• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / مواعظ وخواطر وآداب / خواطر صائم / مقالات
علامة باركود

غصون رمضانية (26) شهر الحب

غصون رمضانية (26) شهر الحب
عبدالله بن عبده نعمان العواضي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/7/2016 ميلادي - 25/9/1437 هجري

الزيارات: 8249

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شهرُ الحُبّ

غصون رمضانية (26)


الحُبّ كلمة، لكنها قاموس زاخر يُهدي للناس من أعماقه لآلئ ثمينة، يتزينون بها في مجالسهم، وتسرق أبصارَ الإعجاب إليهم، ينظرون إلى أنفسهم وعليهم قلائد الحب فيفرحون، وتضيء عليهم فيستنيرون.


والحب نور ونار، نور يضيء دروب المحبين، ونار تحرق أكباد الحاسدين، والحب قلب فسيح يتسع ولا يضيق، ونهر يتدفق ولا ينضب.


والحب جنة أريضة، تفوح بأطيب العطور، وتنبت أجمل الزهور.

والحب معراج الشرفاء إلى ربابة الأحِبّاء، وعِلْق نفيس لا ينبغي أن يعلّق إلا في صدور المعالي.

سقا الله روضَ الحُب بالطلِّ والنَّدى
ودامَ شذيَّ العَرْف ما بقيَ الدهرُ
فإني رأيتُ العيش إن صار عاطلاً
من الحب يومًا لا يطيب به العمرُ

 

وإذ ذكرتُ الحب هنا فإنما أعني به ذلك الحب الطهور الذي تسقي القلوبَ به غمامةُ الإيمان، والخلق الكريم، فتهتز أرضها بكل زوج بهيج من الصفات الفواضل، والخصال الكوامل.


ولا أريد به ذلك الحبَّ الكدِر الذي يسيل به الانحراف فترتشفه القلوب الخاوية من حراسة التقى، والعقول الخالية من حصانة ورود البلوى؛ لأن ذلك الحب حينما ضل طريقه تجرّع أهله مرارة الإباق فصار عليهم عذابًا يجدون في سعيره شدةَ الإحراق بحطب الأشواق، كما قال ابن دريد:

وَمَا فِي الأَرْضِ أَشْقَى مِنْ مُحِبٍّ
وَإِنْ وَجَدَ الهَوَى حُلْوَ المَذَاقِ
تراهُ باكياً في كلِّ وقتٍ
مخافةَ فرقةٍ أوْ لاشتياقِ
فيبكي إنْ نأى شوقاً إليهمْ
ويبكي إنْ دنوا خوفَ الفراقِ
فتسخنُ عينهُ عندَ التنائي
وتسخنُ عينهُ عندَ التلاقي[1]

 

لقد أساء ذوو الأهواء الطائشة إلى هذه الكلمة المقدسة حينما أسروها في قبّة الرذيلة، وصاروا يعلنون بدائهم وشقائهم باحثين عن آمالهم وشفائهم فاجتمعت عليهم الأسماع والعيون فنقلت عنهم مفهوم الحب الذي رأته للمشوق والمهجور كالتنور المسجور.

فماذا الذى يشفي من الحب بعدما ♦♦♦ تشرّبه بطنُ الفؤاد وظاهرهْ[2]

مع أن الحب أطهر من أن يُرمى بذره في هذه السباخ، وأشرف من أن يتجه هذه الاتجاه.


إن الحب عبادة من العبادات، وقربة من أعلى القربات، وهو تكليفٌ أمرَ الله تعالى عباده به، فمن عصى الأمر بالحب أثِم، ومن ماطل في الوفاء بحقه غرِم.


فمن ذلك حب الله تعالى، فالله أعظم مَن يُصرف له حبُّ المحبين، ووداد الوادّين، فالمحب الصادق لله تعالى يحب ذاته وأسماءه وصفاته، وأفعاله ودينه الذي شرعه. وكيف لا نحب الله تعالى حبًا لا يعلوه حب، وهو ذو الكمال والجلال والجمال. وكيف لا نحب الله عز وجل وهو الذي خلقنا ورزقنا وصوّرنا فأحسن صورنا، كفانا وآوانا، وحمانا وأعطانا. إن أحسنا آجرنا وأثابنا، وإن أسأنا حلم علينا وأمهلنا، وإن تبنا رحمنا فغفر لنا. وكيف لا نحب ربنا تبارك وتعالى، وكل خير نحن فيه فمن عنده، وكل شر دُفع عنا فمن فضله!.


﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴾ [البقرة: 165].


ومن ذلك حب نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، قرة أعيننا، وهادي طريقنا، وقدوة سيرنا، الذي دلنا على الخيرات، وحذرنا من المنكرات، وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم برهانُه اتباعُ سنته والعمل بهديه، ومحبة ما يحب، وكره ما يكره، ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31].


يطرق رمضانُ أبوابَ المسلمين وفي يديه أمزانُ الحب التي تسقي فراديس حبهم فإن قبلوا ماءها وسقوها به غدت جنانهم بهجة للناظرين، ونالت رضا رب العالمين، فكانت لهم أُنسًا في الخلوة، وزينة في الجلوة.


من ذاق حلاوة العبادة المتنوعة في رمضان، وفكّر في عظمة تشريع صيامه وما يحف به من الأعمال الصالحة وما يعقبها من الأجر العظيم زاد حبه لله تعالى الذي كتب صيام رمضان على عباده، وتفضل عليهم بنوائله في هذا الشهر الكريم.

فحبّك يا مولايَ زادي وعُدّتي
إلى قبلة القربّى وتبريحِ أشواقي
تفيض عطاياك الحسانُ فيرتقي
ودادُك في قلبي وتخضرّ أوراقي


ومن قرأ القرآن الكريم في رمضان قراءةَ تأمل وتدبر، وفهم ما يراد منه، زاد حبه لهذا الكتاب العظيم الذي تنقل بين أفيائه، وتمتع طرفه بمروره بين صفحاته.


ومن تقرّب إلى الله تعالى بالطاعات، وتلذذت نفسه في مخارف القربات، عظم في قلبه حب الإسلام الذي ألفى فيه هذه الخيرات.


ومن طاب عنده خير رمضان، ونال منه غذاء الروح قوي في قلبه حبُّ نبي الأمة صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله تعالى بهذا العطاء الجزيل إليه.


كما أنه عندما تحلو له الحياة في الجو الرمضاني الجميل وهو يعبد الله تعالى كأنه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في استقاء الشريعة الغراء يعلن بالحب لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم ولمن تلاهم من أهل العلم والعبادة الذين حملوا هذه الأمانة إليه حتى عبد الله تعالى بما أوصلوه من الحق إلى حيث كان.


وفي الوقت نفسه يطفح قلبه بالحب الوافر للمسلمين الذين كانوا رفقاء دربه في رحلة الصيام، فرمضان جاء ليقتلع من فؤاده أشواك الحقد والبغضاء، ويغرس بدلاً عنها ورد الإخاء والصفاء.


كيف لا يكون رمضان شهر الحب بين المسلمين، والمسلم مأمور فيه بكف لسانه وجوارحه عن الإيذاء للمسلمين، وكيف لا يكون شهر الحب والصائم مندوبٌ إلى تفطير الصائمين، ومد يد السخاء إلى المحتاجين، فالغني يحب الفقير؛ لأنه كان جهةً لبذله فكان سببًا لثوابه، والفقير يحب الغني؛ لأنه سد حاجته، وأعانه على طاعة ربه بتفريج كربه ليجد وقتًا يتقرب فيه إلى الله.


وكيف لا يكون شهر الحب وهذا الجمع الكبير من المسلمين يجتمعون على عبادة واحدة لرب واحد بشرائط واحدة، فينبغي أن يكنّ المسلم الحب لمن هم مثله، ويسيرون معه إلى غاية واحدة.


إذن: رمضان بريدُ الحُبّ إلى المسلمين يحمل إليهم رسائل المِقةِ فيقول: أطيعوا لتُحَبّوا، وأحبِّوا لتودّوا، وتأملوا في بساط رمضان تروا مشاعل هادية تقود خطاكم إلى تنمية واجب الحب ومستحبه.

فذقْ عذْبَ هذا الحبِّ واشربْ رحيقه
فلستَ ملومَ الودِّ في غاية عُليا
ولا تخشَ إظماءَ الحبيب وهجره
فأنت على وصلٍ وأنت على سُقيا


[1] ديوان ابن دريد (ص: 79).

[2] البيت لابن الدمينة، اللآلي في شرح أمالي القالي، للبكري (2/ 693)

Save





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • غصون رمضانية (22) عروس الليالي
  • غصون رمضانية (23) لحظات القرب
  • غصون رمضانية (24) أفنان التيسير
  • غصون رمضانية (25) سارق الصوم
  • غصون رمضانية (27) نسيم التغيير
  • غصون رمضانية (28) طهرة الصائم
  • غصون رمضانية (29) وداع الحبيب
  • غصون رمضانية (30) شروق العيد

مختارات من الشبكة

  • غصون رمضانية (21) عشر السابقين(مقالة - ملفات خاصة)
  • غصون رمضانية (20) الحبس المحمود(مقالة - ملفات خاصة)
  • غصون رمضانية (19) البيت الرمضاني(مقالة - ملفات خاصة)
  • غصون رمضانية (18) شرك الإعلام(مقالة - ملفات خاصة)
  • غصون رمضانية (17) مطبخ رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • غصون رمضانية (16) سوق رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • غصون رمضانية (15) أيادي الندى(مقالة - ملفات خاصة)
  • غصون رمضانية (14) سلاح المؤمن(مقالة - ملفات خاصة)
  • غصون رمضانية (13) رسول القلب(مقالة - ملفات خاصة)
  • غصون رمضانية (12) صيام السمع(مقالة - ملفات خاصة)

 


تعليقات الزوار
1- رائع
فخوره بأمتي - فلسطين 01-07-2016 05:53 PM

لا أجد لهذا الكلام وصفاً إلا أنه رائع وجميل.


لكن استوقفتني آية (والذين آمنوا اشد حبا لله) ولا أدري هل أنا منهم اللهم اجعلني منهم اللهم آمين.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب