• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل ماجستير
علامة باركود

صفات الله بين الإسلام والفلسفة الغربية المعاصرة

صفات الله بين الإسلام والفلسفة الغربية المعاصرة
رحاب بنت محمد حسان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/4/2014 ميلادي - 29/6/1435 هجري

الزيارات: 22540

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطة بحث لرسالة علمية

مقدمة لنيل درجة الماجستير في العقيدة والمذاهب المعاصرة من جامعة المدينة العالمية


بعنوان

صفات الله - تبارك وتعالى - بين الإسلام والفلسفة الغربية المعاصرة

صِفتا العلم والمحبَّة أنموذجًا

 

إنَّ الحمدَ لله نحمدُه ونَستعينه ونَستغفِره، ونعوذ بالله مِن شرور أنفسنا ومِن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلَّ له، ومَن يُضلل فلا هادي له.

 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

أما بعد، فتأتي هذه الدراسةُ كمُحاولةٍ لتأطير الفلسفة الغربية المُعاصِرة مِن جانبها العِلِّي؛ لتحديد الفوارقِ المنهجيةِ بينها وبين المنهج الإسلاميِّ، مِن حيث ارتباطهما بالغايات النهائيةِ المُفسِّرة للحقائق الكونية، والتي تُشكِّل المُكوِّن الأساسي للقضايا الكبرى في تصور كلا المنهجَين، تلك الفوارق التي بلورت مِحورَ الصراعِ بين الحضارتَين الغربيةِ والإسلاميةِ في العصرِ الحديث.

 

فمِن جانب الحضارة الغربية كانت الفلسفةُ الحديثةُ هي الدافع الأول والداعمَ الأساسي في إرساءِ منهج شُمولي قائم بذاته يَرسم مكوِّنات تلك الحضارة، ولم تتقيَّد الفلسفة الحديثة بمجموعة من الأفكار العابرة التي كان يُطلِقها الفلاسفة القُدامى حسب الذوق والاختيار لتتَّجه نحو النُّصح والإرشاد فحسب، كما في صنوتِها اليونانية القديمة؛ بل قامت دعائمُها على أهدافٍ شُموليةٍ مُتماسكةٍ تَخدمُ بعضها بعضًا؛ وذلك منذ أن اقترنت نشأتها بالثورة الإصلاحية بعد عصر النهضة، فكان الدافع الرئيسي لها هو مُناهضة الحكم الثيوقراطي، ورفْض الدين الكنَسي بحلوِه ومرِّه؛ والذي ترتَّب عليه مُحاربة الدِّين السماويِّ بوجهٍ عام؛ مما جعلهم يُضطرون إلى البحث عن بدائل كدعائمَ فكرية إصلاحية تسدُّ الفجوة التي تركتْها الديانة النصرانيَّة إثْر تخلِّيهم عنها كمنهجٍ يُوجِّه الحياةَ والسلوكَ بوجه عامٍّ.

 

وقد انقسمَت الفلسفة المعاصرة إلى اتجاهين يَختلفان في تطرُّفهما للعداء الدينيِّ؛ فالأول آثَرَ التهدئة مع الكنيسةِ على شريطةِ أن يتوسَّد العقل على الكتاب المقدَّس ويَختار منه ما يُناسبه، والثاني رَفَضَ الدين الكنَسي برمَّته واعتنَق اللادينيَّة، وهذا هو الاتجاه السائدُ حتى الآن.

 

وعلى كلٍّ، فقد اجتمعَت التيارات جميعها على الهدف العام للفلسفة الحديثة، والذي ظهر جليًّا في كتابات الفلاسفة المُحدَثين، ومنذ ديكارت[1]، وجون لوك[2]، وأوجست كونت[3] ومَن تبعهم، وذلك من تَكرار دعواتهم - كلٌّ حسب رأيه - لإقامة منظومة مُكتملة المعالم تُشكِّل منهج حياة الإنسان الغربي وواقعه المعاصر، وتَرسم أهدافه الغائية والمؤثرة، وتُحدِّد قيَمَه العامة والخاصة وتَختارها له بعناية، وتوجِّه سلوكه المعرفي الذي يعمل من خلاله لخِدمة أهدافها الإصلاحية، وتُنظم له القواعد والخطوط العامة للرؤى العلميةِ والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعلاقات الدولية، وقد جعلت الفلسفة الغربية من الأدوات البشريَّة - الحسية والعقلية - ركيزتها التي تستند عليها كمعيارٍ أوحدَ وجوهر صمديٍّ للتوجه الفكري بمختلف اتجاهاته، ومن جهة أخرى فإن فلسفةً بهذه الأوصاف الشمولية لا يُمكنها بحال أن تندمج مع منهج شموليٍّ آخر متَّضح المعالمِ والأركانِ، ومحدَّد في أهدافه بتفاصيلها، وهو الأكثر تنظيمًا والأكمل بنيانًا، والذي يتمثل في المنهج الرباني الذي يختلف معها من حيث المسائل والدلائل، ولا يرى في مقاصدِها العُلى وأهدافِها السامية سوى وسائلَ لغايات أسمى من العالم المادي.

 

إن ادِّعاء القول بنجاح التقريب بين الحضارتين الإسلامية والغربية تَعني الزعم بالتغلب على ما فشل فيه - بل رفضه - الغربيون أنفسهم، ومنذ عصر النهضة، في دمج الدين الكَنَسي مع الفلسفةِ المُعاصرةِ، رغم كونه قياسًا مع الفارقِ.

 

والواقع يتحدَّثُ في أجزائهِ عن حقيقةِ الصراعِ بين الإسلامِ والحضارة الغربيةِ في العصر الحديثِ، والذي يتَّضح فيه هيمنةُ الحضارة الغربية من جانبِها المعرفي والقيميِّ على العالم الإسلامي؛ فقد تدخَّلت الفلسفة الغربية بخيلها ورَجِلِها خلال قرنين من الزمان في عالمنا الإسلامي - بفعل الانفتاح والعَولمة والغزو - لتتوسَّد المنابر العِلمية والتعليمية والإعلامية، وشتى وسائل التقنية التي فرَضها النظام العالميُّ الجديد، كما مهَّد لها وعزَّزها دعاة الاستغراب في العالم العربي، وهذا الغزو المعرفي ظاهره فيه الرحمة إلا أنه حمَلَ العديد من الأفكار الباطنية الخطيرة التي أثَّرت بشكل لا يُستهان به على العالم الإسلامي، وشكَّل جانبًا ملحوظًا من عقلية المسلم المعاصر، وهذا التأثير الباطني لا يكون علاجُه إلا بتفكيكِهِ ثم نقضِه على مستوى الجِذْر، خاصة بعد أن توغَّل في جسد الأمة كمنهج مُوازٍ للمنهج الإسلامي وبديلٍ عنه.

 

إنَّ نقْدَنا لهذه الفلسفة لا بد أن يكون بقدر إيماننا بمكانة التوحيدِ، واستشعار أهميته في حياتِنا العمَلية؛ فدعائم المنهج الإسلامي لا تقوم فقط على إقرار التوحيد، بل لا بد معه من تحقيق عبودية الله وحده، ولا تتحقَّق العبودية الكاملة لله وحده ولا يتحقق نوعَا التوحيدِ (الربوبية، والألوهية) إلا بالإيمان التفصيلي بصفات كماله ونعوت جلاله - سبحانه وتعالى - فمشهَد التوحيد "هو مشهد الحُنفاء، وهو مَشهد جامع للأسماء والصفات، وإن حظَّ العباد منه بحسب حظِّهم من معرفة الأسماء والصفات"[4].

 

وإن صفات الله - سبحانه وتعالى - هي أساس الخَلق والأمر؛ وعليه "فمَن كان له نصيبٌ من معرفة أسمائه الحسنى، واستقرأ آثارها في الخَلق والأمر، رأى الخَلق والأَمر مُنتظمَيْن بها أَكمل انتظام، ورأى سريان آثارها فيهما، وعلم بحسب معرفته بها ما يَليق بكماله وجلاله أَن يفعله وما لا يليق"[5].

 

وليست صفات الله تعالى في حياة المسلم ألفاظًا مجرَّدة، ولا أسفارًا جامدة، وليست هي ترانيم عذبة يُطلقها الراهب، ولا هي بالطقوس الغامضة التي يَستأثر بها الكاهن، بل هي منهج حياة يجب على كل مَن آمن بالله تعالى أن يُقيمها قولاً وعملاً، فيَجمع عقله وقلبه، وأفكاره ومُعتقَده، وحركاته وأعماله وعلومه عليها؛ لترسم له أهدافه على خطى مُستقيمة وثابته، وكما بيَّنا فالله تعالى لم ينزِّل خبرَ السماء بصفاته "ولم يَذكر النصوص لمجرَّد تقرير صفات الكمال له، بل ذكرها لبيان أنه المستحق للعبادة دون ما سواه"[6].

 

وإنَّ جمْعَ القلب والجوارح على صفات الله تعالى، لا يستقيم معه جمعٌ على فكرٍ آخر يُناقِضه ويُضاهيه، ونَقصد بذلك على وجه الخصوص الاعتقادَ بالعديد من الفلسفات الغربية المُعاصِرة المتشذِّرة في مذاهبهم الفِكرية، سواء الحسية منها أو العقلية.

 

وقد أتَت الدراسة لرسم الفوارق وإبراز الحدود التي يَنبغي أن تشكِّل تحذيرًا مهمًّا في علاقتنا بالغرب، وللمُحافظة على الحدود الهيكلية للبناء الإسلامي من الإذابة والانهيار.

 

كما تأتي كمُحاولة متواضعة لتحديد معالم المنهج الإسلامي المعاصر وهيكلِه المتكامل في ترتيب أولوياته بعَلاقتِه بالعلوم الحديثة، وكذلك بالقيم والسلوك والأخلاق في ضَوءِ الأسماء والصفات الربانية التي تشكِّل الجانب العمَلي الاعتقادي لحياة المسلم المعاصر.

 

فعلى الرغم من أن البيان الإسلامي يعدُّ الأكثرَ مرونة وانفتاحًا في احتوائه للمُخالفين بالحكمة والموعظة الحسنة، إلا أن ثمة فوارق دوجمائية[7] لا تمتُّ للعِلم والأخلاق بصِلَة تتسرَّب من هذه الحضارات ينبغي أن ننتبه إليها؛ كي نحافظ على الأطر العامة والحدود الخاصة للمنهج الرباني التعبُّدي بلا إفراط أو تفريط؛ ليبقى المنهج الوسطي متَّضح المعالم والأركان، أساسه المحجة البيضاء، وإن تزوَّد بميزاب الحياة المعاصرة، وتلوَّن بلون العصر الحديث.

 

وهذا جهد المقلِّ في إيضاح بعض المعاني التي ينبغي أن تربطنا بتلك الصفات الجليلة، وتفصلنا عن غيرها من الأفكار الوافدة وما حملته من عقائد خفية؛ اتباعًا لنهج النبيين والصالحين في تبليغ دعوة الحق بمقتضى الواقع، وما كان من توفيقٍ فمِن الله وحده لا شريك له، وما كان من خطأ أو سهو فمن نفسي أو الشيطان.

 

مُشكلة البحث:

• هل تُعدُّ الإلحادية والشركية الفلسفية الغربية عقيدة مُصمتة يُكتفى بنقدهما من الخارج، ومجموعة من الأفكار التي لا جدوى مِن نقدها بطرق الاستقراء والتحليل والمُقارنة، أم أنها أضحت تُشكِّل خطرًا داخليًّا؛ باعتبارها عقيدة باطنية تؤثِّر في أجزاء المنهج الإسلامي بمسائلة التفصيلية - كالتوحيد والأسماء والصفات - ودلائله العِلمية، فتقلب الوسائل غايات، والحقائق والبراهين التوقيفية خيالات؟ فهل نَقضُنا للإلحاد بالطرق التحليلية والمقارِنة ذو أهمية أم أنه كمن يفسِّر الماء بالماء؟

 

• ما هي الآثار الباطنية الخطيرة التي تقف وراء المناهج الغربية الحديثة، والتي تشكِّل منهجًا موازيًا للمنهج الإسلامي، وتقوم بدور البدائل الكمالية للصفات الربانية؟

 

• هل يجوز أن يجمع المسلم المعاصر بين المُعتقَدات الباطنية الغربية، وبين العقيدة الإسلامية في حال واحد؟

 

• كيف شكَّلت الأفكار القبلية والرؤى الفلسفية الإغريقية واليونانية دورًا لا يُستهان به لدى علماء العصر الحديث، في الوقت الذي يَرفضون فيه الإيمان بالعلم الإلهي المنزَّل بالوحي والرسالات والنبوات؟

 

• ما الذي يترتَّب على الاعتقاد بالفلسفة الذريَّة في العصر الحديث، وما تأثيرها على الإيمان بالله الخالق الأعلى الحكيم؟

 

• ما الذي يترتب على الإيمان بالنفعية الغربية كمذهب فكريٍّ، وكيف يؤثِّر ذلك على الإيمان بصفة المحبة الإلهية، وكيف يؤثِّر على الجانب السلوكي والأخلاقي للمُجتمعات؟

 

أهداف البحث:

يأتي الهدف المبدئي من الدراسة بالغَوص في تاريخ الفلسفات الإغريقية واليونانية القديمة، والمعنية بقضايا الألوهية، وسبرها وتحليلها ونَقدِها، وذلك لربطها ومقارنتها بالفلسفة المعاصرة؛ لإبراز أصولها وتوضيح أنها ليست في أغلبِها نتاج فكر حضاريٍّ مُعاصر كما يدَّعون؛ بل إنما هي أساطير الأولين في معظمِها، قد خطَّت بأسلوب جديد يُناسب العصر الحديث.

 

ويترتَّب عليه الهدف الرئيسي من الدراسة من إثارة قضية مهمة من قضايا الفلسفة الغربية، وهي قضية الجواهر والعلل، وما تَحمله من معانٍ وعقائد باطنية تؤثِّر بشكل كبير في الإيمان بالصفات الإلهية في المنهج الإسلامي؛ ذلك بما تُحدثه من تعطيل للصفات الإلهية، وما يترتَّب عليه من الأثر العقديِّ الذي يعود على المسلم المعاصر، وعلى الحضارة الإسلامية ككيان شمولي عالمي مُنافِس للكيان الغربي؛ ذلك الكيان الذي لا يُمكن الاندماج ولا التقريب معه إلا تحت ضوابط أكثر عمقًا ودقةً من الضوابط الحالية، التي تَعتمِد في الغالب على آراء المُستغرِبين والمُفكِّرين، أو على النقد السطحي المباشر لمَسالب الحضارة الغربية.

 

الدراسات السابقة:

اعتمدتُ في منهج النقد على قراءاتي لنقد شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم - رحمهما الله - للفلاسفة والمتكلِّمين؛ حيث كانت أبرز نقاط نقدِهما لهم هي مسائل الأسماء والصفات الإلهية.

 

أما عن الدراسات الحديثة السابقة للبحث، فقد شكَّلت عاملاً مساعدًا وجانبًا معرفيًّا، وليس أساسًا أتبعه، ولعلَّ السبب في ذلك هو أن فكرة المقارنة بين الصفات الإلهية ومنهج الفلسفة الغربية، يُعدُّ أمرًا جديدًا في المنهج النقدي المُعاصر للبحث الإسلامي.

 

ومِن أهمِّ الدراسات التي أفادتني:

كتاب: "ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي"؛ لفضيلة الشيخ سفر الحوالي؛ حيث أسَّس لإشكالية التأثير الفلسفي والمنطقي على مسائل الإيمان في أسلوب عِلمي رصين وطرح راقٍ، وكتاب "الإسلام لا الحداثة"؛ للدكتور مصطفى حلمي، وهو كتاب مميَّز في العرض والطرح، يوضِّح فواصل مهمَّة بين الحضارتين الغربية والإسلامية، ويرى ضرورة الانسلاخ من الفكر الغربي والارتكاز على المنهج السلفي كدعائم أساسية للبناء والنهضة؛ إلا أن كلا الكتابين وغيرهما من الكتب النقدية المعاصرة ككتب الدكتور محمد قطب، و"الفيزياء ووجود الخالق" للشيخ جعفر شيخ إدريس... تستلم النقد والمقارنة من جانب يختلف عما أسَّسنا له في الدراسة منذ البداية في التركيز على قضية الصفات الربانية وأثر الفلسفة الغربية في تعطيلها في العصر الحديث.

 

وكذلك كتاب "أثر الفلسفة اليونانية في علم الكلام حتى القرن السادس الهجري دراسة تحليلية نقدية"؛ للدكتور محمود عيد نفيسة "رسالة دكتوراه"، وذلك برغم اختلافي معه في فصله مسائل الجواهر والعلل - ومنذ بداية بحثه - عن التأثيرات اليونانية في الصفات الإلهية، والتي أردفَ لها مبحثًا مُنفصلاً في نهاية رسالته.

 

منهج البحث:

اتَّبعت في بحثي المنهج الاستقرائي في قراءة الفلسفة الغربية الطبيعية، والتقليدية، ثم الفلسفة الإسلامية، ثم الفلسفة الغربية المعاصرة، وذلك فيما يخص قضايا الجواهر والعلل في كل منهم، ثم استخدمت المنهج التحليلي في تفكيك المسائل الكليَّة؛ لتحليلها وإبراز دلالاتها والمقصود منها فيما يخص الجانب الإلهي لدى فلاسفة الغرب، ثم اتبعت المنهج المُقَارَن كمُحصلة لما تقدم في مقارنة الفلسفة الغربية القديمة بالمعاصرة من جانب، ومن الجانب الآخر فيما يخص مقارنة الفلسفة الغربية المعاصرة بمنهج الإسلام في باب الصفات الإلهية.

 

وقد حاولت المقاربة والاهتداء بآراء الشيخين ابن تيمية وابن القيم - رحمهما الله تعالى - في فتواهم عن الفلاسفة اليونان والإسلاميين، وإسقاط آرائهما على الفلسفة المعاصرة، وأتى المنهج النقديُّ في النهاية لإثبات الأثر السلبي للفلسفة الغربية على تعطيل الصفات الربانية خاصة في جانبها العملي الاعتقادي للفرد والمجتمع المسلم.

 

نتائج البحث:

تؤسِّس الدراسة لمفهوم جديد في نقد الفلسفة الغربية؛ فمِن خلال الاستقراء والمقارنة لاحظْنا أن الكثير من فلاسفة الغرب قد حاول جاهدًا أن يَبني لمذهبه منهجًا مُغلقًا يدَّعي فيه الكمال؛ فيَبتدع له قواعد معرفية أو قيمية؛ لتكون هي العلَّة الغائية أو الفاعلة، ويُسند لها بعض صفات الكمال التي لا تجوز إلا لله تعالى، ويَجعلها معيارًا للحكم على الثوابت المعرفية أو القيميَّة، ومِن ثمَّ يُعلن بها كمال مذهبه.

 

فتبدو قواعده النظرية - للمتلقِّي - هي المعيار الأساسي، والعلة الغائية أو المؤثِّرة في الكون، وهو ما يَخلق بشكل أو بآخر منهجًا مُضاهيًا للصفات الربانية، له تأثيره السلبي على عقيدة المسلم المعاصِر، بل على الثقافة والحضارة بوجه عام.

 

• تُعدُّ طريقة المقارنة بين الفلسفة الغربية والإسلام في باب الصفات هي الطريقة الأعمق التي تُبرز المعنى التفصيلي لمُصطلح العلمانية في فصلِه العمَلي بين الدين والواقع، بين العقيدة والحياة، بين تحقيق الإيمان بصفات الله تعالى وتحرِّي آثارها من الواقع المعاصر، وبين الكفر بها والاكتفاء بإقرارها كترنيمة الناسك، ثم استبدالها بعقائد كفرية؛ وذلك من خلال التطبيق العملي والمعرفي لما يُضاهيها في الفلسفة الغربية على الواقع.

 

• إن تعطيل الفلسفة الغربية لصفات الله - تبارك وتعالى - يُلازمه تفعيل وهميٌّ لصفات الكمال؛ وذلك بإسنادها لآلهة أخرى، ولا نعني هنا بالآلهة المعنى الظاهريَّ للصنم أو الوثن؛ بل إن الأخطر من الوثن هي تلك الآلهة التي تُجاري العصر الحديث؛ عصر القراءة والعلم، عصر الوضعية والمادية، فتظهر هذه الآلهة على شكل مذهب يعتنقه أصحابه، وقواعد تهدم العقيدة الإسلامية من أركانها، ولا يبقى للمسلم سوى القشرة الخارجية للتوحيد، وهي ترديد الشهادتين، وإقامة العبادة على أنها طقوس ومناسبات، وتضييع الجانب العملي الاعتقادي للتوحيد من الإيمان بالصفات الربانية وتحقيق آثارها في الخلق والأمر.

 

• لا يمكن اجتماع العقيدة الإسلامية والفلسفة الغربية في منظومة تقارُبيَّة يستقيم فيها المنهج الإسلامي كمنهج للحياة، والمنهج الغربي كمؤسِّس وحيد للفكر والثقافة والعلوم والقيم، كما يدَّعي أرباب العلمانية من المستغربين العرب؛ لأن كلا المنهجين تصوُّرهما شمولي؛ فالحضارة الغربية بأسسها الفلسفية الموغلة تشكِّل معتقدًا بديلاً عن العقيدة الإسلامية - مهما حسن الظن بها.

 

وإنَّ قبول المنهج الإسلامي للحضارة الغربية لا بدَّ أن يُضبَط بقواعد أكثر دقة مما نحن عليها الآن؛ ليَقتصر على دورها الثانوي لا الغائي، وإن اتِّباع الروم حذو القذة بالقذة في مسائل العلم والقيم، والتعامل بآلية وتلقائية، دون التنبه للخلفية الفلسفية والبُعد الدوجمائي، ودون إعمال العقل النقدي ومِن قبله التحكيم الشرعي المُرتكِز على أسس الإيمان بصفات الله تبارك وتعالى - لن يودي بنا إلا بنتيجة واحدة، هي مسألة الإحلال والإبدال، ومضاهاة صفات الله تعالى واستبدالها بفلسفة وحدة الوجود بنوعيها الروحي والمادي، تلك التي طغَت على مُعظَم التيارات المُعاصِرة.

 

• وجب علينا أن نُنوِّه على تلك الكبوة التي وقع فيها الكثير من أبناء الإسلام في اتخاذ العلوم الفيزيائية والطبيعية على أنها علوم يَقينية من حيث الإيمان بها كأهداف لا وسائل، وتَغليبها على النصوص التوقيفية من كتاب الله تعالى وصحيح السنَّة في باب الألوهية والصِّفات، إلى الحدِّ الذي بلَغ ليَّ أعناق النصوص لتتواءم مع بعض القوانين، أو إنكار صفة من صفات الله تعالى في مقابل قَبول مذهب فكري أو نظرية عِلمية لا تقبَل النقاش في العرف العِلمي السائد؛ وذلك على الرغم مما أثبتناه من تداخُل الفلسفة الدينية والأفكار الباطنية مع البحث العِلمي إلى حد وصل أحيانًا إلى توجيه المعتقد للنتائج العلمية، وكل ذلك كان ولا يزال متوقِّفًا على أمانة الباحث الغربي الذي أسلمناه عقولنا وعقديتنا!

 

ومِن ثم، فإننا نعود لنؤكد على مسار العمل الصحيح للبحث المعرفي والقيمي أيضًا، ألاَ وهو البدء بالإيمان بثابت العقيدة، وأن الله - سبحانه وتعالى-: ﴿ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [الحديد: 3]، فنُؤمن بصفاته وأفعاله على الوجه الذي يَليق بكماله وجلاله، وأنه تعالى بيده العِلَل والأسباب النهائية المؤثِّرة في حركة الكون، فيُحرِّكها متى شاء، وكيف شاء، وبما شاء.

 

• نُلاحظ الازدواجية المنهجية التي يتعامَل معنا بها العالم الغربي في فرض قوانين صارمة واحتكارية على البحث العلمي، تتعامل بتسلط شديد مع عقولنا وهُويتنا في الوقت الذي لا يُطبِّقونها بنفس الصرامة داخل أروقتهم العلمية، وتعجُّ آراؤهم وكتبهم بمخالفتها في وضَحِ النهار.

 

• الغاية النهائية في حياتنا هي عبودية الله وحده، وهي تعني كمال المحبة مع كمال الذلِّ لله تعالى، ونتاج هذه المعادلة هي منظومة القيم في المنهج الإسلامي، على العكس من النفعية الغربية التي ترى المصلحة الفردية واللذة هي الهدف والخير الأسمى.



[1] رينيه ديكارت (1596 - 1650م): فيلسوف فرنسي اعتمد المنهج العقلي لإثبات الوجود عامة، ووجود الله على وجه أخص؛ وذلك من مقدمة واحدة عُدَّت من الناحية العقلية غير قابلة للشكِّ، وهي: "أنا أفكِّر، فأنا إذًا موجود".

[2] جون لوك (1632 - 1704م): وهو فيلسوف إنكليزي، قال بأن فكرة الخير يجب أن تُعرَّف بأنها هي نفسها كلمة اللذَّة، أو على الأقل تعرَّف تعريفًا يردُّها إلى اللذة، وعارض نظرية الحق الإلهي، وقال بأن الاختيار هو أساس المعرفة.

[3] أوجِست كونت (1798 - 1857): فيلسوف فرنسي، من أوائل المؤسِّسين لعلم الاجتماع الحديث، وهو رائد المدرسة الوضعية والتي تُنكِر الميتافيزيقا (ما وراء الطبيعة)، وَتُقيم المعرفة على الوقائع والتجرِبة.

[4] حافظ بن أحمد بن علي الحكمي (المتوفى: 1377هـ): معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول، تحقيق عمر بن محمود أبو عمر، ط1 (دار ابن القيم - الدمام/ 1410 هـ - 1990 م)، (1/ 127).

[5] ابن قيم الجوزية محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين (المتوفى: 751هـ)، طريق الهجرتين وباب السعادتين، ط2 (دار السلفية، القاهرة، مصر - 1394هـ)، (ص: 130)، وراجع أيضًا: (1/ 258 - 259) من نفس المصدر.

[6] ابن تيمية: الرسالة الأكملية في ما يجب لله من صفات الكمال، (ص: 19)، بتصرف.

[7] أو الدوجماطيقية تعرف:

1- قديمًا: بأنها كل فلسفة تُثبت حقائق معينة، ومن ثم فهي تقال في مقابل الشكِّية.

2- حديثًا: ابتداء من كانط في مقابل فلسفة نقدية الدوجماطيقية ادعاء التحرُّك قدمًا بمعونة معرفة خالصة مأخوذة من تصورات معينة استنادًا إلى مبادئ يتعامل معها العقل منذ زمن بعيد دون البحث عن وجه الحق في إقرارها.

3- وعند بيكون تقال في مقابل "تجريبية".

4- وتقال عند الحكم الذي لا يقبل الشك.

5- وهي نظرية تُقرُّها السلطة الدينية، ويلتزم بها الأعضاء الواقعون تحت هذا السلطان؛ انظر: مراد وهبة: "المعجم الفلسفي"، (ص: 214).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • لماذا لم يسبوا المسيح؟!
  • الفلسفة الوجودية الهدغرية ونقدها من ناحية الشرع
  • إثبات صفات الله وأفعاله عز وجل
  • عناء الفلسفة
  • من أسس وقواعد الإيمان بصفات الله
  • المنهج في فهم صفات الله
  • الإسلام بين السلف والخلف
  • الكلام على رواية حنبل بن إسحاق عن الإمام أحمد في الإيمان بصفات الله بلا كيف ولا معنى
  • مفهوم صفات الرب جل في علاه

مختارات من الشبكة

  • توحيد الأسماء والصفات واشتماله على توحيد الربوبية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أقسام صفات الله عز وجل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إفراد أحاديث أسماء الله وصفاته - غير صفات الأفعال - في الكتب والسنة (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • العظمة صفة من صفات الله(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • اعتقاد أهل السنة والجماعة في الصفات الثبوتية والصفات السلبية(المنفية)(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • السلوك المزعج للأولاد: كيف نفهمه؟ وكيف نعالجه؟ (3) صفات السن(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • اتصاف الله بصفات الكمال(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صفات الحروف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الرحمة(مقالة - موقع د. خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز القاسم)
  • خطبة: وكونوا مع الصادقين(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب