• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أحكام العِشرة بين الزوجين
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    كيف يعلمنا القرآن الكريم التعامل مع الضغط النفسي ...
    معز محمد حماد عيسى
  •  
    المحطة الرابعة عشرة: الطموح
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الجهل الرقمي كفجوة بين الأجيال: حين لا يفهم ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    التعلق المرضي ليس حبا، فكيف لنا أن نفرق بين الحب، ...
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    عين على الحياة
    د. خالد النجار
  •  
    التجارب
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    الإسلام يحافظ على الكيان الأُسري
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    حقوق المسنين (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الثالثة عشرة: التسامح
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تربية الأبناء في عصر "الشاشة" كيف نربي طفلا لا ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    تطوعي نجاحي
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    القيادة في عيون الراشدين... أخلاقيات تصنع
    د. مصطفى إسماعيل عبدالجواد
  •  
    حقوق الأولاد (3)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    جرعات سعادة يومية: دفتر السعادة
    سمر سمير
  •  
    التاءات الثمانية
    د. خميس عبدالهادي هدية الدروقي
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

أرواح المدائن

أرواح المدائن
عبدالرحمن صبري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/10/2018 ميلادي - 22/1/1440 هجري

الزيارات: 6109

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أرواحُ المدائن

أؤمنُ أن للأماكِن أرواحًا تُشبِهُ تمامًا أرواحَ البشر، وأن للمُدِن روائِحَ تفُوحُ بعِطْرِ المعاني، أنا موقِنٌ أن للبناياتِ ألسنةً، وللبواباتِ حكايات، وللأزقَّةِ خبايا وتاريخًا، لها لغة، نعم؛ لكنها لا تُقال، لها حديثٌ، بلى؛ لكنه حديثُ عيونٍ لا ألسِنة.

 

أدري أن النسيان رحلةٌ؛ لكن الأرض تجعلُ النسيانَ مستحيلًا، فالأماكنُ - يا دامَ عِزُّكَ - لها ذاكرةٌ فولاذية لكنها - سبحان اللهِ - على نقيضِ ذاكرةِ البَشَر؛ تَقْوى وتشتَدُّ بمرور السنين؛ ولذلك لا أعجبُ حينما أُطالع مقطوعةً من الشعر الكلاسيكي القديم، فأجد معظم الشعراء يبكونَ على الأطلال، وما الأطلالُ إلا ترابٌ وطينٌ امتزج بالمحبوب، وكان بينهما عِشْرةٌ حينًا من الدهر!

 

تدري أن للتراب رائحةً بوَّاحةً فاضحةً، تقُصُّ علينا وتتلو من نبأ سابقين وحاضرين، وأزعُم - صادقًا - أنني كلما زرتُ مكانًا أحسسْتُ بالأزِقَّةِ والشوارع تُهامِسُني، تلاطِفُني، تبوحُ بأسرارِ الأجداد، لا أُكاتِمُكُم، أشعُرُ أحيانًا أنها خبيثةٌ نوعًا ما! فَكم وارَتْ من مصائب، وسترَتْ عن خفايا؛ لكنَّهُ خُبْثٌ حميدٌ على كُلِّ حال!

 

يقولون: إن القلب غِمْدُ الذكريات، والألفاظُ قوالبُ المعاني، وأُضيفُ: إن المدائنَ والأماكنَ كُتُبُ تاريخٍ تُقرأُ للعابرين، المتعلمين منهم وكذا الأُميِّين!

 

إن الذكرياتِ كلَّها مُتعلِّقاتُ أشخاصٍ عالقةٌ في أماكنَ، وتجمعُ كليهما مواقفُ؛ ولذلك ربما تنسى أحدَهم أو تتناساه، ثم يُذكِّرُك المكانُ به رغمًا عنكَ، وقولي هذا مخاضُ تجرِبةٍ، فأنا يا سادة - على سبيل المثال- قد عزمْتُ يومًا أن أطوي صفحةَ أحدِهم من حياتي، وظننْتُ أنني قد فعلتُ، وبعدها بشهرين ذهبت إلى "رمسيس" (محطة القطار) وهي -كما تعلمونَ - مُكتَظَّةٌ بالأصواتِ والبشر، والكُلُّ يهرولُ عساهُ يُدرِك القطار الذي يُوصِّله إلى وِجْهتِه، قطعتُ التذكرة ومضيتُ بخُطًى ثابتة إلى الرصيف، في الطريق تثاقلَتْ خُطاي بطريقةٍ غيرِ مُبرَّرة، وتسارعَتْ نبضاتُ القلب، صار يدقُّ بعزمٍ ويخفقُ بحيوية، لقد انتابتني السكينة فجأةً، وارتسمت البسْمةُ على ثغري لوهلة، ثم توقَّف كلُّ شيء! وتسلَّلَتْ دمعةٌ واحدةٌ ساخنةٌ، وسالت على خدِّي الأيمن، لقد عرَفت أخيرًا لمَ كل هذا، هو مفعولُ الرصيف رقم ثمانية يا رِفاق، لقد مررت بذات الرصيف وذاتِ المقعد الذي جمعتني بالْمَنسيِّ ذكرياتٌ هُناك، لقد قال لي الرصيف كل شيء، وحدثني بكل ما كابدت نسيانه سنين مرةً أُخرى !

علَّكم تضحكون من زعمي أن للأماكن مشاعرَ وأحاسيسَ !

 

لكنها - لعمر الله - كذلك، فالأماكن أيضًا تعرف الحب وتبذلُهُ وتُعطيه، ها هو سيدنا النبي يقول: ((أُحُدٌ جبلٌ يُحِبُّنا ونُحِبُّه))، وهذا ينفي تعجُّبي القديم من ارتباطي ببعض الأماكن وكراهية أُناسٍ آخرين للأماكن ذاتها، فللأماكن أرواح، والأرواح جنودٌ مُجنَّدة؛ فما تعارَف منها ائتلَفَ، وما تناكَرَ منها اختلف..

 

كنْتُ وأنا صغيرٌ أُحِبُّ زيارة جدي وجدتي لأُمِّي، وكانا في قرية ريفية رملية، لقد ارتبطت سعادتي بهذا المكان وتعلَّقَت هناك، أذكر اسم المكانِ فقط دون زيارته، كان يجلب لي شيئًا كبيرًا من السرورِ والفرح، تدرون، تالله لقد أحببتُ الرمل لأجل ذلك!

 

أذكر أيضًا أنني كنتُ أكره بيت أحد الأقارب، وربما رؤيته إلى الآن تُشعِرُني بعدم الارتياح، في الأماكن تتعلَّق الأمنياتُ والأحلام.

 

فلا أنسى وقوفي أوَّلَ مرةٍ أمام "كُلية اللغات والترجمة"، وقد خاطبها قلبي وداعبَها عقلي، لقد هامسْتُ ذلك المبنى بأنني أُحِبُّه، لقد حدَّثْتُه طويلًا جدًّا عن آمالٍ عظيمةٍ، وطموحاتٍ كبيرة، إن عينيَّ قد حَيَّتْهُ وسكبَتْ بعض دمعِها كواجبِ ضيافة، لقد رفرفَتْ أعلامُهُ على شغاف القلبِ، واستوت على العرش!

نكبر تكبر الأماكن، ونشيخُ وإيَّاها؛ لكن رُوحها أبدًا لا تشيب.

 

فكُتابي الصغير الذي كان في بيت الأستاذ رفعت لا يزال هناك، لقد تشرَّخ وجُرح، عليه ضماداتٌ على الحوائط؛ لكن لا زال يُذكِّرني بحلم ذلك الصبي الذي لم يُناهز الحلم مرتديًا جلابيتهُ وعمامته، وقد تعرَّق في يدهِ ورَقُ المصحف، فقد كان يقرأ فيه يوميًّا من العصر للمغرب آي الذكر مع الشيخ علاء، كلما مررت من بعيدٍ لَوَّح لي فلوَّحْتُ، هامَسَني فاستمعْتُ، فإذا بدَويِّ صوتٍ أعرفه، أجل لقد تذكَّرتُ؛ هو صوتنا العالي ونحن نقرأ متن العقيدة الطحاوية "نقول في توحيد الله، معتقدين بتوفيق الله أن الله واحد لا شريك له، ولا شيء يشبه، ولا إله غيره، لا يفنى، ولا يبيد، ولا يكون إلَّا ما يريد".

 

وأما عن غرفتي أنا وأخي عبدالله، فحدِّث ولا حرج !تلك الغرفة التي حوتني والحبيبَ مدةً تُناهز ثمانية أعوام، إلى الآن كلما دخلتُها ولامستُ جدرانها، كفٌّ على قلبي، وكفٌ على الحائطِ أجتلي أسرارَها، هيَّجَتْ عليَّ الذكريات، وأخذتني في حديثٍ عَذْبٍ ذي شُجُون عن منافساتنا في حفظ سورة الرحمن، عن قصص السيرة التي حدَّثتنا بها أُمِّي يوميًّا قبل النوم من كتاب الرحيق المختوم، عن ترديداتنا خلف أبي يوميًّا في تمام التاسعة مساءً ذكَر ما قبل النومِ، للهِ درُّها أيامًا!

 

بيتُ العائلة وغرفة جدي، وتحديدًا ذلك الكرسي الخشبي، هو كُرسيٌّ يُذكِّرني بجدي حينما نادى على اسمي، وأنا تائهٌ في فكري، فداعبني باسِمَ الثَّغْر: يا وَلَد، أواقعٌ بالحب، آسفٌ يا جدي، آسفٌ من كل قلبي أنني لم أنتبه لندائك، ولو أنك عدت لثانيةٍ أو بعضِها، لقلت: لبيك ألفًا من المراتِ.

 

يا صاحِ، الوطنُ أرضٌ، الاغترابُ يكون بمفارقةِ الأرض، الهجرة من الأرض؛ لتُدرك أن ارتباطنا بالتربةِ هو ارتباطٌ وُجوديٌّ، فعليك بمصاحبة الأماكن والارتباط بها، فهي أكثر وفاءً من البشر، هي يا غالِ لا ترحل، كلما احتجتها وجدتها، هي لطيفةٌ لذاتها، فبمجرد نظرك إليها تجلب لك شريطًا طويلًا من الذكريات، لا تُنسى ولا تَرحل؛ ولذا فهي رائعةٌ جدًّا !





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أيا أم المدائن (قصيدة)
  • أم المدائن (قصيدة تفعيلة)
  • زهرة المدائن

مختارات من الشبكة

  • شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة (22)(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • يا أصحاب السيارات اتقوا الله في أرواح الناس(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المحافظة على أرواح المؤمنين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أرواح متآلفة وأخرى متنافرة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مخطوطة روح الأرواح(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مواعظ وحكم من كتاب روح الأرواح لابن الجوزي (2)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مواعظ وحكم من كتاب "روح الأرواح" لابن الجوزي (1)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الصداقة: سلام أرواح(مقالة - حضارة الكلمة)
  • ميانمار: السل والتيفوئيد يحصدان أرواح مسلمي الروهنجيا اللاجئين في الهند(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الهند: متمردو قبيلة البودو يحصدون أرواح عشرات المسلمين(مقالة - المسلمون في العالم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/12/1446هـ - الساعة: 18:22
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب