الكواكب الزاهرة في الأربعين المتواترة

أثر العلامة السّيوطي وكُتُبِه فيمَن بعدَه مِن العُلماء (1)

الكواكب الزاهرة في الأربعين المتواترة

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

فلا يخفى ما وضعه الله تعالى من القبول للعلامة جلال الدين السيوطي ولمؤلفاته، حتى انتفع بها أهل العلم في زمانه ومن جاؤوا بعده في مختلف الأقطار والأمصار.

فأقبلوا على كتبه ينهلون منها، وهم بين ناسج على منواله، أو شارح لمقاله، أو مختصر لكتبه، أو منتق من أطايبه، وكان من هؤلاء العلامة الكبير والفقيه الشهير محمود الحمزاوي مفتي دمشق الشام ت 1305هـ - رحمه الله -.

فقد انتقى أربعين حديثاً متواترة من كتاب (الجامع الصغير من حديث البشير النذير) صلى الله عليه وسلم، وهي أربعون نفيسة من الأحاديث القصار، ونادرة في موضوعها يسهل حفظها للصغار والكبار، وقد يسر الله لي تحقيقها على نسختين، وشرحتها في كتاب سميته: (الفوائد الفاخرة في شرح الكواكب الزاهرة)، فأحببت أن أسوق هنا نصها لتستفاد، والله المستعان على بلوغ المراد، والفوز يوم التناد.

تنبيه:

كل هذه الأحاديث صحيحة إلا الحديث الثالث والأخير، فقد ضعفهما جماعة ومنهم العلامة الألباني في (ضعيف الجامع الصغير وزياداته)

فوائد:

نستفيد من هذا الجزء عدة فوائد:

1- عناية علماء الشام بكتب العلامة السيوطي وخاصة الجامع الصغير ويتجلى هذا في تصدي أكابر شيوخ الشام لإقرائه في أشهر جوامع الشام وأكبرها، على ما فصلته في كتابي(المدخل إلى الجامع الصغير).

2- معرفة أن الشيخ سعيد الحلبيّ من شيوخ العلامة محمود الحمزاوي

3- معرفة بعض مسموعات العلامة الحمزاوي

4- معرفة أن الشيخ سعيد الحلبي كان يسكن بالكلاسة داخل الجامع الأموي

5- معرفة بعض شيوخ الشيخ سعيد الحلبي وأسانيده

6- براعة العلامة الحمزاوي وتفننه ونباهته في انتقائه هذه الأحاديث في موضوع نادر قلت التصانيف فيه، وحسب علمي هو أول من جمع أربعين حديثا من الأحاديث المتواترة وسبقه من العجم علامة الهند صديق حسن خان رحمه الله.

7- يضاف هذا الجزء إلى معجم ما ألف من الأربعينات الحديثية، ولي كتاب حافل في هذا الباب يسر الله نشره.

إلى غير ذلك من الفوائد.