• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل دكتوراة
علامة باركود

الشعر وحروب الخلافة العثمانية (1342هـ - 1924م)

عبدالله بن إبراهيم بن يوسف الزهراني

نوع الدراسة: PHD
البلد: المملكة العربية السعودية
الجامعة: أم القرى
الكلية: كلية اللغة العربية
التخصص: الأدب
المشرف: الأستاذ الدكتور/ محمود عبدربه فياض
العام: 1412هـ

تاريخ الإضافة: 8/4/2012 ميلادي - 16/5/1433 هجري

الزيارات: 39667

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

المقدمة

الحمدُ لله ربِّ العالمين، الرَّحمن الرَّحيم، والصَّلاة والسَّلام على الرَّسول الأمين، وآلِه وصَحبِه، ومَن استَنَّ بسنَّته إلى يوم الدِّين، أمَّا بعدُ:

فإنَّ العصر العثماني شَهِدَ حُروبًا ضاريةً بين الدولة العثمانيَّة ممثِّلة العالم الإسلامي، والدُّول الأوروبيَّة ممثِّلة النصرانيَّة، وكان اتِّساع رقعة الدولة عاملاً من عوامل تعدُّد الصِّراع مكانًا وزمانًا، وكان من توفيق الله لي أنْ اخترتُ بمشورةٍ من أستاذي الأستاذ الدكتور "محمود عبدربه فياض" موضوعي لرسالة الدكتوراه:

(الشعر وحروب الخلافة العثمانية)

لأمورٍ منها:

• أنَّ هذا العصر بحاجةٍ ماسَّة إلى مزيدٍ من الأبحاث لجلاء كثيرٍ من غَوامِضِه.

 

• أنَّه جزءٌ من التاريخ الأدبي لأمَّتنا، فمن حقِّه علينا العنايةُ به درسًا وتمحيصًا مهما كانت نظرة الناس إليه.

 

• الوقوف عن كثبٍ على بداية الصِّراع الحضاري بين المسلمين والأوروبيين، وبَيان رُؤية الشُّعَراء له.

 

• عدم التسليم بما يُردِّده أكثرُ الباحثين عن هذه الحِقبة؛ ممَّا حَدَا بي إلى الوقوف عن كثبٍ على تلك الظَّواهر الشائعة عن هذا العصر، وتأصيل ما قُرِّر أو نفيه.

 

• أنَّ الدِّراسات لشِعر الحرب وقَفتْ قُبَيل هذا العصر؛ ممَّا أغراني بإكمالِ مثل تلك الأعمال في تاريخ الأدب العربي.

 

لذلك كلِّه وإيمانًا منِّي بأثَر تلك الحقبة في تاريخنا الرَّاهن، ولجتُ هذا الموضوع.

 

على أنَّ آخِر هذا العصر قد حظي بكوكبةٍ من الشعراء الرُّوَّاد كان لهم دورٌ إيجابي في مُناصَرة الدولة العثمانيَّة في جِهادها الدِّفاعي عن البلاد الإسلاميَّة، يأتي في مقدمتهم "محمود سامي البارودي"، و" أحمد شوقي"، و"حافظ إبراهيم"، و"معروف الرصافي"، و"عبدالمحسن ألكاظمي"، و"شكيب أرسلان"، إلى جانب عددٍ من الشعراء المغمورين كـ"أحمد الفقيه"، و"عبدالجليل براده"، و""أمين ناصر الدين"، و"خيري الهنداوي"، و"محمد سعيد العباسي"... وغيرهم.

 

وكانت المادَّة في الدواوين الشعريَّة المشهورة أقرب مَنالاً بالنسبة للشعراء المعروفين، أمَّا الشعراء المغمورون الذين اهتُدِيت إلى أكثرهم إشارة من أستاذي الكريم.

 

وقد اجتمع لديَّ كمٌّ هائل من النُّصوص، تُعطِي صورةً واضحةً عن مُواكَبة الشِّعر للأحداث، تُؤكِّد أنَّه استجابة فعَّالة للهزات والضربات العَنِيفة التي كانت تُواجِهها الدولة العثمانيَّة من قِبَلِ الصليبيَّة المقنَّعة في ثوب أسداء الحريَّة لولايات الدولة حينًا، وللدِّفاع عن المسيحيين الخاضعين لسُلطة العثمانيين حينًا آخَر، كلُّ ذلك في سبيل دحْر الإسلام، والانتصار عليه في عُقر دارِه، فشارَك الشعر في ذلك الميدان، لاستِنهاض همم المسلمين في الذَّود عن حِمَى الدَّولة، ولا شكَّ أنَّه كان لحروب الدَّولة العثمانيَّة أثرٌ كبير في إثارة حَماسة الشعراء، فقد أيَّدوها تأييدًا مُطلَقًا يدفَعُهم الشُّعور الدِّيني؛ لأنهم كانوا يرَوْن في حُروب الدولة العثمانيَّة دِفاعًا عن الكيان العثماني الذي هم جُزءٌ منه ضد أطماع أوروبا الكافرة التي تريدُ القَضاء على الدولة المسلمة... فلا نعجب أنْ نرى إجماعَ الشعراء - في مشرق العالم العربي ومغربِه - على الذَّوْدِ عن الدولة العثمانيَّة ضد أيِّ عدوانٍ عليها.

 

وقد رجعتُ إلى مصادر جمة محاولاً لَمِّ شَتات مادَّة قابلة للدِّراسة يأتي في مقدمتها:

• الدواوين الشعريَّة للشعراء المشهورين والمغمورين؛ كـ"الشوقيات"؛ لأحمد شوقي، و"السياسيات"؛ لأحمد محرم، ودواوين كلٍّ من محمد عبدالمطلب، ومعروف الرصافي، وشكيب أرسلان، ومحمد الهاشمي، والخزنة دار...

 

• المجاميع الشعريَّة، والدراسات التي عالجت الاتجاهات الوطنيَّة في أدب إقليمٍ من الأقاليم، والتي حام بعضها حول موضوع شِعر الحرب في العصر الحديث؛ مثل: "الاتجاهات الوطنية"؛ للدكتور محمد محمد حسين، و"الاتجاهات الوطنية في الشعر الليبي"، و"الشعر والشعراء في ليبيا"؛ للدكتور محمد عفيفي، و"الشعر العراقي في العصر الحديث"؛ للدكتور يوسف عز الدين، و"الأدب التونسي في الفرن الرابع عشر"؛ لمحمد السنوسي.

 

• بالإضافة إلى الجرائد والمجلات التي صدرت إبَّان تلك الحروب؛ كـ"الوقائع المصرية"، و"جريدة مصر"، و"المقتبس"، و"القبلة"، و"المقتطف"...

 

• المراجع التاريخيَّة لاستِجلاء سير تلك الحروب ونتائجها؛ نحو: "تاريخ الدولة العليَّة"؛ لمحمد فريد... و"الدولة العثمانية دولة إسلامية مفترى عليها"؛ للدكتور عبدالعزيز الشناوي، و"التاريخ الإسلامي - العهد العثماني"؛ للدكتور محمود شاكر.

 

• إلى غير ذلك من المصادر والمراجع الشعريَّة والتاريخيَّة ممَّا سيُوضِّحها ثبت المصادر والمراجع - بإذن الله.

 

وقد اقتضت خطَّة هذه الرسالة أنْ تكون على الشكل التالي:

تمهيد:

عرضت فيه لأهمِّ الدراسات التي تناوَلتْ شعرَ الحماسة قبلَ هذه الحِقبة، وأنَّ هذا الموضوع سيكونُ جُزءًا مُكملاً لما بدأه الباحثون في هذا الباب.

 

ثم قسمته إلى ثلاثة أبواب:

الباب الأول: الشعر وحروب الدولة العثمانيَّة في أوروبا، ويتكوَّن من أربعة فصول:

الفصل الأول: الشعر وحروبها مع روسيا.

 

ويتضمَّن المباحث التالية:

المبحث الأول: الشعر والحرب الأولى سنة 1855م.

 

بدأته بنبذةٍ تاريخيَّة، ثم عرض وتحليل للقصائد التي عثرت عليها، وفيها ظهَر مدى التجاوب الإسلامي مع العُثمانيين في تلك الحرب، على الرغم من ضعف ذلك الشعر وركَّة لغته، وقلَّة مَن شارك به، وتضمَّن الموضوعات التالية:

• تركيز المدائح للخليفة على سجايا القائد.

• الجيش في المعارك.

• وصف المعركة.

 

المبحث الثاني: الحرب الروسيَّة الثانية 1294هـ / 1877م، وفيها ظهَر الشاعر الألمعي "محمود سامي البارودي"، وتناولت فيه الموضوعات التالية:

• نبذة تاريخية.

• الإشادة بالسلطان تأييدًا للخلافة.

• الإشادة بقُوَّاد الجيش العثماني.

• في سوح المعارك.

• تعبئة الجيوش.

• استنفار المسلمين للجهاد.

 

وذلك كلُّه من خِلال الشعر الذي وجَدتُه، وفيه ظهَر إلى جانب البارودي "على أبو النصر"، و"علي الليثي"، و"عبدالله باشا فكري"، و"أحمد فارس الشدياق".

 

الفصل الثاني: الشعر وحروبها مع اليونان.

إذ كانت حُروبها مع اليونان أشدَّ ضراوةً وتنوُّعًا، وقد تناولت تلك الحروب في المباحث التالية:

المبحث الأول: فتح القسطنطينية.

وفيه أشَرت إلى الرسالة التي بعَث بها "الأشرف إينال" إلى السلطان "محمد الفاتح"، وقد تضمَّنت أبياتًا متهافتةً لم تكن على مستوى الحدث، وألمحت إلى بعض ما قِيل من شِعرٍ تركي في هذا، وإشادة شاعرين عربيَّين بذلك إبَّان هجمة أوروبا الاستعماريَّة بعد الفتح بقرونٍ.

 

المبحث الثاني: ثورة "كريت" الأولى 1216هـ / 1869م.

وممَّن شارك في إخمادها الفارس الشاعر "محمود سامي البارودي".

 

المبحث الثالث: ثورة" كريت" الثانية 1908م.

وقد أغفَلَها المؤرخون وسجَّلها شاعران هما: "أحمد الكاشف"، و"أمين ناصر الدين"، وكانت قصيدة أمين نقلةً نوعيَّة في الشعر العربي إبانئذ تدلُّ على أنَّ الشعر قد دبَّت فيه الحياة، وبدأت حركة النهضة تُؤتِي ثمارها، وقد قسمت هذه القصيدة إلى لوحتين:

لوحة تُصوِّر الجزيرة في صورة فتاة مُستغيثة تشكو ما حَلَّ بها من الثُّوَّار، وأُخرى تُصوِّرُ المسلمين في صورة فتى هَبَّ لنجدة تلك الفتاة.

 

المبحث الرابع: حرب اليونان سنة 1314هـ / 1897م.

 

وقد أهملتُ هذه الحرب من قِبَلِ المؤرِّخين الذين اطَّلعت على كُتبهم، وعلى رغم ما حقَّقته الدولة العثمانيَّة من انتصارٍ مادي ومعنوي فيها إلا أنَّ الشعراء سجَّلوا ذلك، وظهرت في هذه الحرب أصوات شعريَّة جديدة، وكانت بائيَّة "شوقي" سجلاًّ حافلاً للمعارك التي دارت إلى جانب شُعَراء آخَرين من أمثال: "أحمد محرم"، و"محمد عبدالمطلب" وغيرهما.

