عقود الزواج المعاصرة في الفقه الإسلامي

ملخص الرسالة

عقود الزواج المعاصرة في الفقه الاسلامي

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين، حمد الشاكرين لأنعمه، القائمين بأمره وحكمه وشريعته، والصلاة والسلام على الهادي البشير، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه ومن سار على هديه إلى يوم الدين، وبعد:

فإن الله سبحانه وتعالى قد بعث نبيه برسالة الإسلام الخالدة، برسالة الهدى والنور؛ ليأخذ بيد الإنسانية على درب الخير والصلاح؛ صلاح الدنيا وصلاح الآخرة، أرسله بمنهج للحياة، يصلح شأنها، ويدفعها على درب فطرتها وهدايتها.

فكان منهج الإسلام منهجًا متوازنًا لا تتناقض أجزاؤه، بل تتكامل أحكامه وتشريعاته، فهو منهج حقٍّ وعدل، يحقق العدل في أدق معانيه، وفي أوسع مدى؛ فهو منهج شامل لا يترك أمرًا فيه صلاح أمر الإنسان إلا وجهه إليه.

ومن القضايا المهمة في حياة الإنسان؛ القضايا المتعلقة بالأحوال الشخصية له، ولما لها من أهمية فقد تناول التشريع الإسلامي أبوابها المختلفة؛ بدقة وشفافية عالية؛ فعالج أحكام الزواج والطلاق والميراث وغير ذلك.

فالزواج كان أحد هذه الموضوعات التي اهتم الإسلام بها اهتمامًا بالغًا؛ لأن فيه حفظ النسل وهو مقصد من مقاصد التشريع، وفيه حفظ للحياة الاجتماعية، والقيم الأخلاقية للمجتمع. لذا فقد حرص الإسلام على بنائه على أسس العدل والحق وقيم الأخلاق، وحرص على استمراره على هذا المنهج، فوضع له أحكامًا دقيقة، تضمن بناءه واستمراره على ذلك المنهج القويم.

ومع تطور الحياة في اتجاهات متعددة؛ منها الإيجابي، ومنها السلبي، فقد استجدَّت صور للزواج، استدعت من العلماء الوقوف عندها لتقييمها وفق منهج الإسلام وقيمه، وما زالت هناك قضايا موطن الدراسة والبحث، فآثرتُ أن أخوض غمارها؛ مساهمةً مني في خدمة العلم الشرعي.

طبيعة الموضوع:

الموضوع عبارة عن دراسة فقهية في باب الأحوال الشخصية في موضوع الزواج، يعالج عددًا من القضايا الفقهية المعاصرة، أو التي تتردد بين القدم والمعاصرة، وذلك من حيث بيان حقيقتها الشرعية وما يتفرع عن تلك الحقيقة من صور، مع بيان آراء العلماء القدامى والمعاصرين في القضايا التي تجمع بين القدم والمعاصرة، أو آراء العلماء المعاصرين في القضايا ذات الطابع المعاصر.

أهمية البحث وسبب اختياره:

1- موضوع الزواج في الحياة الإنسانية من الموضوعات ذات الخطر، ويدل على ذلك عناية الإسلام بها عناية فائقة؛ حتى أن القرآن الكريم قد خص كثيرًا من أحكامه بالمعالجة؛ فحريٌّ بالعلماء، والباحثين السير على هذا المنهج من الاهتمام بأحكامه.

2- هناك العديد من المستجدات الفقهية المتعلقة بإنشاء الزواج، وهي مازالت في دائرة الدراسة والبحث.

3- عدم إفراد مجموع القضايا التي سأعالجها في هذا البحث حسب علمي ضمن دراسة شاملة، تظهر أبعاد هذه القضايا من خلال منهج الإسلام ومقاصده في باب الزواج.

لذا فقد عزمت أمري على خوض غمار هذا الباب، ودراسة بعض قضاياه المعاصرة، المتعلقة بإنشاء عقد الزواج.

الجهود السابقة:

لا أعلم أن دراسة قد جمعت أفراد موضوعات بحثي ضمن دراسة شاملة - وذلك على حد علمي - إلا أن بعض أفراد موضوع البحث قد تناولها العلماء القدامى في الفقه الإسلامي ضمن موضوعات النكاح، والأفراد الأخرى قد تناولها العلماء المعاصرون ضمن دراسات متفرقة، أو حوارات في وسائل الإعلام المختلفة.

ومن ضمن الدراسات التي تناولت بعض أفراد موضوع البحث رسالة ماجستير لأسامة عمر الأشقر بعنوان مستجدات فقهية في قضايا الزواج والطلاق.

ولما كان هذا الموضوع من القضايا المهمة التي لم تجمعه دراسة متكاملة، فقد آثرت بعد التوكل على الله أن أتناوله بهذه الدراسة المتواضعة، فإن أصبت فبفضل الله وتوفيقه، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان، وأسأل الله العظيم أن يرزقني الإخلاص والتوفيق والسداد.

خطة البحث:

يتكون هذا البحث من المقدمة السابقة، وفصل تمهيدي، وفصلين، وخاتمة، وقد قسَّمتُه على النحو التالي:

الفصل التمهيدي: مكانة عقد الزواج في الإسلام

المبحث الأول: تعريف الزواج، ومشروعيته، وحكمته، وحكمه.

المطلب الأول: تعريف الزواج.

المطلب الثاني: مشروعية الزواج.

المطب الثالث: حكمة مشروعية الزواج.

المطلب الرابع: حكم الزواج.

المبحث الثاني: الإشهاد على الزواج، وآدابه الاجتماعية.

المطلب الأول: الإشهاد على الزواج.

المطلب الثاني: آداب الزواج الاجتماعية.

الفصل الأول: عقود الزواج القديمة المعاصرة:

المبحث الأول: الزواج العرفي

المطلب الأول: تعريف الزواج العرفي.

المطلب الثاني: صور الزواج العرفي.

المطلب الثالث: حكم الزواج العرفي.

المبحث الثاني: نكاح السر:

المطلب الأول: تعريف زواج السر.

المطلب الثاني: صور زواج السر.

المطلب الثالث: حكم زواج السر.

المبحث الثالث: الفرق بين الزواج العرفي، وزواج السر، والزواج الشرعي.

الفصل الثاني: عقود الزواج المعاصرة.

المبحث الأول: زواج المسيار.

المطلب الأول: تعريف زواج المسيار.

المطلب الثاني: حكم زواج المسيار.

المبحث الثالث: زواج الصديق (الفرند)

المطلب الأول: تعريف زواج الصديق (الفرند)

المطلب الثاني: حكم زواج الصديق (الفرند)

المبحث الثالث: الزواج عبر الانترنت.

المطلب الأول: تعريف الزواج عبر الانترنت.

المطلب الثاني: حكم الزواج عبر الانترنت.

المبحث الرابع: الفرق بين زواج المسيار، وزواج الفرند، وزواج الإنترنت، والزواج الشرعي

الخاتمة: وتتضمن أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال هذه الدراسة.

منهج البحث العلمي:

يمكن إيضاح منهج البحث العلمي الذي اتبعته في بحثي هذا، على النحو التالي:

1- تناولت المسائل الفقهية فذكرت الأقوال وأتبعها بالأدلة.

2- قمت ببيان سبب الخلاف والقول الراجح في كل مسألة.

3- عزوت الآيات الكريمة، إلى سورها، وأرقامها.

4- خرجت الأحاديث من مظانها، وحكمت عليها غالبًا إن كانت من غير صحيحي البخاري ومسلم.

5- وثقت ما نقلت من نصوص وبيانات بدقة وعناية، مع مراعاة الترتيب الزمني بين المذاهب، والترتيب الزمني في المذهب الواحد.