الغفلة في ضوء القرآن الكريم- دراسة موضوعية

ملخص الرسالة

الغفلة في ضوء القرآن الكريم

دراسة موضوعية

﴿ الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ﴾ [الكهف: ١]، أنزله هدى للمتقين، وعبرة للمتعظين، فأحيا به القلوب وأصلح به الأعمال وذكَّر به من الغفلة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليمًا كثيرًا.. أما بعد:

فإن الغفلة داء عضال، ومرض خطير، بل أخطر من الأمراض العضوية؛ حيث يضعف الدين ويدمر القلب، ويؤدي إلى الهلاك، وخسارة الدنيا والآخرة، وهذا المرض يصاب به كثير من الناس وهم لا يشعرون، وتقع الكارثة حين يموتون، وهناك يتمنَّون الرجعة لكن بعد فوات الأوان، لماذا تمنوا الرجعة؟ لأنهم استيقظوا من الغفلة التي كانوا فيها.

ولذلك فإن هذا البحث يعالج مشكلة من أخطر المشاكل التي تعاني منها البشرية اليوم؛ إذ استفحلت الغفلة بصورها المختلفة، وشملت جميع جوانب الحياة، بحيث تكاد تكون بمثابة القانون العام الذي يحكم العالم بأسره، ومما يزيد الوضع سوءًا لجوء الغافلين إلى الأعذار والمبررات لتلك الممارسات الشنيعة التي يقعون فيها.

ومن اللافت للنظر إسهاب القرآن الكريم في الحديث عن هذا الموضوع في إحدى وعشرين سورة في خمس وثلاثين آية من آياته، هذا بالإضافة إلى ما ورد في القرآن الكريم من ألفاظ متقاربة وأخرى مقابلة للفظة الغفلة في مواضع عديدة من آياته كلفظ النسيان.

ولا شك أنَّ تعرُّض القرآن الكريم للحديث عن هذا الموضوع بهذا القدر، يدعو إلى إفراده بالبحث، وجعله جديرًا بالتأمل والتدبر، لبيان جوانبه، والكشف عن حقائقه من خلال النصوص القرآنية.

أولًا: أهمية البحث

برزت لنا أهمية هذا البحث في النقاط التالية:

١- تجلت أهمية هذا الموضوع في العناية الكبيرة التي أولاها له القرآن الكريم؛ لما له من أثر في تبصير الناس بحقيقة الغفلة، وأنواعها، والتنبيه لبعض صورها، والتحذير من عواقب التمادي فيها.

٢- ارتباط موضوع البحث بواقع الأمة الإسلامية.

٣- محاولة الأخذ بأيدي الغافلين إلى مدارج التوبة، والرجوع إلى الله قبل حلول الأجل.

٤- هذا البحث رسالة للدعاة إلى الله، وللمسلمين جميعًا لأنْ يبتعدوا عن الغفلة وأسبابها؛ لما تسببه من آثار مدمرة للأفراد والمجتمعات.

٥- تحذير الناس من ترك النهي عن الغفلة، والركون إلى الغافلين ومجاراتهم في غفلتهم.

٦- الاتعاظ والاعتبار من مآل الأمم الغافلة، وفقه سنن الله والتصرف وفقها.

٧- هذه الدارسة تمثل جانبًا تطبيقيًّا من ألوان التفسير الموضوعي.

ثانيًا: أسباب اختيار الموضوع:

١- حاجة الناس لهذا الموضوع في الزمن الذي تكاثرت فيه الفتن.

٢- درء المفاسد قبل الوقوع فيها.

٣- نيل مرضاة الله والتقرب إليه بالأعمال الصالحة قبل فوات الأوان.

٤- غنى النصوص القرآنية التي تتطرق إلى موضوع الغفلة، وأنواعها، وآثارها المختلفة، وسبل الوقاية منها.

٥- تجسيد منهج التفسير الموضوعي التجميعي من خلال هذا البحث.

٦- الرغبة في التواصل الدائم مع القرآن الكريم، والتفاعل مع أجوائه.

ثالثًا: أهداف البحث:

١- ابتغاء مرضاة الله والفوز برحمته أسمى ما أرجو من كتابة هذا البحث.

٢- تكوين تصور شامل وواضح حول موضوع الغفلة من خلال القرآن الكريم.

٣- توخيت أن تدرك الأمة الإسلامية من خلال هذا البحث مدى خطورة الغفلة على الأفراد والجماعات.

٤- المساهمة في النهي عن الغفلة والتحذير منها بشتى صورها وأنواعها، وبيان سنن الله في إمهال الغافلين واستدراجهم.

٥- ربط الموضوع بالواقع المعاصر.

٦- بث روح الأمل في نفوس الناس بالرجوع إلى كتاب الله كمنهج حياة؛ لأنه كتاب هداية وإرشاد.

٧- دعوة للتأمل والتدبر في كلام الله؛ للوقوف على الجواهر والدرر المكنونة فيه.

٨- المساهمة في إثراء مكتبة التفسير الموضوعي بدراسة علمية حول هذا الموضوع.

رابعًا: الدراسات السابقة:

على الرغم من أهمية هذا الموضوع في حياة المسلم، وعلى الرغم من كثرة الآيات التي وردت فيه، فإنني لم أعثر على دراسة تناولت الموضوع كدراسة قرآنية موضوعية مستقلة، ولكن وردت على شكل مقالات، ومحاضرات مقروءة ومكتوبة، وعلى شكل إشارات في بعض الكتب أو دراسات متفرقة تحدثت عن الغفلة.

وبعد مراسلة مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية حول الموضوع، كان الرد بعدم وجود رسالة محكمة تناولت هذا الموضوع.

خامسًا: منهجية البحث:

تبعت الباحثة المنهج الاستقرائي الموضوعي، فالبحث عبارة عن دراسة موضوعية لآيات الغفلة، وأداة البحث استقراء تفسير الآيات القرآنية ذات الصلة بالموضوع وفقًا للآتي:

١- جمع الآيات القرآنية التي تناولت موضوع البحث.

٢- توزيع العناوين الرئيسية للموضوع على فصول ومباحث ومطالب الدراسة.

٣- الالتزام بالقواعد المقررة بالتفسير الموضوعي.

٤- التحليل العميق للآيات وربطها بالواقع الذي تحياه الأمة.

٥- الاستدلال بالآيات القرآنية مضبوطة بالحركات، ووضعها بين قوسين مزهرين، وعزوها إلى سورها وفق الضوابط المعروفة بذكر اسم السورة ورقم الآية في المتن بعد الآية مباشرة وكتابة الآية بالرسم العثماني.

٦- الاستدلال بالأحاديث النبوية التي تخدم الموضوع، وتخريجها تخريجًا علميًّا وذكر حكم العلماء عليها إن لم تكن في الصحيحين، وذلك في حواشي الصفحات.

٧- الرجوع إلى المصادر الأصلية في علم التفسير وعلوم القرآن القديمة والحديثة.

٨- ذكر معاني المفردات الغريبة من كتب غريب القرآن والمعاجم اللغوية.

٩- عمل تراجم للأعلام المغمورين عند ذكرهم لأول مرة.

١٠- استخدام منهجية واحدة في التوثيق، وذلك لتوثيق المصادر والمراجع في الهوامش، وذلك لذكر اسم الكتاب ومؤلفه فقط، أما البيانات الخاصة بالكتاب كاملة فندعها في فهرس المصادر والمراجع؛ وذلك تخفيفًا عن الحواشي.

١١- إعداد الفهارس العلمية التي تخص البحث، وتضم التالي:

• فهرس الآيات القرآنية مرتبة حسب المصحف.

• فهرس الأحاديث النبوية.

• فهرس الأعلام المترجم لهم.

• فهرس المصادر والمراجع.

• فهرس الموضوعات.

سادسًا: خطة الدراسة:

وقد اشتملت الخطة على مقدمة وأربعة فصول وخاتمة.

المقدمة تشتمل على:

١- أهمية الموضوع.

٢- أسباب اختيار الموضوع.

٣- أهداف الدراسة.

٤- الدراسات السابقة.

٥- منهج البحث.

٦- خطة البحث.

الفصل الأول: وقفات مع الغفلة ومشتقاتها في القرآن الكريم

ويشتمل على ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: تعريف الغفلة.

وفيه مطلبان:

المطلب الأول: تعريف الغفلة لغةً واصطلاحًا.

المطلب الثاني: العلاقة بين المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي للغفلة.

المبحث الثاني: لفظ الغفلة ومشتقاتها في السياق القرآني.

وفيه مطلبان:

المطلب الأول: ورود لفظ الغفلة في القرآن الكريم.

أولًا: الغفلة في الآيات المكية

ثانيًا: الغفلة في الآيات المدنية.

المطلب الثاني: نفي الغفلة عن ذات الله تعالى.

المبحث الثالث: أنواع الغفلة في القرآن الكريم.

وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: الغفلة المحمودة في القرآن الكريم.

المطلب الثاني: الغفلة المذمومة في القرآن الكريم وأقسامها.

المطلب الثالث: الموقف الشرعي من الغفلة.

الفصل الثاني: نظائر الغفلة في القرآن الكريم

ويشتمل على أربعة مباحث:

المبحث الأول: النسيان في السياق القرآني.

وفيه خمسة مطالب:

المطلب الأول: تعريف النسيان لغةً واصطلاحًا.

المطلب الثاني: معاني النسيان في القرآن الكريم.

المطلب الثالث: علاقة الإنسان بالنسيان.

المطلب الرابع: الفرق بين الغفلة والنسيان.

المطلب الخامس: الغفلة، والنسيان، والسهو، وعلاقتها بالقلب.

المبحث الثاني: نفي النسيان عن ذات الله تعالى وحكمه وعاقبته.

وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: نفي النسيان عن ذات الله تعالى.

المطلب الثاني: حكم النسيان ونهي الله تعالى عنه.

المطلب الثالث: عاقبة النسيان.

المبحث الثالث: أسباب النسيان في القرآن الكريم.

وفي ستة مطالب:

المطلب الأول: الشيطان.

المطلب الثاني: الكفر والنفاق.

المطلب الثالث: الظلم.

المطلب الرابع: الفسوق، والفساد، والعصيان.

المطلب الخامس: الغرور بالحياة الدنيا.

المطلب السادس: الضلال.

المبحث الرابع: آثار النسيان في القرآن الكريم.

وفيه مطلبان:

المطلب الأول: ما يترتب على نسيان الله تعالى ونسيان ذكره.

المطلب الثاني: آثار النسيان من خلال قصص الأنبياء:

أولًا: آثار النسيان من خلال قصة آدم عليه السلام مع إبليس.

ثانيًا: آثار النسيان من خلال قصة يوسف عليه السلام.

ثالثًا: آثار النسيان من خلال قصة موسى مع فتاه، والرجل الصالح.

الفصل الثالث: أسباب الغفلة وخطرها وآثارها ومظاهرها في حياتنا المعاصرة

ويشتمل على ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: أسباب الغفلة.

وفيه أربعة مطالب:

المطلب الأول: أسباب فطرية لا علاقة للإنسان بها.

المطلب الثاني: أسباب مكتسبة تؤدي إلى الهلاك في الدنيا والآخرة.

وفيه ثلاث مسائل:

المسألة الأولى: الكفر بالله، وعدم الإيمان به.

المسألة الثانية: الاستكبار.

المسألة الثالثة: الرياء.

المطلب الثالث: ضلال السعي في الحياة الدنيا.

وفيه أربع مسائل:

المسألة الأولى: الظلم.

المسألة الثانية: الجهل.

المسألة الثالثة: اتباع الهوى، واللهو، والتفريط.

المسألة الرابعة: إيثار الحياة الدنيا.

المطلب الرابع: خلل في الطاعة، والاتباع.

وفيه خمس مسائل:

المسألة الأولى: عدم طاعة الله وعبادته.

المسألة الثانية: اتباع الشيطان وحزبه.

المسألة الثالثة: الغفلة عن مكر الله.

المسألة الرابعة: صحبة الغافلين جلساء السوء.

المسألة الخامسة: اتباع النفس الأمارة بالسوء.

المسألة السادسة: اتباع المعاصي.

المبحث الثاني: خطر الغفلة.

وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: تحذير الله عز وجل الشديد للغافلين.

المطلب الثاني: خطر الغفلة في الحياة الدنيا.

المطلب الثالث: خطر الغفلة في الآخرة.

المبحث الثالث: آثار الغفلة ومظاهرها في حياتنا المعاصرة.

وفيه مطلبان:

المطلب الأول: آثار الغفلة.

وفيه خمس مسائل:

المسألة الأولى: التكذيب بآيات الله.

المسألة الثانية: الطبع على القلوب والأسماع والأبصار.

المسألة الثالثة: عدم إدراك الأدلة والبراهين والاتعاظ بها.

المسألة الرابعة: الإعراض عن ذكر الله.

المسألة الخامسة: الضلال.

المطلب الثاني: مظاهر الغفلة في حياتنا المعاصرة.

وفيه ست مسائل:

المسألة الأولى: الغفلة عن أشراط الساعة.

المسألة الثانية: الغفلة عن المهمات والأولويات.

المسألة الثالثة: الغفلة عن الدار الآخرة والاستعداد لها.

المسألة الرابعة: الاستخفاف بأوامر الله ورسوله.

المسألة الخامسة: الانشغال بالألعاب والرياضات.

المسألة السادسة: التقليد الأعمى للكفار.

الفصل الرابع: سبل الوقاية من الغفلة وطرق علاجها

المبحث الأول: سبل الوقاية من الغفلة

وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: تحقيق الإيمان.

وفيه أربع مسائل:

المسألة الأولى: الإيمان بالله، وآياته، ورسله

المسألة الثانية: إخلاص النية لله

المسألة الثالثة: دوام الاستقامة

المسألة الرابعة: القيام بالأعمال الصالحة

المطلب الثاني: اجتناب المنهيات.

وفيه ثلاث مسائل:

المسألة الأولى: اجتناب الشرك بالله.

المسألة الثانية: اجتناب الفساد.

المسألة الثالثة: اجتناب الظلم.

المطلب الثالث: الالتزام بالمأمورات.

وفيه ست مسائل:

المسألة الأولى: طاعة الله ورسوله.

المسألة الثانية: الصبر.

المسألة الثالثة: التقوى.

المسألة الرابعة: التوبة.

المسألة الخامسة: الذكر.

المسألة السادسة: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

المبحث الثاني: علاج الغفلة.

المطلب الأول: علاج الغفلة في القرآن الكريم.

وفيه مسألتان:

المسألة الأولى: ما ورد في القرآن الكريم من علاج الغفلة.

المسألة الثانية: عبادات تساهم في علاج الغفلة:

أولًا: العلم.

ثانيًا: مجالس الذكر.

ثالثًا: الاستقامة.

رابعًا: تدبر القرآن.

خامسًا: الاستغفار.

سادسًا: الدعاء والتضرع.

سابعًا: المحافظة على الصلوات جماعة.

ثامنًا: الحرص على قيام الليل.

تاسعًا: صيام التطوع.

عاشرًا: الزهد في الدنيا.

الحادي عشر: الإكثار من ذكر الموت.

المطلب الثاني: التحذير من الشيطان وسبل الوقاية منه

وفيه مسألتان:

المسألة الأولى: التحذير من الشيطان وسبل الوقاية منه.

المسألة الثانية: وسائل محاربة الشيطان.

المطلب الثالث: خطوات لتأديب النفس وإصلاحها.

وفيه أربع مسائل:

المسألة الأولى: التوبة.

المسألة الثانية: المراقبة.

المسألة الثالثة: المحاسبة.

المسألة الرابعة: المجاهدة.

الخاتمة:

تشتمل على أهم النتائج التي توصلت إليها الباحثة وبيان لأهم التوصيات، كما تشتمل على الفهارس العلمية للبحث:

أولًا: فهرس الآيات القرآنية.

ثانيًا: فهرس الأحاديث النبوية.

ثالثًا: فهرس الأعلام المترجمة.

رابعًا: فهرس المصادر والمراجع.

خامسًا: فهرس الموضوعات.

الخاتمة:

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، بلَّغ الأمانة، وأدى الرسالة، ونصح للأمة حتى قيام الساعة، وعلى آله وصحبه، ومن سار على هديه، أما بعد: فإني أحمد الله حمدًا كثيرًا، أنْ وفَّقني وأعانني على كتابة وإتمام هذا البحث، الذي حمل عنوان: (الغفلة في ضوء القرآن - دراسة قرآنية موضوعية).

ويمكن الوقوف على أهم النتائج في النقاط التالية:

١- تبين من خلال الدراسة المعنى اللغوي والاصطلاحي للفظ الغفلة من خلال المعاجم المختلفة.

٢- اتضح الاستعمال القرآني للفظ الغفلة حيث ورد خمسًا وثلاثين مرة في خمس وثلاثين آية من كتاب الله، وتم معرفة المكي والمدني منها، والوقوف على الصيغ والاشتقاقات الواردة حول الموضوع.

٣- تبين أن أكثر ورود للفظ الغفلة في السور المكية؛ لأن الناس لم يتعمقوا في الدين، ولم يدركوا حقيقته، لانشغالهم في الحياة الدنيا وشهواتها، وبهذا ضيعوا ثواب أعمال الدنيا والآخرة، ورغم ذلك لم يعدم ورود اللفظة في السور المدنية، بل وجدت في ذلك العهد أيضًا.

٤- ظهر أن لفظ الغفلة وردت في أغلب الصيغ إلا صيغة الأمر، فلم ترد مطلقًا، فلا يعقل أن يأمر الله عباده بالغفلة التي تؤدي بهم إلى الضياع والهلاك، بل يحذرهم منها.

٥- برز أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين موضوع الغفلة وواقعنا المعاصر، ودليل هذا الارتباط ما يحصل في هذا الواقع، وهذا دليل على أهمية موضوع الغفلة.

٦- تبين أن القرآن الكريم لم يشتمل إلا على لفظة واحدة من نظائر الغفلة، وهي النسيان، حيث وردت في عشرين سورة في خمس وأربعين آية في القرآن الكريم، واتضح لنا أن الغفلة والنسيان تشتركان في الكثير من الأسباب والآثار، وكذلك طرق العلاج، وأنهما من أمراض القلوب.

٧- اتضح أن أسباب الغفلة كثيرة منها: الكفر بالله تعالى، الاستكبار، الرياء، الظلم، الجهل، اللهو والتفريط وإيثار الحياة الدنيا.

٨- تبين خطر الغفلة من خلال تحذير الله عز وجل الشديد للغافلين، كما تبين أن هذا الخطر لا يقع في الحياة الدنيا فقط وإنما في الآخرة أيضًا.

٩- برز أهم الأخطار التي يتعرض لها الغافل في الدنيا، والتي منها الصرف عن تدبر آيات الله عز وجل وفهمها والانتفاع بها، والحرمان من رحمة الله وعدم إجابة الدعاء والختم على القلب والسمع والبصر كما أنها تغلق على العبد أبواب الخير وتفتح له أبواب الشر.

١٠ - تبين أن هناك آثارًا وخيمة للغفلة، من أهمها التكذيب بآيات الله وعدم إدراك الأدلة والبراهين والاتعاظ بها، والإعراض عن ذكر الله والضلال.

١١ - اتضح أن ابتعاد الناس عن القرآن وهديه تسبَّب في تفشي الغفلة وكثرة مظاهرها في حياتنا المعاصرة.

١٢ - تبين أن الغفلة من الصفات الذميمة التي ينبغي ألا يقع فيها المؤمن، بل عليه أن ينتبه لها، ويحذر من أسبابها ويخاف عواقبها، ويلازم الطرق التي تقي من الوقوع فيها.

١٣ - ظهر أن تحقيق الإيمان، سواء تعلق بالله وآياته ورسله، أو كان ذلك متمثلًا في إخلاص النية لله ، ودوام الاستقامة على دينه، ومثَّل كلُّ ذلك سبيلًا رئيسًا من سبل الوقاية من الغفلة.

١٤ - برز أن القيام بالأعمال الصالحة، سواء تعلقت بالعبادات أو المعاملات، أو كان ذلك جهادًا بالمال والنفس واللسان، أو التزامًا بالأخلاق والسلوكيات الصالحة، أو فعلًا للقربات، ومثَّل كلُّ ذلك سبيلًا ثانيًا من سبل الوقاية من الغفلة.

١٥ - اتضح أن اجتناب المنهيات، سواء كانت شركًا بالله، أو فسادًا، أو ظلمًا، أو شحًّا، أو أكلًا للربا، ومثَّل كلُّ ذلك سبيلًا ثالثًا من سبل الوقاية من الغفلة.

١٦ - ظهر أن الالتزام بالمأمورات من طاعة الله ورسوله، والصبر والمصابرة، وتقوى الله، والتوبة إليه، وذكره سبحانه، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر مثَّل كل ذلك سبيلًا رابعًا من سبل الوقاية من الغفلة.

١٧ - اتضح بيان القرآن للطرق التي يتوصل من خلالها إلى علاج الغفلة والنسيان.

التوصيات:

١- أنصح طلبة العلم بالاهتمام بالموضوعات القرآنية، والعناية بها؛ لكونها ترتبط بكتاب الله، وهي موضوعات مهمة تعالج قضايا بشرية، وأحداث واقعية، وهي تمثل تفسيرًا موضوعيًّا لكتاب الله تعالى.

٢- أنصح الجميع بالعمل للآخرة، وترك الانغماس في شهوات الدنيا وملذاتها؛ لأن ذلك هو سبيل النجاة من الغفلة في الدنيا والآخرة.