أثر اختلاف الإعراب في تفسير القرآن الكريم

ملخص الرسالة

أثر اختلاف الإعراب في تفسير القرآن الكريم

دراسة تطبيقية في سورة التوبة ويونس وهود ويوسف

مقدمة البحث:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشوف الخلق والمرسلين، سيدنا محمد النبي الأمي ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، أرسله الله - عز وجل - رحمة للعالمين، وجعل القرآن معجزته الباقية إلي يوم الدين، ذلك الكتاب العزيز الذي: ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 42]، أما بعد:

فلقد شرَّف الله اللغة العربية بالقرآن إذ أنزله على حرفها، فقال - تعالى-: ﴿ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴾ [الشعراء: 192 - 195]، فكان من الطبيعي أن يتم نزول القرآن باللغة العربية، حيث إنها اللغة التي كان يتحدث بها النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- ويتحدث بها قومه؛ مع التنبيه إلى عمومية رسالته لجميع الناس، فلا بد لكل رسول أن يتحدث بلسان القوم المرسل إليهم أو المبعوث فيهم، ولقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الأمر فقال - تعالى-: ﴿ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [إبراهيم: 4].

وإن من طبيعة اللغة العربية أنها تمتلك أدوات تحفظها وتصونها عن التحريف وتعطيها سبل البقاء، وهذه القواعد والأدوات المعروفة بعلم النحو والإعراب قد صانت القرآن عن اللحن والخطأ؛ فلا يخفى على أحد أهمية علم الإعراب في توضيح المعنى الذي تنشده الآيات القرآنية، وبيان ما تقصده من دلالات.

وها هو الإمام مكي بن أبي طالب يقول في مقدمة مشكله: « ورأيت من أعظم ما يجب على طالب علوم القرآن، الراغب في تجويد ألفاظه، وفهم معانيه ومعرفة قراءاته ولغاته، هو معرفة إعرابه والوقوف على تصرف حركاته وسواكنه؛ ليكون بذلك سالمًا من اللحن فيه، مستعينًا على إحكام اللفظ به، مطلعًا على المعاني التي قد تختلف باختلاف الحركات، متفهمًا لما أراد الله به من عباده؛ إذ بمعرفة حقائق الإعراب تعرف أكثر المعاني وينجلي الإشكال، وتظهر الفوائد، ويفهم الخطاب، وتصح معرفة حقيقة المراد».

وقد نشأ هذا العلم وازدهرت مباحثه في كنف الحاجة إلى تفسير القرآن، وتوضيح معانيه وغريبه، ومن هنا تعددت المصنفات قديمًا وحديثًا لتحقيق هذا الغرض.

وقام الباحث بدراسة "أثر اختلاف الإعراب في تفسير القرآن الكريم، دراسة تطبيقية في سور (التوبة ويونس وهود ويوسف)"، ودرس الباحث فيها بعد استقرائه لمواضع الدراسة مقداره مائة وستة مواضع، مستعينًا بالله أولًا، ثم بأساتذتي من كلية أصول الدين وخصوصًا مشرفي الأستاذ الدكتور/ عبد العلام اللوح حفظه الله.

أولًا: أهمية الموضوع:

تنبع أهمية الموضوع من خلال عدة أمور، أذكر أهمها:

1) أن علوم تفسير القرآن الكريم تعد من أفضل العلوم وأجلها قدرًا، وذلك لشرف موضوعها الذي يتعلق بكلام الله عز وجل، وإن علم إعراب القرآن الكريم من العلوم الأصيلة في هذا المجال.

2) مدى أهمية علم إعراب القرآن في فهم القرآن وتدبره، والوقوف على معانيه.

3) كما أن لهذا العلم الأثر البالغ لاختلاف الإعراب في تفسير القرآن، والتاثر في المعنى.

4) الموضوع يظهر إعجاز القران من الناحية اللغوية والبيانية.

ثانيًا: أسباب اختيار الموضوع:

1) خدمة كتاب الله -عز وجل- من خلال هذه الدراسة.

2) الرغبة في زيادة الفائدة على الباحث في علم النحو وعلم إعراب القرآن الكريم، والتبحر في علم التفسير.

3) ما فتح علي به مشرفي الأستاذ الدكتور/ عبد السلام حمدان اللوح، من خلال توجيهي لدراسة هذا الموضوع وطرق أبوابه.

4) افتقار المكتبة الإسلامية إلى رسالة علمية محكمة تتناول أثر اختلاف الإعراب في تفسير القرآن الكريم دراسة تطبيقية.

ثالثًا: أهداف الدراسة والغاية منها:

1) ابتغاء الأجر والثواب من الله - تعالى- في الدنيا والآخرة، والتعمق في فهم كتابه.

2) اكتساب خبرة وملكة في ميدان التفسير التحليلي القائم على اللغة والإعراب، واستكشاف المعاني التفسيرية المتعددة المترتبة على اختلاف وجوه الإعراب.

3) إثراء المكتبة الإسلامية بدراسة علمية محكمة حول هذا الموضوع، ينتفع بها المسلمون والباحثون وطلبة العلم.

رابعًا: الدراسات السابقة:

بعد البحث والإطلاع على ما كتب في هذا الموضوع، لم أعثر على رسالة علمية محكمة تتناول هذا الموضوع في إطار دراسة علمية تطبيقية متخصصة.

وقد جاءت هذه الدراسة تكملة لدراسة قام بها ثلاثة من الطلبة قبلي، وذلك ضمن مشووع يقوم عليه قسم التفسير وعلوم القرآن بالجامعة الإسلامية، ويتضمن سلسلة بحوث تمثل مشروعًا كاملًا في خدمة كتاب الله - عز وجل - من أوله إلى آخره، وذلك ببيان الناحية الإعرابية، وبيان أثر اختلافها في تفسير القران.

وقد ابتدأت به الطالبة/ هديل المنيراوي بعنوان: (أثر اختلاف الإعراب في تفسير القرآن الكريم، دراسة تطبيقية في سورة الفاتحة والبقرة وآل عمران والنساء)، وقد ذكرت الباحثة في رسالتها أنها راسلت مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، فأرسلوا لها كتابًا مفاده أن الرسالة لم يكتب فيها من قبل، وذكرت أنها وقفت على بحث نشر في مجلة جامعة تشرين للدراسات والبحوث العلمية سلسلة الآداب والعلوم الإنسانية - المجلد (29) العدد (1) 2007، وهو بعنوان: (أثر تعدد الآراء النحوية في تفسير الآيات القرآنية)، للدكتور/ سامي عوض، والطالب/ ياسر محمد مطره جي.

أما الطالب/ باسل المجايدة فقد كتب في سورة المائدة، وتلاه الطالب/ سامي الأسطل فكتب في سورة الأنعام والأعراف والأنفال.

وتأتي هذه الدراسة ضمن هذا المشروع وعلى هذا النهج لإكمال حلقاته، ونسأل الله أن يجعله تامًا، وأن يخدم به الإسلام والمسلمين.

خامسًا: حدود البحث:

1) الكلمة القرآنية التي لها علامة إعرابية معينة من رفع أو نصب أو جر أو جزم، وتحتمل أكثر من وجه إعرابي مؤئر في المعنى.

2) الكلمة التي لا تظهر على آخرها علامة إعراب، وتحتمل أكثر من وجه إعرابي.

3) الجمل القرآنية التي تتعدد أوجه مواقعها الإعرابية.

4) الكلمات القرآنية التي تختلف فيها الحركة الإعرابية بناء على قراءة صحيحة متواترة ضمن القراءات القرآنية العشر المتواترة.

سادسًا: منهج الباحث:

سرت في هذا البحث معتمدأ على المنهج الاستقرائي الوصفي وذلك من خلال الجوانب الآية:

1) التمهيد: وذلك بالحديث عن التعريف بالتفسير التحليلي وعلاقته بعلم النحو والإعراب والتعريف بالنحو والإعراب وبيان حاجة المفسر إلى الإعراب وأهميته وبيان أثر اختلاف الإعراب في تعدد المعاني التفسيرية وإظهار الإعجاز اللغوي.

2) استقراء الكلمات والجمل التي اختلف النحويون في تحديد مواقعها الإعرابية من كتاب "التبيان في إعراب القرآن"، وكتاب "إعراب القرآن" للنحاس؛ وبعض كتب الإعراب الأخرى، وكتب القراءات وذلك من خلال سورة التوبة ويونس وهود ويوسف.

3) تتبع أثر اختلاف الإعراب في التفسير، وذلك لبيان المعاني التفسيرية الجديدة التي أضافها هذا الاختلاف، وذلك بالتطبيق على السور المشار إليها في البحث وهذا يمثل الجانب التطبيقي للدراسة.

4) كتابة الآية القرآنية مدار البحث المستدل بها بالرسم العثماني برواية حفص عن عاصم.

5) عزوت الآيات المستشهد بها إلى سورها بذكر اسم السورة ورقم الآية.

6) بيان أوجه الإعراب المختلفة في الآية وحصرها.

7) توجيه كل وجه إعرابي وذلك بالرجوع إلي كتب الإعراب وكتب توجيه القراءات وكتب

8) التفسير.

9) بيان المعاني التفسيرية الجديدة التي أضافها كل إعراب، وهذا هو جوهر الدراسة.

10) تخريج الأحاديث النبوية والآثار حسب الأصول، ونقل حكم العلماء على الأحاديث من غير الصحيحين ما أمكن.

11) التخريج للاعلام غير المشهورين الوارد ذكرهم في هذه الدراسة عدا الصحابة والمحدثين.

12) شرح غريب الألفاظ الواردة في ثنايا البحث في الحاشية وذلك من خلال كتب المعاجم

13) اللغوية وكتب غريب الألفاظ.

14) ذكر وإثبات المراجع في الحاشية مبتدئًا بذكر اسم المرجع والمؤلف والجزء والصفحة فقط، وذكر التفصيل في فهرس المراجع.

سابعًا: خطة البحث

تقوم هذه الدراسة على: مقدمة، وتمهيد، وأربعة فصول، وخاتمة، وفهارس.

المقدمة: وتشتمل على:

1) أهمية الموضوع.

2) أسباب اختيار الموضوع.

3) أهداف الدراسة والغاية منها.

4) الدراسات السابقة.

5) حدود البحث.

6) منهج الباحث.

7) خطة البحث.

التمهيد: وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: التعريف بعلم النحو والإعراب وبيان أهميته وفيه مطلبان:

المطلب الأول: التعريف بعلم النحو والإعراب.

المطلب الثاني: أهمية علم النحو والإعراب.

المبحث الثاني: علاقة التفسير التحليلي بعلم الإعراب وحاجة المفسر إليه وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: التعريف بالتفسير التحليلي.

المطلب الثاني: علاقة التفسير التحليلي بعلم إعراب القران الكريم.

المطلب الثالث: حاجة المفسر إلى الإعراب.

المبحث الثالث: التعريف بالسور المشار إليها وفيه أربعة مطالب:

المطلب الأول: التعريف بسورة التوبة

المطلب الثاني: التعريف بسورة يونس، عليه السلام.

المطلب الثالث: التعريف بسورة هود، عليه السلام.

المطلب الرابع: التعريف بسورة يوسف، عليه السلام.

الفصل الأول: أثر اختلاف الإعراب في تفسير سورة التوبة، وفيه ثمان وعشرون مسألة.

الفصل الثاني: أثر اختلاف الإعراب في تفسير سورة يونس، وفيه أربع وعشرون مسألة.

الفصل الثالث: أثر اختلاف الإعراب في تفسير سورة هود، وفيه ثلاث وعشرون مسألة.

الفصل الرابع: أثر اختلاف الإعراب في تفسير سورة يوسف، وفيه إحدى وعشرون مسألة.

الخاتمة: وتحتوي على أهم النتائج والتوصيات التي تم التوصل إليها من خلال هذه الدراسة.

الفهارس:

1) فهرس الآيات القرآنية.

2) فهرس الأحاديث النبوية والآثار.

3) فهرس الأعلام المترجم لها.

4) فهرس المصادر والمراجع.

5) فهرس الموضوعات.

6) ملخص البحث باللغة العربية وآخر باللغة الإنجليزية.