• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حاجتنا إلى التربية
    محمد حسني عمران عبدالله
  •  
    المرأة بين تكريم الإسلام وامتهان الغرب (1)
    نجلاء جبروني
  •  
    الإجازات وقود الإنجازات
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    أنثى في القلب
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    خلف الكواليس
    د. ابتهال محمد علي البار
  •  
    إن لم تحرز تقدما تراجعت!
    أسامة طبش
  •  
    المحطة السابعة عشرة: المرونة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الآباء والأمهات لهم دور كبير في توجيه الطفل حتى ...
    عثمان ظهير
  •  
    جيل الحساسية الاجتماعية المفرطة
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حقوق الطفل (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    معذور لأنه مراهق!
    محمد شلبي محمد شلبي
  •  
    الزواج وفوائده وآثاره النافعة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    الحقوق بين الزوجين
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    حقوق الطفل (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة السادسة عشرة: الاستقلالية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    العنف المدرسي في زمن الحياة المدرسية: من الصمت ...
    عبدالخالق الزهراوي
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

رغيف الخبز الحار (قصة)

رغيف الخبز الحار (قصة)
د. أسعد بن أحمد السعود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/3/2015 ميلادي - 14/5/1436 هجري

الزيارات: 7334

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رغيف الخبز الحار


1 - رغيف الخبز الحار:

كانت بشائر الشهادة تزفُّ مع زفاف الأنفاس المكتومة في خريف متقلِّب الألوان، مدَّ لهم الغيوم الداكنة مشتتة الاتجاهات، جاثم على تضاريس البلاد في غير مواعيد قدومه المألوفة منذ مئات السنين.

 

طوت (أم جاسم) أيام الفرح بقبول التهاني والتبريكات على أفول خمسة وسبعين عامًا قضت منها الأربعين بل وتزيد، بظلال صاحب وفيٍّ أمين عطوف.

 

خرج (أبو جاسم) من دفء خدرها العتيد فجر هذا اليوم المكفهر، بوعده اليومي المعتاد منذ سنين مجهولة البداية، ولكنها طويلة تصل إلى أيام الشباب حينما كان صديقه وابن حيِّه الفرَّان "أبو عبدو" شابًّا صلد العود مثله، وكما كان هو يعمل مع والده، فقد سبقه في الرحيل واستلم ابنه البكر عبدالله العمل خبازًا ماهرًا، يقدم لأبناء حارته الخبز الحار الشهي بلا كلَلٍ ولا ملل.

 

لم يفِ أبو جاسم بوعده كما عهدته كل يوم بجلب الخبز الطازج، عاد إليها برغيف غريب أحمر اللون، لا زال يَحضنه ويضمُّه بين يديه إلى صدره المضرج بالدم الفوَّاح، كما استلمه من بيت نار الفرن قبل قليل، تراه الآن مسجى أمام عينيها لأول مرة غير مصدقه ما ترى.

 

ضمت رأسه وقبَّلت وجهه المتجعد الوضّاء، أرادت أن تنتزع الأرغفة المدماة منه لكنها عجزت واستعصى عليها؛ فقد كان أبو جاسم يشدها إلى صدره بقوه غريبة وكأنه كان حريصًا لئلا يأخذها منه أحد، لقد كان فرحًا مغتبطًا باستلام حصته، وسط موجة الشحِّ في توفر الطحين من جراء العنف الدامي الذي تمرُّ به المدينة بأكملها.

 

لم تكن سوى أرغفة قليلة ربما لا تتجاوز الرغيفين أو الثلاثة كان يَحمي بها صدره النحيف، يتدفأ بها، وتقيه لفحة هواء باردة، لكن (عين حاقد) كانت ترصده من أحد شقوق الأبنية المحيطة مع أول إشراقة ضوء خجول متوارب، ولم تكن لهذه العين الغادرة سوى (قنصة بطلقة قاتلة) دوَّى صوت صفيرها المشؤوم ثم انكتم بوسط مسيرته الناقمة لتستقر في صدره الجلد الأمين:

دنت أم جاسم من أذنه وهمست بهما فأودعتهما نذرها ثم نهضت مُنتفضة مستقيمة، وكأن لم يكن بعودها العاجز المنحني أي من آثار السنين الثقال، وإشارات إلى مَن حولها بصوت متهدج، أن خذوه وزفّوه كما يزفُّ أي عريس، وأودعوه أمانة بحالته أي أرض من الحيِّ.

 

2 - زوَّار بوجوه متعدِّدة:

كان يطلق عليهم رجال الكاكي، وكانوا يسمونهم زوار الليل أو الفجر، وكانوا يُعرفون بنظارتهم السوداء، وكذلك بأصحاب السيارات الْمُنكَرة أو مشبوهة الهوية، وأسماء أخرى كثيرة كلها تدل على أعمالهم التي يَمقتها الصغير قبل الكبير، وأي إنسان يقع في دائرة بحثهم فهذا يعني المصير المجهول الاعتقال والتعذيب أو السجن واللاعودة أبدًا.

 

ووحدها (أم جاسم) تمرَّست بمعرفة هؤلاء بكل أشكالهم وألقابهم سيما بعدما كثرت زياراتهم لبيتها، خاصة بعد مقتل زوجها أبي جاسم، وفي كل مرة ينهالون عليها بشتى الأسئلة، مقصودة معينة، أو عشوائية، مرة عن ابنها الكبير جاسم، ومرة عن أصغر أولادها الذي غاب منذ أكثر من سنَة ولم تعد تعرف عنه أي شيء، ولكن أكثر تركيزهم وبحثهم كان على ولدها الأوسط وليد، وقبل أن يُقتل زوجها بأشهر وصلها منه سلام ودعاء، وبعدها اختفى وانقطعت أخبار الثلاثة نهائيًّا، كانت ابنتها الوحيدة قد رحلت هي الأخرى من المدينة مع زوجها وأولادها إلى مكان بعيد وآمن، تدرأ عن أولادها الصغار آثار الحرب والقتال، واستغربت زيارتها المُفاجئة وسط القتال الشديد والقصف، ولم تتنبه الأم إلى انفراد ابنتها بأبيها قبل شهرين من مقتله حينما كانت تحضِّر شيئًا من الطعام وكيف مضت تلك الساعة العصيبة باعتذار أبي جاسم عن تناول شيء يُذكر، وقد أخفى عنها دموعه لكن الحزن والأسى ظلَّ يزيد يومًا بعد يوم وهو يتعذر لها بأسباب لم تُقنعها رغم أنه يصر أن ذلك كان سببه فراق ابنته واشتياقه لأولادها الصغار.

 

3 - لم الشَّمل:

أحاط بها خمسة رجال متوسطو الأعمار يَحملون أسلحتهم وعتادهم، اثنان منهم خرَجا وتمترَسا خلف الباب الخارجي والثلاثة الباقون جلسوا حولها بعدما قبَّلوا رأسها ويدَيها كانت تعرف واحدًا منهم وهو شقيق الفرَّان "أبو عبدو"، كان يناديها: يا أمي، وهو من عمر ولدها وليد ويَكبره بثلاثة أشهر فقط.

 

• لماذا لم يتصل بي وليد، ولا حتى كلمة "سلام يا أمي"؟!

 

• أنتِ ترَين الأحداث تزداد صعوبة يومًا بعد يوم!

 

• لا تُخفِ شيئًا، قل لي: أهو حي أم ميت؟ لم يعد لي بقية عمر للحزن.

 

• الأمر المهم الآن هو إخراجك من البيت، وعلى وجه السرعة، لقد أعددنا لك كل ما يلزمك، سنأخذك لمكان في الريف تُقيمين فيه بأمان.

 

• لن أترك بيتي سأنتظر فيه أولادي، أخاف أن يرجع أحدهم فجأة ولا يجدني، سيقلق ويحزن، ويحسب أني قد متُّ.

 

• لا، لا، سيأتون إليك هناك، لن نتركك أبدًا هنا؛ فبالأمس انفجرت قذيفة هاون أمام باب الدار، والله قد حماكِ، وقد خُلع الباب وانهدم جزء من الجدار وأصبحتِ في خطر شديد، ولا نعلم إن كانت الأخرى ستَسقط هنا في وسط البيت كما حدث لأكثر البيوت حولنا، فهيا يا أمي، نحن أولادك وسنحميك بأرواحنا.

 

• نهض الثلاثة جميعًا وأخذوا يَرْجونها ويُقبِّلون رأسها.

 

4 - قدور راسيات:

تحت إصرارها المتكرِّر رضخ زوج حميدة - وعلى مضض - أن تذهب لبيت أهلها في المدينة المدمَّرة بعد سنتين من آخر زيارة لها عندما زفَّت لأبيها استِشهاد أشقائها الثلاثة، الأول - وكان أخاها الصغير حمزة - قُتل قنصًا مثلما حدث لأبيها فيما بعد، وأما وليد، وجاسم - أخوها الأكبر - فقد قُتلا في معركة حامية دامية، لكنها لم تعلم إلى هذه الساعة أن والدها أبا جاسم قد دُفن إلى جانب أبنائه الثلاثة في حديقة أحد منازل الحي، وكذلك أمها لم تكن تعلم من ذلك شيئًا، فقد آثَر مَن بقي مِن أبناء الحي المدمَّر آنذاك أن يكتم عن الأم العجوز كل هذه الأخبار.

 

وصلَت حميدة بعد يومين من الرحلة المغامرة على أرجلها عبر ممرات وحواجز الدمار وحطام البيوت، وصلت مُنهكَة متعبة تتكئ على عصا، تشدُّ بها أزرها وتساعدها على المشي لتخطِّي الأكوام والحُفَر الراعبة فيما تبقى من شوارع وبيوت، كل شيء منهار ومدمر، لم يبقَ عمار قائم أبدًا، فالخراب يعم كل الأركان والأمكنة، منظر مهول.. هذه مدينتها.. هذه حارتها.. هذا ما تبقى من بيت أبيها وأمها.. ثلاثة جدران فقط بقيت نصف قائمة من غرفة أبيها وأمها، والسقف منهار على ما كان تحته، وقفت بصعوبة شديدة عليه، لم ترَ سوى قوس الخشبة العلوية من مسند السرير العتيق ظاهرًا من خلف كتلة السقف الإسمنتية، وكأنها تطل عليها لتناديها وتحاكيها، كم من الأيام والأشهر والسنين لعبت وتدللت ونامت عليه، هنا.. كان يجلس أبوها وهنا كانت أمها تصلي.. أين مرآتها صديقة عمرها الطويل ذات الزخرفة القديمة الجميلة، لقد تحطمت واندثرت لقد كانوا هنا.. لقد كنا هنا....

واليوم........؟!!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • رغيف.. ورغيف..! (قصة)
  • الرغيف المسروق (قصة قصيرة)
  • رغيف أم سعيد ( قصة )
  • الخباز البلدي.. قراءة في قصائد الشاعر الأمي
  • لماذا يقدس المصريون الخبز
  • أكرموا كريما - الخبز - فإن النعمة ما نفرت عن قوم قط، فعادت إليهم: دراسة حديثية تحليلية

مختارات من الشبكة

  • من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه (قصة صاحب الرغيف)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قصة يوسف: دروس وعبر (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تعريف القصة لغة واصطلاحا(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • فرط المغرب في رغيف العقل!(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • رغيف بالدم (قصيدة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الابتلاء بالعطاء في ظلال سورة الكهف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قصص فيها عبرة وعظة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملخص لخصائص القصة الشعرية إلى عصر الدول المتتابعة(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • خصائص القصة الشعرية في النصف الأول من القرن التاسع عشر(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • فوائد القصص في المجال الإعلامي(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 


تعليقات الزوار
1- صورة جميلة قاتلة
فادي - السعودية 28-03-2015 09:41 PM

هي قصة من القصص الكثيرة تشرح ما حدث من مآسي في البلاد العربية ومن قتل وتدمير ولكن كعادة الكاتب لا يشرح ما يحدث وانما يعطيك صورة عن الأحداث من خلال مشاعر أبطال القصة شكرا للكاتب .

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • أزناكايفو تستضيف المسابقة السنوية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم في تتارستان
  • بمشاركة مئات الأسر... فعالية خيرية لدعم تجديد وتوسعة مسجد في بلاكبيرن
  • الزيادة المستمرة لأعداد المصلين تعجل تأسيس مسجد جديد في سانتا كروز دي تنريفه
  • ختام الدورة التاسعة لمسابقة "جيل القرآن" وتكريم 50 فائزا في سلوفينيا
  • ندوة في سارنيتسا تبحث تطوير تدريس الدين الإسلامي وحفظ التراث الثقافي
  • مشروع للطاقة الشمسية وتكييف الهواء يحولان مسجد في تيراسا إلى نموذج حديث
  • أكثر من 5000 متطوع مسلم يحيون مشروع "النظافة من الإيمان" في زينيتسا
  • في حفل مميز.. تكريم المتفوقين من طلاب المسلمين بمقاطعة جيرونا الإسبانية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/1/1447هـ - الساعة: 15:10
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب