• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / دروس رمضانية
علامة باركود

الصلوات الخمس في أوقاتها (درس رمضاني)

الصلوات الخمس في أوقاتها
الشيخ أحمد علوان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/6/2016 ميلادي - 2/9/1437 هجري

الزيارات: 30207

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الصلوات الخمس في أوقاتها

(من دروس رمضان وأحكام الصيام)

للأئمة والدعاة


الحمد لله ذي الفضل والإنعام، أوجَب الصيام على أمة الإسلام، وجعله أحد أركان الدين العِظام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الجلال والإكرام، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أفضل مَن صلى وصام، وخير من أطاع أمر ربه واستقام، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الكرام، أما بعد:

فقد انتهينا في اللقاء السابق من الحديث عن صلاة الفجر وفضلها، وعن صلاة الضحى وثوابها، ونحن نسير في ذلك كله على خطى حبيبنا صلى الله عليه وسلم، ونحن الليلة على موعد مع اللقاء الثالث من حلقات مع النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان، ولقاء الليلة - بمشيئة الله - عن المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها، عسى أن تكون هذه الكلمات خطوة على الطريق، في عدم تأخير الصلاة، أو دافعًا للمحافظة على الصلوات في المسجد؛ قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾ [النساء: 103].

 

فضل المحافظة على الصلوات الخمس:

1- مِن أفضل الأعمال:

عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه: أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أيُّ الأعمال أفضل؟ قال: ((الصلاة لوقتها، وبرُّ الوالدينِ، ثم الجهاد في سبيل الله))[1].

 

2- طريق إلى الجنة:

عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن أعرابيًّا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: دلني على عملٍ إذا عملتُه دخلت الجنة، قال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان)) قال: والذي نفسي بيده، لا أَزيدُ على هذا، فلما ولى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَن سره أن ينظر إلى رجلٍ من أهل الجنة، فلينظر إلى هذا))[2].

 

3- تمحو الخطايا وتكفِّر الذنوب:

عن أبي هريرة: أنه سمِع رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((أرأيتم لو أن نَهَرًا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يومٍ خمسًا، ما تقول: ذلك يُبقي مِن درنه؟!)) قالوا: لا يُبقي مِن درنه شيئًا، قال: ((فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله به الخطايا))[3].

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفِّراتٌ ما بينهن إذا اجتنب الكبائر))[4].

 

4- نُزُلًا في الجنة:

عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن غدا إلى المسجد وراح، أعَدَّ الله له نُزُلَه من الجنة كلما غدا أو راح))[5].

 

5- الصلاة نورٌ:

عن أبي مالكٍ الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الطُّهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملأان - أو تملأ - ما بين السموات والأرض، والصلاة نورٌ، والصدقة برهانٌ، والصبر ضياءٌ، والقرآن حجةٌ لك أو عليك، كل الناس يغدو فبايعٌ نفسه فمعتقها، أو مُوبِقها))[6].

 

6- الفوز بالفِرْدوس:

قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 9 - 11].

 

7- ثواب الجماعة وصلاة الملائكة:

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته، وفي سوقه، خمسًا وعشرين ضعفًا؛ وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد، لا يخرجه إلا الصلاة، لم يخط خطوةً، إلا رفعت له بها درجةٌ، وحط عنه بها خطيئةٌ، فإذا صلى، لم تزل الملائكة تصلي عليه، ما دام في مصلاه: اللهم صلِّ عليه، اللهم ارحمه، ولا يزال أحدكم في صلاةٍ ما انتظر الصلاة))[7].

 

8- مع الصِّدِّيقين والشهداء:

جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أرأيتَ إن شهدتُ أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وصليتُ الصلوات الخمس، وأديتُ الزكاة، وصمت رمضان، وقمته، فممن أنا؟، قال: ((مِن الصديقين والشهداء))[8].

 

وما ذكرته، فهو غيض من فيض، وفيما تقدم الكفاية، ولننتقل إلى الكلام عما بعد الفريضة، وهي السنة، فإذا كان الله قد فرض علينا الصلوات الخمس، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سن لنا نوافل وركعات تابعة للفرائض، هي من أحب ما يتقرب به العبدُ إلى الله عز وجل؛ عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله قال: مَن عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيءٍ أحب إليَّ مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورِجْله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيءٍ أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكرَه مَساءَتَه))[9].

 

أما عن عددها، فقد جاء عن أم حبيبة - زوج النبي صلى الله عليه وسلم - أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من عبدٍ مسلمٍ يصلي لله كل يومٍ ثنتي عشرة ركعةً تطوعًا، غير فريضةٍ، إلا بنى الله له بيتًا في الجنة، أو إلا بُنِيَ له بيتٌ في الجنة))، قالت أم حبيبة: "فما برحتُ أصليهن بعدُ"[10].

 

وإليك بيانها: "ركعتان قبل الفجر، وأربع ركعات قبل الظهر، وركعتان بعده، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء"، فإذا أردت أن تبني لنفسك بيتًا في الجنة، فما عليك إلا أن تصلي هذه الركعات..

 

وصية عملية:

لا تُفوِّتِ الصلوات الخمس في المسجد مع الجماعة الأولى، بل اجعَلْ هدفك حضور تكبيرة الإحرام، واحرص على أداء شيءٍ من النوافل في بيتك ما استطعت إلى ذلك سبيلًا.

♦♦♦


السؤال الرابع: مَن هم مؤذِّنو رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟

1- بلال بن رباح رضي الله عنه: أول مَن أذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعل على نفسه ألا يؤذِّنَ لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قدم عمرُ الشامَ أمره أن يؤذن، وقال: لستَ بالموضع الذي كنتَ تؤذن فيه للنبي صلى الله عليه وسلم، فأذَّن، فبكى عمر والمسلمون، وذكروا النبي صلى الله عليه وسلم حين سمعوا أذانه، وتوفي بالشام سنة 20هـ.

 

2- عمرو بن أم مكتوم رضي الله عنه: كان يؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وهو من المهاجرين الأوائل، توفي في خلافة عمر رضي الله عنه.

 

3- سعد بن عائذ القرظ رضي الله عنه: مولى عمار بن ياسر، جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنًا بقُباء، فلما مات رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وترك بلال الأذان، نقله أبو بكر رضي الله عنه إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفي سنة 74 هـ.

 

4- أبو محذورة - أوس بن معير - رضي الله عنه: كان مؤذنَ الرسول صلى الله عليه وسلم بمكة، ومات بها سنة 59 هـ.

♦♦♦


خاطرة (بعد الفجر): آداب المسجد:

إن المساجد هي بيوت الله عز وجل في الأرض، وما أجملَ عمارتَها! وعمارتها تكون بطاعة الله؛ وذلك بذكر الله، والصلاة، والقيام، والاعتكاف، وقراءة القرآن؛ قال ربنا: ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴾ [النور: 36، 37].

 

وبيوتُ الله مِن آكَدِ الأماكن التي ينبغي أن تراعى فيها الآداب والسلوكيات، ومنها:

1- استحضار النية:

وهذا - كما سبق - في كل عمل يقدم عليه المسلم، يجب عليه أن يجدد النية، وأن يخلص في استحضارها لله رب العالمين؛ فارتيادُ المساجد يحتاج إلى إخلاص؛ فالإخلاص شرط في قبول أي عمل، وإلا فقد يبذل المرء من جهده الأوقات، ويمشي المسافات، ويسير الخطوات، ثم هو لم يقبل عمله، أو صار عمله غير تام؛ وذلك لأنه لم يخلص العمل لله.

 

2- السعي بالسكينة:

فمن أراد أن يذهب إلى المسجد، فعليه أن يلزم الهدوء والطمأنينة، ولا يحدِث جلبة أو تشويشًا على الناس؛ فهذه وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته؛ عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((إذا ثُوِّبَ للصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون، وأتوها وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلُّوا، وما فاتكم فأتمُّوا؛ فإن أحدكم إذا كان يعمد إلى الصلاة فهو في صلاةٍ))[11]، فالمسلم غير مطالب بالجري أو الهرولة التي تضيع الخشوع، أو تفسد على الناس صلاتهم.

 

3- الدعاء عند المشي للمسجد:

يُستحبُّ لِمَن خرج من بيته قاصدًا المسجد أن يدعو بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم، الذي جاء فيه عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه: ((اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي بصري نورًا، وفي سمعي نورًا، وعن يميني نورًا، وعن يساري نورًا، وفوقي نورًا، وتحتي نورًا، وأمامي نورًا، وخلفي نورًا، واجعل لي نورًا))[12].

 

4- الدخول باليمنى والخروج باليسرى:

لقد دلت السنة المطهرة قولًا وفعلًا على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحَبَّ التيمن في كل شيء، ومنه عند دخول المسجد؛ عن عائشة قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب التيمن ما استطاع في شأنه كله؛ في طُهوره، وترجُّله، وتنعُّله"[13].

 

وعن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: "مِن السنة إذا دخلت المسجد أن تبدأ برِجْلك اليمنى، وإذا خرجت أن تبدأ برِجْلك اليسرى"[14].

 

5- دعاء دخول المسجد والخروج منه:

فقد علَّمنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لكل مقام ما نذكر الله به، وما ندعو الله عنده، ومن ذلك أنه علمنا ماذا نقول عند دخول المسجد وعند الخروج منه؛ عن أبي أسيدٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا دخل أحدكم المسجد، فليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج، فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك))[15].

 

وفي رواية: أن تصلي وتسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل دعاء الدخول والخروج، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ليقل: اللهم افتَحْ لي أبواب رحمتك))[16].

 

وفي رواية ثالثة، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا دخل أحدكم المسجد، فليسلِّمْ على النبي صلى الله عليه وسلم، وليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج، فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، وليقل: اللهم اعصِمْني من الشيطان الرجيم))[17].

 

وفي رواية رابعة، عن عبدالله بن عمرو بن العاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد قال: ((أعوذ بالله العظيم، وبوجهِه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم))، قال: أَقَطْ؟ قلت: نعم، قال: فإذا قال ذلك، قال الشيطان: حُفِظ مني سائرَ اليوم[18].

 

6- تحية المسجد:

إن لكل شيء تحية، وتحية المسجد أن تبدأ بصلاة ركعتين قبل أن تجلس؛ عن أبي قتادةَ بنِ رِبعيٍّ الأنصاري رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا دخل أحدكم المسجد، فلا يجلس حتى يصلي ركعتين))[19].

 

7- عدم اللَّغْو:

وهذا قد يكون بالكلام فيما لا فائدة منه؛ كالحديث في أمور الدنيا كثيرًا، وعقد الحلقات بين الناس للأمور الدنيوية، والمساجد لم تُبْنَ لذلك، وتعمُّد إكثار الناس من الحديث الدنيوي مخالف لآداب المسجد، وفي ذلك ما جاء عن عبدالله بن مسعودٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سيكون في آخر الزمان قومٌ يجلسون في المساجك2د حلقًا حلقًا، إمامهم الدنيا، فلا تجالسوهم؛ فإنه ليس لله فيهم حاجةٌ))[20].

 

8- عدم التشويش على المصلين:

إن مِن ضوابط الخشوع في المسجد: ألا يشوش أحد على أحد، ولو بالقراءة، فكل واحد في المسجد إما ذاكرٌ لله، أو مصلٍّ، أو قارئٌ للقرآن، فمن حقِّ كلِّ إنسان أن يعبد ربه بخشوع، ولا يفسد أحد عليه عبادته؛ عن أبي سعيدٍ، قال: اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فسمعهم يجهرون بالقراءة، فكشف الستر، وقال: ((ألا إن كلكم مناجٍ ربه، فلا يؤذين بعضكم بعضًا، ولا يرفع بعضكم على بعضٍ في القراءة))، أو قال: ((في الصلاة))[21].

 

ونحذر من رفع الصوت بكلام الدنيا، ولعب الأطفال في المساجد، وكلام البعض في الهواتف بصوت عالٍ، وقد يكون التشويش من خارج المسجد كذلك، بالآلات الصناعية وغيرها، أثناء إقامة الصلاة، وهذه وغيرها من الأصوات فيها مخالفة لتعاليم الإسلام.

 

9- الزينة عند الذهاب للمسجد:

فمِن صفات المؤمن أنه يهتم دائمًا بمظهره، ويتجمل عند خروجه من منزله، ويسعى لأن يكون كالشامة في الناس، ويكون اهتمامه أكثر عند الذهاب للقاء الله ومناجاته؛ فليأخذ بالزينة وحسن المظهر إذا ذهب إلى المسجد؛ قال ربنا: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31].

 

ويترتب عليه: اهتمام الإنسان برائحته:

فلا يَشَمُّ منه أحد إلا رائحة طيبة؛ حتى لا ينفِرَ المصلون منه؛ كما لو أكل البصل والثوم قبل الصلاة[22]، أو رائحة التدخين التي قد تنبعث من فمه، أو رائحة العرق في فصل الصيف، التي قد يشَمُّها من يصلي بجواره، أو رائحة الجوارب الصيفية، فيتأذى منه الناس، بل تتأذى منه الملائكة قبل أن يتأذى منه أحد.

 

عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((مَن أكل ثومًا أو بصلًا، فليعتزلنا، أو ليعتزل مسجدنا، وليقعد في بيته))[23].

 

10- تنظيف المساجد:

فهذا أمر ينبغي أن يسعى إليه كل مصلٍّ؛ فالمسجد للجميع، وعلى الجميع أن يحرصوا على نظافته، وإزالة الأذى منه؛ عن عائشة، قالت: "أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور، وأن تنظَّفَ وتطيَّبَ))[24].

 

وعن أبي هريرة: أن رجلًا أسود أو امرأةً سوداء كان يقُمُّ المسجد، فمات، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عنه، فقالوا: مات، قال: ((أفلا كنتم آذنتموني به، دُلُّوني على قبره - أو قال: قبرها - فأتى قبرها فصلى عليها))[25]، وزاد مسلم: ((إن هذه القبور مملوءةٌ ظلمةً على أهلها، وإن الله عز وجل ينوِّرُها بصلاتي عليهم)).

 

11- ألا يلتزم المصلي بمكان واحد:

فمما استحدثه البعض أنه يحجز لنفسه مكانًا في المسجد، لا يجلس فيه غيره، أو أن يخصص لنفسه موضعًا لا يصلي فيه إلا هو، حتى وإن جاء إلى المسجد متأخرًا، فمعروف أنه لفلان، وقد يصل الأمر إلى أن صاحب المكان إذا جاء متأخرًا، وجلس أحدٌ في مكانه الخاص، فلا يتورع أن يقيمه منه، وفي ذلك كله مخالفةٌ للسنة النبوية وهَدْي السلف الصالح، بل وفيه توطين كتوطين البعير؛ عن عبدالرحمن بن شبل، قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نقرة الغراب، وعن فرشة السبع، وأن يوطِّن الرجل المكان الذي يصلي فيه كما يوطن البعير"[26].

 

12- ألا ننشُدَ الضالة بالمسجد:

إن بيوتَ الله تقام فيها العبادات، ويرفع فيها الأذان، ويصلي فيها المسلمون، ويقرؤون القرآن، ويذكرون الله، ويعتكفون فيها، وليس لإنشاد الضالة، أو النداء بشيء غير الأذان؛ فقد بين رسول الله أن المساجد لم تُبْنَ لذلك؛ فعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن سمع رجلًا ينشد ضالةً في المسجد، فليقل: لا ردَّها الله عليك؛ فإن المساجد لم تُبْنَ لهذا))[27].

 

هذا، وقد جوَّز بعض العلماء أن تعلَّق ورقةٌ مكتوبٌ فيها الشيء المفقود، ولتكن على جدار المسجد، إن لم تكن هناك طرق أخرى، والله أعلم.

♦♦♦


درس الفقه:

شروط وجوب الصوم:

اشترط الفقهاء لوجوب الصوم شروطًا خمسة، هي ما يأتي:

الأول: الإسلام: وفيه تفصيل:

فهو شرط وجوب عند الحنفية، شرطُ صحة عند الجمهور، فلا يجب الصوم على الكافر، ولا يطالب بالقضاء عند الأولين، ولا يصح صوم الكافر بحال - ولو مرتدًّا - عند الآخرين، وليس عليه القضاء عندهم أيضًا.

 

ومنشأ الخلاف: مخاطبة الكفار بفروع الشريعة، فعند الحنفية: أن الكفارَ غيرُ مخاطبين بفروع الشريعة التي هي عبادات، وعند الجمهور: الكفار مخاطَبون بفروع الشريعة في حال كفرهم، بمعنى أنه يجب عليهم الإسلام، ثم الصوم؛ إذ لا يصح الصوم؛ لأنه عبادة بدنية محضة تفتقر إلى النية، فكان من شرطه الإسلام، كالصلاة، ويزاد في عقوبتهم في الآخرة بسبب ذلك، ولكن لا يطالبون بفعلها في حال كفرهم، فتنحصر ثمرة الخلاف في مضاعفة العذاب في الآخرة، فعند الحنفية: العذاب واحد على الكفر، وعند الجمهور يضاعف العذاب؛ على الكفر، وعلى ترك التكاليف الشرعية.

 

فإن أسلم الكافر في شهر رمضان، صام ما يستقبل من بقية شهره، وليس عليه قضاء ما سبق بالاتفاق؛ لقوله تعالى: ﴿ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ ﴾ [الأنفال: 38]، ولأن في إيجاب قضاء ما فات في حال الكفر تنفيرًا عن الإسلام، والرِّدة تمنَع صحة الصوم؛ لقوله تعالى: ﴿ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ﴾ [الزمر: 65].

 

أما إن أسلم الكافر في أثناء النهار، فيلزمه عند الحنابلة إمساكُ بقية اليوم، وقضاؤه؛ لأنه أدرك جزءًا من وقت العبادة، فلزمته، كما لو أدرك جزءًا من وقت الصلاة، ويستحب الكف عن الأكل عند الحنفية والمالكية والشافعية؛ مراعاةً لحرمة أو لحق الوقت بالتشبه بالصائمين، كما يستحب القضاء عند المالكية، ولا يلزم عند الحنفية، ولا قضاء عليه في الأصح عند الشافعية؛ لعدم التمكُّن مِن زمن يسَعُ الأداء، ولا يلزمه إمساك بقية النهار في الأصح؛ لأنه أفطر لعذر؛ فأشبَهَ المسافر والمريض، لكن إن أسلم المرتد، وجب عليه عند الشافعية والحنابلة قضاء ما تركه في حال الكفر؛ لأنه التزم ذلك بالإسلام، فلم يسقط ذلك بالردة، كحقوق الآدميين[28].

 

الثاني: العقل:

غيرُ العاقل لا يصح توجيه الخطاب إليه، فلا يجب الصوم على المجنون، أو المغمَى عليه، أو مَن زال عقله بسُكْرٍ وغيره، لكن يلزمه أن يقضي بعد أن يُفِيقَ؛ لِما جاء عن علي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل))[29].

 

الثالث: البلوغ:

فالبلوغ شرط من شروط الوجوب، وهو أن يكون المسلم العاقل المخاطب بالغًا، وهو سن التكليف، وإلا فلا تكليف على المسلم العاقل غير البالغ؛ لأن الصبي يُعَدُّ عاجزًا، والعجز يعُوقُ التكاليف.

 

ويجبُ عند الفقهاء أن يُعوَّدَ الصبيان على الصيام عند بلوغ سبع سنوات، إذا استطاعوا ذلك، وأن يضربوا إذا بلغوا عشر سنوات، قياسًا على أمر الصلاة؛ عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مُرُوا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عَشْرٍ، وفَرِّقوا بينهم في المضاجع))[30].

 

"وإذا كان للغلام عَشْر سنين، وأطاق الصيام، أخذ به، يعني: أنه يُلزَم الصيامَ، يؤمر به ويضرب على تركه؛ ليتمرن عليه، ويتعوده، كما يلزم الصلاة ويؤمر بها، وممن ذهب إلى أنه يؤمر بالصيام إذا أطاقه: عطاءٌ، والحسن، وابن سيرين، والزهري، وقتادة، والشافعي"[31].

 

الرابع والخامس: القدرة والإقامة:

فالذي لا يستطيع ولا يقدِر على الصيام، لا يجب عليه، وغير القادر وغير المقيم لهما أن يُفطِرا، وإن صاما صحَّ صيامُهما؛ قال تعالى: ﴿ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 184]، وإن أفطَرا وجَب عليهما القضاء، فإذا كانت عدم القدرة ممتدة - كالشيخ الهرِمِ الذي لا يستطيع الصيام، أو المريض مرضًا مزمنًا لا يبرَأُ منه - فهذا يفطر ولا قضاء عليه؛ لأنه لا يتمكن من القضاء، وعليه الفدية، وهي: أن يطعم عن كل يوم مسكينًا.

 

قال الإمام النووي: "الشيخ الكبير الذي يُجهِدُه الصوم؛ أي: يلحَقُه به مشقةٌ شديدةٌ، والمريض الذي لا يُرجَى بُرؤُه - لا صومَ عليهما بلا خلافٍ، وسيأتي نقل ابن المنذر الإجماع فيه، ويلزمهما الفِديةُ على أصح القولين، المريض العاجز عن الصوم لمرضٍ يرجى زواله لا يلزمه الصوم في الحال، ويلزمه القضاء"[32].

والله أعلم


نصْبُ الخِيام في دُروسِ رَمَضَانَ وأَحْكَامِ الصِّيَام لفضيلة الشيخ: أحمد علوان - دار الصفوة بالقاهرة



[1] البخاري (7534).

[2] البخاري (1397)، مسلم (15).

[3] البخاري 528.

[4] مسلم (233).

[5] البخاري (662)، مسلم (669).

[6] مسلم (223).

[7] البخاري (647).

[8] صحيح ابن حبان (3438).

[9] البخاري (6502).

[10] مسلم (728).

[11] مسلم (602).

[12] البخاري (6316)، ومسلم (763).

[13] البخاري (426)، ومسلم (268).

[14] مستدرك الحاكم (791)، وقال: صحيح على شرط مسلم.

[15] مسلم (713).

[16] أبو داود (465)، وصححه الألباني.

[17] سنن ابن ماجه (773)، وقال الألباني: صحيح.

[18] سنن أبي داود (466)، والحديث صحيح.

[19] البخاري (444)، مسلم (714).

[20] المعجم الكبير للطبراني (10452)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.

[21] سنن أبي داود (1332)، وصححه الألباني.

[22] أذكر أنني دخلت يومًا مسجدًا، فوجدت رجلًا يصلي وحده في آخر المسجد، فلما فرغنا سلمت عليه وسألته: لماذا صليت وحدك خلف الصفوف؟ فأجاب: لأنني أكلت بصلًا قبل أن آتي إلى المسجد.

[23] البخاري (7359)، مسلم (564).

[24] أبو داود (455)، والترمذي (594)، وصححه الألباني.

[25] البخاري (458)، مسلم (956).

[26] أبو داود (862)، والنسائي (1112)، وابن ماجه (1429)، وحسنه الألباني.

[27] مسلم (568).

[28] راجع: الفقه الإسلامي وأدلته، (ج3، ص1663، ص1664).

[29] سنن أبي داود (4403)، وقال الألباني: صحيح.

[30] أبو داود (495)، ومسند أحمد، والدارقطني، ومستدرك الحاكم، وقال الألباني: حسن صحيح.

[31] المغني، لابن قدامة، (ج3/ ص131)، مكتبة القاهرة، تاريخ النشر: 1388ه = 1968م.

[32] انظر: المجموع، للإمام النووي، (ج6، 261)، حققه وعلق عليه: محمد نجيب المطيعي، مكتبة الإرشاد، جدة -المملكة العربية السعودية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أول ليلة في رمضان (من دروس رمضان وأحكام الصيام)
  • السحور (من دروس رمضان وأحكام الصيام)
  • صلاة الفجر في المسجد (من دروس رمضان وأحكام الصيام)
  • لا تغضب (درس رمضاني)
  • العبادات تعلمنا النظام (درس رمضاني)
  • شرح حديث: الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة
  • الصلوات خمس في كتاب الله تعالى
  • الصلوات تكفر ما بينها

مختارات من الشبكة

  • فوائد وأحكام من قوله تعالى: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فوائد وأحكام من قوله تعالى: { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين }(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أذكار الصلاة وأدبار الصلوات والصباح والمساء (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • صلاة الاستسقاء وصلاة الخسوف والكسوف وصلاة الاستخارة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • تفسير: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كيفية صلاة العشاء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضائل صلاة الضحى(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الصلوات المبتدعة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة رسالة في بيان فرضية الصلوات الخمس في الأوقات الخمسة في يوم وليلة(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب