الشيخ محمد أبو زهرة وآراؤه الاعتقادية عرضًا ونقدا

ملخص الرسالة

الشيخ محمد أبو زهرة وآراؤه الاعتقادية

عرضًا ونقدًا

ملخص الرسالة

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد اشتملت هذه الرسالة العلمية، التي هي بعنوان: (الشيخ محمد أبو زهرة وآراؤه الاعتقادية عرضًا ونقدًا) - على مقدمة، وتمهيد، وثلاثة أبواب، وخاتمة.

فأما المقدمة: فقد ذكرت فيها أسباب اختيار الموضوع، وخطة البحث، والمنهج المتبع فيه.

وأما التمهيد: فاشتمل على فصلين، الفصل الأول: عن عصر الشيخ، وترجمته، وتحدثت فيه عن الحالة السياسية والاجتماعية والعلمية، وعرَّفت بالشيخ، وحياته العلمية والعملية، والفصل الثاني: بينت منهج الشيخ في تقرير العقيدة، وموقفه من خبر الآحاد.

وأما الباب الأول: فكان في عقيدته في الإيمان بالله، وتضمن ثلاثة فصول، الأول: آراؤه في إثبات وجود الله وربوبيته، والثاني: آراؤه في توحيد الألوهية،، والثالث: آراؤه في توحيد الأسماء والصفات.

وأما الباب الثاني: فكان الحديث فيه عن عقيدته في بقية أركان الإيمان، واشتمل على خمسة فصول، الأول: آراؤه في الإيمان بالملائكة وما يتعلق بهم، والثاني: آراؤه في الإيمان بالكتب وما يتعلق بها، والثالث: آراؤه في الإيمان بالرسل وما يتعلق بهم، والرابع: آراؤه في الإيمان باليوم الآخر، والخامس: آراؤه في الإيمان بالقضاء والقدر.

أما الباب الثالث: فكان على ثلاثة فصول، الأول: آراؤه في الصحابة، والثاني: آراؤه في الإمامة، والثالث: آراؤه في مسائل الأسماء والأحكام.

وأما الخاتمة: فاشتملت على أهم النتائج، ومن أبرزها: أنه وافَق أهل السنة والجماعة في مسائل، وخالفهم في أخرى، كما هو مبين في أثناء البحث.

وقد كانت الطريقة في العرض والنقد مبنيَّة على جمع آراء أبي زهرة وأقواله ونقوله، من خلال تفسيره وكتبه المطبوعة، ومن ثم عرض آرائه على منهج أهل السنة والجماعة وعقيدتهم، مع التدليل والمناقشة والترجيح؛ وذلك على ضوء المنهج العلمي؛ عزوًا وتخريجًا، وتوثيقًا وتعليقًا، وقد احتوى آخر الرسالة على فهارس علمية متنوعة.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

المقدمة

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

أما بعد:

فإن أحسن الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

وبعد:

فإن علم التوحيد أشرف العلوم وأفضلها، وأرفعها مكانة وأجلها؛ إذ شرف العلم بشرف المعلوم، ولا أشرف من توحيد الله تعالى، ومعرفة ما يجب له من الأسماء الحسنى والصفات العلى، وإدراك حقوقه تعالى على عباده، والالتزام بذلك علمًا وعملًا؛ فإن العبد كلما كان بهذا أعرفَ، وله أتبع، كان إلى ربه أقرب، وبهذا تنال النجاة والفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة.

ولما كان من فضل الله عليَّ أن جعلني أحد طلاب الدراسات العليا بقسم العقيدة لمرحلة الدكتوراه، فقد أحببت أن يكون مشروع رسالتي المقدمة لنيل الدرجة عن الشيخ أبي زهرة، وقد عنونتها بـ: (الشيخ محمد أبو زهرة وآراؤه الاعتقادية عرضًا ونقدًا)، والله أسأل التوفيق والسداد.

أسباب اختيار الموضوع:

هناك عدة أسباب دفعتني لاختيار هذا الموضوع، وهي:

1- وفرة المسائل العقدية التي تكلم عنها الشيخ، وخصوصًا أنه قد فسر أغلب القرآن الكريم، ولا شك أنه قد مر في تفسيره على مسائل عقدية كثيرة.

2- أن الشيخ أبا زهرة كان من أبرز علماء الشريعة في القرن الهجري المنصرم، وقد نال شهرة واسعة في مجال الفقه وأصوله، وفي الخطابة والجدل، وغيرها.

3- عُرف الشيخ بآرائه الجريئة، ونقده لأغلب ما جد في عصره من قضايا، سياسية كانت أو علمية أو اجتماعية، فمن المهم معرفة آراء الشيخ الاعتقادية، وبيان الموقف منها، لا سيما وللشيخ أتباع وتلاميذ يمثلون مدارس فكرية فـي واقعنا المعاصر.

4- انتشار كتب الشيخ رحمه الله تعالى؛ كتاريخ المذاهب الإسلامية، ومقارنات الأديان، ومحاضرات في النصرانية، وغيرها، فكان لا بد من بيان ما وافق فيـه الشيخ مذهب السلف، وما خالف فيه؛ حتى تتم الاستفادة من كتب الشيخ.

5- كون الموضوع شاملًا لجميع أبواب العقيدة؛ مما يعود على الباحث بالنفع الكبير إن شاء الله.

6- أن هذا الموضوع لم يتناوله أحد بالبحث - حسب علمي.

منهج البحث:

سأسير في بحثي إن شاء الله على المنهج التالي:

1- جمع كلامه - رحمه الله - على المسألة الواحدة من جميع كتبه، وتحرير قوله فيها.

2- دراسة قوله وفق منهج أهل السنة والجماعة؛ وذلك ببيان ما إذا كان ما قاله موافقًا لقول أهل السنة والجماعة، أو مخالفًا لهم، مع بيان الصواب في ذلك.

3- عزو جميع الآيات الواردة في البحث، وذلك بذكر اسم السورة ورقم الآية.

4- تخريج الأحاديث الواردة في البحث، فإن كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما فلا أذكر المصادر الأخرى التي أخرجته، وإن لم يكن في الصحيحين أو أحدهما، فأخرجه من كتب السنة الأخرى قدر المستطاع، مع ذكر ما قيل عن الحديث، صحة أو ضعفًا.

5- توثيق الأقوال الوارد ذكرها في البحث، بعزوها إلى مصادرها الأصلية.

6- أعرِّف بالأعلام الوارد ذكرهم في البحث، ما عدا المشهورين منهم؛ كالخلفاء الراشدين، والأئمة الأربعة.

7- التعريف بالفرق والطوائف التي سيرد ذكرها في البحث.

8- التعريف بالمصطلحات والألفاظ الغريبة.

9- وضع فهارس علمية تخدم البحث؛ كفهرس الآيات، والأحاديث، والفِرق، والمصطلحات والألفاظ الغريبة، والأعلام، والمصادر، والمراجع، وفهرس الموضوعات.

10- أخرت ذكر بيانات المصادر إلى فهرسها، خشية الإطالة بذكرها.

خطة البحث:

المقدمة: وتشمل أسباب اختيار الموضوع وأهميته، وخطة البحث، والمنهج المتبع في البحث.

التمهيد: ويشمل عصر الشيخ وترجمته، ومنهجه في تقرير العقيدة.

الفصل الأول: عصر الشيخ وترجمته.

الفصل الثاني: منهجه في تقرير العقيدة.

الباب الأول: آراؤه في الإيمان بالله.

الفصل الأول: آراؤه في إثبات وجود الله وربوبيته، وفيه مباحث:

المبحث الأول: معنى توحيد الربوبية.

المبحث الثاني: الاستدلال على وجود الله وربوبيته.

المبحث الثالث: عدم كفاية توحيد الربوبية.

الفصل الثاني: آراؤه في توحيد الألوهية، وفيه مباحث:

المبحث الأول: آراؤه في توحيد الألوهية، ومعنى لا إله إلا الله.

المبحث الثاني: الاستدلال على الألوهية.

المبحث الثالث: ما يضاد توحيد الألوهية، أو يقدح فيه.

الفصل الثالث: آراؤه في توحيد الأسماء والصفات، وفيه مباحث:

المبحث الأول: مفهوم توحيد الأسماء والصفات.

المبحث الثاني: آراؤه في نصوص الصفات.

المبحث الثالث: آراؤه في الصفات الذاتية والفعلية.

الباب الثاني: آراؤه في بقية أركان الإيمان.

الفصل الأول: آراؤه في الإيمان بالملائكة وما يتعلق بهم.

الفصل الثاني: آراؤه في الإيمان بالكتب وما يتعلق بها.

الفصل الثالث: آراؤه في الإيمان بالرسل وما يتعلق بهم.

الفصل الرابع: آراؤه في الإيمان باليوم الآخر، وفيه مباحث:

المبحث الأول: عذاب القبر ونعيمه.

المبحث الثاني: البعث والنشور.

المبحث الثالث: الجنة والنار.

الفصل الخامس: آراؤه في الإيمان بالقضاء والقدر، وفيه مباحث:

المبحث الأول: معنى الإيمان بالقضاء والقدر.

المبحث الثاني: أفعال العباد.

المبحث الثالث: الحكمة والتعليل.

الباب الثالث: آراؤه في الصحابة، والإمامة، ومسائل الأسماء والأحكام.

الفصل الأول: آراؤه في الصحابة، وفيه مباحث:

المبحث الأول: مكانة الصحابة.

المبحث الثاني: موقفه مما شجَر بينهم.

الفصل الثاني: آراؤه في الإمامة، وفيه مباحث:

المبحث الأول: مكانة الإمامة وأدلة وجوبها.

المبحث الثاني: مقاصد الإمامة.

المبحث الثالث: واجبات الإمام وحقوقه.

الفصل الثالث: آراؤه في مسائل الأسماء والأحكام.

المبحث الأول: مسائل الإيمان، وفيه مطالب:

المطلب الأول: مفهوم الإيمان.

المطلب الثاني: زيادة الإيمان ونقصانه.

المطلب الثالث: مكانة العمل من الإيمان.

المبحث الثاني: مفهوم الكفر.

الخاتمة: وفيها أهم النتائج.

وأخيرًا، فإني أحمد الله تعالى وأشكره على ما منَّ وأنعم من انتسابي إلى العلم الشرعي - ونعمه سبحانه أكثر من أن تحصر - إذ شرفني بأن أكون محبًّا للعلم، ومن طلابه، لا سيما في مجال العقيدة، الذي يُعَد أشرف مجال.

كما أحمده - سبحانه وتعالى - وأشكره؛ أولًا وآخرًا، وظاهرًا وباطنًا، أن أعانني على إتمام هذا البحث، فله الحمد وحده، وله الثناء والمجد، والعظمة والعزة والكبرياء: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11].

ومع علمي بأنني لم أوفِّ هذا الموضوع حقه، فحسبي أني بذلت قصارى جهدي في سبيل إتمامه على الوجه الأكمل، وأتمثل بقول العلامة ابن القيم أن كل مؤلف: (قد نصب نفسه هدفًا لسهام الراشقين، وغرضًا لأسنَّة الطاعنين، فلقرائه غُنمه، وعلى مؤلفه غُرمه، وهذه بضاعته تعرض عليك، وموليته تهدى إليك، فإن صادفت كفؤًا كريمًا لن تعدم منه إمساكًا بمعروف أو تسريحًا بإحسان، وإن صادفت غيره، فالله المستعان وعليه التكلان)[1].

وأقول كما قال: (وقد رضي من مهرها بدعوة خالصة إن وافقت قبولًا واستحسانًا، وبردٍّ جميل إن كان حظها احتقارًا واستهجانًا، المنصف يهَب خطأ المخطئ لإصابته، وسيئاته لحسناته، فهذه سنة الله في عباده جزاءً وثوابًا، ومن ذا الذي يكون قوله كله سديدًا، وعمله كله صوابًا؟ وهل ذلك إلا المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، ونطقه وحي يوحى؟!)[2].

ثم إني أشكر بعد شكر الله تعالى مَن قرن شكرهم بشكره فقال تعالى: ﴿ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ [لقمان: 14].

فأشكر والدتي الكريمة على حُسن تربيتها لي، وكريم عنايتها بي، وكثرة دعائها لي، فأسأل الله تعالى أن يجزيها خير ما جزى والدة عن أولادها، وأن يحسن خاتمتها، وأن يجمعني وإياها بوالدي رحمه الله في جنات النعيم، ثم أشكر لزوجتي المباركة التي كانت ولا تزال نِعم المعين لي على الدراسة والبحث، فجزاها الله خيرًا.

كما أتقدم بالشكر والتقدير لجامعة أم القرى، ممثلة في معالي مديرها ووكيله، وفقهم الله تعالى لكل خير، كما أقدم شكري وامتناني لكلية الدعوة وأصول الدين ممثلة في عميدها ووكيله، وأخص بالشكر والتقدير فضيلة رئيس قسم العقيدة، وأعضاء القسم المحترمين، على ما يبذلون من جهود في خدمة العلم وطلابه.

كما أتقدم بالشكر والتقدير والاحترام والامتنان لشيخي وأستاذي فضيلة الشيخ الدكتور/ عيسى بن عبدالله السعدي، المشرف على هذه الرسالة، فله في نفسي أكبر أثر؛ فقد تعلمت منه الأدب قبل العلم، وأفدت منه كثيرًا منهجيًّا وعلميًّا، فقد عشت معه هذه المدة فكان نعم المعين بعد الله تعالى في تصويب الخطأ، وتعديل المعوج، فقد كان لعنايته ومتابعته ودقة عباراته أثر بارز في الرسالة، فأسأل المولى القدير السميع المجيب أن يبارك له في علمه وعمله، وأن ينسأ له في أثره، ويبارك له في ولده.

ولا يفوتني أن أشكر كل من قدم لي نصحًا أو توجيهًا أو مساعدة فـي بحثي هذا، فلهم مني جزيل الشكر والتقدير، وأخص منهم فضيلة الشيخ الدكتور/ عبدالله بن محمد القرني، الذي أرشدني لموضوع هذا البحث.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

فهرس الموضوعات