• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ دبيان محمد الدبيان / بحوث ودراسات
علامة باركود

حكم المبالغة في المضمضة والاستنشاق للصائم ومباحث أخرى

الشيخ دبيان محمد الدبيان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 22/12/2010 ميلادي - 15/1/1432 هجري

الزيارات: 45381

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المبحث الرابع

في حكم المبالغة في المضمضة والاستنشاق للصائم


اختلف العلماء في حكم المبالغة في المضمضة والاستنشاق للصائم:

فقيل: تكره المبالغة فيهما، وهو مذهب الجمهور[1].

 

وقيل: تحرم المبالغة فيهما، وهو قول في مذهب الحنابلة، واختاره القاضي أبو الطيب من الشافعية[2].

 

وقيل: تكره المبالغة في الاستنشاق دون المضمضة، اختاره الماوردي والصيرمي من الشافعية[3].

 

دليل من قال بكراهية المبالغة في المضمضة:

قالوا: قياسًا على النهي عن المبالغة في الاستنشاق للصائم، وقد مر معنا حديث لقيط بن صبرة: ((وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا)).

 

ولأن كلاًّ منهما منفذ للطعام، يخشى منه إفساد الصوم.

 

دليل من قال: تحرم المبالغة في المضمضة والاستنشاق:

قال: كما أن القُبلة تحرم على الصائم إذا خشي على نفسه الإنزال، فكذلك تحرم المبالغة في المضمضة والاستنشاق، بجامع أن كلاًّ منهما يخشى منه إفساد الصيام.

 

وأجيب:

بأن القبلة غير مطلوبة، بل داعية لما يضاد الصوم من الإنزال بخلاف المبالغة، وبأنه في المبالغة في المضمضة يمكنه إطباق الحلق، ومج الماء، ولا يمكنه رد المني إذا خرج... وهذا على القول بأن الإنزال بدون إيلاج مفطر، وهي مسألة خلافية بابها باب الصوم - بلغنا الله إياه بمنه وكرمه.

 

دليل من قال: لا تكره المبالغة في المضمضة للصائم:

الدليل الأول:

النص ورد في النهي عن المبالغة في الاستنشاق، ولم يرد نهي عن المبالغة في المضمضة، وما كان ربك نسيًّا.

 

التعليل الثاني:

أن هناك فرقًا بين المبالغة في المضمضة والمبالغة في الاستنشاق، فيمكنه رد الماء في المضمضة بإطباق حلقه، ولا يمكنه هذا في الاستنشاق؛ ولهذا قال الشافعي في الأم: وإن كان صائمًا رفق بالاستنشاق؛ لئلا يدخل رأسه[4].

 

المبحث الخامس

حكم  استنثار الماء بعد الاستنشاق


تعريف الاستنثار:

الاستنثار: مأخوذ من النثرة: وهي طرف الأنف.

 

وقال الخطابي وغيره: هي الأنف.

 

وقال الأزهري: روى سلمة، عن الفراء: نثر الرجل واستنثر: إذا حرك النثرة في الطهارة، والله أعلم.

 

وأما اصطلاحًا: فالاستنثار: هو استفعال: من النثرة بالنون والمثلثة، وهو طرح الماء الذي يستنشقه المتوضئ أي: يجذبه بريح أنفه، سواء كان بإعانة يده أم لا[5].

 

وكره مالك فعل الاستنثار بغير اليد؛ لكونه يشبه فعل الحمار[6].

 

والراجح عدم الكراهة؛ لأن الكراهة حكم شرعي يحتاج إلى دليل شرعي، والعلة التي ذكرها الإمام مالك ليست كافية في الكراهة.

 

وقال ابن الأعرابي وابن قتيبة: الاستنثار: هو الاستنشاق[7].

 

والصواب الأول، وأن الاستنشاق غير الاستنثار.

 

(832-61) فقد روى البخاري ومسلم من طريق عمرو بن يحيى بن عمارة، عن أبيه، قال:

شهدت عمرو بن أبي حسن، سأل عبدالله بن زيد عن وضوء النبي -صلى الله عليه وسلم-، فدعا بتَور من ماء، فتوضأ لهم وضوء النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأكفأ على يديه من التور، فغسل يديه ثلاثًا، ثم أدخل يده في التور، فمضمض واستنشق واستنثر ثلاث غرفات، ثم أدخل يده، فغسل وجهه ثلاثًا، ثم غسل يديه مرتين إلى المرفقين، ثم أدخل يده فمسح رأسه، فأقبل بهما وأدبر مرة واحدة، ثم غسل رجليه إلى الكعبين. هذا لفظ البخاري، وأورده مسلم مختصرًا[8].

 

فجمع في الحديث بين الاستنشاق والاستنثار، ولو كانا واحدًا لم يجمع بينهما.

 

وقد اختلف الفقهاء في حكم الاستنثار:

فقيل: سنة، وهو مذهب الجمهور[9].

وقيل: هو فرض، وهو اختيار ابن حزم[10].

 

• دليل من قال: إن الاستنثار سنة:

انظر أدلته في حكم المضمضة والاستنشاق.

 

• دليل من قال: الاستنثار واجب:

(833-62) استدلوا بما رواه البخاري، قال: حدثنا عبدالله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:

((إذا توضأ أحدكم، فليجعل في أنفه ماء، ثم لينثر)) ورواه مسلم[11].

 

والأصل في الأمر الوجوب.

 

ولا شك أن الاستنشاق يراد منه نظافة الأنف، فكمال النظافة أن يغسل داخل الأنف بالاستنشاق، ويطرد الوسخ منه بالاستنثار.

 

وإذا كان قد ترجح أن الاستنشاق واجب في الوضوء، فلا يبعد أن يكون الاستنثار منه، خاصة وأن الأمر فيه محفوظ، والله أعلم.

المبحث السادس

حكم كون المضمضة والاستنشاق باليمين والاستنثار بالشمال


اختلف الفقهاء في الاستنشاق: هل يكون باليد اليمنى أوباليسرى؟

فقيل: يتمضمض ويستنشق باليد اليمنى، ويستنثر باليد اليسرى، وهو مذهب الحنفية[12]، والمالكية [13]، والشافعية[14]، والحنابلة[15].

 

وقيل: المضمضة باليد اليمنى، والاستنشاق باليد اليسرى[16].

 

دليل من قال: المضمضة والاستنشاق باليمين، والاستنثار بالشمال:

أما الدليل على كون المضمضة والاستنشاق باليمين:

(834-63)  فقد روى البخاري رحمه الله، قال: حدثنا عبدالعزيز بن عبدالله الأويسي، قال: حدثني إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، أن عطاء بن يزيد أخبره، أن حمران مولى عثمان أخبره أنه رأى عثمان بن عفان دعا بإناء، فأفرغ على كفيه ثلاث مرار فغسلهما، ثم أدخل يمينه في الإناء، فمضمض واستنشق، ثم غسل وجهه ثلاثًا، ويديه إلى المرفقين ثلاث مرار، ثم مسح برأسه، ثم غسل رجليه ثلاث مرار إلى الكعبين، ثم قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم صلى ركعتين لا يحدِّث فيهما نفسه، غُفر له ما تقدم من ذنبه))[17].

 

(835-64) وروى مسلم في صحيحه، من طريق خالد بن عبدالله، عن عمرو بن يحيى بن عمارة عن أبيه، عن عبدالله بن زيد بن عاصم الأنصاري - وكانت له صحبة - قال: قيل له: توضأ لنا وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فدعا بإناء فأكفأ منها على يديه، فغسلهما ثلاثًا، ثم أدخل يده فاستخرجها، فمضمض واستنشق من كف واحدة، ففعل ذلك ثلاثًا. الحديث، وهو في البخاري بنحوه[18].

 

فقوله رضي الله عنه: فمضمض واستنشق من كف واحدة، دليل أن كف المضمضة هي كف الاستنشاق، وإذا كانت المضمضة في اليمين، فكذلك الاستنشاق، والله أعلم.

 

وأما الدليل على كون الاستنثار بالشمال:

(836-65) فما رواه أحمد، قال: حدثنا عبدالرحمن، حدثنا زائدة بن قدامة، عن خالد بن علقمة، حدثنا عبد خير قال:

جلس علي بعد ما صلى الفجر في الرحبة، ثم قال لغلامه: ائتني بطهور، فأتاه الغلام بإناء فيه ماء وطست. قال عبد خير: ونحن جلوس ننظر إليه، فأخذ بيمينه الإناء فأكفأه على يده اليسرى، ثم غسل كفيه، ثم أخذ بيده اليمنى الإناء فأفرغ على يده اليسرى، ثم غسل كفيه، فعله ثلاث مرار، قال عبد خير: كل ذلك لا يدخل يده في الإناء حتى يغسلها ثلاث مرات، ثم أدخل يده اليمنى في الإناء، فمضمض واستنشق، ونثر بيده اليسرى، فعل ذلك ثلاث مرات... الحديث وفي آخره قال: هذا طُهور نبي الله -صلى الله عليه وسلم-، فمن أحب أن ينظر إلى طهور نبي الله -صلى الله عليه وسلم-، فهذا طهوره[19].


[رجاله ثقات، وقد تفرد خالد بن علقمة بذكر الاستنثار بالشمال، على اختلاف عليه في ذكرها، وقد رواه جماعة عن عبد خير ولم يذكروا الاستنثار بالشمال، كما رواه غير عبد الخير ولم يذكر الاستنثار][20].

 

الدليل الثاني:

قالوا: يستحب الاستنثار بالشمال؛ لما فيه من إزالة الوسخ الذي في الأنف.

 

(837-66) فقد روى أحمد، قال: حدثنا عبدالوهاب، عن سعيد، عن أبي معشر، عن النخعي، عن الأسود، عن عائشة أنها قالت:

كانت يد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اليمنى لطهوره ولطعامه، وكانت اليسرى لخلائه وما كان من أذى.


قال أحمد: وحدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد، عن رجل، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن عائشة نحوه.

[الراجح في الحديث أن إسناده منقطع][21].



[1] انظر في مذهب الحنفية: بدائع الصنائع (1/21)، شرح فتح القدير (1/25)، الفتاوى الهندية (1/8).

وفي مذهب المالكية: الخرشي (1/134)، المنتقى شرح الموطأ (1/39)، مواهب الجليل (1/246).

وفي مذهب الشافعية: مغني المحتاج (1/58)، المجموع (1/392).

وفي مذهب الحنابلة: الإنصاف (1/133)، كشاف القناع (1/94)، المغني (1/157).

[2] المجموع (1/396).

[3] مغني المحتاج (1/58).

[4] الأم (1/39).

[5] فتح الباري (161).

[6] روى ابن القاسم وابن وهب عن مالك، أنه قيل له: أيستنثر من غير أن يضع يده على أنفه؟ فأنكر ذلك، وقال: إنما يفعل ذلك الحمار، الخرشي (1/134)، فتح الباري (161).

[7] شرح النووي على مسلم (3/104)

[8] صحيح البخاري (186)، ومسلم (235).

[9] انظر أقوال الفقهاء في حكم المضمضة والاستنشاق، فإن الاستنثار فرع عن الاستنشاق.

[10] المحلى (1/296).

[11] البخاري (162) ومسلم (237).

[12] الفتاوى الهندية (1/9)، شرح فتح القدير (1/36).

[13] قال الخرشي (1/134): "ومن السنن الاستنثار، وهو نثر الماء؛ أي: طرحه من أنفه بنفسه بالسبابة والإبهام من اليد اليسرى، ماسكًا له من أعلاه، يمر بهما عليه لآخره". اهـ، وانظر: منح الجليل (1/91) حاشية الصاوي على الشرح الصغير (1/21) حاشية الدسوقي (1/98).

[14] المجموع (1/397).

[15] المغني (1/84).

[16] بدائع الصنائع (1/21).

[17] صحيح البخاري (155)، ومسلم (331).

[18] صحيح مسلم (235)، البخاري (191).

[19] المسند (1/135).

[20] في إسناده خالد بن علقمة: قال فيه يحيى بن معين: ثقة. الجرح والتعديل (3/34).

وقال أبو حاتم الرازي: شيخ. المرجع السابق.

وقال فيه النسائي: ثقة. تهذيب التهذيب (3/93).

وذكره ابن حبان في الثقات (6/260).

وقال فيه الحافظ: صدوق، ولعله نظر إلى كلام أبي حاتم فيه مع توثيق ابن معين والنسائي، فحطه درجة عن المرتبة الأولى من التوثيق، ولكن ابن معين والنسائي من المتشددين، فإذا أجمعا على توثيق الراوي فقد جاوز الراوي القنطرة. وبقية رجال الإسناد ثقات.

[ تخريج الحديث]:

الحديث أخرجه أبو داود (112)، والنسائي (91)، وأبو يعلى (286)، وابن الجارود (68)، والبزار (791)، والدارمي (701)، والطحاوي (1/35)، وابن خزيمة (147)، وابن حبان (1056)، والدارقطني (1/90، 105)، والبيهقي (1/47، 48، 58، 59، 74) من طريق زائدة بن قدامة به.

وقد انفرد زائدة بن قدامة عن خالد بن علقمة بذكر الاستنثار بالشمال.

وقد رواه أبو عوانة وشعبة وسفيان بن عيينة، وأبو حنيفة وشريك وغيرهم عن خالد بن علقمة، ولم يذكروا الاستنثار بالشمال، وبعضهم اختصر الحديث، فيكون تركه لهذه اللفظة ليس دليلاً على تفرد غيره، ولا على الموافقة، وبعضهم ذكر الحديث مفصلاً وليس فيه ذكر الاستنثار بالشمال، ولم أعلم أحدًا خالف في استحباب الاستنثار بالشمال فيما أعلم، والله سبحانه وتعالى أعلم. وإليك تخريج هذه الطرق.

الطريق الأول: أبو عوانة، عن خالد بن علقمة، عن عبد خير، عن علي:

رواه أحمد (1/154) حدثنا عفان، أراه عن أبي عوانة، عن خالد بن علقمة، عن عبد خير، قال:

أتيت عليًّا وقد صلى، فدعا بطهور، فقلنا: ما يصنع بالطهور وقد صلى؟ ما يريد إلا أن يعلمنا، فأُتي بطست وإناء، فرَفع الإناء، فصب على يده، فغسلها ثلاثًا، ثم غمس يده في الإناء، فمضمض واستنثر ثلاثًا، ثم تمضمض وتنثر من الكف الذي أخذ منه، ثم غسل وجهه... وذكر بقية الحديث، وسنده صحيح.

ورواه عبدالله بن أحمد في زوائده أيضًا (1/141) حدثنا أبو بحر (وفي أطراف المسند: أبو بكر بن أبي شيبة، وكلاهما من شيوخ عبدالله بن أحمد)، حدثنا أبو عوانة به، بلفظ: ثم تمضمض ثلاثًا، واستنشق ثلاثًا، تمضمض من الكف الذي يأخذ... الحديث.

ورواه أبو داود (111) ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (1/50) عن مسدد، عن أبي عوانة به. ولفظه: أتانا علي - رضي الله تعالى عنه - وقد صلى، فدعا بطهور، فقلنا: ما يصنع بالطهور وقد صلى؟ ما يريد إلا أن يعلمنا، فأتي بإناء فيه ماء وطست، فأفرغ من الإناء على يمينه، فغسل يديه ثلاثًا، ثم تمضمض واستنثر ثلاثًا، فمضمض ونثر من الكف الذي يأخذ فيه، ثم غسل وجهه ثلاثًا... وذكر بقية الحديث.

ورواه البيهقي (1/68) أيضًا عن مسدد من غير طريق أبي داود، ولفظه: ثم تمضمض واستنشق ثلاثًا، مضمض ونثر من الكف الذي يأخذ منه الماء.

وإذا كانت كف المضمضة هي كف الاستنثار، علم أن ذلك باليمين، وليس بالشمال، إلا أن يقال: إن المقصود بالاستنثار هو الاستنشاق، فقد يعبر بالاستنثار عن الاستنشاق؛ وذلك لكونه من لوازمه.

ورواه النسائي في المجتبى (92) وفي الكبرى (77) من طريق قتيبة، عن أبي عوانة به، بلفظ: ثم تمضمض واستنشق ثلاثًا من الكف الذي يأخذ به الماء... الحديث.

ورواه البزار (792) من طريق محمد بن عبدالملك القرشي، عن أبي عوانة به، ولم يذكر متنًا، وإنما اقتصر على ذكر الإسناد، واقتصر على ذكر متن شعبة، عن خالد بن علقمة، وإليك تخريج طريق شعبة.

الطريق الثاني: شعبة، عن خالد بن علقمة:

رواه أبو داود الطيالسي (149)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (1/50).

رواه أحمد (1/139) وأبو داود (113) وأبو يعلى (535) عن محمد بن جعفر.

ورواه أحمد (1/139) عن حجاج بن محمد.

ورواه أحمد (1/122) حدثنا يحيى بن سعيد.

ورواه النسائي في المجتبى (93)، وفي الكبرى (99، 163) من طريق عبدالله بن المبارك.

ورواه أيضًا في المجتبى (94) وفي الكبرى (83،164) من طريق يزيد بن زريع.

ورواه الطحاوي (1/35) من طريق أبي عامر.

وأخرجه البزار (793) من طريق وهب بن جرير.

ثمانيتهم عن مالك بن عرفطة، عن عبد خير، عن علي.

قال أحمد كما في العلل رواية ابنه (1/515)، والنسائي كما في السنن (1/68-69)، والترمذي كما في سننه (1/69) وعبدالله بن أحمد كما في المسند (1/122)، وأبو زرعة كما في العلل لابن أبي حاتم (1/56)، والدارقطني في علله (4/49) وغيرهم: وَهِمَ شعبة في اسم الراوي، وإنما اسمه خالد بن علقمة، فقال: مالك بن عرفطة. وليس في هذا الطريق ذكر الاستنثار بالشمال.

الطريق الثالث: سفيان الثوري، عن خالد بن علقمة:

رواه عبدالله بن أحمد في زوائد المسند (1/115) من طريق القاسم الجرمي، عن سفيان، عن خالد بن علقمة به، بلفظ: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- توضأ ثلاثًا ثلاثًا.

وقد اختلف على سفيان الثوري:

فرواه القاسم، عنه عن عبد خير، عن علي.

ورواه هياج بن بسطام - كما في المعجم الصغير للطبراني (939) - عن سفيان، عن شريك، عن خالد بن علقمة به، فأدخل بين الثوري وخالد شريكًا.

قال الطبراني: لم يروه عن سفيان عن شريك إلا هياج بن بسطام، تفرد به خالد، ورواه غيره عن سفيان، عن خالد بن علقمة نفسه. اهـ وهياج ضعيف.

وقد روى الحديث شريك عن خالد بن علقمة، وإنما النكارة في جعل سفيان يرويه عن شريك، ولو كان هياج حافظًا لقلت: لعله دلسه، فأسقط شريكًا، والله أعلم. وإليك تخريج طريق شريك.

الطريق الرابع: عن شريك، عن خالد بن علقمة:

أخرجه ابن أبي شيبة (1/43) ح 406، قال: حدثنا شريك، عن خالد بن علقمة به، بلفظ: توضأ، فمضمض ثلاثًا، واستنشق ثلاثًا من كف واحدة، قال: هكذا وضوء نبيكم.

وأخرجه عبدالله بن أحمد في زوائد المسند (1/125) حدثنا محمد بن جعفر الوركاني، أخبرنا شريك به. بأطول من رواية ابن أبي شيبة.

الطريق الخامس: أبو حنيفة، عن خالد بن علقمة:

أخرجه الدارقطني (1/89) من طريق أبي يحيى الحماني، وعن أبي يوسف القاضي، كلاهما عن أبي حنيفة، عن خالد بن علقمة به، إلا أنه قال: ومسح برأسه ثلاثًا.

قال الدارقطني: هكذا رواه أبو حنيفة، عن خالد بن علقمة، وخالفه جماعة من الحفاظ الثقات، منهم زائدة بن قدامة، وسفيان الثوري، وشعبة، وأبو عوانة، وشريك، وأبو الأشهب جعفر بن الحارث، وهارون بن سعد، وجعفر بن محمد، وحجاج بن أرطاة، وأبان بن تغلب، وعلي بن صالح، وحازم بن إبراهيم، وحسن بن صالح، وجعفر الأحمر، فرووه عن خالد بن علقمة، فقالوا فيه: ومسح برأسه مرة... إلخ كلامه رحمه الله.

وقد رواه غير خالد بن علقة عن عبد خير، فلم يذكر الاستنثار بالشمال، وإليك ذكر رواياتهم.

الأول: حسن بن عقبة المرادي، عن عبد خير:

أخرجه أحمد في المسند (1/123)، وابن أبي شيبة في المصنف (1/16)، وعبدالله بن أحمد في زوائد المسند (1/114) عن وكيع، حدثنا الحسن بن عقبة المرادي به، مختصرًا بلفظ: ألا أريكم وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ ثم توضأ ثلاثًا ثلاثًا.

ورواه الدارمي (720) أخبرنا أبو نعيم، ثنا حسن بن عقبة المرادي به.

وأبو نعيم هو الفضل بن دكين، والحسن بن عقبة المرادي ثقة، له ترجمة في الجرح والتعديل (3/28، 29). فإسناده صحيح.

الثاني: أبو إسحاق السبيعي، عن عبد خير:

أخرجه عبدالله بن أحمد في زوائد المسند (1/127) وأبو يعلى في مسنده (500) حدثنا خلف بن هشام، حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، قال: وذكر عبد خير عن علي مثل حديث أبي حية، إلا أن عبد خير قال: كان إذا فرغ من طهوره أخذ بكفيه من فضل طهوره، فشرب.

وأخرجه الترمذي (49) حدثنا قتيبة وهناد، قالا: حدثنا أبو الأحوص به.

الثالث: عبدالملك بن سلع الهمداني، عن عبد خير به:

أخرجه أحمد (1/110) حدثنا مروان.

ورواه عبدالله بن أحمد في زوائد المسند (1/123) من طريق مسهر بن عبدالملك بن سلع، كلاهما عن عبدالملك بن سلع الهمداني به، مطولاً، ولم يذكر الاستنثار بالشمال.

وإسناده صالح، وعبدالملك بن سلع الهمداني ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يخطئ. وفي التقريب: صدوق.

وكونه قد توبع، فقد زال ما يخشى من خطأ عبدالملك، والله أعلم.

كما رواه أبو حية عن علي، بمثل رواية عبد خير عن علي.

أخرجها أحمد في المسند (1/120) حدثنا عبدالله بن الوليد، حدثنا سفيان، حدثنا أبو إسحاق عن أبي حية بن قيس، عن علي - رضي الله عنه - أنه توضأ ثلاثًا ثلاثًا، وشرب فضل وضوئه، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعل.

ورواه أحمد (1/125) حدثنا عبدالرحمن، حدثنا سفيان به.

كما أخرجه أحمد (1/142) حدثنا عبدالرزاق، عن سفيان به.

وهذا إسناد حسن، والراوي عن أبي إسحاق سفيان الثوري، وهو من قدماء أصحابه، فلا يخشى من اختلاطه، وروى عنه أبو الأحوص، وقد أخرج الشيخان حديث أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، وأما عنعنته فقد روى عنه هذا الحديث شعبة، كما في سنن النسائي (136)، وهو لا يحمل عنه إلا ما ثبت له اتصاله.

وفي الإسناد أبو حية الوادعي:

قال أحمد: شيخ. الجرح والتعديل (9/360).

وذكره ابن حبان في الثقات (5/180).

وقال ابن المديني: مجهول.

وقال الذهبي: لا يعرف.

وقال ابن الجارود في الكنى: وثقه ابن نمير. تهذيب التهذيب (12/88).

وفي التقريب: مقبول. يعني: حيث يتابع، وقد تابعه عبد خير، فالإسناد صالح - إن شاء الله - في المتابعات.

والحديث قد أخرجه عبدالرزاق في المصنف (120)، وعبدالله بن أحمد في زوائد المسند (1/156) والترمذي (44)، وابن ماجه (2447)، والبزار (734، 735) من طريق سفيان الثوري.

وأخرجه عبدالرزاق في المصنف (121)، وأحمد (1/127)، وعبدالله بن أحمد في زوائد المسند (1/157)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/35) من طريق إسرائيل.

وأخرجه عبدالله بن أحمد في زوائد المسند (1/127)، وأبو يعلى (499)، وأبو داود (116)، والنسائي (96)، وابن ماجه (456)، والبيهقي في السنن (1/75) من طريق أبي الأحوص.

وأخرجه عبدالله بن أحمد في زوائد المسند (1/158) من طريق العلاء بن هلال الرقي، حدثنا عبيدالله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة.

وأخرجه النسائي (136) من طريق شعبة.

وأخرجه أيضًا (115) من طريق زكريا بن أبي زائدة، كلهم عن أبي إسحاق به.

انظر لمراجعة طرق حديث عبد خير عن علي: أطراف المسند (4/453)، تحفة الأشراف (10203، 10204)، إتحاف المهرة (14556).

وانظر لطرق أبي حية بن قيس عن علي: أطراف المسند (4/494)، تحفة الأشراف (10321، 10322)، إتحاف المهرة (14853).

[21] سبق تخريجه في باب الاستنجاء رقم (177).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تعريف الوضوء وفضله وحكمه
  • صفة النيـة في الوضوء
  • كون التسمية من سنن الوضوء
  • من سنن الوضوء السواك
  • من سنن الوضوء غسل الكفين ثلاثا
  • حكم تخليل اللحية وصفته
  • تخليل الأصابع وصفته
  • استعمال دواء الغرغرة والمضمضة والحجامة للصائم
  • شرح حديث: من توضأ فليستنثر
  • شرح حديث: وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما
  • المبالغة والمشاكلة

مختارات من الشبكة

  • من آداب الصيام: عدم المبالغة في المضمضة والاستنشاق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مكروهات الصيام(مقالة - ملفات خاصة)
  • صيغ المبالغة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • من السنن الموقوتة قبل الفجر: المضمضة والاستنشاق(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • الجمع بين المضمضة والاستنشاق بغرفة واحدة(مقالة - موقع الشيخ دبيان محمد الدبيان)
  • الإصابة بالعين: ثبوتها، أدلتها، آثارها، علاجها، المبالغة في الخوف منها، وأسبابه وعلاجه(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • الإصابة بالعين: ثبوتها، أدلتها، آثارها، علاجها، المبالغة في الخوف منها، وأسبابه وعلاجه(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • الصفة المشبهة وصيغ المبالغة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • القصاص حياة: فضل إقامته، وفضل العفو فيه، ومساوئ المبالغة في الصلح فيه (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • القصاص: حياة، فضل إقامته، وفضل العفو فيه، ومساوئ المبالغة في الصلح فيه(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب