا القصيرة الفانية، والسجن المظلم الضيق الذي يأسِرنا بين قُضبانه، ويجرنا خلفَ خيوط المادة، هناك حيث نخلعُ كبرَنا وغَطرستنا وتعالينا ونتعانَق، ونفهَم حقًّا معنى أن نكون سواسية كأسنان المشط، هناك حيث يغدو الكل إخوةً وأحبةً فعليين، على اختلاف انتماءاتهم ولغاتهم ولهجاتهم، وبلدانهم وألوانهم ورُتَبِهم، على اختلاف ألقابهم ومستوياتهم الاجتماعية وتعدُّدها، هناك حيث يلتقي الكبير بالصغير، ويضع الشيخ يده بيد الشاب، ويشد العالمُ العظيمُ على يدِ العامِل البسيط، وتُمسك المرأة بيد الصبية، وتُسلم الرعيةُ قيادَها لخير من يقودها ويرعاها، للهِ الواحد الأحد، تُسلم دون قيدٍ أو شرطٍ أو تردُّد، دون خوفٍ أو وجَلٍ، دون سؤالٍ أو اعتراضٍ، تُسلِّم بكل قَبولٍ وثقةٍ، تؤدي الشعائر حقَّ تأدِيتها، تُلبي النداءَ دون أي تأخُّرٍ، تلبي بنفوس ملؤها الحبُّ والفرحُ والنَّشوة، هو ذا الحب الحقيقي، هي ذي الملكية الكبرى، والغنى الأعظم الذي لا غنى بعده!

 

يطوف الكل ويُلبون بصوت واحدٍ، تندمج الأصوات والأرواح، تتآلف المشاعرُ والنبضات، القلوب لله مُخبتة، الأبدان في حالة من السكون العميق، وكأني بها صارتْ جزءًا من الروح هي الأخرى، وكأنها قد انفكَّت مِن عِقالها، وانتقلت مِن سجن الشهوات، وخرَجت للنور والشمس والهواء، للراحة والضياء، وتنفَّستْ معنى الحرية الحقة!

 

الطيور أيضًا تشاركُ في جو السماء البديع، ترسمُ لوحةً من أحلى اللوحات، لوحةً تُسبِّحُ باسمه! تطوف معهم في ظلِّ سمائها البيضاء، تَطوف حول نقطة واحدة هي الأخرى، منظر السماء مبهج رائعٌ، الكل في طواف ودوران، وتسبيح وتمجيد للحي القيوم الذي لا ينام، خضَعت الأصوات كلُّها له، ولم تَعُدْ تسمَع إلا دعاءً وتلبيةً وبكاءً وتضرعًا، همسًا خفيفًا ناعمًا، سؤالًا لهُ بالعفو والرحمة والصَّفح والغفران، هو الله، هو الرحيم، هو أكرم الأكرمين، هو خير مَن يُكرم الضيف ويستقبلهُ ويَقريه.

 

هناك حيث تزدان الحروف وتنسحب الكلماتُ مِن سطورها، وتتلاشى هي الأخرى لتَطوف حول الكعبة بجلال وصمتٍ مُفعمٍ ذائب، هناك حيث تتوقفُ القدرةُ على التعبير، وتصبحُ الكلمة للدمعة وحدَها، ولخَفقةِ القلب وقفزةِ الرُّوح كلمة أخرى من نوعٍ آخر، أشد سموًّا ورُقِيًّا، لكنها لا تُسمَعُ إلا في الصمتِ وبالصمت؛ إذ لا شيء يَقدِرُ أن يصفَ تلك السعادة الرائعة، وهذا القدر البالغ من النشوة والفرح والغِبطة والسرور.

 

هناك حيث تتحد الكلمات كلُّها في عِقدٍ واحد، وترتدي الأجساد رداءً واحدًا نقيًّا طاهرًا، خاليًا من كل مظهرٍ يَخلَعُ عنها دِثارَ غرورِها.

 

هناك حيث يكون الكل لله الواحد الأحد، وتُصبح المحبة له وبه وفيه، هناك حيث تُرمى الجِمارُ، ويُرشقُ الجدارُ، وتُقبَّل الأحجارُ، دون سؤال أو بحثٍ عن الحكمة، هناك حيث تؤتَى الطاعة بكل محبَّة ورضا وانسجامٍ وفرحٍ، هناك حيث يَنزع العقلُ ثوبَ تكبُّره وعَجرفته، ويودِّع صوت الهوى من بعيد، ويُعلن عزوفَه عن السماع للنفس الأمَّارة بالسوء، ويَعترف بقُصوره أمام سَعة عِلمِ الله وحِكمته، هناك حيث تكون الكلمة الأولى والأخيرة لله وحدَه، وهناك حيث تتدافع الجموعُ بحبٍّ ودِفءٍ، وتتماوَج لسماعها والوصول إليها معًا؛ على سبيل واحدٍ، واتجاه واحدٍ، وطريقةٍ واحدة، وقلبٍ واحد، وأُذن واحدةٍ، ورُوح واحدة، روح المؤمن البر المحب.

 

هناك حيث تَخلعُ النفوس كلَّ عائقٍ قد يُشتت انتباهها ويَصرِفُها عن دار الحقيقة والمعاد، هناك حيث تتحققُ القلوبُ من أن الأمر حقًّا قد اقترب، فتعودُ ناصعةً نقيَّةً، نظيفةً بيضاء، طاهرةً كأنها وُلِدتْ لتَوِّها، خاليةً من المعاصي والأوزار، متخففةً من الآثامِ والذنوب، فتكون بذا جاهزةً للقاءِ الأكبرِ والأعظم يوم القيامة، وهي على أتم الاستعداد، تعودُ قويةً كما لم تكن يومًا، تُمسكُ بزمام الأمور، تجاهدُ النفس حقَّ جهادها؛ لترفَعها وتُزكِّيَها وتُلجمَها وتُهذِّبَها، تعود وهي بحالةٍ من الترفع والتعالي عن كل زَلةٍ أو خطيئةٍ أو معصية، قد تُقيِّدها وتُعيدها لسالف عهدها المظلم الْمُجحف، هناك حيث يُنزعُ حبُّ النفس وتَأْلِيهُها وتعظيمُها، ويُنزعُ منها كلُّ حب وتأليهٍ وتعظيمٍ لكل معبودٍ سوى الله، ليكونَ الحب للهِ خالصًا!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • فريضة الحج (خطبة)
  • بعد الحج (خطبة)
  • ماذا بعد الحج؟
  • حكم الإنابة والاستئجار في الحج
  • تأملات في مقاصد الحج
  • معاني الحج (خطبة)
  • خطبة ماذا بعد الحج
  • الحج وذو القعدة (خطبة)
  • الترغيب في الحج (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • أنساك الحج وأيها أفضل(مقالة - ملفات خاصة)
  • الحج: الآداب والأخلاق(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • الحج الأكبر (فضائل الحج، والحج على الفور)(مقالة - ملفات خاصة)
  • أركان وواجبات الحج وأحكام العمرة(مقالة - ملفات خاصة)
  • طواف الإفاضة في الحج(مقالة - ملفات خاصة)
  • رحلة الحج: العودة للدين الصحيح(مقالة - آفاق الشريعة)
  • آداب الحج وما يتحلى به الحاج من حين خروجه من منزله حتى عودته إليه(مقالة - ملفات خاصة)
  • حق العودة إلى فلسطين رهين بالحرص على العودة إلى عليين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • تأملات في الحج (10) ماذا بعد الحج؟! (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • تأملات في الحج (8) الحج بين الفضائل والبدائل (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب