• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / مكتبة المخطوطات / التراث والحضارة
علامة باركود

أعلام المهندسين في الإسلام (3)

أحمد تيمور باشا

المصدر: من كتاب: أعلام المهندسين في الإسلام
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/8/2009 ميلادي - 4/9/1430 هجري

الزيارات: 14435

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

67- ابن الأمين

أبو عبدالله محمد بن إبراهيم بن يحيى بن سعيد، من أهل قرطبة، وأصله من طليطلة، ويعرف بابن الأمين، أخذ عن عامر الصفَّار، وأبي إسحاق المعروف بالزرقالة، وكان مقدَّمًا في الفرائض والعدد والمساحة، توفي سنة 539هـ، كذا في "تكملة الصلة"؛ لابن الأبار.

 

 

 

68- ابن ريان

أبو عبدالله محمد بن مُنَخَّل بن ريان، ويُقال فيه: محمد بن محمد، من أهل جزيرة شقر، كان من البصيرين بالمساحة، ومن أهل العلم بغيرها، توفي ببلده سنة 551هـ، ذكره ابن الأبار في "تكملة الصلة".

 

 

 

69- المعراني

شمس الدين عبدالله بن شاكر بن المطهر، كان فاضلاً، له اليد الطولى في الهندسة والفلك، وكان مع ذلك أديبًا شاعرًا، له شعر فارسي حسن، وعربي لا بأس به، مات في حدود سنة 570هـ بأصبهان؛ ذكره القفطي[1].

 

 

70- أبو الفضل المهندس

محمد بن عبدالكريم بن عبدالرحمن الحارثي، ولد ونشأ بدمشق، وكان يعرف بالمهندس؛ لجودة معرفته بالهندسة، وشهرته بها، وأمره عجيب؛ لأنَّه كان في أوليته نجارًا، وله معرفة بنحت الحجارة أيضًا، وكان تكسُّبه بصناعة النجارة، وله اليد الطولى فيها، وكان للناس رغبة كبيرة في أعماله، وأكثر أبواب البيمارستان الكبير الذي أنشأه الملك نور الدين بن زنكي من نجارته وصنعته، ثم قصد أن يتعلم أقليدس؛ ليزداد في صناعة النجارة جودة، ويطلع على دقائقها، ويتصرف في أعمالها، فقاده ذلك إلى الانصراف إلى الهندسة بكليته، وأخذها عن علمائها، حتى برع فيها واشتهر بها، ثم قرأ أيضًا صناعة الطب، وعمل الساعات، واشتغل بالأدب ونظم الشعر، وهو الذي أصْلح الساعات التي كانتْ بجامع دمشق، وتوفي بها سنة 599هـ، عن نحو السبعين، ذكره ابن أبي أصيبعة[2].

 

71- ابن الفوني

أبو حفص عمر بن الحسن بن الفوني، ذكره العماد الكاتب في "خريدة القصْر وجريدة العصر"، فقال فيه: لُغوي شاعر، كاتب منجم مهندس، وأورد شيئًا من شِعره، ولا يخفى أنَّ العماد ترجم في هذا الكتاب أعيان عصْره، فالمترجَم على هذا من مهندسي القرن السادس.

 

72- أبو عبدالله الصقلي

محمد بن عيسى بن عبدالمنعم، من أهل صقلية، ومن أصحاب العلْم بعلمي الهندسة والفلك، وكان ماهرًا فيهما، قيمًا بهما، مذكورًا بين الحكماء هناك بأحكامهما، ذكره القفطي[3]، وذكره أيضًا العماد الكاتب في "خريدة القصر"، فقال فيه: "كاتب شاعر، بارع ماهِر، مهندس منَجم، لغارب الفصاحة متسنم، وفي ملتقى أولِي العلْم كَمِيٌّ معلم".

 

والعماد كان من أهل القرن السادس، وترجم في كتابه هذا أعيان عصره.

 

73- جعفر القطاع

المدعو بالسديد البغدادي، كانت له معرفة تامة بالكلام والمنطق والهندسة، وكانت له اليد الطولى في هندسة الدور وعمارتها، وكان متظاهرًا بالتشيُّع، وتوفي في يوم السبت 16 ربيع الآخر سنة 602هـ ببغداد، وقد جاوز السبعين، ذكره القفطي.

 

74- السلمي الشاطبي

أبو بكر محمد بن سليمان بن عبدالرحمن بن عمر السلمي، من أهل شاطبة، كان من أهْل العلم والأدب، عدديًّا فرضيًّا، صاحب مساحة، ولكن غلب عليه الفقه، وولي القضاء في ألسن من كور (مرسية)، وتوفي سنة 612هـ، ذكره ابن الأبار في "تكملة الصلة".

 

 

75- ابن مبشر

محمد بن مبشر بن نصر بن أبي يعلى البغدادي، كان فاضلاً متميزًا، عارفًا بعدَّة علوم، منها الهندسة، وتولى الوكالة للأمير عدة الدين محمد بن الخليفة الناصر العباسي؛ ذكره القفطي[4]، وقال: توفي ببغداد سنة 618هـ، ودفن بمشهد موسى بن جعفر، والظاهر أن اشتغاله بهذه الخدمة صرفه عن الاشتغال بعلومه.

 

 

76- علم الدين تعاسيف

علم الدين قيصر بن أبي القاسم بن عبدالغني بن مسافر الحنفي، المهندس المعروف بتعاسيف، ذكره أبو الفداء صاحب حماة في تاريخه، فقال: اشتغل بمصر والشام ثم بالموصل على كمال الدين موسى بن يونس، وقرأ عليه الموسيقا، وتوفي بدمشق في رجب سنة 649هـ، وكان مولده 574هـ بأصفون من شرقي صعيد مصر[5]، وذكره أيضًا في موضع آخر من تاريخه، في ترجمة جدِّه الملك المظفر صاحب حماة المتوفى سنة 642هـ، فقال ما نصُّه:

"وكان يحب أهل الفضائل والعلوم، استخدم الشيخَ علم الدين قيصر، المعروف بتعاسيف، وكان مهندسًا فاضلاً في العلوم الرياضية، فبنى للملك المظفر المذكور أبراجًا بحماة، وطاحونًا على نهر العاصي، وعمل كرة من الخشب مدهونة، رسم فيها جميع الكواكب المرصودة، وعُمِلتْ هذه الكرة بحماة، قال القاضي جمال الدين بن واصل: وساعدت الشيخ علم الدين على عملها، وكان الملك المظفر يحضر ونحن نرسمها، ويسألنا عن مواضع دقيقة فيها" انتهى.

 

وذكره ابن أبي أصيبعة عرضًا في ترجمة ابن الهيثم، وذكره أيضًا كذلك في ترجمة الحفيد أبي بكر بن زهر، وعبَّر عنه بشيخنا، ونعته في الموضعين بالمهندس.

 

 

77- ابن غنائم المهندس

إبراهيم بن غنائم بن سعيد، أحد مهندسي القرن السابع، وكان متصلاً بالملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري، وهو الذي بنى له أبنيته بدمشق، ولم يزل اسمه إلى الآن محفورًا على أعلى الرتاج في الزاوية الشمالية من مدخل الظاهرية بدمشق، وذكر ابن طولون الصالحي في كتابه "ذخائر القصر بتراجم نبلاء العصر" قصرًا بناه هذا المهندس للملك الظاهر بمرجة دمشق، فقال في وصفه ما نصه:

"وشرقيها في الطريق المذكور المرجة، وبها القصر الأبلق[6]، وكان من عجائب الدنيا، يشرف على الميدان الأخضر شرقيَّه، أنشأه "الملك الظاهر ركن الدين" عقب رجوعه من حجته في المحرم سنة ثمانٍ وستين وستمائة، كذا رأيت هذا التاريخ بأعلى بابه الشمالي، وعلى أسكفته ضُرب خيط من رخام أبيض، ووسطه مكتوب: عمل إبراهيم بن غنائم المهندس، وبابه الآخر ينفذ إلى الميدان، وفي واجهته البلقاء ثلاثون شباكًا سوى القماري، ووسطه قاعة بأربعة لواوين[7] قبلي وشمالي، في صدرهما شاذروانان، وغربي وشرقي، في صدر كل منهما ثلاثة شبابيك، فالغربيَّات مطلاَّت على الطريق الآخذ إلى الحمام وتربة الصوفية، والشرقيات مطلات على الميدان، وعلى واجهته الشرقية مائة أسد منزَّلة صورها[8]، وعلى الشمالية اثنا عشر أسدًا منزلة صورها بأبيض في أسود" انتهى.

 

قلنا: وقد بلغ من شهرة هذا المهندس أنَّ أبناءه صاروا يعرفون بعده ببني المهندس، وقد ترجم ابن حجر العسقلاني في "الدرر الكامنة" ابنه أحمد بن إبراهيم بن غنائم، المعروف بابن المهندس، المتوفى بصالحية دمشق سنة 747هـ.

 

وترجم أيضًا ابنه الآخر محمد بن إبراهيم بن غنائم بن سعيد، المعروف بابن المهندس، المتوفى في شوال سنة 733هـ، وحفيده صلاح الدين عبدالله بن محمد بن إبراهيم بن غنائم، المعروف أيضًا بابن المهندس، المتوفى سنة 769هـ، وهو الذي عبَّر عنه السخاوي في "الضوء اللامع" بالصلاح عبدالله بن الشمس بن المهندس، وذكره عرضًا في ترجمة علي بن محمد بن إبراهيم الحلبي.

 

وممن اشتهر بابن المُهَنْدس من العلماء من غير هذه الأسرة: عمر بن حسين بن عمر بن حسين، المعروف بابن المهندس، المتوفَّى سنة 743هـ، كما في "الدرر الكامنة"؛ لابن حجر.

 

ومحمد بن محمد بن أحمد المقدسي ثم الدِّمشقي، المتوفَّى سنة 808هـ، وأخوه أحمد بن محمد، المتوفى سنة 803هـ، المعروف كلاهما بابن المهندس، ذكرهما السخاوي في "الضوء اللامع".

 

وذكر أيضًا إبراهيم بن المهندس التاجر في سوق أمير الجيوش، المتوفَّى بمكة سنة 871هـ، ومحمد بن أحمد بن محمد ناصر الدين المصري، المتوفَّى سنة 855هـ، وابنه أحمد المتوفَّى سنة 877هـ، ويعرف كلاهما بابن المهندس، ذكرهما السخاوي أيضًا، وكانوا جميعًا من جلة العلماء، ولم يُعرفوا بذلك إلا وقد كان بين آبائهم أو جدودهم مهندسون مشهورون، ولكن ضاعتْ علينا تراجمُهم.

 

78- ابن الرزاز

بديع الزمان، أبو العز[9] بن إسماعيل بن الرزاز الجزري، كان من مهندسي الحيل (الميكانيكا) في القرن السابع، ولم نقف له على ترجمة، وإنما عرفنا فضله من كتاب له عندنا مخطوط، مصور منقول عن نسخة شمسية بدار الكتب المصرية بالقاهرة، مما كان جلبه إليها من القسطنطينية صديقُنا الأستاذ أحمد زكي باشا، واسم هذا الكتاب "كتاب الحيل الجامع بين العلم والعمل" على ما في نسختنا، وذكره صاحب "كشف الظنون" في حرف الكاف باسم "كتاب الآلات الروحانية"، وقال إنه ألَّفه لقره أرسلان الأرتقي، ولم يذكر وفاة المؤلف ولا زمنه، وإنَّما عرفنا أنه من القرن السابع؛ لأن قره أرسلان بن أرتق المذكور تولَّى الملك سنة 658هـ، على ما في "أخبار الدول"؛ للفرماني.

 

وقد أبدع في هذا الكتاب، وذكر به غرائب، تدلُّ على تضلُّعه في هذا العلم، ووصف فيه آلاتٍ اختَرَعَها وعملها بيده، وفيها ما يشتمل على تماثيل تتحرك بالماء، أو تصوِّت بقوة الريح، وقد قسمه إلى ستة أنواع: الأول: في الساعات، والثاني: في الأواني العجيبة، والثالث: في الآلات الزامرة، والرابع: في إخراج الماء من المواضع العميقة، والخامس: في الإبريق والطشت، والسادس: في بعض الصور والأشكال.

 

79- ابن واصل

جمال الدين محمد بن سالم بن واصل الشافعي، قاضي القضاة بحماة، العالِم الفاضل المهندس، ولد سنة 604هـ، وتوفِّي سنة 697هـ، ذكره الملك المؤيد أبو الفداء في تاريخه المسمى بـ"المختصر في أخبار البشر"، وهو وإن كان من المشتهرِينَ بالفقه، فقد كان من كبار المهندسين، وبرَّز في علوم كثيرة، كالمنطق والهيئة والتاريخ، قال أبو الفداء: ولقد تردَّدتُ إليه بحماة مرارًا كثيرة، وكنتُ أعرض عليه ما أحله من أشكال أقليدس، وأستفيد منه، وقد أطال في ترجمته بما يخرج عن مقصودنا.

 

 

80- ابن الحاج

أبو عبدالله محمد بن علي بن محمد بن الغرناطي، المعروف بابن الحاج، كان جده من إشبيلية، وانتقل هو إلى مدينة فاس، واتصل بسلطانها، واتخذ له الدولاب المنفسح القطر، البعيد المدى، والمحيط المتعدِّد الأكواب، الخفي الحركة.

 

وكان من المهندسين البارعين في علْم الحِيَل الهندسية (الميكانيكا)، بصيرًا باتِّخاذ الآلة الحربيَّة الجافية، على ما ذكره لسان الدين في ترجمته من الإحاطة، ثم انتهى أمره بأن تولى الوزارة لأمير المسلمين أبي الجيوش نصر سلطان الأندلس، ثم انتقل إلى فاس بعدما خلع سلطانه، وتوفِّي بها في شعبان سنة 714هـ.

 

وقد ذكره ابن حجر العسْقلاني أيضًا في "الدرر الكامنة"، إلا أنه قال في نسبه: محمد بن عبدالله بن محمد بن عبدالله بن الحاج الغرناطي، وذكر أنه كان عارِفًا بالهندسة وجر الأثْقال، بصيرًا باتِّخاذ الآلات الحربية والعمل بها، عارفًا بلسان الروم[10]، بعيد الغور، عميق الفكر، ثم ذَكر اتصاله بسلطان الأندلس، وانتقاله بعد ذلك عنها، واتصاله بعمر بن أبي سعيد، قال: فلما ثار على أبيه، قدرت وفاة ابن الحاج هذا في تلك الوقائع في شوال سنة 714هـ.

 

 

81- الأوسي

محمد بن إبراهيم بن محمد الأوسي المرسي، نزيل غرناطة، قال عنه ابن حجر العسْقلاني في "الدرر الكامنة" نقلاً عن لسان الدين بن الخطيب: إنه كان فريد دهره في علم الحساب والهيئة والطب والهندسة، أقرأ بغرناطة، وانتفع به الناس لحله المشكلات، ودوَّن في هذه الفنون عدَّة تآليف، وتوفِّي عن سن عالية في صفر سنة 715هـ.

 

82- الرقوطي

محمد بن أحمد بن أبي بكر الرقوطي[11] المرسي، ذكره ابن حجر العسقلاني في "الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة" ولم يذكر وفاته؛ بل نقل عن لسان الدين بن الخطيب أنه كان عارفًا بالفنون القديمة من المنطق والهندسة والطب والموسيقا.

 

ولما تغلب الروم[12] على مرسية، أكرمه ملكهم، وبنى له مدرسة، فكان يقرئ بها المسلمين واليهود والنصارى جميع ما يرغبون بألسنتهم[13]، ثم استقدمه ثاني الملوك من بني نصر، وأشاد بذكره، وأخذ عنه الجم الغفير، وكان يعده لمن يفد عليه من أصحاب الفنون، فيجاريهم فيغلبهم غالبًا، ولم يزل على ذلك إلى أن مات.

 

83- ابن السيوفي

كان من مهندسي الأبنية بمصر في مدة الناصر محمد بن قلاون؛ أي: في النصف الأول من القرن الثامن، ولم نقفْ له على ترجمة؛ وإنما ذكره المقريزي في "خططه" في كلامه على المدرسة الأقبغاوية، الكائنة على يسرة الداخل إلى الأزهر من بابه الكبير، المعروف بباب "المزينين"، وهي الآن مقر الخزانة الأزهرية، ذات الكتب القيمة - أدام الله النفع بها - وهي منسوبة إلى بانيها علاء الدين أقبغا عبدالواحد، أحد أمراء الناصر، قال المقريزي: "وجعل بجوارها قبة ومنارة من حجارة منحوتة، وهي أول مئذنة بديار مصر من الحجر بعد المنصورية، وإنما كانت قبل ذلك تبنى بالآجر، بناها هي والمدرسةَ المعلمُ ابن السيوفي رئيس المهندسين في الأيام الناصرية، وهو الذي تولَّى بناء الجامع المارديني خارج باب زويلة، وبنى مئذنته أيضًا" انتهى.

 

84- ابن هذيل

يحيى بن أحمد بن إبراهيم بن هذيل الغرناطي، فيلسوف الإسلام، وأحد من برع في الهندسة والطب والهيئة، إلا أنه تفرَّغ للطب، وخدم به في آخر عمره باب السلطان، وكان وافر الأدب، ممتع المحاضرة، مؤثرًا للخمول، وتوفي في 25 ذي القعدة سنة 753هـ، قال ابن حجر العسقلاني في "الدرر الكامنة"[14]: "وهو خاتمة العلماء في الطب والهندسة والهيئة".

 

85- إبراهيم الصفي

ناصر الدين محمد بن محمد بن أحمد، الشهير بابن الصفي الدمشقي، ويعرف بابن العتَّال أيضًا، أحد المهندسين الذين برعوا في المساحة، حتى صار إليه المنتهى فيها، وتوفي سنة 774هـ، ذكره ابن حجر العسقلاني في "الدرر الكامنة"[15].

 

86- محمد بن مختار

الحنفي، الملقَّب بشرف الدين، اشتغل بالمنطق والهيئة والحساب، وكان في الأصل صائغًا، ثم تسلط على كتاب الحيل لبني موسى بن شاكر المهندسين، المتقدم ذكرهم، وصار يصنع بيده أشياء غريبة، راج أمره بها، فهو ملحق بمهندسي الحيل (الميكانيكا)، وإن لم يعدَّ منهم؛ لأنه توصل لفنه بالتمرن، لا عن علمٍ درسه، ذكره ابن حجر في "الدرر الكامنة"، وقال: توفي في ذي الحجة سنة 778هـ.

 

87- الطولوني

أحمد بن أحمد بن محمد بن علي بن عبدالله، كبير المهندسين بمصر، ويلقب بالمعلم، وكان أبوه أيضًا من المهندسين، وكان عليهما المعوَّل في العمائر السلطانية، وإليهما تقدمة الحجارين والبنَّائين بديار مصر، توفي صاحب الترجمة سنة 801 أو 802هـ، على ما في "الضوء اللامع" للسخاوي[16]، وذكر أنه انتدب لهندسة عمارة المسجد الحرام، فتردَّد إلى مكة لذلك، ومات هناك بعد الفراغ من العمارة، وصاهره الظاهر برقوق سلطان مصر على ابنته، فنال بذلك وجاهة، وقد خلط بعضهم بينه وبين ابنه الآتي بعده، وترجمه أيضًا الفاسي في "العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين"، ولا يخرج ما فيه عما ذكره السخاوي.

 

88- الطولوني

ابن المتقدم قبله، وهو محمد بن أحمد الطولوني المهندس، ذكره السخاوي بهذا اللقب في "الضوء اللامع"، وقال: "مضى فيمن جدُّه أحمد بن علي بن عبدالله"، وبمراجعة الموضع الذي أحال عليه، وجدناه يقول: "محمد بن أحمد بن أحمد[17] بن علي بن عبدالله بن علي ناصر الدين بن الشهاب بن الطولوني، المعلم ابن المعلم، الماضي أبوه، كان يلي معلميَّة السلطان، وتزوَّج الظاهر[18] بأخته، مات بعد أبيه بأشهر في ليلة الخميس، خامس عشر رجب سنة 801هـ، ودفن من الغد في ترتبهم بالقرافة بعد أن صلي عليه، في مشهد حضره الخليفة المتوكل على الله، وغالب الأمراء والأعيان.

 

وكان شابًّا جميل الوجه، طويل القامة، لديه مشاركة، وله اعتقاد في الفقراء، ذكره العيني وغيره"، انتهى ما ذكره السخاوي بنصِّه، ويستفاد منه أمران:

الأول: أن لفظ (المعلم) كان لقب تكريم لكبار ذوي الفنون، ثم أخذ يتراجَع بتراجُع الفنون في الشرْق، حتى صار إلى ما صار إليه الآن.

والثاني: ما كان للمهندسين ونحوهم من المكانة العظيمة في الناس، بحيث لا يترفع السلطان عن مصاهَرة أحدهم، وإذا مات يحضر جنازتَه والصلاة عليه خليفةُ مصر العباسي وأمراء الدولة.

 

89- العينتابي

قاسم بن أحمد بن أحمد بن موسى الحلبي العينتابي[19] الكتبي، أحد الفضلاء في الحساب والهندسة وعلوم أخرى، وكان مفرط الذكاء، يجيد الرمي بالسِّهام، وهو ابن أخي العلامة بدر الدين محمود العيني الشهير.

 

ذكره السخاوي[20] في "الضوء اللامع"، ووقَعَ بالنُّسخة أنه ولد سنة 796هـ، وتوفِّي سنة 814هـ، ولا ريب في أن الناسخ أخطأ في أحد التاريخين كما لا يخفى.

 

90- الزمزمي

بدر الدين أبو عمر حسين بن محمد البيضاوي، المعروف بالزمزمي، ولد بمكة في حدود سنة 770هـ، وتوفِّي بها في ذي الحجة سنة 821هـ.

 

واعتنى في أول أمرِه بالفرائض والحساب، وأخَذ عنْ كثيرين، ثم أخذ الفلك والهندسة بالقاهرة، ولم يزل مجدًّا في الطَّلَب، حتى صار أعْلم الناس بالفرائض والهَيْئة والحساب، والجَبْر والمقابَلة، والهندسة والفلك، ولكن يؤخَذ من ترجمته أنه انْصَرَف إلى الفَلَك، وانتهت إليه رئاسة هذا العلم بالحجاز، ذكره السخاوي في "الضوء اللامع"[21]، وذكر أن شيخه ابن حجر ترجمه في معجمه، فقال عنه: إنه فاق الأقران في معرفة الهيئة والهندسة.

 

91- وجيه الدين المكي

عبدالرحمن بن محمد بن علي بن عقبة، مهندس الحرم، قال السخاوي في "الضوء اللامع" نقلاً عن "تاريخ مكة" للفاسي: كان خيِّرًا ديِّنًا، يخدم الناس كثيرًا في العمائر، خبيرًا بالهندسة والعمارة، وباشر ذلك مدَّة، ثم تركه، واستفاد دنيا وعقارًا، ومات في ذي الحجة سنة 826هـ بخيف بني شديد[22] وقد بلغ السبعين.

 

قلنا: "تاريخ مكة" للفاسي اسمه: "العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين"، وهو في تراجم أعيانها، وقد راجعنا هذه الترجمة فيه، فلم نجد بها زيادة تُذكر عما نقله السخاوي.

 

92- البلقاسي

ويلقب بالزواوي أيضًا، واسمه أحمد بن سليمان بن نصر الله، كان قويَّ الحافظة، كثير الاشتغال، برع في علوم كثيرة، منها الحساب والهيئة والهندسة، وتوفِّي سنة 852هـ، ذكره السخاوي في "الضوء اللامع"[23]، ولكن لم يذكر أنَّه كان متميزًا بالهندسة.

 

93- البجائي

أحمد بن محمد بن عبدالله البجائي التونسي، ويعرف بأبي العباس بن كحيل، اشتغل بعلوم كثيرة، وقرأ الهندسة على ابن مرزوق، وتوفي قريب سنة 869هـ، كما في "الضوء اللامع" للسخاوي، ولم يذكر أنه كان متفرغًا للهندسة، أو مشتهرًا بها.

 

94- السجيني

أحمد بن عبدالله بن محمد، اشتغل بعلومٍ كثيرة، وبرع في الحساب والمساحة والهندسة والميقات، وأصله من سجين بالغربية، ثم قطن القاهرة، فقيل له القاهري، وجاور بالمدينة نحو عامين لضبط بعض العمائر، وكذا ضبط بعض العمائر في غيرها، ثمَّ عاد إلى القاهرة، وتردَّد عليه الفضلاء للأخذ عنه، إلى أن أصيب بفسخ في عصب رجله الأيسر من سقطة، فتعلَّل مدة، ومات سنة 885هـ، ذكره السخاوي في "الضوء اللامع"[24].

 

95- الطولوني

قال عنه السخاوي في "الضوء اللامع": عبدالرحيم بن علي بن محمد بن عمر الزين الطولوني الأصل، المدني الشافعي، مهندس الحرم، ويعرف بالمهندس، وبابن البنَّاء، مات سنة 891هـ.

 

96- ابن الصيرفي

أحمد بن صدقة بن أحمد العسقلاني، المكي الأصل، القاهري، كان عالمًا بعدة علوم، منها: الحساب، والفلك، والجبر، والهندسة، وله مؤلفات، وهو من علماء أواخر القرن التاسع، ترجمه السخاوي في "الضوء اللامع"[25]، ولكن لا يؤخَذ من ترجمته أنه كان مُتَفَرِّغًا للهندسة.

 

97- حبيش الطبيب

كان من الأطباء المتقدِّمين والمهندسين، وله تصانيف كثيرة في الطب، وكان مصيبًا في المعالَجات، ومما حكي عنه قوله: الكذب رأس كل بليَّة، مَن ترك الحقد أدرك معالي الأمور، قد يكون القريب بعيدًا بعداوته، والبعيد قريبًا بمروءته، مَن كرمتْ نفسُه لم يكنْ إلا بالحكمة أنسُه.

 

 

98- الجرمقي

أبو العباس أحمد بن إسحاق الجرمقي، كاتب فيلسوف، مهندس شاعِر، من كُتَّاب الأمير خلف بن أحمد، ودوَّخ البلاد، وتعلق ببدر بن حسنَويْهِ[26].

 

99- العدلي

الحكيم أبو محمد العدلي، صاحب "الزيج العدلي"، وكان مهندسًا كاملاً، ولم يكن له في المعقولات نصيب، وكان أديبًا ماهرًا، وله تصانيف منها: "الزيج العدلي"، ومنها كتاب في المساحة، ومنها كتاب في الجبر والمقابلة، وهو الذي هذَّب "الزيج البناني" أحسن تهذيب، وكان مرجعه في ذلك التهذيب إلى "الزيج الأرَّجاني"[27]، ووجدت نسخًا كثيرة من "الزيج الأرجاني" بخطه.

 

ومن كلماته قوله في بعض كتبه: ليس الجصاص كالباني، ولا الباني كالمهندس؛ فالمهندس بطليموس، والباني هو البتاني، ومرتبتي مرتبة الجصاص، وقال: قطع الكلام بعد افتتاحه سخف، والسخف دناءة.

 

100- ابن أعلم الشريف البغدادي

هو بغداديُّ المنشأ والمولد، وكان شريفًا من أولاد جعفر الطيَّار، وبه نزق، فصنف الزيج المنسوب إليه، واتَّفق المهندسون بأسرهم على أن تقويم المريخ من زيجه أصح وأقْرب إلى التحقيق، ولكنه ألقى الزيج الذي له يومًا في الماء، فلم يوجد منه إلا نسخة سقيمة، وكان عالمًا بالهندسة وأجزائها، عارفًا بالقانون الفيثاغوري في الموسيقا، ومما نقل عنه - وإن كانت أخلاقه أخلاق المجانين - قوله: كن إما مع الملوك مكرمًا، أو مع الزُّهَّاد متبتلاً.

 

وأقول: هذا كلام رصين، حوله من الحكمة حصن حصين، ولكنَّه رمية من غير رامٍ.

 

101- أبو الحسن كوشيار الجيلي[28]

كان مهندسًا ملء إهابه، داخلاً بيوت هذا الفن من أبوابه، وكفاه معرِّفًا زيجه المعنون "بالغ"[29]، ثم زيجه المعنون بـ"الجامع"، ثم مجمله في علم النجوم، ثم سائر تصانيفه كمثل "معرفة الإسطرلاب وعمله"، وغير ذلك، وخالفه بعض المهندسين في تقويم المريخ، فاستخرج جدولاً وسمَّاه "إصلاح تعديل المريخ"، ومما نقل عنه قوله: إذا طلب رجلان أمرًا واحدًا، ناله أسعدهما جدًّا، من لم يعرف عيوبه، لم يكن مشفقًا على نفسه.

 

102- (أبو الحسن الأنبري[30] الحكيم)

كان حكيمًا، والغالب عليه الهندسة، وكان الحكيم عمر الخيَّام[31] يستفيد منه وهو يُقَرر له المجسطي، فقال بعضُ الفُقهاء يومًا للأنباري: ما تدرس؟ فقال: أفسِّر في آية من كتاب الله - تعالى - فقال الفقيه: وما تلك الآية؟ فقال: قول الله - تعالى -: {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا} [ق: 5]، فأنا أفسِّر كيفية بنائها.

 

ونقل عنه قوله: إذا هممت بشرٍّ فسوِّف، الصدق يقبله منك العدو، والكذب تردُّه عليك نفسك.

 

103- (الأستاذ الحكيم أبو الحسن علي النسوي)[32]

كان من حكماء الري، وله الزيج الذي يقال له "الزيج الفاخر"، وكان حكيمًا مهندسًا، ذا أخلاق رضيَّة، وقد قرب عمره من مائة سنة وقواه سليمة، إلاَّ أن الضعف منعه عن المشي في الأسواق، وقيل: إنه كان من جملة تلاميذ كوشيار (الجيلي) وأبي معشر، وفي ذلك نظر، إلا أنه كان من المعمَّرين.

 

وحكى واحدٌ من تلامذته بالري أنه قال: بالهمة العلية الصادقة ينال المرء مطلوبه لا بالكذب، وكان يقول لمن حضر للاستفادة: كنْ صاحب صناعة، ولا تكن ذوَّاقًا؛ فإن الذوَّاق لا يشبع[33]، انتهى.

 

104- ابن أخي المقوقس

ذَكَرَهُ ابن الزيات في "الكواكب السيارة[34] في ترتيب الزيارة" (ص143)، فقال: ثم تخرج من هذه التربة[35]، وتمشي في الطريق المسلوك مستقبل القبلة، تجد على يمينك قبرًا داثرًا يقال له: ابن أخي المقوقس، الذي أسلم على يد عمرو بن العاص، في قصة طويلة ذكرها الواقدي في "فتوح مصر"، قال ابن ميسَّر في "تاريخه": وهو الذي هندس معهم الجامع العتيق، وأمرهم أن يتَّخذوا الكنيسة العظمى جامعًا، إلى أن قال: "قال ابن أخي عطايا في تاريخه: ويقال: إن هذا قبره، قلت: وهو الصحيح" انتهى.

 

105- مهندس المقياس

هو أحمد بن محمد مهندس المقياس، ذكره ابن الزيات في "الكواكب" أيضًا[36]، بعد ذكره لابن أخي المقوقس، وذكر أنه في تربة لطيفة بجانبه.

 

106- الإخوة الثلاثة

ذكرهم المقريزي في كلامه على باب زويلة من "خططه"، ولم يذكر أسماءهم؛ بل قال[37]: ويذكر أن ثلاثة إخوة قدموا من الزهار بنائين، بنوا باب زويلة، وباب النَّصر، وباب الفتوح، كل واحد بابًا، وذلك مدة أمير الجيوش بدر الجمالي وزير الخليفة المستنصر.

 

107- أبو بكر البناء

(وصفة البناء في الماء في ذلك العصر)

أبو بكر البناء، هو جد أبي عبدالله محمد المقدسي، مؤلف كتاب "أحسن التقاسيم"، وقد ذكره في كتابه هذا في كلامه على عكا (ص162، 163 من طبعة لندن)، فقال: "ولم تكن على هذه الحصانة، حتى زارها ابن طولون، وقد كان رأى صُور[38]، ومنَعَتَها، واستدارة الحائط على ميناها، فأحبَّ أن يتخذ لـ(عكا) مثل ذلك الميناء، فجمع صناع الكورة، وعرض عليهم ذلك، فقيل: لا يهتدي أحد إلى البناء في الماء في هذا الزمان، ثم ذُكر له جدنا أبو بكر البنَّاء، وقيل: إن كان عند أحد عِلمُ هذه، فعنده، فكتب إلى صاحبه على بيت المقدس حتى أنهضه إليه.

 

فلما صار إليه وذكر له ذلك، قال: هذا أمرٌ هيِّن، عليَّ بفلق الجميز الغليظة، فصفَّها على وجه الماء بقدر الحصن البري، وخيَّط بعضها ببعض، وجعل لها بابًا من الغرب عظيمًا، ثم بنى عليها بالحجارة والشيد، وجعل كلما بنى خمس دوامس ربطها بأعمدة غلاظ؛ ليشتد البناء، وجعلت الفِلق كلما ثقلت نزلت، حتى إذا علم أنها قد جاست على الرمل، تركها حولاً كاملاً، حتى أخذت قرارها، ثم عاد فبنى من حيث ترك، وكلما بلغ البناء إلى الحائط القديم، داخله فيه وخيطه به، ثم جعل على الباب قنطرة، فالمراكب في كل ليلة تدخل الميناء، وتجر السلسلة مثل صور، قال: فدفع إليه ألف دينار سوى الخلع وغيرها من المركوب، واسمه عليه مكتوب، انتهى.

 

ويرى القارئ ألفاظًا ومصطلحاتٍ للفن كانت مستعملة في ذلك العهد؛ مثل استعماله الدوامس للمداميك التي تبنى في الماء؛ لأنها لا تكون ظاهرة، ومادة (دمس) في اللغة تفيد هذا المعنى، واستعماله التخييط لربط فلق الخشب بعضها ببعض[39]، وقوله: جاست على الرمل؛ أي: استقرت، ويظهر أنه يريد بفِلق الجميز الغليظة، ما نسميه اليوم بالكتل، جمع كتلة.

 

 

ــــــــــــــ

[1] "أخبار الحكماء" ص159، وفيها أنه ابن أبي المطهر المعداني، بالدال لا بالراء.

[2] "طبقات الأطباء"، 2/190، 191، ويذكر ابن أبي أصيبعة أنه ورد إلى دمشق في ذلك الوقت الشرف الطوسي، وكان فاضلاً في الهندسة والعلوم الرياضية، ليس في زمانه مثله، فاجتمع به، وقرأ عليه، وأخذ عنه كثيرًا من معارفه.

[3] "أخبار الحكماء" ص89، وقد ذكر أن له شعرًا رائقًا، ومنه:

 

أَنَا   وَاللَّهِ   عَاشِقٌ   لَكَ    حَتَّى        لَيْسَ لِي عَنْكَ يَا مُنَى النَّفْسِ صَبْرُ
وَحَيَاتِي إِنْ  تَمَّ  لِي  مِنْكَ  وَصْلٌ        وَمَمَاتِي إِنْ دَامَ  لِي  مِنْكَ  هَجْرُ

[4] "أخبار الحكماء" ص189، وذكر أن من العلوم التي تميز بها غير الهندسة: الفلسفة، والحساب، والنجوم.

[5] كذا بـ"تاريخ أبي الفداء"، والذي بـ"الطالع السعيد"؛ للأدفوي أنه ولد سنة 564هـ.

[6] لعله سمي بالأبلق؛ لأن بناءه كان بساف أبيض وساف أسود من الحجر الرخام.

[7] اللواوين من ألفاظ العامة، والصواب أواوين أو إيوانات.

[8] الظاهر أن الصواب: (منزلة صورها بأسود في أبيض)، كما يدلُّ عليه ما بعده.

[9] في نسخة "كشف الظنون" المطبوعة ببولاق: أبو العزيز.

[10] المراد بالروم هنا: الإسبانيون.

[11] هكذا بنسخة "الدرر الكامنة" التي عندنا، ولتحقق هذه النسبة.

[12] أي: الإسبانيون.

[13] هذا التسامح في التعليم والتعلم بين أبناء الديانات المختلفة مما يشرف الإسلام كثيرًا، ونجد له نظيرًا في مسجدها الجامع، يتعلمون لغة واحدة، هي العربية، ويتقلبون على ثقافة واحدة، هي الثقافة الإسلامية، كما ذكر أرنست رينان الفرنسي المشهور في كتابه: "ابن رشد ومذهبه".

[14] عدد 1137، 4/ 412، وقد جاء في ترجمته أنه قرأ العربية والأدب على أبي بكر ابن الفخار، والمنطق والتصوف على أبي عبدالله بن خميس، والطب على أبي عبدالله الأركسي، والأصول على أبي القاسم بن شاطر، والحساب على راشد بن راشد، والهندسة على أبي إسحاق البرغواطي، وأكثر هذه العلوم العقلية على أبي عبدالله ابن الرقام، ومن ذلك يتضح أي تبحر كان لأسلافنا العلماء الأمجاد!

[15] عدد 447،  4/168، وفي ص169: أن من شعره:

 

حَدِيثُكَ لِي أَحْلَى مِنَ المَنِّ وَالسَّلْوَى        وَذِكْرُكَ شُغْلِي وَالسَّرِيرَةُ  وَالنَّجْوَى
سَلَبْتَ   فُؤَادِي   بِالتَّجَلِّي    وَإِنَّنِي        صَبُورٌ لِمَا أَلْقَى وَإِنْ  زَادَتِ  البَلْوَى

[16] الأول هو الصحيح كما يتبين من ترجمة ابنه الآتي بعده؛ فقد جاء بها أنه توفي بعد أبيه بأشهر سنة 801هـ.

[17] تقدم في ترجمة أبيه (أحمد بن محمد بن علي).

[18] هو الظاهر برقوق، سلطان مصر في ذلك العصر، ومن الغريب أنه توفي أيضًا في سنة 801هـ.

[19] نسبة إلى (عين تاب) بجهة حلب، ويُقال في النسبة إليها: العيني أيضًا.

[20] من المعروف أن السخاوي أخذ عن شيخه ابن حجر العسقلاني، وقد نقل ما ذكر عن العينتابي هذا من كتاب شيخه "إنباء الغمر بأبناء العمر" المخطوط بدار الكتب المصرية، وبالرجوع إلى هذا الكتاب تبين أن تاريخ الولادة والوفاة هو كما ذكر السخاوي تمامًا، وليس بعجيب - والعينتابي كان مفرط الذكاء - أن يبرز فيما برز فيه من العلوم، ثم يموت قصير العمر، ثم الذي ترجم للعينتابي هذا، هو عمه بدر الدين محمود العيني الشهير.

[21] ج151، عدد 576، وفي الترجمة أنه حسين بن علي بن محمد... إلخ.

[22] كذا النسخة.

[23] وفي ترجمته أنه قاهري أزهري شافعي، وأنه قطن بالأزهر، وفيها أنه لازم القاياتي في الفقه والأصلين (يريد أصول الفقه، وأصول الدين، أو علم الكلام طبعًا)، بحيث كان جُل انتفاعه به، كما لازم ابن المجدي في الفرائض والحساب والميقات والهندسة، 1/310.

[24] وفي ترجمته أنه قطن الأزهر؛ ومن ثَم يقال له: الأزهري، وأنه اشتدت عنايته بملازمة ابن المجدي في الفقه وأصوله، والعربية، والفرائض، والحساب، والمساحة، والجبر، والمقابلة، والهندسة، والميقات، وسائر فنونه التي انفرد بها، 1/376.

[25] ويؤخذ من ترجمته أنه أخذ الحساب المفتوح وغيره، والجبر والمقابلة والفلك، والمقنطرات والهندسة والهيئة، والحكمة والعربية، من شيوخ عدة، منهم الخواص والقلقشندي،  1/316.

[26] هكذا بالأصل، وفي الكلام - على ما هو ظاهر - سقط واضطراب.

[27] كذا بالأصل وليحقق؛ فلعله البوزجاني، وأرَّجان - بتشديد الراء المفتوحة -: مدينة كبيرة كثيرة الخير، وهي برية بحرية، سهلية جبلية.

[28] نسبة إلى جيلان.

[29] في "كشف الظنون": "الزيج الجامع والبالغ"، لكوشيار، وهو كتابان، فليحقق هذا الاسم، 3/563، 564، من طبعة لندن، وتتمة كلام صاحب "كشف الظنون" هي: وهو كتابان في علم حساب الكواكب وتقاويمها، وحركات أفلاكها وعددها، مبرهنة بالبراهين الهندسية، جمع فيها بين الأعمال الحسابية والجداول والهيئة والتوقيعات، على حساب الأبواب.

[30] لعله الأنباري، كما ورد بعد ذلك في الترجمة، أو (الأنبيري) نسبة إلى أنبر، وهي مدينة بالجوزجان، ذكرها ياقوت في "معجمه"، إلا أنه قال في آخر كلامه عليها: ولعلها الأنبار المقدم ذكرها، والله أعلم.

[31] عمر الخيام هذا، توفي حوالي عام 517هـ، انظر: ص183 من كتاب "تراث العرب العلمي"، لقدري حافظ طوقان.

[32] من رياضيي القرن الخامس الهجري، وينسب إلى بلدة (نسا) بخراسان.

[33] وقد أهملَتِ المصادر العربية هذا العالِم من أعلام الإسلام إهمالاً معيبًا، كما يذكر الأستاذ قدري حافظ طوقان في كتابه "تراث العرب العلمي" ص150، ومن هذا المرجع نعلم أن النسوي كان علمًا في الرياضيات، ولا سيما الحساب، وله فيه كتاب "المقنع"، عمله لأشرف الدولة أمير بغداد في زمنه.

[34] اسم الكتاب كاملاً هو: "الكواكب السيارة في ترتيب الزيارة في القرافتين الكبرى والصغرى"، والمؤلف هو شمس الدين محمد بن الزيات، والكتاب طبع بالمطبعة الأميرية سنة 1907م.

[35] يريد تربة ابنه أبي الحسن بن طاهر بن غلبون، صاحب التذكرة والتكملة والقراءة، وانتهت إليه الرياسة في زمنه، وهي المعروفة بعروسة الصحراء، كما ذكره ابن الزيات في الصفحة نفسها.

[36] ص143 من "الكواكب السيارة في ترتيب الزيارة"، ص3، 4 من أسفل.

[37] من المطبعة الأميرية، وفي هذه الصفحة أن باب زويلة هذا بني في سنة 484هـ، وأن باب الفتوح بني في سنة480هـ، فيكون هؤلاء الإخوة من رجال القرن الخامس،  1/381.

[38] (صور) بضم الأول: مدينة بحرية معروفة، من الثغور السورية، وكانت من المدن المحصنة.

[39] كثيرًا ما يستعملون التخييط لشد خشب السفن التي تُربط أجزاؤها بلا مسامير، ومنه قول المقريزي في "خططه" (1/203 من طبعة بولاق): إن الجلاب التي بعيذاب لركوب الحجاج إلى جدة، لا يستعملون فيها المسامير؛ بل يخيط خشبها بالقنار، وهو متخذ من شجر النارجيل.

وقال سبط ابن الجوزي في الجزء الأول من "مرآة الزمان": إن سفن البحر الرومي مستمر، وسفن البحر الشرقي تشد بليف النارجيل، فعبر بالشد، ولكن أكثر سياح العرب عبروا في رحلاتهم بالتخييط، وعلل المسعودي هذا العمل في "مروج البحر" بأن ماء هذا البحر يذيب الحديد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أعلام المهندسين في الإسلام (1)
  • أعلام المهندسين في الإسلام (2)
  • المهندسون عقول وآمال
  • ما هو سر إبداع المهندس المعماري المسلم ؟

مختارات من الشبكة

  • عرض كتاب معجم أعلام التعمية واستخراج المعمى في التراث العربي والإسلامي (معجم أعلام الشفرة وكسرها)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حث الطلاب على الجمع بين علم التفسير والحديث والفقه(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • البحث في علم الترجمة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • علم المصطلح وعلم اللغة: أبعاد العلاقة بينهما(مقالة - حضارة الكلمة)
  • خصائص ومميزات علم أصول الفقه: الخصيصة (3) علم أصول الفقه علم إسلامي خالص(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة نشر الإعلام شرح البيان والإعلام بمهمات أحكام أركان الإسلام (ج2)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • طبيعة العلم(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • مفهوم الإعلام والأسس المشتركة بين الإعلامين الإنساني والإسلامي(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • نصف العلم لطالب العلم: بحث في علم الفرائض يشتمل على فقه المواريث وحساب المواريث (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • ( أعلام العبقريات الشامية ) فهرس الأعلام الذين ترجم لهم عبدالغني العطري في كتبه(مقالة - موقع أ. أيمن بن أحمد ذوالغنى)

 


تعليقات الزوار
1- تعليق من مهندس مسلم
إسلام علي - مصر 26-11-2009 01:14 AM
السلام عليكم
جزاكم الله خيراً على العرض الرائع لثمرة الكتاب الرائع
اسمحوا لي بالنقل للنفع

ويا حبذا لو تعمق الأخوة أكثر وجاءونا بتاريخ أجدادنا الهندسي العريق

تعليق الألوكة:

لا مانع أخي الكريم من النقل مع رجاء وضع مصدر المادة والرابط.. مع جزيل الشكر
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب