بنو حماد بن زيد وأثرهم في الحياة العامة في العراق منذ قيام الدولة العباسية حتى نهاية القرن الرابع الهجري

ملخص الرسالة

بنو حماد بن زيد وأثرهم في الحياة العامة في العراق

منذ قيام الدولة العباسية حتى نهاية القرن الرابع الهجري

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومَن سار على نهجِه واتَّبع هداه إلى يوم الدين؛ أما بعد:

تضمُّ مصادرنا الإسلامية بين طياتها العديد من المعلومات التاريخية التي هي بحاجة لتوظيفها في دراسة التاريخ الإسلامي، ومعرفة ما عاشته الأمة الإسلامية من تطور خلال عصورها المتعاقبة، وما أسهمت به مِن دور فاعل في تقدم البشرية نحو الأفضل، ويَلفت نظر الباحث أن جزءًا من هذه المعلومات لا يزال متفرقًا في بطون الكتب، ومتناثرًا في المصادر الشرعية والأدبية وغيرها مِن مَصادر العلوم.

ولعلَّ أبرز ما يلفت الانتباه في هذا الجانب ما حفلت به المصادر التاريخية - سيما كتب التراجم والطبقات - من معلومات مهمة تُرشدنا إلى وجود الكثير من الأسر التي قامت بدور بارز في الحياة السياسيَّة والحضارية خلال حقب التاريخ المختلفة، وتوارثت الأدوار في إثراء الكثير من جوانب الحياة العامة في كثير من الأقاليم الإسلامية.

فقد واكب النهضة الحضارية التي شهدها العصر العباسي ظهورُ الكثير مِن الأُسَر المسلمة التي أثْرت بجهودها المختلفة وعطائها المتنوع الحياة العامة بجوانبها المتعدِّدة، ومن أشهر الأُسَر التي نبغ أبناؤها في ميادين العلوم: أسرة حماد بن زيد الأزدي في العراق، والتي ذاع صيتُها في الفترة الواقعة بين أواخر القرن الثاني ونهاية القرن الرابع الهجريين؛ حيث شهدت هذه الفترة التاريخية بروز عدد من أبناء هذه الأسرة اشتهروا في ميادين العلم والمعرفة والقضاء والمشاركة في الأحداث السياسية، وصارت لهم مترلة رفيعة في الدولة العباسية واتَّسعت شُهرتهم في الآفاق.

ومِن هذا المنطلق، وإيمانًا منِّي بأهمية إبراز أثر هذه الأُسرة في خدمة الأمة الإسلامية؛ فقد رأيتُ تقديم دراسة بعنوان: "بنو حماد بن زيد وأثرهم في الحياة العامة في العراق منذ قيام الدولة العباسية حتى نهاية القرن الرابع الهجري" أتناول فيه أعلام الأسرة وآثارها المختلفة في خدمة الدولة والمجتمع؛ حيث أسهمت في الكثير من الجهود العلمية سواء في مجال التدريس، أو التصنيف، أو نشر المذهب المالكي في العراق والحفاظ على استمراره، كما تولى عدد من أفرادها القضاء في الدولة العباسية، ومنهم من تسلَّم منصب قاضي القضاة، فضلًا عن ذلك فقد كان لهم الكثير من الآثار في مجالات الحياة سواء السياسية أو الاجتماعية.

وإن الأسباب التي دفعتني لاختيار موضوع البحث عديدة، ولعل من أهمها ما يلى:

١- قلَّة الدراسات والبحوث التي تناولت الأُسر وتتبُّع تاريخها وتقصِّي أخبارها وجهودها، رغم ما قامت به الكثير من هذه الأسر من أدوار عظيمة في سبيل خدمة المجتمع الإسلامي، ولذلك رأيتُ أن أطرق هذا الجانب باختيار أحد البيوتات ودراستها.

٢- معظم أفراد الأسرة يشكِّلون جزءًا من فئة الأعيان في المجتمع البغدادي؛ باعتبارهم قضاة في الدولة العباسية وأهل علم وثَراء، وبالتالي يؤثِّرون في الأحداث سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشِرة.

كما تسعى الدراسة إلى تحقيق الأهداف التالية:

١- تقديم دراسة تاريخية تتناول أسرة بني حماد بن زيد، مُبرزة ما ظهر فيها من أعيان وقضاة وعلماء خلال العصر العباسي.

٢- معرفة جهود الأسرة في ميادين الحياة العلمية المختلفة، وما بذلوه في سبيل التعلم والتعليم.

٣- إبراز الأثر السياسي لبني حماد بن زيد في العراق أيام الدولة العباسية، ومعرفة مدى وعي الأسرة بالمخاطر التي تحيط بالأمة والمجتمع خاصة في ظلِّ تدهور وانحطاط بعض جوانب الحياة السياسية.

٤- التعرُّف على مدى إسهام جزء من أعيان مدينة بغداد في تخفيف الأعباء التي تحمَّلتها فئة العامة جراء التغيرات الكبيرة التي شهدتها الخلافة، وما واكب ذلك من انهيار للمؤسَّسات الإدارية العباسية.

محتويات الرسالة