• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تطوير المهارات الشخصية في ضوء الشريعة الإسلامية
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل ماجستير
علامة باركود

أثر الإسلام في موضوعات الشعر الأموي

عبدالله بن محمد العضيبى

نوع الدراسة: Masters
البلد: المملكة العربية السعودية
الجامعة: جامعة أم القرى
الكلية: كلية اللغة العربية
التخصص: الأدب
المشرف: الدكتور عبدالله بن سليمان الجربوع
العام: 1406هـ - 1985م

تاريخ الإضافة: 16/2/2016 ميلادي - 7/5/1437 هجري

الزيارات: 68094

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

أثر الإسلام في موضوعات الشعر الأموي

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد:

فيُعدُّ العصر الأمويُّ واحدًا من أكثر عصور الأدب العربي ازدهارًا في نتاجه الشعري؛ إذ عادت الحركة الشعريَّة إلى التوهُّج والتألُّق بعد الخفوت الملموس الذي أصابها في نهاية العصر الجاهلي وفي عصر صدر الإسلام، وقد كان الدور الأكبر في ذلك للمتغيرات السياسية والاجتماعية التي طرأت على الحياة العربية في العصر الأُموي، والتي تمثَّلت في تغيير الأمويين نظام الخلافة بجعلها أمرًا وراثيًّا فيهم بعد أن كانت تقوم على الشُّورى، في انغِماس بعض الأمصار الإسلامية في حالة من الترف واللهو، إلى عودة العصبيات القبليَّة إلى الظهور لتعبث بحياة العرب من جديد، لقد ساهمت هذه المتغيِّرات في خلق حركة شعرية نشطة خلَّفت لنا شِعرًا كثيرًا، وطورت لنا أشكالًا وأغراضًا جديدة في الشعر لم تكن مألوفة مِن قبل؛ ففي العصر الأموي برز الشعر السياسي، وازدهر الهجاء، واتخذ لونًا جديدًا لم يُعرف في العصور السابقة، وفيه نبَغ أعظم شعراء الحبِّ العذري والإباحي، كما نشأ فيه الفن الخمري عند الوليد بن يزيد، ومن واقع هذا الثراء في النتاج الشعري للعصر الأُموي تأتي أهمية دراستنا لهذا العصر دون غيره من العصور الأدبية الأُخرى.

 

يقول طه حسين: "إنَّ في الشعر العربي لهذا العصر كنوزًا خليقةً أن تُستكشف، وأن تُدرس على وجهها، ولكن كثيرًا من الناس لا يعلمون"[1].

 

ويعود اختياري لموضوع: "أثر الإسلام في موضوعات الشعر الأموي"؛ لأسباب عديدة، لعلَّ مِن أبرزِها:

(1) كون الشِّعر الأُموي نشأ ونُظم في بيئة إسلامية، فهو لهذا يعتبر أول شعر تأثَّر بشكل محسوس بالإسلام، بجانب أنه لم يُشكَّ في صحته، ولم يُختلف في روايته، كما هو الحال بالنسبة للشعر في عصر صدر الإسلام.

 

(2) على الرغم من أن الشعر في العصر الأموي كان محل اهتمام الدارسين، وكان مجالًا خصبًا للكثير من الدراسات الأدبية المتنوِّعة التي عُنيت بالكشف عن ملامحه، فإن الباحث يرى أنها قد أهملت جانبًا مهمًّا لم تعطِ له الاهتمام المطلوب، ويتمثَّل ذلك في دراسة الملامح الجديدة التي طرأت على مضمون الشعر في تلك الفترة من واقع تأثير الإسلام عليه، لما يُعطيه ذلك من دلالة على تفاعل الشاعر الأموي مع قيم الإسلام وتعاليمِه، ورغم أننا نلتقي ببعض الدراسات التي تعرَّضت لهذا الموضوع في بعض جوانبها، فإن الباحث لا يكاد يجد دراسة قد أفردت نفسَها لهذا الجانب.

 

(3) إنَّ بعض الدارسين يُحاول التشكيك في وجود أثر إسلامي في الشعر الأموي، والزعم بأنه جاهلي الشكل والمضمون، وهذا ما يُفهم من قول بروكلمان: "ولم يؤثِّر الإسلام تأثيرًا عميقًا في شعراء العرب كما يريد النقاد العرب أن يُقنعونا بذلك؛ فقد سلك شعراء العصر الأموي دون مبالاة في مسالك أسلافهم الجاهليِّين، ولم تَسُدْ روح الإسلام حقًّا إلا بعد ظهور العباسيين"[2].

 

فقد كنتُ أهدف إلى تفنيد هذا القول، وإثبات بطلانه، والتأكيد على أنه صادر عن قراءة ضيقة للشعر الأموي.

 

وقد قسَّمتُ هذا البحث إلى تمهيد وثلاثة أبواب، بين مقدمة وخاتمة.

 

أما التمهيد فقد تناولت فيه المتغيرات السياسية والاجتماعية التي طرأت على حياة العربية في العصر الأموي، وأثرها على الحركة الشعرية آنذاك.

 

أما الباب الأول فقد جعلته في فصلين، خصصت الأول منهما لدراسة العوامل المؤثرة التي ساعدت على بروز أثر الإسلام في الشعر الأموي عنه في عصر صدر الإسلام.

 

أما الفصل الثاني فقد درست فيه تطوير القصيدة العربية في العصر الأموي على هدي الإسلام؛ وذلك من خلال دراسة بعض القصائد الشعرية الفريدة التي اتسمت ببروز الأثر الإسلامي فيها.

 

وأما الباب الثاني، وهو موضوع هذا البحث، فقد كان في أربعة فصول:

أما الفصل الأول فتناولتُ فيه الشعر السياسي عند شعراء الأحزاب السياسية من أمويين وزُبَيريِّين وشيعة وخوارج.

 

وأما الفصل الثاني فكان عن الغزَل بلونيه العذري والصريح، وتعرَّضتُ في الفصل الثالث لشعر الهجاء.

 

وأما الفصل الرابع والأخير في هذا الباب، فقد تطرَّقتُ فيه إلى بعض الموضوعات الشعرية الأُخرى التي لم تُتح لي الفرصة لدراستها في ثنايا البحث، أو كان إلمامي بها سريعًا، وتمثَّلت في: الفخر، وشِعر الصعاليك، والزهد، والوصف.

 

وأما الباب الثالث فقد تفرَّعتُ فيه إلى أثر الثقافة الإسلامية في الشِّعر الأُموي.

 

وقد خصصتُ الفصل الأول للعقيدة والعبادات والأخلاق والمثُل الإسلامية.

وجعلت الفصل الثاني للأحكام الفقهية، والحدود الشرعية.

وأما الفصل الثالث فكان حول القصص القرآني.

 

وفي خاتمة البحث أوجزتُ القضايا التي تعرَّضت لها الدراسة، والنتائج التي توصَّلت إليها.

 

أما مصادر هذا البحث فقد تمثَّلت في الدواوين والمجاميع الشعرية التي تخصُّ شعراء العصر الأموي، إضافةً إلى بعض مصار الشعر العربي القديمة؛ كالأغاني، والشعر والشعراء، وغيرهما، كما استفدتُ فيه قدر المستطاع من بعض الدراسات الأدبية المختلفة التي تناولتِ الشِّعر في تلك الفترة.

 

ولعلَّ مِن الطبيعي أن يمرَّ مثل هذا البحث ببعض الصعوبات التي لا يمكن للباحث أن يجتازها إلا بالصبر والمثابرة، ولعلَّ أهم ما لقيتُه منها هو عدم توفُّر بعض الدواوين والمجاميع الشعرية في الفترة الأولى من البحث، بل إنَّني لم أعثُر على بعضها إلا في فترة متأخِّرة، ومِن المعلوم ما يُحدثه هذا من إعادة لكتابة بعض الفصول.

 

وقبل أن أختمَ هذه المقدمة لا يسعني إلا أن أشكر أستاذي الدكتور عبدالله الجربوع المشرف على هذه الرسالة، والذي أعطاني من جهده واهتمامه ووقته الشيء الكثير طوال فترة كتابة هذه الرسالة، والذي كان بتوجيهاته السديدة مشجعًا لي على الاستمرار فيها حتى أكملتُ فصولها؛ فجزاه الله عني كل خير، وأخيرًا فإنني أرجو أن يكون التوفيق قد حالَفني في فصول هذا البحث، وإن لم يكن ذلك، فعُذري أنها تجربتي الأولى في عالم البحث العلمي الصحيح، وقد اجتهدتُ فيها قدْرَ استطاعتي، والكمال لله عز وجل، هو وليُّ التوفيق.

 

الخاتمة

وبعد، فقد انتهت فصول هذا البحث كما أردنا لها، فلا بدَّ من وقفة نستخلص فيها بعض القضايا التي تعرَّضنا لها، والنتائج التي توصَّلنا إليها.

 

ففي التمهيد درستُ المتغيِّرات السياسية التي طرأت على الحياة العربية في ذلك العصر، والتي تمثلت في: تغيير نظام الحكم من الخلافة التي تقوم على الشورى إلى الملْك الوراثي، وفي انتشار الترف في الأمصار الإسلامية، وخاصة الحجاز، وفي عودة العصبيات القبلية إلى الظهور مرة أخرى بعدما هدأت في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وخلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.

 

وقد حاولت من خلال ذلك أن أعطي صورة واضحة عن الحركة الشعرية في العصر الأموي، ومدى ما كان لهذه المتغيرات من مساهمة، ليس في تنشيط الحركة الشعرية فحسب، وإنما في تحديد مساراتها؛ حيث تفوَّقت بعض الموضوعات الأخرى، وغطت على واجهة الشِّعر العربي آنذاك.

 

وأما الباب الأول الذي جعلته في فصلين، فقد أبرزتُ في بداية الفصل الأول منه بعض الملامح التي تؤكِّد ظهور أثر الإسلام في الشعر الأُموي بشكل يفوقُ ذلك الذي يَلمسه الباحث في عصر صدر الإسلام.

 

ثم حاولتُ أن أُبرز العوامل التي ساعدت على ذلك، والتي تتمثَّل في نشأة الشعراء نشأة إسلامية، وتربيتهم في ضوء تعاليم هذا الدين الحنيف، مما أتاح لمفاهيمه أن تُمزج بنفوسهم وتَختمر فيها، مما ساعد على ظهور العناصر الدينية في شعرهم، كما أنَّ معرفتهم بالقرآن الكريم بما يَحتويه مِن التعاليم والقيَم، إضافةً إلى كونهم عاشوا في بيئة إسلامية اتَّخذت الإسلام منهجًا لحياتها، كل ذلك كان سببًا مهمًّا ساعد الشعراء على إبراز المفاهيم الجديدة التي جاء بها هذا الدين في ثنايا قصائدهم.

 

كما كان للحياة الدينية دورها الفعال في ذلك؛ حيث انتشرت في بعض الحواضر الإسلامية حركة زهد ونسكٍ وتقشُّف ووعظ، وكان لها تأثيرها على الشعراء، من خلال ارتيادهم لبعض المجالس الدينية، أما العامل الأخير فهو يتجلى في الصراع السياسي الدائر في هذا العصر بين الأُمويين وأحزاب المعارضة السياسية؛ إذ ساهم - هو أيضًا - في بُروز العناصر الدينية في الشعر، فقد كان يدور حول قضية دينية هي الخلافة الإسلامية التي وجدت في ظل هذا الدين، ومِن واقع إدراك الشعراء لهذه الحقيقة فقد كانوا حريصين على توظيف العناصر الإسلامية في التعبير عن فكرهم الحزبي، أو في تأييد وجهة نظر حزبهم في الخلافة.

 

وقد ذكرتُ في نهاية الفصل أن بُروز الطابع الجاهلي وسيطرته على بعض القصائد الشعرية التي تعود للعصور الأُموية يَرجع إلى أن شعراءَها قد اطَّلعوا بشكل أو بآخر على تجارب سابقيهم من الجاهلين والمخضرمين الذين يُمثِّلون بالنسبة لهم المثل الذي يُحتذى في عالم الشعر، ومن هنا استمرت لديهم بعض المفاهيم القديمة، إضافةً إلى أن طابع العصر الأموي لم يكن على صورة من المثالية والالتزام الديني، وإنما كان في بعض جوانبه ترسيخًا لبعض المفاهيم الجاهليَّة.

 

أما في الفصل الثاني فقد حاولتُ أن أُبرز التطور الكبير الذي طرأ على القصيدة العربية في العصر الأموي على هدي الإسلام؛ وذلك من خلال دراسة ثلاث قصائد شعرية مختلفة الموضوعات، غلَب عليها المضمون الإسلامي، إن لم يكن سادها.

 

أما الباب الثاني، وهو "أثر الإسلام في موضوعات الشعر الأموي"، فقد انقسم إلى أربعة فصول، خَصصتُ الفصل الأول منها للشعر السياسي، وهو لون امتاز بكثرة العناصر الإسلامية فيه، وغلبَتِها على المضمون الشعري دون غيره من الموضوعات الأخرى؛ فقد كان شعراء الأحزاب المختلفة، من أمويين، وزبيريين، وشيعة، وخوارج، يَعمدون إلى إضفاء الصفات الدينية على رجالات حزبهم؛ لِما تَطلَّبَه هذا المنصب الديني من صفات معينة يلزم اتصاف صاحبها بها، كما أنهم كانوا يستعلمون في هجاء خصومهم السياسيين بعض الألفاظ ذات المدلول الديني؛ كالنِّفاق والشِّرك والإلحاد والكفر، وقد اتضح أن شُعراء الأُمويين - دون شعراء الأحزاب السياسية الأخرى - كانوا يلجؤون إلى المبالغة في تصوير التزام ممدوحيهم الديني؛ وذلك يعود - كما بينتُ - إلى أن جُلَّهم من المحترفين الذين ينصبُّ اهتمامهم على الحصول على المزيد من العطايا والهبات دون اهتمام بجانب الصدق والواقعية.

 

وفي الفصل الثاني تحدَّثتُ عن الغزل بلونَيه العذري والصريح، وتوقفتُ في بدايته عند قضية رأيت أنها جديرة بالمناقشة، وهي تتمثَّل في نشأة الغزل العذري، ودور الإسلام في ذلك، وتوصلت من خلال مناقشتي للتفسيرات العديدة التي طرحها الدارسون حول الموضوع، إلى أن للإسلام الدور الأكبر والأهم في ذلك؛ حيث غرس في النفوس بعض القيَم والتعاليم التي تنظِّم العلاقة الجنسية في المجتمع الإسلامي، والتي تهذِّب النفوس بدعوتها إلى العفَّة، وتردُّ على كل من تسول له نفسه مخالفة هذا النظام، وقد انعكس هذا كله على الغزل العذريِّ الذي جاء عفيفًا ينمُّ عن نفوس مؤمنة نقيَّة استعلَتْ على أهوائها، ولم تَستسلِم لشهَواتها؛ إذعانًا لأوامر الله.

 

ثم بيَّنتُ الملامح الإسلامية التي ظهرت في شعر الغزل بلونيه العذريِّ والصريح، وهي ملامح تدلُّ على تغلغل الإسلام في نفوس شعرائه على الرغم مما يتَّسم به الغزل مِن مُخالفة للإسلام الذي يدعو إلى كبح الشهوات، وعدم الركض خلف أهواء النفس.

 

وأما الفصل الثالث فقد خصَّصته لشعراء الهجاء، وقد كشفتُ فيه أنَّ قصيدة الهجاء في العصر الأموي إلى جانب تمسُّكها بالمثُل الجاهلية القديمة بحكم دوافعها التي تتمثَّل في العصبيات القبلية والنزاعات الفردية، كانت تَحمل بعض العناصر الإسلامية الجديدة، التي استلهمها الشعراء مما جاء به الإسلام من قيم وتعاليم، وتجلى ذلك في تعييرهم بالنصرانية، وبسُخريتهم مِن طقوسها الدينيَّة، وهجائهم بارتكاب المعاصي مِن زنا، وشرب خمر، وترك الصلاة، وتَهاون في أداء الفرائض الدينية، كما تمثَّل في تناولهم لبعض الظواهر السلبية في المجتمع الإسلامي؛ من نفاق ورياء وما إليها، وأوضحت في نهاية الفصل أن جزءًا من هذا الهجاء المتأثر بالدين ليس إلا مقطوعات قصيرة، سادها المضمون الديني، مما يُعطي دلالة على مدى وضوح هذا التأثير على هذا الموضوع الشعري.

 

أما الفصل الرابع والأخير في هذا الباب، فقد درستُ فيه بعض الموضوعات الأخرى التي لم يتيسَّر المجال للتعرُّض لها مِن قبل، أو ألممتُ بها إلمامًا بسيطًا.

 

وقد بدأت بقصيدة الفخر التي عاودتْ نشاطها على الساحة الشعرية في هذا العصر، نتيجة لعودة العصبيات القبليَّة، وقد ظهر لي أن هذا اللون الشعري قد بدت عليه - كسائر موضوعات الشعر الأموي - بعض الملامح الجديدة التي تَرجع إلى الإسلام؛ إذ أظهَر شُعراؤه فخرهم بهذا الدين والانتماء إليه، كما كانوا يفخَرون بالأدوار المهمَّة أو المواقف التاريخية التي قامت بها قبائلهم أو أحد أفرادها في خدمته، بالإضافة إلى فخرهم بالانتماء إلى قبيلة تَلتقي مع الرسول صلى الله عليه وسلم في النسب.

 

أما الموضوع الثاني فتناولتُ فيه شعر الصعاليك، وهم تلك الفئة من البشر التي عادت إلى الحياة العربية في ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي عاشها المجتمع العربي في العصر الأُموي.

 

وعلى الرغم من أن الباحث الملمَّ بحياة الصعاليك والمتفهِّم لطبيعتها التي تتنافى مع تعاليم الإسلام وقيمه قد يستبعد أن يتأثَّر شعراؤهم بالإسلام، فإن دراسة شعرهم أكَّدت تأثُّرهم بهذا الدين؛ إذ ظهرت فيه بعض العناصر المستمدَّة من الإسلام، والتي تتجلى في إيمانهم العميق بالله، وقوة علاقتهم به؛ حيث يَلجؤون إليه بالدعاء فيما يُواجِههم من أزمات، وهو دليل على تمكُّن الإسلام من نفوسهم.

 

والموضوع الثالث الذي تحدثتُ عنه في هذا الفصل هو شِعر الزهد، وقد أشرت في البداية إلى بعض العوامل التي ساعدت على انتشار موجة الزهد في العصر الأُموي، والتي تتلخَّص في أنَّ بعض الذين خسروا الحروب الداخلية في العراق، وعجزوا عن اقتناص الخلافة من الأُمويِّين تحوَّلوا إلى الزهد في الحياة، وجعلوا أمانيهم في الآخرة، كما أنَّ انتشار اللهو والمجون في بعض الأمصار الإسلامية، وإقبال الناس على مُغريات الحضارة، دفع ببعض الأفراد الملتزمين إلى اتخاذ الزهد سبيلًا لحياتهم، هربًا من التأثُّر بهذا التيار الحضاري الجديد.

 

وقد كشفت من خلال النماذج العديدة التي طرحتها الدراسة، والتي تدعو إلى الزهد في الحياة الدنيا، وتنتقد المُغترِّين بها، وتُذكِّر بالموت، وترغِّب في حياة الآخرة: أن شِعر الزُّهد قد شهد مولده الحقيقي في العصر الأُموي، ثم تطوَّر بعد ذلك حتى أصبح ظاهرةً في العصر العباسي.

 

وأما الموضوع الأخير فقد كان شعر الوصْف، ومِن خلال الشواهد الشعرية التي ذكرتها اتضح أن موضوع الوصف قد تأثَّر هو الآخر بالإسلام، وانعكست على أبياته بعض الملامح الإسلامية.

 

وأما الباب الأخير فقد خصَّصتُه لدراسة "أثر الثقافة الإسلامية في الشعر الأُموي"، وقد كشفت فصوله الثلاثة عن ثقافة إسلامية عميقة كان يَمتلكها شعراء العصر الأُموي، وتجلَّى ذلك في إدراكهم التام لأمور العقيدة الإسلامية؛ من إيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله، وباليوم الآخر، وبالقدر خيره وشرِّه، ومَعرفتهم بالعبادات؛ من صلاة وصوم وزكاة وحج، وفهمهم للمثُل والأخلاق الإسلامية، هذا أولًا، وثانيًا في إلمامهم بالأحكام الفقهية والحدود الشرعية، وثالثًا في استفادتهم من القصص القرآني استفادةً كبيرةً في رسم صورهم الفنية.

 

وأخيرًا، فإنني أرجو أن أكون بهذه الدراسة قد أسهمتُ بجهد متواضِع في سدِّ نقْص في مجال الدراسات الأدبية، مع يقيني بأن هذا الموضوع قابل لأن يكون مجالًا للمزيد من الدراسات؛ لأنه يتناول عصرًا من أغنى العصور الأدبية العربية من حيث غزارة الإنتاج، وكثرة الشعراء، ومن حيث تعدُّد الموضوعات.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

 

فهرس الموضوعات


الموضوع

الصفحة

المقدمة

أ - هـ

التمهيد: المتغيرات السياسية والاجتماعية وأثرها على الشعر الأموي

 

الحركة الشعرية قبل العصر الأموي

1

المتغيرات السياسية

9

المتغيرات الاجتماعية

 

الترف

32

عودة العصبية القبلية

39

الباب الأول: أثر الإسلام في الشعر الأموي

 

الفصل الأول: العوامل المؤثرة

 

أثر الإسلام في شعر صدر الإسلام

53

أثر الإسلام في الشعر الأموي

36

العوامل المؤثرة

66

الفصل الثاني: تطور القصيدة العربية في العصر الأموي على هدْي الإسلام

75

المديح

78

الرثاء

83

الهجاء

91

الباب الثاني: أثر الإسلام في موضوعات الشعر الأموي

 

الفصل الأول: الشعر السياسي

101

شعر الأمويين

103

شعر الزبيريين

117

شعر الشيعة

122

شعر الخوارج

130

الفصل الثاني: الغزل

 

الغزل العذري

144

دور الإسلام في نشأة الغزل العذري

145

أثر الإسلام في الغزل العذري

158

الغزل الصريح

169

الفصل الثالث: الهجاء

 

ازدهار الهجاء في العصر الأموي

184

ملامح الهجاء الديني

198

الفصل الرابع: موضوعات أخرى

 

الفخر

215

شعر الصعاليك

229

شعر الزهد

241

الوصف

258

الباب الثالث: أثر الثقافة الإسلامية في الشعر الأموي

265

الفصل الأول: العقيدة والعبادات والأخلاق الإسلامية

 

العقيدة

270

العبادات

295

المثل والأخلاق الإسلامية

302

الفصل الثاني: الأحكام الفقهية والحدود الشرعية

 

الأحكام الفقهية

306

الحدود الشرعية

310

الفصل الثالث: القصص القرآني

313

الخاتمة

328

المصادر والمراجع

337



[1] حديث الأربعاء (1 / 259).

[2] تاريخ الأدب العربي (1 / 36).





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • مفهوم الأثر عند المحدثين وبعض معاني الأثر في القرآن(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • سلسلة أثر الإيمان: أثر الإيمان في حفظ الحقوق وأداء الأمانات (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة أثر الإيمان: أثر الإيمان في الشوق إلى دار السلام (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة أثر الإيمان: أثر الإيمان في توجيه السلوك (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة أثر الإيمان: أثر الإيمان في تحقيق الأمن النفسي (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اترك أثرا إيجابيا (10) حلقات مختصرة في أهمية ترك الأثر الإيجابي على الآخرين (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • اترك أثرا إيجابيا: عشر حلقات مختصرة في أهمية ترك الأثر الإيجابي على الآخرين (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • كتاب تهذيب الآثار: أثر من آثار الطبري في خدمة السنة(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • أثر سلبي وأثر نافع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة العين والأثر في عقائد أهل الأثر (نسخة ثانية)(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
1- شكر وتقدير
المبروك - الجزائر 04-02-2020 10:30 PM

شكرا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب