• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    100 قاعدة في المودة والرحمة الزوجية
    د. خالد بن حسن المالكي
  •  
    "إني لأكره أن أرى أحدكم فارغا سبهللا لا في عمل ...
    د. خالد بن حسن المالكي
  •  
    ملخص كتاب: كيف تقود نفسك للنجاح في الدنيا والآخرة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    القدوة وأثرها في حياتنا
    أ. محاسن إدريس الهادي
  •  
    "إن كره منها خلقا رضي منها آخر"
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    الذكاء العاطفي والذكاء الاجتماعي في المجتمع ...
    بدر شاشا
  •  
    إدمان المواقع الإباحية
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    بين الحب والهيبة..
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    سلسلة دروب النجاح (10) الحافز الداخلي: سر ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    أثر التفكير الغربي في مراحل التعليم في العالم ...
    بشير شعيب
  •  
    التعليم المختلط ومآلات التعلق العاطفي: قراءة في ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    ملامح تربية الأجداد للأحفاد
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    الاتجاه الضمني في تنمية التفكير بين الواقع ...
    د. خليل أسعد عوض
  •  
    الرياضة
    نورة سليمان عبدالله
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

الخروج وذاكرة أمي

مصطفى محمد ياسين

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/11/2008 ميلادي - 3/11/1429 هجري

الزيارات: 7596

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
الخروج وذاكرة أمي
لا تَزَال أُمِّي بعد تِلكَ العُقُود تقصُّ علينا شيئًا مِن شبابها في القرية[1]، التي شهدت تكوينها؛ كأنها تحكِي عَنْ شيء شاهدته في التِّلْفاز بالأمسِ.
نَمْتَحِن ذاكرتها ونَسْتَفِزُّها؛ لتعيدَ مَقَالاتِها التي ردَّدَتها دائمًا بِكُلِّ فَخْر وأسًى:

- دجاجاتها، والبيضة بثلاثة قروش.
- البقرة التي رَمَتْنِي بِقَرْنَيْهَا عنِ المصطبة.
- أكواز الصبر التي كانت تقطفها منَ "الرُّكْبَة" بآلتها الخاصة.
- القمح البلدي مِن سنابله الذهبية ذات الرُّموش السَّوداء.

جِئْتُ إليها يومًا؛ أُحَدِّثها عن شجرة صَبْر، رأيتُها بزُهُورها البنفسجيَّة، فانْتَفضَتْ، وتنَبَّهَتْ لي؛ كأنِّي أسْخَر منها ومِن ذاكرتها، قالتْ: "آه، زهرة الصَّبْر صَفْرَاء، إنها ليستْ زرقاء، اسْكُتْ، اسكتْ".

وأيْقَنْتُ أن ذَاكِرَتها في العقد الثامن منَ العمر لا تَزَال حَيَّة.

"حتَّى الأيام الأخيرة، وقبل الطَّلْعَة كان أبوكَ يجلب القمح ويُودعُه المَطْمُورة[2]، أتى المهاجرون منَ القرى المُجَاوِرة وكَثُروا؛ سَكَن بعضهم في القرية، وبعضهم في الكُهُوف المجاورة، وأبوك ينقل ويخزن، وتُسارِع جدتكَ إلى استنفارنا للخروج، ونساق جميعنا منَ الدار، ونترك البوابة مفتوحة على مِصراعيها، (والهشة)[3] الكبيرة عند البوابة مليئة بالماء؛ إنَّها سبيلٌ تركناها يا بني؛ لقدِ اقْتُلِعْنا كما تُقْلَع الشجرة من الأرض، التي أحبَّتها مُنذ هي بذرة صغيرة تقبِّل ترابها؛ هل يمر أحدٌ بالطريق التي كانت عامِرَة بالقادمين إلى السُّوق والمغادِرينَ، ويعمدون إلى الماء ويُطفئون ظمأهم؟".

لا أدري، يا أمي.

"وبعنا بقراتِنا في سوق الخليل - المدينة - ثُمَّ انحدرنا إلى أريحا؛ حيثُ الماءُ والدفء والخيام، كنَّا - يا بُني - في (علية)[4]، وعليها السُّور العالي الكبير، باب الحوش يَدخلُ منه الجمل مُحمَّلاً".

قالت أمِّي: "كنت ماهرة في تلقيط الصبر، جعلت علبة في رأس عصا طويلة، أَصِلُ بها إلى أحسن كوز[5] وأقطفه؛ أضعه في القُبَّعة، وعندما أملؤها أضعُها على رأسي، وأعود إلى البيت.

عندي مكنسة (نتش) نظيفة؛ أنظِّفُ بها أكواز الصبر، وأقشرها، وأوزِّعها في قُبَّعات[6] صغيرة لعَمِّك، وجدتك، وسيدك".

 كما تُكرر أمِّي دجاجاتها؛ كانت تطعمها قمحًا، وكان بيضها كثيرًا، ويسرقون منه، ويبقى ما تبيعه؛ كان فيه بركة، كان غاليًا؛ جَمَعت منه ثروة، واشترت إسْوَرة فضَّة، وملابس، وحريرَ خياطة، وتَمْرًا يجيء من جهة غزَّة، وحلاوة، وزبيبًا، عمرها ما قالت لوالدي أنْ يعطيَها تعريفة.

عندما أُرْسلُ لها حباتٍ من التين؛ تنفتحُ نفسها للحديث عن التِّين، الذي كانت تلقطه مع الصباح الباكر على النَّدى وبعدُ (مشطب)[7] مثل العسل، لم يبقَ لنا ذلك البيت الحجر الجميل، ولا البلدة الرَّائعة، التي كونت ذاكرة أمِّي وشبابها وزواجها من أبي، والسمن والزبدة واللبن، الذي كان يملأ (السعن)[8] الكبير؛ أصبحت محفورة في الذَّاكرة؛ كما حفرت الحروف "الهيلوجروفية" على حَجَر رشيد؛ لقد صارت قريتُنا أثَرًا بعدَ عين، لقد هَدَمَها الصهاينة كلَّها، ولم يَبْقَ من معالمها إلاَّ بعض (ركب الصبر)[9]؛ مثلُ تلك التي كانت أمي تحسن التقاط أكوازها.

مع نسائم الخريف، وعند حُلُول ذكرى الخروج، تستَشْعر أمُّ مصطفى بُرودة تسري في أوصالها؛ فتناديني، وأجيب: نعم، يا أمَّ مُصطفى.
- "(شوية) قمح بلدي". 

وأفهم ما ترمي إليه، وما تريده بالتمام، ولا أجرؤ أنْ أناقِشَها حتَّى لا تغضب، وأحضِرُ لها نِصْف كيلو من القمح، وتأخذ أمي عصاها، وتقوم وتمشي مُعتمدة عليَّ حتَّى نَصِلَ سقف الغُرفة المجاورة، تُمسكُ حفنة من القمح، وتنثرها على السطح، وتتساقط عصافير الدوري، ثم ترمي، وتَتَكاثر العصافير تلتقط الحبَّ بِنَهَمٍ وشَوْق، وتنظر في وجهي، تتفحصه؛ "ترى يا بُنيَّ، هل هناك من يطعم دجاجاتي؟ يا ترى، هل عندهن ماء في المقر[10]؟ عُمرُهن ما جُعْنَ، ولا عطشن"، وتأخذ في البكاء، وأمسح دموعَها، وتسألُني: "مَتَى - يا بُنَيَّ - نعود إلى بلدتنا؟ وأعود بها إلى مجلسها".

وأجِدُ دُموعي تنحدر ساخنة ساخطة؛ لقد مَضَى ستُّون عامًا على أحلام أمِّي بالعودة، ولا زالت تنتظر، ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله.


[1]  القرية: موضوعُ القِصَّة تسمَّى "الدوايمة"، وهي منْ أعمال مدينة خليل الرَّحمن؛ احتُلَّت في 29/10/1948، يومَ الجُمُعة، وقَتَل الصَّهاينة في مَسْجدها أكثرَ من مائة مُصلٍّ، وفي القرية وأطرافها أكثَرَ من ثلاثمائة، وفيها ارتُكِبت أكبرُ مَجزرة في فلسطين، ثم سُوِّيت معالِمُها بالأرض. 
[2]  المطمورة: حُفرة في الأرض لتخزين القمح. 
[3]  الهشة: إناء كبير من الفخار لتبريد الماء وحفظه. 
[4]   العلية: البيت من دورين. 
[5]   كوز: واحدة ثمار الصبار. 
[6]   قبعات: مفردها قبَّعة، إناء من القشِّ حفظ بالجلد ليدوم. 
[7]   مشطب: كثير الشقوق. 
[8]   السعن: وعاء من جلد لصغار الماعز، وكبيره (قربة). 
[9]   رُكب الصبر: أشجار الصبَّار، نبت أثماره شوكيَّة كثيرة الحبوب. 
[10]   المقر: حفرة صغيرة في حجر تشرب منه الطيور.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • وبرا بوالدتي
  • عجبا يا أمي
  • تذكرت أمي
  • أمي
  • إلى أمي الحبيبة!
  • أمي

مختارات من الشبكة

  • ذكر الله سبب من أسباب مغفرة الله لك(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خلاصة بحث علمي (أفكار مختصرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضائل الخروج إلى الكعبة والطواف حولها(مقالة - ملفات خاصة)
  • سطور منسية.. من يكتب تاريخ الأسر وكيف يخلد؟ الوثائق العائلية: ذاكرة صامتة تنطق بالحقيقة(مقالة - موقع د. صغير بن محمد الصغير)
  • أكل التمر وترا قبل الخروج لصلاة عيد الفطر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • العودة إلى بدء الوحي: سبيل الأمة للخروج من أزمتها الراهنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الخروج عن المنهج العلمي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطر الإلحاد.. أسباب الخروج من الإسلام واعتناق الإلحاد(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • شرح جامع الترمذي في السنن (باب ما جاء في كراهية الخروج من المسجد بعد الأذان)(مادة مرئية - موقع موقع الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد)
  • الخروج لصلاة العيد في أحسن هيئة(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ندوة إسلامية للشباب تبرز القيم النبوية التربوية في مدينة زغرب
  • برنامج شبابي في توزلا يجمع بين الإيمان والمعرفة والتطوير الذاتي
  • ندوة نسائية وأخرى طلابية في القرم تناقشان التربية والقيم الإسلامية
  • مركز إسلامي وتعليمي جديد في مدينة فولجسكي الروسية
  • ختام دورة قرآنية ناجحة في توزلا بمشاركة واسعة من الطلاب المسلمين
  • يوم مفتوح للمسجد للتعرف على الإسلام غرب ماريلاند
  • ندوة مهنية تبحث دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم الإسلامي
  • مسلمو ألميتيفسك يحتفون بافتتاح مسجد "تاسكيريا" بعد أعوام من البناء

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 7/5/1447هـ - الساعة: 17:47
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب