تفسير سورة التوبة للناشئين (الآيات 1 - 20)

تفسير سورة التوبة للناشئين [1]

[الآيات 1 - 20 ]

معاني مفردات الآيات الكريمة من (1) إلى (6) من سورة «التوبة»:

﴿ براءة من الله ﴾: تبرؤ وتباعد واصل من الله.

﴿ عاهدتم ﴾: جعلتم بينكم وبينهم عهدًا وميثاقًا.

﴿ فسيحوا ﴾: سيروا آمنين أيها المشركون.

﴿ أربعة اشهر ﴾: أولها عاشر ذي الحجة، وقيل شوال.

﴿ غير معجزي الله ﴾: غير فائتين من عذابه بالهرب.

﴿ أذان ﴾: إعلام وإيذان.

﴿ يوم الحج الأكبر ﴾: يوم النحر (أول أيام عيد الأضحى المبارك سنة تسع من الهجرة).

﴿ ورسوله ﴾: والرسول بريء أيضًا من المشركين.

﴿ لم ينقصوكم ﴾: لم ينقضوا عهدكم، بل وفوا به.

﴿ لم يظاهروا ﴾: لم يعاونوا.

﴿ انسلخ الأشهر ﴾: انقضت أشهر العهد الأربعة.

﴿ احصروهم ﴾: احبسوهم أو ضيقوا عليهم وامنعوهم من التصرُّف في البلاد.

﴿ كل مرصد ﴾: كل طريق وممر وموضع مراقبة.

﴿ استجارك ﴾: استأمنك من القتل بعد انسلاخ أشهر العهد.

﴿ مأمنه ﴾: دار قومه.

حددت الآيات العلاقات النهائية بين المعسكر الإسلامي والمشركين عامة في الجزيرة العربية، وأبرزت الأسباب الواقعية والتاريخية والعقيدية التي يقوم عليها هذا التحديد، ومن ذلك:

1 - إنهاء العهود التي كانت قائمة بين المسلمين والمشركين حتى ذلك الحين.

2 - إنهاء مبدأ التعاقد أصلاً مع المشركين بعد ذلك، ببراءة الله ورسوله المطلقة من المشركين.

3 - إنهاء الأمر بالتسامح والتساهل مع المشركين، والصفح والإعراض، وإلزام المسلمين بقتالهم بعد انتهاء مدة الإمهال والأمن (الأربعة أشهر) ما لم يسلموا، فإن دخلوا الإسلام فلا يُقَاتَلون.

4 - وإذا طلب أحد المشركين الأمن ولم يدخل هذا الدين فعلى المسلمين أن يبلغوه دار قومه.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (1) إلى (6) من سورة «التوبة»:

1 - كان بين الرسول صلى الله عليه وسلم والمشركين عهود ومواثيق لكنهم نقضوا تلك العهود، وتآمروا مع اليهود عدة مرات على حرب المسلمين؛ فلم يعد من الحكمة أن يبقى المسلمون متمسكين بالعهود، وقد نقضها أعداؤهم.

2 - لا غدر في الإسلام، ولا إكراه في الدين، ولكن عزَّة وقوَّة، وسماحة ووضوح.

معاني مفردات الآيات الكريمة من (7) إلى (13) من سورة «التوبة»:

﴿ فما استقاموا لكم ﴾: فما أقاموا على العهد معكم.

﴿ يظهروا عليكم ﴾: يظفروا بكم.

﴿ لا يرقبوا ﴾: لا يراعوا.

﴿ إلاًّ ﴾: رحمًا وقرابة أو حلفًا وعهدًا.

﴿ ذمَّة ﴾: عهدًا أو أمانًا وضمانًا أو حقًّا.

﴿ اشتروا ﴾: ابتاعوا.

﴿ فصدُّوا عن سبيله ﴾: فمنعوا الناس عنها.

﴿ نكثوا ﴾: نقضوا.

﴿ أيمانهم ﴾: جمع يمين وهو الحلف.

﴿ أئمة ﴾: رؤساء، أو جمع إمام وهو القدوة.

﴿ ينتهون ﴾: يرجعون عن غيِّهم.

﴿ وهموا بإخراج الرسول ﴾: واعتزموا إخراجه من مكة.

﴿ بدؤوكم ﴾: بالقتال والعناد.

1- تبيِّن الآيات أنه لا عهد للمشركين عند الله ورسوله إلا من عاهدهم المسلمون عند المسجد الحرام؛ فعليهم أن يعدلوا معهم، ما داموا يعدلون مع المسلمين.

2- ثم تبيِّن أن المشركين لا يمكن أن يكون لهم عهد؛ لأنهم إن تمكنوا من المسلمين فلن يراعوا قرابة ولا تحالفًا، إنهم يلينون للمسلمين القول وقلوبهم نافرة، وأكثرهم خارجون عن طاعة الله، لقد باعوا آيات الله بثمن قليل هو المتاع بالشهوات المحرمة.

3- ثم توضِّح موقف الإسلام منهم إن تابوا وأقاموا الصلاة وأدُّوا الزكاة، فإنهم يصيرون إخوانًا للمسلمين لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم، وإن نقضوا عهودكم المؤكدة بالقسم وطعنوا في الدين فعلى المسلمين أن يقاتلوهم.

4- ثم حرَّضت الآيات على محاربة هؤلاء الذين نقضوا العهود، وحاولوا إخراج الرسول صلى الله عليه وسلم من موطنه.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (7) إلى (13) من سورة «التوبة»:

1 - استبعاد أن يكون هناك عهد موثوق به للمشركين.

2 - وجوب إتمام العهد إلى المدة المحددة لمن لم يكن نقض عهده من المشركين أو غيرهم.

3- محاولات الأعداء المتكررة لصدِّ الناس عن اتباع دين الإسلام وضرورة التنبه لهذا الخطر.

4 - مشروعية القتال في الإسلام لردع العدوان وتأمين العقيدة وحماية المسلمين.

معاني مفردات الآيات الكريمة من (14) إلى (20) من سورة «التوبة»:

﴿ غيظ قلوبهم ﴾: غضبها وحزنها الشديد.

﴿ ولمَّا يعلم ﴾: ولم يعلم حتى وقت التكلُّم (أي لم يظهر منهم).

﴿ وليجة ﴾: أعوان وحاشية وأصحاب سر وأولياء.

﴿ حبطت أعمالهم ﴾: بطلت وذهبت أجورها بسبب كفرهم.

﴿ يعمر مساجد الله ﴾: يُعَمَّرها.

﴿ فعسى ﴾: فيرجى.

﴿ سقاية الحاج ﴾: سقى الحجيج الماء.

1 - أمرت الآيات المؤمنين بقتال الكافرين لما في ذلك من تعذيب لهم وخزي، ومن نصر للمؤمنين وشفاء لصدورهم.

2 - مشروعية القتال اختبار من الله عز وجل للمؤمنين حتى يتميز الصادق من الكاذب.

3 - لا ينبغي للمشركين ولا يليق بهم، أن يعمروا بيوت الله لأن عمارة المساجد تقتضي الإيمان بالله، وهؤلاء قد ضاعت أعمالهم وذهب ثوابها وهم مخلدون في عذاب جهنم بسبب كفرهم وإشراكهم.

4 - ثم أخبر عز وجل أن عمارة المساجد بالبناء والإصلاح وبلزومها والإقامة فيها لعبادة الله، إنما تحصل من المؤمنين بالله، المطيعين له، المصدقين باليوم الآخر، الذين يؤدون الصلاة على الوجه الأكمل، ويؤتون الزكاة لمستحقيها، ويخافون الله.

5 - ثم توضِّح أن ما كان في الشرك من مفاخرة بسقي الحجيج وعمارة المسجد الحرام لا يمكن أن يتساوى مع الإيمان بالله والجهاد في سبيله، موضحة أن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل إعلاء هذا الدين بأموالهم وأنفسهم أعظم مكانة ومنزلة عند الله وهم الفائزون حقًّا.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (14) إلى (20) من سورة «التوبة»:

1 - الكفر والشرك يبطلان جميع الأعمال - الفاضلة - فلا يكون لأصحابها جزاء عند الله يوم القيامة.

2 - عمارة المسجد جدير بها أهل الإيمان الذين يعظِّمون حرمات الله.