المكان في شعر صدر الإسلام (دراسة فنية)

ملخص الرسالة

المكان في شعر صدر الإسلام

دراسة فنية

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين وصحبه المنتجبين.

صعب هو الشعر، والأصعب منه هو أن ينظر إليه شيوخ النقد العربي بعين، تسمى اليوم تراثًا نقديًا، قد لا نسلم، أو نستسلم لقيادها، والتي ترى أن الشعر هانت منزلته وتعطلت وظيفته، بعد أن وقف الإسلام منه موقف (العداء) ونزلت فيه آية الشعراء: ﴿ وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ﴾ [الشعراء: 224 - 226] يعد الأدب الفن الأوحد في حياة العرب، والوسيلة المثلى للتعبير عما يختلج في نفوسهم، وجاء الإسلام وكانت معجزته الأولى بيانية، فكان في هذا الإعجاز تقدير لمكانة البيان بينهم، ورفع لمنزلة متعاطي الأدب شعره ونثره، لأنهم قريبو الصلة بفهمه، وبإدراك إعجازه.

والإسلام وهو يواجه قوى معادية كثيرة، يحتاج في صراعه إلى صوت الشاعر فكان الإسلام نقلة عظيمة في حياة الشاعر الإسلامي، وفي لغته وصورة وحتى ذاته، فالإسلام نقل الشاعر من أفقه الضيق (القبيلة) إلى أفق أكثر رحابة (الأمة)، ونقله من أن يصغر كيانه وتنطفئ (أنا) الشاعر، وهو يلقي قصيدته أجيرًا، إلى أن يصدر عن (أنا) مؤمنة بعقيدة، يهون أمامها المال والروح والعشيرة.

إن دراسة المكان في شعر صدر الإسلام، هي محاولة لإثبات شعرية النصوص الشعرية الإسلامية وإبداعها اللذين لا يقلان عنهما في النصوص الشعرية في أي عصر آخر. وينبغي التنبيه إلى أن المكان هو أحد عناصر النص الأدبي، التي لا يمكن عزلها والنظر إليها منفردة، أي أن الإبداع في توظيف المكان في النص، ينظر إليه بوصفه نصًا إبداعيًا متكاملًا، ويكشف عن درجة وعي الشاعر في التعبير عن حدة الصراع من خلال هذا التوظيف.

والدراسات المكانية لها حضور في النقد العربي الآن، وهذا ما جعلنا لا نتوسع في التمهيد، ونقتصر على تحديد المفاهيم والإحاطة بالإطار النقدي الذي تدور التطبيقات النقدية في محيطه.

وكان الفصل الأول يدرس المكان الواقعي وقد انقسم على ثلاثة مباحث، درس الأول منها المكان الطبيعي، والثاني المكان الاصطناعي، والثالث الاتجاهات.

وخصصنا الفصل الثاني للمكان المتخيل وكان في ثلاثة مباحث، تناول الأول منها: المكان التاريخي رمزًا، والثاني: المكان الأسطوري، والثالث: المكان المتخيل الديني.

أما الفصل الثالث: الذي خصص لدراسة (العتبة) فقد تقاسمته ثلاثة مباحث: تناول المبحث الأول منها وسائل العبور، والثاني: الحواجز، والثالث: أماكن العبور.

وانتهينا إلى جملة من النتائج التي توصلت إليها الدراسة التحليلية، وقد ختمت الرسالة بها.

ولابد من الإشارة إلى أن الأستاذ الدكتور محمود الجادر هو أول من اقترح عنوانًا لرسالة يكتب فيه طالب ماجستير، وقد كان الموضوع من نصيبي فله جزيل الشكر والتقدير لعلمه وكرمه وأطال الله في عمره، وكان للأستاذ الدكتور عباس محمد رضا فضل إضاءة الموضوع بنقاشاته الرائعة وملاحظاته القيمة وأفكاره السديدة ولم يكن للرسالة هذه أن ترى النور لولا توجيهاته الجادة التي عززها بفتح أبواب خزائن مكتبته العامرة فكان نعم الإستاذ والوالد والمربي الفاضل.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

فهرس المحتويات