 

وقد صنفت موضوعات ما وجدت من شعر على المنوال التالي:

• تمجيد الخليفة رمز الإسلام.

• أسباب هذه الحرب في منظور الشعراء.

• وصف الجيش العثماني.

• وصف المعارك.

 

وكان "شوقي" من أحسن الشعراء وصفًا لتلك المعارك، بحريَّة وبريَّة، وسجَّل فيها أماكنَ الصراع، فعُدَّت قصيدته مرجعًا تاريخيًّا وجغرافيًّا، إلى جانب كونها مَعلَمًا من معالم تطوُّر الشعر العربي؛ إذ ظهرت فيها قريحتُه الفنيَّة، وثقافته الواسعة، وعرضت فيها لما يُميِّز هذه القصيدة عن غيرِها من شِعر الحرب هنا؛ لاشْتمالها على صُورتين: صورة الفتاة المسلمة التي تخوضُ المعارك، وصورة العجوز الطاعن في السنِّ مع فرسه اللذين مارَسَا الجهاد ولم يفتَرِقَا.

 

• هجاء العدوِّ والاستخفاف به.

• نشوة النصر.

 

المبحث الخامس: حرب اليونان سنة 1341هـ / 1921م.

بدأته بإشارة تاريخية، ثم رتَّبت مضمونات شِعر هذه الحرب على الشكل التالي:

• الولاء للخلافة والخلفاء.

وفيه ظهَر تعلُّق الشعراء بالخلافة وآمالهم فيها حتى وهي في الرَّمق الأخير، وانخِداع الشعراء" بمصطفي كمال".

• استعداد اليونان للقتال.

• جرائمهم.

• وصف المعارك.

• ما انفرد بوصفه بعضُ الشعراء.

• ذكرى من وقائع " غاليبولي".

• الجرحى والبر بهم.

• الدافع الديني وراء الحرب.

• نشوة الظفر على اليونان.

 

الفصل الثالث: حرب البلقان 1328هـ / 1913م.

ذكرت فيه تحالف دول البلقان على الدولة واجتياحهم للبعض ولاياتها، ثم رتبت ما عثرت عليه من شِعرٍ في هذه الحرب على النحو التالي:

• فزع الشعراء لتساقط المدن العثمانيَّة.

 

أذ تألَّم الشعراء لسقوط بعض المدن العثمانيَّة، وصدح "شوقي" بميميَّةٍ رائعة في رثاء مدينة "أدرنة" وكذا "خيري الهنداوي" في رثاء "سلانيك".

 

• الطابع الصليبي لهذه الحرب.

• وصف المعركة والجند.

• الجرائم التي اقتَرفَها العدوُّ من منظور الشعراء.

• استنهاض المسلمين والاستغاثة بهم وتأكيد وحدتهم.

• الموقف من السلم.

• القوَّة هي الفيصل في التعامُل مع الغرب.

• الأخْذ بأسباب العلم.

• الفخر والأمل في غَدٍ مشرق.

• الهجاء.

 

وفيها ظهَر شعراء يتراوَحُون بين القوَّة والضعف، وكان للصحافة دورٌ في ظُهورهم؛ ممَّا يعني: أنَّ لها أثرها في نشْر الشعر وإبراز عدد من الشعراء، وكانت قصيدتا "شوقي" و"خيري الهنداوي" من أجود ما قِيل في شِعر هذه الحرب؛ إذ أعادتا إلى الأذهان رثاء المدن الذي يطفح به الشعر العربي إبَّان المحن التي ألَمَّت بالمسلمين على مَرِّ التاريخ الإسلامي، ولا سيَّما في الأندلس.

 

الفصل الرابع: من معارك الحرب العالمية الأولي في أوروبا.

استهللته بمقدمةٍ تاريخيَّة، ثم عرضت لموضوعات الشعر، فكانت على المنوال التالي:

• الدعوة لنُصرة العثمانيين والإشادة بهم.

• الدعوة إلى مساعدة الخلافة.

• معركة " غاليبولي" وصداها في الشعر:

فرح الشعراء بالانتصار فيها، ومباركة اختيار قائد المعركة، هزيمة الحلفاء والتهكُّم بهم.

• من آثار الحرب.

• سُقوط " أيا صوفيا" ومراثى الشعراء لها.

• حال المسلمين بعد هزيمة الدولة " غروب الشمس".

• مصير روسيا.

 

الباب الثاني: الشعر وحروب الدولة العثمانية داخل الوطن العربي.

ويتكوَّن هذا الباب من ثلاثة فصول:

الفصل الأول: الشعر وحروبها في المغرب العربي: المغرب، الجزائر، تونس.

 

جاء العثمانيون إلى بلاد المغرب العربي في وقتٍ كانت تُعاني المنطقة من تسلُّط الأسبان، والبرتغاليين، وقد كان مجيئهم استجابة للصَّرخات التي بدأها أهل الأندلس.

 

وخاضَتِ الدولة العثمانيَّة ومَن والاها من أهل المغرب حُروبًا مُتعدِّدة كان لبعضها صدًى في الشعر العربي، وقُمت بتقسيم ما عثرت عليه من شعرٍ على النحو التالي:

المرحلة الأولى:

1- استغاثة الأندلس المجهول، واستغاثة " علي بن هارون".

وقيمة القصيدتين تنحصرُ في الإطار التاريخي؛ لما في الأوَّل من تفاصيل من مُعاناة مَن بقي من مُسلِمي الأندلس على يد النَّصارى المتسلِّطين، ولما في الثانية من دلالةٍ على أنَّ الإحساس العام لأهل المغرب ممثَّلين في هذا العالم من تطلُّع إلى العثمانيين لإنقاد المغرب.

 

2- معركة وادي المخازن.

