• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة الخامسة عشرة: استخدام القدرات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    غرس القيم الإسلامية في نفوس الأطفال: استراتيجيات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    أحكام العِشرة بين الزوجين
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    كيف يعلمنا القرآن الكريم التعامل مع الضغط النفسي ...
    معز محمد حماد عيسى
  •  
    المحطة الرابعة عشرة: الطموح
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الجهل الرقمي كفجوة بين الأجيال: حين لا يفهم ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    التعلق المرضي ليس حبا، فكيف لنا أن نفرق بين الحب، ...
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    عين على الحياة
    د. خالد النجار
  •  
    التجارب
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    الإسلام يحافظ على الكيان الأُسري
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    حقوق المسنين (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الثالثة عشرة: التسامح
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تربية الأبناء في عصر "الشاشة" كيف نربي طفلا لا ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    تطوعي نجاحي
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    القيادة في عيون الراشدين... أخلاقيات تصنع
    د. مصطفى إسماعيل عبدالجواد
  •  
    حقوق الأولاد (3)
    د. أمير بن محمد المدري
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

موت المدخن (قصة قصيرة)

إبراهيم الفتاحي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/8/2009 ميلادي - 27/8/1430 هجري

الزيارات: 35820

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

غارتْ عيناه، واختفى بريقُهما، وشحبتْ نظرتهما، فتصلَّبتْ شرايينُه، وانهدت رئتاه وهما تحاولان تلقف الأنفاس كمن يَصَّعَّد في السماء، وانحنتْ أصابع قدميه إيذانًا بعجزهما عن السير، ورفع جسده وهو ممدد على فراشه المتواضع.

كان كل همِّ الحسين أن يقاوم هذا الألم؛ حتى لا يزيد من ألم زوجته وأمِّه، وكان كل تفكيره منصبًّا على قدرة الأدوية التي تكومتْ عند رأسه، فكأن الصيدلية تحولتْ فجأة إلى غرفته، ناهيك عن الأعشاب التي انتقتها أمه العجوز من عند العطار؛ ظنًّا منها أنها ستدفع المنيَّةَ عن ابنها ولو بعد حين، فكلما أشار عليها أحد "دادا الفهيم"[1] - الكثيرين في بلدتنا - بعشبة طبية، أو وصْفة سحْرية، أو طبخة خرافية، إلا وسارعت إليها؛ لعلها تنقذ ابنها، على الأقل حتى تسبقه إلى القبر، فلا أحد يعلم أن أكبر ألمٍ في الوجود هو أن يحمل الوالد نعشَ ولده، وتهيئ الوالدة أكفان من حبلت به في بطنها زمنًا غير يسير.

قلب عينيه الذابلتين ذات اليمين وذات اليسار، ثم تسمرت نظرته على أخشاب السقف وقصبه، وقد مَثُل أمام بصره دخانُ أول سيجارة تغازل شفتيه منذ ثلاثة وعشرين عامًا، وتراقصتْ في ذهنه ابتسامتُه التي كانت ترافق انقشاع عود الثقاب على حافة العلبة، وأيقن أن السبع[2] الذي كان يرنو إليه بشموخ في العلبة، تحذيرٌ لم يأبه له، فقد كان يهمس في أذنه قائلاً: "إن السيجارة تطارد حياتك كما أطارد فريستي، ولسوف تمزِّق أوصالها كما أفعل بتلك الفريسة لا ريب"، تغاضى عن همس السبع وتجاهَلَه شامخًا بدل أن يتواضع، وقهقه رفقة أصحابه وهو يقرأ: "إنكم باستعمال المواد المغربية ستساهمون في اقتصاد البلاد"، عبارة لطالما أضحكتْه وسخر منها قائلاً: "أيُّ اقتصاد هذا الذي يبني أمله على عود الثقاب؟!".

يلعن الحسين تلك اللحظةَ، وتلك السيجارةَ بألم كبير، وندم كأنه المجرمون يوم القيامة وهم يستعطفون ربَّ العالمين أن يمنحهم فرصة أخرى ثم لا يكونوا مفسدين، فمدَّ يده التي علتْها صفرةٌ فاقعة، وبرزتْ عروقها كجذع شجرة اقتلعتْها الرياح، مدَّها إلى ابنته الصغيرة ذات الأربع السنوات وهو يقول بصوت تخنقه العَبرة: "خديجة، أين كنت؟"، أجابته: "كنت ألعب، فأنتَ لا تريد أن تقوم لتشتري لي الشكولاتة"، أجابها: "أنا مريض ولا أقوى على النهوض"، فأمسكتْ يده وقالت:" السجائر التي تدخنها هي التي تحرقك في أصابعك حتى مرضتَ".

هزَّ قولُ خديجة جنانَ الحسين وهو يقول: "محقة أنت يا ابنتي، ولكن لن أدخنه مرة أخرى إن شُفيت"، قال هذا الكلام وهو يدري أن سكرات الموت بدأتْ ترفرف حوله؛ فكثيرٌ من الأعضاء أضربت عن العمل، واستباحت الأمراض جسدَه.

وقعتْ يد الحسين من على رأس طفلته التي تجلس عند رأسه بهدوء، مدَّد رجليه بقوة، ثم طواها، ثم عاد ومددها، فصرخت الطفلة: "أمي، أمي، أبي يتمدد!".

تسابقت الأم والزوجة وهما تصرخان، فسمع العم حامد الصراخ من الجوار، فأسرع نحو بيت الحسين، دفع الباب ودخل الغرفة، فرمقت عيناه الحسينَ وقد نزحت روحه من رجليه إلى بطنه، وها هي ذي جنودُ ملَك الموت تطاردها نحو الصدر، فجلس العم حامد عند رأسه مرددًا: "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، فردد الحسين: "لا إله إلا الله محمد رس..."، فثقل لسانُه، ووقع رأسُه يسار جسده، معلنًا جبروت السيجارة التي عجلت بهذا الرحيل، ومعلنًا غدر الماركيز[3] وعلبة الثقاب.


ــــــــــــــــــــ
[1] دادا الفهيم: لفظ يستعمله المغاربة لنعت المتعالم الذي يفهم في كل المواضيع، ويجيب عن كل الأسئلة، وهو لفظ قدحي.
[2] السبع: هو أشهر أنواع عود الثقاب بالمغرب وأقدمها، تحمل علبته صورة أسد الأطلس المغربي، وخلف العلبة كتبت عبارة: إنكم باستعمال المواد المغربية تساهمون في اقتصاد البلاد.
[3] الماركيز: نوع من السجائر الصفراء الرديئة، وأكثرها استهلاكًا في المغرب، أكثر مدخنيها من الطبقة الفقيرة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • لستَ نحسًا (قصة قصيرة)
  • الناسي في السهل (قصة قصيرة)
  • صبر ساعة – قصة قصيرة
  • السكوت (قصة قصيرة)
  • صدمة (قصة قصيرة)
  • بسمة أمل (قصة قصيرة)
  • ألوان الخوف (قصة قصيرة)
  • التمرة المرة (قصة قصيرة)
  • التوبة (قصة قصيرة)
  • وقفات مع مدخن
  • الجمل أبو علة (قصة قصيرة)
  • رسالة إلى مدخن
  • انتبه أيها المدخن
  • أيها المدخن انج بنفسك (خطبة)
  • تمهل أيها المدخن (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • كلمات موجعة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • موت المؤمن وموت الفاجر(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • الموت في ديوان "تسألني ليلى" للشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • موتوا تعيشوا(مقالة - موقع د. حيدر الغدير)
  • حديث: يجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قلق الموت(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ذكر الموت وتمنيه(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • للموت معان كثيرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ماذا يشمل الإيمان بالموت؟(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • تخرج 220 طالبا من دارسي العلوم الإسلامية في ألبانيا
  • مسلمو سابينسكي يحتفلون بمسجدهم الجديد في سريدنيه نيرتي
  • مدينة زينيتشا تحتفل بالجيل الجديد من معلمي القرآن في حفلها الخامس عشر
  • بعد 3 سنوات أهالي كوكمور يحتفلون بإعادة افتتاح مسجدهم العريق
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 23/12/1446هـ - الساعة: 14:9
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب