• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / خطب رمضان والصيام
علامة باركود

الصدقة في رمضان: فوائد وأحكام وآداب (خطبة)

الصدقة في رمضان: فوائد وأحكام وآداب (خطبة)
السيد مراد سلامة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/6/2016 ميلادي - 8/9/1437 هجري

الزيارات: 95117

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الصدقة في رمضان: فوائد وأحكام وآداب


عناصر الخطبة:

العنصر الأول: تعريف الصدقة.

العنصر الثاني: ثمرات الصدقة.

العنصر الرابع: مراتب الصدقة.

العنصر الخامس: آداب الصدقة.

 

الخطبة الأولى

الحمد لله المجيب لكل سائل، التائب على العباد فليس بينه وبين العباد حائل.

جعل ما على الأرض زينة لها، وكل نعيم لا محالة زائل.

حذر الناس من الشيطان وللشيطان منافذ وحبائل.

فمن أسلم وجهه لله فذاك الكيّسُ العاقل، ومن استسلم لهواه فذاك الضال الغافل.

ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تنزه عن الشريك وعن الشبيه وعن المشاكل.

من للعباد غيره؟ ومن يدبر الأمر؟ ومن يعدل المائل؟ من يشفي المريض؟ من يرعى الجنين في بطن الحوامل؟

من يجيب المضطر إذا دعاه؟ ومن استعصت على قدرته المسائل؟

من لنا إذا انقضى الشباب وتقطعت بنا الأسباب والوسائل؟

 

لبِسْتُ ثَوبَ الرَّجَا وَالنَّاسُ قَدْ رَقَدُوا
وَقُمْتُ أَشْكُو إِلَى مَولَايَ مَا أَجِدُ!
وَقُلْتُ: يَا عُدَّتِي فِي كُلِّ نائبَةٍ
وَمنْ عَلَيْهِ لِكَشْفِ الضُّرِّ أعْتَمِدُ!
أَشْكُو إِلَيْك أُمُورًا أَنْتَ تَعْلَمُهَا
مَا لِي عَلَى حِمْلهَا صَبْرٌ وَلَا جَلَدُ!
وَقَدْ مَدَدتُّ يَدِيْ بِالضُّرِّ مُبْتَهِلًا
إِلَيْكَ يَا خَيرَ مَنْ مُدَّتْ إِلَيْهِ يَدُ!
فَلَا تَرُدَّنَّهَا يَا رَبِّ! خَائِبَةً
بَحْرُ جُودِكَ يَرْوِي كُلَّ مَنْ يَرِدُ!

 

ونصلي ونسلم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..

 

إلهي لا تعذبني فإني
مقر بالذي قد كان مني
ومالي حيلة إلا رجائي
وعفوك إن عفوت وحسن ظني
فكم من زلة لي في البرايا
وأنت علي ذو فضل ومن
إذا فكرت في ندمي عليها
عضضت أناملي وقرعت سني
يظن الناس بي خيراً وإني
لشر الناس إن لم تعف عني

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ [الأحزاب: 69، 70].

 

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثاتها بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

يا مَنْ تَصَدَّقَ مالُ الله ِ تَبْذلُهُ
في أوجُهِ الخير ِما لِلمال ِ نُقصانُ
كَمْ ضاعَفَ اللهُ مالا ً جادَ صاحِبُهُ
إنَّ السَخاءَ بِحُكْم ِاللهِ رضوانُ
الشحُّ يُفْضي لِسُقم ٍ لا دَواءَ لَهُ
مالُ البَخيل ِ غَدا إرْثا ً لِمَنْ عانوا
إنَّ التَصَدُّقَ إسعادٌ لِمَنْ حُرِموا
أهلُ السَّخاءِ إذا ما احْتَجْتهُمْ بانوا
داوي عَليْلَكَ بالمِسْكين ِتُطْعِمُهُ
البَذلُ يُنْجيكَ مِنْ سُقْم ٍ وَنِيرانُ
يا مُنْفِقا ً خَلَفا ً أُعْطِيتَ مَنْزِلَة ً
يا مُمْسِكَا ًتَلَفا ًتَلْقى وَخُسْرانُ
لا تَخْذِلَنَّ لآتٍ رادَ مَسْألَة ً
جَلَّ الَّذي ساقَهُ كافاكَ إحْسانُ

 

أحباب المصطفى صلى الله عليه وسلم نقف في هذا اليوم الأغر الميمون مع الصدقة لنتعرف على ثمراتها و أحكامها.

فأعيروني القلوب والأسماع

 

العنصر الثاني: ثمرات الصدقة:

أحباب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن للصدفة ثمرات وفوائد تعود على الفرد و المجتمع كما أنها ثمرات دنيوية وكذلك أخروية هيا لنعيش في رياض الصدقة لنجني ثمرات أحلى من الشهد و ازكى من المسك.

أولا: ثمرات الصدقة في الدنيا:

(1) أنَّ في الصدقة دواءً للأمراض البدنية:

أمة العقيدة لقد اخبرنا رسولنا - صلى الله عليه وسلم - و هو الذي لا ينطق عن الهوى أن الصدقة تطرد الداء عن البدن عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ "[1]

 

فإن الطب جسماني وروحاني فأرشد إلى الأول آنفاً وأشار إلى الثاني هنا وهو الطب الحقيقي الذي لا يخطئ لكن لا يظهر نفعه إلا لمن رق حجابه وكمل استعداده ولطفت بشريته.

 

وقال فإن الصدقة دواء منجح ونبه بها على بقية أخواتها من القرب كعتق وإغاثة لهفان وإعانة مكروب[2]

 

الواقع التطبيقي:

يقول ابن شقيق: (سمعت ابن المبارك وسأله رجل: عن قرحةٍ خرجت في ركبته منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع به، فقال: اذهب فأحفر بئراً في مكان حاجة إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ)[3]

 

(2) أنَّ فيها دواءً للأمراض القلبية:

وكما أنها دواء للأمراض الحسية فهي كذلكم عباد الله دواء نافع للأمراض المعنوية: عن أبي هريرة أن رجلا شكا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال: "إن أردت أن يلين قلبك فأطعم المسكين وامسح رأس اليتيم"[4]


(3) أن الله تعالى يدفع بالصدقة أنواعاً من البلاء:

أن الله يدفع بالصدقة أنواعاً من البلاء كما في وصية يحيى عليه السلام لبني إسرائيل: الحَارِثَ الأَشْعَرِيَّ، حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ يَعْمَلَ بِهَا وَيَأْمُرَ بني إسرائيل أَنْ يَعْمَلُوا بِهَا -و ذكر منها- وَآمُرُكُمْ بِالصَّدَقَةِ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَسَرَهُ العَدُوُّ، فَأَوْثَقُوا يَدَهُ إِلَى عُنُقِهِ وَقَدَّمُوهُ لِيَضْرِبُوا عُنُقَهُ، فَقَالَ: أَنَا أَفْدِيهِ مِنْكُمْ بِالقَلِيلِ وَالكَثِيرِ، فَفَدَى نَفْسَهُ مِنْهُمْ"[5]

 

فالصدقة لها تأثير عجيب في دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجرٍ أو ظالمٍ بل من كافر فإن الله تعالى يدفع بها أنواعاً من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم وأهل الأرض مقرون به لأنهم قد جربوه.

 

(4) أنَّ صاحب الصدقة يُبارك له في ماله:

و من ثمراتها أن تحل البركة و النماء في ذلك المال كما اخبر بذلك سيد الرجال - صلى الله عليه وسلم- عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما نَقَصَ مال من صدقة - أو ما نقصتْ صدقة من مال - وما زاد اللهُ عبداً بعفْو إِلا عزّاً، وما تواضَعَ عبد للهِ إِلا رَفَعَهُ اللهُ". أخرجه مسلم[6]

 

الواقع التطبيقي:

روى عن حَيْوَة بن شريح التجيبي، الفقيه، المحدث، الزاهد، وهو من رواة الحديث الثقات، كان يأخذ عطاءه في السنة ستين ديناراً، فلا يفارق ذلك المكان الذي أخذ فيه العطاء حتى يتصدق بها جميعاً، فكان إذا جاء إلى منزله وجد الستين ديناراً، تحت فراشة، فبلغ ذلك ابن عم له، فتصدق لعطائه جميعا أراد أن يفعل مثل حيوة، وجاء إلى تحت فراشه فلم يجد شيئاً! فذهب إلى حيوة وقال: أنا تصدقت بكل عطائي، ولم أجد تحت فراشي شيئاً، فقال له حيوة: أنا أعطيت ربي يقيناً، وأنت أعطيته تجربة. يعنى: أنت كنت تريد أن تجرب، وتختبر ربك، فتصدقت، لتنظر النتيجة، وأما أنا فأتصدق وأنا راسخ اليقين بما عند الله عز وجلّ من الجزاء والعوض.[7]

 

ثمرات الصدقة في الآخرة:

أيها الأحباب: كما أن للصدقة أثر في الحياة الدنيوية فإن لها من الثمرات و الدرجات و الكرامات مالا يخطر على قلب بشر نذكر منها:

(1) أن صاحبها يُدعى من باب خاص من أبواب الجنة يقال له باب الصدقة:

فالله تعالى بكرمة ومنه جعل لكل عمل من أمهات الأعمال بابا في الجنة يدخل منه أهله فهناك باب للصلاة وهناك باب للجهاد وهناك باب للصوم وكذلكم هناك باب للصدقة اسمعوا عباد الله بعد أن تصلوا و تسلموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

 

كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي في الجنة يا عبد الله، هذا خير: فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان " قال أبو بكر: يا رسول الله، ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال: " نعم، وأرجو أن تكون منهم ". [في الصحيحين]. [8]

 

(2) أنّها متى اجتمعت مع الصيام واتباع الجنازة وعيادة المريض في يوم واحد إلا أوجب ذلك لصاحبه الجنة:

و الصدفة اذا اجتمعت مع أمهات الطاعات كانت شهادة ضمان لدخول جنة الرحمن كما في حديث أبي هريرة-رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من أصبح منكم اليوم صائماً؟ " قال أبو بكر: أنا. قال: " فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ " قال أبو بكر: أنا. قال: " فمن أطعم منكم اليوم مسكيناً؟ " قال أبو بكر: أنا. قال: " فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟ " قال أبو بكر: أنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما اجتمعت في امرئ إلا دخل الجنة ". [رواه مسلم].[9]

 

(3) أنها وقاية من النار: عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّارَ فَأَعْرَضَ وَأَشَاحَ وَقَالَ: "اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ"[10]

 

(4) أن المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْت رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "كلُّ امْرِىءٍ فِي ظِلِّ صَدقَتِهِ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ". قَالَ يَزِيدُ: فَكَانَ أبو الْخَيْرِ مَرْثَدٌ لا يُخْطِئُهُ يَوْمٌ إلاَّ تَصَدَّقَ فِيهِ- بِشَيءٍ، وَلَوْ كَعْكَة، أوْ بَصَلَةً"[11]

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ فِي خَلَاءٍ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، وَرَجُلٌ كَانَ قَلْبُهُ مُعَلَّقًا فِي الْمَسْجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ إِلَى نَفْسِهَا فَقَالَ: إِنَّى أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا صَنَعَتْ يَمِينُهُ ". [في الصحيحين].[12]

 

العنصر الرابع: مراتب الصدقة:

أمة العقيدة: بعد أن تعرفنا على فضائل و ثمرات الصدقة هيا لنتعرف على مراتب الصدقة و بيان افضلها منزلة و أعلاها درجة.

 

الأول: الصدقة الخفية؛ لأنَّها أقرب إلى الإخلاص من المعلنة وفي ذلك يقول جل وعلا: ﴿ إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِىَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتؤْتُوهَا الفُقَرَاءِ فَهُوَ خَيرٌ لَّكُمْ ﴾ [البقرة:271].

 

الواقع التطبيقي:

ذكر الذهبي في السير وابن الجوزي في صفة الصفوة:

أن علي ابن الحسين كان يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل فيتصدق به، ويقول:(إن الصدقة السر تطفئ غضب الرب عز وجل).

 

وأن عمر بن ثابت قال: لما مات علي بن الحسين فغسلوه، جعلوا ينظرون إلى أثار السواد في ظهره فقالوا ما هذا؟

فقالوا كان يحمل جرب الدقيق (أكياس الدقيق) ليلا على ظهره، يعطيه فقراء المدينة.

 

وذكر ابن عائشة قال: قال أبي:

(سمعت أهل المدينة يقولون: ما فقدنا صدقة السر حتى مات علي بن الحسين).

رضي الله عنه وأرضاه.

عن شيبة بن نعامة قال كان علي بن حسين يبخل فلما مات وجدوه يعول مائة أهل بيت بالمدينة[13]

 

الثانية: الصدقةُ في حال الصحة والقوة أفضل من الوصية بعد الموت أو حال المرض والاحتضار كما في قوله "أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ أَنْ تَصَّدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَأْمُلُ الْغِنَى وَتَخْشَى الْفَقْرَ وَلَا تُمْهِلْ حَتَّى إذَا بَلَغَتْ الْحُلْقُومَ قُلْت لِفُلَانٍ كَذَا" الْحَدِيثَ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ[14]

 

الثالثة: الصدقة التي تكون بعد أداء الواجب كما في قوله عز وجل: ﴿ وَيَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ العَفْوَ ﴾ [البقرة: 219].

 

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا صدقة إلا عن ظهر غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول" [15]

 

قال بدر الدين العيني- رحمه الله -وَالْمعْنَى أَن شَرط التَّصَدُّق أَن لَا يكون مُحْتَاجا وَلَا أَهله مُحْتَاجا وَلَا يكون عَلَيْهِ دين فَإِذا كَانَ عَلَيْهِ دين فَالْوَاجِب أَن يقْضِي دينه، وَقَضَاء الدّين أَحَق من الصَّدَقَة وَالْعِتْق وَالْهِبَة لِأَن الِابْتِدَاء بالفرائض قبل النَّوَافِل، وَلَيْسَ لأحد إِتْلَاف نَفسه وَإِتْلَاف أَهله وإحياء غَيره، وَإِنَّمَا عَلَيْهِ إحْيَاء غَيره بعد إحْيَاء نَفسه وَأَهله إِذْ هما أوجب عَلَيْهِ من حق سَائِر النَّاس.[16]

 

الرابعة: بذل الإنسان ما يستطيعه ويطيقه مع القلة والحاجة؛ عن جابر وعبيد بن عمير قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أفضل الصدقة جهد المقل ".[17]

 

عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سبق درهم مائة ألف درهم قالوا وكيف ذلك يا رسول الله قال كان لرجل درهمان فأخذ أحدهما فتصدق به فانطلق رجل إلى عرض ماله فأخذ منه مائة ألف فتصدق به[18]

 

الخامسة: الإنفاق على الأولاد:

و من افضل الصدقات الصدقة على الأهل و الأبناء عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الرَّجُلُ إِذَا أَنْفَقَ النَّفَقَةَ عَلَى أَهْلِهِ يَحْتَسِبُهَا، كَانَتْ لَهُ صَدَقَةً"[19]

 

عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دينار أعطيته مسكينا ودينار أعطيته فى رقبة ودينار أعطيته فى سبيل الله ودينار أنفقته على أهلك قال الدينار الذى أنفقته على أهلك أعظم أجرا ".[20]

 

السادسة: الصدقة على القريب:

عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة[21]

 

الوقع التطبيقي:

أنس رضي الله عنه، قال: كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا من نخل، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب؛ قال أنس: فلما أنزلت هذه الآية (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إن الله تبارك وتعالى يقول (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) وإن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله؛ أرجو برها وذخرها عند الله؛ فضعها يا رسول الله حيث أراك الله قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بخ ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، وقد سمعت ما قلت، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه [22]

 

السابعة: الصَّدقة على الجار؛ فقد أوصى به الله سبحانه وتعالى بقوله: ﴿ وَالْجَارِ ذِي القُرْبَى وَالْجَارِ الجُنُبِ ﴾ [النساء: 36].

 

عن أبى ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا ذر لا تدعن من المعروف شيئاً إلا فعلته فإن لم تقدر عليه فكلم الناس وأنت إليهم طليق وإذا طبخت مرقة فأكثر ماءها واغرف لجيرانك منها[23]

 

أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم الكريم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.

 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما.

 

أما بعد:

العنصر الخامس آداب الصدقة:

الأدب الأول -أن تكون الصدقة خالصة لوجه الله عز وجل، لا يعتريها، ولا يشوبها رياء، ولا سمعة.

 

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى". متفق عليه.[24]

 

الواقع التطبيقي:

عن محمد بن عيسى قال: كان عبد الله بن المبارك كثير الاختلاف إلى (طرسوس).

وكان ينزل الرقة في خان (يعني فندق)، فكان شاب يختلف إليه، ويقوم بحوائجه، ويسمع منه الحديث، قال فقدم عبد الله الرقة مرة فلم يرى ذلك الشاب، وكان مستعجلا( أي عبد الله بن المبارك)، فخرج في النفير (أي إلى الجهاد).

 

فلما قفل من غزوته، ورجع إلى الرقة، سأل عن الشاب.

فقالوا إنه محبوس لدين ركبه.

فقال عبد الله وكم مبلغ دينه؟

فقالوا عشرة آلاف درهم.

فلم يزل يستقصي حتى دل على صاحب المال، فدعا به ليلا ووزن له عشرة آلاف درهم، وحلفه ألا يخبر أحد مادام عبد الله حيا، وقال إذا أصبحت فأخرج الرجل من الحبس.

وأدلج عبد الله (أي سار في آخر الليل).

وأخرج الفتى من الحبس وقيل له عبد الله بن المبارك كان هاهنا وكان يذكرك، وقد خرج.

فخرج الفتى في أثره، فلاحقه على مرحلتين أو ثلاثة من الرقة.

فقال يا فتى (عبد الله بن المبارك يقول للفتى) أين كنت؟.

أنظر عبد الله يتصانع - رضي الله عنه وأرضاه- أنه ما علم عن حال الفتى فقال عبد الله المبارك: يا فتى أين كنت؟ لم أرك في الخان.

نعم يا أبا عبد الرحمن كنت محبوسا بدين.

 

وكيف كان سبب خلاصك؟

قال: جاء رجل وقضى ديني ولم أعلم به حتى أخرجت من الحبس فقال له عبد الله: يا فتى احمد الله على ما وفق لك من قضاء دينك.

فلم يخبر ذلك أحد إلا بعد موت عبد الله.[25]

 

الادب الثاني - أن تكون الصدقة من الكسب الحلال الطيب، فالله طيب لا يقبل إلا طيباً.

 

قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴾ [البقرة: 267].

 

حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من تصدق بعَدل تمرة من كسب طيب - ولا يقبل الله إلا الطيب- فإن الله يقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فَلُوَّه حتى تكون مثل الجبل[26]

 

قال ابن عامر لعبد الله بن عمر: أرأيت هذا العقاب التي نسهلها والعيون التي نفجرها ألنا فيها أجر؟ فقال ابن عمر: أما علمت أن خبيثا لا يكفر خبيثا قط؟[27]

 

حدثنا عبد الرحمن بن زياد عن أبي مليح عن ميمون بن مهران قال: قال ابن عمر لابن عامر وقد سأله عن العتق، فقال: مثلك مثل رجل سرق إبل حاج ثم جاهد بها في سبيل الله فانظر هل يقبل منه؟[28]

 

3- أن تكون الصدقة من جيد ماله وأحبه إليه.

حال بعض الناس اليوم التصدق بالشيء الرديء، ولابد للإنسان أن يتصدق مما يحب ومما هو خير، ولا يتصدق بالشيء الرديء من ماله أو بقايا الاطعمة أو الملابس البالية أو قريب منتهي الصلاحية.

 

قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾ [آل عمران: 92]

 

قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: لن تدركوا، أيها المؤمنون، البرَّ وهو "البر" من الله الذي يطلبونه منه بطاعتهم إياه وعبادتهم له ويرجونه منه، وذلك تفضّله عليهم بإدخالهم جنته، وصرف عذابه عنهم.

 

ولذلك قال كثير من أهل التأويل "البر" الجنة، لأن بر الربّ بعبده في الآخرة، إكرامه إياه بإدخاله الجنة[29]

 

الواقع التطبيقي

عن عائشة رضي الله عنها: أنَّهُمْ ذَبَحُوا شَاةً، فَقَالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم : (( مَا بَقِيَ مِنْهَا؟ )) قالت: مَا بَقِيَ مِنْهَا إِلاَّ كَتِفُها. قَالَ: (( بَقِيَ كُلُّهَا غَيْرُ كَتِفِهَا )) رواه الترمذي[30].

 

وكان ابن عمر رضي الله عنه اذا اعجبه شيء من ماله وتعلقت به نفسه تصدق به لأجل أن يربحه ويلقاه فيما امامه لكن ان تتمسك به فهو إما زائل عنك واما ان تزول عنه انت أو يتلف أو تتلف انت لكن الذي تنفقه هو الذي يبقى.

 

4- ألّا يستكثر ما تصدق به، ويتجنب الزهو والإعجاب.

رب معصية أورثت ذلا وانكسارا خير من طاعة أورثت عزا واستكبارا.

 

وكلام ابن عطاء الله يتسق مع ما قاله ابن القيم من أنه "ما أقرب المذنب العاصي من رحمة الله، وما أقرب المغرور المتكبر من مقت الله! إن الذنب الذي تَذِلُّ به لله عز وجل، أحب إليه من طاعة تمُنُّ بها عليه سبحانه، فإنك إن تبيت نائمًا وتصبح نادمًا، خير من أن تبيت قائمًا وتصبح معجبًا، فإن المعجب لا يصعد له عمل، وإنك إن تضحك وأنت معترف، خير من أن تبكي وأنت مُدِل، وأنين المذنبين أحب إلى الله عز وجل من زَجَل المسَبِّحين المدِلِّين".

 

قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ﴾ [المدثر/ 6].

قال ابن عباس: لا تعط العطية تلتمس أكثر منها.

وقال الحسن البصري: لا تمتن بعملك على ربك تستكثره.

 

5- أن يحذر مما يبطل الصدقة كالمن والأذى.

قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة/ 264].

 

روى هو ومسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنهم "ثلاثة لا يكلمهم الله عز وجل يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب"[31]

 

ولأحمد والنسائي من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما "لا يدخل الجنة منان" وهو لأحمد من حديث أبي سعيد.

 

6- الإسرار بالصدقة، وعدم الجهر بها إلا لمصلحة.

قال الله تعالى: ﴿ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [البقرة/ 271].

 

7- أن يعطي الصدقة مبتسماً بوجه بشوش، ونفس طيبة، ويرضي السعاة ببذل الواجب.

عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِالله رَضِي اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَتَاكُمُ الْمُصَدِّقُ فَلْيَصْدُرْ عَنْكُمْ وَهُوَ عَنْكُمْ رَاضٍ". أخرجه مسلم.[32]

 

قَالَ الشَّافِعِيُّ يَعْنِي وَاَللَّهُ أَعْلَمُ أَنْ يُوَفُّوهُ طَائِعِينَ وَيَتَلَقَّوْهُ بِالتَّرْحِيبِ لَا أَنْ يُؤْتُوهُ مِنْ أَمْوَالِهِمْ مَا لَيْسَ عَلَيْهِمْ.

 

8- أن يسارع بصدقته في حال حياته، وأن يدفعها للأحوج، والقريب المحتاج أولى من غيره، وهي عليه صدقة وصلة.

1- قال الله تعالى: ﴿ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [المنافقون: 10].

2- وقال الله تعالى: ﴿ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [الأنفال: 75].

الدعاء.



[1] أخرجه البيهقي 6385K صَحِيح الْجَامِع: 3358، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 744.

[2] التيسير بشرح الجامع الصغير - للمناوي (2/ 3).

[3] [صحيح الترغيب]. الأجوبة المرضية فيما سئل السخاوي عنه من الأحاديث النبوية (2/ 626).

[4] أخرجه عبدُ بن حميد (1426) عن أبي الوليد، والبيهقي في "الشعب" (11034 [السلسلة الصحيحة].

[5] أخرجه أحمد 4/ 130 (17302) و4/ 202 (17953) والتِّرْمِذِيّ" 2863، صَحِيح الْجَامِع: 1724، صحيح الترغيب والترهيب: 552.

[6] رواه مسلم رقم (2588) والترمذي رقم (2030) والموطأ 2 / 1000 في الصدقة.

[7] سير أعلام النبلاء 11/ 491.

[8] أخرجه مالك (2/ 469، رقم 1004)، وأحمد (2/ 268، رقم 7621)، والبخاري (2/ 671، رقم 1798)، ومسلم (2/ 711، رقم 1027).

[9] أخرجه مالك "الموطأ" (290). وأحمد (2/ 268) والبخاري (3/ 32) ومسلم (3/ 91).

[10] أخرجه البخاري (6539)، ومسلم (1016).

[11] أخرجه أبو يعلى 3/ 300 - 301 ورواه الحاكم أيضًا بنحوه وصحح إسناده ووافقه الذهبي (4/ 422).

[12] أخرجه أحمد 2/ 439 (9663). والبخاري" 1/ 168(660). و"مسلم" 3/ 93.

[13] الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (2/ 100)

[14] أخرجه ابن حبان (8/ 105، رقم 3312). وأخرجه أيضًا: البخاري (2/ 515، رقم 1353)، ومسلم (2/ 716، رقم 1032)، والنسائي (6/ 237، رقم 3611)، وابن خزيمة (4/ 103، رقم 2454).

[15] أخرجه أحمد (2/ 230، رقم 7155).

[16] عمدة القاري شرح صحيح البخاري (8/ 293).

[17] أخرجه النسائي (5/ 58 رقم 2526). وأخرجه أيضاً: أحمد (3/ 411 رقم 15437)، وأبو داود (2/ 69، رقم 1449)، والضياء (9/ 235، رقم 213).

[18] أخرجه النسائي (5/ 59، رقم 2527)، وابن حبان (8/ 135، رقم 3347)، والحاكم (1/ 576، رقم 1519) وقال: صحيح على شرط مسلم. والبيهقي (4/ 181، رقم 7568).

[19] وأخرج الطيالسي (609)، والبخاري (1415) و (4668)، ومسلم (1018)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 59-60، وفي "الكبرى" (11223).

[20] أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1/ 263، رقم 751).

[21] مسند أحمد - الرسالة (29/ 416) صحيح الترغيب والترهيب (1/ 533).

[22] أخرجه البخاري (2/ 530، رقم 1392)، ومسلم (2/ 693، رقم 998).

[23] أخرجه أيضًا: البزار (9/ 380، رقم 3962).

[24] وأحمد (1/ 25، رقم 168)، والبخاري (1/ 3، رقم 1)، ومسلم (3/ 1515، رقم 1907)، والترمذي (4/ 179، رقم 1647)، وأبو داود (2/ 262، رقم 2201)، والنسائي (6/ 158، رقم 3437)، وابن ماجه (2/ 1413، رقم 4227).

[25] مختصر تاريخ دمشق (4/ 386).

[26] أخرجه الحميدي (1154) و"أحمد" 2/ 331 (8363) و"الدارِمِي". و"مسلم" 2305 و"ابن ماجة" 1842.

[27] جامع العلوم والحكم (ص: 103).

[28] جامع العلوم والحكم (ص: 103).

[29] تفسير الطبري- ط الرسالة - ت أحمد شاكر (6/ 587)

[30] أخرجه الترمذي (4/ 644، رقم 2470) وقال: صحيح، انظر الصحيحة: 2544، صحيح الترغيب والترهيب: 859.

[31] أخرجه أحمد (5/ 148) والدارمي (2608. ومسلم (1/ 71).

[32] أخرجه الحُمَيْدِي (796) و"أحمد" 4/ 360 (19401. و"الدارِمِي". و"مسلم" 3/ 121 (2461).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • رمضان والجود
  • فضل الجود في رمضان
  • وفي زيادة الجود في شهر رمضان فوائد
  • الجود في رمضان
  • فضل الصدق (خطبة)
  • فضائل الصدقة في رمضان (خطبة)
  • الصدقة في زمن الابتلاء
  • فوائد وأحكام من حديث: اختصام الملأ الأعلى
  • أفضل الصدقة
  • الصدقة في رمضان (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • الصدقة في رمضان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أحكام الصدقة الإلكترونية(مقالة - موقع د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري)
  • الصدقات تدخلك الجنة من باب الصدقة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حديث: يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل الصدقة وأهميتها في رمضان (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • الصدقة - أهميتها وعلاقتها بالصحة والقوة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من الفوائد الحديثية (3): الرجوع في الهبة أو الصدقة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الزكاة: فضائلها، وأحكامها، وأهلها، وفضائل الصدقة في رمضان(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • رمضان شهر الصدقة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الصدقة في رمضان(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله)

 


تعليقات الزوار
1- العنصر الأول
السيد مراد سلامة - مصر 16-06-2016 03:01 PM

العنصر الأول الذي سقط سهوا

=======
العنصر الأول تعريف الصدقة
============
أحباب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كل عام أنتم بخير نقف اليوم مع الصدقة لنتعرف عليها و على أحكامها و فوائدها
الصدقة اصطلاحاً: العطية التي يُبتغى بها الثواب عند الله تعالى
قال العلامة الأصفهاني: ((الصدقة ما يخرجه الإنسان من ماله على وجه القربة، كالزكاة، لكن الصدقة في الأصل تقال للمتطوَّع به، والزكاة للواجب, وقد يُسمَّى الواجب صدقةً إذا تحرَّى صاحبها الصدق في فعله))
أما الفرق بين الزكاة والصدقة فكما يلي :
========================
1- الزكاة أوجبها الإسلام في أشياء معينة وهي : الذهب والفضة والزروع والثمار وعروض التجارة وبهيمة الأنعام وهي الأبل والبقر والغنم .
وأما الصدقة : فلا تجب في شيء معين بل بما يجود به الإنسان من غير تحديد .
2- الزكاة : يشترط لها شروط مثل الحول والنصاب . ولها مقدار محدد في المال .
وأما الصدقة : فلا يشترط لها شروط ، فتعطى في أي وقت وعلى أي مقدار .
3- الزكاة : أوجب الله أن تعطى لأصناف معينة فلا يجوز أن تعطى لغيرهم ، وهم المذكورون في قوله تعالى : { إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم } التوبة / 60 .
وأما الصدقة : فيجوز أن تعطى لمن ذكروا في آية الزكاة ولغيرهم .
4- من مات وعليه زكاة فيجب على ورثته أن يخرجوها من ماله وتقدم على الوصية والورثة .
وأما الصدقة : فلا يجب فيها شيء من ذلك .
5- مانع الزكاة يعذب كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه ( 987 ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا أحمي عليه في نار جهنم فيجعل صفائح فيكوى بها جنباه وجبينه حتى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار ، وما من صاحب إبل لا يؤدي زكاتها إلا بطح لها بقاع قرقر كأوفر ما كانت تستن عليه كلما مضى عليه أخراها ردت عليه أولاها حتى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار ،وما من صاحب غنم لا يؤدي زكاتها إلا بطح لها بقاع قرقر كأوفر ما كانت فتطأه بأظلافها وتنطحه بقرونها ليس فيها عقصاء ولا جلحاء كلما مضى عليه أخراها ردت عليه أولاها حتى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار …" .
وأما الصدقة : فلا يعذب تاركها .
6- الزكاة : على المذاهب الأربعة لا يجوز إعطاؤها للأصول والفروع والأصول هم الأم والأب والأجداد والجدات ، والفروع هم الأولاد وأولادهم .
وأما الصدقة : فيجوز أن تعطى للفروع والأصول .
7- الزكاة : لا يجوز إعطاؤها لغني ولا لقوي مكتسب .
عن عبيد الله بن عدي قال : أخبرني رجلان أنهما أتيا النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وهو يقسم الصدقة فسألاه منها فرفع فيهما البصر وخفضه فرآنا جلدين فقال : " إن شئتما أعطيتكما ولا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب " . رواه أبو داود ( 1633 ) والنسائي ( 2598 ) . والحديث : صححه الإمام أحمد وغيره .
وأما الصدقة : فيجوز إعطاؤها للغني والقوي المكتسب .
8.- الأفضل في الزكاة أن تؤخذ من أغنياء البلد فترد على فقرائهم . بل ذهب كثير من أهل العلم أنه لا يجوز نقلها إلى بلد آخر إلا لمصلحة .
وأما الصدقة : فتصرف إلى القريب والبعيد .
9- الزكاة : لا يجوز إعطاؤها للكفار والمشركين .
وأما الصدقة : فيجوز إعطاؤها للكفار والمشركين .
كما قال الله تعالى : { ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا } الإنسان / 8 ، قال القرطبي : والأسير في دار الإسلام لا يكون إلا مشركاً .
10- لا يجوز للمسلم أن يعطي الزكاة لزوجته ، وقد نقل ابن المنذر الإجماع على ذلك .
وأما الصدقة : فيجوز أن تعطى للزوجة .
هذه بعض الفوارق بين الزكاة والصدقة .

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب