• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. أحمد الخاني / مقالات
علامة باركود

ندوة الأحد للدكتور راشد المبارك

د. أحمد الخاني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/3/2016 ميلادي - 27/5/1437 هجري

الزيارات: 11428

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ندوة الأحد

الدكتور راشد المبارك 1402هـ


السيرة الذاتية

• الاسم: راشد بن عبد العزيز بن حمد آل مبارك.

 

• أسرة آل مبارك، أسرة المترجم، له أسرة عرفت في الأحساء ومنطقة الخليج كافة منذ مايقرب من ثلاثمائة عام بانشغالها بعلوم الشريعة واللغة، والشغف بالشعر والأدب، لذلك كان لهذه البيئة العلمية والمحيط الثقافي أثره الواضح على اهتمام وتوجه الناشئ من هذه الأسرة، ولأن الجواذب لاهتمام الناس في ذلك الوقت من إذاعة وصحافة وتلفاز ومايشغل بعضهم من ضجيج الكرة وأضوائها معدومة أو قليلة، صار الاهتمام ينصرف إلى الجاذب الثقافي، وكانت الأسرة تشجع ناشئتها عليه وتجعله موضع تنافسهم وتسابقهم.

 

• أتم مرحلة التعليم العام في بلده الأحساء ودرس المرحلة الجامعية بكلية العلوم في جامعة القاهرة وأكمل دراساته العليا في بريطانيا.

 

• من المؤكد أن يكون لما يقرؤه الفرد في مجالات المعرفة المختلفة ومن يخالط ومايخالط الناس والبيئات وأنماط الحياة أثر في تكوين الفرد ومنه تفكيره وتوجهه والموفق من يكون مثل النحلة تمتص من كل الأزهار المفيد من رحيقها.. وأما الذي دعا إلى التخصص في جانب من العلم الطبيعي فهو الشعور بأنني لن أفتح باباً على جديد لو اتجهت لما كانت الأسرة تشتغل به من علوم الشريعة واللغة والأدب وقد عشت بين الأسرة واستفدت من معارفها، لذلك جاء تفضيل أن أضيف إلى ذلك مالم يكن معروفاً في تلك البيئة آنذاك.

 

• الشيخ عبد العزيز الرفاعي رحمه الله ومد عليه ظل كرامته له فضل السبق بكونه أول من سن هذه السنة الحسنة وهي إقامة لقاء أسبوعي يجمع نخبة من ذوي الثقافة والأشواق المتوافقة يتبادلون فيما بينهم معارفهم ومايجد في ساحتهم من عطاء غير أن ندوة الشيخ الرفاعي كانت مقصورة على تداول الشعر والأدب إذ كان ذلك الجامع المشترك لروادها، على أن ندوة الأحد هي التالية لها في الزمن وهي الأولى في المملكة التي كان لها منهج يشتمل على جل أنواع المعرفة من علوم طبيعية واجتماعية وسياسية واقتصادية وشعر وآداب، فهي أوسع امتداداً في ساحة الفكر والوجدان، ولها جدول منظم يعد قبل بدء الندوة بمدة كافية، توكل موضوعاته إلى أعلام متخصصين فيما يطلب إليهم الحديث فيه، فهي جامعة مفتوحة تعقد كل أسبوع ولاتتوقف حتى في سفر صاحبها إذا استثنينا من ذلك إجازة الصيف والأعياد.

 

• مع أن المحتوى والمضمون لأي عمل معرفي هو الجوهر الذي يجب أن يحرص عليه إلا أن ذلك لا يمنع من الاهتمام بالإطار أو الشكل الذي يظهر فيه ذلك المضمون ومن هنا جاء وجوب أن يعطى هذا الأمر حظه من الاهتمام على أن التنبه إلى هذا الأمر وتقديره لايأتي إلا ممن وهب حاسة التذوق لمظاهر الحسن في جميع صوره، والقادر على ذلك من الناس قليل.

 

الندوة الأَحديَّة في سطور:

مدخل:

الندوات بنسقها ومحتواها المعروفة بها في المملكة العربية السعودية أمر حديث العهد ليس في المملكة وحدها بل في أغلب البلاد العربية إن لم يكن في جميعها وإذا قلبنا صفحات تاريخنا في ماضيه البعيد فربما لن نعثر إلا على نماذج قليلة لعل أبرز ماوعته الأوراق منها ماكان يقام في منزل الوزير أبي عبد الله العارض، واسمه على الأرجح الحسين بن أحمد بن سعدان الذي كان وزيراً لصمصام الدولة من سلاطين الدولة البويهية، وقد قيد ماجاء في ذلك أبو حيان التوحيدي في كتابه الممتع (الإمتاع والمؤانسة).

 

وفي الماضي القريب قد لا يجد الباحث ما يذكره باستثناء صالون مي زيادة في القاهرة ومجلس عباس محمود العقاد الذي ينعقد كل جمعة في منزله، على أن مجلس العقاد ليس ندوة إذا علمنا أن من مقومات الندوة المشاركة في الأخذ والعطاء في ما يجري في اللقاء من حديث، ذلك أن مجلس العقاد كان وحيد القطب، فالآخرون يأتون في الغالب لكي يستمعوا إلى العقاد لا ليسمعوه، وليتلقوا عنه لا ليلقوا إليه، فتسمية ذلك المجلس ندوة ليس إلا من باب (ما قارب الشيء أعطي حكمه).

 

وفي الغرب قد لا يختلف الأمر كثيراً من حيث العدد ولكنه اختلف في ما أسفر عنه من نتاج، فقد كانت اللقاءات والنقاش العلمي الذي يتم بين أبرز أفذاذ القرن السابع عشر مثل إسحاق نيوتن صاحب الكشوف الفريدة وروبرت هوك، صاحب القانون المعروف باسمه، ومن يشاركهم في مجال اهتمامهم هما أصل قيام الجمعية الملكية في بريطانيا، وهي لا تزال إلى وقتنا الحاضر من أكبر وأعرق الجمعيات العلمية، وكان يرأسها إلى عهد قريب العالم العربي مايكل عطية، كما كانت حصيلة المناقشات التي كانت تجري في منزل جون لوك في الفكر والفلسفة وبحث مشروعية الركون إلى العقل في الكشف عن الحقيقة هي كتاب جون لوك نفسه الذي سماه: مقالة في العقل البشري.

 

وفي أوائل القرن المنصرم كان التفسير المثير الذي فسر به سلوك الألكترون بما فيه من غرابة وإثارة ثمرة لمناقشات جرت بين أفذاذ من علماء الفيزياء والرياضيات في أوائل القرن المنصرم أمثال نيلز بوهر، وماكس بورن، وهايز نبرج وهم المجموعة التي عرفت باسم مدرسة كوبن هاجن.

 

ومن الوقائع التي يحسن في هذا السياق أن تذكر تلك المناقشات العلمية التي كان الملك فريد ريك الأكبر ملك بروسيا قبل أن تتوحد ألمانيا يخصص لها رائق وقته، يلتقي فيه بصفوة من أعلام الفكر والعلم والأدب والفلسفة ومنهم فولتير يحاورهم مستمعاً إليهم، آخذاً عنهم ومستمعاً لهم وكان يبحث في هذه اللقاءات أحدث الكشوف العلمية وأعقد القضايا الفلسفية.

 

أ- الباعث على إقامة الندوة:

في العقود الأخيرة من القرن الهجري المنصرم غمرت المملكة العربية السعودية وبعض البلاد المجاورة مما عرف بدول الخليج موجة من التدفق المالي بسبب حاجة السوق العالمية إلى النفط، وتصاعد أسعاره بدرجة لم تعهد من قبل، هذه الموجة دفعت الغالبية من الأفراد والمؤسسات والشركات إلى التسابق لنيل نصيب من هذا الفيض وكان هذا الأمر الهاجس الشاغل في اليقظة والمنام لكثير من الناس.

 

وليس ذم هذا التوجه غرضاً من أغراض هذا التعريف فذكره يأتي من باب صلته ببدء هذه الندوة وأنه أحد العوامل التي دعت إلى قيامها ذلك أنه يوجد بجانب الفئة أو الفئات التي شغلها ماتقدم، فئة أخرى لاتنحصر اهتماماتها وأشواقها في غبار الأرض وجواذبها بل تجد راحتها في زاد المعرفة وفسحة من التأمل ووقوف على عطاء الفكر والوجدان ولكنها تلتمس من يشاركها هذا الاهتمام فلا تصل إليه مع وجوده وتبحث عمن يتوجه إلى هذه الوجهة فلا تجده لتعدد الطرق وتشعب المسالك، من هنا جاء التفكير في إيجاد نقطة يلتقي فيها من يحملون هذه الأشواق والاهتمامات.

 

ب- أغراض الندوة:

للندوة أغراض كثيرة أبرزها:

1- إيصال جوانب من المعرفة والثقافة لفئات من الناس يتطلعون إلى ذلك وتصرفهم مشاغل الحياة وأعباؤها عن الوصول الى مبتغاهم عن طريق الدراسة المنهجية أو القراءة المنتظمة.

 

2- مد جسور بين ذوي الثقافات المختلفة ممن مجالهم العلوم الإنسانية مثل الأدب والسياسة والاجتماع والاقتصاد، وممن مجالهم العلوم الطبيعية كالرياضيات والفيزياء والكيمياء والفلك والطب والهندسة ومايدخل في هذا المجال ووقوف كل جانب على مالدى الآخر من ذخائر العلوم والآداب.

 

3- تبادل الخبرات والتجربة بين أصحاب المجالات المختلفة من مجالات المعرفة البشرية والوقوف على مايجد في هذه المجالات.

 

4- تقريب المواقف المتحصنة والأفهام المتباينة وإزالة أو تقليل الحواجز بينها وتعويد النفس على حسن الاستماع للآخر وحسن الظن به وتلمس مواقع الإصابة لديه والأخذ بها.

 

ج- رواد الندوة وعددهم:

الندوة جامعة مفتوحة تناقش فيها -كما مر- علوم التاريخ والأدب.. كما تناقش فيها الذرة والنسبية والفلك والطب والبيئة والفلسفة، وأبوابها مفتوحة للجميع على أن لها رواداً ملازمين أولوها عطاءهم ووفاءهم من أساتذة الجامعتين في الرياض ومن الشخصيات الأخرى التي يسكنها الهم الثقافي وإليهم بعد الله يرجع الفضل في بقاء الندوة ونمائها لعطائهم لها وحرصهم عليها وكل فرد في الندوة صاحب لها بقدر مايجد في نفسه من رغبة واهتمام، على أنه يحضر الندوة ويشارك فيها جل من يفد إلى الرياض من أعلام العلم والأدب والاجتماع ومن القيادات الدينية والسياسية المنتشرين على سطح هذا الكوكب وعدد من يحضر الندوة يقل في بعض الأسابيع حتى لايتجاوز الأربعين ويكثر في بعضها حتى يتجاوز المائة.

 

د- آلية عمل الندوة:

الندوة تنقسم في العام إلى فصلين أحدهما في الخريف وأول الشتاء، والثاني في الربيع وأول الصيف ويكون في كل فصل منها ثلاثة عشر أو أربعة عشر ندوة تعقد كل مساء أحد بعد صلاة العشاء وتمتد إلى مابعد الحادية عشرة مساء. ويعد لكل فصل قبل بدئه بمدة كافية جدول يحتوي على موضوع حديث كل ندوة يسند إلى متخصص في ذلك الموضوع يعد حديثه ويلقيه في مدة ساعة أو نحوها ثم يلي ذلك نقاش أ و حوار من الحاضرين للمتحدث في موضوع حديثه، ويدير الندوة في كل فصل أحد الأشخاص الملازمين لها.

 

هـ- بدء الندوة:

بدأت الندوة في ربيع عام 1402هـ ولاتزال وهي تعقد مساء كل أحد فيما عدا العطلة الصيفية والإجازات.

 

و- الاحتفاظ بموضوعات الندوة:

كل ما يرد في الندوة من أحاديث معدة ومناقشات مسجل الصوت والصورة، والنية متجهة إلى إخراج ذلك على صورة كتب إذا أعان الله على ذلك.

 

ز- بعض من شارك في الندوة من الأعلام من خارج المملكة:

من حضر الندوة وشارك فيها كثر قد يصل مئات نذكر منهم: مؤرخي الأندلس د. حسين مؤنس ود. محمد مكي والأستاذ روجيه جارودي وفضيلة الشيخ محمد الغزالي ومحي الدين صابرمدير عام المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة والأستاذ عبد الهادي أبو طالب مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ود. عبد الرزاق قدورة نائب رئيس منظمة اليونسكو ود. عبد القادر القط أستاذ الأدب بجامعة القاهرة. والشيخ محفوظ نحناح الزعيم الجزائري، ود. حسن الترابي الزعيم السوداني ود. ناصر الدين الأسد وزير التعليم العالي بالأردن وجمس الزغبي رئيس المنظمة العربية لمقاومة التفرقة العنصرية بالولايات المتحدة ود. معروف الدوالي-بي رئيس وزراء سوريا الأسبق، وفضيلة الشيخ مصطفى الزرقا ذو المكانة العلمية المعروفة والأستاذ الدمرداش العقالي المحامي المعروف ود. عدنان بخيت مدير جامعة آل البيت سابقاً بالأردن والأستاذان إبراهيم وقاسم آل وزير من زعماء اليمن والأستاذ الشاعر سليمان العيسى الشاعر السوري المعروف والأستاذ حنا مينا المفكر والكاتب المصري المعروف وغيرهم كثير رحم الله من مضى ووهب الباقين فسحة الأجل.

 

ح- اختيار مواضيع الندوة:

يتم اختيار مواضيع الندوة عن طريق جمع اقتراحات المشاركين ومن ثم يوضع الجدول بما يمكن تحقيقه من اقتراحات.

 

هذا ما أفادنا به الأستاذ الدكتور راشد المبارك، كان بيته في حي الشميسي وكان يلمس فيه الداخل إليه مسحة أندلسية في ذلك البيت العريق أذكر أن طرح سؤال في ثنايا حديث عابر: ما سبب تأخرنا نحن الأمة العربية الإسلامية؟ وطبعاً ستختلف الإجابات استأذنت وقلت: سبب تأخرنا المعتصم. فاشرأبت الأعناق إلي وطمحت الأنظار ثم تابعت الحديث بقولي: إن المعتصم هو سبب تأخر الأمة العربية وتمزقها وتشرذمها.

 

ولما رأيت الأنظار تحدق بالأنظار، أردفت بقولي: لقد عزل المعتصم العنصر العربي عن الحياة سياسياً وعسكرياً، ولم تقم للعنصر العربي قائمة حتى اليوم، لقد توالى على الأمة العربية حكام حققوا لها انتصارات رائعة ولكنهم لم يكونوا عرباً، الذي دحر الصليبيين، والذي رد المغول، والذي توسع في أوربا لم يكونوا عرباً المعتصم هو سبب ضعفنا اليوم.

 

فقال عميد المجلس الدكتور راشد المبارك يحفظه الله أهذا معقول؟رجل واحد يسبب هذا لأمة بأكملها؟

 

فقال الدكتور مصطفى البارودي يحفظه الله: نعم، هذا غورباتشوف قد فتت الاتحاد السوفييتي بالبسترويكا.

 

في المقر الجديد للأحدية المباركية في الروضة يحس الرائي أنه في قصر أندلسي، لقد أصبحت البصمات الأندلسية أوضح مما كانت عليه في الشميسي.

 

وأذكر أنني سمعت من عميد المجلس قوله: إن شعر الطفولة قليل في الأدب العربي كذلك شعر الشعراء بزوجاتهم.

 

وكان يدير الندوة أديب عرفت أنه عميد متقاعد فقال: الشعر العربي كله لون واحد، ألقى قبلي الشاعر فيصل الحجي وألقى غيري بعض أشعاره، ولما جاء دوري ألقيت هذه الرباعية وهي بعنوان:

جوادي

وهذا جوادي في العتاق مقدم
كأن به بركان طود تفجرا
بعرف كنسج الدرع ضافٍ محجل
أغر تراه تحسب الليل مسفرا
وقد بزَّ دُهْم الخيل أَيْداً بمتنه
كما بز شقر الجرد سبقاً مضمّرا
هبوب كهدار الزئير إذا عدا
سبوح كومض البرق لاح مع السرى

 

ثم ألقيت هذه القصيدة:

مي

ناعس الطرف تلالا
زاد حسنا ودلالا
من معين الحسن ينسا
ب على روحي زُلالا
أرسلت لي طيفها البس
ام نبعاً وظلالا
وهي تحبو في عيون ال
فجر خطواً وانتقالا
وفرشت القلب أرضاً
لخطى ميٍّ مجالا
وفؤادي في هواها
حيث مال القلب مالا
كفُّ ميٍّ في جبيني
تطبع النور امتثالا
همساتٌ.. وشوشاتٌ
غردت سحراً حلالا
لثغة العصفور أهدت
ني إلى نفسي منالا
وزهت ميٌّ بعين ال
حسن تختال هلالا
بابتسام ينشر اللطف
على الدنيا جمالا
وجمال النفس بالأل
طاف قد فاق الخيالا

 

وهذه الرباعية بعنوان:

البلبل

رقرق الدمع فانهمر
وسقى منبت الشجر
قال شعراً وما شعر
وبكى رقَّص الزهَر
وبكى نادم الوتر
وبكى أطرب الحجر
وهو يصحو على خدر
عندما ينعس القمر

 

وهذه القصيدة:

بانة

هل ستشكو من زماني
يافؤادي ماتعاني؟
وصحارى عمر نفسي
أقفرت منها الأماني
أوما أضحت جِنانا
إذ أطلت غصن باني
رقص الحب بقلبي
بدموع من جمان
وملأت المهد ورداً
فيه عطر أرجواني
وملأتِ الدار حباً
لم يكن قبلاً عناني
إن أغب عن غصن باني
فغيابي قد شجاني
ولذا صورت حِبي
في سويداء جناني
شاعر قد أُلهم الإحسا
س من نبع الحنان
بانة الحب أناغي
ك بآماق المعاني
عقد الحب لساني
أنت عني ترجماني

 

ما للكحيلة؟

ما للكحيلة؟ ما لها؟
لطف النسيم أمالها
وعليك يا عزف الهوى
قد غردت موالها
فضية، ذهبية
رأد الضحى، آصالها
من مرمر، عاجية
صاغ الهوى تمثالها
وعلى سباتك في الكرى
بعثت إليك خيالها

 

أختم أشعاري بهذين البيتين:

أسرج الموت للفداء حصاني
وعلى زنديَ الحِمام ينام
أنا من أمة تعالت شموخاً
فالعماليق عندنا أقزام

 

صحيح أن شعر الطفولة في أدبنا العربي القديم قليل وكذلك شعر الشعراء في زوجاتهم، أما في العصر الحديث فأنا أدرِّس في الكلية مادة أدب الطفولة، وإنني لأعجب من كثرة شعر الطفولة في أدبنا العربي المعاصر والأستاذ أحمد نجيب في مصر نال جائزة الملك فيصل العالمية بأدب الأطفال وللدكتور أحمد علي كنعان كتاب (الطفولة في الشعر العربي والعالمي).

 

ولصديقنا الدكتور محمد وليد ديوان كامل غناه لطفلته سماه: حكايات أروى.

 

فقال مدير الندوة: إنني أعتذر عما بدر مني، لقد ظننت أن الشعر العربي كله نموذج واحد، ولو سمعت هذا من قبل لما قلت رأيي هذا.

 

الصادق المهدي محاضراً

الصادق المهدي رئيس وزراء السودان الأسبق ورئيس حزب الأمة السوداني، زار الرياض، وبدعوة من الأستاذ الدكتور راشد المبارك ألقى في صالونه الأدبي محاضرة ألقى فيها الضوء على الأوضاع الأخيرة في السودان.

 

أحدية ربيع الأول في ملتقى الدكتور المبارك العلمي والفكري والأدبي، ازدحم المجلس برواده وضيوفه الذين رافقوا الصادق المهدي.

 

بعد الكلمة الترحيبية التي ألقاها مدير الندوة الدكتور محمد هواري ألقى الدكتور محمد علي الهاشمي بعض التصويبات اللغوية لأخطاء وقعت في الأحدية السابقة كقوله:

مشاكل: خطأ والصواب: مشكلات.

 

قدم مدير الندوة المحاضر وشكر عميد المجلس حيث دعاه أكثر من مرة ولبى أكثر من مرة ثم شكر الحضور وبدأ موضوعه بقوله:

 

إننا نبادل الإخوة الحضور صفوة العلماء والمفكرين همومهم فنحن في خندق واحد، إنني سمعت الآن تصويب اللغة التي استبيحت.

 

إن اللغة العربية اليوم مستباحة كالأمة العربية حيث استبيحت أيضا، ونحن علينا أن ننقذ مايمكن إنقاذه من لغتنا وأمتنا.

 

أما عن تطبيق الشرعية في السودان فقد قال المحاضر: إننا في مفترق الطريق في قضايا أهمها:

أولاً: أن بعضاً منا استبقوا السلطة ويريدون أن يطبقوا الشريعة، وفي السودان جماعة غير مسلمة، وإن الظروف المحيطة بنا لا تسمح بهذا النوع من الطرح السياسي دون دعم كاسح، لذلك فإنهم ظلوا يتراجعون خطوة خطوة حتى سلموا الأمر إلى التدويل.

 

ثانياً: العروبة في السودان تمددت عبر القرون وشكلت مزيجاً من عرب وزنوج ونوبيين.. وقد اندمجت هذه العناصر ونسيت أو تناست الفوارق فيما بينها، ما حصل في الطرح الحالي في السودان أنه أيقظ الشعور المضاد.

 

ثالثاً: أفريقيا تشكل حداً خطيراً لأن فيها مسلمين في شمال الصحراء وهم عرب، وجنوبيها زنوج مسيحيون السودان يشكل أفريقيا مصغرة؛ في شماليها وفي جنوبيها، فالمصير ينعكس على أفريقيا كلها سلباً أو إيجاباً.

 

مسألة الديموقراطية في السودان: تطرق لها المحاضر فقال: أصبحت هذه القضية محورية، لقد تأثر التحول الديموقراطي بما يحدث في السودان، حيث قدر الحكم السائد أنه لا يمكن أن يستمر في حكمه إلا بمجموعة من التنازلات، لذلك كان التفاوض حول السلام غير متكافئ، وقد أصبح النظام أسيراً للملفات السوداء في الوسط الدولي وكان الوسطاء في هذه المفاوضات أكثر ميلاً إلى الطرف الآخر، وانتقد المحاضر هذه الاتفاقية فقال عيوب هذه الاتفاقية:

أوقفت الحرب في الجنوب ولم توقف الحرب في الشمال والشرق.

 

دارفور: إقليم مهم في السودان وكان فيه مملكة الفور ثم ضمت إلى السودان، في دار فور قبائل من المزارعين، ولما حصل الجفاف حصلت هجرة وقام صراع على الموارد الطبيعية الرعوية والمائية، بعض الشبان من القبائل العربية فكروا في زعزعة بعض القبائل المستوطنة فأحرقوا مزارعهم، الحكومة المركزية لم تستطع أن تحمي القبائل المستوطنة، لذلك فكر بعض أبنائها أن يحملوا السلاح دفاعاً عن قراهم، وهؤلاء المزارعون قدروا أن خصومهم ليسوا الشباب وإنما السلطة لذلك ألفوا حركة تحرير السودان، ووجهوا سلاحهم نحو السلطة، الحكومة لم تقتصر على الجيش، وإنما وجهت نداء الى القبائل فلبت النداء بالسلاح، ولولا ذلك لما دخلت الأسرة الدولية إلى السودان، والنازحون إلى تشاد وغيرها وهم يعدون أكثر من مليون إنسان حملوا معهم قصصاً مروعة، فنقلت إلى المنظمات الدولية وهذه المنظمات هي التي حركت الرأي العام الغربي فأصدر مجلس الأمن القرار رقم5191يفرض الرقابة على كل الأحداث في دار فور، ويمنع الطيران العسكري السوداني أن يحلق فوق دار فور، ومن اخترق هذه القوانين يقدم إلى محاكمة دولية، ثم جاء القرار5193بعد أن زار وزير الخارجية الأمريكية الأسبق كولن باول دار فور وخرج بقرار أنه لاتوجدإبادة جماعية في هذه المنطقة، وقد عاتبه اللوبي على هذا الإعلان، لذا بعث وفداً أمريكياً للتحري في هذه المسألة فقال تقرير هذا الوفد: نعم توجد إبادة جماعية، في دارفور وأعلن كولن باول بعد هذا التقرير أنه توجد إبادة جماعية، أرسل مجلس الأمن الدولي لجنة للتحقيق ومكثت ثلاثة أشهر في دار فور فجاء تقريرها: لاتوجد إبادة جماعية في دار فور واقترحت هذه اللجنة تقديم 51شخصاً إلى المحاكمة لكن الحكومة رفضت هذه الاقتراح.

 

وأخيراً اقترح المحاضر أن يكون الحل للمشكلة السودانية أن يعقد مؤتمر على غرار مؤتمر الطائف ينظر إلى الأمور بميزان عادل.

 

وقال: مهما تكن الأمور صعبة وعسيرة فهناك فرص للمخرج بطرق سلمية يحقق حكماً ديموقراطياً متيناً، فالجميع أمام هذه الظروف التي تحاول الهيمنة الدولية أن توظفها من جهتها.

 

نحن نتطلع إلى مستقبل له وفاء، أو وفاء له مستقبل، وشكراً.

 

قال مدير الندوة: كلنا وقعنا في مصيدة. قانون المحاسبة، سورية، السعودية، إنها عملية تركيع حتى نرضخ.

 

عودة إلى المداخلات:

قال عميد الندوة الدكتور المبارك: عندي استشكال وبعض الأسئلة، الاستشكال: هو أننا نرى منذ أكثر من نصف قرن منذ الثورة المصرية هذا الحدث المزعج وهو فتح الباب أمام الدول العربية للانقلابات، فكيف استطاع هذا الحدث أن يغير المنطقة؟

 

إذا استثنينا الحفاظ على الوحدة الجغرافية، ما الجدوى السياسية والثقافية والاقتصادية؟

 

وكيف خرجت النبتة بين الشمال والجنوب وهي دار فور؟

هل هبطت عليهم من السماء؟ وأخيراً ذكرتم عن الأشخاص الذين طلبوا للمحاكمة الدولية هل هؤلاء ممن تولوا الأحداث أم يشمل بعض أهل مراكز السلطة؟ وإذا كان رئيس الحكومة قد أقسم ألا يسلمهم فهل هذا من الحكمة؟ وقد نسب إلى السيد الصادق أن موقفه مغاير، فهل هذا هو الموقف الحكيم عندما أيدتم تسليم هؤلاء؟ أختم كلامي بأن ميلنا المتكبر في إصدار براءة للذات والدكتور محمد الهواري مهد للندوة بأن صب جام غضبه على هيئة الدفاع عن حقوق الإنسان وشكراً.

 

رد المحاضر:

أقول: لا للاحتفاظ بالوحدة بالقوة، نعم لانفصال الجنوب عن الشمال، نعم وافقنا على محاكمة المطلوبين دولياً فلا يمكن معاندة القرار الدولي، ولا يمكن التعامل مع الأسرة الدولية بأسلوب عشائري وهذه العنتريات خاطئة. وشكراً.

 

الشاعر:

قلت للدكتور راشد: مثلك يجب أن يكون شاعراً فأسمعني مقطوعة.

قلت: لعل هذه من شعرك.

قال: نعم. قلت: أنا اكتشف شاعرية المشاهير قال: لي ديوان ثم بعد حين قدمه إلي. وكتب عليه هذا الإهداء.

الأخ د. أحمد الخاني ((خفقات جناح إذا لامست بعض أوتارك فذلك مبعث سرور)) مع التحية راشد.

 

وعنوان الديوان: رسالة إلى ولاّدة.

قلت: يا دكتور أنا حاورت الفريق يحيى المعلمي وسألته هذا السؤال: هل تتحرج يا أباعبد الله من الأسئلة العاطفية؟

قال: بالعكس. قلت: نظرية تقول (العظماء لا يحبون)

فقال: العظماء هم الذين يحبون.

قلت هذا للدكتور راشد وسألته رأيه في الحب.

فقال: إن الذي لا يحب لا يعرف معنى الحياة.

 

((رسالة إلى ولاّدة))

قراءة في هذا الديوان:

الحنان، الشفقة، الفرح، الحزن، الحب.. عواطف إنسانية لاوطن لها، ولا زمان يحدها ولامكان... إنها حظ مشترك بين بني آدم وبين بنات حواء.

 

ولعل البيئة لها سرها وتأثيرها في النفوس، ولعل حظنا نحن الشرقيين من الحب أن يكون حزيناً، نعم، ربما كان هذا قدرنا، فمنذ هند بنت العجلان والمرقش الأكبر في الجاهلية الذي مات عشقاً، إلى شعراء الحب العذري في الإسلام، فإنا نجد وتراً ما زلنا نترنم على ألحانه أو إن شئت فقل: على آهاته وأناته، وقد حفظ لنا كتاب (مصارع العشاق) باقات من أخبار أولئك العاشقين وكذلك كان صنيع ابن القيم في كتابه القيم: (روضة المحبين).

 

أما ابن حزم الاندلسي فقد أطلعنا على لون آخر من الحب في كتابه (طوق الحمامة) ذلك الكتاب العجيب الذي يحكي فنون الحب بطرف العين في وصلها وهجرها ووعدها ووعيدها...

 

نحن الآن أمام فن جديد من فنون الحب هو ديوان: (رسالة إلى ولادة). للشاعر صاحب الصالون الأدبي الأندلسي وهو الأستاذ الدكتور راشد المبارك.

 

لا أريد لهذه القراءة أن تكون نقدية فالنقد يعبث بالفن، بين تصويب خطأ لغوي أو العدول عن اللفظ المفضول إلى البديل الأفضل، والنقد البنيوي وتشريح النص وهذا أسوأ تعبير في تاريخ النقد الأدبي منذ الإمام الجرجاني إلى عصرنا هذا حيث نمت لوثة الحداثة وألفاظها المقززة فالتشريح للجثة بينما النص الأدبي كائن جميل ينبض بالحيوية والحياة..

 

قراءتي لقصائد هذا الديوان إنما هي قراءة تذوق وهذه الذائقة كفيلة بأن توصلني إلى كنه أسرار النص وما فيه من جمال.

 

قرأت الديوان مرة فاكتشفت أغواره وأنجاده وسهوله والقمم فيه وشدني كما شد قاسم بن علي الوزير مقدم الديوان، وسحرني كما سحر سليمان العيسى الذي تناغم مع الشاعر مبادلاً إياه إعجاباً بإعجاب وقريضاً بقريض. وقرأت الديوان قراءة ثانية متأنية فاكتشفت مالم يكتشفه غيري، أوربما هكذا كان ظني. اكتشفت في ديوان هذا الشاعر أنه عاشق، وأدركت قصة العشق هذه من آخرها إلى أولها، حيث صرح الشاعر عن وطن محبوبته في آخر قصائد الغزل.

 

ولنسر معاً قارئي العزيز مع هذه الرحلة الشاعرية الفذة في أخبار الشعراء العشاق.

 

رحلة غرام:

شاعرنا الدكتور راشد فنان يلعب بعواطف قارئه في ديوانه حيث رتب قصائده دون تاريخ وجعل فك الطلسم أو سر اللغز أو شيفرة الحب في آخر القصائد الغرامية، ولا نريدأن نستبق الطريق بل نجري مع الشاعر في رحلة الظمأ الذي لايرتوي.

 

تطالعنا مقطوعة في أول خطوة في الطريق بعنوان:

هذه الصفحات

خفقات من جناح عاشق
أيكة تخضل من بوح كنار
قطع العمر حنيناً ظامئاً
لندى ورد إلى ذوب نضار
باحثاً في عطش في لهفة
عن ينابيع وعن ضوء نهار
ياحنين الضوء أظمأت الظما
في حشاشاتي وأبعدت المدار

 

والآن أتمثل تجربة الشاعر الوجدانيةأو الشعورية لأرى كيف عبر عنها بقيمة تعبيرية:

سافري بي عن عالمي قد سئمت الـ ♦♦♦ ناس والأرض.. قد مللت الطريقا

 

إنها فورة عاطفية أقرب إلى الشكوى بل هي الشكوى من الواقع لتنقله حبيته من عالم الناس الممل إلى عالمها هي المخضل الوريق:

(دورق المفاتن)

الصقي دورق المفاتن في صدري ♦♦♦ ليطفي بين الضلوع حريقا

 

وليس بعد ذا إلا السكر من الرضاب ودنان الحميا

كما يقول الشاعر:

أسكريني من الرحيق المصفى
في ثناياك لاأرى أن أفيقا
أترعي الكأس من دنان حمياك
ليَروى الفؤاد لا ليذوقا

••••

أحبك أدري

بلا أمل في وفاق

بلا نجوة من عذاب احتراق

بلا رشفة من سلاف مذاق

تعتق من كرمة وارفه

عناقيد ما اعتصرتها شفة

ولا لامستها يد قاطفه

 

ويبدأ هذا الصندوق المغلق يحطم أغلاله ويطلعنا الشاعر على كنوزه، فمحبوبة الشاعر بيضاء في صفاء بردى وشلال شعرها الفاحم يقول في قصيدته (مفاتن)

عيناك تسلب لبي تستثير دمي
تفجر الرغبة الخرساء تغريني
وشعرك الفاحم المسكوب في صلف
يثير كامن أشواقي ويدعوني

 

وما يزال شاعرنا تعتلج في نفسه دواعي الحب، كما في قصيدته حزن العيون:

أفدي العيون التي يلهو بها السهر
ويعتلي الشوق فيها يطفح الضجر
ولا شعاع ولا أنداء وارفة
من الرجاء ولاظل ولاشجر
وأنبل الشوق ما يحيا بلا أمل
ينث طّلاً على الأكباد تنفطر

 

وتبدأ شرنقة الحرير تخرج من بيتها بدءاً من قصيدته ميلاد زهر إذ يهديها إلى الآنسة: م وقصيدته (إلى هاربة) إلى الصديق ع. ع

أنتِ يا من هربت من عالم النور
وأشرقت كوكباً بشريا
ما الذي تعشقين في جسمي الضاوي
وماذا يغريك في ناظريا؟
حشرجات الأوتار تسكن أعماقي
رماد الحرمان يملا يديا

 

ويقدم الشاعر لمحبوبته ذاتيته:

أنا نبع يفيض بالعشق للأنداء ♦♦♦ للضوء لابتسام المحيا

 

ولكن هذه (الدراما) الحزينة تلج في المأساة كما في قصيدته (تعريف):

أنا الحنين لنبع ماارتوى عطش
منه ولارفعت عن سره الحجب
أنا الحنين لثغر لم يطف حلم
به ولاكشفت عن خمره عنب

 

وما يزال شاعرنا يأتي بالعجب العجاب من الروائع التعبيرية أناقة وترفاً في هذه الأناقة وصورها الإبداعية

أأنساك؟‍‍‍‍‍‍‍‍

أأنساك هل ينسى السحاب سماءه
أأسلوك هل تسلو العيون جفون؟
أيهدأ قلبي منك في خفقانه
أتهدأ في عصف الرياح غصون


(اذكريني)

في لبنان صخرة الانتحار كتب عليها (اذكريني):


وفي ديوان الشاعر قصيدة بعنوان (وصية)

فإذا شيعت للمثوى الأخير

وإذا في غيمتي مات الغدير

جفت الكرمة والغصن النضير

فاذكري أن فؤاداً قد صفا مثل الغدير

واذكري أن فقيداً كان يحيا للضمير

 

ولقد نحر شاعرنا الأمل في هذه القصيدة: (أخا الليالي النشاوى)

يهديها شاعرنا إلى الصديق ع. ع. أ

وقصيدة (اعتذار) إلى ل. ع

وقصيدة (يا شام الهوى) يهديها إلى الصديق (ع. ع. أ) هنا خلع الشاعر عباءته، خرج منها ولقد قال ذات يوم: الشام قصيدة.

 

والشام حب الشاعر وأحلامه وأمانيه العذاب والشام مهوى صبوته ولم أكن أدري أن شاعرنا شامي الهوى إلا بعد أن وقفت على هذه القصيدة:

يا شآم الهوى ويا مربع الأحباب
كم طافت الرؤى على مقلتيا
يا رحيق الجنان جددت عمري
وأعدت الصبا إلى ناظريا
كيف مغناك والربا كيف ظبي
طاب وجهاً وطاب نفساً وريا؟
رفقة القلب والهوى والصبابات
إذا مات الهوى ألح عليا
هل حفظتم لنازح الدار عهداً
يا رعى الله منك عهداً وفيا

 

هذا استعراض سريع لديون الشاعر (رسالة إلى ولادة) فماذا بعد؟

الشاعر يسجل تجربته الشعورية بدمعه ودمه، ويرسل ذائقته الشعرية لتعبر عن نفسها بما تهوى من ألوان التعبير ومن أدواته، لايؤطر شعره وفق فن قديم ولاوفق فن حديث، وإنما يؤطر لتجربته الشعورية وفق فنه هو، فن خاص ومذاق خاص فن جميل حين تنداح أمامه صورة محبوبته يناجيها وكأن هذه الأطياف من الذكرى تجسدت ولمسها وعاينها فغناها بأعذب ألحان شاعر وأصدق أنفاس عطر بثه روض في أيكة المحبين، لقد نقل إلينا شاعرنا إحساسه بما يعاني ولكن أليس من حق القارئ أو السامع أن يسأل:

طالما أن محبوبة الشاعر قد ملكت عليه كل أقطار نفسه وسمعنا صوته فيها فأين صوتها في نفسه؟ ذلك مارأيناه في قصيدة يتلذذ بها الشاعر في حكايته الشعرية

هي

تقول: حبك يضنيني.. يعذبني
تقول: حبك رد الفكر مأسورا
تقول: حبك قد غطى على بصري
إني أسير نهاري صار ديجورا
أمطرتني من عبير الحب وابله
فأصبح القلب منهياً ومأمورا
يضج شوقي بأعماقي يحاصرني
يذيبني عنفواني صار مقهورا
يلهو الهوى باحتمالاتي يبددها
ترنح العقل صار العقل مخمورا
أخط في دفتري سطراً وأمسحه
وأبتدي لحروف السطر تحبيرا
أخلو لنفسي لأوراق مبعثرة
أبثها أسأل الأوراق تدبيرا
أفر منك إلى كتبي لأغرق في
سطورها ابتغي في الكتب تفسيرا
الحرف غام وفهمي لايطاوعني
ولا اللسان أبان القول تعبيرا
في كل سطر نداء منك يهتف بي
قذفت كتبيَ مزقت الأساطيرا
ياويح نفسي فحبي المستحيل إذا
قد صار كل محال الأمر ميسورا

 

(دراما) دونتها يد المأساة

إنها لمعاناة مضنية محرقة، جرح لم يندمل وقلب هائم في غيبوبته التي لم يفق منها، كل هذه المعاني أداها بأعذب الألحان الموسيقية بإيقاعه وعزفه على وتره الحزين.

 

لقد أطلعني الفريق يحيى المعلمي على بعض قصائده في من أحب فكان التشجير ينم عن أسراره في شعره ولا يشترط التشجير في قصائد المحبين الذين يكتمون أسماء محبوباتهم فكل المحبين العذريين صرحوا بأسماء من يحبون حيث كانت بيئتهم تسمح بذلك أما الشاعر الذي يحب بلا أمل فكيف يصرح؟

 

ديوان رسالة إلى ولادة وتر حزين هو بين الحب العذري وبين الحب العمري بحر غرق فيه شاعرنا وهو اليوم يعيش على أصداء تلك الذكريات أعذب ذكرى وآلمها. ولنسأل أخيراً أنفسنا: هل كانت رموز محبوبات الشاعر المتغايرة متنوعة حقاً؟هل كانت متعددة؟

 

إلى الآنسة: م

إلى الصديق: ع. ع. أ

إلى ل. ع

ثلاثة رموز مختلفة فهل شاعرنا ممن يرى تعدد الحب؟ أم أن هذه رموز خادعة للبسطاء من القراء وأنها مختلفة الشكل موحدة المضمون وإلا فأين موضع الحب الثاني من الأول؟ والثالث من الثاني؟

 

عمر بن أبي ربيعة عشاقه كثر ولكن حبه فن - في نظري -حب عقلي لارصيد له من العواطف الوجدانية بل هو حب نرجسي.

 

وأين الحب العمري من الحب العذري أين الحب المتعدد من حب أصحاب الواحدة؟ يميل قلبي إلى أن شاعرنا ما أراد إلا خداعي وخداع أمثالي من القراء بتعدد الرموز فحبه حب الواحدة ولو كان حبه غير ذلك لما جاء بهذه اللوعة وهذه الروعة.

 

وأخيراً:

فإن ديوان رسالة إلى ولادة هو الوتر الذي كان مفقوداً بين أوتار القلوب، ليعزف عليه العشاق أصدق لحن وأعذبه وآلمه بين المحبين، ولقد أثر في نفسي إنشاده فكانت كلماته قطعاً من كبد لاحروفاً من بيان.

 

ذكرى زيارة الأستاذ زكي قنصل (رجب 1412هـ) ويظهر في الصورة من اليمين د. راشد المبارك، زكي قنصل، المرحوم عبد العزيز الرفاعي


جانب من الحضور ويرى المؤلف يتكلم إلى د. عمر خلوف





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفاصيل ندوة (في الأدب الإسلامي) بحضور مجموعة من الأدباء الإسلاميين
  • الخميسية الوفائية (ندوة الوفاء بعد وفاة عبد العزيز الرفاعي)
  • ندوة الشيخ أبي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري (1398هـ)

مختارات من الشبكة

  • محاضرة ( على مائدة البحتري ) ندوة الأحد بمنزل الدكتور راشد المبارك عام 1409 هـ(مادة مرئية - موقع د. أحمد البراء الأميري)
  • محاضرة ( من نفحات الإيمان ) ندوة الأحد بمنزل الدكتور راشد المبارك عام 1428 هـ(مادة مرئية - موقع د. أحمد البراء الأميري)
  • محاضرة ( أدب الخلاف ) ندوة الأحد بمنزل الدكتور راشد المبارك(مادة مرئية - موقع د. أحمد البراء الأميري)
  • ندوة لأمهات الأيتام وأخرى للشباب بندوة الفلبين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • روسيا: ندوة لرجال الأعمال المسلمين داخل الكلية الإسلامية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • ندوة: تعليم القرآن الكريم لذوي الاحتياجات الخاصة تقويم للواقع واستشراف للمستقبل(مقالة - المسلمون في العالم)
  • ندوة عن السنة النبوية بالعاصمة الألمانية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • دليل الراشدين في تاريخ الخلفاء الراشدين (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • بحوث ندوة: إدارة المال والأعمال في السنة النبوية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • استئناف دروس الشيخ وليد بن راشد السعيدان بجامع الشيخ راشد الخنين بالدلم(مقالة - المسلمون في العالم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب