الحقوق الزوجية في السنة النبوية (جمع ودراسة)

ملخص الرسالة

الحقوق الزوجية في السنة النبوية

(جمع ودراسة)

هذا بحث في الأحاديث الواردة في حقوق الزوجين، تبرز أهميته عندما نرى الخلافات الزوجية الكثيرة وسببها الأول هو الخلاف حول هذه الحقوق، من أجل ذلك عقدتُ العزم على هذه الدراسة، ولما تثمره هذه الدراسة من مَلَكةٍ حديثية، هادفًا إلى بيان أصح الأحاديث الواردة في حقوق الزوجين، وإظهار الهدي النبوي في علاج أهم الأسباب المؤدية للخلافات بين الزوجين، لوضع لبنة في بناء البيت المسلم.

هذه الأحاديث جمعتها من كتب السُّنَّةِ، وقمت بدراستها دراسة علمية حديثية، مع نقد السند والمتن، وقد توصلت إلى نتائج عدّة أجملها بما يلي:

♦ إن للزوج على زوجه حقًا عظيمًا، وأداء هذا الحق هو طريق الجنة، فمن أعظم حقوقه عليها أن تطيعه؛ لكن هذه الطاعة ليست مطلقة عامة بل هي مقيدة خاصة، فيجب عليها طاعته إذا دعاها للفراش، وأن تمكنه من نفسها، وألَّا تأذن في بيته إلا بإذنه، وألَّا تصوم النافلة أو تصلي فتطيل صلاتها إذا كان ذلك يؤذيه ويحرمه من حقوقه إلا بإذنه، وأما الطاعة العامة في غير معصية الله فهي مندوبة ترفع درجة المرأة وتجعلها من خير النساء.

♦ كما يجب عليها أن تخدم زوجها بالمعروف، وأن تحفظ ماله، وهو وولدها أحقُّ بصدقة مالها، وأن تعينه على قضاء عباداته، وتوفي له شروطه، وألَّا تنكر نعمته عليها.

♦ وله أن يؤدبها عند معصية الله بهجرها في مضجعها أو ضربها ضربا غير مبرح.

وظهر لي من خلال البحث أن حق الزوجة على زوجها أيضًا حق عظيم، فمن أعظم حقوقها عليه:

♦ النفقة والسكنى والمهر وحسن العشرة، والصبر عليها، وعدم التضييق عليها، ومراعاة ضعفها وانكسارها، وغض الطرف عما عندها من خلق ذميم، والنظر إلى ما عندها من خلق كريم.

♦ كما أن من حقوقها عليه إعانتها على قضاء عباداتها وحوائجها، وأعانتها في أعمال البيت ما أمكنه.

♦ وأن يخصها بأيام عند الدخول بها إذا كان لها ضرائر، والعدل بينها وبين ضرائرها بعد ذلك.

♦ ومن حقها الخلع إذا طلبته لسبب شرعي، وألَّا يمنعها فعل ما أذن الله لها فيه كخروجها من بيتها لقضاء حوائجها.

♦ ومن حقها عليه ألَّا يعتدي على بدنها، وأن يوفي بشروطها، وأن يسلِّيها ويرفه عنها، ويقدُر سنها وحرصها على اللهو.

وقد وجدت أن ما صح من الأحاديث في غير الصحيحين قليل، ومع أنه قليل كان لابد منه، لأنه من كمال الدين، ومن أعان على حفظه كان جنديًّا من جنود الله حيث تعهد الله بحفظ دينه.

فأرجو الله أن يكون هذا البحث لبنة من لبنات بناء البيت المسلم، وأن يكون سببًا في حل كثير من الخلافات الزوجية الكثيرة، بعد أن اتضح لكل من الزوج وزوجه واجبه تجاه صاحبه.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا وحبيبنا وقائدنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وعلى آله ومن تبعهم على الهدى إلى يوم الدين، وبعد:

يقول الله تبارك وتعالى: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65]، فتبين هذه الآية الكريمة مرتبة الحديث الشريف من الدين، ولأهميته كان لابد من تنقيته مما قد يشوبه من حديث الناس، حتى يبقى الدين صافيًا نقيًّا، وحتى تبقى شريعة الله طاهرة زكية لا تدنسها مذاهب البشر، ومن هنا ظهر علم نقد الحديث سندًا ومتنًا وخصوصًا عند ظهور الفتن، وفي ذلك يقول ابن سيرين: «لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا: سموا لنا رجالكم، فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم، وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم»[1]، وكان تحرز العلماء من الرواية عن أهل البدع بسبب خوفهم من كذب أولئك نصرة لبدعهم، فتشدد العلماء - رحمهم الله - في التحمّل لئلا يشوب[2] حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- شيء، وقد تتابع الأئمة العلماء جيلًا بعد جيل يدرسون تلك الروايات ويقارنون بينها، فنتج عن ذلك علوم جليلة خدمت السُّنَّة أيّما خدمة؛ كان من تلك العلوم: علم رجال الحديث، وعلم الجرح والتعديل، وعلم التخريج، وتطوّر العمل في خدمة السنة النبوية، فبدأ أولًا بالتحمل والأداء مشافهة من الصحابة الذين سمعوا النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم بعد ذلك فارق كثير من الصحابة الدنيا، فكان أن ظهر الإسناد، وظهرت ضرورة تزكية الرواة؛ وانتقاء الصحيح من السقيم، فبرز لذلك رجال منذ منتصف القرن الأول، ثم تتابع العلماء حتى ظهر علم الجرح والتعديل، فألِّفت فيه المؤلفات وصنفت فيه المصنفات، مما كان له أكبر الأثر في الحكم على كثير من الروايات صحة أو ضعفًا.

أهمية الموضوع:

تبرز أهميَّة هذه الدراسة حين نعلم أن هناك خلافات زوجية كثيرة بل نسبة طلاق فاقت المعقول ومعظم تلك الحالات سببها الأول عدم قيام أحد الزوجين أو كليهما بواجباته، لجهله بها، مما ترتب عليه ضياع الأسرة المسلمة.

سبب اختيار الموضوع:

ينبع سبب اختيار الموضوع أولًا من أهميته إضافةً لما يُثمره هذا البحث من مَلكة حديثية، وقدرة على تمييز الصحيح من السقيم والمقبول من المردود.

أهداف البحث:

1) بيان أصح الأحاديث الواردة في حقوق الزوجين.

2) بيان حقوق كل من الزوج والزوجة على الآخر.

3) إظهار الهدي النبوي في علاج أهم الأسباب المؤدية للخلافات بين الزوجين.

4) وضع لبنة في بناء البيت المسلم الذي منه يقوم المجتمع المسلم.

مشكلة البحث:

تحاول هذه الدراسة الإجابة على الأسئلة التالية:

1) هل تناولت السنة النبوية قضية الخلافات الزوجية؟

2) هل بين النبي -صلى الله عليه وسلم- أسباب الخلافات الزوجية؟

3) هل عالجت السنة النبوية قضية الخلافات الزوجية؟

فرضيات البحث:

1) أتوقع أن السنة النبوية قد تناولت قضية الخلافات الزوجية لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد جاء لبيان القرآن الشامل ﴿ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: 38].

2) أتوقع أن السنة النبوية تعرضت لأسباب الخلافات الزوجية حيث إن الحيف في الحقوق لا بد أن يؤدي إلى الخلاف، فبيان حقوق الزوج على زوجه والزوجة على زوجها لئلا يقع هذا الخلاف.

3) أتوقع أن السنة النبوية قد وضعت علاجًا لهذه المشكلة لأن منهج الإسلام وعدله يقتضي ذلك.

الدراسات السابقة المتعلقة بالموضوع:

إن هذا الموضوع من المواضيع الحيوية التي يحتاجها المسلم والمسلمة في كل عصر، ولذلك ألَّف فيه عدد من المعاصرين، ولكن تآليفهم كانت ترتكز على الأحكام الفقهية وأقوال الفقهاء، أو كلام التربويين ونظرياتهم، ولم أجد من كتب في هذا الموضوع معتمدًا على أصح ما جاء في أبوابه، وهذه بعض التآليف التي تناولت الموضوع من تلك الجوانب:

1) إتحاف الخلان بحقوق الزوجين في الإسلام د. فيحان بن شالي المطيري.

2) آداب الخطبة والزفاف وحقوق الزوجين د. عبد الله ناصح علوان.

3) حقوق المرأة في الزواج د. محمد بن عمر عتين.

4) حقوق المرأة وواجباتها في ضوء الكتاب والسنة د. فاطمة عمر نصيف.

5) حقوق المرأة في الإسلام كوثر محمد الميناوي.

6) تحفة العباد في حقوق الزوجين والوالدين والأولاد محمد طاهر الكردي.

منهج البحث:

سلكت في هذا البحث منهجًا علميًا للوصول إلى أفضل النتائج بإذن الله، وكانت تفاصيل المنهج كما يلي:

1) جمع الأحاديث المتعلقة بموضوع البحث وتخريجها من مصادرها الأصلية، وقد روى الخطيب عن علي بن المديني قال: الباب إذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطؤه[3].

2) إذا كان الحديث مرويًّا في "الصحيحين" أو أحدِهما أكتفي بتخريجه منهما، إلا إذا كان هناك فائدة في غيرهما لها علاقة بموضوع الحقوق، فإنني أخرِّجه من الكتب الأربعة بدءًا بالنسائي في الصغرى[4] ثم أبي داود ثم الترمذي ثم ابن ماجه، ثم أخرِّجُه من غيرها مرتبًا الكتب حسب وفيات مصنفيها.

3) دراسة أسانيدها ومتونها دراسة حديثية علمية، فوقفت على أقوال العلماء في رجال الأسانيد، فإن وجدت طريقًا سالمًا صحيحًا اعتمدت عليه، وأهملت الأسانيد التي فيها ضعف ظاهر، وإن لم أجد طريقًا صالحًا تكلمت على مدار الحديث الواحد دائمًا، وعلى بعض الضعف في تفريعات الأسانيد أحيانًا حيث أرى حاجة لذلك.

4) أذكر ما وقفت عليه من أحكام العلماء.

5) الحكم على الحديث بإسناده ومتنه، مراعيًا عند دراسة الإسناد أقوال العلماء في الرجال، ومرجِّحًا بينها بالقرائن، وخصوصًا طبقاتهم في النقد[5].

6) أرتب تلك الأحاديث حسب موضعها في التبويب الموضوعي في البحث.

7) توثيق المعلومات بالطرق العلمية الصحيحة.

8) جعلت البحث من مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة.

المقدمة: وتحدثت فيها عن أهمية الموضوع، وسبب اختياره، وأهدافه، ومشكلته، وفرضياته، والدراسات السابقة، ومنهجي في البحث.

الفصل الأول: حقوق الزوج على زوجه، وفيه مباحث:

المبحث الأول: عظم حق الزوج على زوجه.

المبحث الثاني: طاعة الزوجة لزوجها.

المبحث الثالث: إرضاء الزوجة لزوجها.

المبحث الرابع: شكر الزوجة نعمة زوجها عليها.

المبحث الخامس: ألا تأذن الزوجة في بيت زوجها إلا بإذنه.

المبحث السادس: ألا تصوم الزوجة إلا بإذن زوجها.

المبحث السابع: ألا تخرج الزوجة إلا بإذن زوجها.

المبحث الثامن: حق الزوج في تأديب زوجه.

المبحث التاسع: خدمة الزوجة زوجها بالمعروف.

المبحث العاشر: أن تحفظ الزوجة مال زوجها.

المبحث الحادي عشر: أن تحفظ الزوجة نفسها وغيبة زوجها.

المبحث الثاني عشر: حق الزوج في شكوى زوجه لأهلها.

المبحث الثالث عشر: حق الزوج على زوجه في أن تبرّ َقسَمَه.

المبحث الرابع عشر: تمكين الزوجة زوجها من نفسها.

الفصل الثاني: حقوق الزوجة على زوجها، وفيه مباحث:

المبحث الأول: حق الزوجة على زوجها في حسن المعاشرة.

المبحث الثاني: حق الزوجة على زوجها في تمكينها من حضانة ولدها.

المبحث الثالث: حق الزوجة على زوجها في النفقة.

المبحث الرابع: حق الزوجة على زوجها في السكنى.

المبحث الخامس: حق الزوجة على زوجها في الاختصاص بأيام عند الزواج.

المبحث السادس: حق الزوجة على زوجها في العدل بينها وبين ضرائرها.

المبحث السابع: حق الزوجة على زوجها في المهر.

المبحث الثامن: حق الزوجة على زوجها في حسن الظن وإعطائها الوقت الكافي

لتحضير نفسها لاستقباله إذا جاء من غياب.

المبحث التاسع: حق الزوجة على زوجها في الخلع.

المبحث العاشر: حق الزوجة على زوجها في الاستشارة في زواج ابنتها.

المبحث الحادي عشر: حق الزوجة على زوجها في تمكينها من الخروج لقضاء حوائجها.

المبحث الثاني عشر: حق الزوجة على زوجها في الاستشارة للعزل.

المبحث الثالث عشر: حق الزوجة على زوجها في عدم الاعتداء على مالها.

المبحث الرابع عشر: حق الزوجة على زوجها في عدم الاعتداء على بدنها.

الفصل الثالث: حقوق الزوجين المشتركة:

المبحث الأول: حق الزوجين على بعضهما في حفظ سرهما.

المبحث الثاني: حق الزوجين على بعضهما في الصدقة.

المبحث الثالث: حق الزوجين على بعضهما في الوفاء بالشروط.

المبحث الرابع: حق الزوجين على بعضهما في الاستمتاع والترفيه.

المبحث الخامس: حق الزوجين على بعضهما في الإعانة على العبادة.

المبحث السادس: حق الزوجين على بعضهما في كف الأذى.

المبحث السابع: حق الزوجين على بعضهما في رعاية بيتهما.

الخاتمة: وعدّدت فيها أهم النتائج التي توصلت إليها في البحث.

صعوبات البحث:

واجهت الباحث عدة صعوبات كان أهمها:

1) جمع شتات الموضوع من كتب الحديث.

2) تقرير أن هذا الحديث مما يدخل في حقوق أحدهما على الآخر أو لا.

3) وجود طرق وشواهد كثيرة لبعض الأحاديث، وتداخلها مع أحاديث أخرى.

والله أسأل أن يجعل عملي المتواضع هذا في ميزان حسناتي يوم القيامة.

الخاتمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على نبي الأمة، الرحمة المهداة إلى العالمين، وأشهد أنه قد أدى الأمانة وبلغ الرسالة، ونصح الأمة، وكشف الغمة، وتركنا على المحجة بيضاء نقية، لا يزيغ عنها إلا هالك، ولا يتنكبها إلا ضال، وعلى آله وصحبه الطيبين الأطهار، أفضل الصلاة ما بزغ الفجر وتعاظم ضوء النهار، وبعد:

فهذه الرسالة ما هي إلا محاولة طويلب علم يستجدي الخير على موائد العلماء، وما جهدي فيه ومخالفاتي الكثيرة إلا لضعفي وقلة حيلتي، ويعلم الله أّني مقر بذلك، وما خالفت العمالقة العظام من العلماء الكرام لأني أرى سحابي يناطح قمم الجبال الرواسي، ولكني من علمهم أخذت، وعلى ضوء قواعدهم مشيت، فإن كان في هذه الرسالة من خير، فلهم الفضل كله بعد الله، وإن كان فيها من شر، فمن سوء فهمي، وضعف علمي، وقلة تدبيري.

أما ما قمت به في هذه الرسالة، فهو أن حاولت جهدي جمع الأحاديث التي فيها إشارة واضحة لحقوق الزوجين على بعضهما، مما نتج عنه جمع شتات الموضوع في سفر واحد، لعله يكون معينًا لمن أراد دراسة الموضوع دراسة فقهية، وقد توصلت إلى نتائج عدّة أجملها بما يلي:

إن للزوج على زوجه حقًّا عظيمًا، وأداء هذا الحق هو طريق الجنة، فمن أعظم حقوقه عليها أن تطيعه؛ لكن هذه الطاعة ليست مطلقة عامة بل هي مقيدة خاصة، فيجب عليها طاعته إذا دعاها للفراش، وأن تمكنه من نفسها، وألَّا تأذن في بيته إلا بإذنه، وألَّا تصوم النافلة أو تصلي فتطيل صلاتها إذا كان ذلك يؤذيه ويحرمه من حقوقه إلا بإذنه، وأما الطاعة العامة في غير معصية الله فهي مندوبة ترفع درجة المرأة وتجعلها من خير النساء.

كما يجب عليها أن تخدم زوجها بالمعروف، وأن تحفظ ماله، وهو وولدها أحق بصدقة مالها، وأن تعينه على قضاء عباداته، وتوفي له شروطه، وألَّا تنكر نعمته عليها، وله أن يؤدبها عند معصية الله بهجرها في مضجعها أو ضربها ضربا غير مبرح.

وظهر لي من خلال البحث أن حق الزوجة على زوجها أيضًا حق عظيم، فمن أعظم حقوقها عليه النفقة والسكنى والمهر وحسن العشرة، والصبر عليها، وعدم التضييق عليها، ومراعاة ضعفها وانكسارها، وغض الطرف عما عندها من خلق ذميم، والنظر إلى ما عندها من خلق كريم.

كما أن من حقوقها عليه، وإعانتها على قضاء عباداتها وحوائجها، وأعانتها في أعمال البيت ما أمكنه، وأن يخصها بأيام عند الدخول بها إذا كان لها ضرائر، والعدل بينها وبين ضرائرها بعد ذلك.

ومن حقها الخلع إذا طلبته لسبب شرعي، وألَّا يمنعها فعل ما أذن الله لها فيه كخروجها من بيتها لقضاء حوائجها.

ومن حقها عليه ألَّا يعتدي على بدنها، وأن يوفي بشروطها، وأن يسليها ويرفه عنها، ويقدُر سنها وحرصها على اللهو.

وقد وجدت أن ما صح من الأحاديث في غير "الصحيحين" قليل، ومع أنه قليل كان لابد منه، لأنه من كمال الدين، ومن أعان على حفظه كان جنديًّا من جنود الله حيث تعهد الله بحفظ دينه.

فأرجو الله أن يكون هذا البحث لبنة من لبنات بناء البيت المسلم، وأن يكون سببًا في حل كثير من الخلافات الزوجية الكثيرة، بعد أن اتضح لكل من الزوج وزوجه واجبه تجاه صاحبه.

توصيات عامة:

أوصي الباحثين بأهمية تخريج الحديث قبل الحكم عليه صحة أو ضعفًا، لأنه بالتخريج يتبين الخطأ من الصواب، ويتبين الحكم واضحًا، كما تظهر علة الحديث إن كان معلًا.

كما وأوصي الباحثين بضرورة رعاية كلام العلماء واحترام آرائهم والتأدب معهم، وأهم منه رعاية حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وعدم التسليم لكل عالم ما قال بعد ظهور خطئه، فكل يؤخذ من قوله ويرد إلا الحبيب -صلى الله عليه وسلم- وثقتنا بعلمائنا الأفذاذ تدعونا للاعتقاد بأنه لو ظهر لهم خطؤهم لما تابعوه، فلهم من الله الرحمة والرضوان، ونسأله تعالى أن يجمعنا بهم في الجنان، والحمد لله رب العالمين.

فهرس المحتويات