ألفاظ الإعلام ومدلولاتها في القرآن الكريم

ملخص الرسالة

ألفاظ الإعلام ومدلولاتها في القرآن الكريم

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين.

أمّا بعد:

فإن القرآن الكريم كتاب الله أنزله على رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - بلاغًا للناس ودعوة إلى الصلاح والاصلاح فهذه الرسالة المسماة (ألفاظ الإعلام ومدلولاتها في القرآن الكريم) إبراز لوظيفة بيانية لكتاب الله واستظهار لمهمة من مهامه لوضع بني الإنسان على الطريق الصحيح في حياتهم، وهل جاء القرآن الكريم إلا بلاغًا للناس ولينذروا به وليذكر أولو الألباب، وجاءت السنة النبوية تبليغًا لكتاب الله الذي حمل للناس خيري الدنيا والاخرة.

سبب اختيار الموضوع:

من خلال رؤيتي للرسائل المطروحة وجدت أنها بعيدة كل البعد عن ما يدور على الساحة الآن، وكيف أن أعداء الله قد وجهوا عداءَهم وبغضهم للاسلام من خلال وسائل الإعلام المسموعة والمرئية وذلك حسب ادعائهم بأن الإسلام دين إرهابي ودين لا يعرف إلا العنف وهجومهم على القرآن وعلى شخص الرسول - صلى الله عليه وسلم - وجدت أنه من الواجب علينا كمسلمين أن ندافع عن ديننا وقرآننا وعن شخص نبينا - صلى الله عليه وسلم - لذا كان اختياري لهذا الموضوع (ألفاظ الإعلام ومدلولاتها في القرآن الكريم) لأبين كيف أن القرآن هو إعلام رباني وكيف أنه يدعو إلى نبذ العنف من خلال الأخذ بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن.

أهمية الموضوع:

لقد رسم القرآن الكريم معالم الإعلام الصالح المستمد من دستوره الجامع في الدعوة والبيان والبلاغ والإرشاد، بل إن الله سبحانه وتعالى منَّ على الأمة الإسلامية بوصفها أنها خير أمة أخرجت للناس لأنها تأمر بالمعروف وهذه مسألة إعلامية، وتنهى عن المنكر وهذه مهمة إعلامية أيضًا والذي يرجع إلى كتاب الله يجد آيات صريحة تأمر المسلم بابلاغ كلام الله إلى غيره من الناس قال تعالى ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف: 108] وأثنى الله عز وجل على رجل الدعوة المسلم فقال عز وجل ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33] كل هذا يدل على أن الإسلام دين الإعلام والإخبار والنشر والدعوة والإرشاد والانتشار لهداية الناس أجمعين.

وتكمن أهمية الموضوع في النقاط التالية:

1- خطورة الإعلام وتأثيره في المجتمعات المسلمة.

2- يبرز الصورة المشرقة للإعلام الإسلامي.

3- يحفظ الأمة الإسلامية من هيمنة الإعلام المعادي.

ولأهمية هذا الموضوع، ولما وجدته من رغبةٍ عندي، آثرت الكتابة في هذا الموضوع.

منهجية البحث أو منهج البحث:

سيقوم الباحث بتخريج كل نقطة من ألفاظ الإعلام وقول أهل اللغة فيها كما أنه سيقوم بتخريج الآيات التي تخص كل لفظة من الألفاظ الإعلامية الواردة في القرآن الكريم. فضلًا عن تعريفه للإعلام وأهميته وأهدافه وكذلك الإعلام الإسلامي والسمات التي تميزه عن غيره من خلال مراجعة المصادر التي تخص هذه المواضيع.

مشكلة البحث:

أصبح من الضرورة تحديث الدراسات الدينية والشرعية من خلال الانفتاح على العلوم العصرية الحديثة وتطعيم الدراسات الفقهية والعقدية بها خصوصًا في ظل الحوار مع الغرب أو حوار الحضارات وتلاقح الثقافات. فالدعاة والمثقفون والأكاديميون مطالبون بدور فعال يقومون به ومهمة تلقى على عاتقهم لإعادة انتاج خطاب إسلامي حديث يستلهم مبادئ الإسلام السمحة المستمدة من كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - فعلينا أن نحرص على الاستفادة من قطاع الإعلام وتوظيفه بالشكل الذي يعيده إلى التوازن المطلوب ويوصل رسالة إلى الآخر حول إنسانية وسماحة الإسلام.

خطة البحث:

وقد قسمت الرسالة على أربعة فصول وخاتمة.

الفصل الأول: (التعريف بالمصطلحات) يحتوي هذا الفصل على ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: مفهوم الإعلام، تعريفه، أهميته، أهدافه وتعريف الإعلام الإسلامي وأهميته، وأهدافه، وخصائصه.

المبحث الثاني: الاتصال، تعريفه، عناصره، أقسامه، أنماطه.

المبحث الثالث: الألفاظ القرآنية التي تدل على مفهوم الإعلام، وقسمته إلى ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: الألفاظ الصريحة الدالة على الإعلام وهي: أذن، بلغ، قص، نادى، نبأ، حرض، دعا، شاع، ذاع، علم، علن، حدث، خبر، كلم، حاور، بان.

المطلب الثاني: الألفاظ القرآنية التي تدل على مفهوم الإعلام ضمنيا وهي: جهر، قول، جدل، زعم، أتى، كبر، سمع.

المطلب الثالث: الاساليب الإعلامية التي وردت في القرآن ودلت دلالة واضحة على الإعلام والاخبار وهي:

1- أسلوب البشارة.

2- أسلوب الإنذار.

الفصل الثاني (الألفاظ الإعلامية المباشرة) وضمنته مبحثين:

المبحث الأول: الألفاظ الإعلامية القولية المباشرة، ويحتوي على الألفاظ القرآنية الآتية:

أذن، بلغ، قص، نادى، نبأ، حدث، خبر، كلم، حاور.

المبحث الثاني: الألفاظ الإعلامية الفعلية المباشرة، ويحتوي هذا المبحث على الألفاظ القرآنية الآتية: حرض، ذاع، دعا، شاع، علم، أعلن، بان.

الفصل الثالث: (الألفاظ الإعلامية غير المباشرة) وضمنته مبحثين:

المبحث الأول: الألفاظ الإعلامية القولية غير المباشرة، ويحتوي على الألفاظ القرآنية الآتية: جدل جهر، قول، جدل، زعم، كبر.

المبحث الثاني: الألفاظ الإعلامية الفعلية غير المباشرة، ويحتوي هذا المبحث على الألفاظ القرآنية الآتية: أتى، سمع.

الفصل الرابع: (الأساليب الإعلامية في القرآن الكريم) ويحتوي هذا الفصل على مبحثين:

المبحث الأول: أسلوب الترغيب والترهيب ويتضمن:

أسلوب البشارة وأسلوب الانذار، أسلوب الاستعانة بمنطق الأحداث في الدعوة.

المبحث الثاني: الاساليب الفنية في القرآن الكريم ويتضمن:

أسلوب التكرار في القرآن الكريم، أسلوب التصوير الفني في القرآن الكريم.

أما المشاكل التي واجهتني في كتابة الرسالة فهي كثيرة منها:

تهجيري من البصرة إلى الموصل بسبب الظروف الأمنية التي واجهتها المدينة من قتل وغدر وتشريد وما إلى ذلك، أما الوضع في الموصل فلا يقل عن وضع البصرة شيئًا من حظر للتجوال مما دعا إلى قلة المصادر والتأخر في تقديم الرسالة.

وقد اعتمدت في هذا التقسيم للألفاظ المباشرة وغير المباشرة والقولية والفعلية والأساليب الإعلامية في القرآن الكريم على أهم المصادر المثبتة في الرسالة ومنها:

كتب اللغة: كالقاموس المحيط، لسان العرب، المفردات في غريب القرآن، مختار الصحاح.

كتب التفسير: تفسير الطبراني، تفسير الكشاف، البحر المحيط في التفسير، تفسير ابن كثير، البيضاوي، الشعراوي.

كتب الإعلام: أصول الإعلام الإسلامي، الإعلام في صدر الإسلام، الإعلام في القرآن الكريم وغيرها من المصادر.

الخاتمة

من خلال جهد الباحث المتواضع لموضوع الرسالة توصل إلى النتائج الآتية:

1. إن القرآن الكريم قد حوى في سوره كثيرًا من ألفاظ الإعلام وقد وظف هذه الألفاظ توظيفًا بيانيًا يتناسب مع سياق الآيات الواردة فيها.

2. إننا نواجه في هذا العصر بتيارات فكرية معادية لمبادئ الإسلام وللاديان بصفة عامة، وهي تغزو عقول الشباب في كل أنحاء العالم، ومقاومة مثل هذه التيارات ينبغي أن تتم في اطار الاساليب والوسائل التي وضعها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتوجيه من ربه وحققت كل هذا النجاح والانتشار للدين القيم.

3. إن مبادئ الإعلام السليم التي نحن في أشد الحاجة إليها الآن سواء في الدعوة الدينية أو الاجتماعية أو السياسية تتضح لنا في أجلى صورة وأوضح بيان في القرآن الكريم، وهي بعد تمثل توجيهًا إلهيًا وسنة نبوية تتصف بكل الكمال.

4. أن غياب هذا الإعلام الرباني من الساحة اليوم قد أتاح الفرصة للدعايات المغرضة التي تسعى لاحتكار الدعوة لنفسها والتأثير بها نحو التطرف أو التقوقع مما يمثل دعوة إلى الهدم أو الجمود في عالم يبني ويتقدم بإيقاع سريع مما يؤخر الأمة الإسلامية عن ملاحقة التقدم الحضاري الذي نجحت في تحقيقه أو عهدها بالإسلام.

5. أسلوب التكرار في القرآن الكريم: إن استعمال التكرار في الأساليب القرآنية له غاية وذلك من أجل تحقيق الاقتناع العقلي للغايات الكبرى في العقيدة كالتوحيد والبعث والحياة الأخرى، باعتبار أن تلك الغايات هي الأساس الذي يقوم عليه الدين، وبالإيمان بها يتحدد مصير الإنسان في الدنيا والآخرة.

6. أما أسلوب التصوير فله أثر إعلامي كبير في نفوس العرب الذين كانوا يعلمون بفصاحة القرآن وبلاغته وهذا التصوير الفني للألفاظ قد أثر في كثير من المشركين مما دعاهم إلى أن يؤمنوا برسالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

فهرس المحتويات