• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري / عروض كتب
علامة باركود

صدر حديثاً كتاب (استدراكات السلف في التفسير في القرون الثلاثة الأولى) لنايف الزهراني.

صدر حديثاً كتاب (استدراكات السلف في التفسير في القرون الثلاثة الأولى) لنايف الزهراني.
الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/11/2010 ميلادي - 11/12/1431 هجري

الزيارات: 20475

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

صدرت عن دار ابن الجوزي الطبعة الأولى 1430هـ من كتاب:

استدراكات السلف في التفسير في القرون الثلاثة الأولى: دراسة نقدية مقارنة

لزميلنا نايف بن سعيد بن جمعان الزهراني.


وهي رسالته العلمية التي تقدم بها لنيل درجة الماجستير من جامعة أم القرى. وقد ساعدت الجمعية العلمية السعودية على نشره بالتعاون مع دار ابن الجوزي بالدمام.

 

وهي دراسة قيمة في التفسير الموازن، وتقع في 544 صفحة من القطع العادي. وتتناول اعتراضات مفسري السلف على بعضهم في معاني الايات.

 

عرض الرسالة:

عنوان الرسالة:

اسْتِدْرَاكَاتُ السَّلَفِ في التَّفْسِيرِ في القُرُونِ الثَّلاثَةِ الأُولى - دِرَاسَةٌ نَقْدِيَّةٌ مُقَارَنَةٌ.

 

نوعها:

ماجستير - دكتوراه.

رسالة ماجستير.

 

اسم الباحث, مع موجز عن التاريخ العلمي:

نايف بن سعيد بن جمعان الزهراني.

ماجستير في تخصص التفسير وعلوم القرآن, من جامعة أم القرى, ومشرف علمي في ملتقى أهل التفسير, ودارسٌ حالياً في مرحلة الدكتوراه.

 

حجم الرسالة, وهل طبعت, ومعلومات عن الطباعة:

حجم الرسالة (500) صفحة, وهي الآن في مراحل الطباعة الأخيرة, ويتوقع صدورها بإذن الله خلال هذا الشهر (صفر/1430هـ), أسأل الله أن ييسر ظهورها, وينفع بها.

 

تاريخ مناقشة الرسالة, واسم الجامعة, وأسماء المناقشين:

نوقشت الرسالة صباح الأربعاء الموافق 22/11/1427هـ, وتكونت لجنة المناقشة من:

• د. عبد الله بن علي بن أحمد الغامدي, مشرفاً.

• ا.د سليمان الصادق البيرة, مناقشاً.

• ا.د عبد الله بن سعَّاف اللحياني, مناقشاً.

 

وأجيزت الرسالة بتقدير امتياز, ونسبة 96%.

 

ملخص الرسالة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

 

وبعد:

فهذا بحث بعنوان (استدراكات السلف في التفسير في القرون الثلاثة الأولى - دراسة نقدية مقارنة), يُرَادُ به: إتباع المفسر من السلف قولاً يذكره أو يُذكَر له في بيان معاني القرآن الكريم, بقولٍ آخر يُصلِح خطأه, أو يُكمِل نقصه.

 

وقد اشتمل البحث على دراسةِ ثمانين استدراكاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته, والتابعين, وأتباعهم. وذلك من خلال منهج تحليلي نقدي, يتناول كُلَّ رواية بالتحليل ودراسة الأقوال وما بُنيت عليه, ثُمَّ الحكم عليها, وبيان الراجح في موضع الخلاف, مع التعرض لعدد من المسائل الواردة في الرواية, ممَّا له علاقة بعلم التفسير وأصوله.

 

وقد بَيَّن البحث من خلال تلك الدراسة اهتمام مفسري السلف ببيان المعاني القرآنية غاية الاهتمام, وتَنَوُّع أساليبهم في ذلك, ومنها الاستدراكات التي نشأت مع أول نشأت التفسير وظهوره, من خلال البيان النبوي لمعاني آيات القرآن الكريم, ثم أصبحت سمتاً عاماً في كتب التفسير المتوسطة والموسعة, دون المختصرة, وكلما اشتهر كتاب في التفسير وعظم الاهتمام به, كثرت الاستدراكات عليه.

 

وقد تنوعت الاستدراكات باعتبار قائلها وموضوعاتها وأغراضها تنوعاً ظاهراً, أظهر لها أثراً بارزاً على طائفةٍ من علوم التفسير, تناول منها البحث:

أثر الاستدراكات على قواعد الترجيح في التفسير, وعلى أسباب الخطأِ في التفسير, وأسباب الاختلاف فيه, وعلى التفسير بالرأي, كما أوضح جانباً من علاقة الاستدراكات بمدارس التفسير.