أ- المعركة وقيمتها التاريخية.

 

ب- صداها في الشعر، وقد تناولت ثلاث قصائد وجدتها، وحللتها إلى عناصر منها:

تمجيد القوَّة، ثم صورة الجيش البرتغالي، صورة الجيش الإسلامي: صورة المعركة، ذكرى الوقعة إثارة الحميَّة والحماسة عند "محمد بن ماء العينين".

 

3- سقوط "أصيلا" ودعوة عُلَمائها للجهاد، قصيدة "عبدالعزيز القشتالي" بعد استعادة المدينة على يد "المنصور الذهبي".

 

المرحلة الثانية:

بعد أن استقرَّ "العثمانيون" في بلاد المغرب إذ ساير الشعراء الجيوش المجاهدة تحريضًا ووصفًا للمعركة، وقسمت شعر هذه المرحلة على النحو التالي:

1- استغاثات الشعراء لنجدة "وهران" واستجابة العثمانيين لذلك.

 

وتناول الشعراء في هذا الحدث مدح القادة والولاة، وجور الاستعمار وتنكيله بالمسلمين، والدعوة لإنقاذ وهران مع وصف الجيش المنقذ، الفأل بالنصر، وصف المعارك والهزيمة.

 

2- الحث على الجهاد، استرداد "العرائش" و"طنجة"، والشوق لفتح، "سبته" و"الأندلس".

 

3- ملاقاة فرنسا لـ"علي باشا" ودحرهم في نظر "إبراهيم الخراط" و"خليفة بن قائد".

 

المرحلة الثالثة:

احتلال الجزائر في نظَر شاعرين من تونس.

 

إذ حذر الشاعران أهل البلاد عامَّةً من المستعمِر الفرنسي ورثيا "الجزائر" وما آلَتْ إليه على يد الفرنسيِّين، وحثَّا الناس على الجهاد لاستردادها.

 

الفصل الثاني: الشعر وحرب طرابلس 1911م.

بدأته بإضاءةٍ حول الحرب، أشرت فيها إلى أنَّ هذه الحرب جزءٌ من خُطَطٍ استعماريَّة للاستيلاء على البلاد الإسلاميَّة.

 

وصنَّفت شعر هذه الحرب إلى المجموعات التالية:

• الدعوة إلى الاتِّحاد ونبذ الفرقة؛ إذ بدأت بواكير الجمعيَّات السريَّة القوميَّة تُؤتِي ثمارها، وبدا الخِلاف علنًا بين العرب والأتراك، ولمس الشعراء تلك الظاهرة؛ فدعوا إلى الإتحاد ونبْذ الفرقة بين الأمَّة الواحدة، لمواجهة العدوان الإيطالي.

 

• الدعوة إلى الجهاد بالمال.

إذ عقدت الجمعيَّات الخيريَّة وتبنَّت دعوة الناس وحضَّتهم على التبرُّع لإخوانهم المجاهدين، ونظَم الشعراء أجودَ قصائدهم في تلك الجمعيَّات، واستعلَّ الشعر هنا وهناك في أرجاء الوطن العربي، كلٌّ يبينُ على طريقته؛ فضل المال في دعْم الجهاد، وحاجة المجاهدين له، ولقد كان "أحمد محرم" أكثر الناس نتاجًا؛ إذ أخَذ يهتبلُ كلَّ مناسبةٍ ليسمع الناس حاجةَ أهل "طرابلس" إلى مدِّ يد العون.

 

• الدعوة إلى الجهاد بالنفس.

حث الشعراء الأمَّة للانضِمام إلى كتائب المجاهدين، وانضمَّ بعضهم لها كـ"شكيب أرسلان"، وبيَّنوا فضل الجهاد بالنفس عند الله، وشحَذوا الهمم إلى الأخْذ بأسباب القوَّة لردِّ الحقوق المغصوبة.

 

• شوق بعض الشعراء للجهاد.

إذ اشتاق بعض الشعراء من أمثال "محمد بن محمود"، و"الرصافي" لمشاركة المجاهدين بأنفسهم في ميدان المعركة؛ ممَّا يدلُّ على عاطفةٍ إسلاميَّة صادقة تجاه الجهاد والمجاهدين.

 

• نصرانية المعركة:

وفيها أكَّد بعضُ الشعراء الوجه الحقيقي لهذه الحرب، وأنَّ الصليبيَّة من عوامل هجوم "إيطاليا" على "طرابلس".

 

• وصف المعركة والجيش:

تناول الشعراء وصف الجيش وبلاده في المعركة، وكذا وصف الجيش "الإيطالي" وكثافته، وهزائمهم بادئ الأمر إمام المجاهدين، وعرض بعضهم لجرائم الطليان في أثناء تلك المعارك.

 

• أنين الجريح:

إذ وصف "أحمد محرم" الجريح، بعد أنْ تلبَّس بشخصيته، فكانت هذه القصيدة فريدة في بابها؛ إذ استمدَّ الشاعر كلَّ ذلك من مخيلته، ووصف "صالح السويسي" أحدَ الجرحى، إلا أنَّه لم يكن بمستوى "أحمد محرم".

 

• البعثات الطبيَّة.

إذ بيَّن "محرم" حاجة المجاهدين إلى الأطباء، وأنَّ ذلك عمل جهادي مطلوب، وأثنى على مَن شارك في ذلك العمل النبيل.

 

• المعدَّات القتاليَّة:

جمعت نماذج متصافة لما ذكره الشعراء من مُعدَّات قتاليَّة في قصائدهم.

 

• الموقف من السلم:

وفيها فنَّد بعض الشعراء مَزاعم السلم الأوروبيَّة، وأنها دعوةٌ كاذبة لِمُباركة بقيَّة الأوروبيِّين لذلك العدوان الإيطالي.

 

الفصل الثالث: الشعر والحرب العالميَّة الأولى داخل الوطن العربي.

 

وقد احتَفظت المجلات الأدبيَّة إلى جانب الصُّحف الخبريَّة بكمٍّ زاخر من الشِّعر الذي يتَّصل بالحرب من قريبٍ أو بعيدٍ.

 

فانتخَبتُ منه ما هو أكثر صلةً بموضوعي، ثم صنَّفته على ما يقتفيه المقام.

 

• الثَّناء على الدولة وولاتها المؤيِّدين لها:

من أمثال "خليل باشا" والي العراق، و"جمال باشا" والي الشام.

 

• الحض على مساعدة الدولة:

فدعا بعض الشُّعراء إلى الوُقوف في صَفِّ الدولة ومُساعدتها وحمل السِّلاح لدرء عُدوان الحلفاء.

 

• الثورة العربيَّة:

تحدثت فيه عن القضايا التالية:

تأييد الثورة والتعريض بالأتراك.

 

إذ أيَّد بعض الشعراء الثورة العربيَّة، ونعَى بعضُهم على الناس سُكوتهم عن مَظالم الأتراك، وأكَّدوا وُقوف الشام والحجاز مع الثورة من أمثال: "عبدالمحسن الكاظمي"، و"عبدالمحسن الصحاف".

 

• الوقوف ضد الثورة:

كان لهذه الثورة مُعارِضوها من الشعراء من أمثال "أحمد محرم" و"محمد عبدالمطلب".

 

• المعارك داخل البلاد العربية:

إذ فرح الشعراء المؤيِّدون للثورة باستيلاء الثوَّار والحلفاء على بلاد الشام، كما أشاد الموالون للخلافة بهزيمة الحلفاء في بعض المعارك.

 

على أنِّي من خِلال عَرْضِ ما سبق في هذين البابين كنتُ حريصًا على تبيان حقيقة فنيَّة مُؤدَّاها: أنَّ الشعر الذي قِيل في هذه الأغراض كلها لم يكن تسجيليًّا أو تقريريًّا وحسب، ولكنَّه ارتقى أحيانًا على يد بعض الشعراء الكبار إلى درجةٍ فنيَّة رفيعة، كانت نِبراسًا لسائر الشعراء، وساعدت على تطوُّر الحركة الشعرية إبَّانئذٍ تطورًا كبيرًا.

 

الباب الثالث: الخصائص الفنيَّة لشعر هذه الحِقبة.

بعد أنْ تممت الدراسة الموضوعيَّة انتقلت إلى الدراسة الفنيَّة، وقسمت هذا الباب إلى فصلين:

الفصل الأول: الألفاظ والصور.

وقمت بتقسيمه إلى طبقتين من الشعراء:

الطبقة الأولى:

طبقة ضعيفة في الألفاظ والصور، فلا توليدَ ولا تجديد عند الفئة؛ إذ تعاطي بعضهم الشعر على أنَّه مظهر من مظاهر العلم والثقافة، فكتبه ولما تكمل الأدوات لديه، فبيَّنت ذلك من خلال عرض لبعض مظاهر الضعف عند هذه الفئة.

 

الطبقة الثانية:

وهي الطبقة القويَّة أو الرائدة للبعث والتجديد، يستوي في ذلك المشهور والمغمور برغم التفاوت فيما بينهم، عرضت فيه لبعض الألفاظ القليلة الشيوع عند بعض شُعَراء هذه الفئة، وكذا بعض الألفاظ العصريَّة التي أملَتْها الأحداث.

 

ثم ضربت أمثلةً للصور عند هذه الطبقة، سواء في ذلك الصور المستمدَّة من القرآن الكريم، أو المتأثِّرة بالشعر القديم، ثم أشَرتُ إلى نماذج لا تعوزها الجدَّة والابتكار والتميُّز، وبيَّنت أيضًا استخدام هذه الفئة لألوانٍ من المحسنات البديعيَّة دلالة على التشبُّث بهذه الظاهرة.

 

الفصل الثاني: ظواهر مشتركة.

إذ إنَّ هنالك ظواهر مشتركة عند شعراء هذه الحقبة، يستوي في ذلك الشعراء المغمورون والمشهورون، وقسمته إلى عدة مباحث:

• المنزع التاريخي:

إذ يحملُ شعرُ الحرب في هذه الحقبة إشارات تاريخيَّة؛ كتسجيل أسماء الوقائع والأماكن وأسماء المعارك وقادتها والملوك والسلاطين، ممَّا يعدُّ مرجعًا تاريخيًّا من الممكن الاستئناس به في بابه.

 

• النَّزعة القصصيَّة:

إذ عقد بعض الشعراء قصائد مستقلَّة، وآخَرون في ثَنايا قصائدهم على شكل قصة؛ نحو: "أمين ناصر الدين"، "خيري الهنداوي"، "أحمد شوقي"، وربما يكون هذه صدًى للتَّيَّار الذي ظهَر إبَّانئذٍ، ودعوة تطبيقيَّة إلى تبنِّي القصص الشعري.

 

• أساليب إنشائية:

إذ كثُر عند الشعراء الأساليب الإنشائيَّة ربما لوجود النَّزعة الخطابية عند بعض الشعراء؛ ممَّا قد يستدعيه موضوع الجهاد والحرب من تحميسٍ وإثارةٍ.

 

• المعارضات الشعرية:

عرضت فيه لبعض المعارضات الشعريَّة التي كان لها أثرها في شعر الحرب هنا؛ إذ كانت من عوامل الانبعاث والتجدُّد الشعري.

 

على أنِّي قد أخَذت في دِراسة هذا البحث بالمنهج التاريخي؛ استهدافًا لتوضيح تطوُّر الحركة الشعريَّة، عبْر هذه الحقبة، وتخلُّصها من عَوارض الضَّعف وظهور إمارات الصحَّة والقوَّة عليها، كما أخَذت أيضًا بالمنهج البَياني التحليلي؛ إذ كنت أختار النماذج مظهرًا ما بها من ضعف أو قوَّة في أحايين كثيرة.

 

خاتمة

وقد جمعت فيها النتائج التي خرجت بها دراسة الموضوع.

 

ولكنَّني ما إنْ بدأت في القراءة ولَمِّ شتات هذا البناء، حتى خلت الأبواب مُوصَدة أمامي، كلَّما جُزت عقبة أتت أخرى، فمن كتب تاريخية يتيهُ الباحث فيها للوصول إلى الحقيقة، ودواوين شعرية لشعراء مضوا إبَّان بداية الطباعة، وطُبعت أشعارهم في حياتهم ولم تُعَدْ طباعتها مرَّةً أخرى؛ ممَّا أصبح الوصول إليها ضربًا من المستحيل.

 

ومن جرائد ومجلات موجودة في أماكن معيَّنة، والوصول إليها دُونه خَرْطُ القَتاد، وتناثر المراجع هنا وهناك؛ ممَّا جعَل الجهد مُشتَّتًا والفكر حائرًا، ولكن كان من طالع سَعدي أنْ وفَّقني الله بالأستاذ الدكتور "محمود عبدربه فياض"؛ إذ كان لي أبًا عَطُوفًا، وصديقًا ناصحًا، وأستاذًا مُوجِّهًا، يشرحُ صدري وقتَ احتدام الخطوب، سهَّل لي كلَّ عسير في هذا البحث بعد الله، بل تعلَّمت منه النحو والبلاغة، وغرفت من بحر أدبه الزاخر، وقلمه اللماح، ولم يضنَّ عليَّ بجهد أو وقت حتى في أشدِّ مرضه، شفاه الله، وأطال عمره، وأحسَن خاتمته.

 

والحقُّ أنَّ القلم لا يستطيع أنْ يُعبِّر عمَّا بذَلَه لي طِيلة مدَّة هذه الرسالة، فأجزل الله له المثوبة.

 

• • • •

الخاتمة

خرجتُ من هذا البحث بمجموعةٍ من النتائج أُجملها فيما يلي:

1- إنَّ الشعر كان مُواكِبًا لحروب العثمانيين الدِّفاعيَّة، وإنَّه مع هبوة الأحداث وتوالي الصِّدام بين العثمانيين والأوروبيين كان يَزداد كمًّا وكيفًا، تُظاهِرُه عوامل كثيرة مُحدَثة ساعدَتْه على الظُّهور والذيوع، وأفسحت المجال لكثيرٍ من الشعراء كان يمكن أنْ يعيشوا مغمورين وأن يظلُّوا بقيَّة حياتهم كذلك، ففي الحرب الروسية الأولي رأينا قلة الشعراء وضعف شِعرهم، بينما ازداد عدد الشعراء في الثانية، وظهر "البارودي" بروائعه، وما إنْ وعَى الناس حقيقةَ الأحداث، ورجها لوجداناتهم حتى خِلنا الشعر يشتعلُ في كلِّ مكان في الحرب الطرابلسيَّة مثلاً.

 

2- إنَّ بعض الشعراء قد سجَّل الحرب تسجيلاً وافيًا بمطوَّلات لا يعوزها الجمال الفني، ولا الوعي بالأحداث ونتائجها، كمطولات "شوقي"، و"أحمد محرم"، و" عبدالمحسن الكاظمي"، و"محمد عبدالمطلب"، وأنهم يملكون نفسًا شعريًّا طويلاً، فكان شِعرهم أقربَ إلى الملاحم.

 

إنَّه مع شدَّة وقع هزيمة الدولة وحَلِيفتها في الحرب العالميَّة الأولى، وسَيْطرة الدول المتحالفة على كامل مُمتَلكات الدولة، أمَّل الشعراء في حركة "مصطفي كمال" خيرًا، واعتبروها المنقذ من الظلام الذي حلَّ بالأمَّة، على أنهم كانوا مُتشبِّثين بالخلافة، ووقَفوا معها حتى في أشدِّ أوقاتها سُوءًا؛ نظَرًا لما تُمثِّلُه من رمزٍ للوحدة الإسلاميَّة، وأجمعت كلُّ الطوائف المنتسِبة للإسلام على ذلك.

 

لهذا لم ينفكَّ الشعراء عن مدْح السَّلاطين؛ لأنهم رمز لوحدة الأمة والتفافها.

 

3- إنَّ بعض الشعراء أعادوا إلى الأذهان فن رثاء المدن خاصَّة "شوقي"، و"الهنداوي" و"أمين ناصر الدين"؛ ممَّا يعدُّ عاملاً من عوامل الانبعاث الشعري.

 

4- إنَّ شعر الحرب في المغرب خاصَّة تلك الاستغاثات يقطع بأنَّ مَجِيءَ العثمانيين إليها كان بدعوةٍ وتحريضٍ من أهلها؛ ممَّا أخَّر المدَّ الصليبي على تلك البلاد ردحًا من الزمن.

 

5- إنَّه لم يكن معزولاً عن الأحداث التي كانت الأمَّة تصطَلِي بأتونها حتى في زمنِ ضَعفِه وجُموده.

 

6- وإنَّ بعض شِعر هذه الحقبة وخاصَّة في المغرب، والحرب الروسيَّة الأولي، وبعض شعراء "المقتبس" وغيرهم، على تفاوُت فيما بينهم ليس من القوَّة، ولا مستوي الإبداع الفني بحيث يُكتَفى به وحده، وإنما كان أقرب إلى أنْ يكون تدوينًا للحوادث التاريخيَّة، اشترك فيه العلماء والشعراء وكل مَن يستطيع القول.

 

7- إنَّ شعراء الانبعاث والتجديد كانوا ينطلقون من قدمٍ راسخة في التراث؛ ولذلك لاحظنا مدى تأثُّرهم به من خِلال معارضاتهم للقصائد البارزة فيه، وأنَّ شعرهم دلَّ على تمتُّعهم بمخزونٍ شعري ولغوي فخم؛ ممَّا أتاح لهم القُدرة على التجديد، وأنهم ساعدوا على نشْر بعض الألفاظ والمصطلحات الجديدة التي أملَتْها ظروف العصر.

 

8- إنَّ الشعر كان واضحًا لا غُموض فيه؛ لأنه قائمٌ على الحثِّ والاستِنهاض لجميع الطبقات؛ ممَّا جعل عنصر الوضوح هو الطريق الأمثل لإيصال الفكرة.

 

9- من بين القصائد التي أوردتها آثار لشعراء نشرت دواوينهم، ولكنَّها خَلَتْ من هذه الآثار؛ ممَّا يجعَلُ هذا البحث وثيقةً لها مثل "على أبو النصر"، "عبدالحليم المصري"، "أحمد الكاشف"... وغيرهم.

 

10- في حرب اليونان 1314هـ يتسامى صوت "أحمد شوقي" مُعلِنًا أنَّ الشعر العربي شَرَعَ ينهض من كبوته التي لازمَتْه، فبرغم طول القصيدة إلا أنها كانت مثالاً حيًّا على قوَّة أدائه الفني وثقافته الواسعة وقُدرته على تتبُّع سير المعركة وإضفائه عليها من خَياله، حتى خُيِّلَ للقارئ أنَّ "شوقي" حضر المعارك بنفسه.

 

11- إنَّ الاتِّجاه إلى إخراج شِعر الحرب مخرجًا قصصيًّا يكشفُ عن محاولة تجديد الشعر العَمودي دُون خُروجٍ على أوزانه وقَوافيه، وهي تدلُّ على تجدُّد الحسِّ الفني، والرَّغبة في انعِتاق الشعر من مظاهر الجمود.

 

12- وعي الشعراء بالأحداث، وذلك في ربط الحاضر بالماضي، فسُقوط بعض البلدان الإسلاميَّة يُذكِّرهم بأسى المسلمين في الأندلس، كما نلحَظُ ذلك ظاهرًا في أثناء حديثهم عن حرب البلقان.

 

13- كان ظُهور الصحافة العربيَّة بجناحيها الخبريَّة والأدبيَّة سببًا في أنْ يُؤازر النثر الفني الشعر، وأنْ يُواكبا الأحداث معًا؛ ممَّا جعل الشعراء يعتَرِضون بعض المعاني التي ردَّدها الأدباء أصحاب البيان الرفيع أمثال: "حمزة فتح الله" في صحيفة "البرهان" 1880م، و"أديب أسحق" في "مصر" 1871م، و"الهلال" 1892م لجورجي زيدان والشيخ "على يوسف" في "المؤيد" 1890م.

 

14- المسميات التي ظهرت في ميادين الحرب ولم يكن لها أسماء حديثة دفعت الشعراء إلى الرُّجوع إلى التراث العربي وإلى معاجم اللغة واستخراج ما يصلح أسماء لهذه المسميَّات عن طريق الاشتقاق مثلاً؛ محو: المدفع والطائرة، وهو ما عاد على مفردات اللغة بالثراء.

 

كما أنَّ فعل الأحداث بالنُّفوس وما ينشأ عنها من انفِعالاتٍ مُتنوِّعة مُتجدِّدة كان يُؤدِّي بهم لظُهور صِياغات وتَراكيب جديدة في اللغة لا أقول: إنها كانت خاصَّة بالشعر، بل ربما شارَك فيها النثر أيضًا.

 

• • • •

مقترحات

هنالك بعض المقترحات عنَّت إثناء كتابة هذا البحث:

1- إنَّ كثيرًا من الشعراء المشهورين ناهيك عن المغمورين يستحقُّون أنْ تُقام حولهم دراسات؛ نظَرًا لدورهم في شعر النهضة مثل: "محمد عبدالمطلب"، "أحمد محرم"، "أمين ناصر الدين"، "محمد بن محمود"، "محمود صادق" وغيرهم.

 

2- إنَّ تاريخ هذه الحقبة أدبًا ولغة وسياسة واجتماعًا بحاجةٍ ماسَّة إلى إلقاء مزيدٍ من الأضواء، ولن يتمَّ ذلك في نظري إلا بقِيام لجانٍ مُتخصِّصة تتمتَّع بالقُدرة والنَّزاهة العلميَّة لتبتعدَ عن الأحكام الجاهزة والمقرَّرة سلفًا.

 

3- مدى أثرها على تاريخنا المعاصر على كلِّ المستويات لنتمكَّن من وعي كثيرٍ من قَضايانا المعاصرة ذات الجذور الضاربة بأعماقها في ذلك العصر.

 

4- ظاهر النثر الفني الشعر وتطرَّق به الكُتَّاب إلى شتَّى المجالات التي تعرَّض لها الشعراء في هذا المجال؛ فصار هذا النثر قمينًا بالدَّرس والتَّمحيص للوقوف على ما بلغه بفضْل الحرب من مكانةٍ فنيَّة رفيعة.

 

• • • •

فهرس الموضوعات

الموضوع

الصفحة

المقدمة

أ

التمهيد

1

الباب الأول الشعر وحروب الدولة العثمانية في أوروبا

6

الفصل الأول: الشعر وحروبها مع روسيا

6

المبحث الأول: الحرب الروسية العثمانية 1209هـ/ 1853م.

7

بواعث الحرب

8

تركيز المدائح للخليفة على سجايا القائد

11

الجيش في المعارك

16

وصف المعركة

25

المبحث الثاني: الحرب الروسية الثانية 1294هـ/ 1877م

31

الإشادة بالسلطان تأييدًا للخلافة

32

الإشادة بقواد الجيش العثماني

36

في سوح المعارك

40

تعبئة الجيوش

42

استنفار المسلمين للجهاد

47

الفصل الثاني: حروبها مع اليونان

51

فتح القسطنطينية في وعي الأوروبيين

51

ثورة كريد الأولي

55

ثورة كريد الثاني

63

حرب اليونان 1314هـ

75

تمجيد الخليفة رمز الإسلام

75

أسباب الحرب في منظور الشعراء

81

وصف الجيش العثماني

83

وصف المعارك

87

هجاء العدو والاستخفاف به

118

نشوة النصر

124

نزعة الفخر

126

حرب اليونان 1340هـ

129

الانخداع بمصطفى كمال والولاء للخلافة والخلفاء

130

استعداد اليونان للقتال

160

جرائم اليونانيين

161

هزائم اليونان

165

وصف المعركة

174

جوانب انفرد بها "محرم"

178

ذكرى وقائع "غاليبولي"

184

المعدات القتالية

185

الجرحى والبر بهم

189

الدافع الديني

192

نشوة الظفر على اليونان

195

قيم أبرزتها الأحداث

204

الفصل الثالث: حرب البلقان

210

تحالف دول البلقان

211

فزع الشعراء لتساقط المدن العثمانية

212

الطابع الصليبي للحرب

220

وصف المعركة والجند

227

تصوير الجرائم إلى ارتكبها العدو

239

استنهاض المسلمين والاستغاثة بهم

244

الاتحاد ونبذ الفرقة

268

الموقف من السلم

274

القوة هي الفيصل في التعامل مع الغرب

277

الدعوة إلى الأخذ بأسباب العلم

279

الفخر والأمل في غد مشرق

280

الهجاء

287

المعدات القتالية

289

الفصل الرابع: من معارك الحرب العالمية الأولي في أوروبا

291

مقدمة تاريخية

292

الدعوة لنصرة العثمانيين والإشادة بهم

293

الدعوة إلى مساعدة الخلافة

300

معركة "الدردنيل" "غاليبولي" وصداها في الشعر

303

وصف هزيمة الحلفاء والتهكم بهم

307

وصف الجيش والإشادة به

318

من آثار الحرب

323

سقوط" أيا صوفيا" ومراثي الشعراء لها

323

غروب الشمس

328

مصير روسيا

338

الباب الثاني الشعر وحروبها داخل الوطن العربي

344

تمهيد

346

استغاثة الأندلسي المجهول

348

معركة وادي المخازن

360

أثرها في الشعر

361

صورة الجيش البرتغالي

362

صورة الجيش الإسلامي والثناء عليه

364

صورة المعركة

365

سقوط أصيلا

370

استقرار العثمانيين

375

إنقاذ وهران

375

ظلم الاستعمار

383

الدعوة لإنقاذ وهران مع وصف الجيش المنقذ

385

وصف المعركة

398

الحث على الجهاد واسترداد "العرائش"

404

ملاقاة فرنسا في حلق الوادي

414

احتلال الجزائر

418

الفصل الثاني: حرب طرابلس

424

إضاءة حول الحرب

425

الدعوة إلى الاتحاد

426

الدعوة إلى الجهاد بالمال

433

الدعوة إلى الجهاد بالنفس

452

شوق بعض الشعراء للجهاد

481

نصرانية المعركة

484

وصف المعركة والجيش

488

أنين الجريح

505

البعثات الطبية

511

المعدات القتالية

514

تفنيد دعوة السلم الأوروبية

517

الفصل الثالث: الحرب العالمية الأولى داخل الوطن العربي

522

الثناء على الدولة وولاتها

523

الدعوة لمساعدتها

528

الثورة العربية

533

تأييد الثورة والتعريض بالأثراك

533

الوقوف ضد الثورة

542

المعارك داخل البلاد العربية، الشام - العراق

543

شعراء وقفوا مع الدولة في تلك الحرب

554

الباب الثالث: الخصائص الفنية للشعر في هذه الحقبة

561

الفصل الأول: الألفاظ والصور

562

الطبقة الأولى

564

ضعف الألفاظ والتراكيب

564

التاريخ الشعري

569

الإخلال بالوزن

570

التكالب على المحسنات

573

الصورة

575

الطبقة الثانية

578

الألفاظ القليلة الشيوع

578

بعض الألفاظ المحدثة

582

الصورة

588

التأثر بالقرآن

588

التأثر بالشعر القديم

590

صور متألقة

593

المسحنات البديعية

607

الفصل الثاني: ظواهر مشتركة

612

المنزع التاريخي

613

النزعة القصصية

618

الأساليب الإنسانية

625

المعارضات

631

الخاتمة

647

قائمة المراجع

652

فهرس الموضوعات

665

 





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • الشعر في ديوان جولة في عربات الحزن(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مفهوم الشعر عند قدامة من خلال كتابه نقد الشعر(مقالة - حضارة الكلمة)
  • هل كريم الشعر يمنع وصول ماء الوضوء إلى الشعر؟(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • لماذا الشعر النبطي تجاوز الشعر الفصيح؟(مقالة - حضارة الكلمة)
  • خصائص النبي المختلف عليها (5)(مقالة - ملفات خاصة)
  • الشعر والفلسفة عند النحاة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الشعر في منطقة الرياض (من عام ١٣٩٥ هـ إلى عام ١٤٢٣ هـ)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • من فنون الشعر(مقالة - موقع د. محمد الدبل)
  • حقيقة الشعر وجوهره(مقالة - حضارة الكلمة)
  • إبداع الشعر الملحمي الإسلامي .. شعر أحمد شوقي نموذجا(مقالة - موقع د. محمد الدبل)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب