ابن هاشم الخضراوي آراؤه النحوية والصرفية ومنهجه

ملخص الرسالة

ابن هاشم الخضراوي

آراؤه النحوية والصرفية ومنهجه

المقدمة

الحمد لله خالق البرية، والصلاة والسلام على معلم البشرية، نبينا محمد، وعلى آله العترة النقية؛ وبعد...

فقد شهدت بلاد الأندلس تألقًا في الدراسات النحوية والصرفية بما حفلت من نحاة بارزين وأئمة مؤلفين، تركوا مؤلفات شهيرة أثرت النحو والصرف بمختلف الآراء.

وسطع أولئك الأعلام في تلك البقاع، وذاعت أخبارهم، وأشير إليهم بالبنان، وسارت بذكرهم الركبان، وقامت حولهم الكثير من الدراسات والأبحاث.

وكان من خلفهم نحاه دونهم في الشهرة، لم يذع لهم صيت، ولم يقف عندهم التاريخ، مع أنهم ساهموا في دفع عجلة الدراسات النحوية والصرفية.

ومن هؤلاء محمد بن يحيى بن هاشم بن عبد الله الخضراويّ، المتوفى سنة 646هـ وقد عاش في فترة خصيبة في تاريخ النحو الأندلسيّ وأدلى بدلوه في التأليف، فكان له ستة مصنفات[1].

وهذا يدل على علو كعبه في النحو، لكن مؤلفاته امتدت لها يد البلى، وطالتها عوادي الأيام.

وإن من فضل الله على النحو أن جعل النحاة يوردون في مؤلفاتهم الكثير من آراء غيرهم، ناقدين أو شارحين.

وفي جمع تلك الآراء المتناثرة في بطون الكتب، ولم شتاتها، وشذراتها إحياء لموات الكثير من المؤلفات.

لذلك أحببت إلقاء الضوء على آراء ابن هشام الخضراويّ ومنهجه، وذلك من خلال تتبع آرائه في المؤلفات النحوية المختلفة.

وقد اقتضت طبيعة البحث أن يشتمل على مقدمة وتمهيد وأربعة فصول وخاتمة.

المقدمة: تشمل أهمية البحث، وسبب اختياره، ومنهجه.

التمهيد: عرض لبيئة الخضراويّ وعصره.

الفصل الأول: عنوانه (حياة الخضراويّ)، ويشتمل على ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: (نسبه ونشأته) وفيه مطلبان:

المطلب الأول: اسمه ونسبه.

المطلب الثاني: نشأته وحياته.

المبحث الثاني: (شيوخه وتلاميذه) وفيه مطلبان:

المطلب الأول: شيوخه.

المطلب الثاني: تلاميذه.

المبحث الثالث: (مؤلفاته ومكانته العلمية ووفاته) وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: مؤلفاته.

المطلب الثاني: مكانته العلمية.

•المطلب الثالث: وفاته.

• الفصل الثاني: (آراء الخضراويّ النحوية)، مرتبة على أبواب النحو.

• الفصل الثالث: (آراء الخضراويّ الصرفية)، مرتبة على أبواب الصرف.

• الفصل الرابع: (منهجه ومذهبه النحوي) ويشتمل على مبحثين:

المبحث الأول: (منهجه) ويشتمل على خمسة مطالب:

• موقفه مـن القياس والسماع والتعليل والتأويل والمصطلح والاحتمالات.

المبحث الثاني: مذهبه النحوي ويشمل ثلاثة مطالب:

• الآراء التي وافق فيها البصريين.

• الآراء التي وافق فيها الكوفيين.

• الآراء التي انفرد بها.

الخاتمة: وتتضمن أهم النتائج التي أسفر عنها البحث وكشفت عنها الدراسة.

• ثم الفهارس الفنية.

فهرس الآيات القرآنية الكريمة.

فهرس الأحاديث الشريفة.

فهرس الأمثال.

فهرس الأبيات الشعرية.

فهرس الأعلام.

فهرس المصادر والمراجع.

فهرس المحتويات.

الخاتمة

وفي الختام أحمد الله بانتهاء الرحلة العلمية مع ابن هشام الخضراويّ وآرائه النحوية والصرفية.

وقد أسفر البحث وكشفت الدراسة عن نتائج قيمة يمكن إجمالها فيما يلي:

ضم البحث المقدمة ثم التمهيد الذي شمل الحديث عن عصر ابن هشام الخضراويّ، وبيئته، وقد كان العصر الذي أظل الخضراويّ زاخرًا بالعلماء، والبيئة التي احتضنته مشجعة للعلم.

واحتوى الفصل الأول على ترجمة الخضراويّ، وفيه ثلاثة مباحث: المبحث الأول (نسبه ونشأته) وفيه مطلبان: المطلب الأول: نسبه ومولده، والمطلب الثاني: نشأته وحياته.

وأهم نتائج هذا الفصل:

1- أن ابن هشام الخضراويّ نشأ في مدينة (الخضراء) ولذلك لقب بهذا اللقب.

2- أن كتب التراجم، والطبقات لم تتناول حياته بالتفصيل، والإيضاح، وإنما الذي وجد عنه، نزر يسير ونبذ مختصرة.

3- أن ابن هشام الخضراويّ من النحاة الأفذاذ اللذين أثروا المكتبة النحوية بمؤلفاتهم، ولا غرو فقد عاش في عصر كان يُشجع فيه العلم، وكانت مدينته الخضراء تزخر بالعلماء والمفكرين.

ثم المبحث الثاني كان عن (شيوخه وتلاميذه): وفيه مطلبان: المطلب الأول: شيوخه، والمطلب الثاني: تلاميذه.

وأهم نتائج هذا المبحث:

1- أنه تلقى النحو عن علماء لهم مكانتهم العظيمة، وهم: أبو ذر الخشني، والرنديّ، وابن خروف.

2- أن كثيرًا من النحاة انتفعوا بعلم الخضراويّ الغزير، وذلك مثل: الشلوبين الملقب بالأستاذ.

• وتحدث المبحث الثالث عن مؤلفات الخضراويّ، ومكانته العلمية، ووفاته، وأهم نتائج هذا المبحث:

أن الخضراويّ كان معجبًا بأبي علي الفارسي، وكتابه الإيضاح حيث دار حول هذا الكتاب يشرحه، ويلخّصه فكانت له مؤلفات لشرح هذا الكتاب، وتلخيصه وهي:

• الإفصاح بفوائد الإيضاح.

• فصل المقال في أبنية الأفعال.

• المسائل النخب.

• الاقتراح في تلخيص الإيضاح.

• النقض على الممتع لابن عصفور.

• شرح الاقتراح.

2- أن تلك المؤلفات فقدت عبر العصور، ولم يبق منها إلا شذرات في كتب من جاء بعده ونقل عنه.

3 - مع عظم مكانه إلا أنه لم ينل حظه من الذيوع، والشهرة لضياع مؤلفاته.

كان الخضراويّ رأسًا في العربية، والأدب، والقراءات، والنحو.

4- أخذ من الخضراويّ كوكبة عظيمة من النحاة الذين ذاع صيتهم مثل: ابن مالك، ابن عقيل، أبي حيان، ابن هشام المصري، والسيوطي، والأزهري، والصبان.

5- توفي الخضراويّ في تونس سنة ستة وأربعين وستمائة هجرية، قضاها في رحاب النحو، والشعر والأدب.

• وشمل الفصل الثاني آراء الخضراويّ النحوية، مرتبة على حسب ألفية ابن مالك، وكان أهم نتائج هذا الفصل:

1- كانت آراء الخضراويّ إحدى وثمانين مسالة في النحو.

2- شملت آراء الخضراويّ أكثر أبواب ألفية ابن مالك.

• وضم الفصل الثالث آراء الخضراويّ الصرفية.

وكانت مرتبة على حسب ألفية ابن مالك.

وكان أهم نتائج هذا الفصل:

كانت آراء الخضراويّ الصرفية تسع عشرة مسألة.

تم مناقشة كل رأي، وتوضيح آراء النحاة الآخرين فيه.

• واشتمل الفصل الرابع على منهج ابن الخضراويّ ومذهبه النحوي، وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: اشتمل على ستة مطالب.

المطلب الأول: كان عن السماع، وأهم نتائج هذا المطلب:

1-كان الخضراويّ يحترم السماع، واعتمد على ذلك كثيرًا في آرائه فكان يصدر عنه، واتضح ذلك في كلامه مثلًا: في حديثه عن كلا وكلتا قال: (وقد حكاه الثقات منهم، الكسائي والفرّاء).

2- استشهد الخضراويّ بست آيات قرآنية في آرائه.

3- استشهد بالأحاديث الشريفة، فكان عدد الأحاديث التي استشهد بها أربعة أحاديث.

4- استشهد بالكثير من الأبيات الشعرية، مع عدم ذكر قائلها.

5- استشهد بأقوال العرب، وأمثالهم في آرائه.

6- كان اعتماده على السماع سببًا لتميزه بقوة الحجة في طرح رأيه مثل: قوة حجته فيما يلي:

• نصب جمع المؤنث السالم بالخفض والتنوين.

• وقوع خبر "أن" بعد "لو" جامدًا.

• إعمال اسم الفاعل.

• حتى بمعنى إلا.

وتحدث المطلب الثاني عن القياس، وكان أهم نتائج هذا البحث:

كان اعتماد الخضراويّ على القياس واضحًا في الكثير من كلامه مثل:

• في تثنية ما خامسه ألف زائدة ذكر الخضراويّ (أن سيبويه لم يحكِ شيئًا من هذا كله، ولا أجازه، وإنما هي شواذ فلا ينبغي أن تقاس).

ودار المطلب الثالث عن التعليل، وأهم نتائجه:

تميز الخضراويّ بالقدرة الفائقة في التعليل، والاحتجاج، فكان يعلّل لآرائه بما يؤكد صحة قوله مثل:

• تعليله لتصغير "ظَرابّي" على ظُرَيِبِيْن بـ: (لأن الياء بدل من النون).

• علل تثنية حواء بـ "حواءان" (لأن الياء قبل الهمزة واو مشددة والواو المشددة واوان فكرهوا الجمع بين ثلاث واوات).

• كان لديه خمسة عشر تعليلًا.

واشتمل المطلب الرابع على المصطلح النحوي، وكان أهم نتائجه:

استخدم الخضراويّ الكثير من المصطلحات البصرية مثل (المضمر - الخبر - الفعل المتعدي واللازم - المفعول - الحال - التمييز - الجر - الصفة - العطف - البدل - عدم الصرف - أسماء الأفعال) مما يدل على أنه يميل إلى المذهب البصري.

وتحدث في المطلب الخامس عن الاحتمالات، وكان أهم نتائج هذا المطلب:

1- لم يكثر الخضراويّ في آرائه من الاحتمالات، ولم يوردها في آرائه إلا مرة واحدة، وذلك حين قال (أجاز بعض أهل عصرنا أن نقول: "زيدٌ عمروًا ضاربه هو" فيكون جاريًا على من هو له، وترفع الضمير به، أو تجعله توكيدًا).

ثم ضم المبحث الثاني الحديث عن مذهبه النحوي، وكان أهم نتائج هذا المبحث:

1- أن الخضراويّ كان يظهر عليه سمة المدرسة الأندلسية، فكان منهجه انتخابيًا.

2- وافق الخضراويّ البصريين في تسع مسائل.

3- وافق الخضراويّ الكوفيين في تسع مسائل.

4- كان للخضراويّ شخصيته المستقلة، وفكره الواضح، فكان له آراء انفرد بها، وكانت سبع عشرة مسألة.

ويتضح أخيرًا أن الخضراويّ يميل إلى المذهب البصري ويدل على ذلك عدة أمور:

1- استخدامه الكثير من المصطلحات البصرية.

2- اهتمامه بالسماع، والقياس عليه كما يفعل البصريون.

3- انتقاده الكوفيين لأنهم يقيسون على النادر الشاذ من الكلام.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الفهرس الإجمالي