أحكام التزين والتجمل وضوابطهما في الفقه الإسلامي- دراسة مقارنة

ملخص الرسالة

أحكام التزين والتجمل وضوابطهما في الفقه الإسلامي

دراسة مقارنة

ملخص البحث:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، فهذا بحث بعنوان: (أحكام التزين والتجمل وضوابطهما في الفقه الإسلامي: دراسة مقارنة)، وهي رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في الفقه الإسلامي من جامعة المدينة العالمية، وتأتي إشكالية البحث؛ لبيان تهافت الناس إلى (الصالونات)، والانشغال بكل جديد، وتغافل البعض عن الأحكام الشرعية، ووقوع بعض المخالفات في هذه الصالونات، ومن الدراسات السابقة لهذا الموضوع: (أحكام الجراحة الطبية والآثار المترتبة عليها) للدكتور محمد محمد المختار الشنقيطي، و(أحكام جراحة التجميل في الفقه الإسلامي) للدكتور محمد عثمان شبير.

ومن أهداف البحث تبيين الأحكام المتعلقة بالزينة للرجال والنساء، وحدودها، وخاصة بعد انتشار أماكن التجميل، وما تقدمه من خدمات في هذا الباب، والتي تسمى (الصالونات) والتي تعددت، وتفننت أساليبها، وتنبع أهمية البحث من حاجة الناس لمعرفة الحكم الشرعي للزينة، وسيكون منهج البحث منهجًا استقرائيًّا، ودراسة المسألة من المصادر الأصلية، وذكر أقوال الفقهاء والحكم فيها، مع عزو الآيات إلى سورها، وتخريج الأحاديث، وتوضيح المصطلحات، والتعريف بالأعلام، واحتوى البحث على:

مقدمة: وضحت فيها أهمية الموضوع وأقسامه، وتمهيد جاء فيه تعريف الزينة وأقسامها، وستة فصول، وعدة مباحث ومطالب.

ففي التمهيد تعريف الزينة وما يعتريها من الأحكام التكليفية.

وجاء الفصل الأول بعنوان حكم حلق اللحِّى، والقزع، والصبغ.

أما الفصل الثاني فتطرقت فيه إلى مخالفات النساء في التزين واللباس.

وفي الفصل الثالث بينت أثر المساحيق، والوشم على الطهارة.

أما الفصل الرابع فحمل عنوان أحكام الجراحة التجميلية الضرورية والتحسينية.

وفي الفصل الخامس بينت فيه حكم الذهاب للصالونات، والتدليك، وما يتعلق بذلك من الأعمال التي تقدمها.

وشمل الفصل السادس حكم تملك الصالونات، وتأجيرها، واستئجارها، والعمل بها.

وخلص البحث إلى مجموعة من النتائج، من أهمها:

♦ أن الزينة تعتريها الأحكام الفقهية، ومراعاة حدود التزين في إطار النصوص الفقهية المعتمدة.

♦ وأن الذهاب إلى مثل هذه الصالونات والعمل بها فهو على الإباحة بشرط عدم ممارستها للأعمال المحرمة شرعًا.

وتوصيات، منها: الحث على ملاحقة القضايا المستحدثة بإنزال الحكم الشرعي لها، وتبيين الأحكام الشرعية الخاصة بهذا الشأن للمجتمع، وضبط أنظمة الصالونات، وما يعمل بها ليكون ذلك في الإطار المشروع.

ثم ختم البحث بالفهارس العامة. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

ABSTRACT

Research summary

All praise is due to Allaah and the peace and blessings be on the messenger of Allaah. This research titled: Rulings on beatification by make up and cosmetics at saloons in Islamic Jurisprudence (comparative study), it is originally a thesis presented to obtain a PhD in Islamic Jurisprudence from Madinah International University. The research problem is: clarifying extreme popularity of saloons and everything new, while heedless of legal rulings, as a result illegal matters happen in these saloons. Prior studies on this matter: effects of medical surgery for beautification purposes in Islamic jurisprudence, by Dr. Muhammad Muhammad Al Mukhtar A Shinqity, also The rulings on plastic surgery, by Dr. Muhammad Uthman Shabir. Goal of this research is to clarify rulings on using cosmetic make up for Men and Women and its main boundaries. This is at a time where beauty saloons have become wide spread, and the various services that they provide in this regard, and the name used for these places is (Saloon parlors). These parlors have various methods and works, the importance of this research is for people to be aware of the legal jurisprudence rulings surrounding these services. The research will be based on the derivative method of research, it will depend on the essential sources, while mentioning the statements of the jurists and the ruling on them, while referring verses and prophetic sayings to there chapters and books and clarifying the degree of the prophetic saying, clarifying ambiguous terms and names. The research holds an introduction explaining the importance of this issues and its sections, and a beginning explaining the term beautifying and its sections, and six chapters, within those chapters several head points, in the opening defining beautification and what rulings belong to it, and in the first chapter it was titled ruling on shaving the beard, crew cuts and hair painting, in the second chapter I mentioned the illegal wrongs done by women in beautification and dress, in the third chapter I clarified the effects of cosmetic make up and tattoos on legal purity, the fourth chapter was titled rulings on necessary plastic surgery, the fifth chapter I clarified the ruling regarding visiting these parlors and saloons and massages and what is involved in these services, the sixth chapter was on owning these saloons and parlors and renting them out and working in them. The research resulted in a few end results, most important of these results are: the use of these beauty services falls under legal rulings and one must be vigilant of these rulings while applying these services, and visiting or working at these saloons and parlors are permitted on the condition that it doesn’t practice illegal actions, recommendations: to follow all new matters and trends and release the legal jurisprudence stance on the matter, and to clarify these rulings to the society, to perfect how these saloons and parlors are run and all the services provided in these establishments to ensure that they are within the limits of what is accepted legally, then I closed the research with a general index, I ask Allaah for guidance to the straight path and success.

المقدمة:

الحمد لله، أهل الحمد والثناء، والصلاة والسلام على خاتم الرسل والأنبياء، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الأوفياء، وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الجزاء، أما بعد:

لقد أباح الإسلام الزينة للرجل والمرأة ضمن مجموعة من الحدود والضوابط، والتي تتيح للمرأة إشباع غريزتها في بحثها عن الجمال لذاتها، ولزوجها، إذ بذلك تقوى العلاقة الزوجية وتستمر بينهما، وعليه فهناك مجموعة من الجوانب المحرمة في الزينة؛ لما فيها من تغيير خلق الله، والخروج عن الفطرة السليمة، والتدليس والإيهام.

ولهذا فإن الزينة تعتريها الأحكام الثلاثة الآتية:

أولًا: الزينة الواجبة والمباحة، وهي: كل زينة أذن الشرع للمرأة فيها، مما فيه جمال، مع الأخذ بعين الاعتبار عدم الإضرار بالشروط المعتبرة في كل نوع، ويدخل في ذلك: لباس الزينة والحرير والحلي والطيب ووسائل التجميل.

والمباح في الأصل الذي لا يتعلق به أمر ولا نهي، ولا يستلزم الثواب بنفسه، ولكن قد يوجد سبب يخرجه عن الإباحة إلى الاستحباب أو التحريم، فالطِّيب مثلًا مباح للمرأة، فإن وضعته لإدخال السرور على الزوج فهذا الفعل تثاب عليه، وإن وضعته المرأة ووجد رائحته الرجال الأجانب صار محرمًا تعاقب عليه.

ثانيًا: الزينة المستحبة وهي: كل زينة رغَّب فيها الشرع، وحث عليها؛ مثل سنن الفطرة، كالسواك، ونتف الإبط، والاستحداد، وتقليم الأظفار.

ثالثًا: الزينة المحرمة وهي: كل ما حرمه الشرع وحذر منه، مما تعتبره النساء زينة؛ كالنمص ووصل الشعر، أو كان عن طريق التشبه بالرجال، فكل امرأة تسعى لتكون الأجمل والأكثر لفتًا للأنظار. وهذا الإفراط في استخدام أدوات الزينة ومستحضرات الأصباغ الملونة للشعر يؤدي إلى إلحاق الضرر بالمرأة؛ إذ يؤدي إلى عدد من الأمراض في ظاهر الجسد وباطنه.

وفي عصرنا الحاضر ظهرت مجموعة من أنواع الزينة التي لم تكن موجودة من قبل، وبعد أن انتشرت أماكن التجمل انتشارًا واسعًا، والتي يطلق عليها (المشاغل النسائية) أو (صالونات التجميل) وتزايد تهافت النساء عليها؛ بدعوى مواكبة صيحات الموضة، مما ترتب على ذلك تقليد غير المسلمين، وكذا وجود الإسراف والرياء والشهرة، والقيام بالأعمال التي قد تكون منافية للشريعة السمحة، وتؤدي إلى تغيير خلق الله، وكذلك ما يسمى (بصالونات الحلاقة) الخاصة بالرجال وما فيها من مخالفات من حلق اللحِّى والقزع وأنواع القصات والصبغ.

وللعلماء في هذه الأمور مجموعة من الأحكام، فهم ما بين مبيح ومانع، ونحن بحاجة إلى تتبع هذه الآراء وبيان وجه الحق فيها ليظهر الراجح من المرجوح، وقد استخرت الله سبحانه لأدلو بدلوي في استبيان حكم الشرع في مسائل الزينة والتزين، مساهمة مني في تحقيق الأحكام الفقهية وفقًا لما ورد في كتب الفقه المعتمدة لدى أصحاب المذاهب الأربعة كونها المعتمدة والمقررة والمقدرة لدي جميع المسلمين، مع تفردها بالاعتدال والوسطية، فكان تخريجًا عليها بملاحقة مستجدات العصر خاصة في موضوع البحث، وهو ما يتعلق بالزينة والتزين، مدعمًا بذلك ما انتهت إليه المجامع الفقهية، وما صدر من فتاوى بشأن الزينة والتزين، وقبل عرض خطتي باستيفاء هذا البحث أعرض لما يلي:

أ‌- أسباب اختيار الموضوع:

♦ تقديم دراسة تبين حدود التزين والتجمل الرجالية والنسائية.

♦ تبيين المخالفات الواقعة في أماكن التجميل أو ما يسمى بالصالونات.

♦ توضيح الأحكام الفقهية في مسائل الزينة المعاصرة.

♦ الجهل والتغافل للأحكام الفقهية المتعلقة بالتزين.

ب- مشكلة البحث:

♦ ما هي حدود التزين التي بينها الشرع؟

♦ ما حكم الشرع تجاه التهافت على الصالونات ومتابعة الموضات؟

♦ هل يعد قضاء الوقت الطويل في الإعداد وخاصة العرائس من إضاعة الوقت الذي يؤدي إلى إضاعة الواجبات؟

♦ ما هي المخالفات التي تقع في ما تقوم به صالونات التجميل؟

ج- أهداف البحث:

♦ بيان حدود الزينة وما الذي يُرى من المتزينة.

♦ تقديم دراسة لهذا الموضوع تشمل الأحكام الخاصة بالتزين.

♦ ذكر بعض المخالفات التي تقع بصالونات التجميل.

♦ بيان حكم التأجير والتملك والمال المكتسب من الصالونات.

♦ بيان أهمية الوقت وتأثير المساحيق على الطهارة.

♦ توضيح الأحكام الفقهية في مسائل الزينة المعاصرة.

د- الدراسات السابقة:

بمراجعتي لكتب الفقه المختلفة والكتب المعاصرة لم أجد دراسة خاصة بهذا الموضوع، عدا دراسات في الجراحات منها:

♦ أحكام الجراحة الطبية والآثار المترتبة عليها للدكتور محمد محمد المختار الشنقيطي تطرق فيه إلى الجراحة الطبية ومشروعيتها والمشروعة منها والمحرمة ومسؤولية الجراحة الطبية.

♦ أحكام جراحة التجميل في الفقه الإسلامي للدكتور محمد عثمان شبير، من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية جامعة الكويت ذكر فيها تجميل الشعر بالوصل والإزالة والجراحة، تجميل الجسم بالألوان والعلامات الباقية، تجميل قوام الأعضاء بالجراحة، العمليات الجراحية المستجدة الخاصة بتغيير لون الجسم.

وسأضيف الى هذا أحكام النمص وقص الشعر ووصله وإزاله الشعر وأحكام كشف العورات وحدودها والتصوير وأخذ مقاسات ملابس النساء وأحكام التملك والتأجير لصالونات التجميل.

د- منهج البحث:

سوف يكون منهجي في البحث علي النحو التالي:

1) منهجًا استقرائيًا وصفيًا، أجمع فيه أقوال العلماء.

2) دراسة المسألة من مصادرها الأصلية.

3) ذكر حكم المسألة ومذاهب الفقهاء فيها.

4) ذكر أدلة كل مذهب ومناقشتها، وترجيح ما يرجحه الدليل.

5) عزو الآيات إلى سورها وتخريج الأحاديث.

6) توضيح مصطلحات الفقهاء إن وجدت، والتعريف بالأعلام.

التمهيد: وسأخصصه للتعريف بالزينة وبيان ضوابطها.

أما الفصل الأول: سنتناول فيه حكم حلق اللحِّى وقصات الرجال، وفيه أربعة مباحث:

المبحث الأول: حكم حلق اللحِّى.

المبحث الثاني: حكم القزع.

المبحث الثالث: حكم الصبغ.

المبحث الرابع: قصات الرجال.

والفصل الثاني: أتناول فيه حكم مخالفات النساء في التزين واللباس وفيه سبعة مباحث:

المبحث الأول: قص الشعر وفيه مطلبان:

المطلب الأول: قص الشعر.

المطلب الثاني: وصل الشعر.

المبحث الثاني: النمص.

المبحث الثالث: إزالة شعر الوجه.

المبحث الرابع: إزالة شعر أماكن العورة.

المبحث الخامس: التصوير.

المبحث السادس: أخذ مقاسات ملابس النساء.

المبحث السابع: العورات وحدود كشفها.

والفصل الثالث: أفرده لبيان أثر المساحيق والوشم على الطهارة وفيه مبحثان:

المبحث الأول: المساحيق.

المبحث الثاني: الوشم.

والفصل الرابع: أتناول فيه أحكام الجراحة التجميلية وفيه مبحثان:

المبحث الأول: الجراحة الضرورية.

المبحث الثاني: الجراحة التحسينية وفيه خمسة مطالب:

المطلب الأول: تجميل الأنف.

المطلب الثاني: تقشير الوجه.

المطلب الثالث: الوشر والتفليج وتقويم الأسنان.

المطلب الرابع: ثقب الأذن والأنف.

المطلب الخامس: تجميل الوجه بالحقن والشد.

والفصل الخامس: يتناول حكم الذهاب إلى صالونات التجميل وعمل المساج وفيه مبحثان:

المبحث الأول: حكم الذهاب إلى صالونات التجميل.

المبحث الثاني: أحكام المساج والتدليك.

أما الفصل السادس: أخصصه لبيان حكم تملك الصالونات وتأجيرها وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: تملك الصالونات.

المبحث الثاني: تأجير الصالونات.

المبحث الثالث: العمل بالصالونات.

وأختم البحث ببيان أهم نتائجه التي يمكن استخلاصها من خلال استيفاء كافة جوانبه بقدر الإمكان وبحسب الوسع والطاقة في ظل توفيق الله عز وجل، ثم أذيل ذلك بعرض أهم ما يمكن أن يعتبر توصيات عامة تتعلق بمسائل الزينة والتزين لإعمال ضوابط الشرع بشأنها ثم أنهي البحث بعمل الفهارس الفنية والمراجع وعمل الفهرست العام للرسالة سائلًا المولى الكريم رب العرش العظيم أن يتقبل هذا الجهد المتواضع، وأن يكتب له القبول، وأن يحظى بالرضا، وينفع به إن شاء الله رب العالمين.

الخاتمة وأهم النتائج والتوصيات:

أولًا: الخاتمة وأهم النتائج:

من خلال استيفاء أهم المسائل المتعلقة بأحكام التزين والتجميل وبيان ضوابطهما في الفقه الإسلامي، وفي إطار النصوص الفقهية المعتمدة من كتب الفقه المذهبية وما صدر من فتاوى وآراء من مجامع فقهية، ومحاولة ترجيح ما غلب على الظن ترجيحه ربطًا بين القواعد الفقهية المعتمدة علي المناهج الأصولية والقضايا الفقهية المعاصرة نخلص إلى ما يأتي:

أن الزينة تطلق على كل ما يتزين به، وهي قد تكون مباحة وقد تكون محرمة فضلًا أن الأصل فيها هو الاستحباب، والزينة المستحبة هي كل زينه رغب الشارع الكريم فيها وحث عليها كسنن الفطرة مثل السواك ونتف الإبط والاستحداد وتقليم الاظافر ونحو ذلك، وهذا كله بمراعاة أن بعض أدوات ووسائل الزينة يمنع من وصول الماء إلى البدن أثناء الطهارة مما يحتم إزالته.

أما الزينة المباحة: فمنها جواز أخذ ما زاد على القبضة فضلًا عن أن السنة قص الشارب حتى يظهر طرف الشفة، ومن هذا جواز قص الشعر للمرأة إذا لم يكن فيه تشبه بالرجال مع جواز صبغه بغير السواد، ومن المباح أيضًا جواز تقشير الوجه بإزالة الكلف والنمش والتشوهات وفيه إزالة الشعر من وجه المرأة، ومن الزينة المباحة تقويم الأسنان لمعالجة المشاكل وشدها بالذهب أو الفضة، كما أنه يجوز ثقب الأذن أو الأنف لتعليق الحلي للزينة، هذا فضلًا عن أنه يجوز التزين بوضع المساحيق والكحل، وبالنسبة للتصوير الفوتوغرافي فإنه على الجواز طالما كانت الحاجة ماسة إليه كإثبات الشخصية ونحو ذلك، أما بالنسبة للتدليك الضروري فهو بطبيعة الحال على الجواز، وكذا التحسيني في الإطار المسموح به شرعًا، ويأخذ نفس حكم الجراحة الضرورية، وكذا الجراحة التحسينية بحسب الغرض بإجرائها، وبالنسبة لتملك أو تأجير الصالونات الخاصة بالزينة فهي على الجواز طالما أن العمل بها يسير مع ضوابط الشرع الحكيم، وكذا الذهاب إلى مثل هذه الصالونات والعمل بها فهو على الإباحة بشرط عدم ممارستها للأعمال المحرمة شرعًا، أي أن تملك وتأجير هذه المحال والعمل بها والذهاب إليها محكوم بضوابط الشرع وإلا فهو على التحريم والمنع.

أما الزينة المحرمة: فهي على العموم كل ما يخرج عن الحدود المرعية في الشرع الكريم والذي من شأنه جعلها في خارج الإطار الشرعي الأصلي وهو الاستحباب، وكذا تخطيها لحد الإباحة كحكم شرعي، ومن الزينة المحرمة حلق اللحِّى على خلاف القول فيها بالكراهة، ومنها القزع إذا كان على وجه التشبه وإلا فحكمه الكراهة، ومن الزينة المحرمة أيضًا نمص الحاجب، ومن هذا تشقير الحاجبين لتشبهه بالنمص، ومن المحرمات أيضًا وصل الشعر للمرأة، والوشم الذي تجب إزالته اذا أمكن ذلك، وكذا الوشر والتفليج ويأخذ نفس الحكم وهو التحريم لعمليات شد الوجه والتشبب، وكذا الذهاب إلى صالونات التجميل والعمل بها أإذا كانت تلك الأعمال تتنافى مع القيم والأخلاق الإسلامية.

ثانيًا: التوصيات:

1- أوصي الجميع بتقوى الله في السر والعلن والبعد عن الشبهات خاصة وأن الحلال بيّن والحرام بيّن لئلا يخرج المباح أو المستحب بحسب الأصل في الزينة على هذا الحد منزلقًا بالإنسان إلى نطاق الحرمة أو الكراهة.

2- أوصي العلماء وطلبة العلم وعموم المشتغلين بأمر الدين بتبيين الأحكام الشرعية المتعلقة بالتزين وصالونات التجميل لتتضح الصورة أمام الناس فيكونوا على بصيرة من أمرهم.

3- أوصي بضبط أنظمة الصالونات وما يعمل بها ليكون ذلك في الإطار المشروع والحد من هذه الصالونات قدر الإمكان والمتابعة الدائمة لها.

4- كما أوصي طلاب العلم وخاصة المتخصصين في العلوم الشرعية بملاحقة القضايا المستحدثة بإنزال الحكم الشرعي المناسب لها.

فهرس الموضوعات