أبيات من القصيدة النونية لأبي الفتح البستي (ت 400هـ)

محمد شريف سليم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/1/2014 ميلادي - 10/3/1435 هجري

الزيارات: 31197

أبيات من القصيدة النونية لأبي الفتح البستي

دَعِ الفؤادَ من الدنيا وزُخرفها

فصفوها كدرٌ والوصل هِجْران[1]

وأوْعِ سمعَك أمثالًا أُفصلها

كما يفصل ياقوت ومَرجَانُ[2]

أحسِن إلى الناس تَستعبد قلوبَهم

فطالما استبعد الإنسانَ إحسانُ[3]

يا خادمَ الجسم كم تسعى لخدمته

أتطلب الرِّيح مما فيه خُسران؟[4]

أقبِل على النفس واستكمِل فضائلها

فأنتَ بالنفس لا بالجسمِ إنسانُ[5]

وكُن على الدَّهر مِعوانًا لذي أملٍ

يرجو نداك فإن الحرَّ مِعوانُ[6]

واشْدُد يديك بحبل الله معتصمًا

فإنه الرُّكن إن خانتك أركانُ[7]

ومنها:

من كان للخير مناعًا فليس له

على الحقيقة[8] إخوانٌ وأخدانُ[9]

من جاد بالمال مال الناس قاطبةً[10]

إليه والمال للإنسان فتَّانُ

من سالم الناس يَسلم من غوائلهم

وعاش وهو قَرير العين جَذلانُ[11]

مَن كان للعقل سلطانٌ عليه غدا

وما على نفسه للحرص سلطانُ[12]

مَن يزرع الشر يحصُد في عواقبه

ندامةً ولحصد الزرع إبَّانُ[13]

مَن استنامَ إلى الأشرار نامَ وفي

قميصه منهم صِلٌّ وثعبانُ[14]

لا تودِع السر وشَّاءً به مَذِلاًّ

فما رعى غنمًا في الدَّوِّ سِرحانُ[15]

لا تستشِر غير ندب حازمٍ يَقِظٍ

قد استوى فيه إسرارٌ وإعلانُ[16]

دَعِ التكاسلَ في الخيرات تطلبها

فليس يَسعَد بالخيرات كسلانُ[17]

القصيدة مصورة من كتاب: ( مجموعة من النظم والنثر للحفظ والتسميع )

[1] أخل قلبك من زينة الدنيا فليس فيها صفو دائم.

[2] أصغ إلى النصائح التي سأنظمها لك نظم الياقوت والمرجان.

[3] الإحسان يستعبد الإنسان.

[4] يا من همه خدمة جمسه والجسم زائل أتريد أن تربح من شيء ليس فيه إلا الخسارة؟

[5] كمل نفسك بالفضائل فإن الإنسان بنفسه لا بجسمه.

[6] أعن الإخوان فالحر معوان على الزمان.

[7] استمسك بحبل الدين فإنه الركن المتين.

[8] من منع خيره طلب الناس هجره.

[9] أصحاب.

[10]جميعها.

[11] فرحان.

[12] من ملكة العقل لم يستعبده الحرص وهو الجشع.

[13] وقت.

[14] من سكن إلى الأشرار فكأنما ليس قميصه على الأفاعي.

[15] لا تودع السر من ينى به كما لا تأتمن الذئب على الشاه. ومذل بشرِّه كنصر وعلم وكرم أفشاه فهو مذل ومذيل. والدو الفلاة.

[16] لا تستشر غير العقلاء. والندب الخفيف في الحاجة الظريف النجيب.

[17] جرت العادة ألا يجتمع الكسل والسعادة.

أضف تعليقك:	إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد
الاسم
البريد الإلكتروني	(لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق	رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي