• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل دكتوراة
علامة باركود

أدب الرحلة الحجازية عند الأندلسيين من القرن السادس حتى سقوط غرناطة

عبدالله بن عثمان الياقوت

نوع الدراسة: PHD
البلد: المملكة العربية السعودية
الجامعة: جامعة أم القرى
الكلية: كلية اللغة العربية
التخصص: الأدب
المشرف: أ.د. محمود حسن زيني
العام: 1422هـ- 2001م

تاريخ الإضافة: 23/4/2013 ميلادي - 12/6/1434 هجري

الزيارات: 49261

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

أدب الرحلة الحجازية عند الأندلسيين من القرن السادس حتى سقوط غرناطة


المقدمة

 

تمهيد إلى المقدمة:

لم يَحْظَ أدب الرحلات الأندلسية والتراث الأندلسي عمومًا بما يستحقه من البحث والدراسة، فلا نعدو الحقيقة إذا قلنا: إن هذا الجانب من أدبنا العربي - ويا للأسف - لاقى من الإهمال الشيء الكثير، على الرغم من أنه تراث جدير بالبحث والإبراز، وقد أوضح أ.د. "حسن الوراكلي" ذلك؛ فقال: "الأدب الأندلسي لم يلقَ من الباحثين العناية الكافية التي تتناسب مع ما هو عليه من الجودة والقوة؛ فهو لا يزال بحاجة إلى الدراسات الجادة التي تكشف عن أسرار وكنوز هذا التراث، الذي خلفته حضارة الإسلام التي عاشت ردحًا من الزمن في الأندلس"[1].

 

وإن العناية بتراثنا الأندلسي هي حفظ لثقافة أمتنا الإسلامية وتميزها الحضاري، وقد نوَّه الأستاذ عبدالحميد المالكي بهذا التراث في معرض إنحائه باللائمة على أبناء جِلْدته؛ لإعراضهم عن تراثهم، ويدعوهم إلى اتخاذه مصدرًا لفكرهم وثقافتهم، فيقول: "ونحن بحكم التخلف الثقافي الذي عشناه طويلاً ابتعدنا كثيرًا عن تراثنا الفكري الأصيل"، مدفوعين بالرغبة الملحة في اللحاق بالدول التي ظننا أنها قطعت شوطًا غير قصير في رَكْب الرقي والحضارة، ولم نحاول أن نُزِيل غبار التخلف عن تراثنا الأصيل، ونتخذ منه مصدرًا لفكرنا؛ فهو الملائم لخصائصنا الثقافية، والمنسجم مع بيئتنا الإسلامية"[2].

 

وقد ساهم الأندلسيون في كل الفنون، وتقدموا على من سواهم في تلك الحِقبة الثمينة من الزمن، فكان منهم المفسرون الكبار، وكان من بينهم المحدثون والفقهاء الذين بلغوا الذروة في علوم الحديث والفقه والسيرة وغيرها من العلوم المختلفة.

 

لقد كانت رحلاتهم من الأندلس وإليها حافلة بالبطولة، مليئة بالتضحيات والبطولة، وكان أدب رحلاتهم مركز إشعاع حضاري يضيء الطريق للسائرين.

 

وإن العناية بتراث الأندلسيين قد "أسدت إليه خدمات جُلَّى؛ إذ بعثته من مرقده، وإذ عرَّفت به، إذ دعت - إنْ تصريحًا أو تلميحًا - إلى استثمار مكوناته الإيجابية في ربط حاضر الأمة بماضيها من جهة، وربطه هو بأصله المشرقي من جهة أخرى، كل ذلك برؤية تعمق الوعْي بالهُوِيَّة الإسلامية التي تصل بين أبناء الأمة مع المشرق والمغرب بعُرًى عقدية ووشائج ثقافية لا تخلقُ ولا تَبلَى على تطاول الحِقَب والعصور"[3].

 

لقد كانت العَلاقة الوثيقة بين الأندلسي والحجاز فكرًا واحدًا، وأدبًا واحدًا، رغم تباعد هذه الأقطار، وكان دليلاً على ذلك "المدائح النبوية" من القصائد التي ترسل مع الرحَّالة الأندلسيين من الذين لا يستطيعون الرحيل، وهي ظاهرة في الأندلس، ونجد أنفسنا أمام حضارة إسلامية أصيلة تعكس البيئة الأندلسية"[4].

 

وأدب الرحلات الأندلسية هو رسالة مجد خالدة، يقرؤها من هو جدير بالمجد الخالد، ويستشعر الحياة فيها[5].

 

لقد كان التراث الأندلسي عن ثمانية قرون حافلاً بالإنجازات الثقافية، والعلمية، والأدبية؛ لأنه تراث آبائنا وأجدادنا المسلمين، وهذا التراث ما زال مخطوطًا في المخطوطات، أو مترجمًا إلى لغات؛ إسبانية، وإيطالية، وإنجليزية، وغيرها، وكم وجدنا من الرحَّالة الأوربيين مَن اعتنى برحلتهم ودراسة آدابها، أما الرحَّالة المسلمون، فلم نجد من كتب عن "أدب الرحلة الأندلسية" إلا في صفحات قليلة في المصادر الأندلسية أو التاريخية؛ وذلك أن المصادر التي أرَّخت لهم قليلة جدًّا، خاصة أصحاب الرحلات منهم.

 

ولذلك كان من الأولى، دراسة أدب الرحلة عندهم، وتقديمه للباحثين، والاطلاع على كنوزه، والتنبيه عليها.

 

إن أدب الرحلة الأندلسية نثره الفني وشعره، هو الوسيلة التعبيرية الأولى لكتابته وإبداعه؛ وذلك لتدخل مجموعة من الاعتبارات الثقافية والتاريخية لتحديده.

