• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / مكتبة المخطوطات / التراث والحضارة
علامة باركود

أعلام المهندسين في الإسلام (1)

أحمد تيمور باشا

المصدر: من كتاب: أعلام المهندسين في الإسلام
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/8/2009 ميلادي - 9/8/1430 هجري

الزيارات: 47638

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

اقتصرْنا هنا على من وصلتْنا أخبارُهم من المهندسين في العصر الإسلاميّ؛ أي: بعد تكوين العرب لمدنيَّتهم، واستبحارهم في العلوم بعد الفتح، ولم نتعرضْ لمنِ كان منهم في حضارتهم الأولى اليمنية لما أحاطَ بتلك الحضارة من الغموض بطُول العهد، ولا لمهندسي قصورهم وآطامهم[1] في الجاهلية؛ لاضطراب الأخبار عن عُصُورهم، ولما كانوا فيه من بداوة يعسر الحكم معها على مبلغ نُهُوضِهم بمثْل هذه الأعمال، وتمييز الأصيل منهم فيها والدخيل.

على أن مَن ذكرناهم من المهندسين الإِسلاميِّين - وإن لم تحط عصورهم بمثل ما تقدَّم - فقد ناب منابه فيهم ضياع ما ألِّف عنهم، فلم يكنْ عثورنا عليهم عفْوًا، وإنما قادتْنا إليهم المصادَفات أثناء المطالَعات، فالتقطناهم من هنا وهناك، وجمعْنا شتاتهم في هذا الفصل؛ قصد أن يكون نواةً لغيرنا من الباحثين، ومثيرًا لِهممهم في التنقيب عن سواهم، حتى يصحَّ بعد ذلك أن تجمعَ من هذه الأبحاث طبقات لمهندسينا، تقوم مقام المفقود من طبقاتهم، وهو في نظري أقلُّ ما نكافئ به فئةً رفعتْ رؤوسنا بما رفعته من قواعدِ العمران.

ولا بد لنا قبل الشروع فيما قصدْناه منَ الإشارة إلى ما يزعمه بعضُ قاصري الاطِّلاع، أو من أعمتِ الشعوبيةُ بصائرهم من قصور العرب في غير الشرعيَّات واللسانيَّات منَ العلوم، واستدلالهم على قُصُورهم في الهندسة باستعانة الوليد بن عبدالملك في أبنيته بصنَّاع من الروم.

وذلك لبيان أنه زعْم لا نصيب له من الصحة، واستدلال مبني على استقراء ناقِص؛ لأن العربَ في صَدْر دولتهم كانوا قومًا متبدِّين، شَغَلَهُمُ الفتْحُ عنِ الالتفات إلى وسائل التحضُّر، وصرفهم جملة إلى الضرب في البلاد، ثمَّ إلى النظر في تمكين ملكهم الجديد وتوطيده، فما يروى منِ استعانتهم حينئذٍ بمعاصريهم في بعض الفنيات لم يكنْ إلا عن تلك الحالة الملازمة بالضرورة لكلِّ قوم حديثي الانتقال منَ البداوة، لم ينفضوا أيديهم بعدُ منَ الفتوحِ، ولكنَّهم لما ألْقوا عصا التسيار، واطمأنتْ بهم الدار، لم يلبثوا أن نشطوا للفتح الثاني، وهو الفتح العلمي، فأتوا في الفتحَيْنِ على قِصَر المدة بما لم يسبق له مثيلٌ في الأمم السالفة، وكان من ذلك أنهم ملكوا ناصية العِلْم كما ملكوا ناصية العالَم[2]، وأحدثوا لهم مدنيَّة خاصة، صبغوها بصبغتهم، ووسموها بميسمهم، في كلِّ مظهر من مظاهرها.

وأبقوا لهمُ الأثر البَيّن فيما نقلوه مِن علوم الأوائل؛ إما بالتنقيح والتهذيب، أو الزيادة والاختراع؛ فكان للهندسة من هذا الأَثَر تجليها في فرعِ البناء بذلك الطراز العربي البديع الآخذ بالأنظار، المشاهد فيما خلَّفوه من الآثار.

وحَدَثَ في هذا الفرع من التفنُّن ما لم يكن معروفًا، كالبناء الجيري الذي أحْدثه المتوكل العباسي في قُصُوره، فجعل تخطيطها على مثال تعبئة الجيوش، تشتمل على رواق فيه الصدر وهو مجلس الملك، وبها الكمان، وهما الميمنة والميسرة لخواصه وخزائنه، فاشتهر واتبعه الناس فيه، ولم يكونوا يعرفونه من قبلُ[3]، وكآيات الصناعة المُدْهشة الباقية إلى اليوم في قصر الحمراء بغرناطة، وهو الذي شهد الإفرنجُ أنفسهم بأنه في هندستِه ونقوشِه مبتدَع على غير مثالٍ سابقٍ، وقد حفظتْ لنا التواريخُ الكثيرَ الطيب من وصْف قصورهم الفخمة، وصروحهم الشاهقة[4]، وما كان لهم فيها مِن إحكام الوضْع، وتشييد البُنيان، وتنميق الزُّخرف، كما حفظت لنا طائفة صالحة من أعمالهم في غير هذا الفرع؛ كشق الأنهار، وعقد القناطر، وإجراء الماء إلى المدن من المسافات الشاسعة، واتِّخاذهم له المصانع العجيبة[5]، وكإجرائه في أنابيب بالطرق لتوزيعِه وإصعاده إلى أعالي الدور، كما فعلوه بحلب وحمص وطرابلس[6]، وغير ذلك مما سطره الخبر، وشهد به الأثر، بل حسبهم فضلاً أن أهل مقاطعة بلنسيه بالأندلس، ما زال معولهم إلى اليوم في أنهارهم على ما وضعه العربُ من النظام المحكم لتوزيع الماء، حتى قال بعضُ منصِفيهم: "لولا ما أقامه لنا العربُ من القناطر والجسور، لمتنا وماتتْ أراضينا ظمأ".

فهذه أمثلة يسيرة نكتفي بإيرادها في دفْع تلك الفِرية، ولو شئنا تعداد سائر أعمالهم الهندسية، لجَرَّنا القول إلى ما لا يتَّسِع المجال لاستقْصائِه.

أما الذي يستدلون على ذلك القُصور المزعوم بإهمال المؤرخين لتراجِم ذوي الفنون؛ كالمهندسين وأضرابهم، مع عنايتهم بتراجم غيرهم من العلماء، فلا نكلفهم فيه عناء النظر في أخبار المصنِّفين، وما صنَّفوه بعد أن كفانا السخاويّ المؤونة، بعقْدِه فصلاً في "الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ"، خصَّه بأنواع ما ألف في أخبار الناس وطبقاتهم، من فنِّيين وغيرهم، فسرد منها أربعين نوعًا، يتفرَّع من كل نوع أنواعٌ[7]، وإنما ضاعتْ علينا ثمار هذه الجُهُود بالزُّهد فيها، والرغبة عنها، بعد تقهْقُر العلْم بالمشرق، وقصر الاشتغال على فروع معلومة منه، حتى بلغَ الأمرُ ببعض مُنْتَحليه إلى القول بكراهة النظر في كُتُب التاريخ؛ لأنها في رأيه أحاديثُ ملفَّقة، وأكاذيب منمَّقة، فما الذي كان يُنتظر بعد هذا، سوى أن تُحَوَّل هذه النفائس إلى مسارح للعُثِّ في الخزائن، أو لفائف للحلوى في الأسواق؛ بل ليس لنا أن نقول: ألّفوا ولم يؤلفوا بعدما رزئتْ خزائن الشرق والغرب بمن جعلها طعمة للماء والنار، وفيها جمهرة ما أنتجتْه العُقُول في العصور الإسلاميَّة.

وبعدُ، فلنشرع في ذكر مَن ظفرنا بهم منَ المهندسين، مرتبين على العُصُور بحسب الإمكان، وسنرى بينهم مَن كان يقرن بالهندسة علومًا أخرى، ولا سيما الحكمية؛ لأن الهندسة فرع منها.

أحمد تيمور



1- عمر الوادي

نسبة إلى وادي القرى الذي بين المدينة والشام، وكان من قدماء المهندسين الإسلاميين، ذَكَرَه ياقوت في "معجم البلدان" في كلامه على هذا الوادي، فقال ما نصه: "عمر بن داود بن زاذان مولى عثمان بن عفان - رضي الله عنه - المعروف بعمر الوادي المغني، وكان مهندسًا في أيام الوليد بن يزيد بن عبدالملك، ولما قُتل هرب، وهو أستاذ حكم الوادي، انتهى.

وذكره أيضًا "أبو الفرج" في كتاب "الأغاني" فقال: إن جده زاذان كان مولى عمرو بن عثمان بن عفان، وأن عمر هذا كان مهندسًا، وكان طيِّب الصوت شجيّه، فتعلَّم الغناء وأتْقنه، واتَّصل بالوليد بن يزيد، فتقدَّم عنده جدًّا، وقتل الوليد وهو يغنيه، فكان آخر العهد به، وله أخبار معه مذكورة في هذا الكتاب.



2- عبدالله بن محرز

كان من مهندسي القرْن الثاني، ولم نقفْ له على ترجمة، وإنما ذَكَرَهُ اليعقوبي في كتاب "البلدان"، فيمن هَنْدَسَ بغداد من المهندسين، وخلاصة ما ذكره: أن المنصور العباسي لَمَّا شرع في بناء بغداد، قسم أرباضها إلى أربعة أرباع، وقلَّد للقيام بكلِّ ربعٍ رجلاً من المهندسين، وضمَّ إليه اثنين من رجاله للإشراف على الأعمال، بعدما بيّن لأصحاب كل ربع ما يصير لكل رجلٍ من الذرع، وما قَدَّرَه للحوانيت والأسواق والمساجد والحمامات، فقلَّد عبدالله بن محرز المهندس الربع الذي من باب الكوفة إلى باب الشام، وشارع طريق الأنبار إلى حدِّ ربض حرب بن عبدالله، وجعل معه من رجاله سليمان بن مجالد، وواضحًا مولاه.



3- الحجاج بن يوسف

منَ المهندسين الأربعة الذين هندسوا بغداد، لما شرع المنصور في بنائها، وقسَّم أرباضها إلى أربعة كما تقدَّم، وكان متقلِّدًا العمل في الربع الذي من باب الشام إلى ربض حرب، وما اتصل بربض حرب وشارع باب الشام، وما اتَّصل بذلك إلى الجسر على منتهى دِجْلة، وكان معه من رجال المنصور للإشراف على الأعمال، حرب بن عبدالله وغزوان مولاه.



4- عمران بن الوضاح

من المهندسين الأربعة الذين هندسوا بغداد لما شرع المنصور في بنائِها، وكان متقلِّدًا العمل في الربع الذي من باب الكوفة إلى باب البصرة، وباب المحول والكرخ، وما اتَّصل بذلك كله، وكان معه من رجال المنصور المسيب بن زهير والربيع مولاه.



5- شهاب بن كثير

من المهندسين الأربعة الذين هندسوا بغداد، وكان متقلِّدًا العمل في الربع الذي من باب خراسان إلى الجسر الذي على دجلة، مادًّا في الشارع على دِجلة إلى باب قُطْرُبُّل، وكان معه من رجال المنصور: هشام بن عمرو التغلبي، وعمارة بن حمزة، ذَكَرَه اليعقوبي في كتاب "البلدان"، مع الثلاثة الذين تقدَّموه.



6- بنو موسى بن شاكر

وهم محمد وأحمد والحسن، وكان أبوه موسى من البارعين في الهندسة، إلا أنه تفرَّغ لعلم النجوم، واختص بصحبة المأمون، وكان بنوه الثلاثة أبْصَر الناس بالهندسة، والحيل والحركات، والموسيقا، وعلم النجوم، فبرع محمد في الهندسة والفلك، وتوفِّي سنة 259هـ.

وتفرَّغ أحمد لعلْم الحيل "الميكانيكا"، ففتح له فيه ما لم يفتح مثله لغيره من القدماء المحقِّقين بالحيل، مثل "إيرن" وغيره، وانفرد الحسن بالهندسة، فكان له طبع عجيب فيها، لا يدانيه أحد، وتخيُّل قويّ، حدث نفسه باستخراج مسائل لم يستخرجْها أحد من الأولين، كقسمة الزاوية بثلاثة أقسام متساوية، وغير ذلك.

ولما مات أبوهم موسى، تركهم صغارًا، فكفلهم المأمون، وأثبتهم مع يحيى بن أبي منصور في بيت الحكمة، فخرجوا نهاية في علومهم، وهم الذين قاسوا الدرجة الأرضية للمأمون، ذكره القفطي وأثْنى عليهم، وذكرهم أيضًا ابن النديم في طبقة المهندسين المحدثين.

ولم يكتفِ هؤلاء الإخوة بما نفعوا به الناس من علومهم، بل قرنوا هذا الفضْل بفضل آخر، فاقتدوا بسيدهم في ترجمة الكُتُب النافعة، ونشرها بين الأمة، وأتْعبوا أنفسهم في شأنها، وأنفذوا إلى بلاد الروم من أخْرجها لهم، وأحضروا النقلة من الأصقاع الشاسعة، والأماكن البعيدة، وتولوا الإنفاق على ذلك من أموالهم.

أمَّا قياسهم الدّرجة الأرضية، فقد فصّل الكلام عليه ابنُ خلكان، فآثرنا إثبات كلامه بنصه لما فيه من الفائدة قال: "ومما اختصوا به في ملة الإسلام، فأخرجوه من القوَّة للفعل - وإن كان أرباب الأرصاد المتقدمون على الإسلام قد فعلوه، ولكنه لم ينقل أن أحدًا من أهل هذه الملة تصدى له وفعله إلاّ هم - وهو أنّ المأمون كان مغرى بعلوم الأوائل وتحقيقها، ورأى فيها أن دورة كرة الأرض أربعة وعشرون ألف ميل، كل ثلاثة أميال فرسخ، فيكون المجموع ثمانية آلاف فرسخ، بحيث لو وضع طرف حبل على أية نقطة كانت من الأرض وأدرنا الحبل على كرة الأرض حتى انتهينا بالطرف الآخر إلى ذلك الموضع من الأرض، والتقى طرفا الحبل، فإذا مسحنا ذلك الحبل كان طوله أربعة وعشرين ألف ميل.

فأراد المأمون أن يقفَ على حقيقة ذلك، فسأل بني موسى المذكورين عنه، فقالوا: نعم هذا قطعي، فقال: أريد منكم أن تعملوا الطريق الذي ذكره المتقدمون، حتى نبصر هل يتحرر ذلك أم لا؟ فسألوا عن الأراضي المتساوية في أي البلاد هي، فقيل لهم: صحراء سنجار في غاية الاستواء، وكذلك وطآت الكوفة، فأخذوا معهم جماعة ممن يثق المأمون إلى أقوالهم، ويركن إلى معرفتهم بهذه الصِّناعة، وخرجوا إلى سنجار، وجاؤوا إلى الصحراء المذكورة، فوقفوا في موضع منها، وأخذوا ارتفاع القطب الشمالي ببعض الآلات، وضربوا في ذلك الموضع وتدًا، وربطوا فيه حبلاً طويلاً، ثم مشوا إلى الجهة الشمالية على استواء الأرض من غير انحراف إلى اليمين أو اليسار حسب الإمكان، فلما فرغ الحبل نصبوا في الأرض وتدًا آخر، وربطوا فيه حبلاً طويلاً ومشوا إلى جهة الشمال أيضًا كفعلهم الأول، ولم يزلْ ذلك دأبهم، حتى انتهوا إلى موضع أخذوا فيه ارتفاع القطب المذكور، فوجدوه قد زاد على الارتفاع الأول درجة، فمسحوا ذلك القدر الذي قدروه من الأرض بالحبال، فبلغ ستة وستين ميلاً وثلثي ميل، فعلموا أن كل درجة من درج الفلك يقابلها من مسطح الأرض ستة وستون ميلاً وثلثان.

ثم عادوا إلى الموضع الذي ضربوا فيه الوتد الأول، وشدوا فيه حبلاً، وتوجهوا إلى جهة الجنوب، ومشوا على الاستقامة، وعملوا كما عملوا في جهة الشمال من نصب الأوتاد وشدِّ الجبال، حتى فرغت الحبال التي استعملوها في جهة الشمال، ثم أخذوا الارتفاع فوجدوا القطب الشمالي قد نقص على ارتفاعه الأول درجة، فصح حسابهم، وحققوا ما قصدوه من ذلك، وهذا إذا وقف عليه من له يد في علم الهيئة ظهر له حقيقة ذلك.

ومن المعلوم أنَّ عدد درج الفلك ثلائمائة وستون درجة؛ لأن الفلك مقسوم باثني عشر برجًا، وكل برج ثلاثون درجة، فتكون الجملة ثلاثمائة وستين درجة، فضربوا عدد درج الفلك في ستة وستين ميلاً[8]؛ أي: التي هي حصة كل درجة فكانت الجملة أربعة وعشرين ألف ميل، وهي ثمانية آلاف فرسخ، وهذا محقَّق لا شك فيه.

فلما عاد بنو موسى إلى المأمون وأخبروه بما صنعوا، وكان موافقًا لما رآه في الكتب القديمة من استخراج الأوائل، طلب تحقيق ذلك في موضع آخر، فسيرهم إلى أرض الكوفة وفعلوا كما فعلوا في سنجار، فتوافق الحسابان، فعلم المأمون صحَّة ما قَرَّره القدماء"، انتهى.



7- الماهاني

أبو عبدالله محمد بن عيسى من علماء الأعداد والمهندسين، ذَكَرَه ابن النديم، وذكر من تآليفه رسالته في النسبة، وكتابًا في ستة وعشرين شكلاً من المقالة الأولى من أقليدس التي لا يحتاج في شيء منها إلى الخلف، وقال القفطي: إنه كان ببغداد، وكان له قدر معروف بين علماء هذا الشأن.



8- الجوهري

العباس علي بن سعيد اشتغل بالفلك، وكان قيمًا بعمل آلات الرصْد، وصحب المأمون فندبه إلى مباشرة الرَّصْد، على ما ذكره القفطي، وقال ابن النديم: إنه كان في جملة أصحاب الأرصاد، والغالب عليه الهندسة، ومِن تآليفه كتاب "تفسير أقليدس"، وكتاب "الأشكال"، التي زادها في المقالة الأولى من أقليدس.



9- يحيى بن منصور الحكيم

هو صاحب الرصْد في أيام المأمون، وكان مُتَبَحِّرًا في علوم الهندسة.
قال: إذا غلبت القوة الغضبية والشهوانية العقل، لا يرى المرء الصحة إلا صحة جسده، ولا العلم إلا ما استطال به، ولا الأمن إلا في قهر الناس، ولا الغنى إلا في كسْب المال؛ وكل ذلك مخالف للقصْد، مقرِّب من الهلاك.



10- يعقوب بن إسحاق الكندي

كان مهندسًا خائضًا غمرات العلم، وساق المؤرخون تآليفه، وأوردوا شيئًا مِن كلامه، على نَحْو ترجمته في تاريخ الحكماء، وتاريخ الأطباء.



11- الحراني

إبراهيم بن سنان بن ثابت الصابئي الحرَّاني، كان ذكيًّا عاقلاً فهمًا عالمًا بأنواع الحكمة، والغالب عليه فن الهندسة، وكان مقدمًا فيها، وله مقالة في الدوائر المتماسة، ومقالة أخرى في إحدى وأربعين مسألة هندسية من صعاب المسائل في الدوائر، والخطوط، والمثلَّثات، والدوائر المتماسة، وغير ذلك، وألَّف مقالة ذكر فيها الوجْه في استخراج المسائل الهندسية بالتحليل والتركيب، وسائر الأعمال الواقعة في المسائل الهندسية، وما يعرض للمهندسين ويقع عليهم من الغلط من الطريق الذي يسلكونه في التحليل إذا اختصروه على حسب ما جرتْ به عاداتهم، وله مقالة مختَصرة في رسْم القطوع الثلاثة وغير ذلك، ذَكَرَه القفطي وابن النديم.



12- ابن كرنيب

أبو العلاء بن أبي الحسن بن كرنيب، كان من أصحاب علوم التعاليم والهندسة، ذَكَرَه ابن النديم؛ وذكره أيضًا القفطي في ترجمة أخيه الحسين، وقال: إنه كان يتعاطَى الهندسة، أما أخوه المذكور فكان في نهاية الفضل والمعرفة والاضطلاع بالعلوم الطبيعيَّة.



13- ابن أبي رافع

أبو محمد عبدالله بن أبي الحسن بن أبي رافع، ذَكَرَه ابن النديم، ولم يذكر له إلاّ رسالته في الهندسة.



14- الكرابيسي

أحمد بن عمر، قال ابن النديم: كان من أفاضل المهندسين، وعلماء الأعداد، وله كتاب "تفسير أقليدس"، وكتاب "حساب الدرر"، وكتاب "الوصايا"، وكتاب "مساحة الحلقة"، وكتاب "الحساب الهندي"، وذكره أيضًا القفطي وقال عنه: "تَقَدَّم في هذا الشأن، وله فيه أمكن إمكان"، ثم ساق مؤلفاته المذكورة.



15- المكي

جعفر بن علي بن محمد المهندس المكي، له من الكتب: "كتاب في الهندسة"، و"رسالة المكعب"، كذا في "الفهرست"؛ لابن النديم.



16- يوحنا القس

واسمه يوحنا بن يوسف بن الحارث بن البطريق، وكان فاضلاً ومن كبار علماء الهندسة، وممن كان يُقْرَأ عليه كتاب "أقليدس"، وغيره من كتب الهندسة، وكان من المترجمين عن اليونانية.

وله من التآليف كتاب "اختصار جدولين في الهندسة"، ومقالة في البرهان "على أنه متى وقع خط مستقيم على خطَّيْن مستقيمَيْن موضوعَيْن في مسطّح واحد، سيّر الزاويتين الداخلتَيْن اللتَيْن في جهة واحدة أنقص من زاويتين قائمتين"، ذَكَرَه القفطي وابن النديم.



17- بنو أبي الرداد

كان جدّهم عبدالله بن عبدالسلام بن عبدالله بن الرداد من البصرة، ثمَّ انتقل إلى مصر وحدّث بها، ويكنى بأبي الرَّداد، ولقبه المقريزي بالعلم.
فلما بنى المتوكِّل العباسي المقياس الكبير بالروضة المعروف بالجديد في أول سنة 247هـ[9]، أَمَرَ أن يسند قياسه لرجل من المسلمين، فتولاه أبو الرّداد هذا إلى أن توفي سنة 266هـ[10]، ثم بقي في أيدي أولاده على توالي الأجيال إلى اليوم، لم يخرج عنهم إلا فترة قصيرة، ثمَّ عاد إليهم ويعرفون الآن ببني الصواف، ومنهم صديقنا الفاضل مصطفى بك الصواف المهندس بوزارة الأشغال، والمتولي على المقياس الآن أحد أبناء عمه[11].
ولم نقفْ على أخبار مفصلة لأفراد هذه الأسرة، وإنّما يذكرهم المؤرخون عند وفاء النيل كل عام، وطلوع المتولي منهم إلى سلطان مصر؛ لإنبائه بالوفاء، غير أننا رأينا في بعض التواريخ التعبير عن بعضهم بقاضي النيل تارة، وبمهندس النيل أخرى، فلا يبعد أن يكون فيهم من درس هندسة الماء، فاستحق هذا اللقب، ولهذا آثرنا ذكرهم، وعسى أن يكشف لنا البحث فيما بعدُ جليَّة أمرِهم.



18- الفرغاني مهندس ابن طولون

يقال: إن اسمه سعيد بن كاتب، وكان من المهندسين النصارى بمصر في القرن الثالث، واختص بأحمد بن طولون، فتولى له بناء أبنيته؛ كالمسجد، والعين، والسقاية، وغيرها، ولم يذكر المقريزي اسمه في خططه، بل عبر بالنصراني، ووصفه بالحذق في الهندسة، وحسن التبصُّر بها، وحكى أن ابن طولون غضب عليه مرة فسجنه، ثمَّ لما أراد بناء جامعه، قدروا له ثمانمائة عمود، فلم يجدوها، وتورَّع عن نقلها من الكنائس ونحوها من الأماكن، وتعذب قلبه بالفكر، وبلغ هذا المهندس الخبر فأرسل إلى سجنه يقول: أنا أبنيه لك بلا عمد إلا عمودي القبلة، فأحضره ورضي عنه، فبنى له جامعه كما وَعَد.



19- علي بن أحمد

ذَكَرَه ابن النديم بهذا اللَّقب في سياقه لأسماء صناع الآلات الفلكيَّة، ولم يترجمه، وذكر القفطي مهندسَيْن بهذا الاسم، أحدهما: على بن أحمد العمراني الموصلي، العالم بالحساب والهندسة، وأحد المولعين بجمْع الكتب، وكان فاضلاً تأتي إليه الطلبة من البلاد النازحة للقراءة عليه، وتقصده الناس للاستفادة ومنه ومِن كتبه، وكانت وفاته سنة 344هـ.
والآخر: علي بن أحمد الأنطاكي المكنى بأبي القاسم المجتبى، وكان قيمًا بعلْم العدد والهندسة غير مدافع في ذلك، وله التصانيف الجليلة، قال عنه هلال بن المحسن الصابئي في "تاريخه": "في سنة ست وسبعين وثلائمائة في يوم الجمعة الثالث عشر من ذي الحجة توفي أبو القاسم علي بن أحمد الأنطاكي الحاسب المهندس"، انتهى.
فلا ندري: هل أراد ابن النديم أحدهما، أم الذي ذكره ثالث غيرهما؟



20- الصاغاني

أبو حامد أحمد بن محمد: كان فاضلاً في الهندسة والهيئة، إلا أنه تفرَّغ للهيئة، وكان يحكم صناعة الاصْطرلاب، وله زيادة في الآلات القديمة، وعليه اعتمد عضد الدولة في المرصد ببغداد ذكره القفطي، وقال توفِّي في ذي الحجة سنة 379 هـ ببغداد.



21- الحراني

قرّة بن قبيطا، ممن أتقن مصورات البلدان (الخرائط)، قال ابن النديم: "عمل صفة الدنيا وانتحلها ثابت بن قرَّة الحراني، ورأيت هذه الصِّفة في ثوب دبيقي خام بأصباغ، وقد شمعت الأصباغ".



22- ابن وهب

الحسن بن عبيدالله بن سليمان بن وهب، من بيت مشهور بالرِّئاسة، وكانتْ له نفس فاضلة في علْم الهندسة، وكان مشاركًا فيها نعْم المشاركة، وله من التصانيف كتاب "شرح المشكل من كتاب أقليدس"، ومقالة في النسبة، ذكره القفطي.



23- أبو أيوب

عبدالغافر بن محمد، أحد المهرة في علْم الهندسة، وله تأليف حسن في الفرائض، ذَكَرَه صاعد في "طبقات الأمم".



24- السرى

عبدالله بن محمد، كان عالمًا بالعدد والهندسة، وكان بالأندلس مدة الحكم المستنصر، وكان يعظمه ويروم الاستكثار منه، فيقبضه عنه ويكفه عن مداخلته زهده، كذا في "طبقات الأمم"؛ لصاعد.



25- ابن أبي عيسى الأنصاري

أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد، كان متقدِّمًا في العدد والهندسة والنجوم بالأندلس، وكان يجلس لتعليم ذلك في أيام الحكم، ذكره صاعد، وذكر عن مسلمة بن محمد المرحيطي أنه كان يقر له في صناعة الهندسة بالسبق، وفي سائر العلوم الرياضية.



26- الأقليدي

عبدالرحمن بن إسماعيل بن زيد المعروف بالأقليدي، كان متقدِّمًا في الهندسة، معتنيًا بصناعة المنطق بالأندلس، وله تآليف، ورحل إلى المشرق أيام المنصور بن أبي عامر، وتوفي هناك، ذكره صاعد.

ــــــــــــــــــــ

[1] الآطام بالمد: قصور عالية محصنة كانت للعرب - واحدها أُطْم بضم فسكون، أو بضمتين، وهي من النوع المعروف عند الإفرنج باسم شاتوفورد Chateaufort، وكانت كثيرة، يعرف كل أُطم منها باسم، كالمستظل، والضحيان، وفارع... إلخ.

[2] رأى الرشيد سحابة كان الناس يرجون أمطارها، فلم تمطرْ فنظر إليها، وقال: "أمطري حيث شئتِ والخراج لي"، وهو عين ما نعبِّر عنه اليوم بقولنا: الشمس لا تغيب عن أملاك بعض الدول.
[3] انظُر تفصيل ذلك في خلافة المتوكل مِن "مروج الذهب"؛ للمسعودي.
[4] ذكر المقريزي في خططه: أن مساكن الفسطاط كانت على خمس طبقات وست وسبع، أما وصف القصور المشهورة فمفرق بين هذه "الخطط"، و"نفح الطيب"، و"معجم البلدان"؛ لياقوت، وغيرها.
[5] عن "الدرر الكامنة" وغيره.
[6] عن "إرشاد الأريب"؛ لياقوت، و"الدر المنتخب"، وفيهما تفصيل ذلك.
[7] من هذه الأنواع طبقات المهندسين خاصة، وقد ذكر المؤلف من طبقات غيرهم من الفنيين، وذوي الصنائع والأعمال، ما لم يكنْ يظن أنهم عنوا به، وأفردوه بالتأليف.
[8] هكذا بالنسخة، وفي العبارة سقط، والصواب: (في ستة وستين ميلاً، وثلثي ميل)، كما لا يخفى.
[9] كذا في "خطط المقريزي"، وقال ابن خلكان: سنة 246هـ.
[10] قال ابن خلكان: سنة 266 أو 279هـ.
[11] حبذا لو خلعت هذه الأسرة رداء هذا اللقب الجديد، وأحيتْ لقب أبي الرداد القديم، فإن بقاء نسبها أكثر من عشرة قرون متسلْسلاً معروفًا في كل جيل يندر وقوعه في غير بيوت الملك، وكان هذا المهندس في حياة المغفور له تيمور باشا.

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الطب والعلوم
  • برنامج: الندوة العالمية التاسعة لتاريخ العلوم عند العرب
  • نحو صياغة جديدة للتاريخ والعلوم
  • أعلام المهندسين في الإسلام (2)
  • أعلام المهندسين في الإسلام (3)
  • المهندسون عقول وآمال
  • ما هو سر إبداع المهندس المعماري المسلم ؟

مختارات من الشبكة

  • عرض كتاب معجم أعلام التعمية واستخراج المعمى في التراث العربي والإسلامي (معجم أعلام الشفرة وكسرها)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حث الطلاب على الجمع بين علم التفسير والحديث والفقه(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مخطوطة نشر الإعلام شرح البيان والإعلام بمهمات أحكام أركان الإسلام (ج2)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • خصائص ومميزات علم أصول الفقه: الخصيصة (3) علم أصول الفقه علم إسلامي خالص(مقالة - آفاق الشريعة)
  • البحث في علم الترجمة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • علم المصطلح وعلم اللغة: أبعاد العلاقة بينهما(مقالة - حضارة الكلمة)
  • من أعلام الإسلام: أنس بن مالك(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من أعلام الإسلام: ابن هبيرة(مقالة - موقع الأستاذ الدكتور فؤاد عبدالمنعم أحمد)
  • من أعلام الإسلام: ابن هبيرة (PDF)(كتاب - موقع الأستاذ الدكتور فؤاد عبدالمنعم أحمد)
  • أعلام الإسلام في كل مكان(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 


تعليقات الزوار
1- شكرا
محمود - مصر 22-08-2009 12:57 PM

رحم الله العلامة احمد تيمور
نريد من الألوكة المزيد من تاريخ العلوم عند العرب وروائع تراثنا وحضارتنا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب