ملخص الرسالة

تكملة شرح الترمذي

للحافظ زين الدين عبدالرّحيم بن الحسين العراقيّ (ت 806 هـ)

كتاب الصّوم

دراسة وتحقيقًا

المقدمة:

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

أما بعد: فقد امتنّ الله - عزّ وجلّ - على هذه الأمّة بأن حفظ لها دينها؛ وذلك بحفظ الكتاب والسنّة، قال تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]، وحفظ الكتاب يستلزم حفظ السنّة، فهي صنو الكتاب العزيز المفصّلة لما أجمل فيه، والمفسّرة لمشكله، والموضحّة لمبهمه؛ لذلك هيأ الله - عزّ وجلّ - لهذه السنّة من قام بحفظها وتبليغها والعناية بها من جهابذة العلماء؛ ممّن علت هممهم، وسمت مقاصدهم، يبذلون كل ما يستطيعون من أجل خدمة هذا الدين.

وكان من هؤلاء العلماء الإمام أبو عيسى محمّد بن عيسى التّرمذيّ المتوفّى سنة (279هـ) - رحمه الله تعالى - فألّف كتابه الجامع؛ فكان أحد الكتب السّتة المعتمدة التي حظيت بعناية خاصة من العلماء، وقد تنوّعت وتعدّدت صور هذه العناية. فمن تلك العناية شرح هذه الكتب، وكان لكتاب التّرمذيّ نصيب من ذلك فقد شرحه القاضي أبو بكر بن العربيّ (ت543هـ) في كتابه "عارضة الأحوذي"، ثم جاء من بعده أبو الفتح ابن سيد النّاس (ت 734هـ) فشرح من أول الكتاب، ولم يتمّه، فجاء من بعده الحافظ زين الدين العراقي (ت806هـ)، فبدأ بالشرح من حيث وقف ابن سيد النّاس، وبيّض منه إلى آخر كتاب اللباس.

ولمّا علمت أنَّ قسم فقه السنّة ومصادرها قد فتح باب التّسجيل في العمل على تحقيق شرح العراقيّ، حيث قام بعض الأخوة في تسجيل هذا الموضوع والعمل على تحقيقه[1]، وطالعت الكتاب فرأيت ما حواه من فوائد غزيرة، رغبت أن أشارك في خدمة هذا الكتاب، وذلك بتحقيق جزء منه؛ ليكون موضوع رسالتي في مرحلة الدكتواره، وهو بعنوان:

" تكملة شرح التّرمذيّ للحافظ العراقيّ "

( كتاب الصّوم )

دراسة وتحقيقًا

ويقع القسم المحقق في (138) ورقة، من (1) إلى (138) من نسخة المكتبة السّليمانيّة (الأصل في التّحقيق)، عدا السّاقط منها[2].

وعدد الأوراق في نسخة السّنديّ (70) ورقة؛ وأوراق هذه النّسخة كبيرة جدًّا؛ فعدد الأسطر يبلغ 45 سطرًا تقريبًا، في كل سطر 25 كلمة تقريبًا.

سبب اختيار الموضوع:

1- رغبتي في المشاركة في إحياء التّراث الإسلاميّ، وخدمة السنّة النّبويّة، وذلك بالمساهمة في إخراج هذا الكتاب محقّقًا ومخدومًا؛ لكي تتمّ الاستفادة منه على أكمل وجه.

2- أهمية الكتاب لكونه شرحًا لأحد الأصول الستّة المعتمدة.

3- مكانة الشارح العلمية، فهو الحافظ الكبير زين الدين أبو الفضل عبدالرحيم بن الحسين العراقيّ المتوفّى سنة (806هـ)- رحمه الله تعالى -.

4- قيمة الكتاب العلمية.. فقد امتاز شرح العراقيّ بمميزات كثيرة منها:

‌أ- اهتمام العراقيّ بتخريج حديث الباب، وتحرير حكم التّرمذيّ عليه، ومناقشته إذا ظهر له خلاف ذلك.

‌ب- عنايته بتخريج ما قال فيه التّرمذيّ: "وفي الباب".

‌ج- بيانه لما في الباب ممّا لم يشر إليه التّرمذيّ.

‌د- عنايته بتعليل الأحاديث، وتحرير الكلام فيها.

‌ه- توضيحه للمسائل الفقهيّة المستنبطة من أحاديث الباب، ومذاهب العلماء فيها.

‌و- عنايته بتفسير غريب الحديث.

‌ز- تعقّبه لمن قبله في شرح حديث كابن العربيّ، وفي تراجم الرّواة كالمزّيّ، وفي الحكم على الحديث كالحاكم.

‌ح- كونه مرجعًا مهمًا في توثيق حكم التّرمذيّ.

5- إرشاد جمع من المشايخ الأفاضل إلى خدمة هذا الكتاب، وحثّهم على العمل فيه دراسة وتحقيقًا.

6- اكتساب الخبرة في تحقيق المخطوطات، وتتويج ما تلقيناه في هذه الكليّة المتخصّصة - أعنى كليّة الحديث الشّريف - إلى واقع عمليّ تحت إشراف علماء أفاضل، ليكون عونًا لي في المستقبل - إن شاء الله تعالى - في المشاركة في إحياء التّراث الإسلاميّ بصورة مرضيّة.

خطة البحث:

جعلت الرّسالة في مقدّمة وقسمين:

المقدّمة: اشتملت على مدخل، وأسباب اختياري للموضوع، وشرح لخطّة البحث.

القسم الأول: الدّراسة: - ويحتوي على ثلاثة فصول:

الفصل الأوّل: ترجمة موجزة للتّرمذيّ.

الفصل الثّاني: ترجمة الشّارح - رحمه الله -؛ وفيه ثمانية مباحث:

المبحث الأوّل: اسمه ونسبه ونسبته

المبحث الثّاني: مولده.

المبحث الثّالث: نشأته العلميّة.

المبحث الرّابع: شيوخه.

المبحث الخامس: تلاميذه.

المبحث السّادس: ثناء العلماء عليه.

المبحث السّابع: مؤلفاته.

المبحث الثّامن: وفاته.

الفصل الثّالث: دراسة الكتاب؛ وفيه ستّة مباحث:

المبحث الأوّل: اسم الكتاب.

المبحث الثّاني: إثبات نسبة الكتاب للمؤلف.

المبحث الثّالث: موضوع الكتاب.

المبحث الرّابع: شروح الترمذي ومكانة شرح العراقي منها.

المبحث الخامس: منهج المؤلف في كتابه [ في القسم المحقق ].

المبحث السّادس: وصف النّسخ الخطيّة.

القسم الثّاني: النّص المحقّق.

( من أوّل كتاب الصّوم إلى آخره )

ومنهجي في التّحقيق كالتّالي:

1- اتخذت من نسخة السّليمانيّة أصلًا، وأكملت السّاقط منها من نسخة برلين، ثمّ من نسخة السّنديّ ( المحموديّة ).

2- نسخت القسم المراد تحقيقه من الأصل؛ مراعيًا قواعد الإملاء الحديثة.

3- قابلت ما نسخته بالأصل، ثم بالنّسخة الأخرى مثبتًا الفروق بينهما في الحاشية.

4- قمت بتقويم النّص، وضبطت ما أشكل منه - ما أمكن -.

5- عزوت الآيات إلى مواضعها بذكر اسم السورة ورقم الآية.

6- عزوت الأحاديث والآثار التي أخرجها العراقيّ إلى مصادرها مع إضافة ما يحتاج إلى تخريج، والحكم عليها صحّة وضعفًا إذا لم يكن للشّارح حكم عليها.

7- ذكرت الشّواهد التي أغفلها الشّارح إذا كان لها أثر في الحكم على الحديث.

8- ذكرت ما وقفت عليه من أقوال أهل العلم في الكلام على الأحاديث، والحكم عليها.

9- خرجت الأحاديث والآثار الواردة في الشّرح عرضًا إذا لم يخرجها العراقيّ؛ فإن كان الحديث في الصّحيحين أو في أحدهما اقتصرت بالعزو إلى من أخرجه منهما، وإلا خرّجته من مظانّه مع بيان درجته.

10- وثّقت النّقول الواردة في الشّرح من مصادرها الأصلية - ما أمكن -.

11- ترجمت للرّواة والأعلام الذين يقتضي المقام الترجمة لهم.

12- إذا كان الرّاوي من رجال أصحاب الكتب الستّة فإني أذكر حكم الحافظ ابن حجر فيه من التقريب ما لم يظهر لي خلافه فأذكر الرّاجح فيه منتزعًا ذلك من أقوال أئمة الجرح والتعديل.

13- إن لم يكن الرّاوي من رجال الكتب الستّة فإني أذكر من أقوال أئمة الجرح والتّعديل فيه ما يبيّن حاله.

14- شرحت الكلمات الغريبة الواردة في الكتاب ممّا لم يبيّنه الشّارح مع ضبط الكلمات المشكلة.

15- قمت بعمل الفهارس التّالية:

‌أ- فهرس الآيات القرآنيّة.

‌ب- فهرس الأحاديث.

‌ج- فهرس الآثار.

‌د- فهرس الأعلام.

‌ه- فهرس الكلمات الغريبّة.

‌و- فهرس الأماكن والبقاع.

‌ز- فهرس الأشعار.

‌ح- فهرس أسماء الكتب الواردة في الكتاب.

‌ط- فهرس المصادر والمراجع.

‌ي- فهرس الموضوعات.

هذا وقد بذلت جهدي في إنجاز هذا العمل، فما كان فيه من صواب فمن الله وحده، فله الحمد والمنّة، وما كان فيه من خطأ وزلل، فمن نفسي، وأستغفر الله، ورحم الله من أرشدني، وأهدى إليّ عيوبي، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

وصلّى الله على نبينا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

شكر وتقدير:

هذا ولا يسعني بعد إتمام هذه الرّسالة إلاّ أن أحمد الله عزّ وجل على ما أنعم به عليّ من نعمه الظّاهرة والباطنة، فأحمده حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه.

وبعد شكر الله - تبارك وتعالى - أتقدّم بالشّكر والعرفان لهذه الجامعة المباركة، ممثّلة بالقائمين عليها على ما بذلوه ويبذلونه لخدمة أبناء المسلمين من مختلف أقطار العالم، فجزاهم الله عنّا خير الجزاء.

كما أتقدّم بالشّكر الجزيل لشيخي وأستاذي فضيلة الأستاذ الدكتور عبدالله بن أحمد بن سليمان الحمد، المشرف على هذه الرّسالة على ما بذله من وقته وجهده وسعة صدره، وحسن توجيهه، فجزاه الله خير الجزاء.

وأتوجه بالشكر للشيخين الفاضلين: فضيلة الأستاذ الدكتور عبدالله بن مرحول السوالمة، وفضيلة شيخنا الدكتور سُليمان بن عبدالعزيز العُريني اللّذين تفضلا بقبول مناقشة الرسالة وإبداء الملحوظات عليها وتقويمها، فأجزل الله لهم المثوبة وبارك في علمهم وعملهم ووقتهم.

ولا أنسى في هذه المقام أن أتقدّم بالشّكر لمشايخي وأساتذتي الذين تتلمذت عليهم في هذه الجامعة المباركة وخارجها.

كما أشكر كلّ من مدّ لي يد العون والمساعدة في إنجاز هذه الرّسالة، سائلًا المولى عزّ وجلّ أن يجزيهم عني خير الجزاء إنَّه واسع كريم. والحمد لله ربّ العالمين.

وصلّى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.