 

لقد دأب الأندلسيون طويلاً على الإعجاب بالمشرق والحنين إليه؛ فهو في نظرهم وطنهم الأول، ومهد حضارتهم الإسلامية، ومصدر زادهم الروحي والثقافي، فأخذ كل أندلسي يشعر بأنه جزء من هذا المشرق، يحن إليه، وظل هذا الشعور قويًّا في أعماق الأندلسيين على امتداد الزمن، وامتداد التواصل مع المشرق حتى آخر عهد المسلمين، وظل الأندلسيون يحفظون لبلاد الحرمين إجلالاً كبيرًا وتقديرًا عظيمًا.

 

وأدب الرحلة عند د. "ناصر الموافي" وثيقة حية ونتائج معاينة، وفوق ذلك يمكن اعتبارها وثيقة نفسية رائعة في استنباط الحقائق عن النفس البشرية التي يمثل الرحَّال أحد نماذجها البارزة، والنماذج الرفيعة من هذه الوثائق النفسية تكتسب صفة الخلود؛ لأنها سترتفع عن كونها ذات طابع فردي خاص لتصبح ذات طابع إنساني عام"[6].

 

إن أفضل أجزاء الرحلة هو تلك التي تصف الرحَّال وأدبه من شعر، ومن العوامل التي نجدها أن بعض الرحَّالة لم يدوِّنوا رحلاتهم بأنفسهم، بل عهدوا إلى بعض معاصريهم بتدوينها، تاركين لهم الحرية لنسج تفاصيل أخرى، ومن الأسباب غير الموضوعية قيام بعض اللاحقين باختصار النصوص، وتجريدها بكل ما يمت إلى الأدب، والإبقاء على ما هو علمي، بالإضافة إلى أن بعض النصوص ضاعت كاملة، وأخرى فُقدت بالحذف.

 

وتقاعس بعض الباحثين المعاصرين - ويا للأسف - تجاه هذا الفن عندما ترجموا نصوص هذا الأدب من لغات أخرى ترجمة غير دقيقة أساءت إليه أكثر مما خدمته، قاطعين كل صلة بهذه النصوص.

 

وكل هذه العوامل السابقة تضافرت؛ لتقدم صورة مشوهة لهذا الفن، رغم أنه مادة متعددة الجوانب.

 

موضوع البحث يمكن حصره في دراسة وافية عن الرحَّالة الأندلسيين؛ كمثال: ابن جبير، والبلوي، والقلصادي، وابن جابر الوادي آشي، والرعيني، ورحلاتهم، وحصرها في نصوص مضمون الرحلة والشكل الذي صدرت به، ودراسة الشعر والنثر.

 

والحقيقة أن هذا اللون الإبداعي قد عَرَفه الأدب العربي قديمًا وحديثًا، فلو قمنا بجردٍ لفهارس المخطوطات العربية؛ لعثرنا على كمية من الرحلات الأندلسية التي تعتبر شواهد على عصرها، بحيث عمل أصحابها على تدوين مشاهداتهم، وتقييد شهاداتهم في البلاد التي نزلوا فيها.

 

وقد وجدت بعض الباحثين مَن تنوعت أقلامهم في دراسة الرحلات تاريخيًّا وجغرافيًّا، كما أوضحت في السابق؛ حيث إن الجانب الأدبي والفني من الرحلة لا يوجد إلا في القليل النادر في هذا الجانب، من الكتب التاريخية التي تهتم بهذا المجال.

 

فمن المشارقة [7]:

• الأستاذ زكي محمد حسن، وكتابه: "الرحَّالة المسلمون في العصور الوسطى".

 

• ومحمد الخضر حسين، وكتابه: "أدب الرحلات عند العرب في الشرق".

 

• والأستاذ أحمد رمضان أحمد، في كتابه: "الرحلة والرحَّالة المسلمون".

 

• ثم كتاب: "أدب الرحلات وتطوره في الأدب العربي"؛ لأحمد أبو سعد.

 

• وكتاب: "أدب الرحلة تاريخه وأعلامه"؛ لجورج غريب.

 

• و"الرحلة إلى الغرب والرحلة إلى الشرق"؛ لناجي نجيب.

 

• وكتاب: "أدب الرحلة عند العرب"؛ لحسين محمود حسين.

 

• وكتاب: "أدب الرحلات"؛ لشوقي ضيف.

 

• و"أدب الرحلة في التواصل الحضاري"، سلسله ندوات جامعة المولى إسماعيل، كلية الآداب والعلوم الإنسانية - مكناس المغرب".

 

• و"أدب الرحلة في العصر المريني"؛ للحسن الشاهدي.

 

• و"الرحلة في الأدب المغربي"؛ فاطمة خليل.

 

• و"الرحلة في الأدب العربي حتى نهاية القرن الرابع الهجري".

 

• د. "ناصر الموافي، وأدب الرحلات دراسة تحليلية من منظور إنثوجرافي"؛ "د. حسين محمد فهيم عن سلسلة عالم المعرفة الكويت".

 

ومن الذين عُنوا بالرحلات من الجانب التاريخي وتحقيقها:

الشيخ محمد المنوني، والأستاذ الدكتور عبدالسلام الهراس، والدكتور محمد ابن شريفة، ود. حسين مؤنس، ود. عبدالعزيز الساوري، د. الطاهر أحمد مكي، والشيخ الدكتور محمد الحبيب بلخوجة، ود. محمد الكتاني، والدكتور عباس الجراري، والأستاذ الشيخ عبدالله كنون، والشيخ حمد الجاسر - رحمه الله، ود. محمد رجب البيومي، ود. مصطفى عليان، ود. عباد الثبيتي، وأ. د. حسن الوراكلي، ود. عبدالوهَّاب فايد، إلى جانب الندوات والمحاضرات.

 

غير أن الملاحظ في الكثير منهم أنهم لا يعرِّجون على كل الرحَّالين الأندلسيين، وإن حاولوا فبشكل سطحي، بل وجدت البعض من يقفون عند أشهَرِهم اسمًا، وأبعدهم صيتًا ألا وهو ابن بطُّوطة، الذي ارتبطت شهرته برحلته الطويلة زمنيًّا والبعيدة مكانيًّا، والتي احتوت على الحكايات العجيبة والأخبار الطريفة، ما عجَّل بشهرتها منذ عصرها إلى اليوم، وقد ترجمت إلى عدة لغات أجنبية.

 

وجعل صاحبها من روَّاد هذا الفن، وفي هذا يقول الدكتور سيد حامد النساج: "لا يكفي أن نقف في الحديث عن أدب الرحلة عند ابن بطوطة[8]"، ثم يضيف قائلاً: "لقد لاحظت أن جمهور المثقفين بعامة، والجمهرة العربية القارئة بخاصة، لا يعرفون عن الأدباء الذين كتبوا عن رحلاتهم إلا ابن بطوطة؛ لأن عددًا من المؤرِّخين، والباحثين، والدارسين الذين التفتوا إلى هذا اللون من الكتابة، لم يقفوا إلا عند رحلات ابن بطوطة، ومن ثم دارت مؤلَّفاتُهم حولها، نشير على سبيل المثال إلى "ابن بطولة ورحلاته" للدكتور حسين مؤنس، ورحلة ابن بطوطة تقديم كرم البستاني، "ابن بطوطة في العالم الإسلامي"؛ إبراهيم العدوي.

 

وإذا ما اطلعنا على الدراسات الأندلسية في هذا المجال، فإننا لا نرى إلا اليسير حول الرحلة الأندلسية في المصادر المختلفة.

 

فإن الرحلات للبقاع المقدسة تتسع آفاق ارتسامها إلى شمال أفريقيا، مرورًا بمصر، وانتهاءً بالحرمين الشريفين، وكانت هذه المناطق تمثل الخط الذي يسير فيه الجميع من أيام بني مرين حتى منتصف القرن 13هـ، ولذلك فإن منهجية هذه المؤلفات حتى هذا اللون الأدبي تتميز بتسجيل ارتسامات في مساره الطويل ذهابًا وإيابًا، فتصف البلاد والسكان والمعالم والعادات في عروض، وتطول أو تقتصر حسب خطة الرحلة، وينوِّه فيها المؤلف بأسماء الذين يتعرف عليهم من رجال العلم، في لوائح أو تراجم وجيزة أو مطولة، مضافًا لذلك عروض الإجازات المتبادلة في نصوصها، فضلاً عن وصف المشاهد الإسلامية الكبرى، وخصوصًا في الحرمين الشريفين، وفي هذا الاتجاه يتحدث بعض الرحالين عن الخزائن التي زاروها في طريقهم ذهابًا وإيابًا، وهو واقع أبي سالم العياشي، ومحمد بن عبدالسلام الناصري، وأحمد الفاسي، وسواهم، وبين هؤلاء من يعلن عن اكتشاف نوادر وذخائر كانت مجهولة.

 

"ولما كانت طرابلس الغرب مكان استراحة للركاب الحجازية في تشريقها وعند تغريبها؛ جاءت كتابات الرحلات تسلسل منها وصف تاريخي لهذه المنطقة في فترة تناهز ثلاثة قرون"[9].

 

وتبين الرحلات الأندلسية دورها في ربط الصلات الثقافية بين شمال أفريقيا والمشرق، وأيضًا في وصف الطريق؛ جغرافيًّا، وتاريخيًّا، وحضاريًّا، ورُوحيًّا، ويضاعف من أهمية هذه المعلومات أن معظمها مما أهمله تاريخ المناطق التي تصفها الرحلات.

 

أنواع الرحلة:

تتنوع الرحلة باعتبار دوافعها وأغراضها[10]؛ فنجد الرحلة الحجازية التي يكون هدف صاحبها مقتصرًا على أداء فريضة الحج، وزيارة مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم.

 

ومنها: الرحلة العلمية ذات الغرض العلمي والمتجلي في لقاء الشيوخ والعلماء والأخذ عنهم، والتتلمذ عليهم، وربط الصلة بسندهم، ومنها: السفارية، وهدفها سياسي؛ حيث يكون الرحَّالة سفيرًا لبلاده، إلى جانب هذه الأنواع الرحلة السياحية أو الاستكشافية، التي تتخذ من السياحة في الأرض والتعرُّف على المجهول أساسًا لها، كما هو الحال بالنسبة لابن بطولة.

 

ومن خصوصيات أدب الرحلة عمومًا أنها تتخذ الوصف عمادها، والأخبار أساسها، ونقل الواقع الحقيقي حتى لتكاد وأنت تطالع رحلة من الرحلات كأنك في ذلك العصر الذي كتبه فيه، وعلى أرض تلك البلاد التي تنقل إليك أخبارها، وأمام أولئك القوم الذين تحكي عنهم، تسافر مع الرحَّالة من غير مطية، وتجوب معه البلاد للتعرف على الماضي من خلال ما يبدي لك.

 

لم يكن الرحَّالة ناقلاً للأخبار، واصفًا للمشاهد والآثار فحسب، بل كان ناقدًا بصيرًا بالأمور، خبيرًا بعللها، يستطيع بحسه ينفذ إلى خبايا الأشياء وخفاياها، فتأتي تعليلاته دقيقة، وتصحيحاته مضبوطة مع الحديث الذي ينقل إليك خبره؛ حيث إنه يدرك بالنظرة القصيرة ما يتعذر على المتأمل.

 

وإلى جانب صفتي المؤرخ والناقد فقد كانت صفة الجغرافي ملتصقة به، وصفة عالم الاجتماع من أهم مميزاته، يعين مواقع البلدان في رحلته، ويصف المسالك والطرق، وينقل أخبار القوم، مقدمًا تحليلاً لنفسياتهم وتفكيرهم ونمط عيشهم، ذكرًا لحياتهم الحضارية، هدفه من ذلك نقل شهادة صادقة عن واقع عصره ومحيط رحلته، معتمدًا في الأصل على المشاهدة المباشرة والمشاهدة العينية.

 

إضافة إلى هذه الصفات غالبًا ما يكون الرحَّالة عالِمًا كبيرًا، وفقيهًا متبحرًا، له إلمام بعلوم القرآن والحديث، ودراية باللغة والأدب، إلى جانب ما يتفرع عن هذه الأصول من فروع، وهذا ما يجعل الرحلة مَيدانًا رحبًا منفتحًا على جميع العلوم والمعارف، فيجد المؤرخ ذاته، ويستنبط منها عالِمُ الاجتماع أحكامه، ويقتبس منها الجغرافي تصويباته، بينما يجد فيها الأديب نفسه، والناقد والمفسر غذاءه، والمحدِّث مبتغاه، والقارئ لذته.

 

والحقيقة التاريخية تؤكد أن هذا النوع من الأدب لم يكن حكرًا على قوم دون قوم، أو موقوفًا على أناس من الأقطار في العالم الإسلامي دون آخرين، بل هو عام مشترك، وتدعو إليه العزيمة القوية؛ لمجابهة أخطار السفر وأهوال الرحلة، وهذا التخصيص من سمات الرحالين المشارقة.

 

ورغم قلة ما بأيدينا من الرحلات الأندلسية الخاصة بالعصور الماضية، فقد شهِد هذا العصر تعاقب سلسلة من الرحلات ذات الوجهة الحجازية والأهداف المتباينة؛ لقد تم تسجيل رحلة ابن جبير، ورحلة البلوي: "تاج المفرق في تحلية علماء المشرق" 713 هـ، وآخرهم رحلة القلصادي 891 هـ.

 

والملاحظ بخصوص الرحلات الأندلسية المذكورة، رغم خلوها من وصف مناطق الأندلس، وحالاته الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، والفكرية، والثقافية؛ فإنها لم تخلُ من تسجيل وصف للمحيط الذي وَطِئته أقدامُ أصحابها، وهو وصف مستمَد من الواقع باعتبار أن عملية التدوين كانت تنطلق مع انطلاق الرحلة، وتعتمد على المشاهدة والاتصال المباشر، ولا تعدوها إلى الخيال.

 

لقد سبق أن أشرت إلى أن غياب دراسة وافية ومستفيضة عن الرحلات الأندلسية كان من أهم الدوافع في اختيار الموضوع، خاصة عدم وجود ترجمات واسعة عن الرحَّالة الأندلسيين، وكتب الطبقات.

 

وإنني في هذه الدراسة أحاول أن أسلك مسلك الاجتهاد العلمي المنشق عن نصوصهم المثبتة في صلب رحلاتهم أولاً، والتي تتبعتُها في بطون بعض المصادر القديمة ثانيًا.

 

وقد اعتمدتُ في هذه الدراسة على المنهج التحليلي الذي يعتمد استقراء النصوص، ومن مستلزمات هذا المنهج تقسيم هذه الدراسة:

أولاً: القراءة في المصادر والمراجع، وكان الهدف منه وضع الرحلة في مسارها التاريخي، مع اعتماد السبق الزمني في ترتيب المصادر والمراجع التي أشارت إليها.

 

ثانيًا: العناية بترجمة فعلية للرحالة، وقد اعتمدت في بناء هذه الترجمة على جمع تلك المعلومات، والإضاءات البسيطة المتناثرة في تلك المصادر والمراجع، عن تاريخ مولدهم ونشأتهم.

 

ثالثًا: دراسة المحتوى الأدبي للرحلة الحجازية، فيما يتعلق بالسفر، وموضوعاته والنثر وموضوعاته، ودراسة البعد الثقافي والعلمي وما يتعلق بهذا البناء.

 

رابعًا: دراسة البناء الفني للرحلة الحجازية شكلاً ومضمونًا، دراسة الأسلوب الفني في تدوين الرحلة الذي لم يخلُ من طابع العصر تأثرًا وتأثيرًا، والأنماط الأسلوبية والأشكال التعبيرية مما يُبرِز اقتدار كتَّابها في مجال النثر الفني، شأنهم في ذلك شأن علماء عصرهم.

 

ومن هذه الدراسة التي تعدَّدت محاورها بين قيمتها الأدبية وأثرها في المؤلفات اللاحقة عليها، ومن اعتمد عليها من الرحَّالة، ومن أُعجِب بقيمتها الأدبية، فعمد إلى تخليصها.

 

الخاتمة

آمُل أن تكون هذه الدراسة قد قدَّمت تصورًا واضحًا عن أدب الرحلة الأندلسية إلى الحجاز، من خلال تتبع أخبار الرحَّالة، وتراجمهم، وأشعارهم التي قالوها، وأثر الارتحال بصورِه مباشرة أو غير مباشرة، مع إلقاء الضوء على فن الرحلة؛ لاعتقادي أن هذا الفن يعكس البيئة بمختلف صورها وأشكالها.

 

وقد تناولت كتَّاب الرحلة الحجازية وآثارهم، والقيمة الأدبية للرحلات الأندلسية، والمحتوى الأدبي للرحلة الحجازية من شعر ونثر، والبناء الفني للرحلة من مكونات البنية السردية، والوصف ومكونات البناء الأسلوبي، بالإضافة إلى دراسة نصوص هذه الرحلات والتعرف على أصحابها، مع الإحالة على أهم مصادر ومراجع ترجمته، مُتبِع هذا بإلقاء نظرة على الرحلة، ورسم خطوطها العريضة، وتلخيص محتواها، والنظر إلى الرحلات من حيث الشكل والمضمون؛ فاستعرضت بعض ما استخلصت من مضامين اجتماعية وعلمية، وعرض المضمون الأدبي سواء أكان شعرًا أم نثرًا، وتوقَّفت مع منهج الرحلات وأسلوبها، وأنها لم تنسج على منوال واحد ولم تسلك طريقة واحدة؛ بل اختلفت منهجًا وأسلوبًا.

 

لقد حظي الحجاز بالعديد من الدراسات في الآونة الأخيرة؛ لِما له من منزلة عظيمة في نفوس المسلمين، واستخدمت المصادر للإلمام بتاريخ هذه البقعة المهمة، ولكن الاعتماد على كتب الرحَّالة الأندلسيين وإظهار أهميتها كمصدر من مصادر تاريخ الحجاز، لم تحظَ بالدراسة الكافية؛ فلقد تهيَّأ لمكة المكرمة ما لم يتهيأ لغيرها من مدن العالم الإسلامي، فقد هفت إليها أفئدة العلماء الذين ذاعت شهرتهم في علم من العلوم التي اختصوا بها، إلى جانب العدد الكبير من أبنائها العلماء الذين كان لهم أثر كبير في رواج الحركة العلمية بها، لتعدد الحلقات العلمية في المسجد الحرام والمدينة المنورة، التي كان للرحَّالة الأندلسيين الدور الكبير في شد الرحال إليها.

 

وقد أدخلت الرحلة الأندلسية عناصر جديدة على جوهر العلم الجغرافي والتاريخ، وأدخلت علوم الحياة بحيوانها ونباتها، وأعطت الفقه، والأدب، واللغة، وأخبار العلماء حظها من العناية، وحببت هذا النوع الأدبي إلى الناس بأن ميزته عن كتب الجغرافيا المحضة وعن كتب الفهارس بهذه المادة الشيقة الجديدة من وصف طبائع الشعوب، ونقل أنماط سلوكهم ومعاملاتهم، من خلال رواية الحوادث والمشاهدات المختلفة، والامتزاج بالناس ونقل أخبارهم، عن طريق الحكاية النادرة التي اضطلع فيها الرحَّالة الأندلسي بدور العالم الأديب، والباحث في الطبيعة، وعالم الاجتماع، وتميز بالدقة، والأمانة، والصدق في الروايات، ونقل الحقائق التاريخية التي يسردها؛ مما جعل الرحلة متصلة بفكر، وملتقى علم أصبح أثره ظاهرًا في اكتساب العلوم وتقدم الثقافة.

 

تبقى الرحلة الأندلسية بفضل هذه المكانة وثيقة ذات قيمة عالية على مختلف المستويات، فهي وثيقة جغرافية تاريخية لشاهد عيان، امتاز بالدقة والصدق؛ لتجرده عن المصلحة الذاتية، وهي وثيقة أدبية لِما حظيت به من فنون الآداب، والاهتمام بأخبار الكتب، وتراجم العلماء؛ فلكل رحلة شخصيتها الخاصة، ونستطيع في كل رحلة أن نلخص اهتمام الرحَّالة.

 

والرحلة الأندلسية وثيقة حضارية وثقافية وأدبية، كان لها دور في التقريب بين المشرق والمغرب، عن طريق شكلها الفني الجذاب، الذي رصد معالم الحضارة والثقافة في كل مكان.

 

• والرحَّالة الأندلسي في رحلاته ينقل ثقافة بلاده وينشرها حوله، خاصة في الشرق؛ حيث تتفاعل مع الثقافة المشرقية، ويحصل التبادل، والرحلة سجل هذا التلاقي والعطاء الخصب، وقد أفادت الرحلة أن كثيرًا من علماء الأندلس كانوا يدرسون في المشرق، وفتحت الرحلة الأندلسية عن علماء وحجاج يدرسون بالحرمين الشريفين في حجهم وزيارتهم الديار المقدسة لأداء مناسك الحج.

 

• اغترف الرحَّالة الأندلسيون من مَعِين الحياة الواسع مادة لأقلامهم، لخلق أدب حي ينمي المعارف على اختلاف أنواعها، ولا يتقيد بالصغائر التي هي قيود تكبل أجنحته دون التحليق والسمو، دون أن تفتح لاحتضان الحياة بأسرها، ومن هنا كان سر ذيوع الرحلة وتأثيرها في النفوس؛ وهكذا أبرزت رحلة ابن جبير مدى اهتمام المشرق برحلات البلوي والقلصادي، وحظيت رحلة ابن جبير بالاهتمام والذيوع في المشرق، حتى أصبحت مرجعًا مذكورًا في علوم شتى، وهذا الذيوع وهذا الانتشار كان من نتائجه أن تأثر الرحَّالة الأندلسيون بعضهم ببعض، وكثرت نقول بعضهم عن بعض، ونقل العبدري بعض آراء ابن جبير، وكذلك البلوي من الجغرافيات والأدبيات؛ "إذ لا ضير أن يستفيد رحالة بما وصل إليه آخر، ولا ضير أن تتشابه بعض الجزئيات في العمل الأدبي، ولا أرى انتقاصًا في ذلك لهذا الرحَّالة أو ذاك ما دامت المعالجة متغايرة"[11]، ويرجع ذلك إلى المعاناة والظروف النفسية، والحوادث التي لها تأثير كبير في انعكاس ذلك على حياته، تبعًا لِما تتميز به شخصية المؤلف؛ فهي ترجمة نفسية وذاتية وأخلاقية للرحالة، من حيث يشعر أو من حيث لا يشعر؛ فالشخصية والمعاناة النفسية تظهر في كل صورة من صور الرحلة في الوصف.

 

أهم نتائج هذه الدراسة:

1- ظهور أثر الغربة في نفوس الرحَّالة الأندلسيين من خلال شِعرهم، وجعلها مبررًا لكل ما يلاقونه من مصاعب في ديار غربتهم، وتأثيرها في التعصب لأندلسيتهم بصورة واضحة.

 

2- تعتبر الرحلات مصدرًا فريدًا لكثير من النصوص الأدبية شعرًا أو نثرًا؛ فلقد انفردت برواية كثير من النصوص، وهكذا فأغلب الرحالين حرَصوا على أن تضم رحلاتهم النوادر، كما أدرجوا في رحلاتهم كثيرًا من قصائدهم الشعرية ورسائلهم النثرية، ولم تُعرَف لهم أشعار أو كتابات إلا من خلال ما ورد في رحلاتهم، ومن أجل ذلك اعتبرنا الرحلات بمثابة دواوين لأصحابها ومجاميع ضمت ألوانًا من إنتاج علماء العصر وأدبائه[12].

 

3- تقوم عَلاقة الرحَّالة الأندلسيين مع السلاطين وكبار رجال الدولة من المشارقة في بعضها على التكسب، وطلب الانضواء والحماية، ولعل الظروف التي عاشوها - وما فيها من مشقة - أدَّت إلى توجيه عَلاقاتهم وشعرهم السياسي.

 

4- التفاعل بين الرحَّالة الأندلسيين والشعراء المشارقة في مجالسهم ومساجلاتهم، وأن أسلوب الرحَّالة اتسم - في معظمه - بوضوح الفكرة، وجمال التعبير، وبساطة الجملة، وسلامتها من التكلف والتصنع، حتى في المستويات الأسلوبية الأخرى.

 

ومن الخطأ التسرع في الحكم بأن النثر الأندلسي صورة للنثر المشرقي، ينحو نحوه ويحتذي حذوه؛ فمثل هذا التعميم يجانب المنهج العلمي والبحث الرصين المتأني.

 

5- استطاعت ألفاظ الرحَّالة الأندلسيين وصورهم ومعانيهم أن تحمل رؤية واضحة - إلى حد ما - عن أوضاعهم ونفسياتهم وارتباطهم بذوق عصرهم، وإعطاء الشعر في المشرق صبغة خاصة، كما تميزت صورهم بأعمال الفكر في بنائها، وقدرتهم على البناء الأكثر تكاملاً ودقة وتفصيلاً، وتفوقهم في ذلك على المشارقة.

 

6- لعبت الرحلة دورها في تراجم الأعلام الذين التقى بهم الرحَّالة، وشاهدوا من خلاله ظروف حياتهم، مما جعل لهذه التراجم خصوصية تختلف عما تضمنته كتب التراجم والطبقات؛ إذ إن الرحَّالة يستقي معلوماته من الاتصال المباشر بالمترجَم، سواء في البيت أو في المسجد، ولم تكن الترجمة مقتصرة على الجانب العلمي، وإنما يتعمَّق الشخصية، فيستفاد منه في جوانب عقلية ونفسية.

 

7- يتفاوت إنتاج الرحَّالة الأندلسيين في قيمته الفنية وغزارته وكميته، وهو اختلاف ناتج عن تفاوت قدراتهم وثقافاتهم ونوعية رحلاتهم.

 

8- اعتزاز الرحَّالة الأندلسيين بحضارتهم الإسلامية، وثقتهم بها وبأصالتها، وذكرهم مساوئ الحضارات الأخرى، وهذا يميزهم بغلبة الحس الإسلامي.

 

9- "يعتبر أدب الرحلة الأندلسية جزءًا مهمًّا في معرفة ثقافة "الآخر" وحضارته؛ "فإن أدباء الرحلة قد واجهوا هذه الحضارات، وعايشوها فترات متفاوتة، سمحت لهم في كثير من الأحيان أن يصفوها وصفًا موضوعيًّا معتمدًا على المشاهدة لبعض تفاصيل هذه الحضارات، مع معرفة ودراية فكرية لأسبابها ونتائجها"[13].

 

10- استفاد الرحَّالة الأندلسيون من آليات الفن القصصي من حوار وسرد، بالإضافة إلى "القصص الذي ترعرع في ظلال القرآن الكريم وكنفه، ومما ورد من قصص، وما يؤكد أن القرآن الكريم استخدم القص كوسيلة من وسائل إبلاغ الدعوة، وقد قام بتوظيف فن القص توظيفًا دينيًّا يتفق وغاياته السامية"[14].

 

هذا وقد حوت رحلات الأندلسيين قصصًا؛ مثل: قصة موسى، وعيسى، وفرعون، وغيرها من القصص في صورة جميلة.

 

11- كشفت الدراسة عن تراجم لشعراء مرتحلين في بعض المصادر المخطوطة لم تذكرها المصادر المطبوعة، بالإضافة إلى المخطوطات التي لم تحقَّق ولم تَرَ النور، والتي تؤكد لنا وجود مادة كبيرة تحتاج إلى بحث وتقصٍّ من المصادر المطبوعة التي تحتوي على تلك الشعرية الفنية.

 

12- "معظم الرحَّالة الأندلسيين كانوا يحملون كتب الرحَّالة السابقين عليهم؛ للمقارنة وإضفاء الجديد، وتصحيح بعض الأخطاء التي وقع فيها من سبقهم، وربما النقل عنهم في بعض الأحيان، للأمور التي لم يتسنَّ لهم رؤيتها، أو لبعد العهد والنسيان"[15].

 

13- خروج الرحَّالة الأندلسيين أساسًا للحج والزيارة وطلب العلم؛ فلمعت أسماؤهم، وذاع صيتهم بما نالوه من علم هناك، إضافة إلى كتابتهم لرحلاتهم التي توضح نظرتهم للأمور وتحليلها، وحكمهم على الأحداث التي نقلوها بكل أمانة وصدق؛ لبعدهم عن التميز لجانب دون آخر.

 

14- الرحلة رسالة يشعر الأديب أنه يؤدِّيها على وجه من الوجوه المحمودة، وهذه الرسالة مأخوذة من حياة المجتمع الصغير الذي يعيش فيه الرحَّالة، ثم حياة الأمة التي ينتمي لها، في خلق قنوات الاتصال المباشر وغير المباشر بين أوطان المدنيات المختلفة، وتوسيع دائرة الرؤية، واستشعار الرؤية المشتركة لحركة الحياة في إطار وحدة الأرض ووحدة الناس على الأرض.

 

التوصيات:

• هناك الكثير من المخطوطات التي تحتوي على رحلات تحتاج إلى بحث وتحقيق من مراكز المخطوطات في الوطن العربي - لم تحقَّق ولم ترَ النور؛ ليستفيد الباحثون في هذا الفن، ويرجو الباحثُ التوسُّعَ في تحقيقها ونشرها.

 

• يدعو الباحث إلى إدخال مقرر "أدب الرحلة" عمومًا إلى المقررات الدراسية في المدارس والجامعات؛ وذلك للاطلاع والتعرف على هذا الفن الأدبي، الذي يحمل خصائص فنية شيقة في تشويق الدارسين، ومعرفة المشاق التي تكبدها أجدادنا الأوائل في سبيل تقديس العلم.

 

• ترجمة رحلات الأجانب التي كانت إلى الوطن العربي عامة، وخاصة إلى الجزيرة العربية التي كان طابعها التجسس، ومقارنتها بالرحلات الأندلسية التي كان طابعها الأمانة والصدق والوفاء، بالإضافة إلى فنونها الأدبية الأخرى.

 

• أن يخصَّص قسم خاص في المكتبات العربية، للتأكد على التدقيق في تصنيف "أدب الرحلة" في قسم خاص به؛ ليميزه عن كتب التاريخ والتراجم والمسالك والجغرافيا.

 

وفي الختام أسال الله أن يكون قد حالفني التوفيق في إبراز أهم النتائج والتوصيات، التي توصل إليها البحث، ومحققة بذلك الهدف منه.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وشفيعنا النبي الأمين محمد بن عبدالله، وعلى آله، وصحبه أجمعين.

 

فهرس الموضوعات

الموضوع

الصفحة

شكر وتقدير

أ

المقدمة

2

الباب الأول الرحلة الحجازية عند الأندلسيين الفصل الأول

 

أ- الرحلة في الإسلام

18

سن الرحلة

23

مدة الرحلة

30

ب- مكانة الحجاز في صدر الإسلام

30

الفصل الثاني أهمية الرحلة الحجازية عند الأندلسيين وأثرها على الحركة الأدبية

35

الفصل الثالث

 

أ- مفهوم الأندلس

43

ب- مفهوم الأندلسية

47

ج- الشخصية الأندلسية

50

الفصل الرابع

 

مخاطر الرحلة الأندلسية

54

وصايا إلى المرتحلين

59

الفصل الخامس آثار الرحلة الحجازية وازدهارها

69

أ- ازدهار الرحلة الحجازية

74

ب- فوائد الرحلة

84

الفصل السادس: تطور الرحلة الحجازية وأبعادها

87

الفصل السابع: القيمة الأدبية والعلمية للرحلة الأندلسية

92

الفصل الثامن: كتاب الرحلة الحجازية وآثارهم

109

أبو بكر محمد بن العربي

115

رحلته

117

إنتاجه العلمي

118

ابن جبير اسمه ونسبه وحياته

119

علمه

121

شخصيته وأخلاقه

126

رحلته

132

علي بن محمد بن علي القلصادي

136

مولده

136

رحلته

137

نشاطه العلمي

138

إنتاجه

142

مصنفاته

142

خالد بن عيسى البلوي

144

مولده

144

رحلته

145

أخلاق البلوي

147

إنتاجه العلمي

148

ابن جابر الوادي آشي

148

اسمه ومولده

148

رحلته

149

أخلاقه

149

مؤلفاته

151

صفة برنامج الوادي آشي

153

الرعيني

154

اسمه ومولده

154

أبو مروان الإشبيلي

154

رحلته

155

الباب الثاني: الرحلة جنس أدبي

157

المحتوى الأدبي للرحلة الحجازية

167

الفصل الأول

 

الشعر

 

شعر ابن جبير

174

موضوعات شعره

175

النقد الاجتماعي والشكوى

176

الزهد

179

الشوق والحنين

179

المديح

183

سمات عامة في شعره

190

شعر البلوي

194

الحنين والشوق

198

مدح النبي - صلى الله عليه وسلم.

199

الرثاء عند البلوي

207

الفصل الثاني: النثر

 

نثر ابن جبير

212

نثر القاضي أبي بكر بن العربي

223

كتاب قانون التأويل

230

الرحلات النثرية

230

الرحلات الفهرسية

235

القلصادي وفنون نثره

236

نثر ابن جابر الوادي آشي

243

برنامجه

244

نثر الرعيني

249

أبو مروان الباجي الإشبيلي

251

الباب الثالث البناء الفني للرحلة الحجازية الفصل الأول

253

مكونات البنية الوصفية

255

أ- الوصف الفني

255

ب- سمة المفاضلة في الوصف

260

ج- براعة الوصف ودقة التشخيص

265

د- الملامح الفنية للشعوب في ظل أدب الرحلات

267



[1] انظر مقالة: (تراث المغاربة في الجامعة السعودية)؛ أ.د. حسن الوراكلي، ص 90.

[2] انظر: الآراء التربوية لابن حزم الأندلسي وتطبيقاتها؛ عبدالحميد المالكي ص 17.

[3] انظر مقالة أ. د حسن الوراكلي، تراث المغاربة ص 137- "فنحن نعلم ما فعلت بنا المدنية والحضارة الغربية الحديثة، وكيف باعدت - للأسف - بيننا وبين صفاء نظرتنا الإسلامية، وكيف شكلت نفوسَ جِيلنا في مدارس التعليم الحديثة بنظمها ومناهجها المستعارة، ففصلت بيننا وبين ثقافتنا الإسلامية الأصيلة"؛ تراث المغاربة.

[4] رئيس مجمع اللغة العربية في الأردن أ.د. عبدالكريم خليفة في أثناء زيارتي له في الأردن بتاريخ 7-7- 1999م.

[5] وإنني أتوجه إلى الله بالدعاء الخالص لأستاذي المشرِف على الرسالة الأستاذ الدكتور محمود حسن زيني - حفظه الله ورعاه - الذي وجهني إلى اختيار هذا الموضوع، بعد أن كان موضوعي السابق بعنوان: "الجوانب الإسلامية والإنسانية في شعر عمر بهاء الدين الأميري - دراسة فنية تحليلية"، وبعد أن شرعت في الكتابة فيه سبعة شهور اكتشفت أن رسالة دكتوراه في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قد تمت مناقشتها بعنوان "شعر عمر بهاء الدين الأميري" دراسة وتحليل للباحث خالد الحليبي، وقد اتصلت بالباحث، واطلعت على الرسالة، وأخبرت أستاذي المشرف بذلك؛ فنصحني بعدم الاستمرار في الموضوع، وأشار عليَّ بموضوع "أدب الرحلة الأندلسية إلى الحجاز"، جزاه الله عني خيرًا، وأن ينفعني الله به، ومن هذا الأدب لعلي أصِل رحمًا مقطوعة، وأقدم بعض الخدمة لتراث الفردوس المفقود.

[6] الرحلة في الأدب العربي (حتى نهاية القرن الرابع الهجري)، د. ناصر الوافي ص 51.

[7] مجلة الفيصل، مقال للدكتور: سيد حامد النساج، تحت عنوان: دعوة لدراسة أدب الرحلات في تراثنا العربي، ص 91 عدد 186 السنة (16) يونيو 1992م.

[8] مجلة الفيصل - مقال للدكتور سيد حامد النساج تحت عنوان: "دعوة لدراسة أدب الرحلات في تراثنا العربي"؛ عدد 186 ص 91، السنة 16 يونيو 1995م.

[9] مقال في مجلة المناهل المغربية "الرحلات المغربية الحجازية"، محمد المنوني، العدد 518 - المجلد 56 - أغسطس1994، ص16.

[10] دراسات مغربية، للأستاذ المرحوم: محمد الفاسي، ص 68.

[11] الرحلة في الأدب المغربي؛ فاطمة خليل، ص 572.

[12] أدب الرحلة بالمغرب في العصر المريني؛ الجزء الثاني، الحسن الشاهدي ص660.

[13] أدب الرحلة في المملكة العربية السعودية؛ عبدالله حامد، ص 207.

[14] التراث القصصي في الأدب العربي؛ د. محمد رجب النجار، ص 384.

[15] الرحلات المغربية مصدر من مصادر تاريخ الحجاز (دراسة تحليلية مقارنة)؛ عواطف محمد نواب، ص 438.





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • آداب الزيارة وشروطها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأدب غير الإسلامي(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • الأدب نور العقل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مباحث ومشكلات في الأدب المقارن العربي (1)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مخطوطة الرحلة الحجازية(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • أدب المرء عنوان سعادته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هيا بنا نتعلم الآداب الإسلامية - من هدي السنة النبوية (4)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الشكل في نظرية الأدب القائد(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • هيا بنا نتعلم الآداب الإسلامية - من هدي السنة النبوية (10)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح المنتخب من كتب الأدب(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 


تعليقات الزوار
1- طلب توجيه ومعونة
بن أعمر - الججزائر 07-11-2014 11:15 AM

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم والصّلاة والسّلام على أشرف المرسلين
وبعد

أنا كالب مسجّل في سنة أولى دكتوراه خلال هاذا العام 2015/2014 واعجبت بأدب الرّحلات لكن أنا في حيرة من أمري في أن أحصر عنوانا مناسبا تتوافر فيه شروط الموازنة لأنّه من مستوجبات تخصّصي دراسات مقارنة في الآداب والحضارة لذا نرجو منكم مدّ يد العون عن طريق إرشادنا إلى عنوان مناسب خاصّة في الأنموذجين الموان بينهما مع وفرة الكتب حولهما في ميزان النّقد والتّحليل وإن أمكن دلّوني على خطّة مبدأية جازاكم اللّه خير جزاء شكرا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب