• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل دكتوراة
علامة باركود

النقد التربوي في المنهج الإسلامي

حسين بن نفاع الجابري

نوع الدراسة: PHD resume
البلد: المملكة العربية السعودية
الجامعة: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
الكلية: كلية الدعوة وأصول الدين
التخصص: التربية
المشرف: أ.د. خالد بن حامد الحازمي
العام: 1431 هـ - 2010 م

تاريخ الإضافة: 26/7/2023 ميلادي - 8/1/1445 هجري

الزيارات: 5910

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

النقد التربوي في المنهج الإسلامي

 

عنوان البحث: النقد التربوي في المنهج الإسلامي.

 

أهداف البحث: يهدف البحث إلى إبراز مفهوم النقد التربوي في المنهج الإسلامي، وإظهار جهود علماء المسلمين فيه، مع بيان القواعد والضوابط والأخلاقيات له، ثم التعرف على مجالاته وأساليبه والخطوات التي يسير عليها، ثم بيان معوقاته وآثاره.

 

فصول البحث: احتوى البحث على مقدمةٍ وستة فصول، وهي كالتالي:

الفصل الأول: مفهوم النقد التربوي وأهميته وأهدافه.

الفصل الثاني: جهود علماء المسلمين في النقد التربوي.

الفصل الثالث: قواعد النقد التربوي وضوابطه وأخلاقياته.

الفصل الرابع: مجالات النقد التربوي وخطواته وأساليبه.

الفصل الخامس: معوقات النقد التربوي.

الفصل السادس: أثار النقد التربوي في العملية التربوية.

 

وقد توصل الباحث إلى عددٍ من النتائج كان من أبرزها:

1- للنقد التربوي أهميةٌ بالغةٌ في المنهج الإسلامي، فهو منهجٌ رباني، وطريقٌ للتقدم الحضاري والرقي العلمي.

 

2- أن لعلماء المسلمين إسهاماتٌ بارزةٌ في المجال النقدي، يمكن الإفادة منها في مجال التأصيل للعملية النقدية.

 

وبناءً على نتائج الدراسة أوصى الباحث بعددٍ من التوصيات والمقترحات، منها:

1- ضرورة الرجوع إلى المصادر الإسلامية في تأصيل العملية النقدية التربوية.

 

2- إجراء دراساتٍ تأصيليةٍ من خلال الهدي النبوي، وسِيَر الصحابة رضي الله عنهم أو مَن بعدهم من علماء المسلمين رحمهم الله تعالى.

 

شكرٌ وتقدير:

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

 

وبعد:

فإني وبعد أن اكتملت مادة البحث، أحمد الله تعالى أولًا وآخرًا على نعمه العظيمة وآلائه الوفيرة، ومِن أجلَّها نعمة الإيمان والإسلام.

 

كما أحمده جل وعلا على تيسيره وإعانته على إتمام هذا البحث، وأسأل الله تعالى الإخلاص والقبول، إنه ولي ذلك والقادر عليه سبحانه وبحمده.

 

وفي مقام الاعتراف بالجميل، أجد لزامًا عليّ أن أنسب الفضل لأهله؛ وعلى رأسهم والديَّ الكريمين - أمدَّ الله في عمرهما على طاعته، وحفظهما من كل مكروه - على كريم رعايتهما، وكثرة متابعتهما لي في هذا البحث بالسؤال والدعاء وشد العزيمة، فجزاهما الله عني خير الجزاء وأوفاه.

 

كما يطيب لي أن أشكر الجامعة الإسلامية، ممثلةً في معالي مديرها أ، د / محمد بن علي العقلا، وفضيلة عميد كلية الدعوة وأصول الدين د/ عبدالعزيز الطويان، وفضيلة رئيس قسم التربية أ، د / علي بن إبراهيم الزهراني، وأسلافه السابقين بالقسم د/ أحمد الغامدي، و د/ محمد عمر فلاته، و د/ عبدالرحمن الأنصاري، وسائر أعضاء هيئة التدريس بالقسم، على إتاحتهم الفرصة لطلاب العلم لمواصلة مشوارهم العلمي، والتزود من العلوم والمعارف التربوية.

 

كما لا يفوتني أن أخص بالشكر والتقدير، والدعاء بالتوفيق الدائم لأستاذي القدير، فضيلة المشرف على هذه الرسالة الأستاذ الدكتور / خالد بن حامد الحازمي، والذي تبنى هذا البحث، من بدايته إلى نهايته، وشَرُف به البحث والباحث، فقد كان خير مثالٍ للمشرف الفذ، والأب الشفيق، والأخ المحب، حيث أعطى الباحث من وقته وجهده ومتابعته ما يعجز عنه التعبير، وتتلعثم أمامه الكلمات، وكان لتوجيهاته القيِّمة، وملحوظاته السديدة الأثر الأكبر في إثراء هذه الدراسة، وخروجها بالصورة الحالية، أسأل الله تعالى أن يتكفل عني بالوفاء، وأن يجزيه عني خير الجزاء، وأن يبارك له في وقته وعمره وعمله وماله وأهله وولده وكل ما آتاه.

 

كما أتقدم بالشكر الجزيل إلى كلٍّ من عضوي لجنة المناقشة على تفضلهما بقراءة الرسالة وإبداء ملحوظاتهما التي ستكون محل عناية الباحث - إن شاء الله -.

 

وأشكر جميع الإخوة الزملاء من محاضرين ومعيدين ودارسين في هذا القسم المبارك، وأسأل الله تعالى أن ييسر أمورهم، ويشرح صدورهم.

 

وأتقدم بالشكر إلى الأخ الدكتور: عمر بن حسن الراشدي، على تفضله بإهدائي نسخةً من رسالته القيِّمة "التفكير الناقد من منظور التربية الإسلامية"، فجزاه الله خيرًا.

 

وإلى الإخوة العاملين في المكتبة المركزية بالجامعة الإسلامية، والعاملين في مكتبة الملك عبدالعزيز بالرياض، وإلى كل من مد لي يد العون والمساعدة أتقدم بالشكر الجزيل، وأسأل الله لهم المثوبة والأجر.

 

كما أبتهل إلى المولى - جلت قدرته - أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن يتقبله بقبولٍ حسن، وأن ينبته نباتًا حسنًا، وأن يجعله إسهامًا نافعًا في مجال النقد التربوي، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.

 

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، وتابعيهم ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

فإن الله بعث نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، فقام بتربية أمته خير قيام، مستخدمًا في ذلك أساليب متنوعة، ومهاراتٍ مختلفة، تراعي جميع الفوارق الفردية بين أفراد المجتمع، ومن بين تلك الأساليب الفاعلة في التربية والتعليم أسلوب النقد التربوي للقضايا والسلوكيات المختلفة، والتي تحتاج إلى تعديلٍ وإصلاح، سواءً صدرتْ على مستوى الفرد أو على مستوى الجماعة، كما في قصة الثلاثة الذين جاءوا إلى بيته صلى الله عليه وسلم وسألوا عن عمله، فكأنهم تقالّوه، فقال أحدهم: لا أتزوج النساء، وقال الآخر: لا آكل اللحم، وقال الثالث: لا أنام على فراش، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ((ما بال أقوامٍ قالوا كذا وكذا، لكني أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني))[1].

 

قال النووي رحمه الله: " وهو موافقٌ للمعروف من خطبه صلى الله عليه وسلم في مثل هذا، أنه إذا كره شيئًا فخطب له، ذَكَرَ كراهيته، ولا يعيِّن فاعله، وهذا من عظيم خُلُقه صلى الله عليه وسلم، فإن المقصود من ذلك الحاضرين وغيرهم ممن يبلغه ذلك، ولا يحصل توبيخ صاحبه في الملأ "[2].

 

وعندما لا يعرف الأفراد والمجتمع النقد التربوي الهادف،أو المفهوم الصحيح له تعم الأخطاء، وتتدنى المستويات الفكرية والعملية والاجتماعية، ومِن هنا فقد عني علماء المسلمين رحمهم الله تعالى بعملية النقد التربوي، ووضعوا لها القواعد العلمية، والآداب الرفيعة، إذ أنَّ أساس هذه القضية أساسٌ شرعيٌّ مبنيٌّ على كتاب الله الكريم، وسنة رسوله الأمين عليه الصلاة والسلام، فهم مطالبون بالتمييز بين الخير والشر، ومعرفة الحق من الباطل، والتحقق والتثبت من الأخبار والنقول، والبعد عن الظن والتخمين، كما قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ [الحجرات: 6]، فهذا من الآداب الشرعية، التي ينبغي على الباحثين التأدب بها واستعمالها، وهو أنه إذا أخبرهم فاسقٌ بخبرٍ أن يتثبتوا من ذلك، ويتحققوا مِن صِدْقه، ولا يأخذوه قبل التبيُّن، فإنَّ في ذلك خطرًا عظيمًا، ووقوعًا في الإثم، فإنْ دلت الدلائل والقرائن على صحة الخبر عُمِل به، وإلا تُرك ولم يلتفت إليه[3]، ويترتب على هذا أن يبني الباحث أحكامه على حقائق ثابتةٍ، ومبادئ راسخةٍ، وإلا كان حُكْمه معرض للانهيار، وفي الحديث: ((الحلال بَيِّنٌ، والحرام بَيِّنٌ، وبينهما أمورٌ مشتبهات...))[4]، قال ابن حجر رحمه الله: " وفي هذا الحديث إشارةٌ إلى المحافظة على أمور الدين، ومراعاة المروءة، والعالم الفطن لا يخفى عليه تمييز الحُكْم "[5].

 

ولما كان نتاج الإنسان الفكري في أي ميدانٍ من الميادين عرضةً للخطأ والنقص، وربما الحيدة عن الصواب، استوجب ذلك مَن يقوم بالنقد التربوي القائم على أسسه السليمة، وضوابطه التي قررها القرآن الكريم، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، واستنبطها أئمة المسلمين رحمهم الله تعالى، ليتم استيفاء النقص، وتقويم المعوج، وتسديد الخطأ، ويمتد سلطان هذا الأمر على السلوك الإنساني بجميع نشاطاته المختلفة اللفظية منها والفعلية، وإلى العملية التعليمية في سائر جوانبها، مما يجعل عملية النقد التربوي عمليةً مستمرةً لا تتوقف ما أنتج الإنسان وعمل.

 

فالنقد التربوي بهذا يعد ضروريًا لنجاح العملية التربوية وغيرها، لأنه يضمن لها - بإذن الله تعالى - البقاء والاستمرار في المسار الصحيح، ويقوم بمحاصرة الأخطاء ومعالجتها قبل استفحالها، دون أن يحدث فُرقةً أو اختلافًا، فقضية النقد التربوي قضيةٌ دينيةٌ شرعيةً لا يجوز إخضاعها لمجرد هوى، أو رغباتٍ شخصية، أو ظنونٍ وهمية، ومِن هنا اختار الباحث الكتابة حول هذا الموضوع، بعنوان "النقد التربوي في المنهج الإسلامي"، للتعرف على أهميته وأهدافه، وقواعده التي يبنى عليها، وضوابطه وأخلاقياته، مع بيان شيءٍ من جهود علماء المسلمين في هذا الموضوع، لتكوين منهجيةٍ تربويةٍ إسلاميةٍ تعنى بتصويب الأوضاع التربوية، والقضايا المختلفة، بأسلوبٍ علمي بديع، ومنهجٍ موضوعي رفيع، متزن العبارة، دقيق التقويم، واضح السمات، فمتى تحرى الناقد التربوي هذه المواصفات في نقده وصل إلى القلوب، وبيَّن الصحيح من الفاسد، وحقق الهدف المرجو من عملية النقد.

 

موضوع الدراسة:

انبثق موضوع هذه الدراسة من ندرة الكتابة حول موضوع النقد التربوي، الذي يعد من أهم مقومات نجاح العملية التربوية وتطويرها، إذ لم يؤلَّف فيه دراسةٌ كاملةٌ تعنى بقضاياه العلمية - حسب علم الباحث - ومن هنا فإن موضوع هذا البحث يعنى بتأسيس مادةٍ علميةٍ، قائمةٍ على الاستقراء والاستنباط، لتحديد مفهوم النقد التربوي وأهدافه، وبيان القواعد والضوابط والأخلاقيات التي تقوم عليها عملية النقد التربوي، والتي تضبط المسلك النقدي عند القائم بالعملية النقدية التربوية.

 

كذلك يقوم موضوع هذا البحث على إظهار مجالات النقد التربوي التي يمكن ان تتضمنها العملية النقدية، وإبراز الخطوات والأساليب المتبعة فيها بحيث يصل الناقد التربوي من خلالها إلى التقويم السليم والصحيح، الذي ينمي المسيرة التربوية، وفق الضوابط والأسس الإسلامية العلمية منها والعملية.

 

كما يتضمن موضوع هذه الدراسة بيان آثار النقد التربوي في نتاج الفكر التربوي والعملية التعليمية بمختلف جوانبها، وفي التقويم السلوكي للفرد والمجتمع، بما يؤكد أهمية هذا النوع من الدراسة، وأهمية الممارسة العملية النقدية الصحيحة في الرقي والتقدم التربوي المنشود.

 

أهمية الدراسة:

تبرز أهمية هذه الدراسة في موضوعها من خلال الاعتبارات التالية:

1- ندرة الكتابة في موضوع النقد التربوي، بحيث لا توجد دراساتٌ علميةٌ مكتملةٌ حوله، إلا ما يوجد متناثرًا في ثنايا بعض المؤلفات.

 

2- أن الكتابة في موضوع النقد التربوي تعزيزٌ لتقويم العملية التربوية وتطويرها في مجالات المناهج وطرائق التدريس والسلوك الإنساني والتأليف التربوي.

 

3- يسهم هذا الموضوع - بإذن الله تعالى - في بناء الشخصية المسلمة السوية، التي تَعْرِض ما يَرِدُ إليها من الآخرين على ميزان الشرع الحنيف، فتأخذ ما وافقه، وتدع ما سواه.

 

4- يعد هذا البحث إسهامًا في جانب التأصيل الإسلامي العلمي لقضية النقد التربوي، وجمع مادته العلمية من بطون الكتاب والمصادر الإسلامية المتنوعة.

 

5- تسهم هذه الدراسة - بمشيئة الله تعالى - في نشر منهجية النقد التربوي الإسلامي، التي تضبط العملية النقدية بالضوابط والأسس العلمية، وذلك حتى يؤتي النقد التربوي ثماره المرجوة منه، وليكون منهجًا تربويًا متكاملًا يسعى لإصلاح الفرد والمجتمع.

 

6- تأتي هذه الدراسة تلبيةً لتوصيات بعض الأبحاث التربوية السابقة، التي أكدتْ على أهمية الكتابة حول هذا الموضوع، والحاجة الماسة إليه [6].

 

أهداف الدراسة:

تهدف هذه الدراسة إلى بيان النقد التربوي في المنهج الإسلامي، ويتفرع عن هذا الهدف أهدافٌ فرعية، وهي:

1- إبراز مفهوم النقد التربوي، وبيان أهميته، وأهدافه.

2- إظهار جهود علماء المسلمين في النقد التربوي.

3- بيان قواعد النقد التربوي وضوابطه وأخلاقياته.

4- التعرف على مجالات النقد التربوي وخطواته وأساليبه.

5- بيان معوقات النقد التربوي.

6- إيضاح آثار النقد التربوي في العملية التربوية.

 

تساؤلات الدراسة:

تحاول الدراسة الحالية الإجابة على التساؤل الرئيس التالي:

ما النقد التربوي في المنهج الإسلامي؟

ويتفرع عن هذا التساؤل تساؤلاتٍ فرعيةٍ، وهي:

1- ما مفهوم النقد التربوي؟ وما أهميته؟ وما أهدافه؟

2- ما جهود علماء المسلمين في النقد التربوي؟

3- ما قواعد النقد التربوي؟ وما ضوابطه وأخلاقياته؟

4- ما مجالات النقد التربوي؟ وما خطواته وأساليبه؟

5- ما معوقات النقد التربوي؟

6- ما آثار النقد التربوي في العملية التربوية؟

 

مصطلحات الدراسة:

النقد التربوي: هو عمليةٌ فكريةٌ علميةٌ، تقوم على دراسة المجالات التربوية، بهدف التصحيح والتطوير، ثم إصدار الحكم عليها وفق منهج تعاليم الإسلام.

 

منهج الدراسة:

سيستخدم الباحث في دراسته كلًا من:

أ - المنهج الاستقرائي: وهو منهجٌ يقوم على التتبع لأمورٍ جزئيةٍ، بغية الاستقصاء وجمع المعلومات، لاستنتاج أحكامٍ عامةٍ منها[7].

 

ب - المنهج الاستنباطي: وهو المنهج الذي يقوم على استنتاج الأفكار والمعلومات من النصوص، وفق قواعدٍ محددةٍ ومتعارفٍ عليها[8].

 

وهذان المنهجان يساعدان على استقراء الآثار التربوية للنقد التربوي، واستنباطها من النصوص، ومن ثم صياغتها على نسقٍ تربوي للاستفادة منها في مجال التربية والتعليم، وهذا يقتضي من الباحث القيام بما يلي:

• جمع النصوص المتعلقة بالنقد التربوي في القرآن الكريم والسنة النبوية.

 

• مراجعة ما كتبه أهل العلم في كتب التفاسير وشروح الأحاديث، وغيرها من المصادر المتقدمة والحديثة مما يناسب موضوع الدراسة ويثريها.

 

• الرجوع إلى الكتب المصنفة في الردود عامة، للاستفادة منها في مجال النقد التربوي، من خلال تأمُّل المنهج الذي ساروا عليه في الردود، بما يحقق أهداف الدراسة ويجيب عن تساؤلاتها.

 

• النظر في الكتب التي تحدثت عن الحوار وآدابه، والجدل وطرائقه، وآداب العالم والمتعلم، وكتب التراجم، وغير ذلك مما يمكن معه استخلاص فكرةٍ شاملةٍ تسهم في تأصيل قضية النقد التربوي.

 

ج - المنهج التحليلي: وهو المنهج الذي يعنى بتحليل ما استقرأه الباحث من النصوص والأفكار وتفسيرها[9].

 

وهذا المنهج يساعد على تحليل النصوص والظاهر المتعلقة بموضوع النقد التربوي للوصول إلى النتائج المرجوة - بإذن الله تعالى -.

 

بالإضافة إلى ذلك فإن الباحث سيقوم بما يلي:

• عزو الآيات القرآنية، وذلك بذِكْر اسم السورة ورقم الآية بجانبها، مع كتابتها بالرسم العثماني.

• عزو الأحاديث النبوية إلى مصادرها الأصلية، مع ذِكْر درجتها إن لم تكن في الصحيحين.

• عزو الآثار إلى مظانها.

• توثيق النصوص من مصادرها الأصيلة.

• الترجمة للأعلام غير المشهورين.

• ذِكْر معاني الكلمات الغريبة والمصطلحات العلمية.

• الالتزام بعلامات الترقيم، وضبط ما يحتاج إلى ضبط.

 

• عمل الفهارس اللازمة، وتشمل فهرس الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأعلام والمصطلحات العلمية والمصادر والمراجع والموضوعات.

 

حدود الدراسة:

تقتصر هذه الدراسة على بيان النقد التربوي في المنهج الإسلامي فقط، دون غيره من المناهج الأخرى، وفي حدود تساؤلات الدراسة وأهدافها.

 

الدراسات السابقة:

إن الهدف من استعراض الدراسات والبحوث السابقة - التي لها علاقةٌ مباشرةٌ بموضوع الدراسة الحالية - هو الاستفادة من جهود الباحثين السابقين، والبداية من حيث انتهوا، وتجنب التكرار، وبعد مراجعة الباحث للعديد من مراكز البحث العلمي، كمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات، ومركز البحوث في جامعة أم القرى، ومكتبة الملك فهد الوطنية، وبعد مراجعته للأدلة التفصيلية للرسائل العلمية في الجامعات السعودية، كجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وجامعة الملك سعود، وجامعة أم القرى، والجامعة الإسلامية وغيرها، في محاولةٍ للعثور على دراسةٍ تأصيليةٍ لموضوع النقد التربوي في المنهج الإسلامي، إلا أنه لم يعثر على دراسةٍ في نفس الموضوع، ومن نفس الزاوية، بَيْد أنه وجد دراسة علميةً واحدةً لها علاقةٌ بموضوعه، وهي:

دراسة الباحث: عمر بن حسن بن إبراهيم الراشدي، بعنوان "التفكير الناقد من منظور التربية الإسلامية" مع حقيبةٍ تدريبيةٍ لتنمية مهاراته لمعلمي المرحلة الثانوية، وهي دراسةٌ مقدمةٌ لنيل درجة الدكتوراة في الأصول الإسلامية للتربية، من قسم التربية الإسلامية والمقارنة بكلية التربية، في جامعة أم القرى، عام 1426 - 1427هـ، وقد هدفت الدراسة إلى تحقيق أهدافٍ متعددةٍ منها:

• عرض أبعاد التفكير الناقد من المنظور التربوي المعاصر ومن منظور التربية الإسلامية.

• بيان أسس التفكير الناقد وضوابطه ومهاراته وأبرز أساليبه.

• تصميم حقيبة تدريبية لتنمية مهارات التفكير الناقد لمعلمي المرحلة الثانوية.

 

كما جعل الباحث دراسته في فصلٍ تمهيدي، وسبعة فصولٍ على النحو التالي:

الفصل الأول: أبعاد التفكير الناقد من المنظور التربوي المعاصر.

 

الفصل الثاني: مفهوم التفكير الناقد من منظور التربية الإسلامية.

 

الفصل الثالث: أسس التفكير الناقد من منظور التربية الإسلامية، ومنها العقيدة الإسلامية والمسئولية والحرية وحتمية الخطأ.

 

الفصل الرابع: ضوابط التفكير الناقد من منظور التربية الإسلامية، وهي ضوابط تتعلق بالمفكر الناقد وضوابط تتعلق بموضوع التفكير الناقد وأخرى تتعلق بطريقة ومنهجية التفكير الناقد.

 

الفصل الخامس: مهارات التفكير الناقد وأساليب تنميتها من منظور التربية الإسلامية، وهي مهارات استقرائية ومهارات استنباطية ومهارات تقويمية، ومن أساليب تنميتها أسلوب العصف الذهني وأسلوب التعلم التعاوني وأسلوب حل المشكلات.

 

الفصل السادس: معوقات وميسرات التفكير الناقد من منظور التربية الإسلامية، وهي معوقات متعلقة بالفرد ومعوقات متعلقة بالأسرة وأخرى متعلقة بالمدرسة.

 

الفصل السابع: خاتمة الدراسة ونتائجها وتوصياتها.

 

ومن النتائج التي توصل إليها الباحث ما يلي:

• التفكير الناقد في المنظور التربوي الإسلامي منهجٌ علميٌ أصيل، له منطلقاته وأسسه التي يرتكز عليها.

 

• أن التفكير الناقد قديمٌ على مستوى الممارسة والتطبيق، حديثٌ على مستوى التنظير والتأطير كعِلْمٍ مستقل له أبحاثه ودراساته.

 

• أن تعليم التفكير الناقد وفق المنظور الغربي مجردًا من منطلقاته وأسسه وضوابطه في التربية الإسلامية يشكل خطرًا على المتعلمين، ويضعف جانب العقيدة الصحيحة.

 

بعد ذلك أوصى الباحث بعددٍ من التوصيات، منها:

• أنْ تقوم وزارة التربية والتعليم بتعليم التفكير الناقد من منظور التربية الإسلامية، عن طريق تضمين مهاراته في المقررات الدراسية، أو تعليمه بصورةٍ مباشرة.

 

• توجيه بحوث طلاب الدراسات العليا نحو التفكير عمومًا، والتفكير الناقد على وجه الخصوص.

 

• أنْ تقوم المؤسسات الإعلامية ببث يقافة التفكير السليم، والنقد البناء الهادف.

 

وقد أسهمت هذه الدراسة في الكشف عن جانبٍ من جوانب العملية النقدية، وهو جانب التفكير، الذي يعد نقطة الانطلاقة فيها، واقتصرتْ عليه، وهذا بحد ذاته يعد جهدًا مشكورًا للباحث، بينما تحاول الدراسة الحالية الوصول إلى تصور شمولي متكامل عن موضوع النقد التربوي في المنهج الإسلامي، وذلك من خلال استقراء نصوص الكتاب والسنة، ومراجعة كتب التفسير وشروح الأحاديث وغيرها من مصنفات أهل العلم السابقين واللاحقين، لإيجاد منظومةٍ كاملةٍ حول موضوع النقد التربوي، ومدى عناية المنهج التربوي الإسلامي بإبرازه وتجليته، تشمل التعريف به، وإظهار أهميته وأهدافه، وبيان القواعد اللازمة لتحقيقه، والأخلاقيات التي ينبغي التخلق بها لمن أراد القيام بعملية النقد التربوي، كما يوضح المجالات التي يتطرق إليها موضوع النقد التربوي، والخطوات التي يسير عليه، والمعوقات التي تحول دون تحقيقه لأهدافه، والآثار التربوية المترتبة عليه في العملية التربوية.

 

الخاتمة:

الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبتوفيقه تقضى الحاجات، وبإعانته تتيسر الصعوبات، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

 

وبعد:

فإن الباحث بعد إنهائه لهذا البحث المتواضع، والذي عايَشَ فيه قضيةً من أهم القضايا التربوية، وهي قضية النقد التربوي، والعمل على إبرازه من خلال نصوص القرآن الكريم، وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ لا يخفى على مسلمٍ أن الله عز وجل خلق الخلق ولم يتركهم هملًا، بل أرسل إليهم رسلًا ينيرون لهم الطريق، ويبينون لهم ما ينفعهم في أمور دينهم ودنياهم، فكان لزامًا أن نعود إلى هذا المعين الصافي، سعيًا إلى تكوين مادةٍ علميةٍ مؤصلةٍ، تعالج قضية النقد التربوي معالجةً شموليةً، مبنيةً على النصوص الشرعية، مع الاستفادة مما كتبه علماء المسلمين من توجيهاتٍ تسهم في تجليتها وتوضيحها، بالإضافة إلى مراجعة العديد من الرسائل العلمية والمؤلفات المعاصرة التي أفادت الباحث في أطراف هذه المادة، فإنه يجدر أن يذكر شيئًا من النتائج التي تم التوصل إليها بفضل الله تعالى، ثم يردف ذلك بجملةٍ من التوصيات والمقترحات، إكمالًا للمسيرة العلمية، وإثراءً للمكتبة الإسلامية والتربوية، وإتمامًا للفائدة، وتمهيدًا للطريق أمام الباحثين اللاحقين، ويمكن إبرازها في الأمور التالية:

أولًا: النتائج:

يمكن إيضاح النتائج التي تم التوصل إليها من خلال الدراسة في النقاط التالية:

1- أن المراد بمفهوم النقد التربوي في المنهج الإسلامي: عمليةٌ فكريةٌ علميةٌ، تقوم على دراسة المجالات التربوية، بهدف التصحيح والتطوير، ثم إصدار الحكم عليها، وفق منهج تعاليم الإسلام.

 

2- للنقد التربوي أهميةٌ بالغةٌ في المنهج الإسلامي، وتتضح أهميته في أنه:

• منهجٌ رباني قرآني في تربية أفراد المجتمع.

• منهج الأنبياء والمرسلين عليهم السلام، ومَن سار على نهجهم.

• طريقٌ إلى التقدم العلمي والرقي الحضاري.

• يؤدي إلى الاستقلالية المنضبطة، والتحرر من التبعية الخاطئة.

• ضرورةٌ حياتية.

• مهم جدًا في تطوير العملية التعليمية.

 

3- للنقد التربوي أهدافٌ يعمل على تحقيقها، ومن تلك الأهداف:

• أداء المسئولية، وإبراء الذمة.

• المساهمة في كشف الأخطاء، وعملية الإصلاح التربوي.

• رفع مستوى الوعي التربوي لدى أفراد المجتمع.

• تحقيق الارتقاء الإنساني.

 

4- كان لعلماء المسلمين رحمهم الله تعالى جهودٌ كبيرةٌ في بيان عملية النقد التربوي، تتبين من خلال ما يلي:

• التصنيف في باب النقد: لم يفرد علماء المسلمين السابقين النقد التربوي بمؤلَّفٍ يحمل هذا الاسم، إلا أنه يمكن الاستفادة من كتبهم التي تحدثت عن بعض جوانبه، ككتب الجرح والتعديل، وكتب النصيحة، وكتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكتب العملية التعليمية، وكتب الآداب العامة وغيرها.

 

• المناظرات والمساجلات العلمية التي دُوِّنتْ في المصنفات العلمية المختلفة.

• التوجيه السلوكي والممارسة العملية في حياتهم.

 

5- للنقد التربوي قواعد يرتكز عليها ليؤتي ثماره، ومن تلك القواعد:

• إخلاص القصد لله سبحانه وتعالى.

• اعتماد المصادر الشرعية.

• الإلمام المعرفي.

• مجانبة الهوى وحظوظ النفس.

• قراءة النصوص كما هي في سياقها.

• الحكم على الظاهر، وعدم التعرض للنيات والمقاصد.

 

6- للنقد التربوي ضوابط مهمة، تضبط العملية النقدية، وتعمل على حمايتها من الانحراف، ومنها:

• ضابط المشروعية.

• ضابط الإتقان والجودة.

• نقد الصفات لا نقد الذوات.

• ضابط الموازنة.

 

7- للنقد التربوي أخلاقيات وآداب، يمكن تقسيمها إلى قسمين:

القسم الأول: أخلاقيات تتعلق بالمنهجية النقدية: كالرفق، وتقديم حسن الظن، وأن يكون النقد في الخلوة، والتواضع.

 

القسم الثاني: أخلاقيات تتعلق بأدبيات العرض: كاحترام أهل العلم والفضل، والعناية بالبلاغة اللغوية ووضوح المعنى، وعفة اللسان، وصدق المشاعر الإنسانية.

 

8- أن للنقد التربوي مجالاتٌ ثلاثة، هي:

• المجال العلمي والتعليمي.

• المجال السلوكي.

• المجال الاجتماعي.

 

9- للنقد التربوي خطواتٍ منظمةٍ، يسير عليها الناقد في ممارسته النقدية، وهي:

• التثبت.

• النظرة التكاملية للموضوع.

• توجيه النقد المناسب.

• تقديم البدائل المناسبة.

 

10- أن للنقد التربوي أساليب ترقى بفاعليته ليؤثر في الآخرين، ومن تلك الأساليب:

• أسلوب الحوار.

• أسلوب التوجيه اللفظي المباشر.

• أسلوب الترغيب والترهيب.

• أسلوب التوجيه العملي.

• أسلوب التعميم والتعريض.

• أسلوب الثناء الجميل.

 

11- للنقد التربوي معوقاتٌ تحول دون تحقيق لأهدافه، ومنها:

المعوقات الذاتية: كالحسد، والانفعال وسرعة الغضب، والهوى، والكبر، والجهل.

 

المعوقات الاجتماعية: كالتربية على التقليد القاصر، وأسلوب التنشئة القائم على التسلط والسيطرة، والاتكالية، وغرس العصبية المقيتة.

 

المعوقات المنهجية: كالتشهير، والسخرية والتهكم بالآخرين، واستخدام التبرير، والتسرع في اتخاذ القرار.

 

12- أن للنقد التربوي آثارًا كبيرةً في العملية التربوية، وهي:

آثاره في العملية التعليمية: حيث يؤدي إلى استقامة الموازين، وتصحيح المفاهيم العلمية، وتحقيق التعاون العلمي المثمر، وتصحيح مسار العملية التعليمية.

 

آثاره في نتاج الفكر التربوي: كإثراء التأليف التربوي، وتصويب الأفكار.

 

آثاره في سلوك الفرد والمجتمع: وذلك أنه يسهم في بناء السمو الخلقي، وتحقيق وحدة المجتمع، وتصويب السلوك.

 

ثانيًا: التوصيات والمقترحات:

في ضوء ما توصلت إليه الدراسة من نتائج فإنه يمكن التقدم بالتوصيات والمقترحات التي يأمل الباحث أن تسهم في إثراء المعرفة النقدية لدى الباحثين، وتفتح المجال أمام الباحثين اللاحقين لإجراء دراساتٍ علميةٍ نافعةٍ في المجال النقدي، وتتلخص هذه التوصيات في:

1- ضرورة الرجوع إلى المصادر الإسلامية في بناء المادة العلمية التربوية عمومًا، والمادة النقدية خصوصًا، من خلال مراجعة نصوص الكتاب والسنة، والتمعن فيها، ومحاولة الاستفادة منها في تكوين منهجيةٍ متكاملةٍ عن موضوع النقد التربوي، على أن يتم ذلك وفق آراء المفسرين المعتمدين، وشُرَّاح الحديث الموثوقين،وعدم النظر إلى النصوص الشرعية بمعزلٍ عن أقوال علماء السلف الصالح رحمهم الله تعالى، لئلا يشتط الفهم، أو تُلْوَى أعناق النصوص بما لا يتفق مع مراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم.

 

2- مراجعة سير العلماء السابقين رحمهم الله تعالى، ودراستها دراسةً متأنيةً تقوم على الاستقراء التام لِما كتبوه، والنظر في سيرهم الذاتية، لاستخلاص نظرةٍ متكاملةٍ عن منهجهم النقدي الذي مارسوه أثناء مشوارهم العلمي، وإبراز ذلك في نسقٍ علمي موحد يجمع شتات المادة العلمية للنقد التربوي عندهم رحمهم الله تعالى.

 

3- الاهتمام بإظهار عملية النقد التربوي في المجتمع، وإشاعة ذلك من خلال عدة قنواتٍ، منها:

• العناية بالنقد التربوي من خلال مناهج إعداد المعلمين.

 

• تضمين المقررات الدراسية بعض المفردات التي تبرز أهمية تَقَبُّل النقد التربوي، والإحاطة بآدابه وقواعده وضوابطه، والعمل على تفعيل ذلك من خلال الأنشطة المختلفة، وعقد جلساتٍ للحوار والمناظرات المصغرة، وإجراء المقارنات بين المتشابهات أو المتقابلات، ونحو ذلك مما يثري العملية النقدية، ويبنيها بناءً سليمًا في نفوس الناشئة.

 

• العمل على إيجاد برامج تربوية إعلامية، تناقش العملية النقدية، وتوضح أهميتها، وكيفية ممارستها على كافة المستويات.

 

• إبراز القدوات أمام الأجيال، وبيان شيءٍ من منهجيتهم النقدية في التعامل مع المعطيات المختلفة في المجتمع.

 

• تنشيط دور وسائط التربية في عملية النقد التربوي، وهي المسجد والأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام المختلفة.

 

4- وفي ضوء هذه التوصيات يقترح الباحث بعض البحوث التي يمكن أن تسهم في تأصيل العملية النقدية في المنهج الإسلامي:

• النقد التربوي في الهدي النبوي خلال العهد المكي.

 

• النقد التربوي في الهدي النبوي خلال العهد المدني.

 

• النقد التربوي من خلال سِيَر بعض الصحابة رضي الله عنهم، كعمر بن الخطاب، وأبي الدرداء، وعبدالله بن عباس رضي الله عنهم أجمعين.

 

• النقد التربوي عند بعض علماء المسلمين رحمهم الله، والذين كانت لهم عنايةٌ بهذا الجانب، كالشافعي وابن كثير والذهبي والشوكاني وغيرهم.

 

• قواعد النقد التربوي ودورها في تطوير المنهاج الدراسي.

 

هذا وأسأل الله تعالى أن يوفقني للعمل برضاه، وأن يرزقني العلم النافع، والعمل الصالح، والإخلاص له تعالى في ذلك كله، وأن يعينني على كتابة المزيد من البحوث التأصيلية في خدمة هذا القسم المبارك، وأن يغفر لي ولوالدي، ولمشرفي على هذه الرسالة، ولكل مَن درَّسني أو درَّستُه، ولكل مَن أعانني على كتابة هذا البحث، وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

 

قائمة المحتويات

الموضوع

رقم الصفحة

ملخص الدراسة.

أ

شكرٌ وتقدير.

ب

قائمة المحتويات.

د

المقدمة.

1

موضوع الدراسة.

3

أهمية الدراسة.

4

أهداف الدراسة.

4

تساؤلات الدراسة.

5

مصطلحات الدراسة.

5

منهج الدراسة.

5

حدود الدراسة.

7

الدراسات السابقة.

7

الفصل الأول: مفهوم النقد التربوي وأهميته وأهدافه.

المبحث الأول: مفهوم النقد التربوي.

11

المبحث الثاني: أهمية النقد التربوي.

20

المبحث الثالث: أهداف النقد التربوي.

33

الفصل الثاني: جهود علماء المسلمين في النقد التربوي.

المبحث الأول: التصنيف في باب النقد.

45

المبحث الثاني: المناظرات والمساجلات العلمية.

53

المبحث الثالث: التوجيه السلوكي والممارسة العملية.

67

الفصل الثالث: قواعد النقد التربوي وضوابطه وأخلاقياته.

المبحث الأول: قواعد النقد التربوي.

74

المبحث الثاني: ضوابط النقد التربوي.

88

المبحث الثالث: أخلاقيات النقد التربوي.

102

الفصل الرابع: مجالات النقد التربوي وخطواته وأساليبه.

المبحث الأول: مجالات النقد التربوي.

118

المبحث الثاني: خطوات النقد التربوي.

141

المبحث الثالث: أساليب النقد التربوي.

154

الفصل الخامس: معوقات النقد التربوي.

المبحث الأول: المعوقات الذاتية.

172

المبحث الثاني: المعوقات الاجتماعية.

188

المبحث الثالث: المعوقات المنهجية.

195

الفصل السادس: آثار النقد التربوي في العملية التربوية.

المبحث لأول: آثاره في العملية التعليمية.

201

المبحث الثاني: آثاره في نتاج الفكر التربوي.

207

المبحث الثالث: آثاره في سلوك الفرد والمجتمع.

215

الخاتمة:

 

النتائج.

218

التوصيات والمقترحات.

222

الفهارس:

فهرس الآيات القرآنية.

224

فهرس الأحاديث النبوية.

230

فهرس الأعلام.

234

فهرس المصطلحات العلمية والكلمات الغريبة.

235

فهرس المصادر والمراجع.

236



[1] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب النكاح، باب الترغيب في النكاح، رقم 5063، ص 906، ومسلم في صحيحه، كتاب النكاح، باب استحباب النكاح لمن تاقت إليه نفسه ووجد مؤنة، رقم 1401، ص 725، واللفظ له.

[2] يحيى بن شرف النووي، المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج 9/ 176.

[3] عبدالرحمن بن ناصر السعدي، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص 800.

[4] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب البيوع، باب الحلال بَيِّنٌ والحرام بَيِّنٌ وبينهما مشتبهات، رقم 2051، ص 329.

[5] أحمد بن علي بن حجر، فتح الباري شرح صحيح البخاري 1/ 168.

[6] مقداد يالجن، مناهج البحث وتطبيقاتها في التربية الإسلامية ص 95، عمر بن حسن الراشدي، التفكير الناقد من منظور التربية الإسلامية ص 368.

[7] عبدالرحمن بدوي، مناهج البحث العلمي ص 18.

[8] مقداد يالجن، مناهج البحث وتطبيقاتها في التربية الإسلامية ص 95.

[9] محمد رواس قلعجي، طرق البحث في الدراسات الإسلامية ص 19.





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • نقد النقد الحديثي المتجه إلى أحاديث صحيح الإمام البخاري: دراسة تأصيلية لعلم (نقد النقد الحديثي) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تساؤلات حول النقد(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ما الفرق بين أسس وسمات ومقاييس النقد؟(استشارة - الاستشارات)
  • في الإعلام التربوي: ثلاثمائة عدد من صحيفة "في النقد التعليمي" (PDF)(كتاب - مجتمع وإصلاح)
  • في النقد الأدبي: ما الأدب؟ ما النقد؟(مقالة - حضارة الكلمة)
  • النقد من أجل النقد(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • اتجاهات الإشراف التربوي الحديثة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مظاهر النقد الأدبي وخصائصه في العصر الجاهلي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • النقد الانتقامي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الإشراف التربوي المعرفي(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب