تكملة شرح الترمذي للحافظ زين الدين عبدالرّحيم بن الحسين العراقيّ (ت 806هـ) دراسة وتحقيق من باب ما جاء في شرب أبوال الإبل من أبواب الأطعمة، إلى نهاية باب ما جاء في شفقة المسلم على المسلم من أبواب البر والصلة

ملخص الرسالة

تكملة شرح الترمذي

للحافظ زين الدين عبدالرّحيم بن الحسين العراقيّ (ت 806هـ)

كتاب الصّوم

دراسة وتحقيقًا

ملخص البحث

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن كتاب «الجامع» لأبي عيسى الترمذي، من أعظم كتب الحديث وأنفسها، إذ هو رابع الكتب الستة المعتمدة عند علماء الأمة.

ولأجل ما حواه هذا المصنَّف العظيم من علوم شتّى، وفوائد جمَّة، تصدّى لشرحه، وإيضاحه، وترجمة رجاله، وبيان درجة أحاديثه، جماعة من الحفّاظ، كان من بينهم: الحافظ الإمام زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي، المتوفى سنة 806ﻫ، حيث شرع في شرحه مكمِّلًا شرح الحافظ الإمام ابن سيِّد النّاس اليعمري، المتوفى سنة 734ﻫ، المسمَّى: «النفح الشذي في شرح جامع الترمذي».

ولما كان هذا شرح العراقي - مع أهميته وكثرة فوائده - لا يزال مخطوطًا، رغبت في مشاركة من سبقني في خدمته وتحقيقه، ليكون هذا العمل موضوع رسالتي لنيل درجة العالمية العالية «الماجستير»، وهي بعنوان: «تكملة شرح الترمذي للحافظ العراقي، من باب ما جاء في شرب أبوال أبوال من أبواب الأطعمة، إلى نهاية باب ما جاء في شفقة المسلم على المسلم من أبواب البر والصلة».

ومن جملة الأسباب التي جعلتني أشارك في خدمة هذا الشرح العظيم، دراسة وتحقيقًا:

أوّلًا: أهمية الكتاب، فهو شرح لأحد الكتب الستّة المعتمدة.

ثانيًا: مكانة الشارح العلمية، فهو الحافظ الكبير زين الدين العراقي، رحمه الله.

ثالثًا: قيمة الكتاب العلمية؛ فهو شرح حافل بالفوائد والتحقيقات، ولاسيّما في الكلام على أحاديث الترمذي، وما يشير إليه بقوله: «وفي الباب»، ونقل المذاهب، وغير ذلك.

رابعًا: إرشاد جماعة من الشيوخ الأفاضل إلى خدمة الكتاب، وحثهم على دراسته وتحقيقه.

وقد سرت في إعداد هذا البحث وفق الخطة التالية:

المقدِّمة: بيَّنت فيها أهميَّةَ الموضوع، وسببَ اختياره، وخطّةَ البحث، ومنهجَه.

ثم قسّمت البحث إلى قسمين:

القسم الأول: قسم الدراسة، ويحتوي على ثلاثة فصول:

الفصل الأول: ترجمة موجزة للترمذي رحمه الله، وفيه ثمانية مباحث.

الفصل الثاني: ترجمة الشارح الحافظ العراقي رحمه الله، وفيه ثمانية مباحث.

الفصل الثالث: دراسة الكتاب، وفيه ستة مباحث.

القسم الثاني: قسم التحقيق، ويحتوي على النص المحقق.

ثم ذيَّلت البحث بفهارس علمية تُيسِّر الاستفادة منه.

وكان العمل في تحقيق هذا الجزء من الكتاب، على النحو التالي:

1- نسخت القسم المراد تحقيقه، مع مراعاة الرسم الإملائي الحديث، واستعمال علامات الترقيم.

2- قابلت المنسوخ بالمخطوط.

3- قابلت متن «الجامع» بنسخة مخطوطة نفيسة، سيأتي وصفها _إن شاء الله تعالى_ في المبحث الأخير من الدراسة. ثم قابلته بالمطبوع، وقد اعتمدت على الطبعة التي بتحقيق بشار عواد.

4- ضبطت جميع متن «الجامع» بالشكل، أما الشرح، فضبطت منه ما يشكل فقط.

5- عزوت الآيات إلى مواضعها من القرآن الكريم، بذكر اسم السورة، ورقم الآية.

6- عزوت الأحاديث التي خرَّجها الحافظ العراقي إلى مصادرها الأصليّة، مع إضافة ما يحتاج إلى تخريج، والحكم عليها صحةً وضعفًا، إذا لم يحكم الشارح عليها.

7- ذكرت الشواهد التي أغفلها الشارح إذا كان لها أثر في الحديث صحةً أو ضعفًا.

8- ذكرت ما وقفت عليه من أقوال النقاد في الكلام على الأحاديث تصحيحًا وتضعيفًا.

9- خرَّجت الأحاديث الواردة في الشرح عرضا، وذلك على النحو التالي:

• إذا كان الحديث في الصّحيحين، أو في أحدهما، فإنّي أكتفي بالعزو إليهما، أو إلى من أخرجه منهما، دون غيرهما، إلاّ لفائدة.

• وإذا لم يكن الحديث في الصّحيحين، قمتُ بتخريجه من كتب السّنن، والمسانيد، والمصنفات، وغيرها من كتب الحديث، مع بيان حال الحديث صحةً وضعفًا.

10- ترجمت للرواة الذين يُحتاج إلى بيان درجتهم، على النحو التالي:

• إذا كان الراوي من رجال الكتب الستّة، فإني أذكر حكم الحافظ ابن حجر عليه من «التقريب»، ما لم يظهر لي خلافه، فإن ظهر لي خلافه ذكرت درجته، مسترشدًا بأقوال أئمة الجرح والتعديل.

• وإن لم يكن من رجال الكتب الستة، فإنّي أنقل من أقوال أئمة الجرح والتعديل فيه ما يُبيِّن حاله.

11- ترجمت للأعلام الذين يقتضي المقام الترجمةَ لهم.

12- وثَّقت النقول الواردة في الشرح من مصادرها الأصليّة.

13- شرحت الكلمات الغريبة في الكتاب، مما لم يبينه الشارح، مع ضبط الكلمات المشكلة.

14- عرّفت بالأماكن، والبلدان.

15- ذيَّلت الرسالة بفهارس علمية، تُيسِّر الاستفادة منها.

هذا، وصلى الله على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه، وسلّم تسليما كثيرًا.

المقدمة

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

أما بعد؛ فإنّ الاشتغال بالعلم من أفضل القربات وأجل الطاعات، وأهم أنواع الخير وآكد العبادات، وأولى ما أنفق فيه المرء نفائس أوقاته، وأعطاه جلّ اهتمامه.

ولا ريب أن علم السنة النبوية، بعد كتاب الله تعالى، أعظمُ العلوم قدرًا، وأرقاها شَرَفًا وفخرًا، إذ عليها مبنى قواعد أحكام الشريعة الإسلاميّة، وبها تظهر تفاصيل مجملات الآيات القرآنيّة، وكيف لا ومصدرها عمّن لا ينطق عن الهوى، ﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 4].

ولقد تصدّت طائفةٌ من السلف رحمهم الله، ممن منَّ الله عليهم بالحفظ والفهم، إلى جمع حديث سيد المرسلين، وتدوين ما تفرَّق منه في أقطار بلاد المسلمين، بتفرق الصحابة والتابعين، «فتجرَّدوا للحديث وطلبوه، ورحلوا فيه وكتبوه، وسألوا عنه وأحكموه، وذاكروا به ونشروه، وتفقَّهوا فيه وأصَّلوه. حتى حفظ الله بهم الدين على المسلمين، وصانه عن ثلب القادحين، وجعلهم عند التنازع أئمَّة الهدى، وفي النوازل مصابيح الدجى، فهم ورثة الأنبياء، ومأنس الأصفياء... فله الحمد على تفضُّله بعطائه، وبرِّه ونعمائه»[1].

وكان من جملة هؤلاء الحفّاظ، الذين هيَّأهم الله لحفظ سنة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -: الإمام الحافظ الشهير أبو عيسى محمّد بن عيسى بن سَوْرة التّرمذي، المتوفّى سنة 279ﻫ، فقد ألَّف في خدمة السنّة كتبًا كثيرة، كان من أعظمها نفعًا، وأعلاها قدرًا، كتابُ «الجامع»، الذي قال القاضي ابن العربي المالكي في وصفه: «وليس فيها - يعني كتب الحديث - مثل كتاب أبي عيسى حلاوة مقطع، ونفاسة منـزع، وعذوبة مشرع... أسند، وصحَّح، وضعَّف، وعدّد الطرق، وجرّح، وعدّل، وأسمى، وأكنى، ووصل وقطع، وأوضح المعمول به والمتروك، وبيَّن اختلاف العلماء في الرد والقبول لآثاره، وذكر اختلافهم في تأويله، وكل علم من هذه العلوم أصل في بابه، وفرد في نصابه، فالقارئ له لا يزال في رياض مونقة، وعلوم متّفقة متّسقة».اهـ[2].

ولأجل ما حواه هذا المصنَّف العظيم من علوم شتّى، وفوائد جمَّة، تصدّى لشرحه، وإيضاحه، وترجمة رجاله، وبيان درجة أحاديثه، جماعة من الحفّاظ، كان من بينهم: الحافظ الإمام ابن سيِّد النّاس اليعمري، المتوفى سنة 734ﻫ، حيث شرع في شرحه في كتابٍ سمّاه: «النفح الشذي في شرح جامع الترمذي»، وصل فيه إلى أثناء كتاب الصلاة، وتوفي قبل إتمامه. فجاء الحافظ الإمام العلم زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي، المتوفى سنة 806 هـ، فبدأ بشرحه من حيث توقَّف ابن سيِّد النّاس، وبيّض منه إلى آخر أبواب اللباس. فجاء شرحه «حافلًا ممتعًا، فيه فوائد لا توجد في غيره، ولاسيما في الكلام على أحاديث الترمذيّ، وجميع ما يشير إليه في الباب، وفي نقل المذاهب، على نمط غريب، وأسلوب عجيب».اﻫ[3].

ولما كان هذا الكتاب - مع أهميته وكثرة فوائده - لا يزال مخطوطًا، رغبت في مشاركة من سبقني في خدمته وتحقيقه، ليكون هذا العمل موضوع رسالتي لنيل درجة العالمية العالية «الماجستير».

1. أسباب اختيار الموضوع:

من جملة الأسباب التي جعلتني أشارك في خدمة هذا الشرح العظيم، دراسة وتحقيقًا:

أوّلًا: أهمية الكتاب، فهو شرح لأحد الكتب الستّة المعتمدة.

ثانيًا: مكانة الشارح العلمية، فهو الحافظ الكبير زين الدين العراقي، رحمه الله.

ثالثًا: قيمة الكتاب العلمية؛ فهو شرح حافل بالفوائد والتحقيقات، ولاسيّما في الكلام على أحاديث الترمذي، وما يشير إليه بقوله: «وفي الباب»، ونقل المذاهب، وقد قال الشوكاني في ترجمة ابن سيِّد الناس: «ولما وقفت على الجزء من شرح الترمذي للزين العراقي، بهرني ذلك، ورأيته فوق ما شرحه صاحب الترجمة بدرجات».اهـ[4].

وقد امتاز شرح العراقي رحمه الله بميزات كثيرة منها:

1- اهتمام الشارح بتخريج حديث الباب، وتحرير حكم الترمذي عليه، ومناقشته إذا ظهر له خلاف ذلك.

2- عنايته بتخريج ما قال فيه الترمذي: «وفي الباب» من الأحاديث.

3- استدراكه أحاديث كثيرة في الباب، لم يُشر إليها الترمذي، مع تخريجها.

4- عنايته بتعليل الأحاديث، وتحرير الكلام فيها، وبيان حكمها صحةً وضعفًا.

5- بيانه لحال كثير من الرواة جرحًا وتعديلًا، مع تحرير الكلام في الرواة المختلف فيهم.

6- توضيحه للمسائل الفقهية المستنبطة من أحاديث الباب، مع بيانه لمذاهب العلماء فيها.

7- عنايته بتفسير غريب الحديث.

8- تعقبه لمن سبقه، سواء في شرح الحديث كابن العربي، وابن سيد الناس، أو في تراجم الراوة كالمزي، أوفي الحكم على الحديث كالترمذي والحاكم.

9- عنايته ببيان اختلاف نسخ الجامع، لاسيما في حكم الترمذي على الحديث.

رابعًا: إرشاد جماعة من الشيوخ الأفاضل إلى خدمة الكتاب، وحثهم على دراسته وتحقيقه.

2. خطّة البحث:

سرت في إعداد هذا البحث وفق الخطة التالية:

المقدِّمة: بيَّنت فيها أهميَّةَ الموضوع، وسببَ اختياره، وخطّةَ البحث، ومنهجَه.

ثم قسّمت البحث إلى قسمين:

القسم الأول: قسم الدراسة، ويحتوي على ثلاثة فصول:

الفصل الأول: ترجمة موجزة للترمذي رحمه الله، وفيه ثمانية مباحث:

المبحث الأول: اسمه ونسبه.

المبحث الثاني: مولده.

المبحث الثالث: نشأته العلمية.

المبحث الرابع: ثناء العلماء عليه.

المبحث الخامس: شيوخه.

المبحث السادس: تلاميذه.

المبحث السابع: مؤلفاته.

المبحث الثامن: وفاته.

الفصل الثاني: ترجمة الشارح الحافظ العراقي رحمه الله، وفيه ثمانية مباحث:

المبحث الأول: اسمه ونسبه.

المبحث الثاني: مولده.

المبحث الثالث: نشأته العلمية.

المبحث الرابع: ثناء العلماء عليه.

المبحث الخامس: شيوخه.

المبحث السادس: تلاميذه.

المبحث السابع: مؤلفاته.

المبحث الثامن: وفاته.

الفصل الثالث: دراسة الكتاب، وفيه ستة مباحث:

المبحث الأول: تحقيق اسم الكتاب.

المبحث الثاني: توثيق نسبة الكتاب إلى مؤلِّفه.

المبحث الثالث: موضوع الكتاب، وبيان القدر الذي شرحه الحافظ العراقي.

المبحث الرابع: في التعريف بشروح الترمذي وبيان مكانة شرح العراقي بينها.

المبحث الخامس: منهج الشارح في القسم المحقَّق.

المبحث السادس: وصف النسخ الخطيَّة.

القسم الثاني: قسم التحقيق، ويحتوي على النص المحقق.

ثم أذيل البحث بالفهارس العلمية التالية:

1- فهرس الآيات.

2- فهرس الأحاديث.

3- فهرس الآثار.

4- فهرس الرواة والأعلام.

5- فهرس الكلمات الغريبة.

6- فهرس البلدان والأماكن، والقبائل.

7- فهرس الأشعار.

8- فهرس أسماء الكتب الواردة في الكتاب.

9- فهرس المصادر والمراجع.

10- فهرس الموضوعات.

4. منهج العمل في التحقيق:

كان العمل في تحقيق هذا الجزء من الكتاب، على النحو التالي:

1- نسخت القسم المراد تحقيقه، مع مراعاة الرسم الإملائي الحديث، واستعمال علامات الترقيم.

2- قابلت المنسوخ بالمخطوط.

3- قابلت متن «الجامع» بنسخة مخطوطة نفيسة، سيأتي وصفها _إن شاء الله تعالى_ في المبحث الأخير من الدراسة. ثم قابلته بالمطبوع، وقد اعتمدت على الطبعة التي بتحقيق بشار عواد.

4- ضبطت جميع متن «الجامع» بالشكل، أما الشرح، فضبطت منه ما يشكل فقط.

5- عزوت الآيات إلى مواضعها من القرآن الكريم، بذكر اسم السورة، ورقم الآية.

6- عزوت الأحاديث التي خرَّجها الحافظ العراقي إلى مصادرها الأصليّة، مع إضافة ما يحتاج إلى تخريج، والحكم عليها صحةً وضعفًا، إذا لم يحكم الشارح عليها.

7- ذكرت الشواهد التي أغفلها الشارح إذا كان لها أثر في الحديث صحةً أو ضعفًا.

8- ذكرت ما وقفت عليه من أقوال النقاد في الكلام على الأحاديث تصحيحًا وتضعيفًا.

9- خرَّجت الأحاديث الواردة في الشرح عرضا، وذلك على النحو التالي:

• إذا كان الحديث في الصّحيحين، أو في أحدهما، فإنّي أكتفي بالعزو إليهما، أو إلى من أخرجه منهما، دون غيرهما، إلاّ لفائدة.

• وإذا لم يكن الحديث في الصّحيحين، قمتُ بتخريجه من كتب السّنن، والمسانيد، والمصنفات، وغيرها من كتب الحديث، مع بيان حال الحديث صحةً وضعفًا.

10- ترجمت للرواة الذين يُحتاج إلى بيان درجتهم، على النحو التالي:

• إذا كان الراوي من رجال الكتب الستّة، فإني أذكر حكم الحافظ ابن حجر عليه من «التقريب»، ما لم يظهر لي خلافه، فإن ظهر لي خلافه ذكرت درجته، مسترشدًا بأقوال أئمة الجرح والتعديل.

• وإن لم يكن من رجال الكتب الستة، فإنّي أنقل من أقوال أئمة الجرح والتعديل فيه ما يُبيِّن حاله.

11- ترجمت للأعلام الذين يقتضي المقام الترجمةَ لهم.

12- وثَّقت النقول الواردة في الشرح من مصادرها الأصليّة.

13- شرحت الكلمات الغريبة في الكتاب، مما لم يبينه الشارح، مع ضبط الكلمات المشكلة.

14- عرّفت بالأماكن، والبلدان.

15- ذيَّلت الرسالة بفهارس علمية، تُيسِّر الاستفادة منها.

5. شكر وتقدير:

وفي الختام أحمد الله تعالى وأشكره، وأُثني عليه بما هو أهله، أن وفقني وأعانني على إتمام هذه الرسالة. فله الحمدُ والشُّكر أوَّلًا وآخرًا، ظاهرًا وباطنًا، لا أحصي ثناءً عليه، هو كما أثنى على نفسه سبحانه.

ثمّ أشكر والديَّ الكريمين، حفظهما الله تعالى، على ما قاما به من تنشئتي، وتربيتي، ورعايتي، فأسأل الله أن يمد في عمرهما، ويصلح عملهما، وأن يجزيهما عنّي خير الجزاء.

كما أتقدّم بشكري إلى القائمين على هذه الجامعة الإسلاميّة، على ما يقومون به من خدمة للإسلام والمسلمين، ورعاية وتعليم لطلبة العلم الوافدين إليها من أنحاء العالم أجمعين، فأسأل الله جلَّ وعلا أن يجزي مؤسّسيها والقائمين عليها الأجر والثّواب، وأن يبارك في جهودهم، وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم، إنّه سبحانه وليّ ذلك والقادر عليه.

وأتقدّم بشكري أيضا إلى جميع أساتذتي بكلية الحديث الشّريف، وفي مقدّمتهم فضيلة الشّيخ الدّكتور: عبد الرحمن بن صالح محيي الدين، الأستاذ المشارك في كليّة الحديث الشّريف والدّراسات الإسلامية، المشرف على إعداد هذه الرسالة، الّذي كان له الأثر الطّيّب في ظهورها، وإخراجها بهذه الصّورة. فأسأل الله أن يجزيه عنّي خير الجزاء، وأن يحسن إليه في الدنيا والآخرة، وأن يبارك له في علمه وعمله.

ولا أنسى أن أتقدم بشكري إلى كل من أعانني في إنجاز هذه الرسالة بإعارة كتاب، أو تقديم معونة، أو إسداء نصيحة، فجزاهم الله عني خيرًا.

هذا وأسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقني الإخلاص في القول والعمل، وأن يجعل عملي هذا خالصًا لوجهه الكريم، إنه على كلّ شيء قدير، وبالإجابة جدير.

وصلى الله على نبيّنا محمد، وعلى آله، وصحبه، وسلّم تسليما كثيرًا.

فهرس الموضوعات