 

وقد أبرز البحث عِدَّةَ نتائج تتعلق بهذه الفروع من علم التفسير, يُرجَى لها أن تعود بفوائد حسنة - إن شاء الله - في جانب الدراسات التفسيرية بكافة فروعها.

 

خطة البحث:

تتكون خطة البحث من مقدمة, وتمهيد, وبابين, وخاتمة, على النحو الآتي:

المقدمة: وفيها أهمية الموضوع, وأسباب اختياره.

التمهيد: وَفِيهِ أَرْبَعَةُ مَبَاحث:

• المبحث الأول: مَعْنَى « الاسْتِدْرَاك ».

• المبحث الثاني: المُرَادُ بِـ « السَّلَفِ » وَبَيَانُ فَضْلِهِِم. وَفِيهِ مَطْلَبَان:

المطلب الأول: تَعْرِيفُ « السَّلَفِ » لُغَةً وَاصْطِلاحَاً.

المطلب الثاني: فَضْلُ السَّلَفِ وَمَنْزِلَةُ عِلْمِهِم.

• المبحث الثالث: تَعْرِيفُ « التَّفْسِير ».

• المبحث الرابع: المُرَادُ بِـ « اسْتِدْرَاكَاتِ السَّلَفِ فِي التَّفْسِيرِ ».

 

الباب الأول: دِرَاسَةُ مَرْوِيَّاتِ « اسْتِدْرَاكَاتِ السَّلَفِ فِي التَّفْسِيرِ » فِي القُرُونِ الثَّلاثَةِ الأُوْلَى.

 

الباب الثاني: « الاسْتِدْرَاكَاتُ فِي التَّفْسِيرِ » نَشْأَتُهَا, وتَطَوُّرُهَا, وأَثَرُهَا فِي عِلْمِ التَّفْسِيرِ.

وَفِيهِ مَدْخَلٌ وفَصْلاَن:

مَدْخَلٌ: حِرْصُ السَّلَفِ عَلَى تَصْحِيحِ الفَهْمِ لِمَعَانِي كِتَابِ اللهِ تَعَالَى.

الفصل الأول: « الاسْتِدْرَاكَاتُ فِي التَّفْسِيرِ » نَشْأَتُهَا, وَتَطَوُّرُهَا.

الفصل الثاني: أَثَرُ اسْتِدْرَاكَاتِ السَّلَفِ فِي التَّفْسِيرِ عَلَى عِلْمِ التَّفْسِيرِ.

وَفِيهِ تَمْهِيدٌ وخَمْسَةُ مَبَاحِث:

• المَبْحَثُ الأَوَّلُ: أَثَرُ اسْتِدْرَاكَاتِ السَّلَفِ فِي التَّفْسِيرِ عَلَى قَوَاعِدِ التَّرْجِيحِ فِي التَّفْسِيرِ.

• المَبْحَثُ الثَّانِي: أَثَرُ اسْتِدْرَاكَاتِ السَّلَفِ فِي التَّفْسِيرِ عَلَى أَسْبَابِ الخَطَأِ فِي التَّفْسِيرِ.

• المَبْحَثُ الثَّالِثُ: أَثَرُ اسْتِدْرَاكَاتِ السَّلَفِ فِي التَّفْسِيرِ عَلَى أَسْبَابِ الاخْتِلاَفِ فِيهِ.

• المَبْحَثُ الرَّابِعُ: أَثَرُ اسْتِدْرَاكَاتِ السَّلَفِ فِي التَّفْسِيرِ عَلَى التَّفْسِيرِ بِالرَّأْيِ.

• المَبْحَثُ الخَامِسُ: اخْتِلاَفُ مَدَارِسِ التَّفْسِيرِ وَعَلاَقَتُهُ بِالاسْتِدْرَاكَاتِ فِيهِ.

 

الخاتمة: وفيها أهم نتائج البحث.

 

الفهارس: وتحتوي على أنواعٍ من الفهارس الفنية التي تتناسب مع طبيعة البحث, وتكشف عن مضمونه.

 

النتائج والتوصيات:

الحمد لله على إتْمام النعمة, واكتمال مباحث هذه الرسالة, وأسأله تعالى المزيد من فضله وتوفيقه,

 

وبعد:

فهذا آخرُ هذا البحث وخاتِمَتُه, والتي أعرضُ فيها- بإذن الله- أبرزَ النتائج, وأهمَّ التوصيات, موضِّحاً فيها جُملَةً من القضايا التي تبيَّنَت وتأكَّدَت من خلال معاناة هذا البحث عدَدَ سنين, على ضخامة مادَّته, وتشَعُّب علومه ومسائله, وقد ثنيتُ القلم مراراً عن كثير من العلم؛ اقتصاراً منه على ما توثَّقت صلته بهذا العلم الجليل, وعَظُمَت فائدته فيه.

 

وتتلخَّصُ هذه النتائج فيما يأتي:

أولاً: إن أَهَمَّ وأَجَلَّ مرحلةٍ في تاريخ علم التفسير هي: التفسير في عهد السلف؛ من الصحابة والتابعين وأتباعهم, إذ إنها مرحلةُ نشأةٍ ونضوجٍ, واكتمالٍ وتمام في آنٍ واحد, فقد تكامل هذا العلم بأصوله وقواعده, ومنهجه وطرائقه في ذلك العهد الفاضل, وهذا من مقتضى خيرية تلك القرون الكاملة في العلم والدين, وهو كذلك ما يوقن به كُلُّ مطالعٍ لأخبارهم, ودارسٍ لتراثهم في هذا الباب.

 

ثانياً: للتوصُّل إلى أنواع العلوم والمعارف التفسيرية في زمن السلف يَتَعَيَّنُ تفصيل طرائقهم ومسالكهم في تناول هذا العلم بياناً وتبليغاً, ومنها هذا النوع من أنواع البيان, وهو: الاستدراكات في التفسير.

 

ثالثاً: اهتمَّ مُفَسِّروا السلف ببيان المعاني القرآنية غاية الاهتمام, وصَحَّحوا للناس معاني القرآن كما صَحَّحوا لهم أداء ألفاظه, ولأجلِ ذا تميَّزت تفاسير السلف بالإجمال, والاختصار, وضرب الأمثال من واقع الناس, والاستشهاد بألفاظهم وأساليبهم السليمة على المعاني, وكان عامَّةُ تفسيرهم على المعنى تسهيلاً وتقريباً.

 

رابعاً: نَشَأَتْ الاستدراكاتُ في التفسيرِ مع أوَّلِ نَشْأَةِ التفسيرِ وظهورِه؛ فإنها طريقةٌ مُعتَبَرةٌ في بيان المعاني وإيضاحها, بل كان هذا الأسلوب من أفضل أساليب الردِّ والتصحيح, بعد البيان والتوضيح الذي يَتَوَخَّاهُ المفسِّرُ بأساليبَ كثيرة.

 

خامساً: اعتمدَ السلفُ كثيراً على هذا النوع من البيان في الكشف عن معاني القرآن وتصحيحها.

 

سادساً: كان أوَّلُ ظهور الاستدراكات في هذا العلم: في بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاني القرآن الكريم, فقد أخذ هذا الأسلوب بِحَظِّهِ من البيان النبوي, ومن ثَمَّ صارَ منهجاً مُتَّبَعاً في تفاسير الصحابة والتابعين وتابعيهم, ومَنْ بعدهم من أئِمَّة المفسرين؛ اقتداءاً بالهدي النبوي في ذلك, وأخذاً بفوائد هذا الطريق وعوائده الجليلة في التفسير.

 

سابعاً: أصبحت الاستدراكاتُ سَمتَاً عامَّاً في كتب التفسير المتوسطةُ والموَسَّعَة دون المختصرة, وصارت دليل تمكُّنٍ واقتدارٍ من المفسر في علمه, لما فيها من النقل والتحليل, والتصحيح والاختيار, ولا يتيسر هذا لِنَقَلَةِ التفسير غير المتبحرين فيه.

 

ثامناً: كُلَّما اشتهرَ كتابٌ في التفسير, وعظُمَ اهتمامُ الناس به, كُلَّما كثَرت الاستدراكات والتَّعَقُّبات عليه, ومن أظهرِ الأمثلة على ذلك تفسير: «جامع البيان عن تأويلِ آيِ القرآن» لابن جرير الطبري (ت:310) رحمه الله.

 

تاسعاً: تنوعت الاستدراكات باعتبار قائليها, وموضوعاتها, وأغراضها في تفاسير السلف تنوُّعاً ظاهراً, فبالنظر إلى قائليها كان منها الاستدراكات النبويَّة, واستدراكات الصحابة على بعضهم, وعلى قولٍ مُطلَقٍ لم يُعَيَّن قائِلُه, وعلى التابعين. وكذا استدراكات التابعين على الصحابة, وعلى بعضهم, وعلى قولٍ مُطلَقٍ, وعلى أتباعهم. ثم كانت استدراكات أتباع التابعين على سَنَنِ استدراكات التابعين.

 

وكان من موضوعاتها الاستدراكات في القراءات, وفي الاسرائيليات, وفي معاني الآيات وأحكامها, وما يتبع ذلك.

 

عاشراً: دارت أغراضُ الاستدراكات في التفسير بين غرضين رئيسيين:

الأول: رَدُّ القول المُستَدرَك عليه وإبطاله, وإصلاح خطئِه, مع بيان وجه نقده واعتراضه أحياناً.

والثاني: تكميلُ نقصِ القول المُستَدرَك, وإزالة لَبْسِه, وتوجيه السامع إلى معنىً أولى منه لوجه من وجوه الترجيح التي تُذكَر أحياناً.

 

إحدى عشر: تمَيَّز هذا النوع من أنواع بيان علم التفسير باشتماله على جُملَةٍ وافِرةٍ من أصوله ومسائله, بل تعَدَّى أثرُه ليشمل عامَّة أصول ومسائل علم التفسير, على تفاوتٍ في وضوح ذلك وخفائه في كُلِّ موضع.

 

اثنى عشر: أبرزَ البحثُ أثر استدراكات السلف في التفسير على أربعة فروع من علوم التفسير, وهي:

1- قواعد الترجيح في التفسير, وهي وإن لم تكن بهذا الوضوح والتنصيص في تفاسير السلف إلا أنها معتمدهم ومرجعهم في الترجيح والاختيار, وسبيل معرفة هذه القواعد الترجيحية من أقوال السلف ليس بقريب؛ لحاجته إلى استقراء أقوالهم وردودهم, ثم استخراج هذه القواعد منها. وقد قَرَّبَت الاستدراكاتُ هذه القواعدَ وأبرزتْهَا, وساهمت في حصر وجوهها وأنواعها- ما بين وجوه ترجيح أصليَّةٍ أوَّلِيَّة, وفرعيَّة ثانوية-, وما يُعتَبَرُ منها, وجعلتها في مُتناوَل المفسرين بعدهم في كل زمان؛ جمعاً وتدويناً, وتنقيحاً وتطبيقاً.

 

2- أسباب الخطأِ في التفسير, إذ تَضَمَّنت الاستدراكاتُ إشاراتٍ تُبيِّن عدداً من هذه الأسباب, والتي بلغت أربعةً وعشرين سبباً, تتفرَّع في جُملَتِها عن أمرين رئيسيَّين:

الأول: القُصُورُ في أهْلِيَّةِ المُفَسِّرِ, وعدم تمكنه من تحقيق ما هو بصدده.

والثاني: القُصُورُ في تَطْبِيقِ القَواعِدِ الشَّرعِيَّةِ والعِلْمِيَّة الحَاكمةِ لهذا العِلم, والضابطةِ لأصوله, والمبيِّنةِ لمنهجه في البيان والاختيار والترجيح.

 

وكان من أثر الاستدراكات في هذا الجانب إبرازه, وبيان مدى اهتمام مفسري السلف بالإشارة إليه تصريحاً وتلميحاً, ودِقَّتهم في تحديده في كل موضع, مع حسن الإشارة والأدب في تنبيه من وقع فيه, والزجر والإغلاظ على من استحقه من معاند أو مكابر. كما بَيَّن البحث أن هذه الأخطاء كانت أصول وبذور كُلِّ خطأٍ وانحراف حدث بعد ذلك في التفسير.

 

3- أسباب الاختلاف في التفسير, فقد تَبَيَّن من النظر في مجموع الاستدراكات عِدَّةَ أسبابٍ للاختلاف, ترجع على وجه العموم إلى جهتين: الأولى: المُفَسِّر. والثانية: الآيات القرآنية لفظاً ومعنىً. وقد أمكن حصرُ هذه الأسباب في ثمانية أوجه, كُلُّها أسبابٌ معتبرة, وليس فيها خلافٌ مبعثه جهلٌ أو هوى, وأكثرها راجعٌ إلى أمرين:

أوَّلهُمَا: احتمال العموم أو الخصوص.

وثانِيهِما: احتمال اللفظ لأكثرَ من معنى.

 

وهُما سببان مُتَعَلِّقان بالمُفرَدَةِ القرآنيَّةِ, ودلالاتِها المُتعدِّدَة بحسب وضعها- لُغَةً وشرعاً وعُرفاً-, وسياقها- زماناً ومكاناً-.

 

4- التفسير بالرأي, وهو: اجتهادُ المفسِّر في فََهم القرآن وبيان معانيه بعد فِكرٍ وتأمُّلٍ. وقد اتَّضَحَ أثر الاستدراكات في التفسير على هذا الجانب من جِهَةِ بيان ما يدخله الرأي من التفسير, وأنواع الرأي, وما يُقبَلُ منه وما يُرَدّ, وبيان أَهَمِّ أسباب رَدِّه. وقد كان تفسير السلف بالرأي محصوراً في ما يصحُّ فيه إعمال الرأي والنظر, ثُمَّ التزم تفسيرهم بالمحمود من الرأي؛ وهو ما استند إلى علم صحيح, وتَبَيَّن أن الرأيَ المُخالف للعربية وللأدلة الشرعية رأيٌ مذموم, وأن موافقة العربية في ألفاظها وأساليبها, والأصول الشرعية وأدلَّتها, شرطانِ مُهِمَّان في صِحَّة الرأي المُفَسر به وقبوله, والعلم بِهِما هو ما يحتاجه المُفسر من العلوم, وبالقدر الذي تتبَيَّنُ له به معاني الآيات بلا نقصٍ أو التباس. ثُمَّ كان لظهور البدع والأهواء في أواخر عهد الصحابة فما بعدهم أثرٌ بارزٌ في ظهور الرأي الفاسد في التفسير.

 

ثالث عشر: بَيَّن البحث المراد بمدارس التفسير عند من استعمله من الباحثين, وحَدَّد أمصارها, وأعلامها من الصحابة والتابعين. وقد احتوت استدراكات السلف في التفسير عِدَّةَ نماذجَ من استدراكات أصحابِ كُلِّ مدرسةٍ على غيرها من المدارس, وهذه الجُملة الوافرة من الاستدراكات أوضحت بعض المسائل في هذا الجانب, وهي باختصار:

1- لا أثر في الاستدراكات يشير إلى وجود هذه المدارس أو تَمَايُزها, لا من جهة الإشارة إلى بلد المفسِّر, ولا من جهة الإشارة إلى شيوخه.

 

2- لا أثرَ أيضاً لتنوُّع المدارس على وجود الاستدراكات, أو قِلَّتها وكثرتِها, بل احتوت الاستدراكات نماذِجَ عديدةً من استدراكات أصحاب المدرسة الواحدة على بعضهم.

 

3- أن الاختلاف بين مدارس التفسير إمَّا أن يكون أصليَّاً جوهريَّاً, وهذا غير موجود بينهم, بل أثبت البحث اتفاق أصولهم واتحاد منهجهم. وإمَّا أن يكون فرعيَّاً ثانويَّاً وهذا موجود داخل المدرسة الواحدة من هذه المدارس, وعلى كِلا المعنيين لا يَصِحُّ إطلاقُ هذا المصطلح على تراجمةِ القرآن وأمصارهم؛ لعدم مطابقته للواقع.

 

رابع عشر: أكَّدت جمهرةُ الاستدراكات اتِّحادَ منهج وأصول التفسير عند السلف بجميع طبقاتهم, وهذا من أظهر نتائج دراسة الاستدراكات في الباب الأول, فجميعُ مفسري السلف معتمدون في تفاسيرهم على القرآن, والسنة, ولسان العرب, وأسباب النُّزول, وقصص الآي, ونحوها ممَّا يلزمُ للتفسير, , لا يخرجون عن ذلك, ولا يختلفون عليه, وتفاوُتُ علماءِ السلف في الإلمام بهذه الجوانب على الكمال, لا يعني اختلاف مناهجهم وتعدد مدارسهم.

 

خامس عشر: تَجَلَّت في هذا الموضوع صورٌ مشرقةٌ من أدب الخلاف بين السلف, وحُسن البيان في الاعتراض, كما أوَضَّح البحث أسباب الإغلاظ في الرَدِّ أحياناً, وتخريجه وتوجيهه, وقد احتوى في أثناء ذلك الخلاف على نماذج رائعة للرجوع إلى الحق عند ظهوره كما هو دأب القوم رحمهم الله تعالى.

 

هذه أبرز نتائج الدراسة, وقد اشتملت إلى ذلك على عدد من المسائل العلمية التي تحتاج إلى مزيد بيانٍ وقصدٍ بالجمع والتحقيق, إلى جانب بعض التوصيات الهادفة إلى رفع مستوى التأصيل والإيضاح لجُملَةٍ من علوم التفسير والقرآن.

 

وأُجمِلُ جميع ذلك فيما يأتي:

أولاً: توجيه الباحثين إلى تمييز طرائق السلف ومناهجهم في هذا العلم, ومن ثَمَّ إفراد هذه الطرائق بالجمع والدراسة, واستخلاص أصول وشواهد علوم التفسير المتنوعة من هذا المجموع بعد ذلك, على سَنَن دراسة استدراكاتهم في التفسير.

 

ثانياً: الدعوة إلى جمع مرويَّات التفسير وعلومه من جميع كتب الإسلام المسندة في كافَّة العلوم, لتكون مورداً أصيلاً لكلِّ دراسةٍ احتاجت إلى مطالعة تلك المرويَّات والصدور عنها. فقد رأيت أثناء جمعي لروايات الاستدراكات من كتب التفسير والسنة, أن ثَمَّةَ جُملَةً وافِرَةً من المرويات التفسيرية في غير هذه الكتب, وأخُصُّ من ذلك كتب اللغة والأدب, والوعظ والرقائق.

 

وهذا مشروع جليل ضخم, يحتاج إلى جهاتٍ إشرافية وتنفيذيَّة على قدرٍ عالٍ من الكفاءة والتحقق في هذا العلم.

 

ثالثاً: تكرر في تفسير السلف: «التفسير على الإشارة والقياس», وهذا النوع من التفسير يحتاج إلى دراسةٍ وافيةٍ تُبَيِّنه, وتحدد مجاله, ومنْزلته من التفسير, وتطبيقاته عند السلف, ونحو ذلك ممَّا يزيده جلاءً وبياناً؛ لشِدَّة الحاجة إلى تحريره وتأصيله من خلال تفاسير السلف على الخصوص.

 

رابعاً: وجوب العناية بتقريب معاني الآيات, وتسهيلها للناس بكلِّ سبيل مباحٍ مُتاح, كما كانت عادَة السلف في ذلك, من نحو التفسير على المعنى, والإجمال والاختصار, وضرب الأمثال من واقع الناس, وربط الحوادث المستجدَّة لديهم بمعاني صحيحة من آيات القرآن.

 

خامساً: يلزم العناية بآثار السلف في الإشارة إلى أسباب الخطأِ في التفسير, والصدور عنها في رّدِّ كُلِّ انحراف وخطأٍ يحصل في تفاسير من بعدهم في كُلِّ زمان ومكان.

 

سادساً: أهمية جمع الإسرائيليات الواردة عن الصحابة على وجه الخصوص, ثُمَّ دراستها دراسةً نقديَّةً مُقارنَة, تكشف عن منهجهم فيها, وتؤَصِّل لمن بعدهم هدياً قَصَداً لا إفراط فيه ولا تفريط.

 

هذا ما تيسر جمعه والدلالة عليه, وبالله تعالى التوفيق, وأسأله تعالى حُسنَ القبول, وحُسنَ الخِتام, وآخرُ دعوايَ أن الحمد لله ربِّ العالمين, وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • استدراكات الشنقيطي في مذكرته على ابن قدامة في روضته دراسةً وتقويمًا

مختارات من الشبكة

  • استدراكات السلف في التفسير في القرون الثلاثة الأولى لنايف سعيد بن جمعان الزهراني(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • صدر حديثا كتاب ( التأويل عند المفسرين من السلف) للدكتور الظاهر عامر(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • صدر حديثاً (اختلاف السلف في التفسير بين التنظير والتطبيق) لأبي صفوت محمد صالح محمد سليمان(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • من أقوال السلف في سلامة القلب والصدر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أقوال السلف فيما يزيل الهموم ويشرح الصدور(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أقوال السلف عن سلامة الصدر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح كتاب عقيدة السلف وأصحاب الحديث(محاضرة - موقع أ.د. عبدالله بن عمر بن سليمان الدميجي)
  • شَمِرُ بنُ حَمْدَويَه وكتابه (الجيم) وعنايته بتفسير السلف(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • السلف الصالح(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • فوائد منتقاة من كتاب: الدليل العقلي عند السلف(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- أتمنى لك التوفيق
نوف العسيري .طالبة شريعه. - السعوديه 28-03-2011 02:55 AM

أتمنى لك مزيد من التوفيق والنجااااح بارك الله بك ونفع بعلمك يارب العالمين ..

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب