من مائدة العقيدة: شهادة أن محمدا رسول الله

من مائدةُ العقيدةِ

شهادةُ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ

مكانةُ شهادةِ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ:

"شهادةُ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ" هي ركنُ الشَّهادةِ الثَّاني، فلا تُغنِي إحدى الشَّهادتينِ عنِ الأخرى، بلْ لا بدَّ منهما معًا، "أشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأشهدُ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ"؛ فإنَّه مِنَ المعلومِ بالضَّرورةِ أنَّ الإيمانَ بنُبُوَّةِ نبيِّنا مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فرضٌ، لا يصحُّ الإسلامُ بدونِه؛ ولذا حينَ أرسل النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم معاذَ بنَ جبلٍ إلى اليمنِ لدعوةِ أهلِها إلى الإسلامِ، أوصاهُ بقولِه: «إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ: شَهَادَةُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ»[1].

معنى شهادةِ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ:

ومعنى شهادةِ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ: التَّصديقُ والإقرارُ الجازمانِ بأنَّ مُحمَّدَ بنَ عبدِ اللهِ هو رسولُ اللهِ حقًّا، اختَصَّه بالوحيِ والرِّسالةِ، وأرسله إلى جميعِ الثَّقَلَينِ، جنِّهم وإنسِهم، لدعوتِهم إلى الحقِّ والدِّينِ، وأنَّه خاتَمُ الأنبياءِ ليس بعدَه نبيٌّ، عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ؛ قال اللهُ تعالى: ﴿ قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ﴾ [الأعراف: 158] وقال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا ﴾ [الأحزاب: 45-46]، وقال تعالى: ﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾ [الأحزاب: 40].

مقتضى شهادةِ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ:

شهادةُ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ لها مُقتضَياتٌ أربعٌ، لا تصحُّ إلَّا بها، وهي:

1) طاعتُه فيما أمر.

2) وتصديقُه فيما أخبر.

3) واجتنابُ ما عنه نهى وزَجَر.

4) وألَّا يُعبَدَ اللهُ إلَّا بما شرَع.