• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حقوق الأولاد (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    مقومات نجاح الاستقرار الأسري
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    تطوير المهارات الشخصية في ضوء الشريعة الإسلامية
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل دكتوراة
علامة باركود

الشعر الاجتماعي في المملكة العربية السعودية منذ نشأتها وحتى عام 1395هـ

د. مفرح إدريس أحمد سيد

نوع الدراسة: PHD
البلد: المملكة العربية السعودية
الجامعة: جامعة أم القرى
الكلية: كلية اللغة العربية
التخصص: فرع الأدب
المشرف: أ. د. إبراهيم أحمد الحاردلو
العام: 1420هـ - 1999م

تاريخ الإضافة: 5/2/2012 ميلادي - 12/3/1433 هجري

الزيارات: 61535

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

الشعر الاجتماعي في المملكة العربية السعودية

منذ نشأتها حتى عام 1395هـ

دراسة تحليلية فنية

بحث مقدم للحصول على درجة الدكتوراه في الأدب

 

المقدمة

الحمد لله، نحمَدُه ونستعينُه، ونستغفِرُه ونتوبُ إليه، ونعوذُ بالله من شُرور أنفُسِنا ومن سيِّئات أعمالنا، مَن يهدِ الله فهو المهتدِ، ومَن يُضلِل فلن تجدَ له وليًّا مرشدًا، وأشهدُ أن لا إله إلاً الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم.

 

أمَّا بعدُ:

فقد وقفتُ أثناءَ بحثي عن موضوعٍ يكون ميدانًا لدِراستي في مرحلة الدكتوراه على مدَى حاجةِ الشِّعر الاجتماعي في المملكة العربيَّة السعوديَّة إلى إفراده بالدِّراسة المتأنِّية الجادَّة في آنٍ، وذلك لعدَّة أمور؛ أهمها:

1- غَزارته، وجودة مُعظَمه من الناحية الفنيَّة.

 

2- تميُّزه عن الشعر الاجتماعي في سائر الأقطار العربيَّة، وذلك التميُّز راجع - في نظري - إلى سببين رئيسين:

أوَّلهما: انبثاق مُعظَمه من التصوُّر الإسلامي للحياة والناس والمجتمع.

ثانيهما: كون المجتمع الذي كان ميدانًا لهذا الشعر مجتمعًا محافظًا، لم يتأثَّر كثيرًا بما تأثَّرت به معظم المجتمعات العربيَّة والإسلامية من مُؤثِّرات أجنبيَّة.

 

3- إسهامُه الفاعل والقويُّ فيما وصَلتْ إليه المملكة العربيَّة السعوديَّة ومجتمعها من تقدُّم ورقيٍّ في شتَّى الميادين والمجالات.

 

4- عدم عناية الدارسين للشعر العربي في المملكة العربيَّة السعوديَّة بإبراز شِعر هذا الاتجاه؛ ومن ثَمَّ الوقوف على خَصائصه وسماته التعبيريَّة والفنيَّة[1]، وهذا القول لا يُصادر الإشارات العابرة التي حوَتْها بعضُ الدِّراسات التي وجهت للشعر في المملكة العربية السعودية، إلاَّ أنها - كما أرى - ليست كافيةً للنهوض باتجاهٍ واسع في الشعر السعودي، عالَجَ فيه الشعراء عددًا من القضايا ذات الصلة الوثيقة بمجتمعهم، ولم يكتفوا بذلك؛ وإنما تجاوزوا تلك القضايا إلى الأخْذ بأيدي أبناء مجتمعهم وتوجيههم الوجهة الصحيحة في حَياتهم، ساعين إلى إيجاد مجتمعٍ مثالي يستمدُّ مثاليَّته من الرسالة الإسلامية التي شرَّفت أراضيهم بأنْ كانت مشرقًا لأنوارها الساطعة.

والدِّراسات التي تناولت الشعر السعودي عامَّة، وأشار أصحابها إلى بعض القَضايا الاجتماعيَّة التي عرض لها الشاعر السعودي، وتمكَّنت من الوقوف عليها قبل وأثناء شُروعي في هذه الدِّراسة، هي:

1- "التيَّارات الأدبية في قلب الجزيرة العربية"[2]؛ للأستاذ الناقد عبدالله عبدالجبار، وقد عرَض للشعر الاجتماعي في كتابه السابق في فصلين من فُصول الباب السابع (التيار الواقعي)، أطلق على الفصل الأول (التيار الاجتماعي)، وعلى الثاني (التيار الثوري)، وقد اكتفى المؤلِّف فيهما من الشعر الاجتماعي الذي قِيلَ في الفترة التي قطَعَها عند شُعَرائنا وُصولاً إلى عام 1379 هـ - 1959م، بالجانب الذي تناوَل فيه الشعراء بعضَ المظاهر السلبيَّة في مجتمعهم، وسلط عليها الأضواء، مع تعمُّد إغفال بقيَّة الجوانب التي عرَض لها شُعَراؤنا في تلك الفترة، والتي فيها من الإيجابيَّات ما يُغطِّي تلك السلبيَّات التي أرادَ لها المؤلِّف أنْ تظهر وتطفو على السَّطح.

 

ثم إنَّه في هذين الفصلين لم يتوقَّف عند الشعر الاجتماعي الذي يُمثِّل واقعَنا كما يَراه فحسْب، وإنما تناوَل الشعر الاجتماعي الذي يُعالج فيه شُعَراؤنا قضايا أخري بعيدة كلَّ البُعد عن واقعنا الاجتماعي؛ كقضيَّة الإقطاع، والثورة على المستعمِرين الذين يمتصُّون دماء الشُّعوب... وغيرها.

 

وفي الفصل الثاني أورَدَ المؤلِّف بعض النماذج الشعريَّة دُون أنْ يذكُر قائليها أو يحيل إلى مَظانِّها.

 

2- "الحركة الأدبيَّة في المملكة العربية السعوديَّة"[3]؛ للدكتور بكري شيخ أمين، حيث أعدَّ له فصلاً من فصول الباب الرابع، بوَصْفِه من الاتِّجاهات المستحدَثة في الأدب السعودي، ولم يكنْ حديثه فيه خاصًّا بالشعر، وإنما أدخَل معه القصَّة والمقالة.

 

وقد أشارَ في ذلك الفصل إلى عددٍ من القضايا والموضوعات التي كان لها صَدًى في عالم الأدب السعودي؛ كقضية المرأة، والفقر والغنى، والعمل والعمَّال، والأخلاق، وقام بتقديم بعض النماذج التي تُؤكِّد على أنَّ الأديب السعودي (شاعرًا، وقاصًّا، وكاتبًا) قد أدلى فيها بدلوه، وأراق فيها شيئًا من فكره وإبداعه، والشواهد الشعريَّة التي قدَّمَها في ثنايا عرضه لتلك القضايا والموضوعات قليلة جدًّا؛ بحيث لا تعكس وفرة الشعر الاجتماعي في الفترة التي تناوَلها، ولا جودته من الناحية الفنيَّة.

 

3- "الأدب الحديث تاريخ ودراسات"؛[4] للدكتور محمد بن سعد بن حسين، وقد عرَض له في الفصل الثاني من الجزء الثاني من دِراسته تلك، وقصَرَه على معالجة الشعراء للعادات والتقاليد مدحًا أو قدحًا، والتصدِّي لمظاهر الفساد والتشنيع على مُرتكِبيها، وقد ذهَب في دراسته تلك إلى القول برفض الشعراء السعوديين جملةً لدعوة (قاسم أمين) للسفور، وفي دراستي هذه ما يُثبِت عكسَ ذلك، وعندما جاء للاستشهاد اكتفى بعددٍ من النصوص الشعريَّة التي دارت حول النِّفاق بصُوَره المتعدِّدة.

 

4- "الشعر الحديث في المملكة العربية السعودية خلال نصف قرن(1345 هـ-1395هـ)"؛[5] للدكتور عبدالله الحامد، وقد أعدَّ له بابًا كاملاً، وقام بتقسيمه إلى عشرة فصول، ثم قام بعرضٍ سريعٍ في كلِّ فصلٍ لأحد الموضوعات التي أدرَجَها تحت إطار (الشعر الاجتماعي).

 

وواضحٌ من خِلال دِراسته تلك اتِّساع مفهوم الشعر الاجتماعي لدَيْه، وتلك السَّعة - كما يبدو لي - جاءتْ من تقسيمه الشعرَ إلى قسمين: شعر ذاتي وآخَر غيري، وتحت هذا القسم جاءت تلك الفُصول العشرة، وقد دفَع ذلك التقسيمُ للشعر الدكتور عبدالله الحامد إلى إدراج بعض الاتجاهات والأغراض الشعرية كـ(الشعر الحماسي، والشعر السياسي، والشعر الإنساني، والشعر الديني) في الشعر الاجتماعي، وهي في الحقيقة ليست منه، ولا تمتُّ له بصلةٍ، أضفْ إلى ذلك أنَّ إدخال (المدح والرثاء) ضِمن الشعر الاجتماعي هكذا دُون قيود لا يمكن قبولُه، خاصَّة وأنَّ أكثر قصائد المديح والرثاء لا تحوي في حناياها أيَّ مضمون اجتماعي، وهذا يدفَعُنا إلى عدم جعْلهما من صَمِيم الشعر الاجتماعي، وإنما هما غَرضان مستقلاَّن لهما خَصائصهما ومميزاتهما، وعندما تتضمَّن القصائد التي تندرج تحتَ هذين الإطارين بعض ما يتَّصل بالمجتمع، فأولى أنْ يوضع ذلك في إطارٍ محدَّد، بحسب ما تُملِيه المضامين التي احتويا عليها.

 

والقضايا التي أشار إليها في ذلك الباب، ولها صلةٌ وثيقة بدراستي هذا هي: قضيَّة المرأة، وشعر التربية والنهضة، والهجاء الاجتماعي والقيم الأخلاقيَّة، والقضيَّة الماديَّة، وقد جاءت هذه القَضايا في الفُصول: (الرابع، والخامس، والسادس، والسابع).

 

والشواهد الشعرية التي قدَّمَها الدكتور عبدالله الحامد في عرضه لتلك القضايا قليلة جدًّا، وأغلب تلك الشواهد يَكاد يكون فقيرًا من الناحية الفنيَّة، وهذا ما قد يدفَعُ القارئ إلى إصدار حُكمٍ على الشعر الاجتماعي في المملكة العربيَّة السعوديَّة لا يتناسب مع ما هو موجودٌ في دواوين الشُّعَراء، أو على صَفحات الجرائد والمجلات السعوديَّة.

 

5- "حركات التجديد في الشعر السعودي المعاصر"؛[6] للدكتور عثمان الصالح العلي الصوينع، وقد عرض له في موضعين من كتابه السابق.

 

ففي الباب الأول أشار إليه إشارةً عابرة في صفحتين اثنتين بوصفه غرضًا من الأغراض الشعريَّة التي طرَقَها الشُّعَراء المحافظون.

 

وفي الفصل الأول من الباب الثالث (تيارات شعرية جديدة في الشعر السعودي المعاصر) عرض له تحت إطار (التيار الواقعي)، وقدَّم عددًا من الشواهد الشعريَّة التي تُؤكِّد على وجود هذا التيَّار في شعر شعرائنا، وأغلب الشَّواهد التي قدَّمَها - وهي قليلة - قد وردت في دراسة عبدالله عبدالجبَّار، ودراسة الدكتور عبدالله الحامد، وقد أشرنا إلى هاتين الدِّراستين فيما سبق.

 

6- "النزعة الإسلامية في الشعر السعودي المعاصر"؛[7] للدكتور حسن بن فهد الهويمل، وقد عرَض للشعر الاجتماعي في الفصل الرابع من الباب الثاني، واكتَفَى في عرضه ذاك بالإشارة العابرة لعددٍ من القضايا والعلل والآفات الاجتماعيَّة التي كان لها صَدًى واسع في شعر شُعَرائنا؛ كقضايا المرأة، ومشكلة الفقر، والتكالُب على حُطام الدنيا، والنفاق، والحسد، والكبر، والترف والمجون، والحث على الخلاق الفاضلة، وأورد في عرضه عددًا من الشَّواهد الشعريَّة على كلِّ قضيَّةٍ أو آفةٍ على حِدَةٍ، والشواهد الشعريَّة التي قدَّمَها لا تعكس وفْرة الشعر الاجتماعي الذي عرض لتلك القضايا وغيرها، ولا تفصح عن ثَرائه وغِناه من الناحية الفنيَّة، وإنْ كان قد عوَّض دلك بالإشارة إلى بعض مَظانِّ الشعر الاجتماعي في شِعر شُعَرائنا، سواء في الجرائد والمجلات السعوديَّة، أو في دَواوين بعض شُعَرائنا الشعريَّة.

 

وقد تضافَرتْ تلك العوامل مجتمعةً في توجيهي إلى اختيار الشعر الاجتماعي في المملكة العربيَّة السعوديَّة مجالاً لدراستي في مرحلة الدكتوراه.

 

ونظَرًا لحِرصي على العُمق الذي يُعَدُّ مَطلبًا أساسًا في الدِّراسات والبحوث العلميَّة الجادَّة، فقد رأيت أنْ أقتصر في دِراستي هذه على الشعر الاجتماعي الذي نُشِرَ في الفترة الممتدَّة من توحيد المملكة العربيَّة السعوديَّة، وإطلاق هذا الاسم عليها (21/5/1351هـ حتى عام 1395)؛ ومن ثَمَّ دراسته دراسةً تحليليَّة فنيَّة.

 

وقد تمثَّلت المصادر الأصليَّة التي اعتَمدت عليها واستقيت منها المادَّة العلمية التي بُنِيت عليها هذه الدِّراسة، في دواوين شُعَرائنا الصادرة في تلك الفترة أو بعدها، بعد الوقوف على تاريخ كتابة النصِّ في ثنايا الديوان أو المجموعات الشعريَّة الكاملة، بالإضافة إلى شِعرهم المنشور في الجرائد والمجلات السعوديَّة، وما ضمَّته منه كتب المختارات والتراجم.

 

ولقد أفَدت في هذه الدِّراسة من الدِّراسات العلميَّة التي تناولت الشعر السعودي بالدِّراسة والتحليل، سواء كانت تلك الدِّراسات موجَّهة لدِراسة الشعر السعودي عامَّةً، أو خاصَّة بدِراسته في أحد أقاليمها، كما أفَدت من الدِّراسات التي تناولت شعر شُعَراء بأعيُنهم.

 

وهناك مراجعُ أدبيَّة ونقديَّة وعلميَّة أفَدت منها كثيرًا، وقد أشَرت إلى أصحابها وطَبعاتها في الهوامش وأثبتُّها في آخِر هذه الدِّراسة.

 

وأودُّ أنْ أشير إلى أنَّ المنهج الذي سِرتُ عليه في دِراستي هذه كان منهجًا وصفيًّا تحليليًّا فنيًّا، عالجت من خِلاله النُّصوص، ودرست ما فيها من قِيَمٍ فنيَّة في إطارها ومَضمونها وصُورها.

 

وقد اقتضَتْ طبيعة هذه الدِّراسة أنْ أجعَلَها في تمهيدٍ وبابين، وخاتمة.

 

أمَّا التمهيد:

فقد أشرت فيه إلى الصلة الوثيقة التي تربط الأدب - والشعر منه على وجْه الخصوص - بالمجتمع، ثم قُمت بتحديد مفهوميْ للشعر الاجتماعي موضوع الدِّراسة، ثم أشرت إلى العوامل التي مهَّدت لانتشاره على مساحةٍ واسعة من الشعر السعودي في تلك الفترة.

 

أمَّا الباب الأول (موضوعات الشعر الاجتماعي):

فقد عُنِيت فيه بدراسة الموضوعات والقضايا التي دار حولها الشعر الاجتماعي في تلك الفترة، وقد جاء هذا الباب في أربعة فصول:

الفصل الأول، (النهوض بالمجتمع):

وقد تناولت في هذا الفصل بالدِّراسة والتحليل الشعرَ الذي دار حولَ النُّهوض بالمجتمع، وقد قسمت هذا الفصل إلى ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: الدعوة إلى نشر العلم والحث عليه.

المبحث الثاني: الدعوة إلى إنشاء المشاريع الإنمائيَّة.

المبحث الثالث: الدعوة إلى العمل والحث عليه.

 

الفصل الثاني، (الأسرة):

تناولت في هذا الفصل بالدِّراسة والتحليل الشعرَ الذي دار حول الأسرةوقَضاياها المتعدِّدة في تلك الفترة، وقد قسمت هذا الفصل إلى أربعة مباحث:

المبحث الأول: قضايا الرأي.

المبحث الثاني: الزواج.

المبحث الثالث: الطلاق.

المبحث الرابع: تربية الأبناء.

 

الفصل الثالث، (التكافل الاجتماعي):

عُنِيت في هذا الفصل بدِراسة وتحليل الشعر الذي دار حول إرساء دَعائم التكافُل الاجتماعي في المجتمع السعودي، وقد قسمت هذا الفصل إلى ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: التعريف بالفقراء والمحتاجين في المجتمع والتذكير بهم.

المبحث الثاني: الدعوة إلى مدِّ يد العون للفُقَراء والمحتاجين ومُساعَدتهم.

المبحث الثالث: المشاركة في بعض الحوادث والكوارث الاجتماعيَّة.

 

الفصل الرابع، (آفات وعلل اجتماعية):

عُنِيت في هذا الفصل بدِراسة الشعر الذي دار حول عددٍ من الآفاتوالعلل التي ظهرت في المجتمع، وقد قسمت هذا الفصل إلى سبعة مباحث:

المبحث الأول: التكالب على حطام الدنيا.

المبحث الثاني: النفاق.

المبحث الثالث: الكبرياء والغرور.

المبحث الرابع: الحسد.

المبحث الخامس: السحر والشعوذة.

المبحث السادس: الفراغ.

المبحث السابع: اندِفاع الشباب إلى مهاوي المدنية الحديثة.

 

أمَّا الباب الثاني (الدِّراسة الفنية):

فقد عُنِيت فيه بالدِّراسة الفنيَّة للشعر الاجتماعي الذي دارَتْ حوله هذه الدِّراسة، وقد قسمت هذا الباب إلى ثلاثة فصول:

الفصل الأول (لغة الشعر الاجتماعي وأساليبه):

وقد قسمت هنا الفصل إلى مبحثين:

المبحث الأول: اللغة.

المبحث الثاني: الأساليب.

 

الفصل الثاني (التشكيل الموسيقي للشعر الاجتماعي):

وقد قُمتُ بتقسيم هذا الفصل إلى ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: الأوزان.

المبحث الثاني: القوافي.

المبحث الثالث: الموسيقا الداخليَّة.

 

الفصل الثالث (الصورة الفنية في الشعر الاجتماعي):

تناولت في هذا الفصل الصور الفنية في الشعر الاجتماعي عند شعرائنا.

 

أمَّا في خاتمة البحث، فقد أوجَزْت فيها ما فصَّلته في بابي هذه الدِّراسة وفُصولها ومباحثها، وذكرت النتائج التي استطاعت هذه الدِّراسة أنْ تُحقِّقها.

 

وبعدُ:

فقد بذلت قُصارَى جهدي لإخراج هذه الدِّراسة في أتم صورةٍ، وأخلصتُ فيها لله قصدي، ولست أزعُم أنَّني وصَلتُ بها إلى مرتبة الكمال، أو أني وصلت فيها للكلمة الأخيرة، ولكن هي محاولة جادَّة، إنْ صاحَبَها التوفيق فبفضل الله وحدَه، وإن كانت الأخرى فعُذري أنَّني اجتهدت، ولا يُلام المرء بعد اجتهاده.

 

وفي الختام أحمدُ اللهَ - سبحانه وتعالى - الذي هيَّأ لي فرصةَ البحث، وأعانني على إتمامه على هذا النحو.

 

الخاتمة:

الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيِّدنا محمد وعلى آله وصَحابته أجمعين.

 

وبعدُ:

بعد أنْ وفَّقني الله - سبحانه وتعالى - وأعانَنِي على إتمام هذه الدِّراسة، التي تناولتُ فيها الشعر الاجتماعي بمفهومه الإصلاحي في المملكة العربيَّة السعوديَّة في الفترة الممتدَّة من إطلاق هذا الاسم عليها (21/5/1351هـ - حتى عام 1395 هـ) بالدِّراسة والتحليل، وبعد تلك الجولة مع شُعَرائنا الذين شارَكوا بنتاجهم الشِّعري في معترك الحياة الاجتماعيَّة في تلك الفترة، فإنَّني سأعرض بإيجازٍ أبرزَ معالم هذه الدِّراسة، والنتائج التي استطاعت أنْ تخلص إليها وتُحقِّقها.

 

تكوَّنت هذه الدِّراسة من تمهيد وبابين؛ عنيت في التمهيد بالإشارة إلى العلاقة الوثيقة التي تربِط الأدب - والشعر أحد فنونه - بالمجتمع، ثم قُمت بتحديد مفهومي للشعر الاجتماعي موضوع الدِّراسة، وأتبعته بالعوامل التي ساعدت على انتشاره على مساحةٍ واسعة من ديوان الشعر السعودي في تلك الفترة.

 

أمَّا الباب الأول من هذا الدِّراسة، فقد خصصته لدِراسة الموضوعات التي دارَ حولها شعرُ شعرائنا الاجتماعي، وأبرز القَضايا التي استوقفتهم، وتجاذَبتْ اهتمامهم، فسلَّطوا عليها الأضواء وتناوَلوها في شِعرهم.

 

وقد بدا لي بعدَ استقرائي للنُّصوص التي توافَرتْ لديَّ من الشعر الاجتماعي الذي نُشِرَ في تلك الفترة، اهتمامُ الشعراء الكبير بعددٍ من الموضوعات والقضايا، منها ما يتعلَّق بالمجتمع داخل نِطاق البيت (الأسرة)، ومنها ما يتعلَّق بالمجتمع في حياته العامَّة.

 

ويأتي النُّهوض بالمجتمع في شتَّى مَيادين الحياة ومجالاتها في المقدمة من حيث اهتمام شُعَرائنا، تفصح عن ذلك كثرةُ النُّصوص التي توزَّعتها مباحث الفصل الأول من هذا الباب.

 

ففي تلك المباحث طرَح الشعراء مجموعةً من الأفكار والرُّؤَى للنُّهوض بمجتمعهم من كبوته، والسير به إلى مَدارج السُّموِّ والرفعة، وُصولاً إلى المكانة العالية التي يستحقُّ أنْ يتبوَّأها.

 

ولَمَّا كان العلمُ هو الدعامة الأساس لأيِّ نهضةٍ تنمويَّة طموحة خاصَّة في عصرهم الذي يعيشون فيه، فقد وجَّهوا إليه اهتمامَهم، حاثين عليه، وداعين إلى نشره في سائر أرجاء البلاد، ومحفِّزين شباب المجتمع إلى الالتحاق بركبه، والنهل من ينابيعه وروافده المتعدِّدة، والمضي قُدمًا في سبيل تحصيله والاستزادة منه، سواء في داخل بلادهم أو خارجها.

 

وأتبعوا دعوتهم إلى العلم بالدعوة الجادَّة إلى ضَرورة إقامة المصانع والاهتمام بالزراعة، أمَلاً في استغلال الخيرات والكنوز التي تنعم بها أراضي بلادهم المترامية الأطراف وتختزنها في جوفها؛ ومن ثَمَّ الاستفادة من عائداتها - بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي منها - في إنشاء ودعم المشاريع التنموية التي يصبو إليها الجميع.

 

ونظَرًا لحرص الشعراء على مصالح شعبهم، وشُعورهم بحاجة البلد في رحلتها صوب المجد إلى كلِّ تلك الأموال التي تُنفَق من الدولة في سبيل تأمين الأيدي العاملة الوافدة لإدارة وتشغيل المصانع والمرافق التنمويَّة التي شيَّدتها، وجَدْنا شُعَراءنا يتوجَّهون إلى شَباب مجتمعهم، مُؤكِّدين لهم حاجةَ بلادهم ومَرافقها العَدِيدة إلى عُقولهم وسَواعدهم، مُتبعين ذلك بدعوتهم إلى دحْر الكسل والخمول، والنزول إلى ساحات العمل؛ ومن ثَمَّ المشاركة الفاعلة في دفع عجلة التنمية والتطوُّر الذي تغذ بلادهم نحوه خطاها.

 

وما إنْ وقعت أحداقُهم على كلِّ أمانيهم وأحلامهم وقد أضحَتْ حقائق ماثلة للعيان، حتى شرعوا في الترنُّم بتلك الصروح والمشاريع التنمويَّة الضخمة، وبالنهضة الاجتماعيَّة التي امتدَّت لتشمل سائر أرجاء بلادهم، مُبدِين سعادتهم بكلِّ ذلك، ومُشِيدين بجهود الدولة الموفَّقة للنهوض بمجتمعها، وتحقيق الرفاهية لأبنائها، وبانتفاضة شَباب المجتمع ومشاركتهم الفاعلة فيما وصَلتْ إليه بلادهم من تقدُّمٍ ورُقِيٍّ في شتَّى مَيادين الحياة ومجالاتها.

 

وممَّا يتعلق بالمجتمع في حياته العامَّة في شِعر شُعَرائنا الاجتماعي، دعوتهم إلى القضاء على الفقر، ومحاولة تخليص الواقعين من أبناء المجتمع تحت سَطوته؛ إرساءً لدعائم التكافُل والعدالة في مجتمعهم المسلم، ودرءًا للآثار والعَواقِب الوخيمة الناجمة عنه، والتي ستتَجاوَزُ الواقعين من أفراد المجتمع بين براثنه إلى المجتمع بأسْره.

 

ولم تخلُ تلك الدَّعوة من الإشادة بجهود المجتمع والقائمين عليه في سبيل القَضاء على ذلك الداء العُضال، والعمل على انتشال المتضرِّرين منه بوسائلهم المختلفة.

 

وعندما وقفوا على تسلُّل بعض الآفات والعلل الشاذَّة إلى نفوس بعض أفراد المجتمع؛ كالتكالُب على حطام الدنيا، والنفاق، والحسد، والكبر والغرور، وتقليد الغرب في لهوهم ومُجونهم... وجَدْناهم يُعلِنون عداءهم وتصدِّيهم لها محاولين استئصالها من جذورها، يدفعهم إلى ذلك حِرصُهم على سَلامة مجتمعهم من آثارها السلبيَّة، والمحافظة على الصورة المثاليَّة المشرقة المعروفة عنه.

 

أمَّا فيما يتعلَّق بالمجتمع داخل نِطاق البيت (الأسرة)، فقد بدَا اهتمام الشعراء بعددٍ من القَضايا والمشكلات، وتأتي المرأة وقَضاياها في المقدمة من حيث اهتمام شُعَرائنا؛ نظرًا للمكانة الرفيعة التي تحتلُّها في وجدانهم، ولدورها الفاعل والمؤثِّر في حياة أيِّ مجتمع من المجتمعات، فدعوا إلى تعليمها لتحسن عشرتها، وتقوم بإعداد أبنائها إعدادًا سليمًا، يجعلهم أعضاء صالحين، يعرفون واجباتهم تجاه أسرتهم ومجتمعهم الذي ينتمون إليه، ولتتمكَّن من خدمة المجتمع وممارسة العمل في المرافق والمواقع التي تتطلَّب وجودها ولا تصلح لسواها.

 

وللمحافظة على مكانتها الرفيعة التي تتبوَّؤها في وجدانهم وفي المجتمع بأسْره، وجَدْناهم يقفون كالطود الشامخ في وجه كلِّ ما من شأنه أنْ يحطَّ من قدرها أو مكانتها في أعيُنهم وأعيُن مَن حولهم، ولعلَّ في تصدِّيهم لدعوة السفور المضلِّلة، وكشف زيفها بالأدلة والبراهين، وتحذيرها من الإصاخة لها، ما يُؤكِّد حرصَهم عليها، وتفانيهم في الذود عنها والمحافظة عليها.

 

ثم رغبوا في الزواج، وتصدوا لبعض الظواهر السلبيَّة المتعلِّقة به في المجتمع، ووقَفُوا عند ظاهرتين من مظاهره، وهما: ظاهرة غلاء المهور، وإكراه الفتيات على الزواج ممَّن لا يرغبن في الاقتران به، سواء من الشيوخ الطاعنين في السن أو غيرهم.

 

وقدموا في تصديهم لهما صُوَرًا تعكس العَواقب الوخيمة والأخطار الفادحة التي ستترتَّب على ديمومتهما واستشرائهما في المجتمع.

 

وعرضوا للطلاق، كاشِفين عن بعض أسبابه ودَواعِيه في مجتمعهم، وراسمين آثاره السلبيَّة على حياة الأبناء.

 

ولم يغفلوا عن توجيه الآباء والأمَّهات إلى ضرورة الاهتمام والعناية بفَلذات أكبادهم، وتوجيههم الوجهة الصحيحة في حَياتهم، وتحذيرهم من بعض الأمور التي تُفسِد عليهم أبناءَهم، وتجعلهم عرضة للومهم وتأنيبهم، عندما يقفون على عَجزِهم في مواجهة الحياة، وفشَلهم الذَّريع في أنْ يكونوا أفرادًا صالحين، قادِرين على نفْع أنفسهم والمجتمع الذي يضمُّهم في حناياه.

 

أمَّا الباب الثاني من هذه الدِّراسة فقد عُنِيت فيه بتناوُل الشعر الذي تقاسمته فصولُ الباب الأول ومباحثها بالدِّراسة الفنية، في محاولةٍ جادَّة للوقوف على خَصائصه وسماته التعبيرية والفنية.

 

وقد استدعى ذلك منِّي الوقوف أولاً عند اللغة التي حملتْ لنا مشاركات شعرائنا وتجاربهم الاجتماعيَّة.

 

وقد وقفت بعد فحصي للنُّصوص واستقرائها، على تأثُّر اللغة فيه بثقافة الشعراء التي حصَّلوها بقراءاتهم في تراث أمَّتهم الخالد في مصادره الأساسيَّة، دينيَّة، وأدبيَّة، وتاريخيَّة، ثم بواقع الشعراء وعصرهم الذي يعيشونه.

 

وبناءً على ذلك ميَّزت بين نمطَيْن للغة في الشعر الاجتماعي، أولهما: النمط الفخم، وثانيهما: النمط المأنوس، وقد أشرت في دراستي إلى غلبة النمط المأنوس على لغة شُعَرائنا، مشفوعة بالعوامل والمؤثرات التي مهَّدت لذلك، ثم أتبعت حديثي عن اللغة ودراستي لها، بدراسة الأساليب التي جاء عليها الشعر الاجتماعي، وهي: الأسلوب الخطابي، وأسلوب التكرار، وأسلوب الهمس، والأسلوب القصصي، والأسلوب الرمزي.

 

وقد أرجعت تعدُّد الأساليب إلى تبايُن مَنازع الشعراء الثقافيَّة، واتجاهاتهم الفنيَّة، بالإضافة إلى اختلاف الموضوعات والتجارب التي عرَضُوا لها في شِعرهم الاجتماعي.

 

ثم عرضت لتلك الأساليب بالدِّراسة والتحليل، وقد بدأت بالأسلوب الخطابي الذي يعدُّ أكثرها حُضورًا في شعر شعرائنا الاجتماعي؛ نظَرًا لطابعه الجماهيري، وقدرته على التأثير في الجموع المحتشدة.

 

وقد وقَفتُ في تناوُلي له على تفاوت النصوص التي جاءت في ذلك الإطار من الناحية الفنيَّة، فهناك نصوصٌ استطاع الشعراء المحافظة على عناصر فنِّهم الشعري فيها، وهناك نصوصٌ افتقدت لجل تلك العناصر التي يكتسب النصُّ في ظلِّ توافرها صفته الفنيَّة.

 

وقد عزوت دلك التَّفاوُت إلى أصالة الشاعر، وصدقه الفني والانفعالي فيما يُعبر عنه من مشاعر وأحاسيس، وقُدرته على استنفاد ما في لغته التي يُعبِّر بها من طاقة، باستغلال جانبها الجمالي، مستثمرًا ما تُولِّده من إيقاعٍ وصور، وظِلال وإيحاء.

 

ثم تناولت بالدِّراسة أسلوب التكرار، وقد تبيَّن لي بعدَ الوقوف على نماذجه في شعر شُعَرائنا، أنَّه لم يأتِ ليسدَّ خلَّةً في شعرهم الاجتماعي، وإنما جاء لتأكيد وتقوية المعاني التي يَرمُون إليها، أو الإيحاء بها.

 

ثم عرضت لأسلوب الهمس، ووقفت على تفاوت النُّصوص التي جاءت في إطاره من الناحية الفنيَّة، فهناك نصوصٌ توافرت في شِعر شعرائنا حملت كلَّ مقومات الإثارة والتفاعل والإيحاء؛ وذلك لنجاح أصحابها في استثمار إمكانات اللغة وخَصائصها في تحريك وجدان المتلقِّي وإثارته؛ ومن ثَمَّ حمله على مُشارَكتهم فيما يطرَحُونه عليه من قضايا ومشكلات تتعلَّق بمجتمعهم.

 

وهناك نصوصٌ افتقدَتْ لكلِّ ذلك؛ بسبب اعتماد الشعراء على معجمٍ لغوي افتقد وهجَه الشعري جرَّاء تداوُله بين الناس في حَياتهم اليوميَّة.

 

ثم تناولت الأسلوب القصصي الذي حمل لنا في حناياه عددًا من تجارب شعرائنا الاجتماعيَّة، وقد أشرتُ في بداية دِراستي له إلى استفادة بعضِ شُعَرائنا في عرضهم لبعض قَضايا مجتمعهم ومحاولة عِلاجها من العناصر التي يستخدمُها كتَّاب القصة؛ كالراوي، والحدث، والشخصيَّات، والحبكة، والحوار.

 

ثم عرضت لنصَّيْنِ بالدِّراسة التحليليَّة، محاوِلاً الوقوف على العناصر التي استعارَها صاحباها من فنِّ القصة، ومدى توفيقهما في استخدام تلك العناصر لبناء قصيدةٍ شعريَّة موحيةٍ، متماسكة في بنائها الفني، قادرة على شدِّ المتلقِّي وجذبه إلى آفاقها؛ ومن ثَمَّ التأثير فيه، بتفصيلاتها الحيَّة الدقيقة عن الحدث المعبر عنه.

 

ثم وقفت أخيرًا على الأسلوب الرمزي، وقد أشرت في بداية دِراستي له إلى اختلافه عن الرمزيَّة بمفهومها الغربي، واتِّصاله الوثيق بالرمز بمفهومه العربي، الذي يعني: التلميح والإشارة.

 

ثم عرضت لأنماطه التي توافرت في الشعر الاجتماعي، وهي: الرمز اللغوي، واستخدام الشخصيَّات التراثيَّة، والرمز الكلي.

 

وفي دراستي للتشكيل الموسيقي في شعر شعرائنا الاجتماعي، وقفت أولاً على الأوزان، وقد تبيَّن لي أنَّ شُعَراءنا قد نوَّعوا في بناء قَصائدهم الاجتماعيَّة بين نظام القصيدة العموديَّة ونظام الشعر الحر القائم على التفعيلة، وقد أرجعت كثْرة ما جاء منه على النظام الأوَّل إلى إيثار أكثر الشُّعَراء الذين خاضُوا مُعتَرك الحياة الاجتماعيَّة بهدف الصَّلاح له؛ إمَّا لكون أغلبهم من الشعراء المحافظين والمخضرمين الذين يُفضِّلون ذلك النظام على غيره ويتمسَّكون به، أو لقُدرته في التأثير على جمهور المتلقِّين وحِرصهم على ذلك.

 

ولم أغفلْ في دراستي للأوزان الإشارةَ والوقوف على بعض التصرُّفات والمظاهر والعيوب التي وردت في عددٍ من تجارب شُعَرائنا الاجتماعيَّة.

 

كما وقفت على تنويع الشعراء في قَوافِيهم، سواء ما جاء منها على النظام العمودي، أو على نظام الشعر الحر القائم على التفعيلة.

 

وفي دارستي للموسيقا الداخليَّة أكَّدت على اهتمام معظم شُعَرائنا بتلك الموسيقا الخفيَّة التي تُسايِر موضوع التجربة المعبَّر عنها، ووقَفتُ على أبرز مَظاهِرها في عددٍ من النُّصوص الشعريَّة، ثم وقفت على بعض مظاهرها في عددٍ من الأبيات الشعريَّة.

 

وفي نهاية دراستي الفنيَّة للشعر الذي دارت حوله هذه الدِّراسة وقَفتُ على الصورة الفنيَّة التي استَعان بها الشعراء لتشكيل أحاسيسهم وأفكارهم في شعرهم الاجتماعي، وقد بدا لي تأثُّرها بثقافة الشُّعراء التراثيَّة، وبواقعهم وعَصرهم وما توافر فيه من نهضةٍ علميَّة، وينابيع ثقافيَّة متعدِّدة الروافد، حيث بدَتْ في القصائد التي عرضت لبعض قضايا المجتمع في بادئ الأمر تقليديَّة محضة، يستمدُّها الشاعر ممَّا علق بذاكرته من صُور تراثيَّة قديمة، ثم أصبحت بعد ذلك حديثة، يستمدُّها الشاعر من واقعه وحياته التي يعيشُها.

 

وقد وقفت على تنوُّع تلك الصور، فهي تارةً تكون جزئيَّة، تُعنَى بإبراز فكرة محدَّدة أو مشهد صغير، وأخرى تكون كليَّةً لا تصلح للاستقلال الجزئي، بل تجدُها طالبة لما يليها من صُوَرٍ في تتابُع وتسلسُل، وفي اتِّساع ونمو، حتى تكتَمِلَ من مجموعها الصورة الكليَّة أو اللوحة الكبرى.

 

كما وقفت على تعدُّد الوسائل والطُّرق التي انتهجَها الشُّعَراء في تصويرهم، وعلى حُضور الخيال الفاعل والمؤثِّر، ومن خلفه العاطفة المتأجِّجة في مُعظَم صُوَرِ شُعَرائنا، سواء التي اعتمَدُوا فيها على المجاز بأساليبه وطرقه المختلفة، أو على الحقيقة.

 

وبعد هذه الخلاصة أستطيعُ أنْ أُجمِلَ أهمَّ النتائج التي تمخَّضت عنها هذه الدِّراسة فيما يلي:

أولاً: أنَّ الدِّراسة قد جلت وأوضحت غناء الشعر الاجتماعي بمفهومه الإصلاحي في ديوان الشعر السعودي في هذه الفترة، وتعدد مجالاته وموضوعاته.

ثانيًا: أبانتْ هذه الدِّراسة عن المرجعيَّة الإسلاميَّة التي يصدر عنها الشعراء في دعوتهم إلى إصلاح مجتمعهم، والأخْذ بأيدي أبنائه، وتوجيههم الوجهة الصحيحة في حياتهم.

ثالثًا: أنَّه شعر بنَّاء، يسعى إلى إيجاد مجتمع ناهض سامٍ، خالٍ من العيوب والأدواء، تسمو فيه القيم والمبادئ والمثل، التي أرسَتْها الرسالة الإسلامية الغرَّاء وشريعتها السمحة.

رابعًا: جودة معظمه وتفوُّقه فنيًّا في أسلوبه وصوره.

 

وختامًا: فقد بذلت جهدي وطاقتي في هذه الدِّراسة المتواضعة، فإنْ وُفِّقتُ لما هدفت إليه فبفضل الله تعالى عليَّ وحُسن توفيقه، وإن كانت الأخرى فحسبي أنني لم أدَّخر جهدًا ولا وقتًا في سبيل إنجاز هذه الدِّراسة، ولا يُكلِّف الله نفسًا إلاً وُسعها، وما توفيقي إلاَّ بالله، عليه توكَّلت وإليه أُنيب.

 

فهرس الموضوعات

الموضوع

الصفحة

الإهداء

أ

المقدمة

ب

التمهيد

1

الباب الأول: موضوعات الشعر الاجتماعي

6

الفصل الأول: النهوض بالمجتمع

7

المبحث الأول: الدعوة إلى نشر العلم والحث عليه

8

المبحث الثاني: الدعوة إلى إنشاء المشاريع الإنمائية

26

المبحث الثالث: الدعوة إلى العمل والحث عليه

39

الفصل الثاني: الأسرة

49

المبحث الأول: قضايا المرأة

51

- الحجاب والسفور

53

- تعليم المرأة

66

المبحث الثاني: الزواج

80

المبحث الثالث: الطلاق

101

المبحث الرابع: تربية البناء

109

الفصل الثالث: التكافل الاجتماعي

116

المبحث الأول: التعريف بالفقراء والمحتاجين في المجتمع والتذكير بهم

119

البحث الثاني: الدعوة إلى مد يد العون للفقراء والمحتاجين ومساعدتهم

135

المبحث الثالث: المشاركة في بعض الحوادث والكوارث الاجتماعية

146

الفصل الرابع: علل وآفات اجتماعية

152

المبحث الأول: التكالب على حطام الدنيا

155

المبحث الثاني: النفاق

168

المبحث الثالث: الكبرياء والغرور

185

المبحث الرابع: الحسد

193

المبحث الخامس: السحر والشعوذة

198

المبحث السادس: الفراغ

204

المبحث السابع: اندفاع الشباب إلى مهاوي المدنية الحديثة

210

الباب الثاني: الدِّراسة الفنية

219

الفصل الأول: لغة الشعر الاجتماعي وأساليبه

220

المبحث الأول: اللغة

221

- النمط الفخم

223

- النمط المأنوس

229

المبحث الثاني: الأساليب

241

- الأسلوب الخطابي

241

- أسلوب التكرار

249

- أسلوب الهمس

360

- الأسلوب القصصي

269

- الأسلوب الرمزي

283

الفصل الثاني: التشكيل الموسيقي للشعر الاجتماعي

301

المبحث الأول: الأوزان

309

المبحث الثاني: القوافي

331

المبحث الثالث: الموسيقا الداخلية

341

الفصل الثالث: الصورة الفنية في الشعر الاجتماعي

354

الخاتمة

383

المصادر والمراجع

392

فهرس الموضوعات

417



[1] هناك دراسة الدكتور مسعد بن عيد العطوي عن "الشعر والمجتمع في المملكة العربية السعودية"، وقد تعذَّر عليَّ الاستفادة منها؛ لعدم وقوفي عليها إلا بعد أنْ أنهيت دراستي هذه، وشرعت في طبعها.

[2] مطبوعات معهد الدراسات العربية العالية، جامعة الدول العربية عام 1379هـ - 1959م.

[3] دار العلم للملايين، ط (5) شباط (فبراير) 1986م.

[4] مطابع الفرزدق التجارية، ط (5) 1411هـ 1990م.

[5] مطابع الفرزدق التجارية، من منشورات نادي المدينة المنورة الأدبي، ط (1) 1408هـ - 1988م.

[6] مطابع الفرزدق التجارية، ط (1) 1408هـ - 1987م.

[7] شركة ألوان للطباعة والصناعة المحدودة، من إصدارات المهرجان الوطني للتراث والثقافة، الرياض، 1412هـ،1992م.





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • الشعر في ديوان جولة في عربات الحزن(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مفهوم الشعر عند قدامة من خلال كتابه نقد الشعر(مقالة - حضارة الكلمة)
  • هل كريم الشعر يمنع وصول ماء الوضوء إلى الشعر؟(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • لماذا الشعر النبطي تجاوز الشعر الفصيح؟(مقالة - حضارة الكلمة)
  • خصائص النبي المختلف عليها (5)(مقالة - ملفات خاصة)
  • الشعر والفلسفة عند النحاة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • من فنون الشعر(مقالة - موقع د. محمد الدبل)
  • حقيقة الشعر وجوهره(مقالة - حضارة الكلمة)
  • إبداع الشعر الملحمي الإسلامي .. شعر أحمد شوقي نموذجا(مقالة - موقع د. محمد الدبل)
  • أثر الموروث الشعري القديم في ديوان الشعر السعودي الحديث(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
1- thesis
nasisakhtar - pakistan 23-02-2015 12:04 PM

m ap k thesis se istfada hasil krna chahti hn plz send me yor complete thesis

سكرتير التحرير:

شكرا للتعليق ونفيدكم أنه لا يتوفر لدينا سوى الملخص المنشور ولا يوجد تواصل مع صاحب الرسالة. 

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 19/11/1446هـ - الساعة: 13:49
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب