• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    سلسلة دروب النجاح (1) البوصلة الداخلية: دليل ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الأسرة الحديثة بين العجز عن التزويج والانقراض ...
    د. محمد موسى الأمين
  •  
    الأبناء والتعامل مع الهاتف المحمول: توازن بين ...
    محمد أحمد عبدالباقي الخولي
  •  
    دور الآباء في تربية الأبناء في ضوء الكتاب والسنة ...
    محمد أحمد عبدالباقي الخولي
  •  
    التطوير المنهجي متعدد التخصصات في واقع التعليم ...
    د. مصطفى إسماعيل عبدالجواد
  •  
    رصيد العلاقات.. كيف نبني علاقات قوية في زمن ...
    د. محمد موسى الأمين
  •  
    الاستمرارية: فريضة القلب في زمن التقلب
    أحمد الديب
  •  
    الشباب والعمل التطوعي: طاقة إيجابية تصنع الفرق
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    يا معاشر المسلمين، زوجوا أولادكم عند البلوغ: ...
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاحتفاء بالمتفوقين بامتحانات البكالوريا يعيد ...
    أ. هشام البوجدراوي
  •  
    الذكاء الاصطناعي والتعليم
    حسن مدان
  •  
    أساليب التربية في ضوء القرآن والتربية الحديثة
    محمد أحمد عبدالباقي الخولي
  •  
    مفترق الطرق: قرارات مصيرية في عمر الشباب
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    القائد وضجيج الترند
    نهى سالم الرميحي
  •  
    التساهل في المنازل من أسباب المهازل
    شعيب ناصري
  •  
    المحطة العشرون: البساطة
    أسامة سيد محمد زكي
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. محمود بن أحمد الدوسري / خطب
علامة باركود

أبغض الناس إلى الله تعالى (خطبة)

أبغض الناس إلى الله تعالى (خطبة)
د. محمود بن أحمد الدوسري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/12/2022 ميلادي - 12/5/1444 هجري

الزيارات: 29811

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أَبْغَضُ النَّاسِ إلى اللهِ تعالى

 

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعد: سيكونُ حَدِيثُنا - في عُجالَةٍ - عن أُنَاسٍ يُبْغِضُهم اللهُ تعالى، ويُبْغِضُ أعمَالَهم، وأَخْلاقَهُمْ، وخِصَالَهُمْ، ومن ذلك:

أَبْغَضُ الخَلْقِ إلى اللهِ الخَوَارِجِ: عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَنَّ الحَرُورِيَّةَ لَمَّا خَرَجَتْ - وَهُوَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه - قَالُوا: "لاَ حُكْمَ إِلاَّ لِلَّهِ" قَالَ عَلِيٌّ: "كَلِمَةُ حَقٍّ أُرِيدَ بِهَا بَاطِلٌ". إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَصَفَ نَاسًا - إِنِّي لأَعْرِفُ صِفَتَهُمْ فِي هَؤُلاَءِ - يَقُولُونَ الحَقَّ بِأَلْسِنَتِهِمْ، لاَ يَجُوزُ هَذَا مِنْهُمْ - وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ - مِنْ أَبْغَضِ خَلْقِ اللَّهِ إِلَيْهِ» رواه مسلم.

 

وأَبْغَضُ النَّاسِ إلى اللهِ ثَلَاثَةٌ: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ ثَلَاثَةٌ: مُلْحِدٌ فِي الحَرَمِ، وَمُبْتَغٍ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةَ الجَاهِلِيَّةِ، وَمُطَّلِبُ دَمِ امْرِئٍ بِغَيْرِ حَقٍّ؛ لِيُهَرِيقَ دَمَهُ» رواه البخاري. والمُلْحِدُ فِي الحَرَمِ: هو المَائِلُ عن الحقِّ، الذي يَرتكِبُ معصيةً من المعاصي في المسجدِ الحرام، أو يَرتكِبُ عَمَلاً حرَّمَه اللهُ مِمَّا يختَصُّ بالبلد الحرام، قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [الحج: 25]. وَمُبْتَغٍ سُنَّةَ الجَاهِلِيَّةِ: هو الذي يكون له الحقُّ عند شخصٍ؛ فيطلبه مِنْ غيرِه، مِمَّن لا يكون له فيه مُشاركة؛ كوالِدِه، أو ولَدِه، أو قَرِيبِه.

 

وسَبَبُ كونِ هؤلاء الثلاثةِ أَبْغَضُ الناسِ إلى الله: لأنَّهم جَمَعوا بين الذَّنْبِ، وما يزيد قُبْحًا؛ من الإلحادِ وكونِه في الحرم، وإحداثِ البدعةِ في الإسلام وكونِها من أَمْرِ الجاهلية، وقَتْلِ نفسٍ لا لِغَرَضٍ؛ بل بِمُجرَّدِ كونِه قَتْلاً، ويزيد القُبْحُ في الأوَّلِ باعتبارِ المَحَلِّ، وفي الثَّاني باعتبارِ الفَاعِلِ، وفي الثَّالث باعتبارِ الفِعْلِ.

 

وأَبْغَضُ الرِّجَالِ إلى اللهِ الأَلَدُّ الخَصِمُ: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ الأَلَدُّ الخَصِمُ» متفق عليه. والأَلَدُّ الخَصِمُ: هو الفاجِرُ الأَعْوَجُ الشَّدِيدُ الخُصومة، الحريصُ عليها، المُتمادِي في الخِصامِ بالباطل، لا يَقْبَلُ الحقَّ، ويَدَّعِي الباطِلَ.

 

وَيُبْغِضُ اللهُ مَنْ يُبْغِضُ الأَنْصَارَ: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم - فِي الأَنْصَارِ: «لاَ يُحِبُّهُمْ إِلاَّ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يُبْغِضُهُمْ إِلاَّ مُنَافِقٌ؛ مَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللَّهُ» رواه البخاري ومسلم.

 

وَيُبْغِضُ اللهُ العَالِمَ بِالدُّنْيا، الجَاهِلَ بِالآخِرَةِ: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يُبْغِضُ كُلَّ عَالِمٍ بالدُّنيَا، جَاهِلٍ بِالآخِرَةِ» صحيح - رواه الحاكم في "تاريخه".

 

وَيُبْغِضُ اللهُ الفَاحِشَ المُتَفَحِّشَ: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الفَاحِشَ المُتَفَحِّشَ» صحيح - رواه أبو داود. وفي روايةٍ: «إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ الفَاحِشَ وَالمُتَفَحِّشَ» صحيح - رواه أحمد. والفَاحِشُ المُتَفَحِّشُ: هو المَجْبُولُ على الفُحْشِ، الذي يَتَكَلَّمُ بِما يُكرَهُ سماعُه، أو الذي يُرسِلُ لِسانَه بما لا يَنْبَغي؛ مِنَ السِّبَابِ والشَّتائِمِ، والتَّعْييرِ، وبَذِيءِ الكلام، ويُعَبِّرُ عن الأُمورِ المُسْتَقْبَحَةِ بِالعِباراتِ الصَّرِيحة.

 

وَيُبْغِضُ اللهُ السَّائِلَ المُلْحِفَ: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ تعالى يُبْغِضُ السَّائِلَ المُلْحِفَ» صحيح - رواه البيهقي. والسَّائِلُ المُلْحِفُ: هو المُتَسَوِّلُ الذي يُلِحُّ في المسألةِ من غيرِ حاجَةٍ. والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنِ اسْتَغْنَى أَغْنَاهُ اللَّهُ، وَمَنِ اسْتَعَفَّ أَعَفَّهُ اللَّهُ، وَمَنِ اسْتَكْفَى كَفَاهُ اللَّهُ، وَمَنْ سَأَلَ - وَلَهُ قِيمَةُ أُوقِيَّةٍ [الأُوقِيَّةُ: أربعون دِرْهَمًا] - فَقَدْ أَلْحَفَ» صحيح - رواه النسائي. وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَأَلَ النَّاسَ أَمْوَالَهُمْ تَكَثُّرًا؛ فَإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْرًا، فَلْيَسْتَقِلَّ أَوْ لِيَسْتَكْثِرْ» رواه مسلم. وقال أيضًا: «مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ القِيَامَةِ لَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ» رواه البخاري ومسلم.

 

وَيُبْغِضُ اللهُ البَلِيغَ المُتَخَلِّلَ بِلِسَانِهِ: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ البَلِيغَ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي يَتَخَلَّلُ بِلِسَانِهِ كَمَا تَتَخَلَّلُ البَقَرَةُ» صحيح - رواه الترمذي. وقال عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: «إِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ؛ الثَّرْثَارُونَ، وَالمُتَشَدِّقُونَ، وَالمُتَفَيْهِقُونَ» صحيح - رواه الترمذي. والبَلِيغُ: هو المُبَالِغُ في فَصَاحَةِ الكَلامِ وبَلاغَتِه، الذي يُدِيرُ لِسانَه حَولَ أسنانِه؛ مُبالغةً في إظهارِ بَلاغَتِه وبَيانِه، كَمَا تَلُفُّ البَقَرَةُ الكَلَأَ بِلِسَانِهَا لَفًّا، وأمَّا مَنْ بَلاغَتُه خِلْقِيَّةً فغَيرُ مَبْغُوضٍ.

 

وَيُبْغِضُ اللهُ ثَلَاثَةَ رِجَالٍ: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ثَلاَثَةٌ يَشْنَؤُهُمُ اللَّهُ: التَّاجِرُ الحَلاَّفُ [الذي يُكثِرُ من الحَلِفِ أثناءَ البَيْعِ]، وَالبَخِيلُ المَنَّانُ [الذي يُعْطِي الشَّيءَ فيَمُنُّه بِالقَولِ أو الفِعْلِ]، وَالفَقِيرُ المُخْتَالُ [الذي لا مَالَ له، ومَعَ ذلك يَتَكَبَّرُ]» صحيح - رواه أحمد.

 

وَيُبْغِضُ اللهُ أَرْبَعَةَ رِجَالٍ: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَرْبَعَةٌ يُبْغِضُهُمُ اللَّهُ: البَيَّاعُ الحَلاَّفُ، وَالفَقِيرُ المُخْتَالُ، وَالشَّيْخُ الزَّانِي، وَالإِمَامُ الجَائِرُ» صحيح - رواه النسائي. وقال أيضًا: «ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَلاَ يُزَكِّيهِمْ، وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: شَيْخٌ زَانٍ، وَمَلِكٌ كَذَّابٌ، وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ» رواه مسلم.

 

وَيُبْغِضُ اللهُ الغَادِرَ والظَّالِمَ: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «قَالَ اللَّهُ تعالى: ثَلاَثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ: رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ» رواه البخاري.

 

وأَبْغَضُ الأَعْمَالِ إلى اللهِ الإِشْراكُ بِاللهِ: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

«أَبْغَضُ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ: الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ» حسن - رواه أبو يعلى.

 

وأَبْغَضُ الأَعْمَالِ إلى اللهِ قَطِيعَةُ الرَّحِمِ: للحديث السابق: «أَبْغَضُ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ: الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، ثُمَّ قَطِيعَةُ الرَّحِمِ» حسن - رواه أبو يعلى. وقال عليه الصلاة والسلام: «مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ تَعَالَى لِصَاحِبِهِ العُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الآخِرَةِ؛ مِثْلُ البَغْيِ، وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ» صحيح - رواه أبو داود.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله... أيها المسلمون.. وأَبْغَضُ الكَلَامِ إلى اللهِ قَولُ: "عَلَيْكَ نَفْسَكَ": قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَبْغَضَ الكَلَامِ إِلَى اللهِ؛ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ: "اتَّقِ اللهَ". فَيَقُولُ: "عَلَيْكَ نَفْسَكَ"» صحيح - رواه النسائي في "الكبرى.

 

وَيُبْغِضُ اللهُ البُؤْسَ والتَّبَاؤُسَ: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ... يُبْغِضُ البُؤْسَ وَالتَّبَاؤُسَ» صحيح - رواه البيهقي في "شعب الإيمان". وقال عليه الصلاةُ والسلامُ: «إِذَا آتَاكَ اللهُ مَالاً فَلْيُرَ عَلَيْكَ؛ فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَهُ عَلَى عَبْدِهِ حَسَنًا، وَلاَ يُحِبُّ البُؤْسَ وَلاَ التَّبَاؤُسَ» حسن - رواه الطبراني في "الكبير".

 

والبُؤْسُ وَالتَّبَاؤُسُ: هو إِظْهارُ الفَقْرِ والحاجَةِ، وارتداءُ الملابِسِ الرَّثَّةِ، والبالِيَةِ، والمُمَزَّقَةِ، واللهُ تعالى يُبْغِضُ ذلك؛ لأنه جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ، ويُحِبُّ التَّجَمُّلَ، ويُبْغِضُ البُؤْسَ والتَّبَاؤُسَ حتى في اللِّباسِ. ويُحِبُّ أنْ تَظْهَرَ نِعْمَتُه على عَبْدِهِ؛ زِيًّا، وإِنْفَاقًا، وشُكْرًا للهِ تعالى.

 

وَيُبْغِضُ اللهُ الخُيَلَاءَ في البَغْيِ، والفَخْرِ: «إِنَّ مِنَ الخُيَلَاءِ مَا يُبْغِضُ اللَّهُ... أَمَّا الَّتِي يُبْغِضُ اللَّهُ؛ فَاخْتِيَالُهُ فِي البَغْيِ، وَالفَخْرِ» حسن - رواه أبو داود. الاخْتِيَالُ فِي البَغْيِ: أنْ يَفْتَخِرَ بأنَّه قَتَلَ فُلانًا، وأخَذَ مالَه ظُلْمًا. أو يَصْدُرُ منه الاخْتِيالُ - حالَ البَغْيِ على مَالِ الرَّجُلِ أو نَفْسِه. والاخْتِيَالُ فِي الفَخْرِ: أنْ يَفْتَخِرَ بما عِندَه مِنَ الحَسَبَ، والنَّسَبَ، وكَثْرَةِ المالِ، والجَاهِ، والشَّجاعَةِ، والكَرَمِ - لِمُجَرَّدِ الافْتِخَارِ.

 

ومِنَ الخُيَلاَءِ: إِسْبالُ الإزارِ، فيكون طُولُ لِباسِ الرَّجُلِ أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَينِ، ويَجُرُّهُ خُيَلَاءَ؛ فقد قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ارْفَعْ إِزَارَكَ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِلَى الكَعْبَيْنِ، وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الإِزَارِ؛ فَإِنَّهَا مِنَ المَخِيلَةِ [أي: الكِبْرِ]، وَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ المَخِيلَةَ» صحيح - رواه أبو داود.

 

وَيُبْغِضُ اللهُ الغَيرَةَ فِي غَيرِ رِيبَةٍ: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مِنَ الغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ اللَّهُ، وَمِنْهَا مَا يُبْغِضُ اللَّهُ: أَمَّا الغَيْرَةُ الَّتِي يُبْغِضُهَا اللَّهُ؛ فَالغَيْرَةُ فِي غَيْرِ رِيبَةٍ» حسن - رواه أبو داود. والغَيرَةُ فِي غَيرِ رِيبَةٍ: أَنْ يَغَارَ الرَّجلُ على أُمِّهِ أنْ يَنْكِحَهَا زَوجُها، وكذلك سائِرِ مَحارِمِه، فإنَّ هذا مِمَّا يُبْغِضُه اللهُ تعالى؛ لأنَّ ما أَحَلَّه اللهُ فالواجِبُ علينا الرِّضا به، فَمَنْ لَمْ يَرْضَ؛ كان ذلك مِنْ إِيثارِ حَمِيَّةِ الجاهليةِ على ما شَرَعَه اللهُ لنا.

 

وَيُبْغِضُ اللهُ الِاضْطِجَاعَ عَلَى البَطْنِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً مُضْطَجِعًا عَلَى بَطْنِهِ فَقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ ضِجْعَةٌ لاَ يُحِبُّهَا اللَّهُ» صحيح - رواه الترمذي. وفي حديثٍ آخَرَ: «إِنَّ هَذِهِ ضِجْعَةٌ يُبْغِضُهَا اللَّهُ» صحيح - رواه أبو داود. ومِنْ جَانِبٍ صِحِّيٍّ: فإنَّ الِاضْطِجَاعَ عَلَى البَطْنِ يَحُدُّ مِنْ حَرَكَةِ القَفَصِ الصَّدْرِيِّ، ولا يَسْمَحُ لِلرِّئَتَينِ بِالتَّمَدُّدِ الكَامِلِ، والامْتِلاءِ بِالهَواءِ، وقد يُؤَثِّرُ على حَرَكَةِ القَلْبِ، وعَمَلِ المَعِدَةِ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الكلام على قوله صلى الله عليه وسلم: ( أبغض الناس إلى الله ثلاثة )

مختارات من الشبكة

  • كف الأذى عن الناس (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة شرح الأربعين النووية: الحديث (26) «كل سلامى من الناس عليه صدقة» (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: التدافع سنة ربانية وحكمة إلهية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: حر الصيف عبر وعظات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات مع اسم الله العليم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الثبات عند الابتلاء بالمعصية (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اللسان بين النعمة والنقمة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: كيف أتعامل مع ولدي المعاق؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: المصافحة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دور السنة النبوية في وحدة الأمة وتماسكها (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • نواكشوط تشهد تخرج نخبة جديدة من حفظة كتاب الله
  • مخيمات صيفية تعليمية لأطفال المسلمين في مساجد بختشيساراي
  • المؤتمر السنوي الرابع للرابطة العالمية للمدارس الإسلامية
  • التخطيط لإنشاء مسجد جديد في مدينة أيلزبري الإنجليزية
  • مسجد جديد يزين بوسانسكا كروبا بعد 3 سنوات من العمل
  • تيوتشاك تحتضن ندوة شاملة عن الدين والدنيا والبيت
  • مسلمون يقيمون ندوة مجتمعية عن الصحة النفسية في كانبرا
  • أول مؤتمر دعوي من نوعه في ليستر بمشاركة أكثر من 100 مؤسسة إسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/2/1447هـ - الساعة: 12:17
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب