• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / مواعظ وخواطر وآداب / خواطر صائم / مقالات
علامة باركود

غصون رمضانية (13) رسول القلب

غصون رمضانية (13) رسول القلب
عبدالله بن عبده نعمان العواضي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/6/2016 ميلادي - 12/9/1437 هجري

الزيارات: 7444

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رسولُ القلب

غصون رمضانية (13)

 

البصر نورٌ وهبه الله تعالى للإنسان ينير له دروبَ الحياة، فيرى به مصالح دنياه وأخراه، يشاهد بهذه النعمة السابغة صفحات هذا الكون المفتوح وعليه شواهد إبداع الخالق، ودلائل عظمة تصويره وقدرته، تلك المشاهد الآسرة للأبصار المتأملة تنطق بصمتها، وتعظ بسكونها، وتهدي إلى بارئها بروعة تكوينها، ودقة تلوينها، ﴿ أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 185]. إذا فتح الإنسان عينيه فنظر أمامه فسيقابل ذكرى ظاهرة، وإلى خلفه فسيُلفي آية باهرة، وعن يمينه فسيجد براهين قاطعة، وعن شماله فسيرى حجة دامغة، وإلى فوقه فسيسمو إلى عبرة كاملة، وإلى تحت قدميه فسيلحظ أدّلة دامغة.

 

قال تعالى: ﴿ أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ * وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ ﴾ [ق: 6 - 8]، وقال: ﴿ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ﴾ [الغاشية: 18 - 20].

 

يتنقل البصر في جوانب الحياة فيرى مصارع أهل العناد، ومكارم الصالحين من العباد، فيعرف أيَّ الطريقين يسلك، ﴿ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾ [آل عمران: 137].

 

ويرجع إلى نفسه فيتأمل بعينيه المبصرتين كيف خلقه الله وسواه وعدله، وينظر إلى والديه فيتنعم بالنظر إليهما، وإلى زوجه فيتمتع بمشاهدة روضة فؤاده التي جعل الله بينه وبينها مودة ورحمة، ويلتفت إلى أولاده ثمرات قلبه فيملأ عينيه بالنظر إليهم، ويجلس مع أحبابه وأُلاّفه فتجتمع له معهم نِعم الجلوس والسماع والمشاهدة.

 

يحمل المصحف بين يديه فيغسل عينيه بنوره سورةً سورة وآية آية وكلمة كلمة، ثم ينطلق إلى أعمال دنياه ونورُ بصره يفسح له الطريق ليقضي مآربه. ﴿ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ ﴾ [البلد: 8].

 

فلله ما أعظم هاتين الحبيبتين! وما أقلَّ شكرنا لهما!؛ لهذا عظم أجر من فقدهما فاحتسبهما، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة)[1]. يريد عينيه.

 

ولكن هذه النعمة العظيمة صرفها كثير من أهلها إلى مساخط المنعم بها!!، فنظر بها بعض الناس إلى معالم الشرك والإلحاد وأدبياتهما فأشركوا بالله وألحدوا، وتتبع بها آخرون عورات المسلمين، وسرحها آخرون في صور المردان والنسوان، وقرأ بها آخرون الحروف المظلمة للدين والدنيا.

 

ومن هنا انطلقت السهام إلى القلب فغدا مأوى للفساد، ومهيعًا للخراب، فسكنت فيه الشياطين فأسدلت فيه حجبَ الظلمات، وهجّرت منه أنوار الهداية، حتى عششت فيه غربان الظلام وهاماتُه.

 

والسبب في هذا المآل المردي أن بين القلب والعين ارتباطًا وثيقًا، وسببًا متصلاً؛ فالقلب هو الملك خلف أسوار الظاهر، ومبعوثُه إلى خارج قصره هو العين التي ائتمنها على منقولاتها إليه، فما جاءه منها تقبله فأثر فيه صلاحًا وفساداً.

رمى اللهُ في عينيْ بثينةَ بالقذَى
وفي الغرّ مِن أنيابِها بالقوادحِ
رمتْني بسهمٍ ريشهُ الكحلُ لمْ يضرْ
ظواهرَ جلدي فهوَ في القلبِ جارِحي[2].

 

إن العين إذا فسدت جرّت على القلب الويلات، وساقت إليه الحسرات؛ لأنها إذا انطلقت إلى الحرام ارتدّت سهمًا مسمومًا يمرض القلب أو يقتله، وحينها يزفر القلب الآهات، ويتأوه من شده الوجع، وعجزِ الوصول إلى المبتغى!

وكنتَ متى أرسلت طرفك رائداً
لقلبك يوماً أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كلّه أنت قادرٌ
عليه ولا عن بعضه أنت صابر[3].

 

وقد كان أمرُ السلامة إليه لو قيّد رسوله عن مستنقعات الحرام، وقصره على رياض الحلال!

وأنا الذي اجتلب المنيةَ طرفُه ♦♦♦ فَمَنِ المُطالَبُ والقَتيلُ القاتِلُ؟![4].

 

إذا دخل رمضان الذي يراد منه صلاحُ القلب واستقامته كان من المتعين على المسلم أن يحجب بصره بجفون الغض له عن مواطن الحرام؛ فإن ذلك سيساعد على حياة القلب وإشراقه ورفده بجنى السعادة والراحة.

 

قال تعالى: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 30، 31].

 

من أطلق الطَّرْفَ اجتنى شَهْوَةً
وحارسُ الشَّهوةِ غضُّ البَصَرْ
والطّرْفُ للقلبِ لسانٌ فإنْ
أرادَ نطقاً فليكرَّ النَّظَرْ[5].

 

أما إذا أطلق الصائم بصره من حصون العفة، وأخرجه من جفون النزاهة فأرسله من علياء الحذر إلى وهادِ الخطر فأصبح يسرح في مناجع الفساد الفكري قارئًا في كتاب أو مجلة أو صحيفة، أو مشاهداً في قناة أو صفحة الكترونية، أو أضحى يتنقل بين مفاتن النساء جامعًا حطب الفتنة، أو أمسى يتابع أحوال المسلمين الصالحين متجسسًا عليهم لإيقاعهم في حبائل الشر؛ فإن صومه سيصاب بجروح بليغة، فلا يجد معها لذة الصيام، ولا نعمة رمضان، والسبب أن قلبه اشتعل بسعير الشبهة، وتأجج بسعار الشهوة.

 

لا تكثرنَّ تأمُّلاً
وامْلِكْ عَلَيْك عنانَ طَرْفِكْ
فَلرُبَّما أرسلتَه
فَرَمَاكَ في ميدانِ حَتْفِكْ[6].

 

فمن كان وافرَ العقل في رمضان فليجعل أمام عينيه سياجًا من الورع دون الحرمات، وليبعد نفسه عن سوق الشبهات والشهوات الواردة إلى القلب عبر قناة العين، فمن زنت عيناه، فليسارع إلى العفاف والكف، وليخلع لباس الذنب، وليغسل جنابة النظر الحرام بدمع الندم الغزير الذي يغسل مجاري الشيطان، ويطفئ وهج النيران الذي قدحت زنادَهما العينان، وليلبس كساء التوبة لينال الغفران.

 

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كتب على ابن آدم نصيبه من الزنى مدرك ذلك لا محالة: فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه)[7].



[1] رواه البخاري.

[2] ديوان جميل بثينة (ص: 18).

[3] ديوان المتنبي (ص: 120).

[4] عيون الأخبار، لابن قتيبة (ص: 381).

[5] بهجة المجالس وأنس المجالس، لابن عبد البر (ص: 179).

[6] بهجة المجالس وأنس المجالس، لابن عبد البر (ص: 179).

[7] متفق عليه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • غصون رمضانية (10) صيام القلب
  • غصون رمضانية (11) صيام اللسان
  • غصون رمضانية (12) صيام السمع
  • غصون رمضانية (14) سلاح المؤمن
  • غصون رمضانية (15) أيادي الندى
  • غصون رمضانية (16) سوق رمضان
  • غصون رمضانية (17) مطبخ رمضان

مختارات من الشبكة

  • غصون رمضانية (30) شروق العيد(مقالة - ملفات خاصة)
  • غصون رمضانية (29) وداع الحبيب(مقالة - ملفات خاصة)
  • غصون رمضانية (28) طهرة الصائم(مقالة - ملفات خاصة)
  • غصون رمضانية (27) نسيم التغيير(مقالة - ملفات خاصة)
  • غصون رمضانية (26) شهر الحب(مقالة - ملفات خاصة)
  • غصون رمضانية (25) سارق الصوم(مقالة - ملفات خاصة)
  • غصون رمضانية (24) أفنان التيسير(مقالة - ملفات خاصة)
  • غصون رمضانية (23) لحظات القرب(مقالة - ملفات خاصة)
  • غصون رمضانية (22) عروس الليالي(مقالة - ملفات خاصة)
  • غصون رمضانية (21) عشر السابقين(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب