• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / خطب رمضان والصيام
علامة باركود

الأحكام المتعلقة بختام شهر رمضان

الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/6/2017 ميلادي - 29/9/1438 هجري

الزيارات: 13353

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأحكام المتعلِّقة بختام شهر رمضان

 

الحمدُ لله الذي منَّ علينا بشريعةِ الإسلام، وشَرَعَ لنا ما يُقرِّب إليه من صالح الأعمال، والحمدُ لله الذي مَنَّ علينا بتيسيرِ الصيامِ والقيام، وجعلَ ثوابَ فاعلها إيماناً واحتساباً مغفرةَ الذنوبِ والآثام، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له ذو الجلالِ والإكرام، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه أفضلُ مَن تعبَّدَ لله وصام، اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آله وأصحابه وتابعيهم على الصراطِ المستقيم، وسلِّم تسليماً.


أمَّا بعد:

فيا أيها الناسُ اتقوا الله تعالى، والتمسوا من العمل ما يُحبُّه ويرضاه لعلَّكم تُرحمون، واجتنبوا ما يُسخِطُه ويكرهُه لعلَّكم تتَّقون.


عباد الله: هذا شهرُ رمضانَ قد تقاربَ تَمامُه، وتصرَّمت لياليه الفاضلةُ وأيَّامُه، فمن كان منكم مُحسناً فيه فعليه بالإكمال والإتمام، ومَن كان مُقصِّراً فليختمه بالتوبة والاستدراك، فالعمل بالختام.


عباد الله: لقد شرَعَ المولى الكريمُ لنا في ختام شهرنا عباداتٍ جليلةٍ، نزداد بها إيماناً، وتكمُل بها عباداتنا، وتَتمُّ بها علينا نعمةُ ربِّنا، شرَعَ لنا ربُّنا زكاةَ الفطرِ وتكبيرَ ليلةِ العيدِ، وصلاةَ العيد.


أمَّا زكاةُ الفطرِ: فعنِ ابنِ عُمَرَ رضيَ اللهُ عنهُمَا قالَ: (فَرَضَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ زكَاةَ الفِطْرِ صاعاً مِن تَمْرٍ، أو صاعاً من شَعيرٍ، علَى العبدِ والحُرِّ، والذَّكَرِ والأُنثى، والصغيرِ والكبيرِ من المسلمينَ، وأَمَرَ بها أنْ تُؤَدَّى قبلَ خُرُوجِ الناسِ إلى الصلاةِ) رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري.


وكان الصحابةُ رضي الله عنهم وهم النهايةُ في المسابقة والفضائل يُؤدُّونها قبل العيد بيومٍ أو يومين، قال نافع رحمه الله: (وكانُوا يُعْطُونَ قبلَ الفِطْرِ بيومٍ أو يومينِ) رواه البخاري.


وقالت اللجنة الدائمة للإفتاء: (إنَّ الذي تحرَّر لنا في مقدار الصاع النبوي أنه قدر أربع حفنات بيدي الرجل المعتدل في الخلقة)، وقالت أيضاً: (ومقداره بالكيلو ثلاثة كيلو تقريباً) انتهى.


فطهِّرُوا صيامكم بإخراجها رغبةً في اتِّباع النبيِّ الكريم صلى الله عليه وسلم، واغتناماً لأجرها العظيم، وحسِّنوها وكمِّلوها، ولتكن من أطيب أموالكم الذي تجدون، ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾ [آل عمران: 92]، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴾ [البقرة: 267]، فمن فهمَ ما في زكاة الفطر من المنافع والحِكَم والأسرار، وما تُوجبُه من الثواب وتحطُّه من الأوزار، لم يتوقَّف في اختيار الأجود وتحسينها، ولم يُطع الشُّحَ في العُدول إلى رديئها ودُونها، فإنَّ الله وَقَفَ عليها الفلاح، والنبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جعلها من الفرائض العامَّةِ لعظيم ما تحتوي عليه من الصلاح.


فهي من أجلِّ القُرَبِ إلى ربِّ العالمين، ومن أفضل ما حَضَّ عليه سيِّدُ المرسلين، وهي طُهرةٌ للصائمِ، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (فَرَضَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم زكَاةَ الفِطْرِ طُهْرَةً للصَّائِمِ منَ اللَّغوِ والرَّفَثِ وطُعْمَةً للمساكينِ) رواه أبو داود وحسنه ابن قدامة.


وهيَ من جملة شُكر نعمة الله بالتوفيق لصيام رمضان، وتزكيةٌ للنفوس من الأخلاق الرذيلة، وتحليةٌ لها بالأخلاق الجميلة، وفيها إغناءٌ للفُقراء في ذلك اليوم الكريم، الذي يتكرَّر على المسلمين بالخير والسُّرور والفضل العميم، وهي شكرٌ لنعمةِ الله بسلامة الدِّين والبَدَن، وفِداءٌ وكفَّارةٌ، فكيف تشحُّ النفس بإخراج الطيِّب شُكراً لنعمة المنَّان؟ أم كيف يُطيع الشُّحَّ وعدوَّه الشيطان؟ فالمؤمنُ الموفَّق يَحمدُ ربَّه حيث أقدره على أداء هذه الفريضة الجليلة، فيختارُ لها من أجودِ مالِهِ ما يُدرك به الأُجور الجزيلة، ويرى من نعمة الله عليه أن جَعَلَ يدَهُ هيَ العُليا حيث علَّق به جميع مَن يُحبُّونه من المسلمين، ليحُوز أجرهم من غير أن ينقُصَ من أجرهم شيءٌ ويزداد بذلك الإيمان ويكمل الدِّين.


وأنتَ أيها الْمُخرَجُ عنه: عليك أن تَحمدَ اللهَ إذ كُنتَ عاجزاً عنها فأوجبها على منْ لكَ عليه لا عليك، وعليك أن تشكر من قام بها وتدعو له، فمن لم يشكرِ المخلوق لم يشكر الخلاَّق، فأيُّ معروفٍ أجلَّ من معروف مَن أدَّى عنك فريضةً تُزكِّي بدَنَكَ وأخلاقك، وتُطهِّرُ صيامكَ ويَكْمُلَ بها إسلامُك؟.


وإياكم أن تضعوها في غير مستحقِّها الفقير المُحتاج، فمَن أعطاها مَن يَعْرفُ أنه غيرُ مُحتاجٍ لَم يُجْزِهِ هذا الإخراج، ومَن علمَ من نفسه أنه غيرُ محتاجٍ فإنه لا يَحلُّ له الأخذ، فإنْ أخذها فهيَ حرامٌ، ولا تفرَغ الصلاة وأنتم لم تُوصلوها إلى مستحقِّها أو وكيله الذي وكَّله في قبضها، ففي الحديث: (مَن أدَّاها قبلَ الصلاةِ فهِيَ زكَاةٌ مَقبُولَةٌ، ومَن أدَّاها بعدَ الصلاةِ فهيَ صَدَقَةٌ منَ الصَّدَقاتِ) رواه أبو داود وحسنه ابن قدامة.


وقد صدر قرار هيئة كبار العلماء بأن المشروعَ: توزيع زكاة الفطر في كلِّ بلدٍ في فقرائه، وأن لا تُنقل عنهم إلى غيرهم، وأنه لا يجوز إخراج القيمة في زكاة الفطر، وأن تُخرج طعاماً كما فرَضَها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وثبتَ بذلك الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجرى العمل على ذلك؛ لأن زكاة الفطر عبادةٌ وقد بيَّن النبيُّ صلى الله عليه وسلم ما تُخرج منه وهو الطعام.


وجاء في فتوى اللجنة الدائمة: (وتُعطى فقراء المسلمين في بلدِ مُخرجها، ويجوزُ نقلها إلى فقراءِ بلدٍ أُخرى أهلُها أشدُّ حاجة) انتهى.


عباد الله: ومما شرَعَ لنا ربُّنا في ختام شهرنا: التكبير عند إكمال العدَّة: ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185]، وعنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما (أنهُ كانَ يُكبِّرُ إذا غَدَا إلى الْمُصَلَّى يومَ العِيدِ) أخرجه الفريابيُّ بسندٍ صحيح، وعن أُمِّ عطيَّةَ رضي الله عنها قالت: (كُنَّا نُؤمَرُ أنْ نَخْرُجَ يومَ العيدِ حتى نُخْرِجَ البكْرَ مِن خِدْرِهَا، حتى نُخْرِجَ الحُيَّضَ، فَيَكُنَّ خَلْفَ الناسِ، فيُكَبِّرْنَ بتكبيرِهِمْ، ويَدْعُونَ بدُعائهِم، يَرْجُونَ بَركَةَ ذلكَ اليومِ وطُهْرَتَهُ) رواه البخاري، قال النووي: (يُستَحَبُّ رَفْعُ الصوتِ بالتكبيرِ بلا خِلافٍ) انتهى.


فكبِّرُوا اللهَ من غروب الشمسِ ليلةَ العيدِ إلى صلاةِ العيدِ، كبِّرُوا اللهَ في المساجدِ والبُيوت والأسواق: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، اجهرُوا بذلك تعظيماً لله وإظهاراً للشعائر إلا النساء فيُكبِّرن سِرَّاً، كُلٌّ يُكبِّرُ لوحده، قالت اللجنة الدائمة للإفتاء: (التكبير الجماعي بصوت واحد ليس بمشروع، بل ذلك بدعة، لِما ثبت عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ»، ولم يفعله السلف الصالح لا من الصحابة ولا من التابعين ولا تابعيهم، وهم القدوة، والواجب الاتباع وعدم الابتداع في الدين) انتهى.


قال تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ﴾، ربَّنا تقبَّل منا إنك أنت السميع العليم، وتُب علينا إنك أنت التواب الرحيم، آمين.

♦♦♦♦♦


إِنَّ الحمدَ للهِ، نَحمَدُه ونستعينُه، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ مُحمَّداً عبدُه ورسولُه.

 

أمَّا بعدُ:

ومما شَرَعَ لنا ربُّنا في ختام شهرنا: صلاة العيد، فعن أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها قالت: (أُمِرنا أنْ نُخرِجَ الحُيَّضَ يومَ العيدينِ، وذوَاتِ الخُدُورِ، فيَشهَدنَ جماعةَ المسلمينَ ودَعْوَتَهُم، ويَعتزِلُ الحُيَّضُ عن مُصلاَّهُنَّ، قالتِ امرأةٌ: يا رسولَ اللهِ إحدانا ليسَ لَهَا جلبابٌ؟ قالَ: لِتُلْبسْهَا صاحِبَتُهَا من جِلْبَابهَا) رواه البخاري ومسلم، والجلباب: لباسٌ تلتحفُ فيه المرأة بمنزلة العباءة.


فاخرُجوا أيها المسلمون إلى صلاةِ العيدِ رجالاً ونساءً، صِغاراً وكباراً، تعبُّداً لله عزَّ وجلَّ، وامتثالاً لأمرِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وابتغاءً للخيرِ ودعوة المسلمين.


وليَخرُجِ الرِّجالُ متنظِّفين مُتطيِّبين لابسين أحسنَ ثيابهم، مع الحذر من إسبال الثياب والعباءات، وليَخرُج النساءُ محتشماتٍ بالعباءات الشرعية غير متطيِّبات ولا مُتبرِّجاتٍ بزينة.


والسنةُ أن يأكل المسلمُ في بيته قبل الخروج إلى المصلَّى تَمَراتٍ، ثلاث فأكثر، فعن أنسِ بنِ مالكٍ رضيَ اللهُ عنه قالَ: («كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لا يَغْدُو يومَ الفِطْرِ حتى يأكُلَ تَمَرَاتٍ»، وقالَ مُرَجَّأُ بنُ رَجَاءٍ، حدَّثني عُبيدُ اللهِ، قالَ: حدَّثني أنسٌ عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «ويَأْكُلُهُنَّ وِتْراً») رواه البخاري.


وفي روايةٍ: (ما خَرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يومَ فِطْرٍ حتى يَأكُلَ تَمَراتٍ ثلاثاً أوْ خمساً أو سبعاً) رواه ابن حبان وصحَّحه الألباني.


فهديُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وصحابته وتابعيهم الأكلُ يوم عيد الفطر قبل الخُروج إلى المصلَّى، وأمَّا ما يُفعل في هذه السنين من تأخير الأكل والخروج به سواء كان تمراً أو غيره إلى المصلَّى لأكله هناك وتوزيعه على النساء والرِّجال ليَطعَمُوا منه، فهو خلافُ سنة النبيِّ صلى الله عليه وسلَّم، قال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله: (وأمَّا الخروجُ بالتمرِ إلى مُصلَّى العيدِ وأكلُه هناكَ فليسَ بسُنَّةٍ بلْ هو بدعة).


ومن أحكام صلاة العيد: ألاَّ أذان ولا إقامة لصلاة العيد، قال جابرٌ رضي الله عنه: (لا أذانَ للصلاةِ يومَ الفِطْرِ حينَ يَخرُجُ الإمامُ، ولا بعدَ ما يَخرُجُ، ولا إقامةَ، ولا نِداءَ، ولا شيءَ، لا نِداءَ يومَئِذٍ ولا إقامةَ) رواه مسلم.


ويُستحبُّ الاغتسالُ لصلاة العيد: قال سعيد بن المسيب: (سُنةُ الفطرِ ثلاثٌ: المشيُ إلى المصلَّى، والأكلُ قبلَ الخُروجِ، والاغتسالُ) رواه الفِرْيابيُّ وصحَّحه الألباني.


وكذا يُستحبُّ التجمُّل في العيد باللباس الحسَن، وكذا يُستحبُّ التطيُّب للعيد: سُئل نافعٌ رحمه الله: (كيفَ كانَ ابنُ عُمَرَ يَصنَعُ يومَ العيدِ؟ قالَ: كانَ يَشْهَدُ صلاةَ الفجرِ معَ الإمامِ ثُمَّ يَرجِعُ إلى بيتِهِ فيَغتَسِلُ غُسْلَهُ منَ الجَنابةِ، ويَلْبَسُ أحسَنَ ثِيابهِ، ويَتَطَيَّبُ بأطيَبِ ما عِنْدَهُ، ثُمَّ يَخرُجُ حتى يأتيَ الْمُصَلَّى) رواه الحارث في مسنده بسندٍ حسن.


ومن السنن المنسية: قراءة الإمام في صلاة العيد بسورتي: ق، واقتربت الساعة: فعن أبي واقدٍ اللَّيثيِّ قالَ: (سألَني عُمَرُ بنُ الخطَّابِ: عمَّا قَرَأَ بهِ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في يومِ العيدِ؟ فقُلتُ: باقتَرَبَتِ الساعةُ، وق والقُرآنِ المجيدِ) رواه مسلم.


ومن السُّنن المنسية: صلاة ركعتين في المنزل بعد الرجوع من صلاة العيد: فعن أبي سعيدٍ الخُدرِيِّ رضي الله عنه قالَ: (كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لا يُصلِّي قبلَ العيدِ شيئاً، فإذا رَجَعَ إلى مَنْزِلِهِ صلَّى ركْعَتَيْنِ) رواه ابن ماجه، وقال الحاكم: (هذهِ سُنَّةٌ عزِيزَةٌ بإسنادٍ صَحِيحٍ).


وأمَّا التهنئةُ بالعيد: فعن جُبيرِ بنِ نُفَيْرٍ قالَ: (كانَ أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا التَقَوْا يومَ العِيدِ يقُولُ بعضُهُم لبعضٍ: تقَبَّلَ اللهُ مِنَّا ومِنْكَ) رواه المَحامِلِيُّ وحسَّنه ابن حجر.


ومن ألفاظ التهنئة التي ذكَرَها الفقهاءُ: تقبَّل الله منا ومنكم، وهو الوارد عن الصحابة، وقال الليث بن سعد: (أدركتُ الناس وهم يقول بعضهم لبعض: تقبَّل الله منا ومنكم، وغفر لنا ولكم) انتهى، وذكَرَ بعض فقهاء المالكية: (عيدٌ مبارك)، وذكروا أيضاً: (أحياكم الله لأمثاله)، وذكر بعض الشافعية: (أعاده الله عليكم بخير)، وذكر ابنُ تيمية: (أحاله الله عليك) أي: أتى عليك العيد كلَّ عام، وأما لفظة: (كل عام وأنتم بخير) فقد أنكرها الشيخ الألباني.


عباد الله: تذكَّروا في فرحتكم بالعيد مَن قطعتم من أرحامكم بالعزم على صلتهم وبرِّهم، وتذكَّروا في فرحتكم بالعيد أقاربكم وأحبابكم الذين اخترمتهم المنيةُ وأدركهم الموتُ فلم يُدركوا العيد، وتذكَّروا في فرحتكم بالعيد مَن أقعدهم المرض وأعاقهم عن الفرح بالعيد، وتذكَّرُوا وأنتم تتجَّهزون للعيد وفي أمنٍ وأمان مَن أهلكتهم الحروب وتسلَّط عليهم العدوُّ، فأُريقت فيهم الدماء، ويُتِّم الأطفال، واعتُدي على أعراض النساء، وتذكَّروا وأنتم تشترون ملابس العيد مَن أرَّقهم الفقرُ وأقعدتهم الحاجة، ألا فاحذروا الذنوب والمعاصي فإنها تُزيل النِّعم، وتجلبُ النقم.


وليحذر المسلم من تخصيص ليلة العيد بقيامٍ من بين سائر الليالي: قالت اللجنة الدائمة للإفتاء: (تخصيص ليلة العيد بقيام دون سائر الليالي يعتبر بدعة؛ لأنه لم يكن من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد»، سواء قامها منفردا أو مع جماعة، وأما من كان له قيام معتاد في سائر الليالي، فلا بأس أن يفعله في ليلة العيد، لكن لا يكون جماعة) انتهى.


اللهم اجعلنا ممن قبلتَ صيامَه مع صلاتِه، وأبدلت سيئاته بحسناته، وأدخلته برحمتك جناتك ورفعت درجاته، اللهم اجعل شهرنا هذا شاهداً لنا بأداء فرضك، ولا تُخزنا بقبائح أعمالنا يومَ عرضك، ولا تجعلنا ممن تعب واجتهد ولم يُرضك، برحمتك يا أرحم الراحمين.


آجَرَنا الله وإياكم على المصيبةِ بفقدِ شهر البركةِ، وأجزل أقسامنا وأقسامكم من رحمته المشتركة، وأمتعنا وإياكم بالاجتهادِ في بقيَّته، فلعلَّ بعضاً منَّا لا يُدركه بعد عامه، أو لا تُؤخِّرُهُ المنونُ إلى استكمال تمامه، فيا حسرةَ مَن كان في شهرِه مفرِّطاً، وعن رِفقةِ السابقين مُتثبِّطاً، فلنتيقَّظ من سِنةِ الرُّقاد، ولنتزوَّد ليومِ المعاد، ولنُكثر الزرع ليومِ الحصاد.


اللهم اجعلنا من يصوم ويقوم رمضان إيماناً واحتساباً، آمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التذكير بختام شهر رمضان
  • ختام شهر رمضان المبارك
  • في ختام شهر رمضان
  • مما ينبغي في ختام شهر رمضان
  • الحث على حسن ختام شهر رمضان
  • وظائف ختام شهر رمضان ووقفات تربوية مهمة في ختامه
  • إرواء الظمآن في ختام شهر رمضان (خطبة)
  • كيف تستثمر شهر رمضان (خطبة)
  • ختام شهر رمضان (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • زبدة الأحكام من آيات الأحكام: تفسير آيات الأحكام (2) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الأحكام المتعلقة بختام شهر رمضان(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • الأحكام الشرعية المتعلقة بالوباء والطاعون مع دراسة فقهية للأحكام المتعلقة بــ"فيرس كورونا" (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • زبدة الأحكام من آيات الأحكام (1) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام (النسخة 7)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • إفادة الأنام بصفوة أحاديث الأحكام: المنتقى من عمدة الأحكام (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام (النسخة 6)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام (ج2) (النسخة 5)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام (ج1) (النسخة 5)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام (النسخة 4)(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب