ملخص الرسالة

الصرف بين معاني القرآن للفراء

ومعاني القرآن للأخفش

المقدمة:

الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله والصلاة والسلام على الرحمة المهداة والسراج المنير محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فقد شاء الله تعالى أن تكون دراستي في البحث المعد لنيل درجة الماجستير، دراسة تناولت فيها الجانب الصرفي عند عالمين من أشهر علماء القرن الثاني الهجري، نبغا في علوم شتى كاللغة والنحو والصرف والفقه والقراءات والحديث، فأوتيا من كل منها حظًا وفيرًا، وهما أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء (ت2.7هـ)، وأبو الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش الأوسط (ت215هـ) ولم أكن قد فكرت بهذا الموضوع من قبل، لكن الدكتورة خديجة زبار هي التي نبهتني عليه، فسررت بذلك لأنني كنت من المحبين لمواضيع الصرف، ولاسيما موضوعات الموازنة، وقد اتفق على أن تكون الدراسة تحت عنوان:

((الصرف بين معاني القرآن للفراء ومعاني القرآن للاخفش - دراسة موازنة)). وأود أن أشير إلى أن اسم الفراء تقدم على اسم الأخفش في عنوان الرسالة، وذلك لأن وفاة الفراء كانت قبل وفاة الأخفش، أما في التمهيد والفصول فقد كان الأخفش يتقدم على الفراء، وذلك لأن الأخفش كان أسبق في تأليف الكتاب وثم بعد ذلك الكسائي، وعمل الفراء كتابًا في ذلك عليهما.

ولقد قسمت الدراسة إلى تمهيد وأربعة فصول وخاتمة.

خصصت التمهيد بإعطاء فكرة عمن سبقني في الدراسة، وكذلك بإعطاء نبذة موجزة عن حياتهما وكذلك عن أهمية الكتابين في الدرس الصرفي.

أما الفصل الأول: فدرست فيه الدرس الصرفي بين البصريين والكوفيين وقد قسمته إلى مباحث ثلاث:

درست في المبحث الأول: أوليات علم الصرف.

وفي المبحث الثاني: الصرف لدى البصريين.

أما المبحث الثالث: فكان الصرف لدى الكوفيين.

أما الفصل الثاني: فقد درست فيه مصادر ثقافة الأخفش والفراء في الدرس الصرفي / وقد قسمته إلى مبحثين:

المبحث الأول: مصادر ثقافة الأخفش في الدرس الصرفي.

المبحث الثاني: مصادر ثقافة الفراء في الدرس الصرفي.

أما الفصل الثالث: فقد درست فيه أدلة الصناعة عند الأخفش والفراء، وقد قسمته إلى مبحثين:

المبحث الأول: أدلة الصناعة عند الأخفش.

والمبحث الثاني: أدلة الصناعة عند الفراء.

أما الفصل الرابع: فقد درست فيه المصطلح الصرفي والموضوعات الصرفية عند الأخفش والفراء، وقد قسمته إلى مبحثين:

المبحث الأول: تناولت فيه المصطلح الصرفي وعرضت فيه عرضًا شاملًا لأهم موضوعات الصرف التي ذكرها الأخفش والفراء.

أما المبحث الثاني: فقد ذكرت فيه الدلالة الصرفية عند الأخفش والفراء.

ولخصت في الخاتمة أهم النتائج التي توصلت اليها خلال البحث. متبعًا ذلك ثبتًا بالمصادر والمراجع التي اعتمدت عليها في الدراسة، ثم ختمت البحث بملخص له باللغة الإنكليزية.

وبعد فلا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل والامتنان الكبير إلى أستاذتي الفاضلة الدكتورة خديجة زبار عنيزان الحمداني التي أشرفت على إعداد هذه الرسالة شاكرة لها توجيهاتها وإرشاداتها السديدة ومتابعتها إياي في السير في خطوات البحث مذ كان عنوانًا حتى استوى على هيئته هذه، وأشكر حسن ثقتها وتشجيعها إياي تشجيعًا متواصلًا مما كان حافزًا إلى إنجاز البحث وإتمامه، مذللة كلمات الشكر والعرفان لما اتسمت به من دماثة الخلق، وروح الأخت التي أخذت بيدي حيث السماحة وإقرار الثقة بالنفس مما جعلني أنجز عملي هذا، وهي تصحبني حيث اليسر والدقة العلمية مستنيرة بأفكارها وآرائها التي أغنت البحث، فلها مني شكر وعرفان تفيض بهما كلماتي.

وأرى من الواجب علي أن اشكر الأساتذة الكرام الذين لم يبخلوا علي في تقديم ما أعانني على إنجاز الرسالة، وأخص منهم أستاذنا الفاضل الدكتور الشيخ كاصد ياسر الزيدي، الذي نور لي أول خطوة في طريقي إذ صحح لي عنوان الرسالة، إذ كان (بين معاني القرآن للفراء ومعاني القرآن للأخفش دراسة صرفية موازنة) فعدل العنوان إلى أن أصبح (الصرف بين معاني القرآن للفراء ومعاني القرآن للاخفش - دراسة موازنة -).

وكذلك أستاذي الدكتور علي جميل السامرائي الذي كان كثير الحرص على متابعتي في إنجاز هذا البحث.

وأخص بالشكر والتقدير أستاذي الفاضل الدكتور حسن منديل العكيلي بما أعانني من الكتب القديمة والحديثة التي أعانتني على إنجاز الرسالة.

وأشكر عائلتي الكريمة التي صابرت وصبرت معي في كل مناحي حياتي وأفرد شكرًا خاصًا للصديقات أسيل خالد وسها عبد وسعاد جاسب ومريم علي.

وأشكر كل من مد لي يد العون والمساعدة، ولو بكلمة تفاؤل أو دعاء بالتوفيق فلهؤلاء جميعًا شكري وعرفاني.

الخاتمة:

في نهاية هذا البحث وفي نهاية المرحلة العلمية المضنية الشاقة والمتعة في الدرس الصرفي أقف عند ختامها، لأضع بين يدي القارئ أبرز النتائج، التي توصلت اليها في هذا البحث وهي على النحو الآتي:

1- أن الموازنة كانت قائمة بين عالمين من علماء البصرة وهو الأخفش (ت215هـ)، وعالم من علماء الكوفة وهو الفراء (ت2.7هـ).

2- كان كتابيّ معاني القرآن من أهم الكتب التي ألفها العالمان، إذ أنهما تفسيران لغويان يشتملان على كل القضايا الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية.

3- إن الأخفش كان أسبق في تأليف الكتاب من الفراء، ولكن لم نعرف هل أن الفراء نقل عن الأخفش أو أخذ عنه أو لا.

4- كان للعالمين الكثير من الآراء الصرفية المهمة، التي أغنت الرسالة بآراء علمية.

5- كان الأخفش كثير المخالفة لأستاذه سيبويه، على الرغم من تلمذته على يده.

6- برز الكثير من العلماء الذين سبقوا الأخفش في الدرس الصرفي في البصرة وهم: ابن أبي إسحق (ت117هـ)، عيسى بن عمر (ت149هـ)، أبو عمرو بن العلاء (ت 154هـ)، الخليل (ت175هـ)، سيبويه (ت180هـ)، يونس بن حبيب (ت183هـ)، أبو محمد اليزيدي (ت202هـ)، قطرب (ت206هـ)، وصولًا إلى الأخفش الأوسط، (ت215هـ)، وكذلك سبق الفراء الكثير من العلماء في الدرس الصرفي في الكوفة وهم: الكسائي (ت189هـ)، الأحمر (ت194هـ)، وصولًا إلى الفراء (ت2.7هـ).

7- اعتمد العالمان اعتمادًا كبيرًا على الأخذ من الشيوخ ومن العرب الفصحاء، فقد أخذ الأخفش علم الصرف من شيوخ عدة، وهم: عيسى بن عمر الثقفي (ت149هـ)، أبو عمرو بن العلاء (ت154هـ)، أبو الخطاب الأخفش الأكبر (ت157هـ)، الخليل (ت175هـ)، سيبويه (ت180هـ)، يونس بن حبيب (ت183هـ)، أبو زيد الأنصاري (ت214هـ)، أبو عبد الله (ت231هـ)، وقد أخذ الفراء أيضًا علم الصرف من شيوخ عدة وهم: قيس بن الربيع (ت165هـ)، مندل بن علي (ت167هـ)، حبان بن علي (ت171 هـ)، الخليل (ت 175هـ)، يحيى بن سلمة (ت 179هـ)، إسماعيل بن جعفر المديني (ت 180هـ)، سيبويه (ت 180هـ)، ابن المبارك (ت 181هـ)، الكسائي (ت 189هـ)، الرؤاسي (ت 190هـ)، محمد بن الفضل (ت 195هـ)، سفيان بن عيينة (ت 198هـ)، علمًا أن أخذهم من الشيوخ كان بصورة مباشرة وغير مباشرة.

8- كان العالمان يختلفان في تسمية البعض من سور القرآن الكريم.

9- أولى الفراء للحديث الشريف عنايته واستشهد به لعدة أمور، على العكس من الأخفش الذي كان معرضًا عن الاستشهاد بأحاديث النبي- صلى الله عليه وسلم -، ولا سيما في المجال الصرفي.

10- أكثر الأخفش والفرَّاء من الاستشهاد بشعر العرب قصيده ورجزه، وكانا يذكران اسم الشاعر حينًا ويغفله حينًا، وقد استشهدا بأبيات لا يعرف قائلوها.

11- أفاد الأخفش والفراء من أقوال الفصحاء من الصحابة ومن عامة العرب، واستشهد الفراء ببعض الأمثال على العكس من الأخفش الذي أخرجها من دائرة احتجاجه.

12- كان الأخفش والفراء يستشهدان كثيرًا بلغات القبائل.

13- اهتم الأخفش والفراء بظاهرة القياس، إذ كانا في أحيان يصرحا بذكر كلمة القياس وكانا في أحيان أخرى يستبدلانها بكلمات أخرى كـ(مثل)، (مثل قولك).

14- كان الأخفش يستعمل دليل ( العلة )، على العكس من الفراء الذي لم يستعمل هذا المصطلح.

15- استعمل الأخفش والفراء دليل (استصحاب الحال).

16- يأخذ الفراء بالإجماع ويجعله حجة، فيما يتصل بالقراءات خاصة، على العكس من الأخفش الذي لا يأخذ بهذا الدليل في المادة الصرفية.

17- استعمل الأخفش والفراء الكثير من المصطلحات الصرفية التي اتفقا في بعض منها واختلفا في البعض الآخر فمثلًا أنهما يتفقا على مصطلح التضعيف للأفعال المضعفة، وكذلك مصطلح الاشتقاق واسم المفعول واسم المكان الذي كان يطلق عليه في أحيانٍ أخرى (الموضع) وكذلك يتفقان بذكرهما لمصطلح النسب أما المصطلحات التي اختلفا فيها فهي مثلًا: الميزان الصرفي لا يصرح الأخفش بهذا المصطلح بينما يصرح الفراء بهذا المصطلح، وكذلك المبني للمجهول الذي لم يصرح به الأخفش والذي يطلق عليه الفراء ما لم يسم فاعله، واسم الفاعل الذي يطلق عليه الأخفش اسم الفاعل أما الفراء فيطلق عليه الفعل الدائم، واسم الآلة الذي لا يصرح به الأخفش بينما يصرح به الفراء، ومصدر المرة الذي لا يصرح به الأخفش بينما يصرح به الفراء، والتصغير الذي يسميه الأخفش التصغير، بينما الفراء يسميه التحقير.

18- تناول الأخفش والفراء الكثير من الموضوعات الصرفية، فمثلًا في موضوع التصغير، في تصغير كلمة سنة فيجعل الأخفش تصغيرها على سُنَيَّة وسُنَيْهَة. أما الفراء فيجعل تصغيرها سُنَينة.

وفي موضوع جمع معيشة ومصيبة يجمعها الأخفش والفراء على مفاعل معايش ومصائب أما مدينة ورسالة فتجمع مدائن ورسائل فعائل وفي موضوع النسب فمثلًا كوكب درىٌَ، الأخفش يقول درى من درأ فعيل - درى - فعيل. أما الفراء فيقول درى ينسبه إلى الدر فيكسر أوله ولا يهمز. وغيرها من الأمثلة كثير.

19- وكذلك اتفقا في أغلب المواضيع الصرفية والدلالية من ذلك: الميزان الصرفي، والأفعال، والمشتقات، والمصدر، والنسب، والتصغير، والإعلال والإبدال والإقلاب، والجمع، والاسم الممدود والمقصور والمنقوص، والزيادة والحذف.

أخيرًا أدعو الله العلي القدير أن أكون قد وفيت ولو جزءًا يسيرًا من الإخلاص نحو هذين العالمين من أعلام الفكر اللغوي، معتذرة عما بدا مني من خطأ وضعف في الرؤية في هذا البحث.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وسلم تسليمًا كثيرًا…

Conclusion

By the end of an exerted and joyful scientific stage in conjugation subject, I present to the reader the most outstanding results, which I reach to in this research. The results are as follow:

1- The balance was outstanding between the Al-Basrah Scientist whose name “Al-Akhfash” (215AI.) and Al-Kufa Scientist (Al-Fura’a) (2.7AI).

2- The most prominent books, which had been composed by the given Scientists, were the books of Holy Quran Meanings. Which were linguistic interpretations including indicated, grammatical, phonetic and conjugated matters.

3- Al-Akhfash was preceding Al-Fura’a in comprising the given book, but actually we don’t know either Al-Fura’a quoted from Al-Akhfash or took from him.

4- The two given scientists had many promonent opinions about conjugation which enrich the thesis with scientific opinion.

5- Al-Akhfash was different from his Master “Sebawayh” although he was a student under his hand.

6- There were many outstanding scientists who proceeded Al-Akhfash in conjugation subject in Al-Basrah. The scientist were “Ibn Abi Asihaq” (117AI.). “Essa Bin Omar” (149AI.). Abu “Amro Bin Al-Ulaa” (154AI). “Al-Khalil” (175AI). “Sebaweyh” (18.AI.). “Yunis Bin Habib” (183AI.). Abu Mohammed Al-Yazeedi” (2.2AI.). “Kutrib” (2.6 AI.) and “Al-Akhfash” (215AI.) also there were may scientists proceeded Al-Fura’a in conjugation subject in Al-Kufa who were “Al-Kissai” (189AI.). “Al-Ahmar” (194AI.) and Al-Fura’a (2.7AI).

7- The two Scientists were hugely concentrating on senators and eloquent Arabs, Al-Akhfash took the conjugation science from many senators who were Essa Bin Amra Al-Thafi (149AI.), “Abu Amru Bin Al-Alaa (154AI) “Abu Khatab Al-Akhfash the biggest” (157AI), “Al-Khalil” (175AI), “Seebawayh” (18.AI), “Yunis Bin Habib” (183AI), “Abu Zaid Al-Anssari” (214AI), “Abu Abdul Allah” (231AI) and Al-Fura’a also took the conjugation science from many senators who were Qais Bin Al-Rabia’a (165AI), Mandil Bin Ali (167AI), “Haban Bin Ali” (171AI), “Al-Khalil” (175AI), “Yahia Bin Salma” (179AI), Esmail Bin Jaffar Al-Madini (18.AI), “Seebawayh” (18.AI), “Ibn Al-Mubarik” (181AI), “Al-Kissa’I” (189AI), “Al-Rawasi” (19.AI), “Mohammed Bin Al-Fadhil” (195AI), “Swffian Bin ‘Aena” (198AI).

8- The both scientists were different in naming some of “Holy Quran Ayat”.

9- Al-Fura’a largely tended “Al-Hadeth Al-Sharef” and took it into consideration in many matters, but Al-Akhfish on the contrary who object to recite Al-Hadith Al-Shareef of prophet (Mohammed the Messenger Of God) specially in conjugations field.

10- Both scientists retied largely Arab Poetry, the mentioned the name of the poets in some poems and nested other.

11- Al-Akhfish got benefit from elegant men wise saying and Arabs, besides, Al-Fura’a reticed some of wise saying.

12- Al-Akhfash and Al-Fura’a retied the languages of tribes.

13- Al-Akhfash and Al-Fura’a largely tended with measurement phenomena they sometimes used the same term on other time, used words just like (for example) or (like your speech).

14- Al-Akhfash used (the vowel indications), but Al-Fura’a didn’t empty such term.

15- Al-Akhfash and Al-Fura’a employed “Condition” indication.

16- Al-Fura’a and Al-Akhfash used many conjugation terms, they agreed upon some of such terms and disagreed on other, e.g. they agreed on multiple. Term also diversion term (object), but they disagreed each other on conjugation scale, passive voice and subject.

17- They dealt with many conjugation subjects (e.g.) the word “year” had many variation according to there two scientists, also the word city and message that can be collated as cities and messages.

18- Al-Akhfash and Al-Furaa deal with many subjects of conjugation, for example in the subject of minimizing word, just like the word “year”. In the subject of plural, the words “disaster”, and living, its plural (disasters and livings), and (city – Message) would be cities and messages.

19- They also agreed upon many “conjugation subject and indication term” just like “conjugation scale verbs, derivations, infinitive, plural, shorting and expanding name, suffixes and omitting.

Finally I deeply thanks our God for completing partially about these two linguistic scientists.