• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / الإنترنت (سلبيات وإيجابيات)
علامة باركود

تجنب مخاطر الإنترنت

تجنب مخاطر الإنترنت
محمد إبراهيم موسى

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/2/2017 ميلادي - 12/5/1438 هجري

الزيارات: 54734

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تجنب مخاطر الإنترنت


أ‌- إن كنت تعلم أن أحد أهم أسباب دائك هو هذه الشبكة العنكبوتية، وأنها في الوقت ذاته أحد أهم معوقات العلاج والتوبة فلم لا تتخلص منها، أو على الأقل لا تجعلها في بيتك، فقد تضعف في لحظة من اللحظات، ثم تذرف بعدها دموع الحسرة والندم، فتخلص من هذا المارد إلى أن تشفى من مرضك هذا، فالسلامة في الدين لا يعدلها شيء البتة.

 

ب‌- فإن لم تستطع الاستغناء عن استخدام الشبكة العنكبوتية بحكم عملك أو دراستك فلا داعي للتصفح والاقتراب من مواقع الفتن، فالأمر لا يخلو من مخاطرة ما دمت قد فتحت المتصفح، فالحزم كل الحزم ألا تفتحه حتى لعمل الخير إلا لضرورة، واعلم أن الشيطان قد يفتح لك تسعة وتسعين بابًا من أبواب الخير ليوقعك في باب واحد من أبواب الشر يلتهم أفعال الخير ويسد عليك أبوابه.

 

ت‌- فإن كنت مضطرًا للدخول على النت فأقل ما تعلمه هو أن تحصن حاسوبك ببرنامج حماية، وتمنع عنه الدخول إلى المواقع الخبيثة عن طريق التعاقد مع شركة النت التي تسمح بفلترة المواقع الإباحية، وعن طريق برامج الحماية التي تمنع وصول المواد الإباحية إلى جهازك، وفكرة هذه البرامج بسيطة: يدخل الأب كلمة سر وسؤالًا سريًا ثم يدع البرنامج يعمل.

 

ث‌- المطلوب منك يا من تعاني هذه الآفة أن تكون الأب والابن في آن واحد، فطالما أنت الذي سيضع كلمة السر هذه فربما راودك الشيطان ونفسك الأمارة بالسوء إلى إزالة البرنامج في أي وقت ومعاودة المصيبة مرة أخرى.

لذلك لا بد أن تضع كلمة سر بحيث تنساها أنت نفسك، وهذا يمكن أن يتم بطريقة سهلة جدًا:

1- افتح ملف وورد أو أي برنامج كتابة.

2- أغمض عينيك واضغط على لوحة المفاتيح عشوائيًا لمدة دقيقة مثلا، سينتج عن ذلك سطر طويل من الحروف العشوائية.

3- اختر بالفأرة من وسط هذا السطر أي جزء عشوائيًا «تقريبًا 15 حرفًا مثلًا أو أقل أو أكثر».

4- قم بنسخ هذا الجزء، ثم هناك في البرنامج في الجزء المخصص لإدخال كلمة السر الصق ما نسخته، وفي مكان إدخال السؤال السري اكتب أي شيء، وفي مكان إجابة السؤال السري يمكن أن تنسخ وتلصق جزءًا آخر من السطر الذي كتبته.

5- امسح السطر العشوائي الذي كتبته.

 

ج‌- اجتنب التصفح حال الشعور بالشهوة، فإن بعض الشباب -هداهم الله- تثور الشهوة في صدره قبل فتح النت فيبادر إليه بدعوى قراءة الأخبار، أو مطالعة بريده، أو مشاركة في منتدى، فلا يلبث أن ينتقل إلى موقع إباحي موهمًا نفسه أنه انساق إليه قدرًا لا قصدًا!

 

ح‌- اجتنب البحث عن موضوعات ذات صلة بالجنس كالثقافة الجنسية مثلا، ولو على سبيل (الاستفادة!) التي قد يدعيها البعض ضحكًا على أنفسهم!! لأن نتائج البحث قد تجرك إلى المحظور.

 

خ‌- اجتنب استخدام النت في أوقات الخلوة؛ لأن الشيطان سيجدها فرصة للوسوسة وتهييج العزم نحو البحث عن المواقع الإباحية، وبعبارة أخرى إذا كان لا بد لك من التصفح، فليكن ذلك وأنت بحضرة الآخرين من أهل البيت، كذلك لا تذهب إلى مقهى الإنترنت وحدك، بل احرص على أن تصحب معك شخصًا ما تستحي منه، فهناك من يتوقف عن مشاهدة الإباحية مدة حتى يصير أقوى على مقاومة الشهوة فلا يعود إلى البحث عنها، لكنه بمجرد أن يجد نفسه جالسًا أمام النت وباب غرفته مغلق تستعر شهوته بعد أن كانت خامدة، فإذا أضيف إلى ذلك عدم مراقبة الله كان الوقوع حتميًا، فلذلك لا بد من تجنب الوقوع في هذا الموقف، إذا علمت مثلا أنك ستكون وحدك في البيت لمدة فحاول ما أمكن أن تتجنب هذه الوحدة، اخرج مع أسرتك وأجِّل من مشاغلك ما يمكن تأجيله، وإلا فاخرج لزيارة قريب أو مريض أو مقابلة أصدقائك، المهم ألا تجد نفسك وحيدًا أمام الحاسوب، وهذا الأمر من أهم الأمور على الإطلاق.

 

د‌- اجعل عملك على الحاسوب في مكان عام: ضع الحاسوب في مكان عام في البيت، كالصالة أو غرفة الطعام.. ولا تغلق الأبواب، وضع الجهاز بجهة معاكسة لباب الحجرة بحيث يكون الباب خلف ظهرك، مما يجعلك تعيد التفكير قبل تصفح مواقع إباحية حيًا من الداخل فجأة، فإن كنت تستخدم جهاز (لاب توب) فلا تجعل سلك النت في غرفتك التي تغلقها عليك.

 

الخطوة الثالثة: الحرص على الصحبة الصالحة:

إن الدائرة الصالحة المحيطة بالإنسان والمختلطة به والمؤثرة فيه هي أمر ضروري يحميه كثيرًا، ويبعده عن الوقوع في هذه الأشياء وغيرها من المفاسد؛ فصحبة المستقيمين والجادين والمؤدبين تساعد على اغتنام الوقت، وتعين النفس على استغلال ساعات العمر فيما ينفع في الدين والدنيا.

 

فابحث عن الصحبة الصالحة فيمن حولك، ولا تخجل من تكوين صداقات جديدة في المسجد أو من خلال حلقات تحفيظ القرآن، فهؤلاء سيوفرون لك البيئة المناسبة للاستمرار في الابتعاد عن مواطن الفساد وللانشغال بالعبادات.

 

وإياك ومصاحبة الكسالى ومخالطة مضيعي الأوقات ومهدري الطاقات فالإنسان على طباع من يخالط، والمرء يقاس بجليسه وقرينه، فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل»[1].

 

وإذا اجتمعت للإنسان الرفقة السيئة الذين ليس لهم همٌّ إلا تضييع الاوقات، مع شيء من المال والفراغ، انقلب ذلك عليه بالشر والوبال؛ لأنهم غالبًا ما يكونون سببًا في تبادل المعلومات حول عناوين المواقع الإباحية على الشبكة، بل وتبادل المواد الإباحية نفسها بأساليب معروفة، ولأن يبقى الشاب بلا أصدقاء خير له من أن يصادق من يزين له المعصية ويحببها إليه ويعينه عليها.

 

فعلى ذلك التائبِ أن يحذر من أصدقاء السوء، وإن كان له أصحاب اعتاد تبادل الصور المشينة والمحرمة معهم فليعلمهم بتوبته وإقلاعه عن هذه الآفة، وليحذرهم من خطورتها، ولا يملَّ من ذلك، فلعل المساكين لا يعلمون ما تجرهم إليه من ضياع الدين والصحة، فإن انتهوا فليتعاون معهم للخلاص من هذه الآفة، وإلا فإياه وإياهم.

 

ولا بد مع ذلك من الحرص على الاحتماء بالأسرة والاقتراب منها وعدم البعد عنها، فهي الملاذ الآمن للإنسان من مثل هذه المصائب، وغالبًا ما يكون الشاب الذي لا يتحدث مع والديه ولا يشركهم في همومه، ويستبدل بهم شبابًا في مثل سنه لا خبرة عندهم، بل وفيهم من لم يتربَّ بشكل سليم، مثل هذا الشاب يعرض نفسه للضياع.

 

وكثيرًا ما يضيق الشاب بنصائح أسرته، ويراها إما تفكيرًا قديمًا، وإما تضييقًا عليه، وإما تدخلًا في شئونه، مع أنهم هم أكثر من يحبه ويحب له الخير ويحرص على مصلحته، والأمر المؤلم أن يقع الشاب فيما حُذِّر منه وبعد ذلك يندم ويتحسر، فالزم أهلك وأسرتك فهم نورك وبصيرتك.

 

الخطوة الرابعة: محاربة خواطر السوء:

الخواطر وما أدراك ما الخواطر!! لا يمكن التخلص من بلية مطالعة المواد الإباحية بمجرد إخراجها من البيت أو تدميرها بحذفها أو حرقها، بل لا بد أن يخرجها من يريد الفطام عنها من قلبه وعقله وفكره، فلا يطمع من يشغل عقله في تذكر صورة عارية رآها أو لقطة خليعة يتخيلها أن يشفى من دائه وأن يتخلص من شر الصور الإباحية.

 

يقول أحد الشباب وهو يروي قصة توبته من مشاهدة المناظر الخبيثة: عزمت على ترك ما أنا فيه واستغفرت الله، لكني -والأمر بيد الله والحكم حكمه- لا أزال أعاني من توارد تلك المشاهد والصور على تفكيري، تشغلني كثيرًا في أغلب أوقاتي، ومع كثرة هذه الأفكار التي ترد عليَّ وإلحاحها على ذهني وقعتُ في الفخ مرة أخرى.

 

فالخواطر مبدأ الخير والشر، ومنها تتولد الإرادة ثم الفعل، فمن راعى خواطره ملك زمام نفسه وقهر هواه، ومن غلبته خواطره فهواه ونفسه له أغلب، ومن استهان بالخواطر قادته قهرًا إلى الهلاك... واعلم أن ورود الخاطر لا يضر وإنما يضر استدعاؤه ومحادثته[2].

 

فدافع الخطرة، فإن لم تفعل صارت فكرة فدافعها، فإن لم تفعل صارت شهوة فحاربها، فإن لم تفعل صارت عزيمة، فإن لم تدفعها صارت فعلًا، فإن لم تتداركه بالتوبة صار عادة فيصعب عليك الانتقال عنه[3].

وصدق من قال: احفظ همك؛ فإنه مقدمة الأشياء، فمن صح له همه صح له ما بعد ذلك من أفعاله وأحواله[4].

 

فخير وسيلة تعين على ترك ما اعتاده الإنسان من المعاصي أن يقف عند الخاطرة والتفكير، فيدفع كل خاطرة تدعوه للمشاهدة، قبل أن تصبح رغبة وهمًا وقصدًا ثم فعلًا، قال أبو حامد الغزالي رحمه الله: الخطرة الأولى في الباطل إن لم تدفع أورثت الرغبة، والرغبة تورث الهم، والهم يورث القصد، والقصد يورث الفعل، والفعل يورث البوار والمقت، فينبغي حسم مادة الشر من منبعه الأول وهو الخاطر، فإن جميع ما وراءه يتبعه[5]. وهذا مأخوذ من قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [النور: 21].

 

إذن لا بد لمن يرجو التخلص من إدمان المواقع الإباحية أن يحارب خواطر السوء التي تأتيه، وهي لا شك آتية، ولكن عليه ألا يستدعيها، فإذا جاءته رغمًا عنه فليدعها تمر دون أن يسترسل معها، وذلك بأن يستعيذ بالله منها ومن الشيطان الرجيم ويستغفر الله، ثم يشغل نفسه بأي شيء آخر مفيد.

 

ومما يعينك على حفظ الخواطر:

1- العلم الجازم باطلاع الرب سبحانه على قلبك وبعلمه بتفاصيل خواطرك، وحياؤك منه وإجلالك له أن يرى مثل تلك الخواطر في قلبك، وإيثارك له أن تُسكن قلبك غير محبته، وخوفك منه أن تسقط من نظره بتلك الخواطر.

 

2- أن تعلم أن تلك الخواطر بحر من بحور الخيال لا ساحل له، فإذا دخل القلب في غمراته غرق فيه وتاه في ظلماته، فيطلب الخلاص منه فلا يجد إلى ذلك سبيلًا.

 

3- عدم الالتفات إلى الخواطر الرديئة وعدم استدعائها.

4- مفارقة دواعي المعصية ومواطنها الحسية.

5- الموازنة والمقارنة ومعرفة العواقب والمآلات، فقارن بين لذّة الإقبال على الله ولذّة الإقبال على الرذائل! قارن بين لذة العفة ولذة الذنب! قارن بين لذة الانتصار على الشيطان وقهره ولذة الظفر بالمعصية والخطيئة!! وهكذا قارن وتذكر العواقب والمآلات، ولا تستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، لا تستبدل الخواطر الشيطانية بالخواطر الإيمانية، لا تستبدل الفحش بالعفة والطهارة، نظف عقلك من الأفكار الإباحية تنتج بإذن الواحد الأحد.

 

6- أن تعلم أن تلك الخواطر بمنزلة الحبِّ الذي يُلقى للطائر ليصاد به، فاعلم أن كل خاطرة منها هي حبة في فخ منصوب لصيدك وأنت لا تشعر.

 

7- إذا تفرغ القلب كان لا بد من ملئه، فاملأه واشغله بالله وبمحبته، واشغل عقلك بالتفكير في دراستك أو عملك أو في أي شيء ينفعك واملأ الفراغ بما ينفع، فالفراغ مجلبة لخواطر السوء، وهي الخطوة الخامسة:

الخطوة الخامسة: ملء الفراغ بما ينفع:

الفراغ مثير للغرائز:

فالفراغ سلاح من أسلحة إبليس يحارب بها الإنسان فيثير فيه كوامن الغرائز ويلهبها فتحرقه، وتفلت من لجامها لتحرق ما حوله، وهذا مشاهد في واقعنا المعاصر، حيث رمى الفراغ بعدد كبير من الشباب في مهاوي الرذيلة والإباحية، كل ذلك لأنهم لم يحسنوا استغلال أوقات فراغهم.

 

فضروري لكل من ابتلي برؤية المشاهد الإباحية أو العادة السرية أو أي ذنب له علاقة بالشهوة أن ينتبه لأوقات فراغه ويملأها بما ينفعه، فإن فعل فقد قام بخطوة عظيمة على طريق التوبة والعلاج التام من هذه الآفات.

 

املأ الفراغ بما يقربك من ربك:

• لقد نبه المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى غفلة كثيرة من الناس عما وهبهم الله من نعمة العافية والوقت فقال: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس؛ الصحة والفراغ»[6].

 

فالفراغ نعمة وأي نعمة إذا صرف في طاعة الله وفي العمل الصالح، وأعمال الخير كثيرة لا تحصى، فلا عذر لمن قعد عن عمل الخير وجلس فارغًا مستسلمًا لوساوس الشيطان وأماني النفس، واعلم أن إضاعة الوقت أشد من الموت؛ لأن الموت يقطعك عن الدنيا وأهلها وأما إضاعة الوقت فتقطعك عن الله والدار الآخرة[7].

 

قال أحد الحكماء: من أمضى يومًا من عمره في غير حق قضاه، أو فرض أداه، أو مجد أثَّله، أو حمد حصَّله، أو خير أسَّسه، أو علم اقتبسه، فقد عقّ يومه، وظلم نفسه[8].

 

أسباب تعين على حفظ الوقت[9]:

1- محاسبة النفس: وهي من أعظم الوسائل التي تعين المسلم على اغتنام وقته في طاعة الله، وهي دأب الصالحين وطريق المتقين، فحاسب نفسك أخي المسلم واسألها ماذا عملت في يومك الذي انقضى؟ وفيم أنفقت وقتك؟.

 

2- تربية النفس على علو الهمة: فمن ربَّى نفسه على التعلق بمعالي الأمور والتباعد عن سفسافها كان أحرص على اغتنام وقته، ومن علت همته لم يقنع بالدون، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.

 

3- صحبة الأشخاص المحافظين على أوقاتهم، والابتعاد عن صحبة مضيعي الأوقات: وقد تحدثنا عن الصحبة قبل ذلك.

 

4- اكتشف قدراتك: لقد خلقنا الله تعالى، وجعل لكل منا قدرات خاصة أو مواهب، فعليك بالبحث عن تلك المواهب والعمل على أن تستغلها في طاعة الله وفي مصالح نفسك ومصالح الناس، واشغل بها نفسك في وقت الفراغ بدلًا من أن تشغلك بالمعاصي.

 

5- تنويع ما يستغل به الوقت: فإن النفس بطبيعتها سريعة الملل، وتنفر من الشيء المكرر، وتنويعُ الأعمال يساعد النفس على استغلال أكبر قدر ممكن من الوقت.

 

6- إدراك أن ما مضى من الوقت لا يعود ولا يُعوَّض: فكل يوم يمضي، وكل ساعة تنقضي، بل كل لحظة تمر، ليس في الإمكان استعادتها وبالتالي لا يمكن تعويضها.

 

7- تذكُّر الموت وساعة الاحتضار حين يستدبر الإنسان الدنيا ويستقبل الآخرة، ويتمنى لو مُنح مهلة من الزمن ليصلح ما افسد، ويتدارك ما ضيَّع، ولكن هيهات هيهات، فقد انتهى زمن العمل وحان زمن الحساب والجزاء، فتذكُّر الإنسان لهذا يجعله حريصًا على اغتنام وقته في مرضاة الله تعالى، وتذكُّر السؤال عن الوقت يوم القيامة حين يقف الإنسان أمام ربه في ذلك اليوم العصيب فيسأله عن وقته وعمره، كيف قضاه؟ وأين أنفقه؟ وفيم استغله؟ وبأي شيء ملأه؟ فعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه»[10]. فتذكرُ هذا يعين المسلم على حفظ وقته واغتنامه في مرضاة الله.

 

8- لا تنتظر الإجازة لتفكر فيم ستفعله فيها، سواء تعلق الأمر بالإجازة الأسبوعية أو غيرها، فلا بد أن تُعد مسبقًا برنامجًا بما ستفعله، وإلا وجدت نفسك فارغًا بلا عمل.

 

نصائح عامة:

1- يُفضل أن تكون افتتاحية الشاشة الترحيبية آية قرآنية أو حديثًا من آيات وأحاديث الوعيد وبصورة مكبرة تملأ الشاشة، أو حكمة مؤثرة أو جملة معبّرة، أو صورة مقبرة أو نحو ذلك، على أن تُغير هذه الافتتاحية كل أسبوع أو عشرة أيام لئلا يُصاب المتصفح بتبلد إحساس تجاهها.

 

2- من المستحسن أن يكون على المكتب عدد من كتب الأحاديث وكتب العلم حتى يأنف المتصفح من مطالعة مواقع إباحية إجلالًا للحديث الشريف وعلوم الشريعة.

 

3- من المُفضل قراءة بعض آيات القرآن الكريم قبل تصفح النت ترفيقًا للقلب، وطردًا لوساوس الشيطان.

 

4- الابتعاد عن المثيرات في الأسواق والحدائق العامة ونحوها، والمواقع والقنوات والمجلات وغيرها، وهذا منهج عام في الحياة وهو تجفيف منابع الشهوة والإثارة.

 

5- وعلى العموم لا بد من العمل بوصية الحبيب صلى الله عليه وسلم: «من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء»[11]. فالشاب المسلم المتزوج أبعد عن موارد الشهوات والمهلكات من الشاب العزب، وقد أطلق الشرع على المتزوج لفظ «المحصن»، وهو لفظ له دلالات عظيمة، حيث إن الزواج يحصن الشباب ويحميهم من الوقوع في الرذيلة، فإن كنت تملك مؤنة النكاح فسارع للبحث عن الزوجة الصالحة، ففي الزواج السكن والأنس والراحة، وفي الحلال غنية وكفاية عن كل صنوف الحرام، وليس معنى ذلك بالطبع أن الزواج علاج كاف لهذه الآفة، فكثير من المتزوجين استمرت معهم هذه العادة الخبيثة بعد الزواج.

 

أخي إن كنت قد اتبعت ما سبق ونفذت تلك المقترحات فستشعر بطعم الانتصار على نفسك والشيطان، ستشعر بالحرية من عبودية الهوى، ستجد حلاوة الإيمان في قلبك بإذن الله تعالى، وقد لا تجد هذه الحلاوة إلا بعد وقت ولكنك ستفوز بها بعون الله مع الصبر والمصابرة والاستمرارية، فعليك بالاستمرار في قيادة نفسك ولتكن غايتك الفردوس الأعلى، احفظ ما تستطيع أن تحفظه من كتاب الله، واقرأ في سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم خاصة وسير الصحابة والتابعين عامة، واعلم أخي أن الشيطان سيتربص بك فلا تدع له ثغرة يدخل منها إلى نفسك فيفسدها، وكن مع الله يكن الله معك.

 

قبل أن تقع مرة أخرى:

نريد الآن أن نُحذر من ظاهرة تتكرر كثيرًا مع كثير ممن يحاول أن يقلع عن المواقع الإباحية، فبعض الأشخاص يتوقف لمدة ثلاثة أسابيع مثلًا أو أكثر أو أقل ثم ما يلبث أن يعود، والسبب هو عدم ملاحظة الأخطاء التي وقع فيها في الماضي والتي انزلق بسببها إلى تلك المصيبة، وكذلك سوء التعامل مع اشتداد الشهوة والاستسلام السريع لها، لذا ننصح بالآتي:

لا تعد لنفس الأخطاء:

لا بد من تجنب الوقوع في الأخطاء التي قادتك إلى المواد الإباحية في الماضي، وحتى تتجنبها لا بد أن تدرس الأمر بعناية، وأن تطرح على نفسك السؤال الآتي: ما هو السبب الذي كان يدفعني إلى مطالعة هذه المواد الإباحية؟.

 

وعلى كل من ابتلي بمطالعة المواد الإباحية أن يبحث في نفسه وفي تاريخه مع الإباحية عن الأسباب الحقيقية التي كانت تدفعه إلى الوقوع في ذلك وأن يتجنبها، سواء كانت شخصًا أو مكانًا أو غير ذلك.

 

ماذا يفعل من اشتدت به الشهوة؟

أولًا: لا بد أن تعلم أن من الخطورة بمكان أن يصل الإنسان إلى مرحلة اشتداد الشهوة إلا في الحلال، ويمكن تجنب الوصول إلى تلك الحالة عن طريق غض البصر وتجنب الخواطر الرديئة، إضافة إلى تطبيق ما سبق أن ذكرناه.

 

ولكن نفترض أن ذلك وقع واشتدت الشهوة في غير ما يحل وبدأ صوت العقل يخفت بداخلك مع اشتداد الرغبة، وزين لك الشيطان الدخول على المواقع الإباحية أو مشاهدة شيء من ذلك في التلفاز أو غير ذلك، فإليك خطوات عملية للتخفيف من الشهوة وتجنب الوقوع في المحظور:

1- أن تتذكر الله سبحانه وتعالى ونظره إليك، وأن تستعين به على نفسك وشيطانك وهواك، متمثلًا قول يوسف عليه السلام لامرأة العزيز حين غلقت الأبواب ودعته إلى نفسها: ﴿ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾ [يوسف: 23] فلا بد لك من استصحاب مراقبة الله عز وجل واستحضار اطلاعه عليك في حركاتك وسكناتك، ودعائه بصدق وإخلاص أن يجنبك أسباب الفتنة والشر، واجعل نشيدك الدائم «الله معي.. الله ناظري... الله مطلع عليَّ».

 

فإن كنت على يقين من أن الله تعالى ناظر إليك ومطلع عليك فأعظم قدر الله تعالى في نفسك ولا تجعله أهون الناظرين إليك، قال تعالى: ﴿ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ﴾ [نوح: 13] فأرِ الله من نفسك خيرًا، واحذر أن يقع نظر الله منك على معصية، ولا يغرنك حلمه فإن أخذه أليم شديد.

 

2- أن تدرك أن تلك الشهوة لن تقف بك عند حد، فمن عطشت نفسه إلى المحرمات والشهوات كان ارتواؤه منها كارتواء العطشان من ماء البحر، فلو عُرضت عليه نساء الدنيا لما انطفأت شهوته! فلن تنطفئ الشهوة بالنظر إلى الصور الإباحية بل ستزداد اشتعالًا، وإن لجأ إلى ممارسة الاستمناء فإنها وإن خفتت مؤقتًا فلن تلبث أن تعود مرارًا وتكرارًا حتى يصبح أسيرًا لهذه العادة الخبيثة.

 

3- أن تهرب من المكان الذي توجد فيه الفتنة، لا سيما إذا كنت وحدك مع جهاز حاسوب أو غيره من وسائل مطالعة المادة الإباحية، ولا تخدع نفسك بأن تقنعها بأنك سوف تقعد فقط لمطالعة الأخبار والشهوة تشتعل بداخلك، وتذكر كيف أن سيدنا يوسف هرب من امرأة العزيز وأراد أن يخرج من الحجرة التي كانا فيها، فالأفضل أن تخرج من ذلك المكان، اذهب إلى المسجد أو التق أحد أصدقائك المستقيمين أو اخرج لممارسة الرياضة.

 

4- أن تتذكر ما ستشعر به مباشرة بعد قضاء الشهوة، وأن دقيقة اللذة التي قد تعيشها لا تساوي بالمرة ساعات الندم والحزن الشديد التي تعقبها.

 

5- أن تعلم أن المسألة فقط صبر ساعة، وبعدها تعود الأمور كما كانت وتخفت الشهوة.

 

6- أن تتفكر في الأضرار الدينية والدنيوية لمطالعة هذه المواد الإباحية، وقد تحدثنا فيما سبق عن جُلِّ هذه الأضرار.

 

7- أن تتذكر أن الموت قريب منك، ويمكن أن يدهمك في أي وقت، فقد تأتيك منيتك وأنت على المعصية فتسوء خاتمتك، والأعمال بخواتيمها، فاختر لنفسك خاتمة تسرك، فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: «من مات على شيء بعثه الله عليه»[12]، فهل ترضى أن تبعث هكذا؟!.

 

ماذا تفعل إذا وقعت؟

تحدثنا في الخطوات السابقة عن الوسائل المعينة على عدم العودة إلى تلك المشاهد، ولكن نفترض أنك وقعت وكان ما كان من نظر فاستمناء فندم فحسرة، الشيطان يأتي هنا ويقول لك: «أرأيت؟ لا فائدة، لا تحاول مرة أخرى فأنت حتمًا ستفشل...».

 

فإذا أطعته قادك إلى الهلاك، ولذلك وجب أن نشير إلى أمور مهمة لا بد من أن تقوم بها إذا وقعت في المحذور:

لا تستمر ولا تَعُدْ:

بعد أن أوقعك الشيطان في الفخ قد يأتي فيوسوس لك: الآن قد نظرت واستمنيت وفعلت كل شيء ووقع المحظور، وأنت لا تزال أمام الحاسوب أو التلفاز أو الفيديو أو المجلة... إلخ، فلا بأس إن كررت ما حدث مرة أخرى وبعدها تغتسل وتتوب من جديد.

 

إياك أن تطيعه، فهذه الأفكار من أعظم ما يلبس به الشيطان على الإنسان، ففرق كبير بين ذنب أذنبته بعد أن اشتدت شهوتك وبين ذنب أذنبته وأنت منطفئ الشهوة، وتذكر أن الذنب بعد الذنب يميت القلب، فقم وأطفئ الحاسوب أو غيره واغتسل مباشرة، واحمد الله أنه لم يفضحك، وأنه لم يقبض روحك على هذه الحالة، ثم صلِّ ركعتين وادعُ الله أن يغفر لك.

 

لا تيأس:

لا تيأس إذا وقعت مرة أخرى، فمجاهدتك نفسك ووقوعك بعدها يدل على أنك في صراع مع الشيطان، وأنه صار يحاربك لما علم بنيتك الصادقة في التوبة، فإن كنت وقعت في هذه المرة فابدأ من جديد مستفيدًا من أخطائك السابقة، ووطِّن نفسك أن هذه المرة ستكون آخر مرة بإذن الله، وإياك أن تستسلم لليأس الذي يؤدي إلى التوقف عن المجاهدة، مما قد يجعل الأمور أسوأ مما كانت عليه، وتذكر قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69].

 

ابدأ من جديد:

استعن بالله وابدأ مرة أخرى في تطبيق جميع الخطوات السابقة التي تحدثنا عنها، ولا تُفرط في تقريع نفسك وجلدها، فالمطلوب هو الندم على الذنب وليس جلد النفس جلدًا تفقد معه القدرة على الاستمرار، واجعل المحاولة السابقة رصيدًا لك في التجارب المستفاد منها، واعلم أن هذا الوقوع لم يفسد التوبة السابقة ما دمت كنت عازمًا وقتها على عدم العودة إلى الذنب، فإن العبد إذا تاب لكن نفسه غلبته بعد ذلك فعاد إلى المعصية نفسها فإنه تُكتب عليه هذه المعصية الجديدة، أما المعصية القديمة التي تاب منها توبة صحيحة فلا تُكتب عليه من جديد.



[1] رواه أحمد (8417).

[2] الجواب الكافي (ص 198 - 199).

[3] الفوائد (ص 31).

[4] ذم الهوى (ص 144).

[5] إحياء علوم الدين (6/ 17).

[6] رواه أحمد (3207)، والبخاري (6412)، والترمذي (2304)، وابن ماجه (4170).

[7] الفوائد (ص 31).

[8] فيض القدير (6/ 375).

[9] منقول بشيء من التصرف وبعض الإضافات من كتاب "الوقت وأهميته في حياة المسلم" لعلي بن نايف الشحود (1/ 163 وما بعدها).

[10] رواه الترمذي (2417) وقال: حديث حسن صحيح.

[11] رواه البخاري (1905)، ومسلم (1400).

[12] رواه أحمد (14373)، وصححه الألباني في الصحيحة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • زواج الإنترنت .. آمال على ورق هش!
  • من وسائل الإعلام ( الإنترنت )
  • حسنات كقطرات المطر اغتنمها وأنت على الإنترنت
  • حماية حقوق الملكية الفكرية عبر شبكة الإنترنت
  • القتل والانتحار لدى جيل الإنترنت: دراسة تحليلية نفسية
  • استعراض وتحليل نتائج دراسات مخاطر الإنترنت على مستوى الوطن العربي
  • مخاطر الإنترنت وكيف نحمي أنفسنا منه

مختارات من الشبكة

  • كمبيوتر وإنترنت: حذار مقاتل الإنترنت؟ وكيف نخوض الإنترنت في معية الله؟(مقالة - ملفات خاصة)
  • الإنترنت والشائعات(مقالة - ملفات خاصة)
  • دراسة عامل الإهمال لفترة طويلة عبر سلامة الإنترنت: الصمود(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • اقتصاديات الإنترنت(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • كمبيوتر وإنترنت : بين السلبيات والإيجابيات الإنترنت يغزو أفكار الشباب وعاداتهم وأوقاتهم(مقالة - ملفات خاصة)
  • الهند: المسابقات الإسلامية تحمي من مخاطر الإنترنت(مقالة - المسلمون في العالم)
  • المخاطر المدركة لدى المستهلك في التسوق عبر الإنترنت(مقالة - ملفات خاصة)
  • التربية الإسلامية سلاحنا الأول في مواجهة مخاطر الإنترنت(مقالة - ملفات خاصة)
  • شباب (الإنترنت).. مخاطر ومحاذير(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الإنترنت وأثره النفسي والعقلي والسلوكي والثقافي على الطفل والمراهق(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 1/12/1446هـ - الساعة: 22:18
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب