• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    100 قاعدة في المودة والرحمة الزوجية
    د. خالد بن حسن المالكي
  •  
    "إني لأكره أن أرى أحدكم فارغا سبهللا لا في عمل ...
    د. خالد بن حسن المالكي
  •  
    ملخص كتاب: كيف تقود نفسك للنجاح في الدنيا والآخرة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    القدوة وأثرها في حياتنا
    أ. محاسن إدريس الهادي
  •  
    "إن كره منها خلقا رضي منها آخر"
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    الذكاء العاطفي والذكاء الاجتماعي في المجتمع ...
    بدر شاشا
  •  
    إدمان المواقع الإباحية
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    بين الحب والهيبة..
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    سلسلة دروب النجاح (10) الحافز الداخلي: سر ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    أثر التفكير الغربي في مراحل التعليم في العالم ...
    بشير شعيب
  •  
    التعليم المختلط ومآلات التعلق العاطفي: قراءة في ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    ملامح تربية الأجداد للأحفاد
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    الاتجاه الضمني في تنمية التفكير بين الواقع ...
    د. خليل أسعد عوض
  •  
    الرياضة
    نورة سليمان عبدالله
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم / خطب منبرية
علامة باركود

المترفون (خطبة)

المترفون (خطبة)
الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/8/2023 ميلادي - 10/2/1445 هجري

الزيارات: 6001

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المترفون

 

الحمد لله الذي لا يحب الفساد، ولا يعجِزه أهل البغي والعناد، أذل النمروذ لما تعزَّز بجنده، ونكل به وخسف بقارون لما بغى وتجبر بأمواله، وأهلك الوليد لما تفاخر بتجارته ورجاله، والصلاة والسلام على من محا الله به رذائل الجاهلية وأنجاسها، وأذهب به من النفوس أمراضها وأدناسها، وشاد به للفضائل قواعدها وغراسها، صلى الله عليه وعلى آله المطهرين من الأرجاس، وصحابته العقلاء الأكياس، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ أما بعد عباد الله:

فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، فاتقوه حق تقواه، وتحلَّوا بالصفة التي اتصف بها الله ورسوله (الغَيرة)؛ فإنه لا إيمان لمن لا غَيرة له، ولا شهامة ولا رجولة لمن لا حميَّة وأَنَفة له.

 

عباد الله:

يقول الله تعالى: ﴿ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ﴾ [الإسراء: 16]؛ جاء في زبدة التفسير، مختصر تفسير الشوكاني رحمه الله: "المترفون هم المنعَّمون الذين قد أبطرتهم النعمة وسَعة العيش، وهم الجبارون المتسلطون، والملوك الجائرون، والأغنياء الفاجرون.

 

"والمترفون في كل أمة هم طبقة الكُبراء الناعمين الذين يجدون المال، ويجدون الخدم، ويجدون الراحة، فيَنْعَمون بالدَّعَة والراحة وبالسيادة، حتى تترهل نفوسهم وتأسَنَ، وترتع في الفسق والمجانة، وتستهتر بالقيم والمقدسات والكرامات، وتَلَغ في الأعراض والحُرُمات، وهم إذا لم يجدوا من يضرب على أيديهم عاثوا في الأرض فسادًا، ونشروا الفاحشة في الأمة وأشاعوها، وأرخصوا القيم العليا التي لا تعيش الشعوب إلا بها ولها، ومن ثَمَّ تتحلل الأمة وتسترخي، وتفقد حيويتها وعناصر قوتها وأسباب بقائها، فتهلِك وتُطْوى صفحتها، والآية تقرر سُنَّةَ الله هذه".

 

فالمترفون أول ما يُهلِكون أنفسهم؛ لأنهم بكبريائهم وطغيانهم وجحد نِعَمِ الله عليهم يعرِّضون أنفسهم لعقوبة الله الماحقة، فهم أول من يدخل في قوله تعالى: ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 44، 45].

 

عباد الله:

هذا هو مصير المترفين من كل الأمم، سابقتها ولاحقتها، مسلمها وكافرها، وهم الذين يسلطهم الله تعالى على القرى المستحقة للعذاب والعقوبة، من قادة سياسيين وعسكريين، وظلمة منحرفين، ومثقفين ثقافات الخَنَا والمجون، الثقافات الشيطانية التي تصادم الحق والوحي والاستقامة، ومن أغنياء يسخِّرون غِناهم وأموالهم في نشر الرذيلة، ومحاربة الفضيلة، هؤلاء جميعًا هم المترفون المذمومون الذين حكم الله عليهم بالهلاك في أنفسهم، وإهلاك قراهم وأممهم.

 

وقدوة مترفي الحكَّام هو فرعون، الذي تعرفون قصته تمامًا، تعرفون ما نزل به وبقومه؛ قال تعالى: ﴿ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ * فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ * فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ ﴾ [الزخرف: 54 - 56].

 

وقدوة منحرفي الفكر والثقافة المنحرفة بلعام بن باعوراء؛ الذي قال الله تعالى عنه: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ﴾ [الأعراف: 175، 176]؛ أي اتبع المكاسب المادية والشهوات المبهجة؛ ﴿ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ * سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ ﴾ [الأعراف: 176، 177].

 

وقدوة الأغنياء المترفين المتابعين لأهوائهم وشهواتهم هو قارون؛ الذي قال الله تعالى فيه: ﴿ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ * قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ * فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ * فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ * وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ﴾ [القصص: 76 - 82].

 

عباد الله:

هذا هو شأن المترفين حين يبطرون ويتكبرون، ويردون الحق، ويصرون على الباطل، وصفهم القرآن وقرر أثرهم العظيم على أنفسهم، وعلى أوطانهم، وعلى مواطنيهم، وتلك هي صور الترف والانحراف في الجوانب المهمة من جوانب التأثير على الأمم.

 

القيادة السياسية، والقيادة الفكرية، والقيادة الاقتصادية والمالية، أبرز رموزها فرعون وبلعام وقارون، وذلك هو مصيرهم المشؤوم، ونهايتهم الكارثية، فهل يرضى أحد أن يكون مثلهم في منهجه وتوجيهه؟ وهل يحب أحد أن ينتهي إلى ذلك المصير الذي صاروا إليه في الدنيا وفي الآخرة أشد وأبقى؟ لا أظن أبدًا أن مؤمنًا عاقلًا مصدقًا بالقرآن يرضى لنفسه أن يسلك سبيلهم، ولا يرضى بمصيرهم؛ ولمثل هؤلاء قال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [يوسف: 111].

 

أيها الإخوة المؤمنون:

هذا ما يفعله المترفون بأنفسهم؛ والله يقول: ﴿ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ﴾ [الإسراء: 16]، فالتدمير يقع على القرية كلها؛ إذًا كيف يتسبب المترفون في هلاك وتدمير القرية كلها في تدمير الشعوب والأوطان جميعًا؟

 

نعم، إن سبب تدمير الشعوب والأوطان جميعًا بما يفعله المترفون، هو أن ضِعاف النفوس وأصحاب الشهوات واللاهثين وراء المال والجاه وحُطام الدنيا الذي بأيدي المترفين يتابعونهم على ما هم عليه، ويشجعونهم على ذلك، ويكونون هم الأدوات التي ينفِّذ بها المترفون أعمالهم القبيحة، فمنهم الشباب الذين يقيمون برامج المترفين، ومنهم النساء اللاتي يقدِّمن لهم الخدمات المحرمة، ومنهم الجمهور الذي يصفق ويُصفِّر ويشجع، وبذلك يكون الجميع مشتركًا في الذنب مستحقًّا للعقوبة؛ قال تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الأنفال: 25]، وفي البخاري ومسلم عن زينب بنت جحش رضي الله عنها، أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا إله إلا الله، ويلٌ للعرب من شرٍّ قد اقترب، فُتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا - وحلَّق بين أصبيعه الإبهام والتي تليها - قالت له: يا رسول الله، أنهلِك وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا كثُرَ الخَبَثُ))[1].

 

فشؤم المترفين لا يخصهم بل يعم الجميع؛ لأن الجميع يشاركون فيه ولو بالرضا به، والسكوت عليه، ولا ينجي الله تعالى إلا من أنكر ذلك المنكر؛ قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾ [الأعراف: 165].

 

عباد الله:

إن خطابي بهذه اللهجة الشديدة على أثر تلك الليلة السوداء، ليلة الغناء والرقص واختلاط الراقصين بالراقصات، وإبراز فتياتنا الصغيرات يرقصن أمام الجماهير، بل أمام كاميرات الفضائيات اللاتي نشَرْنَ صورهن إلى جميع أنحاء العالم، ليس لأن ما حصل هو أكبر ذنب، ولا أنه هو الكفر أو الشرك، فهو ذنب من الذنوب، ومعصية من المعاصي، ولكن الذي كبره وأهاج نفوسنا ضده، وجعلنا نعلن نكيرنا عليه، أن الذي يتبناه كبراء القوم، نعم كبراء السياسيين وكبراء الاقتصاديين والماليين، يعني قيادة البلد بجميع جهاتها، وهذا يعني أنه أصبح من منهج حياتنا، ومن مظاهر مجتمعنا، وأننا كلنا به راضون.

 

ويزداد سوءًا عندما يُقال: إن هذا تراث حضرموت، هذا تاريخ حضرموت، هذه حالة حضرموت الاجتماعية والثقافية، شباب حضرموت مغنون وراقصون، ونساء حضرموت راقصات لا يمنعهن حياء من الرقص أمام الرجال، وإذا فعلْنَ ذلك في العلن، فماذا يمكن أن يفعلْنَ في السر؟ ولا ينفع أبدًا القول بأن هؤلاء من محافظات أخرى، فالمشاهد لا يعرف إلا أن هؤلاء من حضرموت، وعلى أرض حضرموت، وأمام قيادات وجماهير حضرموت.

 

والفتيات البريئات الطاهرات سيُصنَّفْنَ أنهن على طريق الفن، على طريق الغناء، على طريق الرقص، فيطمع من يريد أن يستثمر في قطاع السياحة الترفيهية بأنه سيجد بغيته فيهن، فهل يليق أن نصور حضرموت العلم والتاريخ، والثقافة والأمانة، والديانة والدعوة إلى الله، والجهاد في سبيل الله - بهذه الصورة؟

 

وهل أدرك المنظمون لهذا العمل هذه اللوازمَ والنتائج؟ ولقد تواصلنا منذ اللحظة الأولى مع من نظنهم أهل الشأن، ونظن أنهم قادرون على مساعدتنا في منعه، ولكن ظنوننا ذهبت أدراج الرياح، وسبق الإنكار الشديد على ذلك مشافهة وكتابة وخطابة، ولكن لا حياة لمن تنادي، فالله المستعان.

 

الخطبة الثانية

الحمد والثناء.

إن عمل المترفين والمفسدين لم يقتصر على مثل هذه الأعمال الظاهرة، ولكن الذي ظهر إنما هو عنوان يُخفي تحته تفاصيل هي الفساد الحق، هي الفاحشة الظاهرة والباطنة، هي ما لا يقره حتى هؤلاء الذين أقاموا فعاليات الغناء والرقص، نعم لا يمكن أن يقروا ما يحدث في الخفاء في بعض الفنادق، في بعض الأماكن، في بعض الحافات، ففي بعض الفنادق أفلام إباحية، وفضائيات داعرة، وتجمعات على الخنا والفواحش، وقد بلغ علمها إلى المسؤولين، ولكن جهودنا إلى الآن لم تثمر الثمرة المطلوبة.



[1] البخاري (3/ 1317) رقم 3403، ومسلم (4/ 2208) رقم 2880.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المفكرون المترفون.. والأوراق الفارغة
  • المترفون في كتاب الله تعالى

مختارات من الشبكة

  • أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة (إنكم تشركون)(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • التذكير بأيام الله (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • طعام وشراب النبي صلى الله عليه وسلم (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • آيات كونية مرئية ومنسية (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • خطبة: الحذر من الظلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التوحيد بين الواقع والمأمول (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حين يستحي القلب يرضى الرب (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: استشعار التعبد وحضور القلب (باللغة النيبالية)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إلى كل مشتاق لتحسين الأخلاق (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • للسنة الخامسة على التوالي برنامج تعليمي نسائي يعزز الإيمان والتعلم في سراييفو
  • ندوة إسلامية للشباب تبرز القيم النبوية التربوية في مدينة زغرب
  • برنامج شبابي في توزلا يجمع بين الإيمان والمعرفة والتطوير الذاتي
  • ندوة نسائية وأخرى طلابية في القرم تناقشان التربية والقيم الإسلامية
  • مركز إسلامي وتعليمي جديد في مدينة فولجسكي الروسية
  • ختام دورة قرآنية ناجحة في توزلا بمشاركة واسعة من الطلاب المسلمين
  • يوم مفتوح للمسجد للتعرف على الإسلام غرب ماريلاند
  • ندوة مهنية تبحث دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم الإسلامي

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/5/1447هـ - الساعة: 10:8
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب